القيادة الاستراتيجية وأنماطها ومكوناتها وأهم مهاراتها ومهامها والمبادئ

القيادة الاستراتيجية وأنماطها ومكوناتها وأهم مهاراتها ومهامها والمبادئ

كتابة : بكه

26 مايو 2024

فهرس المحتويات

دومًا ما يتبع القادة في مختلف المؤسسات مجموعة من الاستراتيجيات التي تمكّنهم من تحقيق أهداف المنظمة ومساعدتها على النمو والتقدم، وتتضمن تلك الاستراتيجيات توصيل توقعاتهم بشكل واضح، والقدرة على التخطيط وحل المشكلات، والقيادة الفعالة للفريق وتحسين الروح المعنوية بين أعضاءه وتشجيعهم على الابتكار، لذلك تُعد القيادة الاستراتيجية هي أفضل أنواع القيادة التي يسعى لها القادة ذوي الطموح في التطور المهني، وفي هذا المقال نوضح مفهوم القيادة الاستراتيجية وأهميتها وأنواعها ومكوناتها وخصائصها ومبادئها وأهم مهاراتها، والفرق بين القيادة الاستراتيجية والإدارة.

مفهوم القيادة الاستراتيجية:

القيادة الاستراتيجية هي أسلوب قيادة ونهجًا يتبعه القادة، يقوم على تحفيز أعضاء الفريق وتشجيع ابتكارهم من أجل تحقيق الأهداف التنظيمية، إذ يحرص القادة على تزويد الفريق بهدف واضح يعمل الجميع لأجل بلوغه.

ويعتمد القائد الاستراتيجي في أسلوب قيادته هذا على خبرته ومعرفته السابقة التي تمكنه من الوصول إلى أفضل الحلول للمشكلات التي تواجهه، فضلًا عن المهارات التي تمكنه من تحديد الاستراتيجيات والمنهجيات الأكثر ملاءمة للمنظمة التي يعمل بها حتى تكون قادرة على المنافسة مع غيرها من الكيانات الأخرى.

ومن خلال عمل القائد الاستراتيجي، تتمكن المنظمة من استخدام مواردها المتاحة بكفاءة، ومن ثم التكيف مع التكنولوجيا المتاحة وظروف الاقتصاد المتغيرة وغيرها من العوامل، وهو ما يؤهلها لمواجهة أية عوامل تعيقها عن تحقيق النجاح المنشود.

ما هي أنماط القيادة الإستراتيجية؟ 

تنقسم القيادة الاستراتيجية إلى عدة أنواع، نوضحها فيما يلي:

القيادة التحويلية

ينطوي هذا النوع من القيادة على إحداث تغييرًا في الأفراد والمنظمة، إذ يعمد القائد إلى توجيه سلوكيات الموظفين باستخدام رؤيته وقدرته على التأثير عليهم لتحويل أنفسهم ومن ثم المساهمة في تحقيق أهداف المنظمة.

أهم ما يميز القيادة التحويلية أنها قابلة للتكيف مع ظروف العمل المتغيرة، كما تساعد على خلق بيئة عمل قائمة على الدعم والتمكين، مما يساهم في تحسين الروح المعنوية بين الموظفين وتحفيزهم وتعزيز شعورهم بالرضا.

قيادة المعاملات

يعتمد أسلوب قيادة المعاملات على نظام المكافآت والعقاب، إذ يتم منح الفريق مكافأة عند إكمال المهام بالصورة المطلوبة، أو توقيع عقوبات عليه في حال وجود تقصير. وفي قيادة المعاملات يضع القائد أهدافًا واضحة تضمن فهم الموظفين المهام المطلوبة منهم، وبالتالي تبرز أهمية المساءلة، كما يحفز أعضاء الفريق على تحسين الأداء من خلال استخدام نظام المكافآت.

