مهارات التواصل والاتصال وأهم الأنواع والاستراتيجيات وكيفية اكتسابها
كتابة : أستاذ معتز كردي
19 نوفمبر 2024
مهارات التواصل هي القدرات التي تمكّن الفرد من التفاعل بفعالية مع الآخرين من خلال التحدث، الاستماع، وإظهار التعاطف والاحترام. تطوير هذه المهارات يعزز العلاقات، يحسن الإنتاجية، ويساعد في حل النزاعات وبناء بيئة عمل إيجابية.
لنتناول ذلك معًا بالتفصيل:
ما هي مهارات التواصل
هناك العديد من الأدوار الوظيفية التي يتوقف النجاح فيها على مدى تمتع أصحابها بمهارات تواصل تمكنهم من التعامل بشكل فعال مع الآخرين، سواء كان هذا التعامل مع الزملاء أو العملاء أو الشركات الأخرى، وتلك المهارات هي القدرات المُستخدمة عند إعطاء وتلقي مختلف أنواع المعلومات، التي تمكن صاحبها من التحدث بطريقة واضحة، كتابة أو لفظًا، وبالتالي يسهل فهم الرسالة وراء ما يقوله، كما تشير مهارات الاتصال إلى القدرة على الاستماع إلى الآخرين بشكل فعال، ومن ثم تلقي المعلومات بشكل أفضل، وتكييف الردود وفقًا لما قيل.
قائمة مهارات التواصل:
وحتى تصبح مميزًا في دورك الوظيفي قدر الإمكان، إليك فيما يلي قائمة بأهم مهارات التواصل:
1- تكييف أسلوب الاتصال مع الآخرين
تختلف أنواع التواصل من موقف لآخر، ولذلك فإن معرفة متى وكيف يمكن التواصل في سيناريوهات مختلفة أمرًا بالغ الأهمية في تحقيق الاتصال الفعال، وهو ما يمكنك تحقيقه من خلال التفكير في الطرف الآخر واختيار أسلوب التواصل الأكثر فعالية معه، فإذا كنت تتواصل مع مديرك؛ فمن الأفضل أن يكون تواصلك عبر الهاتف أو برسالة رسمية ترسلها من خلال البريد الإلكتروني، أما إذا كان من تتواصل معه هو زميل لك؛ يمكنك استخدام وسائل اتصال أقل رسمية، مثل الرسائل النصية عبر مختلف تطبيقات الرسائل.
2- التواصل الودي
يُعد التواصل الودي من مهارات الاتصال الفعالة المطلوبة في مكان العمل، نظرًا لتأثيره في تعزيز العلاقات الإيجابية بين الموظفين، ويمكنك ممارسة هذه المهارة من خلال التحدث بصدق ولطف عند التواصل مع الآخرين، والانفتاح وطرح الأسئلة حتى تتمكن من فهم الحديث جيدًا، فضلًا عن الإيماءات البسيطة مثل رسم ابتسامة لطيفة على الوجه أو سؤال الآخر عن حالته، إذ يؤدي كل ذلك إلى تحسين العلاقات في مكان العمل.
3- الاستماع النشط
عندما يوصف أحد بأنه مستمع نشط، فهذا يعني أنه يولي اهتمامًا كبيرًا بحديث الآخرين، فيستمع إليه باهتمام وانتباه دون مقاطعة أو الانشغال بعوامل تشتت من تصفح الهاتف وغيرها، حتى يتمكن من فهم رسالتهم بدقة قبل الرد بشكل مناسب، كما يلاحظ نبرة الصوت وحركات العينين ولغة الجسد، من أجل فهم ما وراء الحديث، مع طرح أسئلة توضيحية لإظهار الاهتمام والتفهم.
لذلك، كلما كنت ماهرًا في الاستماع النشط للآخرين، ازدادت قدرتك على فهم زملائك وعملائك بشكل أفضل، وحظيت باحترام الجميع لأنهم يقدرون الاهتمام الذي تظهره عند التحدث، وبالتالي يبادلونك نفس الاهتمام عندما تتحدث، كما أن امتلاك هذه المهارة يؤدي إلى تقوية العلاقات وتعزيز التفاهم بينك وبين زملاء العمل.
4- تبادل التعليقات
من أبرز استراتيجيات التواصل في العمل، تقديم التعليقات للآخرين وقبولها منهم، أي تقديم مدخلات وملاحظات بناءة للآخرين، وقبول التعليقات البناءة أيضًا منهم، فمن وسط تلك التعليقات يمكنك العثور على إجابات عن أسئلة كانت تشغلك، أو تستدل على فكرة رائعة لإجراء تحسينات ذات مغزى في عملك، ويمكنك تطوير هذه المهارة عن طريق تدوين الملاحظات التي تلقيتها واستفدت منها في إدخال تحسينات على عملك، وتدوين المواقف التي قدمت فيها تعليقات ناجحة أفادت الآخرين.
