مهارات التواصل - مثال حقيقي وكيفية التعامل معه!

مهارات التواصل - مثال حقيقي وكيفية التعامل معه!

كتابة : أستاذ معتز كردي

15 يناير 2024

فهرس المحتويات

مهارات التواصل - قصة حقيقية

لطالما كان يُقال: "قبل أن تلقي باللوم على الآخرين، ضع نفسك في مكانهم ".

هذه نصيحة جيدة! لكن كيف يمكننا فعل ذلك؟ كيف نتعلم رؤية الأشياء من وجهة نظر شخص آخر حتى نتمكن من فهم وتفسير أفكار الشخص وأفعاله بشكل أفضل؟

في الواقع لا تحتاج إلى أن تضع نفسك في مكان أي شخص، وبدلاً من ذلك يمكنك التعرف على وجهة نظر الشخص الآخر عن هذا الموقف. حاول فهم قصص الآخرين وتعلم وضع نسبة ولو بسيطة لتغيير وجهة نظرك بناءً على وجهة نظرهم لتحسين التواصل بينكم.

ستكتشف وقتها العديد من الأمور مثل أنك وقعت في فخ التفتيش عن نوايا الآخرين وفهمها بشكل معاكس عما يقصدونه بالفعل، وإلقاء اللوم على البعض، كما سيتضح لك كيفية إدارة المشاعر، واتباع أساليب معينة في الحديث. كل هذه العوامل قد تساعدك على اكتساب مجموعة من المهارات لاستخدامها في إدارة محادثات بنّاءة وأكثر أمانًا. 

 يستفيد الطرفان من الوقت الذي يقضونه في التواصل في المحادثات الفعّالة، ويتعلمون شيئًا جديدًا من بعضهم البعض ويتمكنون من وضع حلول لمشاكلهم. لسوء الحظ، فإن رد الفعل السريع على الكلمات أو السلوكيات السلبية يدفعنا باستمرار نحو إجراء محادثة "مدمرة ".

لذا، تساعدك مهارات التواصل على زيادة وعيك بهذه السلوكيات المتغيرة للمحادثة، وستتعلم كيفية الاستفادة من هذا الوعي للتحكم في أي محادثة، وبالتالي تحسين علاقتك مع الآخرين. 

بالإضافة إلى ذلك، ستوضح مهارات التواصل سبب عدم إنتاجية بعض المحادثات، وعلى الرغم من الجهد المبذول في هذه المحادثات، إلا أننا لا نصل إلى أي نتيجة بالنهاية. 

سنتناول كيفية تعلُم أنه من أجل إجراء محادثة بنّاءة مع الآخرين، يجب أن ترى العالم ليس فقط من وجهة نظرك الشخصية، ولكن أيضاً من وجهة نظر الآخرين.

مهارات التواصل في إدارة محادثة مشحونة عاطفياً

سواء في مكان العمل أو في حياتنا الشخصية، يتم قضاء الكثير من أوقاتنا في المحادثات مع الآخرين. وقد لا تسير بعض هذه المحادثات في الاتجاه الذي تريده وهناك العديد من الأسباب ومنها سوء التفاهم عموماً أو بسبب النوايا سواء الحسنة أو السيئة، وما إلى ذلك.

ولتتمكن من إدارة هذه المحادثات، يمكنك استخدام تقنيات معينة لفهم "ما حدث" بدقة وكذلك إدارة مشاعرك ومشاعر الآخرين. 

مهارات التواصل في في النظر إلى العالم من حولنا بنظرة تعاطف

لمعرفة "ما حدث" تحتاج أولاً إلى معرفة الحقيقة. ومع ذلك، هناك مشكلة خاصة مرتبطة بهذا المسعى. بشكل عام، حيث يميل الناس إلى افتراض أنهم على حق وأن الآخرين مخطئون. لكن على العكس، اتضح أن المحادثات الصعبة غير مرتبطة بالدفاع عن الحقائق الصحيحة، بل تتعلق بالتفسيرات والافتراضات والقيم. لذلك يعد فهم الحقيقة جزءًا مهمًا من هذه المحادثات. 

فيما يلي توضيح لكيفية تصورنا للعالم:

وهذا يشير إلى أننا جميعا نرى العالم من منظور مختلف قليلا ونفسره بشكل مختلف بناءً على ذلك. وبالتالي، ينتهي بنا الأمر بقصص متعددة، ولكن لا ندرك أن قصصنا تختلف عن قصص الآخرين.

