مفهوم المخاطر وإدارة المخاطر: دليل شامل شامل الخطوات والتخصص

مفهوم المخاطر وإدارة المخاطر: دليل شامل شامل الخطوات والتخصص

كتابة : بكه

10 يوليو 2024

فهرس المحتويات

تخيل معي أنك قررت تسلق جبال السروات الشاهقة، أعلى قمم في السعودية. هل ستنطلق في هذه المغامرة دون استعداد مُسبق؟ هل ستتجاهل المخاطر المُحتملة مثل العواصف الرملية أو نقص الأكسجين أو شح الموارد؟

قطعًا لا! بل ستتعمق في دراسة خصائص تلك القمم، وتحديد المخاطر المُحتملة، وتجهيز نفسك بالمعدات والأدوات اللازمة لمواجهتها. ستضع خطة مُحكمة للصعود، وتحدد نقاط التوقف، وطرق الرجوع في حال حدوث أي طارئ.

هذا بالضبط ما تفعله إدارة المخاطر في عالم المشاريع، فهي بمثابة الخريطة والبوصلة التي توجهك نحو القمة، وتساعدك على تخطي العقبات وتحقيق أهدافك بنجاح. وفي حالة عدم الاعتماد على إدارة المخاطر داخل مؤسستك أو في مشروعك فهذا يعني زيادة احتمالية التعرض للخسائر في كافة الجوانب، وعلى الجانب الآخر قد تحمل لك المخاطر فرص إيجابية لتطوير سير العمل أو زيادة الأرباح.

 سنستعرض معًا في مقالتنا هذه تعريف المخاطر، وسنعرِّج على أهمية إدارة المخاطر ونشأتها، ثم سنتطرق إلى الفرق بين المخاطر والخطر، ودور قسم إدارة المخاطر.

فهيا بنا!

تعرف المخاطر:

في سياق إدارة المخاطر، تشير "المخاطر" إلى احتمال أن يكون لحدث أو موقف آثار سلبية على أهداف المنظمة. وهو يشمل حالة عدم اليقين التي تحيط بالأحداث المستقبلية، وينطوي على إمكانية حدوث نتائج إيجابية وسلبية على السواء. تهدف إدارة المخاطر إلى تحديد المخاطر وتقييمها وتحديد أولوياتها وتخفيفها لتقليل التأثير السلبي المحتمل على المنظمة وزيادة قدرتها على تحقيق أهدافها.

غالبًا ما يتم التعبير عن المخاطر في هذا السياق من حيث احتمال وقوع حدث والعواقب أو التأثير المحتمل في حالة وقوعه. تتضمن عملية إدارة المخاطر تحليل هذه العوامل لاتخاذ قرارات مستنيرة حول كيفية معالجة المخاطر أو الاستجابة لها أو التخفيف منها. إنه جزء لا يتجزأ من التخطيط التنظيمي وصنع القرار لضمان المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة حالات عدم اليقين.

ما الفرق بين المخاطر والخطر؟

في سياق إدارة الأعمال غالبًا ما يُخلَط بين مصطلحي "الخطر" و"المخاطر"، ولكن ثمة فرق بينهما:

يُشير مصطلح "الخطر" إلى وقوع موقف أو حدث معين قد يتسبب في ضرر للإنسان أو الممتلكات أو البيئة أو مزيج من ذلك. بمعنى آخر، الخطر هو مصدر الضرر المحتمل.

أما "المخاطر"، فهي تُشير إلى احتمالية وقوع ذلك الخطر أو الحدث غير المرغوب فيه، وما يترتب عليه من عواقب سلبية. بمعنى آخر، المخاطر هي تقدير لمدى احتمالية وقوع الخطر وحجم الضرر الذي قد يسببه.

مثال من رحلتنا في تسلق جبال السروات:

  • الخطر: العاصفة الرملية التي يمكن أن تهب فجأة.
  • المخاطر: احتمالية حدوث هذه العاصفة وتأثيرها على رحلتك، وتقدير الخسائر المادية والمعنوية المترتبة على ذلك.

جدول لمزيد من التوضيح في الفرق بين المخاطر والخطر:

 

الخطر (Hazard)

المخاطر (Risk)

التعريف

مصدر محتمل للتلف أو الضرر أو التأثيرات الصحية الضارة على شيء ما أو شخص ما.

