مشاكل سلسلة التوريد تشمل صعوبة التنبؤ بمتطلبات السوق بسبب ضعف رؤية البيانات، والاضطرابات العالمية مثل جائحة كورونا، وإدارة المخزون غير الدقيقة، وزيادة توقعات العملاء المتغيرة. كما تواجه الشركات تحديات التنافس الشديد، صعوبة التنبؤ بالطلب، التهديدات السيبرانية، والتأثيرات السلبية للتغير المناخي على النقل والبنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، ارتفاع التكاليف ونقص المواد يؤثر على توفر الموارد. لمواجهة هذه التحديات، يجب على الشركات تحسين إدارة المخزون، تعزيز مصادر المنتجات، تحسين التنبؤ بالطلب، وتبني التقنيات الحديثة ورقمنة سلاسل الإمداد.
مشاكل إدارة سلسلة الإمداد لا تزال تواجهها بعض الشركات اليوم! إذ يعد الاعتماد على تقنيات إدارة سلاسل الإمداد الاستراتيجية الأفضل لتحقيق أهداف المؤسسات والشركات وتحسين عمليات الإنتاج والاستهلاك، ولكن خلال عام 2020 واجه العالم أزمة وبائية حادة ومازالت آثارها مستمرة، تعرف خلال السطور التالية على تحديات إدارة سلال الإمداد.
مشاكل سلسلة التوريد
توجد العديد من مشاكل سلسلة التوريد والتي تؤدي في النهاية إلى مشاكل تقع على كاهل القائمين على إدارة سلاسل الإمداد، ومنها:
1- مشكلة رؤية البيانات
تعتبر رؤية البيانات من أهم التحديات التي تواجه سلسلة الإمداد، وذلك نظرًا لصعوبة التنبؤ بمتطلبات السوق في هذه الأيام، ويصبح من الصعب إجراء أي تغييرات إلا في حالة دراسة البيانات بشكل دقيق، تشمل رؤية ودراسة البيانات دراسة المواد الخام، معدلات التعبئة وأوقات دورات الإنتاج.
تمتد رؤية البيانات إلي ما هو أبعد من ذلك فتشمل رؤية البيانات إتاحتها في جميع أنحاء إدارة سلاسل الإمداد، وذلك للتمكن من التخطيط الفعّال لسلاسل الإمداد.
2- مشكلة الاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية
تؤثر أقل الإضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية في أي منظمة بل يصبح تأثيرها مضاعف في أي قطاع صغير، من الممكن أن يصل حجم التأثير إلي تدمير لقطاعات عديدة، فمثلاً بمجرد دخول وباء مثل ما حدث مع فيروس كورونا المستجد تجد العالم انقلب رأسًا على عقب واختلت كل موازين التجارة العالمية.
حيث شهدت سلسلة الإمداد العالمية صراعات كبيرة في الفترة السابقة، ففي أوائل 2020 شهد الإنتاج تباطؤ كبير وذلك بعد ظهور كوفيد-19، ومنذ ذلك الوقت لم تحن الفرصة للتعافي بشكل كامل. إذ تضررت الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل هائل من الأحداث التي شهدها العالم منذ هذا التوقيت وتأثيرها الكبير على سلاسل الإمداد والتوريد العالمية والتي مازال العالم إلي الآن يعاني من أثرها.
لذا فإن استخدام التخطيط لإدارة المخاطر الإستراتيجية تساعد المؤسسات والدول تخطي مثل تلك العقبات، حيث يجب أن تكون خطة إدارة المخاطر شاملة لكل الحلول التي متوقع مواجهتها، ويجب أن تكون الخطط شاملة حلول لكل نقطة في سلاسل الإمداد.
اقرأ أكثر عن مخاطر سلاسل الإمداد والتوريد.
وتعتبر الأتمتة هي المفتاح لتوقع المشاكل والاضطرابات التي من الممكن أن تواجه سلسلة الإمداد والتوريد. يمكن لحلول مثل الروبوتات المتنقلة المستقلة (AMRs) أن تعالج:
- نقص العمالة.
- محدودية الإنتاج.
- انخفاض توافر المواد الخام.