القيادة الكاريزمية

في أسلوب القيادة الكاريزمية يعتمد القادة على قدراتهم الإقناعية وحماسهم وطاقتهم في إلهام وتحفيز الموظفين بغرض تغيير الوضع الراهن في المنظمة، وهو ما يؤدي إلى خلق بيئة عمل يسودها التفاؤل والمشاركة والروح المعنوية العالية.

القيادة الحكيمة

في هذا النمط من القيادة يشجع القادة الموظفين على التفكير الإبداعي وتوليد الأفكار الجديدة، كما يخلقون أهدافًا ثم يلهمون ويحفزون الموظفين على تحقيقها.

القيادة الاستبدادية

القائد الاستبدادي هو الذي يتخذ جميع القرارات دون أن يرجع إلى أعضاء الموظفين، وذلك في مواقف معينة مثل الأحداث الطارئة، والتي لا يحتكم فيها سوى إلى حكمته التي تمكّنه من التصرف بشكل صحيح واتخاذ القرارات الحاسمة.

القيادة الديمقراطية

وهي عكس القيادة الاستبدادية، إذ يشارك القادة الموظفين في عملية صنع القرار، ويمنح أعضاء الفريق فرصًا متساوية في اقتراح أية أفكار أو حلول، وهو ما يولد داخلهم الشعور بالتقدير والذي يؤدي بدوره إلى تعزيز الرضا الوظيفي.

القيادة البيروقراطية

تُعد القيادة البيروقراطية أكثر أنماط القيادة الاستراتيجية استخدامًا في الشركات الكبيرة، وفيها يرسي القائد مجموعة من القواعد المحددة والمبادئ التوجيهية التي تحدد كيفية سير العمل من أجل تعزيز الكفاءة والنظام داخل المنظمة.

مكونات القيادة الاستراتيجية:

تتكون القيادة الاستراتيجية من مجموعة من العناصر الأساسية وهي:

الرؤية والرسالة

أبرز مكونات القيادة الاستراتيجية رؤية ومهمة المنظمة، فمن خلالها يتمكن القائد الاستراتيجي من توقع الاتجاهات والتغيرات التي قد تطرأ مستقبلًا على بيئة الأعمال، كما يتمكن من توجيه القرارات والإجراءات الاستراتيجية للمنظمة وفقًا للمعلومات التي يقوم بتحليلها.

ويساعد تحديد مهمة المنظمة على تحديد أهدافها وقيمها الأساسية وأصحاب المصلحة الرئيسيين فيها، وتتوقف مهارة القائد الاستراتيجي على قدرته على صياغة رؤية ومهمة تحفز الموظفين على العمل لتحقيق الأهداف المشتركة.

التفكير الاستراتيجي

يشير التفكير الاستراتيجي لدى القائد إلى قدرته على تحليل الحالات المعقدة وتحديد الفرص والتهديدات، والعمل على تحقيق أهداف المنظمة من خلال وضع استراتيجيات مبتكرة وفعالة.

وينطوي التفكير الاستراتيجي أيضًا على الاستعانة بعدة مصادر في الحصول على المعلومات وتوليفها من أجل اتخاذ أفضل القرارات، مع البحث عن الاتجاهات والرؤى المؤثرة على المنظمة.

اتخاذ القرارات

تُعد الكفاءة في عملية اتخاذ القرارات من العناصر المهمة في القيادة الاستراتيجية، فقبل اتخاذ أي قرار، يتعين على القائد موازنة إيجابيات وسلبيات القرار، ودراسة المخاطر المحتملة، حتى يتخذ القرارات 

المستنيرة المتوافقة مع أهداف المنظمة.

الذكاء العاطفي

المقصود بالذكاء العاطفي كنعصر مهم في القيادة الاستراتيجية هو امتلاك القائد مهارة إدارة مشاعره ومشاعر الموظفين والتعاطف معهم وتحفيزهم من أجل تعزيز العلاقات بينهم، وهو ما يفيد في اتخاذ القرارات المستنيرة حيال المشكلات التي تطرأ والتعامل مع مختلف التوترات.

