توزيع الأصول: مفهومه واستراتيجياته والعوامل المؤثرة فيه وأهم المشاكل لتجنبها

توزيع الأصول: مفهومه واستراتيجياته والعوامل المؤثرة فيه وأهم المشاكل لتجنبها

كتابة : بكه

18 أبريل 2024

فهرس المحتويات

توزيع الأصول (Asset Allocation) هو استراتيجية توزيع الأموال عبر فئات الأصول المختلفة مثل النقد والديون والأسهم، بهدف تحقيق توازن بين المخاطر والعائدات المتوقعة. يهدف هذا التوزيع إلى تحقيق مزيج متوازن يقلل من المخاطر ويزيد من فرص العائد على المدى الطويل، وتتضمن استراتيجيات توزيع الأصول تخصيص الأموال بناءًا على الأهداف المالية ومستوى الرغبة في المخاطرة.

يُعد الاستثمار في الأسهم ذو الفوائد طويلة الأجل، من الوسائل التي يلجأ إليها الكثير من الأفراد في سبيل بناء الثروات، ولكن على الرغم من ذلك فإن هذه العملية محفوفة بالمخاطر التي تصعب من الاحتفاظ بالنسبة الكاملة من الأموال المُستثمرة مدى الحياة، وبالتالي فإن الحل يكمن في استراتيجية توزيع الأصول، والتي تهدف إلى موازنة المخاطر مع المكافآت لتعويض المخاطر المرتبطة بالأصول الأكثر تقلبًا، وفي السطور التالية نوضح معنى استراتيجية توزيع الأصول وأهميتها والعوامل المؤثرة فيها.

ما معنى توزيع الأصول Asset Allocation؟

التوزيع الاستراتيجي للأصول هو استراتيجية استثمارية يتم من خلالها توزيع أو تخصيص الأموال عبر عدة فئات أصول، مثل النقد والديون والدخل الثابت وحقوق الملكية. الهدف من عملية توزيع الأصول هو خلق مزيجًا متنوعًا من الأصول الأقل خطورة والتي تعوض الأصول الخطيرة، ومن ثم تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار وتقليل احتمالية الخسائر وتحسين إمكانية كسب عوائد أفضل.

أي تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق التوازن بين الإدارة الجيدة للمخاطر والمكافأة عن طريق تقسيم أصول المحفظة طبقًا لأهداف الفرد وقدرته على تحمل المخاطر.

اقرأ أيضًا: 

شرح توزيع الأصول وتنويعها:

تتضمن استراتيجية تنويع الأصول توزيع المستثمر أمواله بين مختلف الاستثمارات، لضمان في حال خسارة أحد الاستثمارات، تعويض بقيتها أكثر من تلك الخسائر. والكثير من المستثمرون يرغبون في تنويع استثماراتهم بين فئات الأصول، ولذلك يلجؤون إلى توزيع الأصول، ولكن البعض منهم يتعمد عدم فعل ذلك.

ولكن على الرغم من اعتماد الاستراتيجيتين على الاحتفاظ بأنواع مختلفة من فئات الأصول؛ إلا أنهما لا يقللان من المخاطر، لذلك ليس من الضروري تنويع المحفظة عن طريق نموذج توزيع الأموال، لأن تنوع المحفظة يعتمد على كيفية توزيع الأموال بها بين مختلف أنواع الاستثمارات.

أهمية توزيع الأصول:

هناك بعض الأسباب التي تجعل من عملية توزيع الأصول من أهم الاستراتيجيات الاستثمارية، وهي كما يلي:

1- تحقيق عائد مناسب

تساعد استراتيجية توزيع الأصول على تحديد مقدار العائد الذي يمكن توقعه على الاستثمار، طبقًا لمخاطر الاستثمار التي يواجهها المستثمر.

2- التقليل من المخاطر

تنطوي عملية توزيع الأصول على توزيع مخاطر المحفظة عبر فئات الأصول، وبالتالي فإن التنويع في الاستثمارات يضعف من التقلبات التي قد يواجهها المستثمر. وعلى سبيل المثال، يمكن حماية المحفظة من التأثر بالانخفاض بفضل الاستثمار في أصول الأسهم وأصول الديون.

اقرأ أكثر عن أنواع المخاطر التي يمكن أن تقابلها كمستثمر.

3- تقليل الضغوط

من فوائد استراتيجية توزيع الأصول عبر فئات الأصول المتعددة، أنها تقلل من الضغوط المتعلقة بسلامة الاستثمار، فمن خلالها يستطيع المستثمرون الاستثمار بانتظام ومواجهة التقلبات أو الخسائر بطريقة أفضل.

4- الحفاظ على انضباط الاستثمار

من خلال توزيع الأصول يمكن ضمان عدم تفريط المستثمر في الاستثمار، أو عدم نقص الاستثمار في أحد القطاعات، وهو ما يعزز من الانضباط ويساعد على بناء الأمن المالي.