احتمال وقوع حدث ما أو عواقب غير محببة يكون لها تأثير سلبي.

الطبيعة

شيء ملموس أو حالة أو ظرف يهدد الحياة أو الممتلكات أو أي شيء آخر.

احتمالية وقوع الضرر أو الخطر.

أمثلة

المواد الكيميائية الخطرة، الفيروسات، المباني المرتفعة.

احتمال حدوث تسرب كيميائي، احتمال الإصابة بمرض، احتمال وقوع حادث في مبنى مرتفع.

القياس

لا يمكن قياسه بالدرجات.

يمكن قياسه بدرجات عالية أو منخفضة.

التعامل

يتم التعامل معه عن طريق الوقاية وتجنب التعرض له.

يتم التعامل معه عن طريق تقييم الاحتمالية والتأثير واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليلها.

الدور في إدارة المخاطر

تحديد الأخطار المحتملة في بيئة العمل.

تقدير احتمالية وقوع الخطر وتأثيره لتطوير استراتيجيات للتعامل معه.

باختصار، الخطر هو المصدر المحتمل للضرر، بينما المخاطرة هي احتمالية وقوع هذا الضرر وتقييم مدى تأثيره.

 

رحلة تحقيق حلمك

تعريف إدارة المخاطر:

مفهوم إدارة المخاطر Risk Management يشير إلى عملية تحديد، وتقييم، ومراقبة التهديدات أو الفرص المحتملة التي قد تؤثر على تحقيق أهداف المنظمة أو المشروع. هذه العملية تهدف إلى تقليل الآثار السلبية وتعظيم الفوائد المحتملة من خلال تبني إجراءات مدروسة ومستدامة.

إدارة المخاطر بمثابة رحلة مثيرة في عالم الاحتمالات والتوقعات أثناء إدارة المشاريع، حيث تحاول استشراف المستقبل ورؤية ما لا يراه الآخرون. ثم إن إدارة المخاطر هي فن اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب، وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور.

فقبل أن تبدأ مغامرتك في تسلق قمم جبال السروات، تحتاج إلى التفكير في كل الطوارئ التي قد تعترض طريقك: الحر الشديد، المرض الطارئ، شح الموارد لأي سبب كان. 

عندئذ تبدأ في "إدارة مخاطر رحلة التسلق"، فتحدد ما هي المخاطر المحتملة، وتقيم مدى خطورتها، وتضع خطة للتعامل معها. 

وهذا بالضبط ما يحدث في إدارة المخاطر في عالم الأعمال والمشاريع. 

وإليك الخطوات الرئيسية التي تتبعها في إدارة المخاطر:

1. تحديد المخاطر: تماماً كما تحدد المخاطر في رحلتك، يجب على الشركات تحديد التهديدات المحتملة التي قد تؤثر على مشاريعها.

2. تحليل المخاطر: تقيّم مدى احتمالية وتأثير كل خطر، مثلما تفكر في احتمالية حدوث عاصفة رملية ومدى تأثيرها على رحلتك.

وفي الصورة التالية المقتطفة من منهج دورة MOR التأسيسية لإدارة المخاطر تتبين مجموعة من التقنيات المستخدمة في تحليل المشكلات واتخاذ القرارات؛ وتشمل: توليد الأفكار الفردية والجماعية، واستخدام قوائم التحفيز والقوائم المرجعية، بالإضافة إلى تحليل الافتراضات والقيود، واستخدام أدوات مثل نافذة جوهاري وتحليل ما قبل الفشل وتحليل نمط وآثار الفشل.

ما هي إدارة المخاطر ش

3. تقييم المخاطر: تحدد مدى تحملك لهذه المخاطر وترتيبها حسب الأولوية. هل يمكن أن تستمر في الرحلة إذا كان هناك خطر كبير من الانهيارات الجليدية؟

4. تخطيط الاستجابة للمخاطر: تضع استراتيجيات لتجنب أو تقليل المخاطر، مثل تجهيز نفسك بأدوات الطوارئ وتعلم كيفية التعامل مع الحالات الطارئة.

5. مراقبة المخاطر: تتابع تنفيذ الاستراتيجيات وتعديلها حسب الحاجة، مثل مراجعة خطة رحلتك باستمرار وتعديلها بناءً على الظروف الجديدة.

