تطوير مهارات الإبداع يعتمد على الفضول والتجربة والخيال، ويشمل تعزيز قدراتك في حل المشكلات والانفتاح على الأفكار الجديدة. يمكن تحسين هذه المهارات من خلال التفاعل مع الآخرين، وتجربة تمارين فكرية، وتدوين الأفكار، واكتساب معارف جديدة، إضافةً إلى الاسترخاء وأخذ فترات راحة. الاستثمار في هذه الاستراتيجيات يُفضي إلى تعزيز التفكير المبتكر وزيادة الإنتاجية في العمل، مما يجعل الإبداع مهارة حيوية للتطور المهني.
تُعد مهارة الإبداع من أكثر المهارات التي يركز عليها أصحاب الأعمال عند تعيين موظفين جدد، لأنها بمثابة الأداة التي تساعد على تطوير أفكار جديدة وزيادة الكفاءة وابتكار حلول للمشاكل المعقدة وتحسين الإنتاجية، وهي تفيد المنظمة في دفع نموها، وتفيد صاحبها في تطوره على المستويين الشخصي والمهني وزيادة رضاه الوظيفي، وفي هذا المقال نوضح ما هي مهارات الإبداع والابتكار وكيفية تطويرها.
مهارات الإبداع والابتكار:
تشير مهارات الإبداع إلى المهارات الأساسية التي يتمتع بها الشخص المبدع عندما يفكر في مشكلة بطريقة جديدة، ويستخدم خياله للتوصل إلى أفكار مبتكرة. وتفيد مهارات الإبداع في مكان العمل لأنها تؤدي إلى تحسين مشاركة الموظفين والعمل الجماعي، فضلًا عن دورها في حل المشكلات وزيادة الإنتاجية، وتشمل تلك المهارات ما يلي:
1- مهارة الفضول
عندما يكون الشخص مبدعًا، فهذا يعني أنه يمتلك الفضول بشأن العالم الذي يعيش فيه، ويسعى لإيجاد طرق جديدة للقيام بالأشياء. كما تتضمن مهارة الفضول التساؤل المستمر حول سبب القيام بمهمة ما بطريقة معينة أو اتباع إجراءات محددة، مع طرح أسئلة على الأشخاص المحيطين للتعلم منهم، وهو ما يشجع على البحث عن طرق أكثر فعالية لإكمال مهمة ما أو لتحسين العمليات والمنتجات والخدمات.
ويساعد تعزيز مهارة الفضول على استكشاف جميع الفرص وتوسيع المعارف والعمل بكفاءة أكبر واتخاذ قرارات أفضل.
2- مهارة حل المشكلات
تُعد القدرة على حل المشكلات من أبرز المهارات الإبداعية وأكثرها طلبًا في مختلف أماكن العمل، فالشخص المبدع هو الذي يستطيع اكتشاف المشكلات وفهمها ووضع وتنفيذ استراتيجيات ناجحة لحلها، مستخدمًا تفكيرًا إبداعيًا وتحليليًا، مع قدرته على تقييم تأثير كل حل من حلوله على مختلف الأطراف، واختيار الحل الأمثل وفقًا لذلك.
وتفيد مهارة حل المشكلات أيضًا في تحديد عوامل الخطر وتجنب المضاعفات المحتملة، واستكشاف حلول نظرية متعددة، وبالتالي تستفيد منها المنظمات في تحسين كفاءتها وزيادة أرباحها.
3- مهارة التجربة
يمتاز الشخص المبدع باستعداده لتجربة الأفكار مهما بلغت درجة غرابتها، فمن خلال التجربة يستطيع معرفة ما إذا كانت تصلح أم لا. وقد ينتج عن التجربة الفشل، وفي هذه الحالة يعتبرها المبدع فرصة للتعلم والتحسين، فيقوم بتعديل أفكاره حتى يصل إلى الحل الأمثل.
4- مهارة الانفتاح
الشخص المبدع لديه عقل متفتح، فيكون أكثر استعدادًا للتواصل مع أشخاص من خلفيات مختلفة وفهم مواقفهم ووجهات نظرهم، ويصبح ذلك هو المصدر الذي يستمد منه التفكير الإبداعي ويحصل منه على أفكار جديدة.