5- إبداء الثقة
تشير هذه المهارة إلى إظهار الفرد ثقته في قدراته وخبراته في أداء مختلف المهام، وكذلك تقديمه الأفكار بثقة تجعل الآخرين يستجيبون إليها، ويمكن إظهار مهارة الثقة من خلال التواصل البصري عند مخاطبة الآخرين، والتحدث بنبرة صوت قوية، والجلوس بشكل مستقيم وفتح الكفين خلال التحدث، مع استخدام عبارات مثل "أنا أثق في قدرتي على القيام بذلك".
6- مهارة الاحترام
من مهارات الاتصال الضرورية إبداء الاحترام الكامل للآخرين خلال تحدثهم ومعرفة الوقت المناسب لبدء الاتصال والاستجابة له، من خلال الاستماع إلى الحديث بالكامل دون مقاطعة، وعدم تغيير الموضوع الذي يتحدث فيه الطرف الآخر، وطرح أسئلة واضحة وذات مغزى، مع الرد الكامل على أي أسئلة قد يطرحها المتحدث.
7- مهارة التعاطف
تُعد مهارة التعاطف من أبرز مهارات الاتصال وأكثرها أهمية في العمل، وهي تعني أنك قادرًا على قراءة وترجمة مشاعر الآخرين بشكل فعال، ومراعاة تلك المشاعر، مع محاولة وضع نفسك في مكانهم، فكل ذلك يجعلك تختار الاستجابة المناسبة لتلك المشاعر سواء كانت غضب أو إحباط أو حزن أو حماس أو حتى سعادة، وهو ما يمكنك من بناء علاقات إيجابية مع المديرين والزملاء والعملاء.
8- نبرة ووضوح الصوت
يُعد التحكم في نبرة ووضوح صوتك مهارة تواصل مهمة تساعدك على إيصال رسالتك دون غموض، وبالتالي تشير هذه المهارة إلى ضبط صوتك خلال التحدث بحيث يكون واضحًا ومسموعًا، حتى يتمكن الآخرون من سماع حديثك، ولكن احذر من التحدث بصوت عالِ للغاية حتى لا يفهم الطرف الآخر من أنك تهاجمه أو لا تحترمه، كما تنطوي هذه المهارة على اختيار النبرة المناسبة عند التحدث، فتكون طريقة الحديث ملاءمة للموقف وطبيعة الكلام ذاته.
9- مهارة التفاوض
إذا كنت تعمل في مجال مثل المبيعات أو التسويق أو الإدارة، فمن الضروي أن تمتلك مهارة التفاوض التي تساعدك على التأثير على الآخرين وإقناعهم بفكرتك أو مقترحاتك أو رأيك، كما تفيدك هذه المهارة عند نشوب نزاع بين عدة طرفين أو أكثر، إذ يمكنك استخدامها في تسوية النزاعات، والتوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف.
استفد من دورات بكه للتعليم واحصل على فرصة لتطوير مهاراتك المهنية في مختلف المجالات، واستعد لاجتياز الاختبار الذي يؤهلك للحصول على شهادة مهنية مُعتمدة.
أنواع مهارات التواصل
ومما سبق يمكن أن نستنتج أن مهارات التواصل تنقسم إلى أربعة أنواع أساسية، نبرزها إليك فيما يلي:
التواصل اللفظي
يشير التواصل اللفظي إلى الكلمات المنطوقة من أجل نقل الأفكار والمعلومات والتعبير عن الآراء، وامتلاك مهارة التواصل اللفظي يعني أن صاحبها قادرًا على استخدام اللغة الصحيحة والمصطلحات الواضحة في الحديث والتعبير عن أفكاره، فلا يكافح المتلقي في فهم الحديث، لأنه سهلًا بالنسبة إليه.
التواصل غير اللفظي
التواصل غير اللفظي هو الذي يعتمد على نقل الكثير من الرسائل غير اللفظية، وبالتالي يحدث التواصل دون كلمات، ولكن بالاعتماد على لغة الجسد وإيماءات اليد ونبرة الصوت ووضع الجسم وطريقة التنفس وتوتر العضلات والتواصل البصري، وبالتالي فإن الطريقة التي تنظر وتتفاعل بها معبرة عن مشاعرك وما تود أن تقوله أكثر بكثير من الكلمات، وكلما كنت قادرًا على استخدام الإشارات غير اللفظية في التواصل مع الآخرين، زادت قدرتك على بناء علاقات أفضل معهم.