هكذا تمامًا حال المشاريع الناجحة. هي مغامرة مُخطط لها، تتطلب الشجاعة والإقدام، ولكن أيضاً الحكمة والتروي. وتذكر أن من سعى وصل حتى وإن شق عليه الطريق.

 المخاطر لا تقتصر على التأثير السلبي على أهداف المشروع فحسب بل في بعض الأحيان يحدث تأثير إيجابي، وهو ما يغيب عن البعض فأغلب الأشخاص يقومون بربط كلمة "مخاطر" بالنتائج السلبية فقط على خلاف الواقع،  فالمخاطر ليست فقط مخاطر سلبية.

ومن الأمثلة على المخاطر الإيجابية انتهاء تنفيذ المشروع قبل التاريخ المحدد، الحصول على نتائج أفضل من تلك المخطط لها، عدم استخدام كافة الموارد المخصصة للمشروع. أما عن أبرز الأمثلة على المخاطر السلبية فتشمل تخطي التكاليف الميزانية المقررة لها، انتهاء المشروع في وقت متأخر خارج جدوله الزمني.

اقرأ أيضًا: مسئول إدارة المخاطر وأهم المهام والمهارات اللازم وجدها في مدير المخاطر.

أهمية إدارة المخاطر

إذا عدنا لمغامرتك في جبال السروات، فإن أهمية إدارة المخاطر الرحلة تتجلى في كونها تبث في نفسك شعور الأمان والجاهزية. وكذلك فإدارة المخاطر في المشاريع لها دور حيوي في ضمان النجاح وتحقيق الأهداف. وإليك بعض النقاط التي تبرز أهميتها:

1. حماية الموارد 

تخيل أنك تخسر حقيبة طعامك في وسط الرحلة. إدارة المخاطر تساعد في حماية الموارد الهامة للشركة.

2. تحسين عملية اتخاذ القرار 

مثلما تعتمد على معلومات الطقس لتحديد مسار رحلتك، توفر إدارة المخاطر معلومات دقيقة لاتخاذ قرارات سديدة على بينة. ففهم المخاطر التي تواجه مشروعك يساعدك على اتخاذ قرارات أكثر استنارة ودقة.

3. زيادة فرص النجاح

تتجنب التعطيلات غير المتوقعة في رحلة مشروعك، مثلما تتجنب الممرات الخطرة في رحلة تسلقك. فتوقع المخاطر والتخطيط لها يعني أنك مستعد لأي مفاجأة، مما يزيد من فرص نجاح مشروعك.

4. تقليل الخسائر المحتملة

تحديد المخاطر يسمح لك بتطوير خطط للحد من آثارها السلبية، ومن ثم حماية مشروعك من الخسائر المالية والمعنوية.

5. زيادة الثقة لدى أصحاب المصلحة

إدارة المخاطر الفعالة تثبت لأصحاب المصلحة أن مشروعك مدروس بعناية وأنك جاد في تحقيق النجاح.

 

وهناك عدد من الفوائد ولماذا يتوجب على أصحاب والمشروعات الاعتماد عليه، وتنطوي هذه الفوائد على ما يلي:

  • تساعد على معرفة المخاطر المحتملة ودراستها، مما يساهم ذلك في تعزيز تطوير الأداء داخل المؤسسة.
  • تدفع المؤسسات إلى التعامل مع المخاطر بالاستجابة الأفضل لتقليل المخاطر.
  • تحد من الخسائر المادية التي يتكبدها أصحاب المشروعات.
  • تضمن لفريق العمل السير بشكل صحيح لتحقيق أهداف المشروع من خلال التركيز على المتابعة الدورية لإدارة المخاطر.
  • تمنح نظرة شاملة وعميقة لها دور في الكشف عن المخاطر المحتملة والتي لا تظهر جليًا لأصحاب المشروعات.
  • تساعد أصحاب المشروع على إتخاذ أنسب وأفضل القرارات لمصلحة الكيان.
  • توفر للمؤسسات أعلى مستوى في جودة البيانات الخاصة بالمخاطر.
  • التقليل من المفاجآت التي قد تحدث في حالة دراسة المخاطر المحتملة في وقت مبكر.
  • تساعد فريق العمل على تحديد الميزانية للمشروع بدقة، وذلك لأن إدارة المخاطر تشمل دراسة التكلفة.