- السلامة والأمان والمخاوف التي تتعلق بهم.
3- مشكلة إدارة المخزون
تعمل بعض الشركات علي الاهتمام بشكل كبير بإدارة المخزون، وذلك لأهميته البالغة وتأثيره على سير العمل، لكن في بعض الأحيان يأتي هذا النهج بنتائج عكسية مثلاً أن يحدث تجميع كم كبير من البيانات وتحليلها بشكل خاطئ مما يؤثر على إدارة المخزون.
إذا تم الاعتماد الكلي على العمليات اليدوية في إدارة المخزون قد يؤدي ذلك إلي حدوث مشاكل كبيرة، لذا فإن استخدام الأتمتة يمكن أن يكون خيار جيد، لذلك ينبغي على مديري سلسلة التوريد والإمداد تغيير نهجهم وجعله أكثر أوتوماتيكية حتى لا يتكبدون خسائر كبيرة.
يمكن أن يؤدي تحديد تردد الراديو (RFID) إلى تطور في رؤية البيانات، في إطار هذا النهج، توفر هذه الأنظمة ثروة هائلة من البيانات والتي تساعد على تتبع المخزون بشكل دقيق.
4- مشكلة زيادة توقعات العملاء
أثرت مشكلة الوباء بشكل كبير على سلسلة الإمداد وذلك في خضم النقص المستمر في المواد والعمالة، كما ساعد التغير السريع في سلوك العملاء في تفاقم المشكلة بشكل كبير.
فمع فرض العزل المنزلي أصبح المستهلكون أكثر إقبالاً على المنتجات أكثر من قبل، كما زاد الإقبال على التجارة الإلكترونية مما يجعل عندهم الاستعداد لبذل أموال إضافية لجعل الإجراءات الاحترازية أسهل، وقد يؤدي هذا الإنفاق المتزايد إلي زيادة توقعات العملاء في توقيت تلبية الطلبات والشحن.
أصبح العملاء في هذا الوقت لا يرغبون في الانتظار، حتى لو كانوا على دراية بالاضطرابات المستمرة، فهم يريدون طلب واستلام المنتجات التي يرغبون فيها في غضون أيام قليلة.
فقد تمكنت الشركات الكبرى الشحن في يوم واحد أو يومين، مما جعل العملاء يتوقعون أن تحذو الشركات الصغيرة حذوها، وهذا يضع عبئًا كبيرًا على الشركات الصغيرة والمتوسطة، فمثلاً لا يمكن أن تحاكي الشركات الصغيرة أوقات شحن أمازون، لكن العملاء لم يدركوا ذلك بعد تقلبات الاستهلاك.
إثر انتشار الوباء، ازدادت المخاوف حول تقلص طلبات العملاء، ولكن علي عكس المتوقع فلم يؤثر الوباء بشكل كبير على إنفاق المستهلكين بالعكس ازداد الإنفاق في قطاعات معينة.
علي سبيل المثال، التجارة الإلكترونية ازدهرت في هذه الفترة، حيث أصبح يميل العملاء إلي التسوق عبر الإنترنت والتي أصبحت أكثر تطورًا باستخدام الذكاء الاصطناعي خلال عملية الإغلاق، ولكن هذا النوع من التسوق يصعب معه التنبؤ بمتغيرات السوق.
لذا يجب أن تكون الشركات قادرة على زيادة الإنتاج والحفاظ على قاعدة العملاء راضية، يمكن أن يساعد جمع البيانات القوي الشركات على فهم هذا الوضع الطبيعي الجديد وضبطه وفقًا لذلك.
5- مشكلة تأثير الإنتاجية على سير العمل
يمكن أن تؤدي التغييرات التي تطرأ على العالم إلي التأثير علي سير العمل مما يؤدي إلي زيادة كبيرة في الإنتاجية، كما وضحنا فيما سبق تأثير الوباء على سلوك المستهلكين وزيادة الشراء، ومع ذلك، من المهم أولا تحديد العمليات اليومية التي تسبب تباطؤا غير مقبول وكيف يمكن تنفيذ التكنولوجيا المتقدمة لحل هذه المشكلات.