بناء الفريق

من أهم عناصر القيادة الاستراتيجية بناء فريق العمل من أعضاء ذوي أفضل أداء، ومعرفة نقاط القوة لكل عضو، وتعزيز ثقافة التعاون والعمل الجماعي والتواصل المفتوح بينهم من أجل تحقيق الأهداف الجماعية.

خصائص القيادة الاستراتيجية:

هناك مجموعة من الخصائص التي تميز القيادة الاستراتيجية، وهي كما يلي:

1- التوليف والتفسير

تنطوي القيادة الاستراتيجية الفعالة على قيام القائد بتجميع وتفسير المعلومات المعقدة والمدخلات المتاحة وتحديد التسلسل المشترك للأحداث، وهو ما يمكنه من تفسير البيانات ومن ثم اتخاذ أفضل القرارات في أصعب الظروف.

2- تعدد الخيارات في صنع القرار

تعتمد عملية صنع القرار في القيادة الاستراتيجية على فهم القائد لرؤية المنظمة وأهدافها الاستراتيجية، ومن ثم يختار مجموعة من الخيارات المتعددة ويلتزم بها خلال هذه العملية خاصة في حالات عدم اليقين.

كما تمزج عملية صنع القرار بين الحدس الذي يعني الشعور الغريزي للقائد، وبين التحليل الذي يتضمن إجراء فحصًا شاملًا للمعلومات المتوفرة.

3- مشاركة أصحاب المصلحة

في القيادة الاستراتيجية يحرص القائد الاستراتيجي على الحصول على مدخلات من أصحاب المصلحة من أجل إحداث التوافق في الآراء، ويحدث ذلك الاتصالات الفعالة المستمرة، وينتج عنه تعزيز التعاون وزيادة فرص نجاح المبادرات الاستراتيجية.

4- كفاءة الاتصال

يُعد الاتصال الفعال من أبرز خصائص القيادة الاستراتيجية، إذ يشير هذا الاتصال إلى قدرة القادة على نقل أفكارهم وتوقعاتهم بوضوح وفعالية، إضافة إلى استماعهم لأعضاء الفريق والاستجابة لهم، وبالتالي تصبح رؤية المنظمة وأهدافها واستراتيجياتها واضحة ومفهومة لجميع الأعضاء.

5- الشفافية والاستناد إلى البيانات

تمتاز القيادة الاستراتيجية الفعالة بالاستخدام الأمثل للبيانات في عملية صنع القرار في ظل الكميات الهائلة من البيانات المتاحة، مع الحفاظ على ثقافة المنظمة التي تدعم الشفافية. 

6- تبني العقلية التعاونية

على الرغم من ثقة القادة الاستراتيجيين في خبراتهم ومعرفتهم؛ إلا أنهم يدركون مدى أهمية الاستعانة بأفكار أعضاء الفريق ودمجها في رؤيتهم للأعمال، وهي العقلية التعاونية التي تساعد على تعزيز الثقافة الداعمة للتدفق الحر للمعلومات.

مبادئ القيادة الاستراتيجية:

تقوم القيادة الاستراتيجية على مجموعة من المبادئ التي تُطبق على القادة والأعضاء وهي:

1- التفويض

يُعد مبدأ التفويض من أهم مبادئ القيادة الاستراتيجية، إذ يعرف كل قائد قدرات أعضاء فريقه، وعلى أساس تلك القدرات ونقاط القوة والضعف يقوم بتفويض المهام والمسؤوليات المناسبة لكل عضو، ومن خلال التفويض الفعال يتمكن القائد من تحقيق الأهداف طويلة الأجل.

2- تشجيع تبادل المعلومات

من أساسيات نجاح أي منظمة مشاركة المعلومات بين الموظفين على كافة المستويات الإدارية، ولذلك تشجع القيادة الاستراتيجية على تبادل المعلومات من أجل تحقيق الشفافية التي تدفع المنظمة إلى الأمام.

