تواجه المنظمات على اختلاف مجالاتها العديد من المشكلات التي تظهر في بيئة العمل، تلك المشكلات التي تؤثر على الإنتاج ورضا الموظفين، وتؤدي إلى شعورهم بالإرهاق وبعدم الرغبة في القيام بالمسؤوليات التي وُكلت إليهم، لذلك يتم الحكم على نجاح أو فشل المنظمة بقدرتها على احتواء تلك المشكلات والعمل على حلها بما لا يؤثر على الموظفين والإنتاج، وفي هذا المقال نوضح أنواع مشكلات العمل وكيفية حلها.
أنواع المشكلات في بيئة العمل
المشكلات في بيئة العمل هي الصراعات أو الخلافات التي تؤدي إلى بطئ الإنتاج أو عدم تماسك فرق العمل في الشركة، وتنقسم تلك المشكلات إلى عدة أنواع نوضحها فيما يلي:
1- انخفاض الدافع لدى الموظفين
من أبرز الصعوبات التي تواجه الموظفين في بيئة العمل، انخفاض الدافع لديهم، وافتقارهم الحماس الذي يمكنهم من القيام بأدوارهم ومسؤولياتهم، وذلك نتيجة المهام المتكررة أو الافتقار إلى فرص التقدم الوظيفي.
2- ثقافة الشركة الفقيرة
المقصود بثقافة الشركة الفقيرة، القيم والممارسات التي تنتهجها الشركة بما لا تلبي توقعات الموظفين، أو بما يشعرهم بنقص الدعم من زملائهم وقادتهم.
3- عدم التوازن بين العمل والحياة الخاصة للموظفين
لا يستطيع الموظفون إحداث توازن بين العمل والحياة الخاصة عندما يقضون الكثير من الوقت في العمل، وعدم وجود وقت كافٍ لحضور المشكلات الشخصية مع العائلة والأصدقاء، وهو ما يؤدي إلى إصابتهم بالإجهاد والإرهاق، أو نقص الحافز لديهم، أو شعورهم باللامبالاة في حياتهم المهنية.
4- جداول غير مرنة
من أبرز تحديات بيئة العمل وضع جداول زمنية غير مرنة للموظفين، والتي لا تسمح لهم بالحصول على إجازة عند الضرورة، أو تعديل جداولهم لتلبية الاحتياجات الشخصية.
5- الإفراط في عملية الإدارة
الإفراط في عملية الإدارة يعني قضاء المدير الكثير من الوقت في التحقق من عمل أعضاء الفريق وإعطاء التوجيهات وشرح التوقعات، بدلًا من تقديم تعليمات واضحة، وهو ما يؤدي إلى خلق المزيد من الضغوط على الموظفين.
6- انخفاض الرواتب
عدم حصول الموظفين على التعويض المناسب نظير مجهوداتهم في العمل من أبرز مشاكل العمل الإداري، ففي الغالب يتحدد الراتب وفقًا لعدة عوامل وهي الخبرة والمؤهلات والمدة مع الشركة، ولكن بعض الشركات تقدم رواتب أقل من المنافسين، للحفاظ على الميزانية أو الأسعار التنافسية.
وعندما يرى الموظف أنه لا يحصل على الراتب المناسب؛ ينخفض لديه الحافز في العمل، ويضطر إلى البحث عن عمل آخر، وهو ما يكلف الشركة في النهاية المزيد من المال.
7- عدم كفاية التدريب
لا يستطيع الموظفون القيام بواجباتهم اليومية والحفاظ على سلامتهم من مخاطر مكان العمل، عندما لا تقدم لهم الشركة برامج التدريب الملائمة التي ترشدهم إلى كيفية القيام بعملهم بفاعلية وأمان، وهو ما يؤدي في النهاية إلى بطئ في عمليات الإنتاج.
8- الافتقار إلى الأدوات أو المعدات المناسبة
من المشكلات التي يواجهها الموظفون في بيئة العمل، نقص الأدوات أو المعدات اللازمة لأداء وظائفهم، واضطرارهم لاستخدام معدات قديمة، وهو ما يؤثر بالسلب على الإنتاجية والسلامة.
9- عدم وجود فرص للتقدم الوظيفي
في أي منظمة، دومًا ما يبحث الموظفون عن فرصًا للتقدم والتطوير الوظيفي، وعندما لا توفر لهم شركتهم تلك الفرص؛ يضطرون إلى ترك العمل والبحث عن آخر، وبالتالي تخسر الشركة موظفين موهوبين وأكفاء، فتقل قدرتها على المنافسة في السوق.
