تشهد العديد من أماكن العمل بعض النزاعات التي تنشب بين الموظفين والإدارة، أو بين الموظفين وبعضهم البعض، وهي النزاعات التي قد تؤدي إلى انهيار العمل الجماعي وانخفاض الروح المعنوية للفرق، وبالتالي توقف المشاريع، وذلك في حال فشل الإدارة في احتواء تلك النزاعات وحلها للحفاظ على الموظفين وإنتاجيتها، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هي النزاعات التي تنشأ في بيئة العمل وكيفية حلها.
مفهوم النزاعات في العمل:
تُعرف النزاعات في بيئة العمل بأنها الخلافات التي تنشأ بين طرفين أو أكثر، في حال وجود اختلاف في الآراء أو المصالح أو الاحتياجات بين أطراف النزاع. وعلى الرغم من أن المشكلات في بيئة العمل أمرًا طبيعيًا؛ إلا أنه إذ لم يُدر بحكمة، فسوف يؤدي إلى عدم التعاون وتبادل الإهانات اللفظية والتنمر والغضب وسوء الجودة أو تأخر العمل وفشل المشروع.
أنواع النزاعات في العمل:
هناك أنواع مختلفة من النزاعات في مكان العمل، وأكثرها شيوعًا ما يلي:
1- تضارب الشخصيات
يُعد هذا النوع من النزاعات في العمل من أكثر الأنواع شيوعًا، نظرًا لأن بيئة العمل تجمع بين العديد من الشخصيات المختلفة، والتي لا يمكن أن تتوافق مع بعضها البعض إلا نادرًا.
وعلى الرغم من صعوبة النزاعات القائمة على الشخصية؛ إلا أنه يتعين على الموظفين تعلم كيفية التعامل مع بعضهم البعض حتى في حال اختلاف المناهج ووجهات النظر التي يتبنوها.
2- النزاعات بسبب المهام
النزاعات القائمة على المهام هي الخلافات التي تنشأ بين الموظفين ذوي المهام المترابطة في العمل، عندما يفشلون في تنسيق المهام المطلوبة منهم.
وعلى سبيل المثال، إذا تأخر الموظف في إعداد التقارير المطلوبة منه؛ فقد لا يستطيع المحاسب القيام بعمله دون الأرقام التي يحتاج إليها، وهو ما يؤثر على قدرته على التسليم في المواعيد النهائية.
3- النزاعات القائمة على الأسلوب
ينشأ هذا النوع من النزاعات نظرًا لاختلاف أنماط الموظفين في إنجاز العمل، فقد ينجز موظف ما العمل المطلوب منه سريعًا، بينما يستغرق آخر الكثير من الوقت قبل أداء المهام، وبالتالي يجدا صعوبة في التعامل معًا. (للمزيد اقرأ تأثير بيئة العمل على الأداء الوظيفي.)
4- تضارب أسلوب القيادة
يحدث النزاع في بيئة العمل عند وجود اختلافات في أنماط القيادة بين المديرين، فبعض المديرين متعاونين ويتعاملون بشكل أكثر انفتاحًا، والبعض الآخر يتعامل بأسلوب مباشر.
5- تضارب نمط العمل
بعض الاختلافات والنزاعات في مكان العمل تنشأ نتيجة اختلاف أنماط العمل التي يتبعها الموظفون، فالبعض يفضل العمل في مجموعات، بينما يفضل البعض الآخر العمل بشكل فردي، كما أن البعض لا يحتاجون إلى توجيه إضافي لإكمال المهمة، بينما يحب البعض الآخر المدخلات الخارجية والتوجيه في كل خطوة.
6- تعارض الفكرة الإبداعية
يحدث هذا النزاع عند اختلاف شخصان على فكرة المشروع، وقد يتطور هذا النزاع في حال عدم تحدثهما مع بعضهما البعض واتخاذ قرار تعاوني بشأن فكرة أو أخرى، أو البحث عن حل وسط بدمج الفكرتين والاستفادة من مميزات كل فكرة.
اقرأ أيضًا: طرق تحسين بيئة العمل.
إدارة النزاع في بيئة العمل:
إدارة النزاع في بيئة العمل هي الممارسات التي تقوم بها إدارة المنظمات من أجل حل النزاعات الصغيرة بشكل استباقي لتجنب الإضرار بالعلاقات الشخصية، بغرض خلق التعاون بين طرفي النزاع، والتغلب على التحدي، مع شعور كل طرف بالرضا تجاه الحل الذي وضعته الإدارة.
أساليب إدارة النزاع في العمل:
حتى تصبح بيئة العمل إيجابية وخالية من التوتر؛ يتعين على الإدارة حل النزاعات التي تنشأ في مكان العمل بشكل فعال، باتباع مجموعة من الأساليب التي يمكن توضيحها فيما يلي:
1- البحث عن مصدر النزاع
عند حل أي نزاع؛ يجب أولًا تحديد مصدره، للحصول على صورة واضحة عن الوضع والعوامل التي أدت إلى تصعيده، وذلك من خلال طرح الأسئلة على طرفي النزاع وسماع منهم تفاصيل ما حدث، ومن ثم جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول وجهة نظر كل طرف.