5- مهارة المراقبة
عندما يراقب الشخص المبدع العالم من حوله، يستطيع اكتشاف طرقًا جديدة للقيام بالأشياء، فهذه المراقبة تلهمه للتفكير في طرق لتحسين جودة الخدمات والمنتجات عندما يرى كيف يستخدمها الأشخاص.
6- مهارة الخيال
باستخدام الخيال يمكن اكتشاف مفاهيم فريدة وقيمة وتصور نتائج مختلفة لموقف معين، وتوقع عواقبها وفوائدها. كما يُستخدم الخيال في التفكير في حلول متعددة للمشكلات، وأيضًا حلول بديلة تعزز من قدرة المنظمات على المنافسة، وهو ما يفيد المنظمات، ويساعد على التطور المهني.
7- مهارة المرونة
حتى تكتمل مهارة الإبداع، لا بد من تقبل المعلومات والأفكار الجديدة، وفهم وجهات نظر الآخرين وقبولها، وهو ما يُسمى بالمرونة، وهي المهارة التي تساعد على حل الصراعات بشكل فعال.
وتشمل مهارة المرونة تطوير مهارات استماع قوية، وتبادل الأفكار مع الزملاء بانتظام، وقبول النقد البناء، مع إبداء الرغبة في تجربة أفكار جديدة.
8- مهارة التعاطف
تُعد مهارة التعاطف من أهم المهارات الإبداعية التي تساعد على بناء علاقات فعالة وحل النزاعات، لأنها تنطوي على التعاطف مع العملاء وزملاء العمل، وفهم وجهات نظرهم بشكل فعّال. ويمكن ممارسة مهارة التعاطف من خلال التواصل مع الآخرين وطرح أسئلة عليهم والاستماع النشط لهم ومراقبتهم، مع إبداء الدعم لهم.
9- مهارة التحليل
الشخص المبدع هو الذي لديه القدرة على فهم المشكلة المطروحة تمامًا وتحليلها، مع التأكد من أن الحل الذي وضعه خاليًا من العيوب ولم يغفل أي تفاصيل مهمة عن المشكلة.
كيفية تطوير مهارة الإبداع:
لتطوير مهارة الإبداع، يمكن التفاعل مع الآخرين، تجربة تمارين فكرية، الكتابة والتدوين، تسجيل الأفكار، اكتساب معارف جديدة، القراءة، الاسترخاء، أخذ فترات راحة، طلب الملاحظات، طرح الأسئلة، وحل الألغاز. وتفصيل هذه الاستراتيجيات فيما يلي:
1- التفاعل وتبادل الأفكار
من أفضل الطرق التي تساعد على تحسين الإبداع، التفاعل مع أشخاص من خلفيات مختلفة وتبادل الأفكار معهم، إذ يساعد ذلك على ظهور أفكار جديدة ومبتكرة، فضلًا عن دور التواصل الاجتماعي في زيادة مستوى السعادة والذي يؤدي بدوره إلى زيادة الإبداع.
2- تجربة تحدي الدائرة
هناك عدة تمارين تفيد في تحسين الإبداع ومنها تمرين تحدي الدائرة، وفيه يتم رسم عشرين دائرة ثم ضبط ساعة توقيت لمدة ثلاثين ثانية، ثم جعل كل دائرة في صورة فريدة قبل انتهاء الوقت، إذ يساعد هذا التمرين على التفكير في نفس الشيء بأكثر من طريقة، وبالتالي تتغير الأفكار بمرور الوقت.
3- الكتابة كثيرًا
حتى تتطور مهارة الإبداع، لا بد من الكتابة كثيرًا وتدوين الأفكار في نهاية كل يوم، إذ يساعد ذلك على تعزيز التفكير النقدي في التجارب والأفكار اليومية.
4- تسجيل الأفكار الإبداعية
في الكثير من الأحيان، تتبادر إلى الذهن الأفكار الإبداعية خلال الانخراط في فعل شيء ما، ولذلك يُفضل الاحتفاظ بمفكرة لتسجيل الأفكار الإبداعية فور ورودها، والرجوع إليها في نهاية اليوم، من أجل التحفيز الإبداعي.