10- التضارب بين الموظفين
الخلافات الشخصية بين الموظفين تؤدي إلى نشوب النزاعات بينهم وبالتالي افتقارهم إلى روح الفريق، وتتأثر إنتاجية الشركة بالسلب في حال عدم معالجة هذه المشكلة بشكل فوري.
وقد تبدأ تلك الخلافات من الاختلافات في الرأي إلى صراع صريح قد يصل إلى التنمر والاعتداء اللفظي، وهو ما يؤثر بالسلب على معنويات الموظفين وأدائهم وإنتاجيتهم.
11- ضعف التواصل
يُعد ضعف التواصل من أكثر المشكلات شيوعًا في أماكن العمل، وتنشأ هذه المشكلة نتيجة عدم تنظيم اجتماعات دورية لتبادل الآراء والتعليقات، وعدم السماح للموظفين بطرح الأفكار والتحدث بصدق عن المشكلات التي يعانون منها.
12- عدم التقدير
من التحديات التي يواجهها الموظفون في بيئة العمل، عدم تقدير مديرهم لعملهم ومجهودهم الشاق، وهو ما يفقدهم الحافز لتقديم المزيد، فيعملون على قدر طاقتهم.
13- الافتقار إلى الشفافية في القيادة
يعاني الموظفون في مكان العمل إذا كان القادة لا يتمتعون بالشفافية والصراحة والصدق معهم فيما يخص التغييرات أو المشاكل في الشركة، وهو ما يخلق داخلهم شعورًا بعدم اليقين، وتتأثر ثقافة بيئة العمل بالسلب.
14- ضعف الأداء
يضعف أداء الموظفين وتنخفض إنتاجيتهم، إذا واجه القائد صعوبة في إبقائهم متحمسين ومشاركين في مهامهم، أو عندما يتعرضون للإرهاق نتيجة الضغط في تأدية أدوارهم.
تقدم منصة بكه للمؤسسات العديد من الدورات التدريبية في مختلف المجالات، والتي تهدف إلى تطوير مهارات وصقل خبرات الموظفين، بما يساهم في خلق بيئة عمل صحية، وبما يلبي احتياجات كل مؤسسة، وذلك باستخدام التقنيات التدريبية والتعليمية الحديثة.
تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!
اسفيد الآن من عروض الجمعة البيضاء على الدورات المعتمدة من بكة في مجال تخصصك بخصومات تصل إلى 70%. اسفد من العرض عن طريق هذا الرابط.
حل مشاكل الموظفين في العمل
هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يتعين على إدارات المنظمات اتباعها من أجل حل مشكلات الموظفين في العمل، وهي كالتالي:
- يجب أن يعقد المديرون اجتماعات مع الموظفين لمعرفة ما إذا كانوا يشعرون بعدم التقدير أو العمل المرهق أو يعانون من مشاكل شخصية، ثم تقديم الحلول التي تعالج تلك الأسباب.
- بناء ثقافة أقوى للشركة، من خلال الحصول على تعليقات الموظفين، وإنشاء قيم شركة أكثر تحديدًا وبناء فرق تعاونية.
- يجب على إدارة الشركة أن تساعد الموظفين على الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، عن طريق منحهم جداول زمنية مرنة، والمزيد من الإجازات مدفوعة الأجر، مع عدم تكليفهم بأي مهام خارج ساعات العمل الرسمية.
- تبني نهجًا إداريًا مرنًا، يعتمد على تقديم المديرون التوجيهات والتوقعات مرة أو مرتين على الأكثر، ثم يسمحون للفريق بإكمال المشاريع قبل مراجعة جودتها.
- لضمان الاحتفاظ بالموظفين الأكفاء وتحسين رضاهم الوظيفي؛ لا بد من منحهم الرواتب التي تناسب خبراتهم ومجهوداتهم في العمل، ومطابقتها برواتب الكيانات المنافسة.
- على إدارة الشركة توفير برامج التدريب اللازمة التي تنطوي على عملية استقبال تجمع بين الموظفين الجدد ومدربين ذوي خبرة يوضحون خلالها كيفية القيام بمهام العمل.
- على الشركات مراجعة احتياجاتها من المعدات والإنتاج بشكل متكرر لضمان مطابقتها للمعايير الحديثة، مع معرفة مقترحات الموظفين حول الأدوات التي يحتاجون إليها لأداء وظائفهم بكفاءة أكبر.
