يقضي الأشخاص أوقاتًا طويلة في أماكن عملهم، وفي بعض الأحيان قد يمتد العمل إلى ما بعد الساعات المُقررة، الأمر الذي يفرض على أصحاب العمل توفير بيئة عمل إيجابية ومُريحة، تشجع الموظفين على الحضور إلى المكتب كل يوم، وأداء المهام المطلوبة بحماس شديد، فكلما كانت بيئة العمل إيجابية؛ زاد إنتاج الموظفين، وانعكس ذلك على إنتاجية الشركة ككل، وفي هذا المقال نوضح كيفية خلق بيئة عمل مثالية.
مفهوم بيئة العمل الإيجابية
يمكن تعريف بيئة العمل الإيجابية بأنها المكان الذي يشعر فيه الموظفون بالراحة، ويحفزهم على أداء مهامهم بكفاءة، مما يساهم في نجاح الشركة، إذ تركز هذه البيئة على النمو والصحة العقلية والجسدية للموظفين وسلامتهم.
وتتميز هذه البيئة باحتوائها على مبادئ مهمة وهي الثقة والتعاون والسلامة ودعم المخاطرة والمساءلة والإنصاف.
وعمل الموظفون في بيئة إيجابية يجعلهم يشعرون بالرضا، والرغبة في الذهاب إلى الشركة بشكل يومي، وهو ما ينعكس على إنتاجهم.
وتنشأ الإيجابية في بيئة العمل من اعتراف إدارة الشركة أن الموظفين العاملين بها هم بشر وليسوا آلات، ولهم الحق في أن تكون لهم حياتهم الخاصة بمعزل عن العمل، وأن الوقت الذي يقضونه في المكتب يجب أن يكون ممتعًا ومنتجًا في نفس الوقت.
طريق خلق بيئة عمل إيجابية
يتعين على أصحاب الأعمال تهيئة بيئة العمل المثالية، التي تمكن الموظفين من أداء وظائفهم بكفاءة، ولذلك يُنصح بتطبيق استراتيجيات تساعد على خلق بيئة عمل إيجابية وهي كما يلي:
1- توجيه الموظفين الجدد
عند تعيين موظفين جُدد، فإن أول ما يتعين على الإدارة فعله هو عقد اجتماعًا معهم، لتوضيح سبب حاجة الشركة لهم، وإخبارهم بكيفية مساهمتهم في إنجاحها، ثم تقديمهم لزملائهم الموظفين.
ومن الضروري أيضًا إدماج الموظفين الجُدد في فريق العمل، وإمدادهم بالمعلومات والأدوات التي يحتاجون إليها ليكونوا فعالين في دورهم الجديد.
وتساعد هذه الخطوة على فهم الموظفين الجُدد ثقافة الشركة والأهداف التي تسعى لتحقيقها، حتى تتوافق جهودهم معها.
2- إنشاء طرق اتصال واضحة
أساس نجاح الموظفين في أي شركة هو تواصلهم الفعال مع بعضهم البعض وبينهم وبين الإدارة، لذلك لا بد من إنشاء قنوات اتصال خاصة للموظفين العاملين في مشروع معين، إضافة إلى نشر أهداف الفريق وأولوياته علنًا لتذكير الفريق بأهدافهم.
وعلى إدارة الشركة التشديد على مديري الفرق بضرورة التأكد من أن كل فرد في بيئة العمل يفهم أهدافه وأدواره.
3- توفير بيئة مناسبة
أكثر ما يعين الموظفين على أداء مهام أعمالهم بكفاءة، وجودهم في مساحة عمل مناسبة ومُريحة، إذ تُنظم المكاتب بشكل جيد، وتشتمل على معدات مناسبة، حتى لا يركز الموظفون سوى في أعمالهم.
كما تُعد الإضاءة عنصرًا هامًا في مكان العمل، لذلك يجب أن تكون طبيعية وأن تُوزع بشكل صحيح حسب مناطق العمل.
