بيئة العمل: كونك تعمل في إدارة الموارد البشرية وتهتم بتعزيز إنتاجية الموظفين وتحسين أدائهم فهذا يعني النظر في العوامل التي تؤثر على عمل الموظفين من أهمها بيئة العمل.
يقضي الموظف يوميًا ما يقرب من ثمانِ ساعات في العمل، وبالتالي تتطلب بيئة العمل التي يعمل فيها أن يشعر بالراحة وأنها تساعده على إنجاز مهامه اليومية بأفضل مستوى ممكن، ولكن إذا لم تكن بيئة العمل داعمة ومميزة ومُلهمة للموظف بإمكانك أن تجعلها بأفضل مستوى ممكن من خلال الوسائل التي ستتعرف عليها في هذا المقال وهي تعد مبادرات تحسين بيئة العمل.
مفهوم بيئة العمل
بيئة العمل هي كافة العناصرالمحيطة بالموظف والتي تؤثر على أداءه الوظيفي وإنتاجيته في العمل يوميًا، وتشمل هذه العناصر ثقافة الشركة أو المؤسسة من التواصل بين الموظفين، وأهداف الشركة ورسالتها.
فلابد أن تعمل الشركة على تحسين جوانب بيئة العمل، إلى جانب ما تُجهّز به الشركة من أجهزة وأثاث، بالإضافة إلى الأجواء التي تُحيط بالموظف سواء سلبية أو إيجابية والتي تؤثر على الحالة النفسية في بيئة العمل والأداء الوظيفي.
بيئة العمل القائمة على مبادئ صحيحة تمنح الفرض للموظفين للنمو والتطور وظيفيًا، فهي تتيح له معرفة نقاط ضفعهم من مهارات أو معرفة ومن ثم تطويرها عبر الفرص التدريبية التي توفرها لهم الشركة أو المؤسسة، كما أن تواصلهم الفعّال مع زملائهم من فريق العمل أو غيره يمنحهم الفرصة للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم.
مفهوم بيئة العمل الصحية
بيئة العمل الصحية تُعرف أيضًا ببيئة العمل الإيجابية وهي تعني مكان العمل الذي يشعر فيه الموظف بالسلامة والأمان والرضا الوظيفي، وهي تدعمه وتحفزه دائمًا على تحقيق أهدافه وبلوغ مستوى أعلى في التطور الوظيفي.
كما أن المعنى يشمل خلق الجو الإيجابي في مكان العمل مسئولية الشركات والمؤسسات التي تدرك مدى أهمية الموظفين في تحقيق النمو والأرباح والذي لا يتحقق إلا إذا توفرت لهم كافة العوامل الممكنة التي تحفزهم على السعي لذلك، وبالتالي يمكن تسمية هذه البيئة أيضًا ببيئة العمل الخلاقة للإنتاج والإبداع.
تختلف بيئة العمل الإيجابية عن بيئة العمل العامة وذلك لأن المعنى الآخر قد يتضمن مكان عمل سلبي يؤثر على أداء الموظفين وإنتاجيتهم ولا يحقق لهم الشعور بالأمان والرضا الوظيفي.
أنواع بيئة العمل
لبيئة العمل خمسة أنواع مختلفة تتضمن كل منها عوامل مرتبطة بالبيئة المادية وثقافة الشركة والظروف المحيطة بالموظف وهي تشمل:
1- البيئة الواقعية
وهي بيئة خاصة بالموظفين كثيري الحركة خلال ساعات العمل في وظائف لاتتطلب الجلوس أغلب الأوقات مثل الصيانة والهندسة، ويرجع ذلك إلى أنهم يتمتعون بمهارات تتطلب إنجاز الأعمال بشكل يدوي وباستخدام الأدوات المختلفة، وبالتالي فإن هذه البيئة تعزز من النشاط الحركي خلال فترات العمل.
2- البيئة الاجتماعية
تختص هذه البيئة بنسبة كبيرة بالتواصل الاجتماعي والتفاعل بين الموظفين وبين الطرف الآخرى، وذلك يرجع إلى أنهم يقدمون خدمات لهم والتي تتطلب منهم التعامل برقي واحترام ولين معهم، وتنتشر البيئات الاجتماعية في المؤسسات الصحية من المستشفيات والعيادات والتي يؤديها الأطباء والمرضى، إلى جانب المدارس حيث يعمل فيها المعلمون، بالإضافة إلى الهيئات الاجتماعية الأخرى مثل الجمعيات الخيرية.