3- تشجيع النمو والتعلم

يهتم القائد الاستراتيجي بتطوير مهارات أعضاء فريقه، لذلك يتعين عليه وضع خطة تتضمن مجموعة من فرص النمو التي تؤهل الموظفين للتحديات المستقبلية، مع السماح بالفشل لأنه جزء من التعلم.

4- إدارة الأفراد

وهو مبدأ يقوم على عدم محاولة القائد الاستراتيجي فعل كل شيء بنفسه، ولذلك فهو يسعى لتوظيف مواهب جديدة أو تكليف موظف مجتهد بدور جديد أو الاستعانة بمستشارين.

5- وضع استراتيجية لصنع القرار

تحتاج عملية صنع القرار إلى وضع استراتيجية تتضمن تطوير مخطط تدفق أو نهج مصفوفة من أجل التعامل مع مختلف المشكلات ومن ثم اتخاذ القرارات المستنيرة التي تصب في صالح المنظمة.

6- قياس التقدم المُحرز

يتعين على القائد الاستراتيجي قياس التقدم المُحرز من أجل تحديد ما إذا كان يسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافه أم لا، مع المداومة على إجراء المراجعات والتعديلات على الخطط إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك.

أهمية القيادة الاستراتيجية:

تحقق القيادة الاستراتيجية للمنظمات العديد من الفوائد، نبرزها فيما يلي:

1- تحسين الاتصال

تساعد القيادة الاستراتيجية على تعزيز الاتصال بين القادة وأعضاء الفريق من خلال تحسين التفاهم والشفافية وبناء العلاقات وتبادل الأفكار والتعليقات، وبالتالي يصبح الأعضاء أكثر وعيًا وتفهمًا للقرارات المُتخذة، وهو ما يزيد من إيجابيتهم خلال مختلف المواقف.

2- زيادة الإنتاجية

من خلال القيادة الاستراتيجية يمكن زيادة إنتاجية الموظفين، إذ يتمكن القادة من توجيه اهتمام أعضاء الفريق نحو تحقيق أفضل النتائج بمزيد من الكفاءة، فضلًا عن دورهم في إلهام الموظفين وتحفيزهم وخلق داخلهم إحساسًا بالهدف يتجاوز الأدوار الفردية، وبالتالي يتحسن أدائهم والذي يتجلى في إنتاجيتهم التي تزداد بمرور الوقت.

3- القيادة المشتركة

تعزز القيادة الاستراتيجية من أسلوب القيادة المشتركة في المنظمات، إذ يحرص القادة على تكليف أعضاء الفريق بأدوار قيادية، وهو ما يساهم في زيادة قدرة المنظمة على التكيف في بيئات العمل المتغيرة.

4- زيادة الرضا الوظيفي

تلعب القيادة الاستراتيجية دورًا فعالًا في زيادة شعور الموظفين بالرضا في مكان العمل، لأنها تساعدهم على الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة، وهو ما يؤهلهم لبلوغ أهدافهم المهنية والشخصية.

5- خلق بيئة عمل إيجابية

تُعد القيادة الاستراتيجية من الممارسات التي تساهم في خلق بيئة عمل إيجابية، نظرًا لحرص القادة على تعزيز روح التعاون بين أعضاء الفريق، وكلما كانت بيئة العمل إيجابية؛ ساهم ذلك في تعزيز الشعور بالانتماء والالتزام بين الموظفين وتحسين أدائهم، ومن ثم انخفاض معدلات دوران الموظفين.

6- زيادة الابتكار

يعمل القادة الاستراتيجيون على تهيئة المناخ المناسب الذي يساعد على توليد أفكار جديدة والتفكير خارج الصندوق وحل المشكلات بكفاءة، وبالتالي فإن القيادة الاستراتيجية تنمي الإبداع والتفكير المبتكر لدى الموظفين، وتساعد على منح المنظمة ميزة تنافسية.

7- تحسين الأداء الوظيفي

من خلال القيادة الاستراتيجية الفعالة يزداد حماس أعضاء الفريق لاستخدام مهاراتهم الإبداعية، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تحسين الأداء الوظيفي.