التواصل الكتابي
على الرغم من أن التواصل الكتابي نوعًا من مهارات التواصل غير المرئية؛ إلا أنه يظل من أكثر المهارات قدرة على التعبير عن مشاعر أصحابها، إذ أن الرسائل المكتوبة عبر وسائل مثل البريد الإلكتروني أو التقارير الرسمية أو الخطابات، تنقل بصورة كبيرة قصد صاحبها وغرضه الحقيقي، إذا كانت مكتوبة بلغة واضحة سهلة الفهم بكلمات مناسبة، دون أخطاء نحوية وإملائية.
التواصل البصري
يُعد التواصل البصري طريقة مميزة للغاية في التعبير عن الأفكار والآراء وتوصيل الرسائل، وهو ما يتجلى في الأشكال والصور العادية والصور الفوتوغرافية والرسومات والرسوم البيانية المُستخدمة في الإعلانات والعروض التقديمية، ومختلف المجالات التي تحتاج إلى تمثيلًا بصريًا واضحًا، وكلما كنت ماهرًا في التواصل البصري؛ زادت قدرتك على إيصال رسالتك بشكل أسرع.
أهمية مهارات التواصل
يُعد امتلاك مهارات تواصل فعالة أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لك مهما كان مجال عملك، فإذا كنت تجيد استخدام تلك المهارات مع القادة والزملاء في العمل، فمن المؤكد أن هناك العديد من الفوائد التي تعود عليك وعلى مكان العمل بالكامل، وهي تشمل ما يلي:
1- تجنب سوء الفهم
تساعد مهارات الاتصال الفعالة على نقل الأفكار بوضوح دون لبس أو غموض، مما يجنب حدوث أي سوء فهم بين المتحدث والمتلقي، ومن ثم تعزيز كفاءة وفعالية التواصل بين الزملاء وبعضهم البعض، وبينهم وبين المشرفين والمديرين في مكان العمل.
2- تحسين العلاقات الشخصية
تُعد مهارات التواصل الفعالة وسيلة مهمة في بناء العلاقات الشخصية الإيجابية في مكان العمل، إذ أن التواصل الفعال ذو التأثير غاية في الأهمية في تحسين العلاقات القائمة على الاحترام والثقة المتبادلين بين الزملاء والرؤساء والمرؤوسين، إذ يزداد التفاهم المتبادل والتعاطف عندما يتعامل الجميع بطريقة مقبولة.
3- تعزيز التعاون والعمل الجماعي
يترتب على استخدام مهارات التواصل في مكان العمل تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق، فعندما يمتلك الجميع القدرة على التعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية، ويسعون للحصول على تعليقات، ويقدمون ملاحظات بناءة، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة انسجامهم عند عملهم مع بعضهم البعض بشكل جماعي.
4- تحسين الإنتاجية
تتجلى أهمية استخدام مهارات الاتصال في زيادة إنتاجية المؤسسة بالكامل، وذلك نتيجة تلقي الموظفين الرسائل الواضحة حول أدوارهم وواجباتهم، وبالتالي يتمكنون من أدائها بشكل أفضل، كما أن التواصل الفعال بين أعضاء الفريق يزيد من قدرتهم على العمل بتناغم وانسجام، فتقل أخطائهم وتزداد إنتاجيتهم.
5- زيادة القدرة على حل المشكلات
يبرز دور وأهمية الاتصال الفعال عند ظهور المشكلات في مكان العمل، إذ أن امتلاك أعضاء فريق العمل مهارات التواصل والحرية في مشاركة صوتهم وأفكارهم وآرائهم تمكنهم من تحديد المشكلات سريعًا ومناقشة حلولها والموازنة بين إيجابيات وسلبيات كل حل، قبل الاستقرار على الحل الأمثل.
6- الحد من النزاعات
يلعب الاتصال الفعال دورًا بارزًا في الحد من سوء الفهم، وبالتالي تجنب النزاعات والصراعات التي تنشب في مكان العمل، لأنه يتضمن الاستماع النشط وإجراء المحادثات المثمرة والتعاطف مع الآخرين، وبالتالي يمكن لكل طرف التعبير عن وجهة نظره بحرية مع مراعاة منظور الطرف الآخر، وهو ما يساعد على حل النزاعات قبل أن تتصاعد.
