مهارات العمل عن بعد وكيفية تحسينها

مهارات العمل عن بُعد مهمة للتواصل والتعاون، يجب على الموظفين الإتقان في الكتابة والتركيز والتنظيم وإدارة الوقت. يمكن تحسين هذه المهارات من خلال القراءة والتدريب والتواصل مع الخبراء. الحفاظ على عقلية تعاونية يعزز من فعالية العمل الجماعي في بيئة العمل عن بُعد.

أصبح العمل عن بُعد هو الاتجاه المُفضل للكثير من الأشخاص منذ سنوات وبالتحديد بعد انتشار جائحة كورونا على مستوى العالم، وتكليف عدد كبير من المؤسسات موظفيها بأداء مهامهم الوظيفية من المنزل، ونظرًا للفوائد المتعددة للعمل عن بُعد؛ ارتفعت أعداد أولئك الذين لا يرغبون في القيام بالعمل من مقار الشركات، فإذا كنت واحدًا منهم؛ عليك أن تدرك أن هذا النوع من العمل يتطلب توفر عدة مهارات، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هي مهارات العمل عن بُعد وكيفية تطويرها.

مفهوم مهارات العمل عن بعد

مهارات العمل عن بعد هي المهارات التي يحتاجها الأفراد للنجاح في العمل والتواصل مع الآخرين عبر الإنترنت أو من خلال بيئة العمل عن بعد. تشمل هذه المهارات القدرة على التواصل الفعال كتابةً وشفهيًا، وإدارة الوقت، والتركيز، والتنظيم، والقدرة على العمل بشكل مستقل وفي الوقت نفسه كجزء من فريق، بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع التغيرات وحل المشكلات التقنية. تُعتبر هذه المهارات أساسية في بيئة العمل الحديثة التي تشهد زيادة في العمل عن بُعد واعتماد التكنولوجيا للتواصل وإنجاز المهام.

أهم مهارات العمل عن بعد:

يوفر العمل عن بُعد العديد من الامتيازات أبرزها المرونة في العمل وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة، وهو ما ينعكس بالإيجاب على الإنتاجية، ومع ذلك، هناك بعض المهارات التي يجب أن تمتلكها إذا كنت ترغب في العمل عن بُعد وهي على النحو التالي:

1- مهارات الكتابة

تُعد مهارات الكتابة من أبرز المهارات المطلوب توافرها في الراغبين في العمل عن بُعد، إذ يتطلب هذا العمل التواصل كتابيًا مع الموظفين الآخرين أو المشرفين أو العملاء، من خلال إرسال رسائل بريد إلكتروني ورسائل فورية.

لذلك، لا بد من امتلاك الموظف الذي يعمل عن بُعد مهارات كتابية تمكنه من التعبير عن أفكاره في الرسالة التي يرسلها، وتساعده على انتقاء الكلمات المناسبة بأسلوب وقواعد صحيحة.

2- مهارات التركيز

يظن البعض أن العمل من المنزل يتطلب تركيزًا أقل مقارنة بالعمل في المكتب، ولكن هذا الاعتقاد يخالف الواقع، إذ يحتوي المنزل على الكثير من عوامل التشتيت، وبالتالي فإن العمل منه يحتاج إلى إنشاء مساحة عمل خاصة بمعزل عن تلك العوامل، من خلال محاكاة بيئة المكتب التي تسمح للموظف بالتركيز على أداء مهامه.

3- مهارات التعاون

على الرغم من أن العمل عن بُعد يفصل الموظفين عن بعضهم البعض ولا يسمح لهم بالاجتماع في بيئة العمل المادية؛ إلا أن كل موظف مُطالب بالتعاون مع زملائه في العمل والمشرفين والعملاء، باستخدام الأدوات الرقمية التي تتيح للفريق البقاء على اطلاع والعمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.

ومن الوسائل التي تساعد على تواصل الموظفين وتعاونهم مع بعضهم البعض: الرسائل الفورية، البريد الإلكتروني، منصات التواصل الاجتماعي، منصات الاجتماعات الافتراضية.