- توفير المزيد من التدريب والتطوير المهني لقادة الشركات الحاليين والمحتملين، مع إنشاء فريق قيادة أكثر قوة.
- التركيز على مهارات بناء الفريق والمساءلة وحل النزاعات للقادة والموظفين للحد من الخلافات التي تنشأ بينهم.
مهارات حل المشكلات في بيئة العمل
يبحث أصحاب الشركات عن المديرين الذين يتمتعون بمهارات حل المشكلات في بيئة العمل، إلى جانب مهاراتهم المهنية، وتتمثل تلك المهارات فيما يلي:
1- مهارة العمل الجماعي
يُعد العمل الجماعي عنصرًا أساسيًا في حل المشكلات، فعلى القائد إظهار تعاطفه مع زملائه في الفريق، وتطوير قنوات تعليقات فعالة، واستخدام مدخلاتهم لحل المشكلة المطروحة.
2- مهارة الاستماع
عندما يتعرض أي عضو في الفريق لمشكلة؛ يتعين على المدير أن يكون مستمعًا جيدًا لتفاصيل المشكلة وأسبابها، حتى يستطيع جمع المزيد من المعلومات القيمة ثم استخدامها لإيجاد حلول فريدة في أقل وقت ممكن.
3- مهارة التواصل
يجب أن يمتلك المدير القدرة على التواصل الفعال، حتى يستطيع إيصال المشكلة وأي حل ممكن بشأنها.
4- مهارة التفكير النقدي
المقصود بمهارة التفكير النقدي، امتلاك المدير المهارة التي تمكنه من رؤية المشكلة من زوايا أخرى، مع إقامة التوازن بين السبب والنتيجة بسرعة، وتوقع الآثار طويلة المدى للحل المُقرر تنفيذه.
5- مهارة صنع القرار
يجب أن يمتلك المدير مهارة القدرة على صنع القرار بعد دراسة المشكلة جيدًا، مع تنفيذ الحلول التي يتوصل إليها، وتوقع آثارها طويلة المدى.
التعديات السلوكية في بيئة العمل
تُعرف التعديات السلوكية في بيئة العمل بأنها السلوك غير المبرر أو العدوان غير المبرر الذي يتعرض له الموظف بهدف مضايقته أو تحقيره أو تهديده أو ترهيبه، وقد تكون تلك السلوكيات جسدية، أو تقتصر فقط على التعديات اللفظية، وتؤدي في النهاية إلى خلق بيئة عمل سامة وعدائية.
وتتخذ التعديات السلوكية في بيئة العمل عدة أشكال مثل:
- صراخ المدير على الموظفين والتقليل من شأنهم، وبالتالي يشعر الموظفين بالقلق والتوتر والاكتئاب.
- الإساءة اللفظية والتي تشمل توجيه الشتائم والسُباب للموظفين، أو تهديدهم بإنهاء عملهم أو بالانتقام منهم.
- قيام أحد الموظفين بنشر القيل والقال عن زملائه، وهو ما يؤدي إلى قلة التعاون بين الموظفين وبعضهم البعض، نظرًا لغياب الثقة بينهم.
- إدلاء أحد الموظفين بتعليقات أو إيماءات جنسية تجاه الآخرين، وهو ما ينتج عنه شعور الموظفين بالمضايقة وعدم الارتياح.
- الاعتداء الجسدي على الموظفين مثل ضربهم أو دفعهم أو تقييدهم، أو تهديدهم بتلك الاعتداءات.
- تعرض الموظفين لإساءات نفسية تشمل التنمر والسخرية وعزلهم عن زملائهم.
- التمييز بين الموظفين ومعاملتهم بشكل مختلف على أساس العرق أو الجنس أو العمر أو التوجه الجنسي أو الخصائص الأخرى، وكذلك عدم المساواة بينهم في الأجور أو الترقيات أو غيرها من الفرص.
اقرأ أيضًا: التنوع والشمول في بيئة العمل وأهمية ذلك.
ضوابط الحماية من التعديات السلوكية في بيئة العمل
من الضروري اتخاذ مجموعة من التدابير لمنع التعديات السلوكية اللفظية والجسدية في مكان العمل، عن طريق القيام بما يلي:
1- التحقق من خلفية الموظفين الجدد
يمكن منع التعديات السلوكية في مكان العمل من خلال فحص تاريخ الموظفين المُحتملين، ومعرفة ما إذا كان لديهم ماضِ عنيف.
