علامات بيئة العمل السامة والسلبية والاستقصائية وكيفية التعامل معها والآثار عليها

علامات بيئة العمل السامة والسلبية والاستقصائية وكيفية التعامل معها والآثار عليها

كتابة : بكه

14 يناير 2024

فهرس المحتويات

عندما يلتحق أي موظف بالعمل؛ فهو يسعى لإثبات كفاءته بجميع السُبل، ولكن في بعض جهات العمل قد يجد الموظفين أنفسهم في بيئة سلبية، ويتعرضون لعوامل تثبط من هممهم وتفقدهم حماسهم في القيام بأعمالهم، وقد تنشأ هذه البيئة نتيجة السلوكيات السيئة من الإدارة وزملاء العمل، والتي قد تتمثل في الظلم أو التنمر أو العنصرية أو الاستخفاف وغيرها، وفي سطور هذا المقال نوضح تعريف بيئة العمل السامة وما هي علاماتها.

بيئة العمل السامة والسلبية والاستقصائية:

تُعرف بيئة العمل السامة بأنها مكان العمل الذي تسوده سلوكيات سلبية وعدوانية من الموظفين أو الإدارة أو كلاهما، والتي تجعل الموظف يشعر بعدم أمان وعدم ارتياح، فضلًا عن توتره النفسي، وكل ذلك يؤدي إلى شعوره بالضغظ، فتنخفض قدرته الإنتاجية نتيجة فقدان الثقة في الذات والشعور بالخوف من التحدث أو مشاركة المدخلات.

اقرأ أيضًا: طرق تحسين بيئة العمل.

علامات بيئة العمل السامة

هناك بعض العلامات التي تظهر في بيئة العمل، والتي يُستدل منها على أنها بيئة سامة وسلبية، ولا تصلح للعمل وزيادة الإنتاجية، وتتمثل تلك العلامات فيما يلي:

1- ضعف التواصل

يُعد الاتصال الضعيف أو غير الكافي من أبرز علامات بيئة العمل السلبية، فافتقار بيئة العمل لمهارات الاستماع والتواصل اللفظي والتواصل المكتوب، يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات في العمل، نتيجة ارتباك الموظفين وعدم وجود هدف لديهم.

وقد يتمثل ضعف التواصل في عدم وضوح تفاصيل المشاريع بشكل مستمر، ضعف مهارات الاستماع، الرسائل المختلفة التي يتلقاها الموظفين، التواصل السلبي العدواني، الاتصال المستمر خارج ساعات العمل.

2- المجموعات الإقصائية

المقصود بمجموعات العمل الإقصائية هي مجموعة الأشخاص المُقربين لبعضهم البعض، والذين يجتمعون دائمًا في مكان العمل يتحدثون ويتبادلون الضحكات، ويستبعدون أي شخص خارج دائرتهم، مما يشعر البقية بالغربة، ويتأثر أدائهم في العمل بالسلب.

3- الإدارة السيئة

من مسببات بيئة العمل الاستقصائية، وجود مدير يتبع نهجًا سيئًا في الإدارة، هذا النهج الذي يتسرب أثره إلى جميع أعضاء المنظمة.

ومن أمثلة سلوكيات الإدارة السيئة: التصحيح المستمر للموظفين وتقويض قراراتهم ومنعهم من القيام بأعمالهم، التنصل من الأخطاء ونقلها إلى الموظفين، التواصل مع الموظفين في غير أوقات العمل.

4- عدم تحفيز الزملاء

يتأثر أداء الموظف بالسلب عندما يعمل مع زملاء غير متحمسين، لأنه وقتها يفتقر إلى الحافز، ويشعر بالإرهاق الذي لا يستطيع تحمله.

ووجود زملاء عمل غير متحمسين قد يكون نتيجة عدة عوامل منها سوء التواصل من الإدارة العُليا، عدم التنظيم في العمل، الحرمان من حق التصويت مع القيادة.

5- انعدام فرص التطوير المهني

من علامات بيئة العمل السامة، أن الموظف لا يجد الفرص التي تمكنه من تحسين مهاراته وتطوير حياته المهنية، أي أن إدارة هذه المنظمة لا تسعى للاستثمار في نمو موظفيها.

6- ارتفاع معدل دوران الموظفين 

المقصود بدوران الموظفين هو تركهم مكان العمل بعد فترة قصيرة وإحلال غيرهم أماكنهم بسبب ثقافة الشركة السيئة وانخفاض الرواتب، وكل ذلك يدل على أن بيئة العمل سامة ولا يمكن العمل فيها.

وقد يتمثل الدوران السريع للموظفين في تسريحهم أو فصلهم باستمرار، فذلك إشارة إلى وجود فوضى أو نقص في التوجيه أو قيادة سيئة أو تضاؤل فرص النمو الوظيفي.

7- أداء مهام العمل في غير أوقاته الرسمية

يشعر الموظف بالضغط الشديد عندما يجد نفسه مضطرًا إلى القيام بمهام وظيفته والرد على رسائل البريد الإلكتروني خلال عطلته الرسمية.

وتدل هذه العلامة على أن إدارة العمل سيئة، لأنها تطلب من الموظف أن يكون متاحًا في جميع الأوقات، دون الحصول على حقه في الراحة.

8- الشعور بالإرهاق في العمل

يُعد الإرهاق علامة مؤكدة على بيئات العمل السامة، وقد يكون هذا الإرهاق نتيجة حرص الموظف على وضع كل طاقته في عمله على أمل أن يكون الإنتاج مجزيًا، ولكن بعد فترة لا يجد النتائج المرجوة.

ويمكن أن يكون إرهاق الموظف بسبب شعوره بالضجر والملل في العمل لأنه لا يستطيع تحقيق الرضا الوظيفي، وهو ما يؤثر على نفسيته وأداءه بالسلب.

9- توقف نمو المنظمة

قد لا تحقق المنظمة أي نمو بسبب الإدارة السيئة أو فشل السنة المالية، أو لفشل المنظمة في دعم مهام الشركة، وكل ذلك دليل على أن بيئة العمل سلبية.

10- السلوكيات العدوانية في بيئة العمل

تصبح بيئة العمل سامة عندما يسودها سلوكيات عدوانية مثل التحرش الجنسي أو اللفظي، عدم الإدماج، خلافات مجموعات العمل بين بعضهم البعض، التنمر.

وتزداد بيئة العمل سوءًا في حال عدم وجود إدارة للموارد البشرية لمنع تلك السلوكيات، خاصة إذا زاد عدد موظفي الشركة عن 20 موظفًا.

11- الخوف من ارتكاب الأخطاء

ارتكاب الأخطاء شيئًا أساسيًا في جهات العمل، ولكن بيئة العمل السامة والمهددة تُشعر الموظفين بخوف شديد من الوقوع في أي خطأ، لأنه يخشون من العقاب عليها.

12- انعدام الثقة

انعدام ثقة الإدارة في الموظفين دليلًا على أن بيئة العمل سامة، إذ يؤدي ذلك إلى وضع الموظفين تحت المراقبة المستمرة، والتشكيك في قدراتهم.

13- الخلط في الأدوار والمسؤوليات

يحدث الخلل الوظيفي في مكان العمل نتيجة عدم وضوح الأدوار والمسؤوليات للموظفين، وهو ما يشعرهم بالقلق بشأن التوقعات، كما يؤدي ذلك إلى نشوب صراعات بين زملاء العمل حول المسؤولية ومن يحتاج إلى فعل ماذا.

14- نقص الدعم الوظيفي

بيئة العمل السلبية هي البيئة التي يعمل بها الموظفين ولا يجدون منها أي دعم يساعدهم على تطوير حياتهم المهنية، وانعدام هذا الدعم يتمثل في الانفصال عن الفريق وعدم وجود إرشاد والنقص في التوجيه، ومن ثم يجدون صعوبة في التواصل مع فريق أو مدير، خاصة للموظفين المبتدئين.

يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في مجال الموارد البشرية وهي:

كيف تتعامل مع علامات بيئة العمل السامة

هناك مجموعة من النصائح التي يمكن استعانة الموظف بها للتعامل مع علامات بيئة العمل السامة، والتي تتمثل فيما يلي:

1- البحث عن مجموعة الدعم

لتجنب الآثار السلبية لعلامات بيئة العمل السامة؛ يُفضل الانضمام إلى مجموعة من الأشخاص الداعمين في مختلف المواقف، هذه المجموعة قد تكون داخل العمل أو خارجه، والتي تمنح منفذًا للتعبير عن

مشاعر الموظف وإحباطاته.

2- العثور على طريقة للاسترخاء

للتخفيف من الآثار السيئة التي تخلفها بيئة العمل السامة، يُنصح بالاسترخاء بعد انتهاء يوم العمل، من أجل إراحة العقل من العمل المستمر.

ويمكن الاسترخاء من خلال الخروج في نزهة أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو قراءة كتابًا، أو ممارسة تمارين الاسترخاء.

3- التحلي بالإيجابية

من المهم للموظف الذي يعمل في بيئة عمل سامة أن يظل إيجابيًا حتى لا يقع فريسة للإحباط، وذلك بتجنب الاجتماع مع أشخاص ذوي عقلية تشاؤمية، والانضمام إلى مجموعات تتسم بالتفكير الإيجابي.

4- الحفاظ على التركيز خلال العمل

بيئة العمل السامة تؤثر على أداء الموظف في عمله بالسلب، ولتجنب حدوث ذلك لا بد من الحفاظ على التركيز خلال العمل من أجل تحسين الإنتاجية الإجمالية، ويمكن تحقيق هذا التركيز بالاستماع إلى الموسيقى في أثناء العمل.

5- ترك مشاكل العمل بعد انتهائه

من الأفضل بعد انتهاء فترة العمل، ترك المشاكل الناجمة عن بيئة العمل السامة، وعدم التحدث فيها بعد العودة إلى المنزل، لخلق حالة نفسية ومزاجية أفضل.

6- عدم الانخراط في ثرثرة العمل

أفضل ما يمكن فعله لعدم تعزيز سُمية بيئة العمل، عدم الانخراط في القيل والقال خلال العمل، ووضع حدودًا مع الزملاء حتى يعرفوا أنهم لا يستطيعون توقع أي شيء أكثر من رد محايد عندما يحاولون إجراء محادثة سلبية، فكل ذلك يزيد من التركيز في مهام العمل.

7- خلق روح الفكاهة

الشكوى المستمرة من سوء بيئة العمل لن تجدي نفعًا، فبدلًا من ذلك يجب النظر إلى كل شيء من وجهة نظر إيجابية بقدر المستطاع، وخلق روح الفكاهة في مكان العمل.

8- الحصول على استراحة

الحصول على استراحة خلال وقت العمل يخفف من الضغوط الناجمة عنه خاصة إذا كانت بيئته سامة، ويمكن قضاء هذه الاستراحة في التأمل أو تناول وجبة خفيفة أو تصفح الإنترنت، إذ يؤدي ذلك إلى تعديل المزاج وتحسين الإنتاجية.

9- التحكم في ردود الأفعال

على الموظف الذي يعمل في بيئة سامة أن يدرك أنه قادرًا على التحكم في ردود أفعاله فقط وليس ردود أفعال الآخرين، وهذا ما يعزز من نموه الشخصي والذي يظهر جليًا في مكان العمل.

10- ترك العمل

قد يكون آخر ما يلجأ إليه الموظف الذي يعمل في بيئة عمل سلبية هو ترك العمل، خاصة إذا فاقت سُمية بيئة العمل قدرته، ولكن قبل اتخاذ القرار لا بد من التفكير طويلًا فيه، والعثور على عمل آخر يعزز من التطور الشخصي والمهني.

اقرأ أيضًا: التنوع والشمول في مكان العمل.

 الاثار السلبية والايجابية في بيئة العمل 

يتأثر الموظفين ببيئة العمل بشكل مباشر، سواء كانت هذه البيئة إيجابية أو سامة، إذ تظهر تأثيرها عليهم من خلال ما يلي:

الآثار السلبية في بيئة العمل

من نتائج عمل الموظفين في بيئة عمل سامة ما يلي:

  • انعدام الدافع: يؤدي عمل الموظفين في بيئة عمل سلبية إلى انعدام دوافعهم في العمل وشعورهم بالافتقار إلى الحافز.
  • ضعف التوازن بين الحياة والعمل: إذا تداخلت الحياة المهنية للموظفين مع حياتهم الشخصية؛ فقد يؤدي ذلك إلى عدم القدرة على التوازن بين الحياة والعمل، وشعور الموظفين بالتوتر في المنزل أو في العمل.
  • فقدان الشغف في العمل: بيئة العمل السلبية تُشعر الموظفين بعدم الحماس في العمل وعدم الرغبة في الذهاب إليه، وهو ما يؤثر على أدائهم بالسلب.
  • بطئ النمو الوظيفي: من عواقب العمل في بيئة عمل سامة عدم نمو الموظفين أو عدم ترقيتهم أو عدم حصولهم على فرص أفضل، وقد ينتج ذلك عن العمل مع رئيس لا يقدر جهود موظفيه.
  • فقدان الثقة في الذات: عمل الموظف في بيئة سامة يفقده الثقة في ذاته، لأن هذه البيئة تكسبه عقلية سلبية تجعله يشعر بعدم قدرته على الارتقاء إلى مستوى معايير المدير والشركة.
  • الإصابة بالإجهاد والأرق: عندما تفرض بيئة العمل السامة على الموظف القيام بالعمل خارج ساعاته الرسمية؛ فإن ذلك يشعره بالإجهاد البدني والعقلي، ويصيبه بالأرق ليلًا.
  • الإصابة بالأمراض: تُعد الإصابة بارتفاع ضغط الدم وما ينتج عنه من أمراض خطيرة، من آثار العمل في بيئة سامة.
  • الإصابة بالاكتئاب: الضغط النفسي الذي يتعرض له الموظف العامل في بيئة سامة يصيبه بالاكتئاب، نظرًا لمروره بالعديد من المواقف السلبية على مدار اليوم.

الآثار الإيجابية في بيئة العمل

بيئة العمل الإيجابية تحقق العديد من الفوائد للموظفين وللشركة، وهي كما يلي:

  • تعزيز الإنتاجية: عمل الموظف في بيئة إيجابية يشعره بالتشجيع والتحفيز لإنهاء المزيد من العمل، وهو ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.
  • تحسين عقلية النمو: بيئة العمل الإيجابية تتيح للموظفين التركيز على تطوير مهاراتهم لتنمية أنفسهم وتحقيق التقدم الوظيفي وتطوير شركاتهم.
  • زيادة التعاون: تسمح بيئة العمل الإيجابية للموظفين التعاون مع بعضهم البعض، وهو ما يمكنهم من بلوغ أهدافهم.
  • تحسين معنويات الموظفين: تتأثر معنويات الموظفين بالإيجاب إذا كانت بيئة عملهم جيدة، ويجدون منها الدعم اللازم.

نساعدك في تطوير مؤسستك:

يمكن لمديري المؤسسات الاستفادة من الدورات التدريبية المتميزة التي تقدمها منصة بكه في مختلف المجالات، بهدف تعزيز مهارات موظفيهم العاملين في مجالات مثل التكنولوجيا والإدارة والقيادة، وتُقدم تلك الدورات إلكترونيًا أو بنظام الحضور، باستخدام التقنيات التعليمية والتدريبية الحديثة والتي تضمن حصول المتدربين على أقصى درجة من الاستفادة، وهو ما يُحسن من خبراتهم وقدراتهم، وينعكس ذلك بشكل مباشر على تحقيق أهداف المؤسسة وسيرها في طريق النجاح.

للتعرف على خدمات منصة بكه للمؤسسات اضغط هنا.

ومن أهم أنواع الدورات التي نقدمها التالي:

 

وفي الختام، فإن بيئات العمل السامة أصبحت حاليًا أكثر انتشارًا من أي وقت مضى، وهو ما يفرض على العاملين فيها استيعابها، وإحاطة أنفسهم بأشخاص داعمين لتجاوز آثارها السلبية.

بعض المصادر الأجنبية المهمة:

 

واتساب