7- تعزيز الابتكار والإبداع
يؤدي التواصل الفعال بين الموظفين إلى خلق بيئة خصبة للإبداع والابتكار، فعندما يجد أعضاء الفريق الحرية في مشاركة الأفكار ووجهات النظر، يزداد لديهم الدافع للتوصل إلى الأفكار المبتكرة، التي تطور من عمل المؤسسة وتعزز من النمو المهني.
8- تحسين الروح المعنوية
عندما يسود التواصل الفعال في مكان العمل، ويحرص القادة على التواصل الشفاف مع الموظفين، فإن ذلك يؤدي إلى تحسين الروح المعنوية لدى الموظفين، وزيادة ولائهم للمؤسسة، وخلق الحافز لديهم لتقديم أفضل أداء في العمل وزيادة الإنتاجية.
9- التقدم الوظيفي
من المؤكد أن مهارات الاتصال الفعالة هي نقطة قوة لصاحبها تساعده على تحقيق التقدم الوظيفي، إذ يصبح الموظف مرشحًا بقوة لتقلد مناصب قيادية عندما يتمكن من شرح أفكاره بثقة ووضوح، والتحدث بطلاقة، حيث يُعد ذلك بمثابة علامة تميزه يضعها أرباب الأعمال في الاعتبار عند النظر في الترقيات.
10- تحسين خدمة العملاء
تُعد مهارات الاتصال القوية عاملًا أساسيًا في تقديم خدمات ممتازة للعملاء، ففي الوظائف التي تنطوي على التعامل المباشر مع العملاء، يجب أن يكون الموظف قادرًا على التواصل مع العملاء بفعالية، من خلال الاستماع الجيد لهم وفهم احتياجاتهم، وإقناعهم بكفاءة.
11- تنمية القيادة
عندما يمتلك القائد مهارات اتصال قوية يستخدمها في التعبير عن رؤيته والاستماع بنشاط إلى تعليقات الفريق وتوجيه وتحفيز وإلهام فريقه، فهو بذلك يضمن تعزيز العلاقات وبناء الثقة مع أعضاء الفريق، وتوحيد جهودهم نحو الأهداف المحددة، وتوضيح مسارًا للمضي قدمًا، مما يؤدي في النهاية إلى مساهمة كل عضو في تحقيق تلك الأهداف.
12- تحسين العلامة التجارية للمؤسسة
يساهم التواصل الفعال في تحسين العلامة التجارية للمؤسسات، إذ أن الطريقة التي يتواصل بها الموظفون مع العملاء وأصحاب المصلحة، تعطي انطباعًا عن مستوى التواصل داخل المؤسسة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على صورة المؤسسة وسمعتها.
استثمر في تطوير مهاراتك المهنية من خلال دورات بكه التي تساعدك على الحصول على شهادات معتمدة تجعلك مطلوبًا في سوق العمل.
كيفية اكتساب مهارات التواصل
إن لم يكن لديك مهارات التواصل الفعالة التي تمكنك من التعامل مع الآخرين بكفاءة؛ فهناك مجموعة من الممارسات التي يمكنك اتباعها لاكتساب تلك المهارات، وهي تشمل ما يلي:
1- راقب المتصلين الجيدين
يمكنك اكتساب مهارات الاتصال من خلال مراقبة الأفراد والعائلة والأصدقاء الذين ينقلون الأفكار والمعلومات باستمرار بوضوح وثقة واحترام وتعاطف، وقد بتدوين ملاحظات حول الطرق التي يستخدمونها في التواصل مع الآخرين.
2- اطلب الملاحظات البناءة
ليس هناك حرج من الاستعانة بزميل أو صديق مقرب، وطلب تعليقاته الصادقة حول مهارات التواصل لديك، وما هي مجالات التحسين بها التي يجب أن تركز عليها وتعمل على تطويرها.
3- احضر ورش عمل حول مهارات التواصل
من خلال حضور ورش العمل والفصول الدراسية سواء الحضورية أو الإلكترونية التي تركز على مهارات التواصل، يمكنك التعرف على تلك المهارات والتدريب عليها من خلال إجراء المناقشات المفتوحة أو تنفيذ المهام المكتوبة أو ممارسة الألعاب.
4- ابحث عن فرص للتواصل
مرن نفسك على استخدام مهارات التواصل من خلال البحث عن فرص التواصل سواء داخل العمل أو خارجه، مثل المشاركة في أنشطة تتيح لك التواصل مع أشخاص جدد.
