تنمية الموارد البشرية: التعريف والأنواع والأهداف وطريقة التنمية والتحديات التي تواجهها

تنمية الموارد البشرية: التعريف والأنواع والأهداف وطريقة التنمية والتحديات التي تواجهها

كتابة : بكه

14 أبريل 2024

فهرس المحتويات

في ظل التطور المذهل الذي يشهده عالم الأعمال اليوم، أدركت المؤسسات على اختلاف أحجامها وصناعاتها الدور الحاسم الذي تلعبه تنمية الموارد البشرية في نجاح موظفيها في أدوارهم، ومن ثم نجاح المؤسسات ذاتها، إذ تلمس هذه العملية كل مرحلة من مراحل دورة حياة الموظف، كما أنها توائم  الأهداف التنظيمية مع التطلعات الفردية، ولذلك فقد تجاوزت الممارسات التقليدية في مجال الموارد البشرية، وفي هذا المقال نتناول تعريف تنمية الموارد البشرية ومكوناتها وأنواعها وأهدافها وأهميتها، إلى جانب التحديات التي تواجهها.

تعريف تنمية الموارد البشرية:

يشير مصطلح تنمية الموارد البشرية Human resource development واختصاره HRD، إلى مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي توفرها المنظمات من أجل تعزيز مهارات موظفيها ومساعدتهم على التكيف مع أدوارهم الجديدة ومعرفة المزيد من المعلومات عن المنظمة واستراتيجياتها وأهدافها وثقافتها.

ومن خلال تلك البرامج، يتعلم الموظفين المهارات التي قد يحتاجونها لوظائفهم، والموارد التي تمكنهم من النجاح في أدوارهم.

وتتم عملية تنمية الموارد البشرية بصورة رسمية وغير رسمية، وذلك على النحو التالي:

  • تنمية الموارد البشرية الرسمية: وفيها تستعين المنظمات بمستشارين لتنمية الموارد البشرية الخاصة بها، إذ يقودون دورات تدريبية ودورات دراسية بشكل احترافي منظم.
  • تنمية الموارد البشرية غير الرسمية: وفيها يقدم المديرين للموظفين الجدد التوجيه والإرشاد، دون التقيد بتدريب أو جدول زمني رسمي.

مكونات عملية تنمية الموارد البشرية:

تشمل عملية تنمية الموارد البشرية أربعة عناصر أساسية وهي:

1- التدريب

في المنظمة، قد يتولى أحد الموظفين أو المدير مهمة تدريب موظف جديد، إذ يعلمه كيفية قيامه بأدواره الوظيفية، ويحدد له التوقعات وأهداف الأداء لتكون مرجع طوال فترة التدريب.

ويُعد هذا النهج من تنمية الموارد البشرية غير رسمي، لأنه يشمل التدريب الشخصي من المديرين إلى الموظفين، وهو يفيد في تعديل إستراتيجية الموارد البشرية الخاصة به بأقل قدر من تكاليف التحضير أو التدريب.

2- التوجيه

الموجه هو شخص لديه خبرة في المجال أو كان يشغل في السابق وظيفة الموظف الجديد، وهو يقوم بتوجيه الموظف الذي التحق بالعمل مؤخرًا ويساعده في التعرف على نقاط قوته ويقدم له إجابات على أسئلته، وذلك من أجل تقديم أفضل أداء في وظيفته.

3- ردود الفعل

تُعد ردود الأفعال من أهم العناصر التي تقوم عليها عملية تنمية الموارد البشرية، إذ تقدم المنظمة للموظفين الجدد التعليقات التي تساعدهم على التفكير في كيفية أدائهم بشكل أكثر كفاءة.

4- التخطيط لتعاقب الموظفين

المقصود بتخطيط التعاقب تحديد الموظفين ذوي الإمكانات القيادية الذين يمكنهم تولي مناصب في الإدارة بعد تقاعد المديرين من الشركة، فمن خلال هذه العملية يتم تأهيلهم لأدوار الإشراف والقيادة.

وتساعد عملية التخطيط هذه في إبقاء الشركة مزودة بكامل الموظفين بغض النظر عن معدل دورانها.

اقرأ أيضًا: الاتجاهات الحديثة في ادارة الموارد البشرية.

أهداف تنمية الموارد البشرية:

تشمل أهداف عملية تنمية الموارد البشرية ما يلي:

1. تعزيز مهارات الموظفين

تهدف تنمية الموارد البشرية إلى تطوير وتعزيز معارف ومهارات وقدرات الموظفين، من أجل تحسين أدائهم الوظيفي، وبالتالي تحسين إنتاجيتهم.