كما ذكرنا من قبل، فإن الأتمتة أثبتت أنها الحل الأكثر واقعية وتأثير، يمكن تنفيذ ذلك من خلال تتبع العديد من الاستراتيجيات، مثل المسح الصناعي الثابت، ورؤية الماكينة و تحديد تردد الراديو RFID، لذا يجب استخدام الخدمات الموجهة صوتيًا لمساعدة الموظفين لزيادة الإنتاجية.
6- مشكلة التنافس الشديد
على مستوى العالم، تواجه إدارة سلاسل الإمداد مشكلة زيادة التنافس منذ فترة الجائحة عام 2020، إذ تتكبد الشركات خسائر فادحة في حالة عدم اعتمادها على أحدث التقنيات التكنولوجية في المجال، وهذا يؤدي إلى السعي الدائم للتطوير، مما ترتب على ذلك تسابق وتسارع شركات سلاسل الإمداد على اكتساب الميزة التنافسية في السوق، وذلك إما من خلال تطبيق التقنيات الحديثة، أو التوسع في السوق، أو تطوير جودة المنتجات والخدمات.
7- مشكلة التنبؤ بالطلب
مع التغير السريع والمستمر لمتطلبات السوق وسلوك المستهلكين غير المتوقع، أصبح من الصعب على شركات سلاسل الإمداد أن تتنبأ بالطلب مثل التفضيلات الشرائية، حيث أنها غير قادرة على الاستجابة السريعة لهذه التغيرات والتكيف مع السلوكيات المتغيرة للمستهلكين.
8- مشكلة الأمن السيبراني
رغم أن الاعتماد على التطور التكنولوجي من خلال رقمنة الخدمات أصبح نقطة قوة في اكتساب الميزة التنافسية، إلا أنه أصبح نقطة ضعف من الناحية الأمنية، وذلك لأن الخدمات الرقمية كلما تعددت كلما زادت احتمالية تعرضها للاختراق الإلكتروني في حالة ضعف الأمن السيبراني والذي يتسبب في وجود خلل في العمليات، وفقدان أهم البيانات المخزنة، وبالتالي يتوجب على شركات سلاسل الإمداد أن تهتم بتوفير أنظمة قوية للأمن السيبراني.
9- مشكلة التغير المناخي
مجال سلاسل الإمداد من أكثر المجالات التي تتأثر سلبًا بالتغير المناخي الذي ينتج عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، فهذا بدوره يرفع من منسوب مياه البحر ويعزز من احتمالية وقوع فيضانات وعواصف، مما يترتب على ذلك في تأخر نقل البضائع وتدمير البنية التحتية مما يعرقل من عملية النقل.
10- زيادة التكاليف وقلة المواد
ترتفع أسعار السلع بشكل مفاجئ نتيجة للمشكلات البيئية والتجارية، بالإضافة إلى المشكلات الجيوسياسية (تاثر السياسة بالعوامل الجغرافية)، وهذا بدوره يؤثر على توفر المواد الخام حيث يقل توفرها في السوق.
حلول سلاسل الامداد
عد استعراض التحديات التي قد يتعرض لها سلسلة الإمداد والتي تتغير بتغير الأحداث العالمية، ينبغي على المؤسسات أن تكون على استعداد لاي تغيرات قد تظهر وتؤثر على سير العمل. لذا فإنه ينبغي على سلسلة الإمداد أن تستغل كل البيانات التي تجمعها للتنبؤ بطرق العمل التي قد تساعدهم إذا طرأ أي جديد أو عارض يستلزم تغيير خطط العمل.
وتتمتع الشركات التي تنجح في التخفيف من حدة هذه التحديات بميزة تنافسية هائلة، لدرجة أن التحديات الناجمة عن الوباء قد تؤدي فقط تغيير تمامًا في طريقة إدارة العمل. وتشمل أبرز الحلول الأخرى لتحديات سلاسل الإمداد ما يلي:
1- الاحتفاظ بمخزون إضافي
التغلب على مشكلة إدارة المخزون تتطلب من الشركات أن توفر المخزون المناسب لها، وما يساعدها على ذلك التنبؤ بالبيانات الذي يساعد على التبنؤ بالطلب في السوق.
