الذكاء الاصطناعي وخصائصه ومجالاته وفئاته: دليل شامل

بات مصطلح الذكاء الاصطناعي من أكثر المصطلحات شيوعًا في مجال التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة، لأن بفضله تحولت العديد من الابتكارات والتطورات التي كانت سابقًا مجرد أحلام، إلى حقائق ملموسة، وقد توغل الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات وجوانب الأعمال حتى أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، ومن المقرر أن يستمر سوقه العالمي في النمو بزيادة كبيرة كل عام، وفي هذا المقال نوضح تعريف الذكاء الاصطناعي وآلية عمله وأهميته وخصائصه ومجالاته ومراحل تطبيقه وأفكاره وفئاته.

ماهو الذكاء الاصطناعي:

يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence واختصاره AI، بأنه مجموعة من مختلف التقنيات التي تعمل مع بعضها البعض من أجل محاكاة الذكاء البشري، إذ تُستخدم تلك التقنيات في تمكين الآلات من الشعور والفهم والتصرف بمستويات ذكاء تشبه الإنسان.

وتُستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لصنع جهاز كمبيوتر أو روبوت يتصرف بفعل تحكم برنامج يفكر بذكاء مثل العقل البشري. ويتحقق الذكاء الاصطناعي بعد إجراء العديد من الدراسات لأنماط الدماغ البشري وتحليل العملية المعرفية، ومن ثم يتم تطوير برامج وأنظمة ذكية.

تاريخ تطوير الذكاء الاصطناعي:

تاريخ الذكاء الاصطناعي يبدأ مع مطلع القرن العشرين هو بداية ظهور فكرة الذكاء الاصطناعي، إذ تمحورت الكثير من الوسائط حول فكرة البشر الاصطناعيين، وتساءل العلماء عن إمكانية إنشاء دماغ اصطناعي. ويمكن تقسيم مراحل تطوير الذكاء الاصطناعي إلى ما يلي:

الفترة ما بين عام 1950 إلى عام 1956

في هذه الفترة، بدأ استخدام مصطلح الذكاء الاصطناعي من خلال ما يلي:

• في عام 1950، قام آلان تورينج بنشر آلات الكمبيوتر والذكاء والتي اقترحت لعبة التقليد، وهي عبارة عن اختبار لذكاء الآلة.
• في عام 1952 تم تطوير أول برنامج يتعلم اللعبة بشكل مستقل على يد عالم الكمبيوتر آرثر صموئيل.
• في عام 1955 استخدم جون مكارثي مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة خلال ورشة عمل.

الفترة ما بين عام 1957 إلى عام 1979

شهدت هذه الفترة نموًا سريعًا لأبحاث الذكاء الاصطناعي، إذ أُنشأت لغات البرمجة التي لا تزال تُستخدم حتى الآن، إضافة إلى الكتب والأفلام التي استكشفت فكرة الروبوتات. وفي اليابان، تم اختراع أول روبوت مجسم، ثم ظهرت المركبة المستقلة التي بناها أحد طلبة كلية الهندسة، تلاها ظهور الروبوتات الصناعية ومنها روبوتات الدردشة.

الفترة ما بين عام 1980 إلى عام 1987

وُصفت هذه الفترة بأنها طفرة الذكاء الاصطناعي، نظرًا لاهتمام الحكومات بدعم هذا النظام، والذي تم إدخاله إلى السوق التجارية لأول مرة للمساعدة في طلب أنظمة الكمبيوتر عن طريق اختيار المكونات تلقائيًا بناءً على احتياجات العميل.

الفترة ما بين عام 1987 إلى عام 1993

في هذه الفترة، انخفض الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، وبالتالي توقفت تمويلات الحكومات والمستثمرين لهذا النظام بسبب التكلفة المرتفعة مقابل العائد المنخفض، وهو ما أدى إلى حدوث بعض الانتكاسات في سوق الآلات وأنظمة الخبراء.

الفترة ما بين عام 1993 إلى عام 2011

شهدت هذه الفترة بعض الأحداث التي أعادت نظام الذكاء الاصطناعي إلى قائمة الاهتمامات من جديد، ومنها إدخال أول نظام ذكاء اصطناعي يمكنه التغلب على لاعب الشطرنج بطل العالم، إضافة إلى ظهور أول برنامج للتعرف على الكلام على أجهزة كمبيوتر Windows.