5- سجل تواصلك مع الآخرين
عندما تتواصل مع الآخرين بأي صورة، قم بتسجيل طرق التواصل التي تستخدمها، مثل طريقة نطق كلماتك والوتيرة التي تتحدث بها، حتى يسهل عليك تحديد نقاط قوتك وما هي المجالات التي تشعر أنك تتقنها، ونقاط ضعفك والمجالات التي لا زالت تحتاج إلى تحسين.
كيفية تطوير مهارات التواصل
نظرًا لأهمية مهارات التواصل في خلق بيئة عمل إيجابية وتحقيق التطوير الوظيفي وتحسين سمعة المؤسسات، فقد بات من الضروري تطوير تلك المهارات واستخدامها في مختلف بيئات العمل، لذلك نوضح لك فيما يلي كيف تطور مهارات التواصل لديك بشكل عملي:
1- تحدث بوضوح
عندما تبدأ في التحدث مع الآخرين، يجب أن يكون حديثك واضحًا قدر الإمكان، أي تستخدم فيه لغة بسيطة مفهومة وكلمات واضحة وموجزة، وابتعد عن الكلمات والمصطلحات المعقدة التي يصعب فهمها أو البعيدة عن تخصص الطرف الآخر حتى لا يُساء فهمك، وتجنب الكلمات غير الضرورية التي يمكن أن تصرف الانتباه عن رسالتك.
2- استمع جيدًا
لأن الاستماع من أهم مهارات التواصل، يتعين عليك التأكد من أنك لا تسمع الكلمات التي يقولها الشخص فحسب، بل تسمع الرسالة بأكملها، من خلال إعطاء المتحدث الاهتمام الكامل لفهم رسالته، وتصفية الذهن من أية عوامل تشتت، وعدم مقاطعة المتحدث حتى وإن وردتك أفكارًا مهمة، وإظهار لغة جسد إيجابية، وإعادة صياغة الحديث عند الرد.
3- مارس التعاطف
حتى تطور مهارة التعاطف مع الآخرين، يجب أن تدرب نفسك على قبول الأسباب التي تجعل شخصًا ما يشعر أو يفكر بالطريقة التي يفعل بها، بغض النظر عما إذا كنت تتفق معها أم لا، وحاول أن ترى الأشياء من وجهة نظر الآخرين حتى تشعر بما يشعرون به.
4- استعد مسبقًا
قبل أن تتحدث وتشارك أفكارك، قم بإعداد ما ستقوله وكيف ستقوله، لذلك ابحث عن المعلومات التي قد تحتاجها لدعم رسالتك، وفكر في الأسئلة المُحتملة، وتخيل كيف يمكنك الرد على الأسئلة أو الانتقادات التي قد توجه لك، إذ يجعلك ذلك مستعدًا لما هو غير متوقع.
5- ضع في اعتبارك التواصل غير اللفظي
لأن تعبيرات الوجه والإيماءات ولغة الجسد تعبر عن الرسائل أكثر من الكلمات، فمن الضروري أن تتقن الإشارات غير اللفظية، من خلال استخدام لغة جسد إيجابية، وتجنب إصدار أي حركة تشعر الآخرين بالإنزعاج، مع مراقبة لغة جسد الآخرين، ومن ثم قم بتعديل تكتيكات الاتصال الخاصة بك بشكل مناسب.
6- راقب نبرة صوتك
يمكن أن تعبر نبرة صوتك عن رسالتك بوضوح تام، ويمكن أن تخفي الغرض منها تمامًا، لذا يجب أن تراقب نبرة صوتك خاصة في المواقف التي تشهد نزاعات وخلافات مع الآخرين، وانتبه إلى لهجتك حتى تتمكن من تغييرها بشكل مناسب إذا بدا أن الاتصال يسير في الاتجاه الخاطئ، إذ يمكنك إنهاء أي خلاف بحكمة إذا انتقيت كلماتك ذات الدلالة الإيجابية، وكانت مناسبة مع نبرة صوتك الهادئة.
7- اطلب التعليقات
تُعد التغذية المرتدة من أهم الاستراتيجيات التي تساعدك على تطوير مهارات تواصلك، لذا لا تتردد في طرح الأسئلة على الآخرين بعد نقل رسالتك، واطلب منهم تأكيدها بكلماتهم الخاصة حتى تتأكد من فهمها، وهو ما يؤدي إلى تجنب سوء الفهم قدر الإمكان.
8- ابتعد عن المشتتات
حتى تضمن بقاء الجميع مركزين على رسالتك، قم بإزالة عوامل التشتت مثل الأجهزة الإلكترونية أو ضوضاء الخلفية، خاصة في الاجتماعات التي يمكن أن يخرج فيها الاتصال عن مساره بسهولة.