وعند إنشاء المكاتب، لا بد من مراعاة أن تكون قابلة للتعديل، وأن تكون شاشات الكمبيوتر ذات وضع جيد لا يسبب الشعور بالألم.
4- توفير المرونة في مكان العمل
من العناصر الأساسية لخلق بيئة عمل إيجابية، منح الموظفين المرونة في أداء أدوارهم، أي يكون لديهم الحرية في تحديد متى وأين وكيف يعملون للمساعدة في مواءمة المسؤوليات الفردية مع أهداف الشركة، مع تزويدهم بالبدائل التي تساعدهم على التعامل مع احتياجاتهم الشخصية والمهنية.
وتشمل المرونة في مكان العمل، السماح للموظفين بالتعامل مع بعض المهام عن بُعد ومنحهم طلبات الإجازة عند الضرورة، حتى يستطيعون الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
5- تقديم حوافز للأداء الاستثنائي
حصول الموظفين على حوافز ومكافآت مادية ومعنوية عند تقديمهم أداءًا استثنائيًا في أعمالهم، يُعد بمثابة اعترافًا من إدارة الشركة بمجهوداتهم، كما أن ذلك يحفز بقية الموظفين لبذل أقصى جهد والحصول على التقدير الكافي.
6- توفير فرص للاسترخاء
من الضروري منح الموظفين فرصًا للاسترخاء خلال العمل المستمر، إذ يساعد الاسترخاء على إعادة تنشيط الموظفين وخلق بيئة عمل إيجابية.
وقد يكون الاسترخاء على هيئة فترات راحة يمارس خلالها الموظفون أنشطة ترفيهية أو يخرجون في نزهة قصيرة.
7- توفير فرص التطوير الوظيفي والتدريب
من أجل تشجيع الإيجابية في بيئة العمل؛ يجب على إدارة الشركة توفير فرص التدريب والتطوير الوظيفي للموظفين، إذ يساعد هذا الإجراء على تحسين معدلات الاحتفاظ بالموظفين وتزويدهم بالمهارات للتعامل مع المهام الأكثر تعقيدًا، كما تُظهر الإدارة مدى اهتمامها بالأهداف المهنية لموظفيها.
ويمكن لإدارة الشركة توفير طرق تدريب رسمية وغير رسمية وتقديم برامج تعلم المهارات اللينة والشاقة، إضافة إلى مساعدة الموظفين على تطويرهم مهنيًا بشكل غير مباشر عن طريق:
- منحهم البدلات التي يمكنهم إنفاقها على التدريب.
- دعوتهم للتسجيل في الدورات التدريبية والمؤتمرات ذات الصلة بمجالها.
- منح الموظفين إجازات رسمية تسمح لهم بقضاء بعض الوقت في التطوير المهني.
وفي هذا الصدد، يمكن لأصحاب الأعمال الاستفادة من الدورات التدريبية التي تقدمها منصة بكه للمنشآت، لمساعدتها على تعزيز قدراتهم وتطوير مهاراتهم لتقديم أفضل أداء يساعد على تحقيق أهدافها الإجمالية، وتُقدم تلك الدورات بنظام التدريب الحضوري أو عن بُعد أو بالدراسة الذاتية، باستخدام أحدث التقنيات التعليمية والتدريبية.
تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!
8- إقامة فعاليات في الشركة
من أجل تعزيز العلاقات بين الموظفين في مكان العمل؛ يُفضل إقامة فعاليات تجمع الموظفين خارج أوقات العمل الرسمية، مثل تنظيم غداء جماعي أو الاحتفال بعيد ميلاد أحد أعضاء الفريق.
إذ أن استضافة الشركة لمثل تلك الأحداث يُشعر الموظفين بأنهم جزء من ثقافة العمل التي تقدر أكثر من إكمال المهام في الوقت المحدد، وهو ما يزيد من إحساسهم بالانتماء.