وقد أطلقت Microsoft أول جهاز ألعاب يتتبع حركة الجسم ويحولها إلى اتجاهات ألعاب وهو جهاز Xbox 360 Kinect.

الفترة من عام 2012 حتى الآن

منذ عام 2012، ظهرت العديد من التطورات في الذكاء الاصطناعي، مثل ابتكار أول روبوت بشري لديه القدرة على التواصل ورؤية المشاعر وتكرارها، وتطوير فيس بوك روبوتي دردشة للذكاء الاصطناعي للتحدث. وقد بلغت تطورات الذكاء الاصطناعي ذروتها في عام 2023، وذلك بإطلاق ChatGPT-4 و Google's Bard، وهي روبوتات محادثة تفاعلية تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتستقبل الأسئلة والطلبات وترد عليها على هيئة نصوص مكتوبة.

اقرأ: كتب الذكاء الاصطناعي.

أهداف الذكاء الاصطناعي:

الهدف الأساسي من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي هو محاكاة الذكاء الشبيه بالإنسان في الآلات، بحيث تتمكن تلك الآلات من القيام بأصعب المهام واتخاذ القرارات بشكل مستقل، ويمكن حصر أهداف استخدام الذكاء الاصطناعي في النقاط التالية:

1- حل المشكلات واتخاذ القرارات

يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تطوير أنظمة يمكنها تحليل مجموعات كبيرة من البيانات واتخاذ القرارات القائمة عليها، وبالتالي تصبح هناك قدرة على حل المشكلات بكفاءة في مختلف الصناعات.

2- تعزيز الإبداع والابتكار

العديد من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، لديها القدرة على تحفيز الإبداع والابتكار للكتاب والفنانين والمصممين، بما يتجاوز حدود الخيال البشري.

3- التخطيط

يُعد التخطيط من أبرز أهداف استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ أن التخطيط هو الذي يمكّن المبرمجين من وضع أهداف في نظام الذكاء الاصطناعي، حتى يحقق النظام أهدافه، وهي الأهداف التي تمكّن الإنسان من رؤية المستقبل.

4- الذكاء الاجتماعي والحوسبة

من خلال الذكاء الاجتماعي والحوسبة، يفهم النظام كيفية السلوك والتفاعل في البيئات الاجتماعية،  والتي قد تظهر سلوكيات شبيهة بالإنسان، بما في ذلك برمجة سلوك نفسي ومعرفي معين في النظام لتحقيق هذا الهدف.

5- هندسة المعارف

يحصل نظام الذكاء الاصطناعي على المعلومات التي يحتاج إليها لحل المشكلات، من هندسة المعارف، والتي تهدف إلى تطوير فهم السبب والنتيجة في هذا النظام.

اقرأ أيضًا: المستقبل المهني: الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الموارد البشرية AI HR

خصائص الذكاء الاصطناعي:

يمتاز نظام الذكاء الاصطناعي بمجموعة من الخصائص وهي كما يلي:

1- المعالجة الرمزية

عند تطبيق نظام الذكاء الاصطناعي على أجهزة الكمبيوتر؛ فإن تلك الأجهزة لا تعالج الحروف أو الأرقام، بل تعالج الرموز، وترتبها في هياكل تشبه الشبكات أو القوائم، والتي تبين كيفية تواصل الرموز ببعضها البعض.

2- المعالجة غير الحسابية

برامج الحاسوب هي عبارة عن خوارزميات مبرمجة عندما تخرج عن نطاق الذكاء الاصطناعي، أي أنها مجموعة من الإجراءات التي تحدد كيفية حل مشكلة، ولذلك فإن هذا النظام قائم على المعرفة.

3- المنطق

يُستخدم نظام الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات باعتماده على الاستنتاج المنطقي، وهو ما يمكّن الآلات من التفكير للوصول إلى حلول مناسبة.

4- الإدراك

يُعد الإدراك من أبرز خصائص نظام الذكاء الاصطناعي، إذ يستطيع هذا النظام التعامل مع مختلف المدخلات الحسية مثل الأصوات والصور المرئية، ومن ثم استنتاج العديد من الأشياء عن العالم.

5- الاتصالات

يمتاز نظام الذكاء الاصطناعي بقدرته على استخدام لغة البشر في التواصل وفهم اللغة المكتوبة والمنطوقة، إضافة إلى استخدامه تقنيات معالجة اللغة الطبيعية حتى يستطيع فهم مشاعر الناس ونواياهم.