تحليل القصة يدور حول ثلاث نقاط

لإجراء محادثة فعّالة مع الآخرين، يجب أن تعرف أن الآخرين قد يكون لديهم قصص مختلفة. عند التعامل مع أي شخص، ضع في اعتبارك النقاط الثلاثة التالية: 

  • مهارات التواصل في الحصول على معلومات مختلفة عن غيرك 

الجدال حول النتائج لا يوصلك إلى أي مكان، بل ينبغي عليك المراجعة والنظر في الحقائق. نظرًا لأنك تصل إلى المعلومات بشكل مختلف، فقد ينتهي بك الأمر بتفسيرات مختلفة.

  • مهارات التواصل في للحصول على التفسيرات المختلفة 

حتى لو كان لديك نفس المعلومات، فقد تفسرها بشكل مختلف عن الآخرين. والجدير بالذكر هنا هو المثال التقليدي: "الكوب إما نصف ممتلئ أو نصف فارغ".

  • لديك رأي متحيز يؤثر على استنتاجاتك. 

يدفعك اهتمامك المتحيز في السعي وراء الفوز في أي محادثة إلى مقاومة أي رأي مناقض لرأيك. مما يدفعك بشكل تلقائي إلى الوصول إلى نتيجة تخدم وجهة نظرك.

ولإجبار نفسك على فهم وجهة نظر الآخرين، خذ بعين الاعتبار هاتين الفكرتين الشائعتين التاليتين واستبدلهما بأفكار تساعدك على اكتشاف ما يفكرون به:

  •  كيف يفكرون هكذا؟ 

"أشعر بالفضول لمعرفة المعلومات التي لديهم والتي لا أمتلكها." 

  • كيف يكونون غير عقلانيين هكذا؟ 

"ما هي المعلومات التي لديهم والتي تجعلهم يفكرون بالطريقة التي يفكرون بها الآن؟"

  • المواضع الإدراكية ومثال حي

يتم أخذ تمرين المواقف الإدراكية من البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، والغرض الرئيسي منها هو أن تُظهر لك، بطريقة منظمة، وجهات نظر الآخرين. إنه تمرين مباشر يمكنك القيام به في بضع دقائق فقط.

إليك موقف من شأنه أن يُحسّن من نتيجة هذا الأمر مع التمرين على المواقف الإدراكية: تخيل أنك تواجه مشكلة مع مُشرف العمل في العمل. لقد طلب منك أن تنهي التقرير بنهاية اليوم لذلك قمت بإنهائه ومع ذلك، عندما تسلم التقرير، وجدت أنه غاضب لأنك لم تنه مهمة أخرى أعطاك إياها أيضًا قبل ساعة.

مواقف مثل هذه يمكن أن تكون بالتأكيد محبطة بعض الشيء. ومع ذلك، مثل معظم الأمور في الحياة، هناك عادةً جانبان للقصة. يمكن للمواقف الإدراكية أن تساعدك على فهم وجهة نظر مُشرف العمل، بحيث يمكنك التواصل مع بعضكما البعض بشكل بناءً أكثر وإيجاد حلول مناسبة لمثل هذه المشكلات.

في المواقف الإدراكية، هناك ثلاثة مواقف شائعة الاستخدام سنذكرهم لك. لذا، حاول أن تتدرب على كل موقف لمدة دقيقة واحدة على الأقل:

  • الموقف الأول – هذا أنت.
  • الموقف الثاني – هذا هو الشخص الآخر المتواجد في الموقف (في هذه الحالة، مشرفك).
  • الموقف الثالث – هذا هو طرف خارجي موضوعي، شخص ليس له صلة أو علاقة بالموقف.

في كل مرة تقوم فيها للتبديل بين المواقف الثلاثة السابقة، خذ استراحة سريعة لفصل عقلك من كل دور تمارسه. ثم اكتب ما تعلمته من هذا التمرين على ورقة حتى تؤكد مشاعرك وما تعلمته من كل موقف. واجب عن هذه الأسئلة: ماذا تعلمت عن نفسك؟ ماذا تعلمت عن الشخص الآخر؟ كيف تريد المضي قدمًا من هنا؟

وفي النهاية، كلما أخذت من وقتك لتتفهم موقف الآخرين بالإجابة على مثل هذه الأسئلة، كلما بنيت جسراً من التواصل الجيد بينك وبينهم، وتعاملت مع الآخرين بتعاطف، وزاد تمكنك من إجراء محادثات ناجحة وتحسنت مهارات التواصل لديك بشكل ملحوظ. انتظر منا المزيد من النصائح الخاصة ببناء مهارات التطوير الذاتي.

واتساب