2- تعزيز مصادر المنتجات
تلبية متطلبات السوق تتطلب دائمًا أن التدفق المستمر في المنتجات، ولكن إذا كانت مصادر المنتجات محدودة فهذا يعزز من احتمالية التقليل من هذا التدفق نتيجة مشكلات سلسلة التوريد المفاجئة، وبالتالي على الشركات أن تكون مستعدة دائمًا للتغلب على هذه المشكلة بالاعتماد على أكبر عدد ممكن من مصادر المنتجات.
3- تحسين التنبؤ بالطلب
حتى تتمكن شركات سلاسل إدارة الإمداد من أن تتغلب على تحديات التنبؤ بالطلب، فإنه يتوجب عليها أن تدرس السلوك الخاص بالطلب من خلال الاعتماد على تحليل إتجاهات السوق والعوامل الخارجية، كما أن توقع الطلب يمكن أن يتحقق أيضًا من خلال استخدام نماذج التنبؤ التي تركز على البيانات.
4- تطبيق التقنيات التكنولوجية
الاعتماد على أحدث التقنيات التكنولوجية هو الحل الأمثل للشركات في تطوير إدارة سلسلة التطوير مثل تقنية إنترنت الأشياء الذي يساعد أيضًا عن الكشف عن متطلبات الصيانة، كما أن تقنية الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا في تطوير إدارة المخزون والتبنؤ بالطلب، وتقنية Truein تعمل على الحد من تكاليف العمالة ورفع مستوى الإنتاجية في العمل.
5- رقمنة سلاسل الإمداد
بإمكان شركات سلاسل الإمداد أن تستجيب للتغييرات التي تحدث بوتيرة متسارعة من خلال رقمنة سلاسل الإمداد، والتي تعمل على تطوير مستوى العمليات وتسهيلها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الشركاء، فضلاً عن التغلب على مشكلة التكاليف التشغيلية.
دورات سلاسل الإمداد
تطوير مهاراتك وخبراتك في إدارة سلاسل الإمداد سيساعدك على التغلب على تحدياته! وبكه تمكنك من تحقيق هذا الهدف من خلال أفضل الدورات التدريبيبة في هذا المجال والتي تكون معتمدة دوليًا، ومن أهم دورات إدارة سلاسل الإمداد:
الخاتمة والنتائج:
مشاكل سلسلة التوريد تشمل عدة جوانب حيوية. أولاً، رؤية البيانات هي تحدي كبير، حيث يصعب التنبؤ بمتطلبات السوق دون تحليل دقيق للبيانات. الاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، مثل جائحة كورونا، تُظهر أن أي خلل صغير يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأعمال. إدارة المخزون بشكل غير دقيق يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية رغم أهميتها، بينما تزيد توقعات العملاء وسلوكهم المتغير من تعقيد إدارة سلسلة الإمداد. الإنتاجية المتأثرة بالتغيرات العالمية تتطلب تحسين العمليات اليومية وتطبيق التكنولوجيا المتقدمة.
التنافس الشديد يدفع الشركات لتبني أحدث التقنيات للحفاظ على ميزتها التنافسية. التنبؤ بالطلب صعب مع تغير سلوك المستهلكين، والتهديدات السيبرانية تتزايد مع رقمنة الخدمات، مما يتطلب تعزيز الأمن السيبراني. التغير المناخي يؤثر على النقل والبنية التحتية، وزيادة التكاليف ونقص المواد بسبب المشكلات البيئية والجيوسياسية تؤثر على توفر المواد الخام. لمواجهة هذه التحديات، يجب على الشركات تحسين إدارة المخزون، تعزيز مصادر المنتجات، تحسين التنبؤ بالطلب، وتطبيق التقنيات التكنولوجية الحديثة ورقمنة سلاسل الإمداد.
ختامًا، تواجه شركات سلاسل الإمداد تحديات ومشكلات عديدة لا تنتهي في السوق مثل مشكلة إدارة المخزون، وعليها ان تكون على استعداد دائم لمواجهة هذه التحديات حتى تتمكن من المنافسة في السوق ومواكبة التغييرات.