منهجية إدارة المخاطر وأهم المبادئ

منهجية إدارة المخاطر وأهم المبادئ

كتابة : بكه

2 مايو 2024

فهرس المحتويات

منهجية ومبادئ إدارة المخاطر أساسية لكل مؤسسة، حيث تشمل تحديد، تحليل، وتقييم المخاطر، ثم الاستجابة لها ومراقبتها بشكل دائم. يُعتبر تحديد الأدوار والمسؤوليات في هذا السياق أمرًا حيويًا لضمان التعامل الفعّال مع التحديات المحتملة وتحقيق استقرار الأعمال.

تعتمد الكثير من المؤسسات على منهجية إدارة المخاطر، حتى تستطيع مواجهة المخاطر المُحتملة، والتي تؤثر سلبًا على أرباحها وسُمعتها بالسوق، وهو ما أوجب على كل قيادي أو إداري، ضرورة فهم كيفية إدارة المخاطر.

باتت منهجية إدارة المخاطر جزءًا أساسيًا من الأعمال، وعلى أساسها تتخذ المؤسسة العديد من القرارات المؤثرة بشكل كبير في تحديد مصيرها، لأن إدارة المخاطر قد تكون هي الضمان لاتخاذ القرارات الصائبة، وتعتمد هذه العملية على عدة مبادئ وأساسيات، نوضحها من خلال السطور التالية.

منهجية إدارة المخاطر

يجدر التنويه أولًا، إلى أن جميع المؤسسات تواجه أنواع متعددة من المخاطر، منها المخاطر المالية، المخاطر القانونية، المخاطر التقنية، المخاطر الاستراتيجية، المخاطر التشغيلية، المخاطر البشرية، المخاطر الأمنية، وغيرها من المخاطر التي تهدد أرباح المؤسسة أو سمعتها أو الإثنين معًا.

وتقوم المؤسسات بإجراء ما يُسمى إدارة المخاطر، وهي العملية التي يتم من خلالها تحديد المخاطر المُحتملة وتقييمها، ومن ثم وضع خطة للتقليل من آثارها قدر الإمكان.

اقرأ ايضًا: إدارة المخاطر في المشاريع.

مبادئ إدارة المخاطر:

يساعد فهم المؤسسة للمخاطر المُحتملة على بقائها في ركب المنافسة، نظرًا لإدارتها للمخاطر الداخلية لها، وأيضًا المخاطر الخارجية، من خلال مجموعة من أساسيات إدارة المخاطر، والتي نوضحها فيما يلي:

1- تحديد المخاطر

يُعد تحديد المخاطر، هو أول مبادئ إدارة المخاطر الذي تعتمدها المؤسسات، ففي هذه الخطوة تحدد المؤسسة جميع أنواع المخاطر، مستعينة في ذلك بخبير لديه فهمًا عميقًا في هذا المجال.

ويقوم الخبير برفع تقريرًا إلى إدارة المؤسسة، يتضمن المخاطر المُحتملة، ومدى تأثيرها على الأعمال، ويفضل الكثير استخدام برامج إدارة المخاطر بدلًا من تحديدها يدويًا، لأن تلك البرامج تساعد على نقل المعلومات بشكل سريع.

وتنطوي عملية تحديد المخاطر على ثلاثة إجراءات وهي:

  • إجراء المقابلات مع الخبراء في مجال إدارة المخاطر، من أجل تسليط الضوء على المخاطر غير الواضحة أو المعروفة لإدارة المؤسسة.
  • التحقق من المخاطر من خلال القوائم التي تمتلكها المؤسسات، والتي تتضمن الفئات والمجالات التي يمكنك استكشافها لتحديد المخاطر، إضافة إلى قائمة مرجعية تحتوي على المخاطر التي تحققت أو تم تحديدها في المشاريع السابقة.
  • عقد جلسات لمناقشة المخاطر المُحتملة، تلك الجلسات التي تسمح بالتفكير بحرية وتشجيع التعاون المفتوح.

2- تحليل المخاطر

الخطوة التالية في مبادئ إدارة المخاطر، هي تحديد المخاطر، هذه الخطوة التي تنطوي على فهم الخطر المُحتمل حدوثه، وما هي النتائج المُترتبة عليه.