2- وضع سياسة تمنع التحرش
على إدارة الشركة وضع سياسة تمنع من وقوع حالات التحرش والتنمر والاضطهاد، لتجنب خلق بيئة عمل سامة، بحيث تتضمن هذه السياسة مجموعة من الإجراءات التي تعالج أي شكاوى في مكان العمل بكفاءة وسرية، وتوزيعها على المديرين والموظفين والمديرين التنفيذيين، والتأكد من أنها مفهومة لكل موظف.
3- إنشاء خط اتصال فعال
من العوامل الرئيسية التي تساهم في منع التعديات السلوكية في مكان العمل، وجود تواصل فعال بين الموظفين والإدارة، إذ أن ذلك يمكن الموظفين من فهم العلامات المبكرة للعنف المحتمل والتعرف عليها والإبلاغ عنها، إضافة إلى توفير خط اتصال مفتوح للإدارة والموارد البشرية والأعضاء الرئيسيين الآخرين في الشركة، ليتأكد الموظفين من سماع شكاواهم والاستجابة لها بشكل صحيح.
4- التدريب والتوعية
يتعين على الإدارة توفير دورات تدريبية حول كيفية الاستجابة لحادث عنيف حتى يعرف الموظفين كيفية الرد عند حدوثه بطريقة خاضعة للرقابة والمسؤولية.
5- وضع سياسة صارمة لمكافحة التعديات السلوكية
تساعد هذه السياسة على إلغاء سلوكيات الموظفين غير المرغوب فيها، لأنها تمكن الموظفين من الإبلاغ عن سلوكيات العنف والمضايقة وغيرها من علامات الخطر، وفي حال انتهاك هذه السياسة؛ يجب على المديرين تطبيق عقوبة سريعة ومتسقة، مع إعلام الجميع بعواقب هذا الانتهاك.
6- التشجيع على قبول الاختلافات الفردية
على الإدارة أن تعمل على إلغاء الصراعات بين الموظفين من خلال تنظيم الأنشطة التي تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض، والاعتراف بالاختلافات كصفة إيجابية.
7- منع تحول النزاعات إلى مضايقة أو عنف
قد تتخذ الإدارة قرارات تشعل الغضب في نفوس الموظفين، مثل تسريح البعض منهم أو فصلهم تعسفيًا، وهو ما يخلق داخلهم الرغبة في الانتقام، لذلك يتعين على الإدارة منع تحول تلك الصراعات إلى عنف من خلال السماح للموظفين بدعوة زملائهم السابقين للعودة إلى العمل.
8- توفير المراقبة الأمنية
من أجل منع التعديات السلوكية في بيئة العمل؛ يجب مراقبة زوار المكتب من خلال الدوريات التي يقوم بها رجال الأمن أو عن طريق كاميرات المراقبة، وكذلك الإشراف على مكتب تسجيل الوصول للزوار.
9- تشجيع الإبلاغ عن حوادث العنف
يجب على الإدارة حث الموظفين على الإبلاغ عن أي حوادث عنف تقع داخل بيئة العمل، مع التأكيد عليهم بعدم تعرضهم لأي أذى في حال حدوث ذلك.
10- إجراء تحليل شامل عند وقوع حادث
في حال وقوع أية تعديات سلوكية داخل بيئة العمل؛ يتعين على الإدارة التأكد من مدى اتباع الإجراءات والعمليات الحالية، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فيجب معرفة السبب، وما إذا كان قد تم تدريب أعضاء الفريق بشكل كافٍ، ومن ثم إجراء التعديلات المطلوبة على الخطط الحالية.
اسفيد الآن من عروض الجمعة البيضاء على الدورات المعتمدة من بكة في مجال تخصصك بخصومات تصل إلى 70%. اسفد من العرض عن طريق هذا الرابط.
بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:
بكه للتعليم توفر مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تُعنى بتحسين مهارات الموظفين في مختلف المجالات، مثل القيادة، والإدارة، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات المهمة. كما يُمكن للمؤسسات الاستفادة من الدورات التدريبية المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الفريدة.
تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
استعرضنا في هذا المقال أنواع المشكلات في بيئة العمل وكيفية حلها والمهارات المطلوبة لذلك، إضافة إلى التعديات السلوكية في مكان العمل وضوابط ردعها.