اقرأ أيضًا: التنوع في بيئة العمل.
3- البيئة الفنية
وهي بيئة تمنح لمن يعمل فيها فرصة أن يطلق العنان لخياله في إضفاء الابتكار والإبداع في أعماله، كما أنها تمنحهم القدرة على التعبير عن أفكارهم وترجمتها إلى أعمال فنية، غالبًا ماترتبط هذه البيئة بوظائف الرسم والتصميم والفنون المسرحية.
4- البيئة الاستكشافية
وهي بيئة تعتمد على استخدام القدرات العقلية في البحث والتحليل والدراسة والحصول على النتائج، ومن يعمل فيها يعتمد على عدة مهارات مرتبطة بها من أبرزها مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي، وهي بيئة نجدها في وظائف مختلفة مثل الأعمال المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والهندسة.
اقرأ أيضًا: أهم مشكلات بيئة العمل.
5- البيئة التقليدية
ترتبط البيئة التقليدية بشكل وثيق بالوظائف التقليدية القديمة التي يؤدي الموظفين فيها أعمال روتينية على نحو منظم ومرتب، ونجد هذه البيئة في المؤسسات الحكومية في هيئات مثل شئون الموظفين والعاملين كمساعدين ووظائف السكرتارية.
6- البيئة المغامرة
تشبه البيئة الاجتماعية حيث أنها قائمة على التواصل والتفاعل مع الآخرين ولكنها تختلف في شكل التواصل الذي يركز بدرجة كبيرة على النقاش والتفاوض والإقناع بغرض بيع الخدمة أو المنتج، وهي المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الموظف، وتشيع هذه البيئة في وظائف المبيعات والعقارات.
هناك أنواع أخرى مثل بيئة العمل السامة والاستقصائية وغيرها من البيئات السلبية.
عناصر بيئة العمل
بيئة العمل هي نتاج عناصر عدة إما أن تجعلها إيجابية للموظف أو سلبية له، وهي تشمل العوامل التي تجعل بيئة العمل مناسبة وهي:
1- البيئة المادية
تشمل العوامل المؤثرة في بيئة العمل البيئة المادية التي تتكون من مجموعة من العناصر وهي:
- موقع العمل: ويتضمن العمل إما داخل موقع الشركة أو خارجه وفقًا لطبيعة الوظيفة، وفي بعض الوظائف قد تتضمن العمل داخل أو خارج الشركة.
- الأجهزة: تعتبر أدوات أساسية في تأدية المهام اليومية للموظفين مثل أجهزة الكمبيوتر والطابعات.
- الأثاث: وهي عناصر يجب أن توفر الشعور بالراحة أثناء العمل وتتمتع بالتنظيم والنظافة للموظف مثل المقاعد والطاولات.
- حجم مساحة العمل: سواء كان حجم مساحة العمل كبيرًا أو متوسطًا أو صغيرًا فيجب أن يضمن سهولة وصول الموظف إلى الأجهزة وغيرها من الأدوات الأخرى.
2- ثقافة الشركة
تعبر ثقافة الشركة عن قيّمها وأهدافها وهي مزيج من العناصر التالية:
- التطوير والتشجيع: يتحسن أداء الموظف نتيجة التحفيز والدعم الذي يجده من المديرين والزملاء، وهذا ما يعزز من قيمة التعاون.
- بيان الشركة: يتضمن هذا البيان مجموعة من القيم التي تتُرجم إلى أهداف يؤديها الموظفين في أعمالهم يوميًا.
- القواعد السلوكية: وهي إرشادات يتبعها الموظفين عند التعامل مع زملاء العمل، وهي تتوفر في كتيب الموظفين.
3- ظروف العمل
تتشكل ظروف العمل من عدد من العوامل التي تشمل:
- التوازن بين العمل والحياة: ويتحقق هذا التوازن من خلال أيام الإجازات الأسبوعية والمدفوعة وعدد ساعات العمل اليومية.
- قواعد العمل: وتتحدد هذه الشروط طبقًا لعقد العمل سواء كان محدد المدة أو غير محدد، وهي تتضمن عناصر أخرى تتصل بحقوق الموظف مثل الإجازات المدفوعة والمكافآت.