 

خلاصة القول أن إدارة المخاطر تكشف لك عن التهديدات المحتملة التي تضر المشروعات، أو الفرص الإيجابية التي تساعد على تطوير العمل أو زيادة الأرباح، وإدارة المخاطر تساعد على القضاء على التهديدات أو التخفيف من آثارها السلبية على المشروع.

اقرأ أيضًا: إدارة المخاطر في المؤسسات الحكومية والتعليمية.

نشأة إدارة المخاطر: من التأمين إلى عالم المشاريع

إذا نظرنا إلى الوراء، سنجد أن الإنسان القديم كان يواجه المخاطر يومياً من الحيوانات المفترسة والظروف الطبيعية القاسية. مع تطور المجتمعات، تطورت وسائل إدارة المخاطر، حتى وصلت إلى شكلها الحديث في القرن العشرين. مثلما تعلم الإنسان كيف يبني مأوى ويحمي نفسه، تطورت إدارة المخاطر لتصبح علماً وفناً يستخدم في جميع المجالات. على سبيل المثال، معيار ISO 31000 يوفر مبادئ وتوجيهات لإدارة المخاطر بشكل فعال.

بدأت إدارة المخاطر كما نعرفها الآن رحلتها في منتصف القرن العشرين كأداة لتقييم المخاطر المالية في قطاع التأمين. ومع تطور عالم الأعمال وتعقده، توسع مفهوم إدارة المخاطر ليشمل تحديد وتقييم ومواجهة جميع أنواع المخاطر التي قد تهدد نجاح المشاريع.

تغير تعريف إدارة المخاطر بمرور الوقت، ليتحول من التركيز على الوقاية من الخسائر العرضية إلى شمول جميع المخاطر المحتملة، سواء كانت طبيعية أو بشرية أو حتى تخيلية.

شهدت إدارة المخاطر تطوراً كبيراً في أساليبها ومراحلها، بدءاً من تحديد المخاطر، مروراً بقياسها، وصولاً إلى وضع خطط لمواجهتها والتحكم فيها. وأصبحت اليوم أداة لا غنى عنها في عالم الأعمال، تُستخدم في مختلف القطاعات لحماية المشاريع وتحقيق النجاح.

ما هو تخصص إدارة المخاطر؟

يبرز تخصص إدارة المخاطر كدراسة حيث يتمثل في دورة تدريبية تهدف إلى تدريس الطلاب كافة الأساسيات والمعارف المرتبطة بإدارة المخاطر، إلى جانب المهارات التي تساعدهم على كيفية اتخاذ القرارات المناسبة عند دراسة المخاطر.

كما أن تخصص إدارة المخاطر يوجه الطلاب إلى الخطوات الصحيحة لها، ودراسة مختلف أنواع المخاطر وفقًا للمجال مثل المخاطر المالية والتكنولوجية والقانونية والتشغيلية، كما يتدرب الطلاب في على تطبيق استراتيجياتها وإتخاذ القرارات المناسبة.

يزداد الإقبال على تخصص إدارة المخاطر من قبل الراغبين في العمل في المجالات المرتبطة به مثل المالية والتأمين والمحاسبة والتمويل والاستشارات، مما يؤهلهم ذلك لسوق العمل الذي يزداد الطلب على مهارات والمعرفة العميقة لإدارة المخاطر

في حال رغبتك في الإلمام بأساسيات إدارة المخاطر فيمكنك الالتحاق بـ دورة MOR التأسيسة، كما يمكنك إتخاذ الخطوة الأساسية في احتراف إدارة المخاطر من خلال دورة إدارة المخاطر الاحترافية PMI-RMP.

قسم إدارة المخاطر: حارس الأهداف وخط الدفاع

يقسم إدارة المخاطر بمثابة "حارس الأهداف" الذي يضمن تحقيق المؤسسة لأهدافها الاستراتيجية، و"خط الدفاع" الذي يحميها من الأزمات والكوارث.

تخيل أن لديك فريقا معنيا بنجاح رحلتك إلى قمم جبال السروات، مسئوليته الأساسية هي التأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام في الرحلة ويتفادى أية عوائق ومشكلات. 

هذا بالضبط ما يفعله قسم إدارة المخاطر في أي منظمة. إذ يقوم هذا القسم بالمهام التالية:

1. تطوير السياسات والإجراءات

يضع القسم سياسات وإجراءات واضحة ومحددة للتعامل مع المخاطر، تشبه في دقتها وتفصيلها خطة رحلة شاملة تأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات وتضع خططًا بديلة لكل طارئ.