5- اكتساب معارف جديدة
يمكن تعزيز مهارة الإبداع من خلال اكتساب معارف جديدة، وذلك بالبحث والتعرف على الموضوعات والأفكار الجديدة، لأجل توسيع الآفاق والتفكير في طرق إبداعية لحل المشكلات ومساعدة الآخرين.
وتُكتسب المعارف الجديدة عن طريق مشاهدة الأفلام الوثائقية والاستماع إلى البث الصوتي أو قراءة المقالات والكتب غير الخيالية.
6- القراءة المنتظمة
تُعد القراءة من أبرز وسائل ممارسة الرياضة العقلية، فمن خلال قراءة القصص والصحف والمجلات، يمكن اكتساب المزيد من المعارف حول العالم والتعرف على مفاهيم إبداعية مثيرة للاهتمام.
7- الاسترخاء
يساعد الاسترخاء أمام المناظر الطبيعية على زيادة طرق التفكير الإبداعية، ولذلك يُفضل قضاء بعض الوقت في الطبيعة لبضع دقائق كل يوم.
8- الحصول على فترات راحة
لن يتمكن العقل من إنتاج أفكار إبداعية إذ لم تكن هناك فترات راحة خلال أوقات العمل، لذلك لا بد من الحصول على فترات راحة قصيرة تتراوح من خمس إلى 15 دقيقة، من أجل تصفية الذهن واستئناف العمل بأفكار ووجهات نظر جديدة.
9- طلب ملاحظات حول الأفكار
من أجل تعزيز الإبداع، لا بد من طلب تعليقات وملاحظات ونصائح الآخرين حول الأفكار المطروحة، فقد تنبه تلك التعليقات إلى مناطق لم يصل إليها العقل خلال التفكير، كما أنها تساعد على تخيل عقليات الآخرين من أجل فهم وجهات نظرهم.
10- طرح الأسئلة
يُعد طرح الأسئلة من أهم عناصر تطوير الإبداع، فطرح الأسئلة التي تبدأ بـ "كيف" و"لماذا"، يعزز من التفكير النقدي، ويساعد على حل المشكلات واستكشاف إمكانيات جديدة وزيادة المعارف.
11- حل الألغاز
يساعد حل الألغاز المعقدة على تطوير مهارات الإبداع والخيال وحل المشكلات، وهناك العديد من الألعاب الاستراتيجية التي يمكن ممارستها لتطوير مهارات التحليل واتخاذ القرار.
انضم إلى أهم الدورات التدريبية المعتمدة لتعزيز الإبداع:
تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
الخاتمة:
مهارات الإبداع تشمل مجموعة من القدرات الأساسية التي تساهم في التفكير المبتكر وحل المشكلات بطرق جديدة. تتضمن هذه المهارات الفضول الذي يحفز التعلم والتجربة، وحل المشكلات من خلال التفكير التحليلي، والتجربة بمرونة والانفتاح، بالإضافة إلى المراقبة والخيال والمرونة والتعاطف. كل هذه المهارات تساهم في تعزيز القدرة على الابتكار وزيادة الإنتاجية في بيئات العمل.
لتطوير مهارات الإبداع، يمكن اتباع استراتيجيات متعددة مثل التفاعل مع الآخرين وتبادل الأفكار، وتجربة تمارين فكرية، وتدوين الأفكار بانتظام. كما يُنصح باكتساب معارف جديدة من خلال القراءة والبحث، والاسترخاء لأوقات قصيرة، وطلب الملاحظات، وطرح الأسئلة، وحل الألغاز. كما أن الدورات التدريبية المتخصصة تلعب دوراً مهماً في تعزيز هذه المهارات، مما يجعلها ضرورية للتطور المهني والوظيفي.
وفي الختام، فإن تركيز المؤسسات على تعيين الموظفين المبدعين في الوقت الحالي، جعل من تطوير هذه المهارة ضرورة لا غنى عنها لكل من يرغب في التطور المهني والظفر بالوظائف المميزة.