8- زيادة جودة العمل

عندما يتحسن أداء أعضاء الفريق بفضل القيادة الاستراتيجية، تزداد جودة العمل، لأنهم يتمكنون من تحديد المهام التي يمكن إنجازها والبدء فيها دون الانتظار الحصول على تعليمات من المشرف، وينتج عن ذلك تعزيز المساءلة لديهم.

9- تطوير مهارات التخطيط

من العوامل التي تساعد على زيادة كفاءة الفريق، قدرة القائد الاستراتيجي على مساعدة فريقه على تطوير مهارات تخطيط أفضل، وذلك من خلال وضع الأهداف الواقعية القابلة للتحقيق، وبالتالي يتمكن الأعضاء من تنفيذ المهام بكفاءة وتقديم النتائج المرجوة.

10- تسهيل عملية صنع القرار

تساهم القيادة الاستراتيجية في تسهيل عملية صنع القرار في المنظمات، إذ يحدد القائد الاستراتيجي اتجاه المنظمة، ويتخذ قراراته الحاسمة التي تؤثر على مسارها بعد النظر في الاحتياجات قصيرة المدى والنتائج طويلة المدى.

أبعاد القيادة الاستراتيجية:

للقيادة الاستراتيجية ثلاثة أبعاد مكملة لبعضها البعض يتعين على القائد العمل بها من أجل تحقيق أفضل النتائج للمنظمة، وتتمثل تلك الأبعاد فيما يلي:

1- قيادة العمليات

تشير قيادة العمليات إلى القدرة على تحديد إمكانيات الموارد المادية والبشرية والتكنولوجية، وتحديد متطلبات الامتثال وخدمة العملاء وتقييمها بدقة، ومن ثم قيادة أعضاء الفريق في تحليل وفهم الحقائق التشغيلية والتكتيكية للمنظمة، مع صنع إطار العمل الذي يمكنهم من تحقيق الخطة الاستراتيجية.

2- القيادة بالقدوة

يتعين على القائد الاستراتيجي تزويد الموظفين بالموارد التي يحتاجونها للقيام بعملهم بشكل فعال، مع تجسيد مستوى الالتزام الذي يطلبه منهم، وهو ما يعزز من الحفاظ على هيكل المنظمة وفهم الأفراد خطتها الاستراتيجية، ومن ثم يعملون من أجل دعم نجاحها.

3- قيادة العلاقة

من العوامل التي تعزز من فعالية القيادة الاستراتيجية، بناء علاقات مدروسة مع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين، مع تمكين الموظفين من قيادة هذه العلاقة، حتى تصبح لديهم مقاييس واضحة حول الاتجاه الذي تذهب إليه المنظمة وكيفية بلوغها أهدافها.

مهام القيادة الاستراتيجية:

تؤدي القيادة الاستراتيجية في المنظمات مجموعة من المهام وهي:

1- تحديد الاتجاه

يتولى القائد الاستراتيجي مهمة تحديد مهام المنظمة ورؤيتها وقيمها، وعلى أساس ذلك يقوم بوضع استراتيجية واضحة تتوافق وتلك المهام والقيم وتحدد أفضل طريق للنجاح.

2- مواءمة الموارد

تطبق المنظمات القيادة الاستراتيجية نظرًا لدورها في تخصيص الموارد المادية والمالية والبشرية بشكل فعال بما يدعم أهدافها التنظيمية وأولوياتها.

3- رصد الأداء

تنفذ المنظمات القيادة الاستراتيجية حتى تتمكن من وضع مقاييس للأداء مثل مؤشرات الأداء الرئيسية وتحليل البيانات، ومن ثم رصد التقدم المُحرز نحو تحقيق أهدافها، وإجراء التعديلات المطلوبة من أجل ضمان بقائها على المسار الصحيح.

4- بناء الفريق

من أبرز المهام التي يقوم بها القائد الاستراتيجي هي بناء فريق العمل وتقديم التوجيه والتمكين للأعضاء وتعزيز الابتكار والتعاون بينهم، وخلق ثقافة المساءلة والتميز.