2. إجراء التحليل والتقييم

يقوم القسم بتحليل شامل لجميع جوانب العمل لتحديد المخاطر المحتملة، سواء كانت داخلية (مثل ضعف الأنظمة الداخلية) أو خارجية (مثل التغيرات في السوق أو الكوارث الطبيعية). ثم يقوم بتقييم كل خطر لتحديد مدى احتمالية وقوعه وتأثيره المحتمل على المنظمة.

3. وضع خطط إدارة المخاطر

بناءً على التحليل والتقييم، يضع القسم خططًا مفصلة لإدارة كل خطر على حدة، تشمل تحديد أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع الخطر، سواء كان ذلك بتجنبه، أو تقليل احتمالية وقوعه، أو نقله إلى طرف آخر (مثل شركات التأمين)، أو قبوله والتعامل مع عواقبه.

وفي هذا الصدد يفيدك الاطلاع على مفاهيم مهمة في هذه الرحلة مثل مفهوم "تخصيص عملية إدارة المخاطر"

تظهر تفاصيل هذا المفهوم في الصورة التالية المقتطفة من منهج دورة إدارة المخاطر الاحترافية PMI-RMP® حيث يمثل الخياط دور مدير المشروع الذي يعمل على تفصيل وتخصيص نهج إدارة المخاطر ليناسب كل مشروع على حدة، تمامًا كما يقوم الخياط بتفصيل الملابس لتناسب قياسات كل شخص. 

تعتمد عملية التخصيص على عدة عوامل رئيسية، منها حجم المشروع وتعقيده وأهميته، بالإضافة إلى منهجية التطوير المتبعة

هذه العوامل تساعد مدير المشروع في تحديد مستوى التفاصيل والدقة المطلوبة في إدارة المخاطر، وضمان تحقيق التوازن بين إدارة المخاطر وتنفيذ المشروع بنجاح.

3. وضع خطط إدارة المخاطر

4. مراقبة المخاطر

لا يكتفي القسم بوضع الخطط، بل يقوم بمراقبة مستمرة للمخاطر للتأكد من تنفيذ خطط الإدارة بفاعلية. كما يقوم بتحديث الخطط وتعديلها بشكل دوري لمواكبة التغيرات في بيئة العمل.

5. توعية الموظفين

يحرص القسم على توعية جميع الموظفين بأهمية إدارة المخاطر ودورهم في ذلك. ويقوم بتدريبهم على كيفية التعرف على المخاطر والإبلاغ عنها، وكيفية التعامل معها في حال وقوعها. هذا يشبه تدريب أفراد طاقم الطائرة على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ لضمان سلامة الركاب.

6. مراقبة وتنفيذ الاستراتيجيات

يتابع القسم تنفيذ الاستراتيجيات الموضوعة لإدارة المخاطر، ويقوم بتقييم فعاليتها وتعديلها عند الحاجة. هذا يضمن أن المنظمة تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها وتجنب المخاطر التي قد تعيق تقدمها.

خطوات ومراحل إدارة المخاطر

إدارة المخاطر تعتمد بشكل رئيسي على خمس خطوات ومراحل أساسية. أولاً، يقوم فريق العمل بتحديد المخاطر المحتملة من خلال العصف الذهني أو التحليل، وتُسجل في نظام إدارة المخاطر. ثم، يتم تحليل هذه المخاطر لقياس شدتها وتحديد الصلة بينها وبين أسبابها. في الخطوة التالية، يتم تقييم المخاطر كميًا ونوعيًا، حيث يُركز التقييم الكمي على القياس بالأرقام. بعد ذلك، يتم التعامل مع المخاطر من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب حدوثها أو التقليل من تأثيرها. وأخيرًا، يتم رصد المخاطر بشكل دوري باستخدام نظام إدارة المخاطر، خاصةً فيما يتعلق بالمخاطر التي لا يمكن التخلص منها.