6- القدرة على التعلم

تمتلك برامج الذكاء الاصطناعي القدرة على التعلم، وهو ما لم تحققه الأنظمة التقليدية حتى الآن.

7- التخطيط

من خصائص نظام الذكاء الاصطناعي، قدرته على تحديد الأهداف وبلوغها، وهي العملية التي تُسمى التخطيط، والتي تُنفذ عن طريق تسلسل الإجراءات التي يتأثر بها التقدم المُحرز لبلوغ الأهداف المُحددة.

8- اتخاذ القرارات السريعة

تلجأ العديد من أكبر المؤسسات وأكثرها ابتكارًا إلى استخدام نظام الذكاء الاصطناعي في عملية صنع القرار، نظرًا لقدرته على التعامل مع مختلف العوامل ومعالجة بيانات عديدة في نفس الوقت، إضافة إلى اقتراح أفضل القرارات باستخدام الاحتمال.

مجالات الذكاء الاصطناعي:

تتعدد المجالات التي استفادت وتطورت بفضل نظام الذكاء الاصطناعي ومنها ما يلي:

1- التعلم الآلي

ساعد نظام الذكاء الاصطناعي على أتمتة الأنشطة الأساسية في أنظمة التعليم، إذ أن البرامج التي يحركها هذا النظام تساهم في توليد ردود فعل سريعة ومتكررة للطلاب والمعلمين. كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في أتمتة التصنيف، وهو ما منح المعلمين المزيد من الوقت لإلقاء المحاضرات.

2- الروبوتات

تفيد الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات ذكية عند توظيفها في العديد من الصناعات مثل التصنيع والإدارة والرعاية الصحية.

وأهم ما يميز الروبوتات، أنها تستطيع التحرك في بيئات غير مألوفة، أو بيئات لا يتمكن الإنسان من الوصول إليها، وتعتمد تلك الآلات في عملها على استخدام البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار ورؤية الكمبيوتر، ثم استخدام الخوارزميات الصحيحة لاكتشاف الكائنات ومعالجتها.

3- الشبكة العصبية

تحاكي الشبكة العصبية الدماغ البشري الممتلئ بعدد كبير من الخلايا العصبية، وعبر هذه الشبكة يتم ترميز الخلايا العصبية الدماغية في نظام أو كمبيوتر، من أجل دمج العلم المعرفي في الآلات لتنفيذ المهام.

ويمكن وصف الشبكة العصبية بأنها عدة خوارزميات تُستخدم في تحديد الارتباطات الأساسية بين كميات كبيرة من البيانات، وتعمل الخلايا العصبية فيها على جمع وتصنيف البيانات وفقًا لبنية معينة. لأداء المهام، لذلك تتعدد أغراض استخدامها مثل التنبؤ بالبورصة والمبيعات وتحليل المخاطر وغيرها.

4- معالجة اللغة الطبيعية

تُعد معالجة اللغة الطبيعية أحد فروع علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، فمن خلالها يستطيع البشر وأجهزة الكمبيوتر التواصل باستخدام اللغة الطبيعية التي تسمح للآلة بفهم البيانات وتفسيرها، وبالتالي فهي تحاكي اللغة الطبيعية البشرية. وتعتمد طريقة عمل هذه اللغة على إجراء البحث والتحليل والفهم واستخراج المعلومات من المدخلات النصية.

5- الحوسبة المعرفية

تعزز الحوسبة المعرفة من التفاعل بين الإنسان والآلة لإنجاز أصعب المهام، والمساهمة في حل المشكلات، إذ تكتسب الآلات سلوكيات ومعارف البشر وتفهمها في عدة مواقف، ثم تعيد إنشاء عملية التفكير البشري في نموذج الكمبيوتر، وبالتالي تتعلم تفسير انعكاسات اللغة والصورة البشرية.

وفي حال وجود مشكلات معقدة، تتخذ الحوسبة المعرفة قرارات دقيقة، ولذلك فهي تُستخدم في المجالات التي تتطلب تحسين الحلول بتكلفة أقل.