2. تعزيز النمو الوظيفي

من خلال عملية تنمية الموارد البشرية، تُتاح للموظفين العديد من الفرص التي تمكّنهم من النهوض بوظائفهم واكتساب كفاءات جديدة واستكشاف مسارات مُحتملة داخل المؤسسة.

3. تعزيز إشراك الموظفين

من أبرز أهداف عملية تنمية الموارد البشرية، خلق بيئة عمل إيجابية ودعم التوازن بين العمل والحياة من أجل إشراك الموظفين.

4. بناء القدرات القيادية

تقدم عملية تنمية الموارد البشرية برامج التدريب على القيادة والتدريب والتوجيه، والتي تعمل على تأهيل القادة المستقبليين، حتى تضمن المنظمة وجود قادة أكفاء داخلها.

5. تشجيع التعلم المستمر

تشجع عملية تنمية الموارد البشرية الموظفين على اكتساب معارف جديدة، وتبني تقنيات جديدة، والتكيف مع متطلبات العمل المتغيرة، وبالتالي فهي تُكسبهم ثقافة التعلم مدى الحياة.

6. تحسين الأداء التنظيمي

تهدف تنمية الموارد البشرية إلى مواءمة الأهداف الفردية مع أهداف المنظمة، وزيادة مساهمة الموظفين في تحقيق أهداف المنظمة، من أجل تحسين الأداء التنظيمي العام.

7. دعم إدارة التغيير

تزود هذه العملية الموظفين بالمهارات والمعارف اللازمة للتكيف مع التكنولوجيات والعمليات واستراتيجيات العمل الجديدة، بهدف إدارة التغيير التنظيمي.

8. تعزيز التنوع والشمول

تهدف تنمية الموارد البشرية إلى خلق بيئة عمل تستوعب الموظفين ذوي الخلفيات والثقافات المتنوعة، ويشعرون فيها بالتقدير والدعم والمساواة في الوصول إلى فرص التنمية.

أنواع تنمية الموارد البشريّة:

تشمل عملية تنمية الموارد البشرية عدة نهج تتبعها المنظمات من أجل تطوير موظفيها، ومن أبرز تلك الأنواع ما يلي:

1. التدريب والتطوير

 يركز هذا النوع على تزويد الموظفين بمعارف ومهارات وكفاءات محددة تتعلق بأدوارهم الوظيفية، إذ يُقدم التدريب للموظفين من خلال حلقات عمل وحلقات دراسية وبرامج التعلم الإلكتروني.

2. إدارة الأداء

من خلال إدارة الأداء يمكن مواءمة أهداف الموظفين مع أهداف المنظمة، إذ تنطوي هذه العملية على وضع معايير للأداء والحصول على تغذية مرتدة، ثم تقييم الأداء وإتاحة فرص التنمية على أساس الاحتياجات المحددة.

وتشمل إدارة الأداء إعطاء الموظفين تعليقات حول أدائهم، وهو ما يمكنهم من تحديد مجالات التحسين.

3. التطوير الوظيفي

تركز برامج التطوير الوظيفي على تحديد المسارات الوظيفية، وتوفير فرص النمو، وتوفير الموارد لتعزيز المهارات والكفاءات اللازمة، وهو ما يساعد الموظفين على بلوغ أهدافهم الوظيفية طويلة الأجل.

4. إدارة المعارف

في هذا النوع من تنمية الموارد البشرية، يتم تنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية التي تهدف إلى التقاط المعارف وتنظيمها وتبادلها داخل المنظمة، حتى تستفيد المنظمات من الخبرة الجماعية لموظفيها، وتعزز من ثقافة التعلم المستمر.

5. تنمية القدرات القيادية

تركز برامج تنمية القدرات القيادية على تعزيز المهارات القيادية لدى الموظفين الذين يشغلون وظائف إدارية وتنفيذية، إذ تعمل على تطوير قدرات صنع القرار ومهارات الاتصال والقدرة على إلهام وتحفيز الآخرين.

6. إشراك الموظفين

تهدف برامج إشراك الموظفين إلى خلق بيئة عمل إيجابية تعزز رضا الموظفين وتزيد من إنتاجيتهم، من خلال إمدادهم بالدعم اللازم للحفاظ على صحتهم الجسدية والعقلية والعاطفية.

أهمية تنمية الموارد البشريّة:

تحقق عملية تنمية الموارد البشرية العديد من الأهداف للموظفين والمنظمات، وهي كما يلي:

1- تعزيز جودة العمل

من خلال برامج تنمية الموارد البشرية، يتعلم الموظفين كيفية إكمال مهامهم الوظيفية بكفاءة، إذ تزداد جودة العمل الذي قد يقدمونه عندما يفهموا توقعات الإدارة.