تعتمد إدارة المخاطر بشكل رئيسي على خمس خطوات والتي تشمل ما يلي:

1- تحديد المخاطر

عملية تحديد المخاطر يقوم بها فريق العمل القائم على إدارة المخاطر، وذلك من خلال العصف الذهني أو التحليل، وفي هذه الخطوة تتحدد كافة المخاطر المحتملة وتسجيلها في نظام إدارة المخاطر لسهولة الوصول إليها، كما تتحدد الآثار السلبية للمخاطر على المؤسسة أو المشروع.

2- تحليل المخاطر

في هذه الخطوة يقوم قسم إدارة المخاطر بتحليل التهديدات المحتملة على المؤسسة أو المشروع لقياس مدى شدتها، بالإضافة الكشف عن الصلة بينها وبين والأسباب المؤدية لحدوثها والمرتبطة بالمؤسسة، تُنفذ هذه العملية بشكل يدوي وعلى إثرها تُحدد السياسات والإجراءات التي ترسم إطار إدارة المخاطر.

3- تقييم المخاطر 

تأتي الخطوة التالية وهي تقييم المخاطر وينقسم إلى تقييم نوعي وآخر كمي:

  • التقييم النوعي: يستخدم في تقييم المخاطر التي لا يمكن قياسها بالأرقام، وذلك مثل مخاطر التغيرات الجوية، ويجب أن يتسم التقييم بحيادية.
  • التقييم الكمي: تعتمد عليه المؤسسات في قياس التهديدات القابلة للقياس بالأرقام، وذلك مثل الأموال وأسعار الفائدة، وهو التقييم الأساسي المستخدم في الأمور المالية.

 

وفي تلك المرحلة تتحدد المخاطر الأكثر شدة والأقل شدة من أجل ترتيب الأولويات في التهديدات التي تتطلب إداراتها أولاً وبشكل عاجل وتدخل من الإدارة العليا، ترتيب المخاطر مطلوب في تلك المرحلة حتى يتسنى للإدارة الحصول على نظرة كاملة لجميع التهديدات المحتملة بمختلف درجات شدتها.

4- معالجة المخاطر 

تأتي خطوة التعامل مع المخاطر من خلال إتخاذ الإجراءات المطلوبة لتجنب حدوثها أو التقليل من شدة أضرارها، وذلك من خلال إجراء المناقشات مع الإدارات والخبراء والعملاء للوقوف على أرض صلبة من الحلول المقترحة والمناسبة، تحدث هذه العملية تحت إشراف الإدارة العليا.

5- رصد المخاطر

هناك بعض الأنواع من المخاطر التي لا يمكن التخلص منها، وبالتالي في تلك الحالة يجب أن يرصدها فريق العمل بشكل مستمر للكشف عن وجود تغيرات قد تطرأ، وذلك باستخدام نظام إدارة المخاطر، ومن أبرز الأمثلة على المخاطر التي تتطلب القيام بهه العملية المخاطر البيئية. 

اقرأ ايضًا: ما هي المخاطر الإيجابية والسلبية وكيفية التعامل معها.

أنواع إدارة المخاطر

إدارة المخاطر تنقسم أساسًا إلى أربعة أنواع تعبر عن الاستراتيجيات المتبعة للتعامل مع المخاطر. تتضمن هذه الأنواع التجنب، حيث يتجنب اتخاذ القرارات التي قد تزيد من احتمالية حدوث مخاطر معينة. وتشمل أيضًا التقليل من المخاطر، حيث يُتخذ إجراءات لتقليل الآثار السلبية للمخاطر على المشروع أو المؤسسة. وتعتمد استراتيجية تحويل المخاطر على تحويل المسؤولية عبر توقيع عقد مع جهة أخرى تتحمل المخاطر. أما استراتيجية تقبل المخاطر، فيتمثل في قبول المخاطر دون اتخاذ إجراءات لتقليل آثارها، وغالباً تستخدم عندما تكون تكاليف التقليل أعلى من قيمة المخاطر.

بشكل رئيسي تنقسم إدارة المخاطر إلى أربع أنواع والتي تعبر عن طريقة التعامل مع المخاطر باستراتيجية مختلفة، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:

1- تجنب المخاطر 

تعتمد استراتيجية إدارة المخاطر في هذا النوع على تجنب القرارات التي من شأنها أن تعزز احتمالية حدوث الخطر، وبالتالي يحد ذلك من وقوع التهديدات المحتملة بنسبة كبيرة.