وعلى الرغم من أنه قد يكون من الصعب تحديد المخاطر؛ إلا أنه يمكن تقديرها، وعلى سبيل المثال، قد يكون هناك صعوبة في تحديد ربح المنافس من منتجه الجديد، ولكن يمكن تقدير تكلفة الإنتاج والتسويق والتوزيع.

اقرأ أيضًا: أمثلة على المخاطر.

3- تقييم المخاطر

بعد تحليل المخاطر، يمكن تقييم مدى أهميتها وتحديد ترتيبها في جدول الأولويات، فالمخاطر الأكثر حدة لها الأولوية عن المخاطر الأقل حدة. والمخاطر الصغيرة هي التي تواجهها الشركة بشكل يومي، مثل تغيرات السوق، أما المخاطر الكبيرة فهي مخاطر السُمعة أو المخاطر المالية، وهي التي تُعطي لها الشركة الأولوية.

وتنقسم المخاطر التي يمكن ترتيبها حسب أولوياتها إلى:

  • المخاطر الشديدة: وهي المخاطر التي تعيق المؤسسة عن ممارسة أنشطتها.
  • المخاطر الكبيرة: وهي المخاطر التي تفرض على المؤسسة إجراء عدة تعديلات على أنشطتها، متضمنة علاجًا لتلك المخاطر.
  • المخاطر المتوسطة: وهي المخاطر التي تُصنف بالمقبولة، ولكن لا بد من إدارتها لضمان عدم تطورها.
  • المخاطر المنخفضة: وهي مخاطر مقبولة، أي أنها لا تحتاج إلى اتخاذ أي إجراء.

ويمكن القول أنه بمجرد تحديد ترتيب مخاطر العمل، يمكن إعطاء الأولوية للمخاطر التي تحتاج إلى اتخاذ إجراءات فورية، ومن ثم التفرغ للمخاطر التي لا تحتاج إلى اتخاذ أي إجراء على الفور. وتزداد الحاجة إلى الاهتمام بالمخاطر كلما زاد تأثيرها، هذا التأثير الذي يُقيم من خلال تحديد مدى شموليته، وتحديد عدد العملاء المتأثرين سلبًا به.

اقرأ أيضًا: المخاطر الإيجابية والمخاطر السلبية.

4- الاستجابة للمخاطر

يحتاج كل خطر أيًا كان نوعه أو حجمه إلى العلاج والحل، وذلك من ضمن أساسيات إدارة المخاطر، ولأن تلك المخاطر يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأعمال؛ فيجب على المؤسسات أن تقضي على أكبر قدر ممكن منها، أو حتى تقلل منها لتجنب آثارها الضارة.

مثال الاستجابة للمخاطر:

وعلى سبيل المثال، عند مواجهة المؤسسة المخاطر المالية، يمكن أن تقلل منها عن طريق توزيعها على الشركاء، أو عن طريق عدم اتخاذ أية قرارات تجارية بالتزامن معها.

ويمكن القول أن التعامل مع المخاطر يتم من خلال التحكم به، هذا التحكم الذي يتخذ أكثر من صورة، وهي نقل الخطر بتحويله إلى جهات أخرى، أو بتقبل الخطر من خلال اتخاذ إجراءات تحد من تأثيره، أو بمعالجة الخطر واحتوائه بالعديد من الإجراءات، أو بالتخلص من الخطر وإزالته بشكل جذري.

والجدير بالذكر، أنه لا يمكن لأية مؤسسة أن تحمي أعمالها من جميع المخاطر، لأن هناك العديد من العوامل البيئية والسياسية التي تخرج عن نطاق السيطرة، ومع ذلك، يمكن اتخاذ إجراءات للتخفيف من تلك المخاطر، مثل تأمين المؤسسة نفسها من أضرار الفيضانات، أو اتخاذها عدة تدابير لحماية أعمالها من التغيرات الاقتصادية.

اقرأ أيضًا: أهداف إدارة المخاطر.

5- مراقبة المخاطر

على الرغم من أن بعض المخاطر يسهل القضاء عليها أو على الأقل تجنبها؛ إلا أن البعض الآخر منها قد يظل مستمرًا. ولذلك، من الضروري قياس وتتبع جميع المخاطر التي جرى تحديدها، للتأكد من استقرارها، مع ملاحظة أي تغير قد يطرأ على الفور، ومن ثم وضع خطة لإدارته والتعامل معه.