5- تحقيق عوائد مستقرة

توزيع الأصول يضمن حصول المستثمر على عوائد ثابتة بمرور الوقت، ومن ثم موازنة العائدات.

استراتيجيّات توزيع الأصول

هناك العديد من الاستراتيجيات المُستخدمة في عملية توزيع الأصول، والتي تتمثل فيما يلي:

1- توزيع الأصول الاستراتيجي

من خلال هذه الاستراتيجية، يُنشأ مزيجًا متناسبًا من الأصول، وفقًا لمعدلات العائد المتوقعة لكل فئة من فئات الأصول، مع مراعاة المخاطر والإطار الزمني للاستثمار، فيقوم المستثمر بتحديد أهدافه ومن ثم إعادة توازن محفظته بين الحين والآخر، وتعتمد هذه الاستراتيجية على التنويع لتقليل المخاطر وتحسين العوائد.

2- توزيع الأصول ذات الترجيح المستمر

يُفضل الاعتماد على هذه الاستراتيجية في الكثير من الأحيان، لأنها تعيد التوازن في المحفظة بشكل مستمر، ففي حال انخفاض قيمة أحد الأصول؛ فيمكن شراء المزيد منه، وإذا زادت قيمته فمن الممكن بيعه والاستفادة منه.

وعلى الرغم من عدم وجود قواعد صارمة وسريعة لتوقيت إعادة توازن المحفظة في إطار هذه الاستراتيجية؛ إلا أن القاعدة الشائعة هي إعادة توازن المحفظة مع مزيجها الأصلي عند تحرك أي فئة أصول معينة بأكثر من 5٪ من قيمتها الأصلية.

3- توزيع الأصول التكتيكي

تتسم استراتيجية توزيع الأصول التكتيكي بمرونتها مقارنة بتوزيع الأصول الاستراتيجية، ولذلك يلجأ إليها البعض للاستفادة من فرص الاستثمار غير العادية، لأنها تضيف مكونًا لتوقيت السوق إلى المحفظة، وبالتالي يستطيع المستثمر المشاركة في الظروف الاقتصادية المواتية لفئة أصول واحدة أكثر من غيرها.

وعند تحقيق الأرباح قصيرة الأجل المُستهدفة؛ يمكن إرجاع مزيج الأصول الاستراتيجي العام، وبالتالي لا بد من معرفة المستثمر الوقت الذي تنتهي فيه الفرص قصيرة الأجل ثم إعادة توازن المحفظة إلى موقع الأصول طويل الأجل.

4- توزيع الأصول الديناميكي

مع ارتفاع وهبوط الأسواق، يستطيع المستثمر تعديل مزيج الأصول باستخدام استراتيجية توزيع الأصول الديناميكي، كما يمكنه بيع الأصول المنخفضة وشراء الأصول المرتفعة مع قوة الاقتصاد وضعفه. وعلى سبيل المثال، إذا ضعف سوق الأسهم؛ فيمكن بيع الأسهم تحسبًا لمزيد من الانخفاضات، وإذا كان السوق قويًا؛ فيمكن شراء الأسهم تحسبًا لاستمرار قوته.

5- توزيع الأصول المؤمن عليها

تسمح هذه الاستراتيجية بتحديد قيمة المحفظة الأساسية غير القابلة للانخفاض، ويتم تحديد الأوراق المالية المطلوب شرائها والاحتفاظ بها وبيعها لزيادة قيمة المحفظة قدر الإمكان، بالاعتماد على البحث التحليلي والتوقعات والحكم والخبرة.

وتناسب هذه الاستراتيجية المستثمرين الراغبين في مستوى معين من الإدارة النشطة للمحفظة والذين يتجنبون المخاطر، والقادرين على ضمان إنشاء حد أدنى مضمون لا يُسمح للحافظة بالانخفاض تحته.

6- التوزيع المتكامل للأصول

تعتمد هذه الاستراتيجية على مراعاة التوقعات الاقتصادية للمستثمر، والمخاطر التي قد يواجهها في إنشاء المزيد من الأصول. ما يميز استراتيجية التوزيع المتكامل للأصول، اشتمالها على جوانب من جميع الاستراتيجيات المذكورة سابقًا، ولذلك فهي الاستراتيجية الأوسع لتوزيع الأصول، ولكن دون اشتمالها على التخصيص الديناميكي والثابت في نفس الوقت لتنافسهما مع بعضهما البعض، وهو ما لا يرغب فيه المستثمر.

يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة والمُقدمة من منصة بكه في مجال تحليل الأعمال.

توزيع الأصول وإدارة المحافظ الاستثمارية

إدارة المحافظ الاستثمارية هي العملية التي يقوم بها الأفراد لإدارة استثماراتهم بهدف زيادة أرباحهم خلال فترة زمنية معينة، كما تشتمل على عدم تعرض رأس المال المُستثمر لمخاطر السوق المتوقعة.