2- اختيار مكان آمن
قبل اتخاذ أي قرار، لا بد من الاجتماع مع طرفي النزاع في مكان آمن، ومناقشة كل فرد على انفراد لمعرفة أسباب نشوب النزاع، مع اختيار مكان محايد وتجنب الاجتماع في مكتب أيًا منهما لضمان عدم منحه ميزة غير عادلة.
3- ممارسة الاستماع النشط
يُعد الاستماع النشط من المهارات المطلوبة لحل النزاع، إذ يتمثل في السماح لكل طرف أن يقول وجهة نظره حول النزاع المطروح، ويجب أن يكون الوقت الذي يحصل عليه كل طرف مساويًا لوقت الآخر.
4- إجراء التحقيق حول النزاع
بعد السماع لوجهة نظر طرفي النزاع؛ تأتي خطوة التحقيق في الموقف، مع مراعاة عدم اتخاذ أحكام سابقة لأوانها بناءً على المحادثة الأولية، إذ يجب أولًا التعمق في القضية، ولا مانع من إجراء محادثات فردية مع كل طرف في هذه المرحلة من أجل الحصول على المزيد من المعلومات.
5- تحديد الهدف المشترك
عند إجراء التحقيق في قضية النزاع؛ يجب تحديد الهدف المشترك والذي يختلف باختلاف سبب النزاع، ولتحقيق ذلك يجب الجلوس مع الطرفين من أجل بناء أرضية مشتركة يمكن استخدامها بعد ذلك لإيجاد حل نهائي.
6- الاستقرار على حل
في هذه الخطوة يتعين تحويل الهدف المشترك الذي جرى تحديده إلى حل لهذا النزاع، مع مراعاة تلبية هذا الحل النزاع المطروح دون تفضيل أحد الطرفين عن الآخر، مع التأكد من فهم كل طرف الدور الذي سيلعبه في القرار.
ويتعين على القائم بحل النزاع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة السبب الجذري له، لمنعه من الظهور مرة أخرى.
تطمح جميع المؤسسات إلى تطوير مهارات موظفيها وتعزيز خبراتهم، ولهذا السبب حرصت منصة بكه على تقديم خدماتها للمؤسسات، من خلال الدورات التدريبية في مختلف المجالات، والتي تساعد على تحسين أداء الموظفين وتطويرهم على المستوى المهني والشخصي، باستخدام أحدث التقنيات في عالم التعليم والتدريب.
الاستراتيجيات الخمس لحل النزاعات في بيئة العمل:
بخلاف الأساليب السابقة، هناك خمسة استراتيجيات فعالة تُستخدم في حل النزاعات التي تنشأ في بيئة العمل، وهي كما يلي:
1- استراتيجية الاستيعاب
تنطوي استراتيجية الاستيعاب على الاستماع إلى الطرف الآخر ومعرفة وجهة نظره وإيجاد حل يمكن للطرفين الاتفاق عليه، وقد يكون هذا الحل هو التنازل عن القضية الأساسية أو الموافقة على الاختلاف.
ويجب أن يكون الطرف الأول مرنًا في تغيير رأيه إذا تأكد أنه كان مخطئًا، وعدم محاولته تأكيد رأيه الخاطئ.
2- استراتيجية التجنب
في هذه الاستراتيجية يتم تجنب المسألة المطروحة، عندما يشعر أحد الطرفين أنه لا يمتلك الوقت الكافي لمناقشة المشكلة، أو أنها تبدو له تافهة.
كما تُستخدم هذه الاستراتيجية إذا كان أحد الطرفين ليس متأكدًا من كيفية الرد، أو أن رأيه ليس مناسبًا للإدلاء به.
3- استراتيجية المساومة
الهدف من استراتيجية المساومة هو التوصل إلى حل وسط يرضى به جميع الأطراف، دون أن يشعر أي طرف أن الآخر انتصر عليه، وهو النهج الأكثر شيوعًا الذي يتبعه الأفراد عندما يتعلق الأمر بحل النزاعات في العمل.
4- استراتيجية التعاون
تُستخدم استراتيجية التعاون عندما تكون العلاقة بين الطرفين أكثر أهمية من النزاع وأسبابه، إذ يتم التوصل إلى حل بينهما من أجل الحفاظ على هذه العلاقة والتقليل من التوترات في بيئة العمل.
5- استراتيجية التنافس
على الرغم من النتائج الإيجابية التي تحققها استراتيجية التعاون عند حل النزاع في بيئة العمل؛ إلا أن استراتيجية التنافس ضرورية إذا كان أحد الأطراف يريد شيًا يرى أنه يستحقه.
كما تُستخدم استراتيجية التنافس عندما يتعين اتخاذ قرار بسرعة، أو يجب حل صراع طويل، وفيها يجب أن يتغلب الفكر العقلاني على العواطف.