4- مهارات الانضباط الذاتي

يتطلب العمل عن بُعد من الموظف ضرورة امتلاكه مهارة الانضباط الذاتي، وهي المهارة التي تساعده على البقاء ملتزمًا بإكمال مهامه، في ظل غياب الرقابة المباشرة على عمله والتي توفرها بيئة العمل في المكتب. ولتحقيق الانضباط الذاتي؛ يتعين إنشاء جدولًا زمنيًا يتضمن عدد الساعات المُخصصة للعمل، وفترات الراحة التي تمنع الشعور بالإرهاق.

5- مهارات إدارة الوقت

قد لا يؤتي العمل عن بُعد بثماره ما لم يتمكن الموظف من إدارة وقته بحكمة حتى يتمكن من إكمال المهام المطلوبة منه في مواعيدها المُحددة. لذلك، لا بد من إنشاء قائمة تتضمن المهام ذات الأولوية للإنجاز كل يوم، إضافة إلى اتباع روتينًا يوميًا لإكمال المهام باستمرار.

6- مهارات التنظيم

تُعد المهارات التنظيمية من أكثر المهارات المطلوبة لإكمال المهام الوظيفية من المنزل على النحو الأمثل، فمن يرغب في زيادة إنتاجيته في العمل؛ عليه تنظيم واجباته ومساحة عمله.

ولتحقيق ذلك، يجب الحفاظ على نظافة مكان العمل وإبقائه خاليًا من القمامة، مع تنظيم المكتب وأدواته، إضافة إلى تنظيم مهام العمل من خلال بدء اليوم بتنفيذ المهام الأكثر صعوبة لاستغلال ذروة اليقظة، ثم التدرج إلى المهام الأقل صعوبة.

7- مهارات الكفاءة التقنية

يعتمد العاملون من المنزل على أجهزة الكمبيوتر وبرامج البرمجيات، في إنجاز المهام المطلوبة منهم، الأمر الذي يفرض عليهم امتلاك مهارات للتعامل مع تلك الأجهزة والبرامج مثل البريد الإلكتروني، وبرامج إدارة المشاريع برامج مكالمات الفيديو وتطبيقات الدردشة، فضلًا عن المهارات التي تمكنهم من حل أي مشكلة قد تطرأ، بما لا يؤثر بالسلب على عملهم أو مواعيد تسليم المهام.

ويُفضل الحصول على دورات تدريبية في المجالات التقنية، والتي توفر أفضل طرق استخدام أدوات التكنولوجيا عن بعد.

8- مهارات الذكاء العاطفي

لا يقتصر استخدام مهارة الذكاء العاطفي في بيئة العمل المكتبية فحسب؛ بل هي مطلوبة أيضًا لكل من يؤدي مهام عمله عن بُعد، فمن الضروري أن يجيد الموظف سُبل التعاون مع زملائه في العمل من أجل تحقيق الأهداف.

وتشمل مهارات الذكاء العاطفي التعاطف والشمول والوعي الذاتي والفهم، ويمكن توظيف تلك المهارات من خلال الأدوات الرقمية لتحقيق التعاون الفعال مع زملاء العمل.

9- مهارات القدرة على التكيف

لا تخلو العمليات التجارية لأي منظمة من تغييرات تطرأ عليها من حين لآخر، واعتماد المنظمة على موظفين يعملون عن بُعد يفرض عليهم التكيف بانتظام مع تلك التغييرات، وتعاونهم مع المديرين التنفيذيين لتحديد أساليب العمل الفعالة والمجالات التي تحتاج إلى تحسين.

وعندما يثبت الموظف الذي يعمل عن بُعد مرونته وتكيفه مع تلك التغييرات؛ يزداد الاعتماد عليه لتحقيق أهداف المنظمة والتغلب على التحديات التي تواجهها.

10- مهارات العمل الجماعي

يجب أن يكون الموظف الذي يعمل عن بُعد قادرًا على العمل كجزء من الفريق، وفي نفس الوقت قادرًا على العمل بشكل مستقل، فلن يتحقق النجاح بين الفرق التي تعمل عن بُعد إذ لم يكن العمل بينهم جماعيًا يتضمن مهارات مهمة مثل القدرة على الاستماع والتواصل والاحترام وإدارة النزاعات، وغيرها.

كيفية تحسين مهارات العمل عن بعد:

إذا كنت من أولئك الذين يخططون للعمل عن بُعد على المدى البعيد؛ فعليك اتباع مجموعة من النصائح التي تساعدك على تطوير المهارات السابق ذكرها، وهي كما يلي:

1- قراءة الكتب

في البداية، تجدر الإشارة إلى أنه من المفيد قراءة الكتب التي تتناول سياسات العمل عن بُعد ومتطلباته، لمعرفة كيفية التعامل مع هذا النمط من العمل خاصة للمبتدئين.

2- الالتحاق بالدورات التدريبية

هناك العديد من المنصات الإلكترونية التي توفر دورات تدريبية حول مهارات العمل عن بُعد والمطلوب تطبيقها للنجاح في العمل من المنزل.

3- الاستعانة بذوي الخبرة

من أكثر الوسائل التي تساعد على تطوير مهارات العمل عن بُعد، الاستعانة بذوي الخبرة ممن لديهم باعًا في هذا العمل، والحصول منهم على نصائح حول كيفية النجاح عند العمل بعيدًا عن مقر المنظمة.

4- قراءة تقارير حول ثقافة العمل عن بُعد

من الضروري قراءة التقارير التي تصدرها الشركات حول سياسات وثقافة العمل عن بُعد، للتعرف على المهارات المطلوبة والشركات التي تناسبها تلك السياسات، وذلك عند البحث عن وظيفة عن بُعد.

5- استثمار الوقت في الحياة المهنية

تتطور مهارات العمل عن بُعد مع الوقت، ومن خلال استثمار الوقت في الحياة المهنية وما يصاحبه من مهارات جديدة مُكتسبة، فالأشهر الأولى القليلة من العمل تختلف كليًا عن الفترة التي تليها من حيث المهارات المُكتسبة أو كيفية التعامل مع المواقف المختلفة.

6- الحفاظ على عقلية تعاونية

من المهم بناء علاقات مع الزملاء في العمل وممارسة طرق اتصال مختلفة في أثناء التعاون، إذ يطور ذلك من مهارات الاتصال خاصة عندما يعمل الموظف في بيئة بعيدة.

دورات تدريبية معتمدة لتطوير المهارات:

يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة في إدارة الأعمال التي تقدمها منصة بكه ومنها:

• دورة إدارة المشاريع الاحترافية PMP.
• شهادة PRINCE2 .
• دورة إدارة المشاريع أجايل برنس 2.
• دورة محترف إدارة البرامج PgMP.

 الخاتمة:

مهارات العمل عن بعد ضرورية للتواصل والتعاون، حيث يجب على الموظفين الإتقان في الكتابة والتركيز والتعاون عبر الأدوات الرقمية، بالإضافة إلى الانضباط الذاتي وإدارة الوقت والتنظيم. يتطلب العمل عن بعد القدرة على التكيف والعمل الجماعي والذكاء العاطفي، ويمكن تحسين هذه المهارات من خلال القراءة والالتحاق بالدورات التدريبية والاستفادة من خبرة الآخرين واستثمار الوقت بحكمة.

من خلال قراءة الكتب والتحاق بالدورات التدريبية والتواصل مع ذوي الخبرة، يمكن للأفراد تحسين مهاراتهم وتطوير أدائهم في العمل عن بعد، ويساهم الحفاظ على عقلية تعاونية في بناء علاقات إيجابية مع الزملاء وتعزيز مهارات الاتصال، مما يعزز من فعالية العمل الجماعي في بيئة العمل عن بُعد.

وفي الختام، فإن العمل عن بُعد يختلف كليًا عن العمل في بيئة مكتبية، وبالتالي فهو يتطلب امتلاك المهارات المذكورة لتحقيق النجاح فيه.