9- الاجتماع الدوري بالموظفين
من الضروري خلق نوعًا من التواصل الفعال مع الموظفين عبر عقد جلسات العصف الذهني، وسؤالهم عما يحتاجون إليه وكيفية دعمهم لأداء مهامهم على النحو الأمثل، مع تشجيعهم على طرح أفكارهم أو حتى مخاوفهم، وأخذها على محمل الجد لإنشاء سياسات أو برامج أو أنظمة جديدة، حتى يصبح مكان العمل أكثر شمولاً وراحة للجميع.
صفات بيئة العمل الإيجابية
تتميز بيئة العمل الإيجابية بمجموعة من الخصائص وهي:
1- الجو البنّاء
البيئة البناءة هي البيئة التي تستوعب أخطاء الموظفين، فلا توجه لهم الانتقادات أو السخرية بسببها، بل يتم تقديم النقد البنّاء وليس مجرد النقد، وتُمنح الموظفين الذين ارتكبوا أخطاءً في العمل فرصة لإعادة عملهم والتعلم من أخطائهم.
2- احترام الموظفين
في بيئة العمل الإيجابية، يجد الموظف كل الاحترام والدعم، فليس هناك من يتحدث عنه بالسوء خلف ظهره، أو من يسخر من مظهره أو مشاكله الشخصية، بل تسمح هذه البيئة لموظفيها بارتداء ملابس غير رسمية والعمل خلال الإطار الزمني الذي يشعرون فيه بالراحة.
3- التواصل المفتوح
من صفات بيئة العمل الإيجابية، عدم الحكم على حقيقة الموظف أو مضايقته أو عدم قبوله من قبل رئيسه، فإذا حدث ذلك؛ سيضطر الموظف للكذب في المرة التالية التي يواجه فيها نفس الموقف.
ففي بيئة العمل الإيجابية، يتواصل الموظفون مع المشرفين والمديرين دون خوف من إهانة أو توبيخ، وبالتالي يمكن وصف هذا الاتصال بأنه صادق.
4- الثناء على الموظفين
بيئة العمل الإيجابية هي التي يجد فيها الموظف الثناء عندما يفعل شيئًا منتجًا، وإذا ارتكب أي خطأ؛ يتم إعطاؤه حلولًا بناءة وتعليم الطريقة الصحيحة للقيام بالمهام.
5- النمو الوظيفي
بيئة العمل الإيجابية هي التي تسمح للموظفين بتحقيق التطوير والنمو الوظيفي، من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية لمختلف التقنيات المتطورة، أو إعطائهم الوقت الذي يحتاجون إليه للحصول على شهادات مثل الماجستير أو الدكتوراه، فهذه الطريقة تعزز من الثقة والاحترام المتبادلين بين الموظفين والإدارة.
6- روح الفريق القوية
عندما يدرك الموظفون أنهم يعملون في نفس الشركة ليتعلموا من بعضهم البعض وليس ليتنافسوا؛ فهذا يعني أنهم يعملون في بيئة عمل إيجابية، وأنهم يمتلكون روح الفريق القوية التي تحفزهم على القيام بأدوارهم ومسؤولياتهم.
7- التعويض الجيد
تضمن بيئة العمل الإيجابية حصول الموظف على تعويضًا جيدًا عن وقته وخبرته وجودة عمله، وذلك من أهم العوامل التي تجذب المواهب للعمل في مثل هذه البيئة.
الحل المتكامل لتقديم خدمات الرعاية النفسية أونلاين
اعتمدت وزارة الصحة السعودية التطبيق الإلكتروني "لبيه"، لتقديم خدمات الرعاية النفسية عن بُعد للموظفين، من خلال الجلسات المجدولة والفورية ومجموعات الدعم والبرامج العلاجية، وجميعها يقدمها الأطباء والمعالجين النفسيين المرخصين.
بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:
بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لهذه الشركة أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.
تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!
تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
وختامًا، فإن بيئة العمل الإيجابية تُعد من أهم العوامل التي يتعين على أصحاب الأعمال توفيرها، لضمان ولاء الموظفين واحترامهم للمنظمة، وبالتالي القيام بمسؤولياتهم على أعلى مستوى من الجودة والكفاءة.
بعض المصادر الأجنبية المفيدة: