
التنوع في مكان العمل - فوائده وتحدياته والفرق بينه وبين الشمولية وكيف يمكن تطبيقه في الشركات
كتابة : بكه
15 أغسطس 2023
تحقيق التنوع في مكان العمل مسئولية تقع على كاهل إدارة الموارد البشرية، ويأتي ذلك من مُنطلق تحقيق أقصى الاستفادة من خبرات الموظفين ومهاراتهم وكفاءاتهم في العمل مهما تعددت خلفياتهم، وذلك لأن أي مؤسسة أو شركة تهتم بأداء الموظف والعوامل الحيوية التي تؤثر فيه ولا تركز على السن أو الجنسية أو العرق أو اللغة، فتحقيق النجاح في العمل لا ينظر إلى مثل هذه التفاصيل فالأهم هو ما يمتلكه الموظف في الخبرات والمهارات.
وبالتالي ستتعرف في هذا على مفهوم التنوع في العمل وأهميته، وما هي الممارسات التي تتخذها إدارة الموارد البشرية في تطبيق التنوع.
ما هو التنوع في مكان العمل؟
يقصد بالتنوع في مكان العمل الفهم والإدراك الجيد وقبول وتقييم الاختلافات بين الناس، فيعمل التنوع في مكان العمل على فهم الاختلافات العرقية والدينية والعمرية والجنسية والاختلافات التي لها علاقة بالقدرات والإعاقة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الاختلافات الشخصية التي تعتمد على الشخص نفسه مثل: الاختلافات في التعليم والشخصيات والخبرات والمهارات وقواعد المعرفة.
تظهر أبحاثنا أن جيل الألفية يرى التنوع بشكل مختلف عن الأجيال الأخرى، فيمكننا أن نقول أن التنوع في مكان العمل هو مزيج من خلفيات ووجهات نظر ومهارات مختلفة، ومن المعروف أن تقبل هذا الاختلاف يؤدي إلى تحقيق الابتكار، حيث يساعد فريق "بكه" على مساعدة المنظمات في تنفيذ التنوع الذي يعمل على تطبيق الشمولية والتقدير والاحترام بين القوى العاملة.
الشمولية في مكان العمل
الشمولية في مكان العمل هي بيئة تعاونية داعمة ومحترمة تزيد من مشاركة ومساهمة جميع الموظفين في المنظمة، وأيضًا تُعرّف الشمولية على أنها مجموعة الممارسات التي يكون فيها الموظفون مقبولين رغم اختلافهم، حيث يتم تقييمهم والترحيب بهم ومعاملتهم بذات الطريقة.
كما وأنه يُعتبر شعورًا للانتماء والتعايش، حيث تركز الشمولية على تشجيع الموظفين على قبول أنفسهم بما هم عليه بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة ثقتهم بأنفسهم، وبالتالي زيادة الابتكار في المنظمة.
وإنّ السبب الرئيسي وراء تأثير الشمولية بشكل كبير على نجاح المنظمة هو أن كل فرد بحد ذاته هو جزء من هذا النجاح، وهذا هو النجاح الحقيقي، لذا، فثقافة الشمولية تخلق منظمات أداؤها ممتاز، وكفاءتها عالية.
فوائد التنوع في مكان العمل
التنوع في مكان يحقق العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على المؤسسة التالية:
1- تحسين سمعة المؤسسة
يساعد التنوع في مكان العمل على تعزيز ثقافة الشركة أو المؤسسة مما يعني تواصل وتعاون أفضل بين الموظفين، وهذا بدوره ينعكس بالإيجاب على سمعة أفضل للعلامة التجارية للشركة أو المؤسسة، وهذا نتيجة الاعتماد على مجموعة من أفضل الكفاءات المتنوعة في الموظفين ذوي الخلفيات المختلفة، ونتيجة ذلك أن استقطاب العملاء والمستثمرين يتزايد.
2- تعزيز الرضا الوظيفي
تحقيق التنوع في مكان العمل يعزز من ولاء وانتماء الموظف له، إذ أن الشركات والمؤسسات التي تهتم بتعيين موظفين من مختلف الأعراق والأعمار والجنسيات والثقافات تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين الجميع وهذا يحقق الشعور بالأمان الوظيفي والاستقرار.
وأكثر ما يزيد شعور الموظف بالرضا الوظيفي هو أن يلقى التقدير سواء المادي أو المعنوي، إلى جانب الدعم خلال عمله، أما ما يعود بالنفع على المؤسسة في هذه الميزة هو تعزيز الاحتفاظ ببقاء بالموظفين الذي يعادل استقرار داخل المؤسسة والاستفادة لأطول فترة ممكنة من كفاءات الموظفين.
3- تعزيز إنتاجية الموظفين
تحقيق التنوع والشمولية عامل مؤثر في زيادة مستوى إنتاجية الموظفين، إذ أن المؤسسات والشركات التي تطبق مبدأ التنوع هي الأكثر استقطابًا لأصحاب الكفاءات والمواهب، ففي دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يبحثون عن العمل، أفادت بأن نسبة الذين يرغبون في العمل في شركات تتبنى التنوع والشمولية بلغت 55%.
وبالتالي امتلاك قوة عاملة متنوعة يرفع من معدل الإنتاجية ومستوى الكفاءة في العمل، وهذا بدوره ينعكس على مستوى الأداء العام للمؤسسات والشركات، حيث أنه يدر المزيد من الأرباح.
4- مستوى أفضل في الإبداع والابتكار
أن تمتلك الشركة أو المؤسسة مجموعة متنوعة من الخلفيات والثقافات من الموظفين فهذا يعني تنوع في المهارات والخبرات، وهذا بدوره يعزز من الأفكار الإبداعية والمبتكرة التي يقترحوها خاصةً كلما زاد مستوى التنوع، وهذا يفيد في تطوير جودة الخدمات أو المنتجات، ويساعد على توفير حلول أفضل للمشكلات.
5- اتخاذ أفضل القرارات
في دراسة أجريت على مجموعتين الأولى تضم موظفين متنوعين الخلفيات والأخرى موظفين غير متنوعين، لمعرفة المجموعة التي تتخذ أفضل القرارات، كانت النتيجة أن مجموعة الموظفين المتنوعين كانت قرارتهم هي الأفضل، ومن خلال هذه الدراسة يتبين أن التنوع بين الموظفين يعني امتلاك قوة عاملة أكثر إبداعًا ومهارة أعلى وهذا بدوره يساعد على اتخاذ القرارات الأفضل.
كيفية إدارة التنوع في مكان العمل؟
يمكنك إدارة التنوع في مكان العمل بتطبيق أهم الممارسات التي تظهر المعاملة العادلة بين جميع الموظفين بشتى اختلافاتهم، فتظهر أبحاثنا أن هناك العديد من الممارسات التي تشكل جوهر التنوع في مكان العمل.
ومن أبرز هذه الممارسات ما يلي:
1- توظيف مرشحين من مختلف الخلفيات
الخطوة الأهم في تطبيق التنوع في مكان العمل هو أن تركز إدارة الموارد البشرية على تعيين أصحاب الكفاءات من مختلف الثقافات والخلفيات، على أن يكون التوظيف في مختلف الأقسام بالمؤسسة مع التركيز على اختيار الأفضل في الخبرة والمهارات والمعرفة بمجال العمل.
2- تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص
يتحقق التنوع في العمل أيضًا من خلال تحقيق المساواة بين جميع الموظفين المتنوعين في الثفافات والجنسيات والأعمار، وذلك من خلال منحهم نفس المزايا والفرص التدريبية والدعم والتقدير في عملهم، والتعامل بسلوكيات إيجابية مع الجميع، بالإضافة إلى تحقيق المساواة في تلبية مختلف متطلبات الموظفين.
3- توفير بيئة عمل إيجابية
يُطبق التنوع في العمل أيضًا من خلال توفير بيئة عمل تتسم بالمرونة والتنوع والتي من خلالها يتمكن كافة الموظفين من تأدية أعمالهم ومهامهم بمختلف الأساليب، إلى جانب أن تكون بيئة داعمة لإجراء المناقشات والحوار بين الجميع بشكل دوري للاستفادة من الخبرات والمهارات وتبادل الأفكار.
4 تفعيل التعاون بين الجميع
لتحقيق التنوع في مكان العمل بشكل أفضل، يجب أن تركز إدارة الموارد البشرية على تشجيع التعاون بين جميع العاملين، مما يساعد ذلك على إنجاز الأعمال في الوقت المناسب وبشكل أسهل، كما أن التعاون يعني تفاعل وتواصل بين الموظفين وهذا يساعد على الاستفادة من الأفكار والحلول المقترحة والمتبادلة بينهم.
تحديات التنوع في مكان العمل
إن التنوع في مكان العمل يمكن أن يشكل تحديًا لأي منظمة، خاصةً عندما يكون مفهومًا جديدًا لمعظم الموظفين، وحين تطبّق المنظمات عملية التنوع والشمولية، فإنها بذلك تهدف إلى تحقيق العديد من أهداف الموارد البشرية مثل توظيف موظفين من خلفيات مختلفة ومواهب مختلفة، إضافةً إلى إدارة القضايا من خلال الأجيال والثقافات المختلفة، وقد يختلف الناس في:
- وجهات النظر: فعندما تواجه المنظمة مشكلة، يتم عرضها ليقدم الموظفون ذو وجهات النظر المتعددة حلولًا مختلفة ممكنة لها.
- التفسيرات: يفسر الموظفون أسباب المشكلة بطرق مختلفة، وسيمكّن ذلك المنظمة من رؤية جميع الأخطاء التي وقعت من أجل تفاديها بعد ذلك.
- نماذج تنبؤية: ولإجراء تنبؤات، يقوم بعض الأشخاص بالتحليل، ويبحث آخرون عن الخلاصة، فكلاهما مفيد لاكتشاف حلول للمشكلات في مكان العمل.
اقرأ أيضًا: الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية.
كيف يقوي التنوع والاختلاف الثقافي فرق العمل؟
التنوع في مكان العمل هو الدليل على أن ما يبدو أنه يمكنه أن يكون أيضًا أفضل قرار تجاري، ففي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي كسر المعايير إلى ابتكار عظيم، مثل العمل في بيئة عمل متنوعة، وبالتالي، فإن هذه البيئة التنافسية سوف تؤدي إلى تجارة أكثر ربحية.
كما أن التنوع والاختلاف الثقافي للموظفين يساعد على تعزيز التعاون والتفاعل الحوار والمناقشة بينهم بعضهم البعض، مما يعمل على تحسين العلاقات وتعزيز الإبداع في العمل وينعكس هذا بالإيجاب على إنجاز الأعمال بكفاءة أعلى.
بالإضافة إلى أن التنوع في مكان العمل يقوي فريق العمل من خلال الاستفادة من أكبر قدر من الحلول والأفكار المختلف لحل المشكلات التي تعرقل من سير العمل، وذلك يحدث من خلال التفاعل بين الموظفين والاستفادة من الخبرات والمهارات، وهذا يساعد على تحسين الأداء في العمل.
أفضل دورات الموارد البشرية
تساعدك دورات الموارد البشرية من بكه على بلوغ الاحترافية في عملك والحصول على شهادة مُعتمدة عالميًا تكون الأبرز في سيرتك الذاتية، وبإمكانك الانضمام إلى دورة محترف موارد بشرية مشارك شهادة aPHRI، أو دورة محترف دولي موارد بشرية شهادة PHRI، أو دورة محترف أول موارد بشرية شهادة SPHRI.
ختامًا، التنوع والشمولية في مكان العمل يتحقق عندما تهتم إدارة الموارد البشرية بتعيين أفضل المرشحين من خلفيات متنوعة في الجنسية والعرق والثقافة واللغة، وهذا بدوره يساعد على نمو المؤسسة وتعزيز تطورها واكتساب سمعة جيدة لها في السوق.