لا يمكن الاعتماد على استراتيجية تجنب المخاطر دون دراسة المخاطر أولاً وتحليلها وتقييمها جيدًا، فقد تكشف لك فيما بعد أنها مخاطر إيجابية تحمل لك فرص هامة لمشروعك، وبالتالي تجنب هذه الفرص بمثابة وقوع خسائر.

أما على سبيل المثال في استراتيجية تجنب المخاطر عدم اتخاذ القرار بالاستثمار في مشروع ما لتفادي خسائره وأضراره المحتملة على المستثمر سواء فرد أو شركة.

2- تقليل المخاطر

تُطبق استراتيجية التقليل من المخاطر بغرض التخفيف من آثارها السلبية على المشروع أو على المؤسسة، وذلك يكون من خلال القيام بعدد من الإجراءات.

فعلى سبيل المثال يواجه أصحاب المشروعات في الجانب التمويلي مشكلات تتعلق بالإخلال بالمتطلبات التنظيمية، وما يساعدهم على التقليل من الآثار السلبية لهذه المخاطر هو تطبيق حلول تكنولوجية.

3- تحويل المخاطر 

الاعتماد على استراتيجية تحويل المخاطر يعني توقيع عقد يُنص فيه على أن المؤسسات أو الأفراد غير مسئولين عن تحمل المخاطر المحتملة وأن ما يتحملها هو طرف آخر، هذه الاستراتيجية تقلل من حدة المخاطر ومن العبء الواقع على المؤسسة في تحملها.

وعلى سبيل المثال تُطبق هذه الاستراتيجية عند التعاقد مع شركة تأمين والتي تتحمل الأضرار الناشئة عن المخاطر التي قد يتعرض المؤمن عليه مثل التعرض للحوادث.

4- تقبل المخاطر 

في بعض الأحيان تلجأ الشركات إلى اتباع استراتيجية تقبل المخاطر، والتي لا تتخذ فيها أي إجراءات تقلل من أضرار المخاطر السلبية، ولكن ما الذي يدفع الشركات إلى اتباع مثل هذه الاستراتيجية والاستسلام للمخاطر بدلاً من مواجهتها؟

الإجابة هي أن التقليل من المخاطر تكلفته تزيد عن قيمة المخاطر، وبالتالي يرى أصحاب المؤسسات أن التقليل من المخاطر في تلك الحالة هي مخاطرة بحد ذاتها، فمن الأفضل القبول في تلك الحالة لمنع تحمل تكاليف مادية باهظة.

ولكن قبول الخطر لا يتناسب مع المخاطر التي لها آثار شديدة الضرر على المؤسسات، فيجب التعامل مع المخاطر بهذه الاستراتيجية إذا كانت آثارها السلبية خفيفة.

اقرأ أيضًا: أمثلة على إدارة المخاطر.

خصائص إدارة المخاطر 

خصائص إدارة المخاطر تتميز بالقدرة على اتخاذ قرارات فعّالة وتوفير حلول تقلل من الخسائر. تستعد إدارة المخاطر لأسوأ السيناريوهات، وتركز على تقليل الآثار السلبية للمخاطر، مع التركيز على التوقع والتنبؤ بالمخاطر. تضع خططاً شاملة وتخطيطًا فعّالًا لمواجهة التحديات، وتعمل على تحديد دور كل فرد بشكل فعّال.

تتسم إدارة المخاطر بعدد من الخصائص التالية:

1- اتخاذ القرار الأفضل

تتضمن إدارة المخاطر العديد من الحلول والبدائل التي تساعد على اتخاذ القرار الأفضل والأنسب، وهو القرار الذي يضمن وقوع أضرار وخسائر بأقل نسب ممكنة، وتعتمد دائمًا إدارة المخاطر على التحليلات في اتخاذ القرار.

2- الإعداد لأسوأ المخاطر

تتسم إدارة المخاطر بمساهمتها في مواجهة مختلف المخاطر بدرجات شدتها، ففي حالة توقع حدوث أسوأ المخاطر فإن إدارة المخاطر تمثل المرجع الأساسي في التعرف على كيفية مواجهة هذه الأضرار والتجهيز لها جيدًا.

3- تقلل من الآثار الضارة للمخاطر 

تركز إدارة المخاطر على التقليل من الآثار السلبية للمخاطر المحتمل وقوعها للمنظمة إلى أقل درجة ممكنة، وذلك في حالة عدم القدرة على القضاء على هذه المخاطر تمامًا.