2- بناء علاقات مثمرة في مكان العمل

تساعد برامج تنمية الموارد البشرية على تحسين الاتصال بين الإدارة والموظفين، لأنها تتيح للموظفين الجدد فرص للقاء زملائهم والتواصل بشكل مباشر مع المديرين.

3- تشجيع التعاون في مكان العمل

من أهم فوائد برامج تنمية الموارد البشرية، أنها تسهل من بناء العلاقات الفعالة بين الموظفين، فيعملون معًا بشكل أفضل، وهو ما يظهر آثاره الإيجابية على إنتاجية الفريق ككل.

4- تحسين تشغيل مكان العمل

يمكن أن يؤدي إنشاء استراتيجية الموارد البشرية إلى تحسين تشغيل مكان العمل، إذ تعمل تلك البرامج على تحديد مشاركة الموظفين وطرق تحسينها، مع تحديد العقبات التي تحول دون الانتهاء من تطوير طرق تحسين كفاءة التشغيل.

5- تحديد فجوات الأداء

تُصاغ استراتيجيات تنمية الموارد البشرية على أساس القائمة المرجعية التي تحتوي على معلومات تشرح الأداء العام للموظفين، وبالتالي فهي تكشف عن فجوات الأداء، أي المجالات التي يفتقر فيها الموظفون إلى المهارة والكفاءة، ومن ثم تحدد أفضل الطرق التي تساعد على تنميتهم.

6- تعزيز الرضا الوظيفي

تساعد مبادرات تنمية الموارد البشرية على التطوير المهني للموظفين، وبالتالي زيادة رضاهم الوظيفي وتحسين معنوياتهم والاحتفاظ بهم.

كيف يمكن تنميه الموارد؟

تختلف أساليب تطوير الموارد البشرية عن كل بيئة شركة وباختلاف الحياة المهنية لكل موظف، وهناك عدة أساليب يمكن اتباعها عند تنمية الموارد البشرية في المنظمة وهي كما يلي:

1. التدريب خلال العمل

وهي طريقة يكتسب خلالها الموظفون المعارف والمهارات خلال انخراطهم في العمل، وتُعد هي الطريقة المُفضلة لدى الكثير نظرًا لأنها تتيح للموظفين العمل مع القيادات دون تعطلهم عن أعمالهم.

2. التعلم في الفصل الدراسي

وهو من أساليب التدريب الجماعي، يعتمد على جمع المتدربين في مكان واحد وإلقاء المحاضرات عليهم، ويساعد على إعداد الموظفين للعمل الفعلي من خلال لعب الأدوار للاستفادة من المعرفة والمهارات التي تعلموها، فتصبح لديهم القدرة على أداء عملهم بسلاسة أكبر.

3. تناوب الوظائف

يُعد برنامج التناوب الوظيفي من البرامج التي تساعد على تطوير الموارد البشرية لتعزيز النمو طويل الأجل، وهو طريقة لتدريب الموظفين من خلال إعادة تكليفهم بهدف تطوير مهاراتهم، وذلك بهدف وضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة.

4. التدريب

يُعد تدريب الموظفين أحد الطرق الرئيسية لتنمية الموارد البشرية، ويتولى مهمة التدريب مشرفًا مطلعًا وذو خبرة، يقدم المشورة للموظفين ويساعدهم على حل المشكلات، من أجل تعزيز استقلاليتهم وتحقيق أهدافهم.

5. التدريس

يعتمد أسلوب التدريس على نقل المعارف الأساسية والقواعد الأساسية للموظفين الجدد لبدء العمل، دون التركيز على التواصل المتبادل، وهو الدور الذي يقوم به المشرفون وكبار الموظفين.

6. تمديد المهام

وهي طريقة تعتمد على تكليف المتدربين بمهام تتجاوز مهاراتهم الحالية، إذ يتم وضعهم في بيئة مليئة بالتحديات، من أجل تطوير مهارات جديدة لديهم، وهي مناسبة للموظفين الشباب لتحديد المرشحين التنفيذيين المستقبليين.

تحديات تنمية الموارد البشرية:

هناك مجموعة من التحديات التي تواجه تنمية الموارد البشرية وتحد من تأثيرها الإيجابي على الموظفين والمنظمات، وهي كما يلي:

1. التطورات التكنولوجية السريعة

تتأثر القطاعات ومسؤوليات العمل بالتغيرات التكنولوجية التي تحدث بمعدلات سريعة، وهو ما يتطلب استمرار أنشطة تدريب الموظفين، للتأكد من امتلاكهم القدرات الأساسية للتكيف مع تلك التغيرات.