بادر بالتسجيل في دورات بكه التي تُعدك لاقتناص أهم الفرص المهنية من خلال مساعدتك على اكتساب مهارات جديدة أو تحقيق التميز في مجالك.
الهدف من تطوير مهارات التواصل
هناك العديد من الأهداف التي يمكنك تحقيقها من خلال تطوير مهارات التواصل لديك، وهي تشمل ما يلي:
- تعزيز القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار ووجهات النظر بوضوح وفعالية، لتجنب سوء الفهم، وضمان تأثير الرسائل وفهم المغزى منها.
- زيادة الثقة في النفس وتعزيز القدرة على مواجهة مختلف التحديات، من خلال تحسين القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر.
- تعزيز القدرة على التأثير على الآخرين وإقناعهم بالأفكار ووجهات النظر، وهو عنصر فعال لقيادة فرق العمل وتوجيهه نحو الأهداف المشتركة.
- خلق بيئة عمل خالية من التوتر والنزاعات، لأن التواصل الفعال يسهم في تعزيز التفاهم وحل أي نزاع بشكل سِلمي.
- تحسين الحالة النفسية خاصة في بيئة العمل التي تسودها علاقات صحية وداعمة، وقائمة على الاحترام المتبادل والثقة.
الفرق بين مهارات التواصل ومهارات الاتصال
على الرغم من وجود تقارب في معنى مهارات التواصل ومهارات الاتصال؛ إلا أن هناك نقطة توضح الفرق بينهما، وهي كما يلي:
مهارات التواصل
مهارات التواصل هي قدرة الفرد على نقل المعلومات والأفكار بطريقة واضحة وفعالية باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، وبالتالي فهي تشمل: التواصل اللفظي، التواصل غير اللفظي، مهارات الاستماع، الوضوح والإيجاز، القدرة على تعديل الرسائل حسب الجمهور.
مهارات الاتصال
مهارات الاتصال هي القدرات التي تساعد على تسهيل التفاعل الفعال مع الآخرين، وهي ضرورية من أجل بناء العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها وفهم الآخرين، وهي تشمل: الذكاء العاطفي، حل النزاعات، العمل الجماعي.
مهارات التواصل - قصة حقيقية
لطالما كان يُقال: "قبل أن تلقي باللوم على الآخرين، ضع نفسك في مكانهم ".
هذه نصيحة جيدة! لكن كيف يمكننا فعل ذلك؟ كيف نتعلم رؤية الأشياء من وجهة نظر شخص آخر حتى نتمكن من فهم وتفسير أفكار الشخص وأفعاله بشكل أفضل؟
في الواقع لا تحتاج إلى أن تضع نفسك في مكان أي شخص، وبدلاً من ذلك يمكنك التعرف على وجهة نظر الشخص الآخر عن هذا الموقف. حاول فهم قصص الآخرين وتعلم وضع نسبة ولو بسيطة لتغيير وجهة نظرك بناءً على وجهة نظرهم لتحسين التواصل بينكم.
ستكتشف وقتها العديد من الأمور مثل أنك وقعت في فخ التفتيش عن نوايا الآخرين وفهمها بشكل معاكس عما يقصدونه بالفعل، وإلقاء اللوم على البعض، كما سيتضح لك كيفية إدارة المشاعر، واتباع أساليب معينة في الحديث. كل هذه العوامل قد تساعدك على اكتساب مجموعة من المهارات لاستخدامها في إدارة محادثات بنّاءة وأكثر أمانًا.
يستفيد الطرفان من الوقت الذي يقضونه في التواصل في المحادثات الفعّالة، ويتعلمون شيئًا جديدًا من بعضهم البعض ويتمكنون من وضع حلول لمشاكلهم. لسوء الحظ، فإن رد الفعل السريع على الكلمات أو السلوكيات السلبية يدفعنا باستمرار نحو إجراء محادثة "مدمرة ".
لذا، تساعدك مهارات التواصل على زيادة وعيك بهذه السلوكيات المتغيرة للمحادثة، وستتعلم كيفية الاستفادة من هذا الوعي للتحكم في أي محادثة، وبالتالي تحسين علاقتك مع الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، ستوضح مهارات التواصل سبب عدم إنتاجية بعض المحادثات، وعلى الرغم من الجهد المبذول في هذه المحادثات، إلا أننا لا نصل إلى أي نتيجة بالنهاية.
سنتناول كيفية تعلُم أنه من أجل إجراء محادثة بنّاءة مع الآخرين، يجب أن ترى العالم ليس فقط من وجهة نظرك الشخصية، ولكن أيضاً من وجهة نظر الآخرين.