6- الرؤية الحاسوبية

من خلال مجال الرؤية الحاسوبية، يتم تطوير تقنيات تساعد أجهزة الكمبيوتر في رؤية وفهم الصور ومقاطع الفيديو الرقمية، وتستعين أجهزة الكمبيوتر بالنماذج الخوارزمية في تعليم نفسها سياقات البيانات المرئية، ومع تغذية البيانات الكافية من خلال أحد النماذج، تعلم الأجهزة نفسها كيف تميز صورة عن أخرى، أي اكتساب تلك الأجهزة القدرة على الرؤية مثل الإنسان.

اقرأ: مواقع الذكاء الاصطناعي.

فوائد الذكاء الاصطناعي ومميزاته:

تتعدد فوائد الذكاء الاصطناعي ومميزاته بعد استخدامه في شتى المجالات، وتتمثل اهمية الذكاء الاصطناعي فيما يلي:

1- الحد من الأخطاء البشرية

من أبرز فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في أي مجال، أنه يعزز من دقة العمليات ويقلل من ارتكاب الأخطاء. فعندما تُستخدم هذه التقنية؛ تصبح الأخطاء معدومة نظرًا لاعتمادها في عملها على مجموعة من الخوارزميات والمعلومات المُجمعة مسبقًا.

2- العمل المستمر

من أهم ما يميز الذكاء الاصطناعي أنه يعمل بصورة مستمرة دون الحاجة إلى فترات راحة مثل البشر، فضلًا عن أن هذه التقنية تفكر بشكل أسرع من البشر، وتؤدي مختلف المهام على أعلى مستوى من الدقة، إضافة إلى استخدام الخوارزميات في التعامل مع الوظائف المتكررة المملة بسهولة.

3- توفير المساعدة الرقمية

تلجأ العديد من الشركات المتقدمة من الناحية التكنولوجية إلى استخدام الروبوتات في التعامل مع العملاء والمستخدمين، بدلًا من الأفراد البشريين، وبالتالي تحسين تجاربهم مع المؤسسات، إضافة إلى استخدام العديد من مواقع الويب مساعدين رقميين لتقديم المحتوى الذي يطلبه المستخدم.

4- ظهور اختراعات جديدة

بات الذكاء الاصطناعي من التقنيات المُستخدمة في جميع المجالات، وهو ما ساعد على ظهور العديد من الابتكارات التي يستخدمها الإنسان في حل المشكلات المعقدة، مثل تمكن الأطباء من اكتشاف مرض سرطان الثدي لدى النساء في مراحله المبكرة.

5- اتخاذ قرارات دقيقة

من مميزات الذكاء الاصطناعي أنه يضمن اتخاذ قرارات دقيقة وعملية وعقلانية، نظرًا لعدم تحيز آرائه واختلاطها بالمشاعر مثل البشر.

6- القيام بالوظائف المتكررة بكفاءة

يتولى الذكاء الاصطناعي القيام بالوظائف المتكررة التي يقوم بها الإنسان يوميًا، مثل التحقق من المستندات وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، وهو ما يسمح للأشخاص بالتركيز على أداء مهام أخرى تجعلهم أكثر إبداعًا.

7- استخدام التطبيقات اليومية

وفرت التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي الكثير من التطبيقات الإلكترونية التي نستخدمها في حياتنا اليومية، مثل خرائط Google وAlexa و Siri و Cortana.

8- أداء مهام خطرة

في الوقت الحالي، بات بالإمكان إنشاء روبوت ذكاء اصطناعي مخصص للقيام بمهام خطيرة بدلًا من الإنسان، إذ يمكن استخدامه بشكل فعال عند وقوع أي نوع من الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان، مثل إرساله إلى المريخ أو القمر، أو استخدامه في استكشاف أعمق مناطق المحيطات.

9- التطبيقات الطبية

من أبرز مساهمات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، تقديم العديد من التطبيقات التي تعمل بهذه التقنية وتُستخدم في التشخيص والعلاج واكتشاف الأدوية والتجارب السريرية، وبالتالي تمكن الأطباء والباحثين من تحليل بيانات المرضى، وتحديد المخاطر الصحية المحتملة، وتطوير خطط علاجية مخصصة، وهو ما يعزز من تطوير أحدث التقنيات الطبية للمرضى.

10- التشغيل الآلي

يُعد التشغيل الآلي أو الأتمتة من أبرز فوائد الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال، بفضل دوره في زيادة معدلات الإنتاج في قطاعات الاتصالات والنقل والمنتجات الاستهلاكية وصناعات الخدمات، إلى جانب دوره في تحسين كفاءة استخدام المواد الخام وتحسين جودة المنتج.