5- إشراك أصحاب المصلحة

تعمل القيادة الاستراتيجية على ضمان اتساق أصحاب المصلحة مع الاتجاه الاستراتيجي للمنظمة، وذلك من خلال تكوين علاقات فعالة معهم وإشراكهم ونقل رؤية المنظمة إليهم.

أهم مهارات القيادة الاستراتيجية:

هناك مجموعة متنوعة من المهارات المطلوب توافرها في القائد الاستراتيجي حتى يتمكن من تطوير أسلوب قيادته ومن ثم تحقيق النجاح التنظيمي المطلوب، وتشمل تلك المهارات ما يلي:

1- حل المشكلات

تُعد القدرة على حل المشكلات من أهم مهارات القيادة الاستراتيجية، إذ أنه من المهم أن يمتلك القائد الاستراتيجي المهارات التحليلية التي تمكّنه من إيجاد أفضل الحلول لمختلف المشكلات التي تواجهه سواء في عمله أو على مستوى قيادته للفريق.

2- مهارات الاتصال

تشير مهارات الاتصال إلى قدرة القائد الاستراتيجي على التواصل مع الموظفين بشكل فعال وبطريقة سهلة الفهم، ونجاحه في نقل رؤيته وتوقعاته لهم، وهو ما يمكّن أعضاء الفريق من فهم استراتيجيات قائدهم وما يجب عليهم فعله، ومن ثم تتوحد جهودهم الفردية لتنفيذ المهام بنجاح.

وتتضمن هذه المهارة أيضًا قيام القائد بعقد اجتماعات فردية مع أعضاء الفريق، للرد على الاستفسارات أو من أجل سماع الأفكار أو المخاوف.

3- العمل الجماعي

تتمثل مهارة العمل الجماعي في قيام القائد بالعمل مع أعضاء الفريق والتعاون معهم في المشاريع والقيام بدور فعال في هذا العمل، وهو ما يساعد على تنمية هذه المهارة أيضًا في أعضاء الفريق.

4- القدرة على التكيف

نظرًا للتغيرات المستمرة التي تطرأ على بيئات العمل، يجب أن يكون القائد مرنًا وقادرًا على التكيف مع تلك التغيرات، إذ تعني هذه المهارة أن صاحبها لديه عقلية نمو منفتحة على التغيير، وهو ما يمكّنه من التخفيف من أي آثار جانبية محتملة للتغيرات.

5- مهارات الاستماع

يحتاج القائد إلى أن يكون مستمعًا جيدًا لأعضاء الفريق، حتى يستطيع فهم آرائهم ووجهات نظرهم، وتنطوي هذه المهارة على الاستماع النشط دون مقاطعة، وإعطاء المتحدث كامل الاهتمام حتى يسهل استيعاب كلماته قبل الرد عليها.

6- الدبلوماسية

الدبلوماسية هي مهارة تمكن صاحبها من استخدام أفضل الأساليب في إدارة النزاعات التي تنشأ داخل الفريق نتيجة عدم تطابق الآراء بين أعضاءه، ويكون القائد دبلوماسيًا عندما يستمع إلى وجهات نظر الطرفين مع إبداء رأيًا غير متحيز لأي منهما.

7- التعاطف

التعاطف في القائد يعني قدرته على فهم موظفيه بشكل جيد إذ يستطيع احتواء مشكلات أعضاء الفريق وفهم وجهات نظرهم ورؤية الأمور من منظورهم، وهو ما يساعد على تعزيز العلاقات بينه وبينهم.

8- الابتكار

وهي مهارة مهمة مطلوبة في القائد الاستراتيجي، إذ أن القائد الذي يفكر بشكل إبداعي ويبتكر أفكار غير تقليدية يستطيع حل المشكلات بكفاءة، وإلهام أعضاء الفريق هذه الطريقة من أجل توسيع نطاق تفكيرهم وتحسين العمل داخل المنظمة.