عزيزي القارئ، إذا كنت تسعى لفهم كلماتك دون عناء، وأفكارك دون لبس، وإقناع الآخرين بذكاء، ويتحول حديثك لأداة ساحرة تبني لها جسورًا من التفاهم والثقة مع الآخرين؛ تابع معنا سطور هذا المقال لتتعرف من خلاله على أنواع مهارات الاتصال وأهميتها وكيفية تطويرها.
مهارات التواصل في إدارة محادثة مشحونة عاطفيًا
سواء في مكان العمل أو في حياتنا الشخصية، يتم قضاء الكثير من أوقاتنا في المحادثات مع الآخرين. وقد لا تسير بعض هذه المحادثات في الاتجاه الذي تريده وهناك العديد من الأسباب ومنها سوء التفاهم عموماً أو بسبب النوايا سواء الحسنة أو السيئة، وما إلى ذلك.
ولتتمكن من إدارة هذه المحادثات، يمكنك استخدام تقنيات معينة لفهم "ما حدث" بدقة وكذلك إدارة مشاعرك ومشاعر الآخرين.
مهارات التواصل في النظر إلى العالم من حولنا بنظرة تعاطف
لمعرفة "ما حدث" تحتاج أولاً إلى معرفة الحقيقة. ومع ذلك، هناك مشكلة خاصة مرتبطة بهذا المسعى. بشكل عام، حيث يميل الناس إلى افتراض أنهم على حق وأن الآخرين مخطئون. لكن على العكس، اتضح أن المحادثات الصعبة غير مرتبطة بالدفاع عن الحقائق الصحيحة، بل تتعلق بالتفسيرات والافتراضات والقيم. لذلك يعد فهم الحقيقة جزءًا مهمًا من هذه المحادثات.
فيما يلي توضيح لكيفية تصورنا للعالم:
وهذا يشير إلى أننا جميعا نرى العالم من منظور مختلف قليلا ونفسره بشكل مختلف بناءً على ذلك. وبالتالي، ينتهي بنا الأمر بقصص متعددة، ولكن لا ندرك أن قصصنا تختلف عن قصص الآخرين.
تحليل القصة يدور حول ثلاث نقاط
لإجراء محادثة فعّالة مع الآخرين، يجب أن تعرف أن الآخرين قد يكون لديهم قصص مختلفة. عند التعامل مع أي شخص، ضع في اعتبارك النقاط الثلاثة التالية:
- مهارات التواصل في الحصول على معلومات مختلفة عن غيرك
الجدال حول النتائج لا يوصلك إلى أي مكان، بل ينبغي عليك المراجعة والنظر في الحقائق. نظرًا لأنك تصل إلى المعلومات بشكل مختلف، فقد ينتهي بك الأمر بتفسيرات مختلفة.
- مهارات التواصل في للحصول على التفسيرات المختلفة
حتى لو كان لديك نفس المعلومات، فقد تفسرها بشكل مختلف عن الآخرين. والجدير بالذكر هنا هو المثال التقليدي: "الكوب إما نصف ممتلئ أو نصف فارغ".
- لديك رأي متحيز يؤثر على استنتاجاتك.
يدفعك اهتمامك المتحيز في السعي وراء الفوز في أي محادثة إلى مقاومة أي رأي مناقض لرأيك. مما يدفعك بشكل تلقائي إلى الوصول إلى نتيجة تخدم وجهة نظرك.
ولإجبار نفسك على فهم وجهة نظر الآخرين، خذ بعين الاعتبار هاتين الفكرتين الشائعتين التاليتين واستبدلهما بأفكار تساعدك على اكتشاف ما يفكرون به:
- كيف يفكرون هكذا؟
"أشعر بالفضول لمعرفة المعلومات التي لديهم والتي لا أمتلكها."
- كيف يكونون غير عقلانيين هكذا؟
"ما هي المعلومات التي لديهم والتي تجعلهم يفكرون بالطريقة التي يفكرون بها الآن؟"
- المواضع الإدراكية ومثال حي
يتم أخذ تمرين المواقف الإدراكية من البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، والغرض الرئيسي منها هو أن تُظهر لك، بطريقة منظمة، وجهات نظر الآخرين. إنه تمرين مباشر يمكنك القيام به في بضع دقائق فقط.