وتعتمد إدارة المحفظة على قدرة الفرد على اتخاذ أفضل القرارات، فيما يخص تحقيق مزيج استثماري مربح، وتخصيص الأصول حسب المخاطر والأهداف المالية. وتٌعد استراتيجية توزيع الأصول من طرق إدارة المحفظة، فمن خلالها يضع المستثمرون الأموال في كل من الأصول المتقلبة وغير المتقلبة، بما يحقق أكبر عائد بأقل قدر من المخاطر.

اقرأ أكثر: أنواع المخاطر المالية وكيفية التعامل معها.

العوامل المؤثرة في توزيع الأصول

هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على توزيع حافظة المستثمر عند اتخاذ قرار الاستثمار، وهي كالتالي:

1- الأفق الزمني

لتحقيق الأهداف قصيرة الأجل، يتعين على المستثمر استخدام الأوراق المالية ذات الدخل الثابت مثل الودائع الثابتة والصناديق السائلة ومنخفضة المدة، وفي نفس الوقت فإن حقوق الملكية للأهداف طويلة الأجل هي فئة الأصول المثالية.

2- الأهداف المالية

يجب على المستثمر تحديد أهدافه المالية بوضوح، إلى جانب إجمالي الأموال المطلوبة والوقت المتاح لتحقيق تلك الأهداف المالية، لأن ذلك يساعد على اختيار فئة الأصول المناسبة.

3- قلة عدد المعالين

في حال وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يعتمدون على المستثمر؛ فسيؤدي ذلك إلى زيادة الأهداف قصيرة الأجل، وبالتالي لا بد من امتلاك المستثمر سيولة مالية يستخدمها في تحقيق أهدافه المالية، وهو ما يتطلب التخطيط الجيد في توزيع الأصول.

4- موجز المخاطر

يقيم موجز المخاطر مدى استعداد الفرد لمواجهة المخاطر، ويختلف هذا التقييم من شخص لآخر، وهو ضروريًا في تحديد توزيع مناسب لأصول الاستثمار للحافظة. وبشكل عام، يجب أن يمتلك الفرد القدرة على تحديد موجز المخاطر الخاص به واتخاذ قرارات الاستثمار.

5- استقرار الدخل

عند اتخاذ قرارًا بشأن تخصيص الأصول؛ فمن المهم استقرار دخل المستثمر، والذي يجعله يمتلك ميزات مثل الأمن الوظيفي وانتظام التدفق النقدي، إذ يمكنه ذلك من زيادة المخصصات للأسهم، بناءً على الأهداف المالية.

مشاكل توزيع الأصول

قد تظهر خلال عملية توزيع الأصول مجموعة من المشاكل التي تهدد إتمامها بنجاح وهي:

  • على الرغم من اختيار المستثمر توزيع الأصول؛ إلا أن سلوكه المتحيز قد يعوق تنفيذ هذا التوزيع.
  • عدم إمكانية التنبؤ بمدى قدرة المستثمرين على تحمل المخاطر في وقت مبكر.
  • موافقة المستثمرون على توزيع الأصول، ثم رغبتهم في تجنب المخاطر بعد بعض العوائد السيئة، والعكس في حال بعض العوائد الجيدة، إذ يرغبون في المزيد من المخاطر.
  • السلوك طويل المدى لفئات الأصول، لا يضمن سلوكها على المدى القصير.

دورات إدارة المخافظ الاستثمارية:

يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في إدارة المحافظ والأصول الاستثمارية وهي:

الخاتمة:

توزيع الأصول (Asset Allocation) هو إستراتيجية استثمارية تهدف إلى توزيع الأموال عبر مجموعة متنوعة من فئات الأصول مثل النقد والديون والأسهم والعقارات، بهدف تحقيق توازن بين المخاطر والعائدات المتوقعة. يهدف هذا التوزيع إلى تحقيق مزيج متوازن يقلل من المخاطر المرتبطة بالاستثمارات ويزيد من فرص تحقيق عوائد متميزة على المدى الطويل.

وتتضمن استراتيجيات توزيع الأصول تخصيص الأموال بناءًا على الأهداف المالية والفترة الزمنية المستهدفة ومستوى الرغبة في تحمل المخاطر، مع مراعاة عوامل مثل التنوع واستقرار الدخل. على الرغم من أهميتها، قد تواجه استراتيجية توزيع الأصول تحديات مثل السلوك المتحيز للمستثمر وتقلبات سوق الأصول، لكنها لا تقل أهمية في تحقيق أهداف الاستثمار على المدى الطويل.

وفي الختام، فإن تقلب الأسواق يحتم على المستثمرين اللجوء إلى استراتيجية توزيع الأصول، لأنها تضمن وضع المحافظ الاستثمارية في وضع أفضل يمكّنهم من التعامل مع ديناميكيات السوق، وبالتالي تحقيق الأهداف المالية.

واتساب