4- التخطيط 

تتسم إدارة المخاطر بالتخطيط في عملها، إذ أنها تضع الخطة التي تتضمن كافة مراحل معالجة المخاطر المحتملة أو القضاء عليها، إلى جانب التخطيط للأدوار التي سيتولاها كل فرد يعمل في هذه الإدارة.

5- توقع المخاطر 

تكمن وظيفة إدارة المخاطر الأساسية في توقع المخاطر التي يحتمل حدوثها للمنظمة قريبًا، وبالتالي فهي تتنبأ بوقوعها دائمًا، ولا يُعتمد عليها في مواجهة الأضرار عقب حدوثها.

إدارة المخاطر: رحلة نحو القمة تبدأ بخطوة 

لا تقلق إذا كنت جديدًا في عالم إدارة المخاطر. كل ما تحتاجه هو الرغبة في التعلم والاستعداد للمغامرة. ابدأ بتحديد المخاطر المُحتملة التي قد تواجه مشروعك، وقم بتقييمها وفقًا لاحتمالية حدوثها وتأثيرها المُحتمل.

استشر الخبراء، وتعلم من تجارب الآخرين. اقرأ الكتب والمقالات، واحضر الدورات التدريبية. لا تخف من طلب المساعدة، ولا تتردد في تجربة أدوات وبرامج إدارة المخاطر المُتاحة.

تذكر دائمًا أن إدارة المخاطر رحلة مستمرة، وليست مجرد إجراء شكلي. هي استثمار في نجاح مشروعك ومستقبلك.

بعد أن تعرفت على مفهوم إدارة المخاطر وأهميتها في تحقيق أهدافك، سواء كنت تتسلق جبال السروات أو تبني مشروعًا تجاريًا ناجحًا، هل أنت مستعد للخطوة التالية؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فنحن في بكه ندعوك لخوض مغامرة جديدة في عالم إدارة المخاطر واكتشاف أسرار هذا الفن الذي يحول التحديات إلى فرص للنمو والنجاح.

جاهز لتكون "حارس الأهداف" في مؤسستك؟

انضم إلينا في دورة MoR® التأسيسية واكتسب المعرفة الشاملة والمهارات اللازمة لتحديد وتقييم ومراقبة المخاطر بفاعلية، وتطبيق إطار عمل MoR لتحقيق أهدافك الاستراتيجية.

mor

تطمح إلى أن تكون "صانع القرار" الذي يقود المشاريع نحو بر الأمان؟

سجل الآن في دورة إدارة المخاطر الاحترافية PMI-RMP® وتعلم كيف تتقن فن إدارة المخاطر في المشاريع، وتتجنب العقبات، وتحقق النجاح المنشود.

rmp

لكن يبقى السؤال، لماذا أختار بكه؟ 

في بكه، نؤمن بأن طريقك للنجاح يبدأ باختيار الشريك التعليمي المناسب. نحن لسنا مجرد مؤسسة تدريبية، بل نحن حاضنة لمهاراتك وطموحاتك بسجل حافل من الإنجازات والنجاحات.

لماذا بكه

انضم إلى عائلة بكه

كن جزءًا من مجتمعنا المتنامي من المتعلمين الطموحين والمحترفين في مجال إدارة المشاريع. 

استثمر في مستقبلك المهني معنا، واختر من باقة دورات إدارة المشاريع ما يناسبك احتياجاتك وأهدافك.

دورات بكه

اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.

الخاتمة والنتائج:

إدارة المخاطر في المشاريع هي عملية تشمل تحديد وتقييم وتخفيف التهديدات المحتملة التي قد تؤثر على تحقيق أهداف المشروع. تشمل المخاطر حالات عدم اليقين التي قد تؤدي إلى نتائج إيجابية أو سلبية. الفرق بين "الخطر" و"المخاطر" هو أن الأول يشير إلى مصدر الضرر المحتمل، بينما الثاني يتعلق باحتمالية وقوع هذا الضرر وتقدير تأثيره. تتضمن إدارة المخاطر خطوات مثل تحديد وتحليل وتقييم المخاطر، ووضع استراتيجيات للتعامل معها، ومراقبتها باستمرار لضمان تحقيق أهداف المشروع بنجاح وتقليل الخسائر المحتملة.

واتساب