إليك موقف من شأنه أن يُحسّن من نتيجة هذا الأمر مع التمرين على المواقف الإدراكية: تخيل أنك تواجه مشكلة مع مُشرف العمل في العمل. لقد طلب منك أن تنهي التقرير بنهاية اليوم لذلك قمت بإنهائه ومع ذلك، عندما تسلم التقرير، وجدت أنه غاضب لأنك لم تنهِ مهمة أخرى أعطاك إياها أيضًا قبل ساعة.
مواقف مثل هذه يمكن أن تكون بالتأكيد محبطة بعض الشيء. ومع ذلك، مثل معظم الأمور في الحياة، هناك عادةً جانبان للقصة. يمكن للمواقف الإدراكية أن تساعدك على فهم وجهة نظر مُشرف العمل، بحيث يمكنك التواصل مع بعضكما البعض بشكل بناءً أكثر وإيجاد حلول مناسبة لمثل هذه المشكلات.
في المواقف الإدراكية، هناك ثلاثة مواقف شائعة الاستخدام سنذكرهم لك. لذا، حاول أن تتدرب على كل موقف لمدة دقيقة واحدة على الأقل:
- الموقف الأول – هذا أنت.
- الموقف الثاني – هذا هو الشخص الآخر المتواجد في الموقف (في هذه الحالة، مشرفك).
- الموقف الثالث – هذا هو طرف خارجي موضوعي، شخص ليس له صلة أو علاقة بالموقف.
في كل مرة تقوم فيها للتبديل بين المواقف الثلاثة السابقة، خذ استراحة سريعة لفصل عقلك من كل دور تمارسه. ثم اكتب ما تعلمته من هذا التمرين على ورقة حتى تؤكد مشاعرك وما تعلمته من كل موقف. واجب عن هذه الأسئلة: ماذا تعلمت عن نفسك؟ ماذا تعلمت عن الشخص الآخر؟ كيف تريد المضي قدمًا من هنا؟
وفي النهاية، كلما أخذت من وقتك لتتفهم موقف الآخرين بالإجابة على مثل هذه الأسئلة، كلما بنيت جسرًا من التواصل الجيد بينك وبينهم، وتعاملت مع الآخرين بتعاطف، وزاد تمكنك من إجراء محادثات ناجحة وتحسنت مهارات التواصل لديك بشكل ملحوظ. انتظر منا المزيد من النصائح الخاصة ببناء مهارات التطوير الذاتي
عزز من فرصك في سوق العمل مع بكه
إذا كنت تسعى لتطوير مهاراتك وزيادة فرصك في سوق العمل، فإن بكه للتعليم هي الشريك الأمثل الذي يتيح لك تحقيق هذا الهدف، بفضل ما تقدمه من دورات تدريبية في أهم المجالات وأكثرها طلبًا، وقد تم تصميمها بعناية ويتم تقديمها على أيدي نخبة من الخبراء المتخصصين، من أجل تلبية احتياجاتك المهنية والشخصية، وحتى تصبح مؤهلًا لاجتياز الاختبارات التي تمكنك من الحصول على شهادات معتمدة مُعترف بها عالميًا.
بادر بالتسجيل في دورات بكه وهي:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
الخاتمة:
مهارات التواصل هي مجموعة من القدرات التي تُمكن الأفراد من التفاعل الفعّال مع الآخرين عبر نقل الأفكار والمشاعر والمعلومات بوضوح واحترام. تشمل هذه المهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، مثل التحدث بلغة واضحة، واستخدام لغة الجسد المناسبة، والاستماع النشط لفهم الرسائل بدقة. كما تتضمن القدرة على التفاوض وإظهار الثقة والتعاطف مع الآخرين، مما يُساهم في بناء علاقات إيجابية وتحقيق أهداف مشتركة.
تطوير مهارات التواصل يُعدّ خطوة حاسمة في النجاح المهني والشخصي، حيث يُساعد على تحسين العلاقات، وتعزيز التعاون، وزيادة الإنتاجية في بيئات العمل. يمكن تحقيق ذلك من خلال التحدث بوضوح، وممارسة الاستماع الفعّال، وضبط نبرة الصوت، والتدرّب على قراءة لغة الجسد. بفضل هذه المهارات، يمكن تقليل سوء الفهم، وحل النزاعات بسهولة، وخلق بيئة عمل أكثر إبداعًا وتناغمًا.
وفي الختام، فإن صدقك في التواصل ووضوح كلماتك وتحكمك في مشاعرك ولغة جسدك، وامتلاكك مهارات تواصل قوية بكل ما تشمله، هو المفتاح السري لتحقيق النجاح في جوانب العمل والحياة أيضًا، لذلك اعمل على تطوير تلك المهارات لأنها ستجعل طريقك نحو النجاح أسهل.