- لوائح الأمان: وهي قواعد تحقق الأمن والسلامة للموظفين خلال عملهم من خلال استخدامهم الآمن للأجهزة والمعدات.
- أسلوب الحياة الصحي: حيث تشجع المؤسسات الموظفين على اتباع العادات الصحية مثل بذل نشاط رياضي وتناول وجبات صحية خلال فترة عملهم.
مكونات الإبداع في بيئة العمل
كما قرأت مسبقًا أن بيئة العمل تحفز الموظف على الإبداع والابتكار في عمله، وذلك بتوافر العوامل التالية:
- مساحة العمل: والتي يجب أن تكون مريحة في الأثاث والإضاءة، وتحقق له الأمن والسلامة.
- الإدارة: والتي يجب أن تدعم تطور الموظفين بتحديد لهم أهداف واقعية، إلى جانب التواصل الفعّال معهم.
- العلاقات بين الموظفين: ويجب أن تكون جيدة وعلى قدر كبير من التواصل والتعاون والدعم لبعضهم البعض.
تقييم بيئة العمل
يشير مفهوم تقييم بيئة العمل إلى إجراء يستهدف معرفة مستوى فاعلية وجودة هذه البيئة للموظفين ومدى تجنبها لمخاطر بيئة العمل، وذلك من أجل تحديد الجوانب التي تتطلب التحسين والتي تحقق لهم الراحة والأمان والرضا الوظيفي لتعزز من تحفيزهم على النمو الوظيفي.
تعتمد المؤسسات والشركات على وسائل متنوعة في تقييم بيئة العمل، وتختلف طبقًا لعوامل عدة من أبرزها الأهداف التي وضعتها الإدارات من هذا الإجراء، فقد تعتمد على التحليل الإحصائي للبيانات المُجمعة الخاصة ببيئة العمل، أو طرق أخرى مثل المقابلات والاستطلاعات التي تتضمن رأي الموظف حول مدى جودة بيئة العمل.
اقرأ أيضًا: أفكار إبداعية في بيئة العمل.
مفهوم تحسين بيئة العمل
يشير مفهوم تحسين إلى عملية إجراء تغييرات الهدف منها توفير جو إيجابي للموظفين يشجعهم على تطوير أدائهم وتعزيز إنتاجيتهم، إلى جانب تعزيز الإحساس بالرضا الوظيفي والأمان، بالإضافة إلى تقوية التعاون والتواصل بين الموظفين لتحسين علاقاتهم.
تحسين بيئة العمل يتم على مستويات مختلفة مثل جانب اللوائح الذي يرتبط بإتخاذ إجراءات ترتبط بثقافة الشركة وغيرها من العوامل المرتبطة بتطوير بيئة العمل، أو على المستوى المادي بجعل بمساحة العمل بما تشمله من أجهزة ومكاتب وإضاءة وغيرها من العوامل التي تحقق للموظف العم براحة وتساعده على التركيز أثناء العمل، أو على مستويات أخرى مثل الإدارات بتطوير الموظفين عبر منحهم فرص للتدريب.
اقرأ أيضًا: تحسين بيئة العمل: أهم 17 طريقة ومبادرة لتطوير بيئة العمل.
خدمات بكه للمنشآت
هل تحسين بيئة العمل يمثل تحديًا بالنسبة لك؟ بكه تسهل لك إجراءات التحسين من خلال توفير دورات تدريبية معتمدة دوليًا للموظفين تساعدهم على تحسين أدائهم وتطوير مهاراتهم وبالتالي ترى إنتاجية أعلى ونتائج أفضل.
خدمات بكه للمنشآت تتضمن برامج تدريبية إما حضورية أو عن بُعد في التخصصات الأكثر طلبًا مثل الموارد البشرية وإدارة المشروعات وتحليل الأعمال، لا تفوت الفرصة وسجل الآن لموظفيك واتخذ خطوة جوهرية نحو نجاح مؤسستك!
ختامًا، بيئة العمل لها تأثير حيوي على إنتاجية وأداء الموظف، فكلما كانت صحية أكثر كلما كانت كفاءة الموظف أعلى؛ لأنها تلبي احتياجاته الوظيفية والنفسية، ويمكن تحسين بيئة العمل من خلال تحفيز الموظفين وتقديم الدعم والتقدير لهم.