2. الموارد المحدودة

تحتاج عملية تنمية الموارد البشرية إلى المال والوقت والموارد، وهو ما لا تستطيع الشركات المتوسطة والصغيرة توفيره، وبالتالي تكون غير قادرة على تقديم برامج تدريبية تطور من إمكانيات الموظفين.

3. محدودية إشراك الموظفين

حتى تؤتي جهود تنمية الموارد البشرية ثمارها؛ لا بد من إشراك الموظفين في عملية التطوير، لأن عدم إشراكهم قد يحد من فعالية البرامج التدريبية، فلا تتحقق النتائج المرجوة منها.

4. مقاومة التغيير

من أبرز مشكلات تنمية الموارد البشرية، رفض الموظفين برامج التدريب الجديدة أو التعديلات التي تجريها المنظمات على ممارسات العمل، وهو ما يفرض على المنظمات التواصل الجيد مع الموظفين وإشراكهم في عملية التطوير حتى يتمكنوا من فهم مزايا برامج تنمية الموارد البشرية.

5. صعوبة قياس العائد على الاستثمار

في الكثير من الأحيان تجد المنظمات صعوبة في قياس العائد على الاستثمار في جهود تنمية الموارد البشرية، فلا تستطيع تقييم مدى النجاح الذي حققته بعد تنفيذ برامج التدريب وأنشطة تنمية المهارات.

6. تنوع القوى العاملة

قد تجمع الكثير من المنظمات موظفين متنوعين من حيث العمر والجنس والثقافة، وبالتالي تجد صعوبة في إداراتهم وتلبية احتياجاتهم الوظيفية.

ما هو الفرق بين الموارد البشرية و التنمية البشرية؟

يمكن توضيح الفرق بين الموارد البشرية والتنمية البشرية من خلال ما يلي:

  • الموارد البشرية: يُقصد بها رأس المال البشري، أي القوى العاملة التي تمتلكها الشركات، ويقومون بتأدية مجموعة من المهام والأدوار الوظيفية، وتتبع الشركات نهجًا أو أكثر لإدارتهم.
  • التنمية البشرية: تعني استمرار التطور البشري، فيكون الإنسان هو محور عملية التنمية، بهدف تحسين القدرات البشرية والاستفادة منها في مختلف الأنشطة، وهو ما يؤدي بدوره إلى استمرار التنمية.

صندوق تنمية الموارد البشرية في السعودية:

يُعد صندوق تنمية الموارد البشرية في السعودية المرتبط تنظيميًا بصندوق التنمية الوطني، من أهم الجهات الداعمة للقوى العاملة الوطنية من خلال تأهيلها وتوفير الوظائف لها في القطاع الخاص، وقد جرى إنشائه بموجب قرار مجلس الوزراء رقم ( 107 ) وتاريخ 29 / 04 / 1421 هـ، من أجل تحقيق عدة أهداف وهي:

  • تقديم الدعم المادي لتأهيل المواطنين السعوديين وتدريبهم وإلحاقهم بالوظائف في القطاع الخاص.
  • بعد تأهيل المواطن السعودي وتوظيفه في منشآت القطاع الخاص، يتحمل الصندوق نسبة من راتبه لمدة سنتين على الأكثر، على أن يتحمل صاحب العمل بقية النسبة.
  • تقديم التمويل اللازم للمشاريع والخطط والبرامج الميدانية التي تهدف لإحلال السعوديين محل العمال الوافدين.
  • تقديم الدعم المادي على هيئة قروض، للمنشآت التي تتولى تأهيل وتدريب السعوديين، وكذلك المنشآت التي ترغب في توسعة نشاطها واتباع أساليب حديثة في العمل.
  • إجراء بحوث ودراسات متعلقة بأنشطة الصندوق في تأهيل وتدريب وتوظيف السعوديين، وإمداد منشآت تأهيل القوى العاملة الوطنية بالمشورة الفنية والإدارية.

تعلم إدارة الموارد البشرية بشهادات ودورات معتمدة:

ومن أهم دورات الموارد البشرية التي تقدمها مؤسسة بكة التعليمية:

 

حمّل الآن المسار المهني لشهادات إدارة الموارد البشرية مجاناً من هنا.

وفي الختام، فإن تنمية الموارد البشرية تلعب دورًا حاسمًا في نجاح أي منظمة، لأنها تساعد على تهيئة بيئة عمل إيجابية تعزز التعلم والتطوير المستمرين، وتوائم أهداف الموظفين مع أهداف المنظمة.

واتساب