خريطة مفاهيم الذكاء الاصطناعي:

خريطة مفاهيم الذكاء الاصطناعي هي عبارة عن مخطط مرئي يحتوي على مختلف الأفكار أو المفاهيم ويظهر العلاقات بينهم، إذ تبدو تلك المفاهيم على هيئة عُقد، تترابط مع بعضها البعض عن طريق الخطوط أو الأسهم. تفيد خريطة مفهوم الذكاء الاصطناعي في توفير إطار بصري يساعد على تحليل المعلومات وتبادل الأفكار وحل المشكلات، ويمكن إنشاء هذه الخريطة باستخدام الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، أو حتى يدويًا.

تُستخدم خرائط مفاهيم الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات للمساعدة على  التعلم والبحث والتخطيط والتوصل إلى أفكار جديدة، ومن أبرز تلك المجالات: الذكاء الاصطناعي في التعليم، الرعاية الصحية، إدارة المشاريع، البحث والتطوير، الأعمال والتسويق، التدريب.

تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع:

أصبحت تقنية الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من كل جانب من جوانب الحياة، إذ ظهرت آثاره على المجتمع والتي يمكن توضيحها فيما يلي:

1- تحويل الصناعات

عززت أتمتة الذكاء الاصطناعي من تبسيط العمليات والكفاءة، في مجالات الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد وخدمة العملاء.

2- تمكين الرعاية الصحية

بفضل دمج الذكاء الاصطناعي مع الرعاية الصحية، زادت دقة التشخيصات والعلاجات الطبية، وهو ما حسّن من علاج المرضى، فضلًا عن الأجهزة الطبية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي قدمت حلول العلاج عن بُعد، وسهلت وصول الرعاية الصحية إلى المناطق النائية.

3- تطوير التعليم

أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في قطاع التعليم، من خلال استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات الطلاب الفردية، وهو ما حسن من النتائج الأكاديمية.

4- تطوير القطاع المالي

ساهمت التطورات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي في تقييم المخاطر واكتشاف الاحتيال، فضلًا عن تحسين خدمة العملاء فيما يتعلق بالاستفسارات المالية، بعد اعتماد روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

5- المدن الذكية والتخطيط الحضري

تجلى تأثير نظام الذكاء الاصطناعي على المجتمع من خلال دوره في إنشاء مدن أكثر ذكاءً واستدامة، والتي تعتمد على أنظمة تقلل من استهلاك الطاقة وتحسن من إدارة حركة المرور، فضلًا عن التخلص من النفايات، وهو ما أدى إلى تحسين الظروف المعيشية في المناطق الحضرية.

6- تحسين صناعة الترفيه والإعلام

ساعدت تقنية الذكاء الاصطناعي على تحسين صناعة الترفيه عبر توصيات المحتوى الشخصية، والموسيقى التي تساهم في إنشائها، إضافة إلى استخدام الكمبيوتر في إنشاء التأثيرات المرئية في الأفلام وألعاب الفيديو.

اقرأ: أخلاقيات وقوانين الذكاء الاصطناعي.

فئات الذكاء الاصطناعي 

تعتمد تقنية الذكاء الاصطناعي على استخدام أربعة أساليب وهي: التفكير البشري، التفكير العقلاني، التصرف بشكل إنساني، التصرف بعقلانية، ونتيجة لذلك تُصنف هذه التقنية في الفئات التالية:

الذكاء الاصطناعي الضيق

وهو أحد فروع الذكاء الاصطناعي والذي يؤدي المهام الفردية بكفاءة عبر تكرار الذكاء البشري، ويُستخدم هذا النوع في أنظمة التعرف على الكلام والمساعدين الصوتيين.

الذكاء الاصطناعي العام

وهو الذكاء الاصطناعي الذي يمكن تطبيقه على مهام مختلفة، وهو الأقرب إلى الدماغ البشري من حيث القدرات، ولذلك يمكنه تطوير نفسه من خلال التعلم. ويمكن للذكاء الاصطناعي العام فهم وتعلم أي مهمة فكرية يمكن للإنسان القيام بها، ويمكّن الآلة من تطبيق المعرفة والمهارات في سياقات مختلفة.