6- تحديد الأدوار والمسؤوليات

فكل عضو من أعضاء فريق إدارة المخاطر، تقع على عاتقه مهمة للقضاء على المخاطر التي جرى تحديدها وتحليلها. ولا بد من توزيع الأدوار على أعضاء إدارة المخاطر والتي تشمل الموظفين الذين يحددون المخاطر ويقومون بتقييمها، وتشمل المسؤولين عن إدارة المخاطر والذين يتخذون الإجراءات اللازمة لمواجهة المخاطر فور رصدها.

كما يتكون فريق إدارة المخاطر من المديرين والذين يمدون الموظفين بالمعلومات اللازمة حول المخاطر، إضافة إلى متلقو الخدمة الذين تستطلع الإدارة آرائهم حول استراتيجيات إدارة المخاطر.

وفيما يلي مثالًا على تحديد الأدوار والمهام في المنظمة في حالة حدوث خطر:

  • قسم التسويق: يتولى قسم التسويق مسؤولية التعامل مع الرسائل المتعلقة بالمخاطر التي قد يتعرض لها الشركاء والموظفين والعملاء، وربما الجمهور.
  • قسم البيع: يُجري قسم البيع اتصالات مع العملاء، من أجل ضمان اتخاذ جميع الأطراف الخطوات اللازمة لتصحيح الوضع ومنع التعرض للمخاطر.
  • قسم تكنولوجيا المعلومات: يتم تكليف قسم تكنولوجيا المعلومات باتخاذ خطوات لضمان أمن التكنولوجيا، وذلك طبقًا للخطر المُحتمل.

7- مراجعة المخاطر

إذ يتعين على إدارات المؤسسات إجراء مراجعات متكررة للمخاطر، حتى في حال إتمام أحد المشروعات، يجب اتخاذ إجراءات جديدة للتحسين، وهو ما يساعد على نمو العمل، دون التعرض لأية ضائقة غير متوقعة.

دوارات إدارة المشاريع وإدارة المخاطر:

وتحتاج إدارة المخاطر إلى تدريب احترافي شامل، ولذلك يمكن الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في مجال إدارة المخاطر، والذي يندرج ضمن دورات إدارة المشاريع.

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات وتحتاج إدارة المخاطر إلى تدريب احترافي شامل، ولذلك يمكن الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في مجال إدارة المخاطر، والذي يندرج ضمن دورات إدارة المشاريع.

والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه، وتقدم لك بكه العديد من دورات إدارة المشاريع المعتمدة دوليًا والتي تشمل ما يلي:

تعلم إدارة الخاطر واحصل على شهادة بها:

تقدم منصة بكه، العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورات في إدارة المخاطر. ومنها:

اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.

الخاتمة:

منهجية إدارة المخاطر أساسية لكل مؤسسة تواجه تحديات متعددة، بما في ذلك المخاطر المالية والقانونية والتقنية والاستراتيجية والتشغيلية والبشرية والأمنية. تشمل عملية إدارة المخاطر تحديد المخاطر، وتحليلها، وتقييمها، والاستجابة لها، ومراقبتها، وتحديد الأدوار والمسؤوليات في هذا السياق. يتم تنفيذ هذه الخطوات من خلال التعاون والتفكير الاستراتيجي، حيث يسعى الفريق للتعامل بفعالية مع المخاطر المحتملة وتقليل تأثيرها على الأعمال.

يُعد تحليل وتقييم المخاطر خطوات حاسمة في إدارة المخاطر، حيث يتعين على المؤسسات فهم تأثير المخاطر المحتملة وترتيبها بحسب أولوياتها. يتطلب ذلك التعاون مع الخبراء واستخدام التقنيات المناسبة لتحليل المخاطر وتقييمها بدقة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المؤسسات مراقبة المخاطر بشكل دائم وإجراء مراجعات متكررة للتأكد من استقرارها وتطبيق إجراءات الحل الملائمة عند الضرورة، مما يساهم في تعزيز استقرار ونمو الأعمال.

أوضحنا من خلال هذا المقال من هو مسؤول إدارة المخاطر، وما هي المهارات التي يحتاج إلى اكتسابها لشغل هذه الوظيفة.

وفي الختام، فإن منهجية إدارة المخاطر باتت ضرورة لا غنى عنها لجميع المؤسسات باختلاف أنشطتها، حتى تتلافى المخاطر التي قد تواجهها وتؤثر سلبًا على أرباحها ومكانتها في السوق.

واتساب