مهارات إدارة النزاع في العمل:
الهدف من إدارة النزاعات هو جعلها جزءًا مثمرًا من مكان العمل، لذلك لا بد من امتلاك المديرين مهارات إدارة تلك النزاعات وهي كالتالي:
1- الاستماع النشط
امتلاك المدير مهارة الاستماع النشط يساعده على الانتباه إلى كل ما يقوله أطراف النزاع في العمل، والتركيز على التفاصيل، مع طرح الأسئلة عندما لا يكون متأكدًا بشأن نقطة ما.
2- الذكاء العاطفي
المقصود بالذكاء العاطفي القدرة على فهم وإدراك مشاعر الآخرين، وهي مهارة مطلوبة عند حل النزاع، لأنها تحد من تفاقم الوضع.
اقرأ أيضًا: الصحة النفسية في بيئة العمل.
3- الصبر
يتعين على المدير الذي يتولى حل النزاع أن يتحلى بالصبر، لأنه سيقابل أشخاصًا لا يحبوا أن يكونوا مخطئين، مع الوضع في الاعتبار أن المشكلة قد لا يتم حلها على الفور، حتى لو كان الحل واضحًا.
كما أن مهارة الصبر تفيد عند قضاء الوقت للاستماع إلى كل طرف وتقدير كل حجة بالتساوي.
4- الحيادية
يجب أن يتسم المدير بالحياد عندما يتولى مهمة حل النزاع، وعدم الانحياز إلى طرف دون آخر قبل السماع إلى الطرفين، بل التركيز على المشكلة نفسها والعمل على إيجاد حلًا لها.
5- الإيجابية
يجب على المدير اتخاذ موقفًا إيجابيًا عند إدارة النزاع بإدراكه أن الجميع يرتكبون أخطاء لتجنب خلق المزيد من الصراع، فلا يستخدم لغة اللوم، مع الوصول إلى حل يرضى عنه الجميع، لأن التسوية الفاترة التي لا تسعد أحد الأطراف لن تحل النزاع.
6- الذكاء العاطفي
يعني قدرة المدير على التحكم في عواطفه وتجنبها، من أجل الحصول على أفضل ما لديه خلال فض النزاع.
اقرأ أيضًا: مخاطر بيئة العمل.
عوائق إدارة النزاع في بيئة العمل:
عند نشوب أي نزاع في مكان العمل، قد تظهر أمام المدير مجموعة من العوائق التي تمنع حل هذا النزاع، وهي كما يلي:
1- سوء التخطيط
يجب أن يكون للشركة طرف محايد يراجع وقائع النزاع مسبقًا، فقد تتعطل إجراءات حل النزاع في حال عدم التحدث مع كل طرف على حدة والتحقق من الحقائق مع المصادر الخارجية والتشاور مع سياسة الشركة.
2- ضعف التواصل
يجب أن تكون جميع أطراف النزاع على استعداد للاستماع إلى وجهات نظر بعضها البعض، وإذا فشل المدير في الحفاظ على سيطرته على التبادل وتكرار النقاط؛ فقد يؤدي ذلك إلى حدوث فوضى.
3- الشعور بالظلم
تفشل محاولات حل النزاع إذا كان أحد الأطراف يشعر بالظلم عند توزيع عبء العمل، أو تحديد كيفية القيام بالمهام أو كيفية تحديد الترقيات، وقد يولد هذا الشعور نتيجة التحيز بسبب العرق أو الجنس أو العمر، لذلك لا بد من تحديد المشكلة والحل الذي يرغب فيه كل طرف.
4- عدم الرغبة في التسوية
لن تستطيع الإدارة حل النزاع في العمل إذا رفض أحد الأطراف التفاوض على حل أو حل وسط بأي صورة، بسبب عدم رغبته في التخلي عن موقفه أو العمل مع شخص لا يحبه أو تأديته مهام ومسؤوليات خارج نطاق وصفه الوظيفي.
5- عدم الرغبة في الاعتراف بالمشكلة
لن تجدي محاولات حل النزاع نفعًا إذا رفض أحد الأطراف الاعتراف بوجود مشكلة والحاجة إلى حل، وبالتالي تتخذ الإدارة القرار الذي تراه مناسبًا لهذا الموقف.
وفي الختام، فإن النزاعات أمرًا لا بد منها في مكان العمل، ولكن العمل على إدارتها هو ما يضمن عدم تفاقمها بما يهدم روح الفريق ويقلل الإنتاجية.
بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين ورفع كفاءة بيئة العمل:
بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لهذه الشركة أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.
في بكه للتعليم، يُمكن توفير مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تُعنى بتحسين مهارات الموظفين في مختلف المجالات، مثل القيادة، والإدارة، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات المهمة. كما يُمكن للمؤسسات الاستفادة من الدورات التدريبية المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الفريدة.
تقدم لك بكه خطة تدريب كاملة للموظفين في مؤسستك وتقدم لك استشارات مجانية في هذا الشأن. تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!