9- التواضع

المقصود بتواضع القائد اعترافه بأن جزء كبير من نجاحه يعود إلى مجهود أعضاء الفريق، مع منحهم التقدير اللازم الذي يعزز من بيئة العمل الإيجابية، فضلًا عن اعتراف القائد بالأخطاء التي يرتكبها والاعتذار عنها علانية.

10- التفاني

كلما كان قائد الفريق متفانيًا في عمله ويتخذ خطوات ثابتة نحو أهدافه ويحفز أعضاء فريقه على العمل الجاد؛ ساهم ذلك في تعزيز روح التفاني في أعضاء الفريق الذين يتخذون قائدهم قدوة لهم.

11- النزاهة

تشير النزاهة إلى صدق القائد وشفافيته في تعامله مع أعضاء الفريق، إذ يتحرى الصدق بشأن نجاحاته واخفاقاته ومنطقه في اختيار استراتيجيات وأهداف معينة، ونزاهة القائد تلعب دورًا فعالًا في تعزيز الثقة بينه وبين أعضاء الفريق. 

الفرق بين القيادة والإدارة:

تتعدد أوجه الاختلاف بين القيادة والإدارة، والتي نوضحها كما يلي:

وجه المقارنة

القيادة

الإدارة

التعريف

هي الممارسة التي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية غير تدريجية من خلال التخطيط الدقيق والرؤية والاستراتيجية.

هي النهج المنظم الذي يسير عليه المديرون عند أداء المهام المخطط لها مسبقًا، إذ يتم تنسيق جهود الموظفين واستخدام الموارد المتاحة من أجل تحقيق الأهداف.

الهدف

التأثير على الموظفين وتحفيزهم وتمكينهم من أجل المساهمة في نجاح المنظمة.

السيطرة على مجموعة من الموظفين من أجل تحقيق أهداف معينة.

الرؤية

التفكير في المستقبل ومواجهة التحديات والتركيز على مكانة المنظمة وكيف يمكن الوصول إلى المكانة المرجوة مستقبلًا.

تحقيق الأهداف التنظيمية من خلال تنفيذ العمليات، مثل الهيكلة التنظيمية والميزنة وإدارة الموظفين.

الأسلوب

التركيز على ابتكار الأفكار المشتركة بطريقة جذابة وملهمة.

التحقق من تنفيذ الأفكار بطريقة فعالة.

التركيز

يركز القادة على المستقبل من خلال التخطيط للمبادرات المستقبلية والفرص المحتملة للنمو بهدف تشكيل ثقافة المنظمة.

يركز المديرون على الحاضر وكيفية تحقيق أهداف المنظمة من خلال الاستراتيجيات والميزانيات والمسؤوليات.

المهام

يسعى القادة لإلهام وتحفيز أعضاء الفريق ومنحهم إحساسًا بالهدف المشترك.

يحرص المديرون على إدارة الأشخاص والعمليات وتقسيم الأهداف إلى مهام وتنظيم الموارد لتحقيق النتائج المرجوة.

 

تعلم الإدارة الاستراتيجية مع بكه

إذا كنت ترغب في تعلم أصول الإدارة الاستراتيجية في مختلف التخصصات؛ تقدم لك منصة بكه للتعليم الفرصة التي تمكنك من اكتساب المهارات اللازمة لتطوير الاستراتيجيات المناسبة والتي تؤهلك للعمل في كبرى المنظمات، فمن خلال بكه يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية حسب تخصصك ومن ثم الحصول على شهادات مهنية معتمدة في مجال الإدارة على يد أفضل الخبراء والمتخصصين المهنيين، وتشمل دورات الإدارة المُقدمة من بكه ما يلي:

 

وفي الختام، فقد باتت القيادة الاستراتيجية من العوامل التي لا غنى عنها في عالم الأعمال اليوم، نظرًا لدورها في إلهام العمل وتوقع التحديات وقيادة المنظمات نحو النجاح.

واتساب