الذكاء الاصطناعي الفائق

وهو النوع الأكثر صعوبة ويتجاوز الذكاء البشري، إذ يستطيع التفكير في التجريدات التي لا يستطيع البشر التفكير فيها. ومن أبرز خصائص الذكاء الاصطناعي الفائق: التفكير وحل الألغاز وإصدار الأحكام والقرارات من تلقاء نفسها.

افكار الذكاء الاصطناعي:

هناك العديد من المبادرات والمشاريع التي تتضمن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي للاستفادة منها، بهدف حل مشكلة معينة أو إيجاد حلول مُبتكرة، ويمكن تنفيذ تلك المشاريع عبر مختلف المجالات والصناعات، ومنها ما يلي:

روبوت الدردشة

يُعد روبوت الدردشة من أبرز أفكار مشروع الذكاء الاصطناعي التي يمكن للمبتدئين تنفيذها، وهو عبارة عن برنامج يمكنه محاكاة محادثة مع مستخدم، ويُستخدم في عدة أغراض مثل خدمة العملاء أو تعلم اللغة، وذلك باستخدام أدوات مثل Dialog flow و Botpress.

منصة تحليلات تنبؤية

في هذا المشروع، يتم إنشاء منصة قائمة على الذكاء الاصطناعي متخصصة في التحليلات التنبؤية والتي تستعين بالبيانات التاريخية لعمل تنبؤات حول الأحداث المستقبلية، إذ يمكن من خلالها التنبؤ بأحوال الطقس أو أسعار الأسهم.

تطبيق الكشف عن الاحتيال

يمكن تطوير تطبيق للكشف عن الاحتيال قائم على الذكاء الاصطناعي، إذ تحتاج إليه الشركات من أجل  تحديد الأنشطة الاحتيالية في المعاملات المالية مثل التأمين أو بطاقات الائتمان، وذلك باستخدام  خوارزميات التعلم الآلي مثل الانحدار اللوجستي أو أشجار القرار.

روبوت إنشاء المحتوى

تُعد روبوتات إنشاء المحتوى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من أفضل مشروعات هذه التقنية والتي يمكن للمبتدئين التفكير في تطويرها سواء بشكل فردي أو بمساعدة شركة خدمات ذكاء اصطناعي مُعتمدة، ومن أمثلة تلك الروبوتات ChatGPT.

طرق مساعدة الذكاء الاصطناعي للشركات والمؤسسات:

في الوقت الحالي، تحرص العديد من الشركات على الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي في معالجة كميات كبيرة من البيانات وحل أصعب المشكلات والتواصل مع العملاء، وغير ذلك من الأغراض، وتتمثل استخدامات الشركات للذكاء الاصطناعي فيما يلي:

أتمتة العمل المعرفي الروتيني

في الماضي، كانت العديد من المنظمات تستخدم الذكاء الاصطناعي في أتمتة العديد من المهام اليدوية مثل إدخال البيانات، الآن أصبحت هذه التقنية تُستخدم في التعامل مع المهام المعرفية مثل تلخيص التقارير وصياغة الاتصالات.

تحسين تجارب العملاء

تستعين الشركات بنظام الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين تجارب عملائها، إذ أن نسبة كبيرة منها تستخدم روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للرسائل الفورية، إضافة إلى استخدام هذا النظام في تحسين رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية.

تسهيل الخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة

تُعد شركة أمازون من أبرز الشركات التي استفادت من نظام الذكاء الاصطناعي، إذ وظفته في تحليل بيانات العملاء من أجل التنبؤ بالطلب على السلع، ومن ثم إعداد المنتجات وشحنها للتسليم في غضون ساعات قليلة من الشراء.

كما تستخدم الشركات الاستهلاكية بيانات الذكاء الاصطناعي لتحسين الشفافية في سلاسل التوريد الخاصة بها، من خلال تحديد الموقع الجغرافي.

تحسين العمليات التجارية

تستفيد الكثير من الشركات من نظام الذكاء الاصطناعي في جوانب مختلفة من إدارة الأعمال، إذ تستعين به في أتمتة العمليات وتحسين عمليات الإنتاج وتجميع البيانات وتوليد الأفكار وتقليل المخاطر.

تقدم منصة بكه دورات تدريبية مُعتمدة في إدارة المخاطر وهي:

• دورة إدارة المخاطر الاحترافية PMI-RMP.
• دورة إدارة المخاطر MoR.

تقديم توصيات بشأن المنتجات

من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، تستطيع الشركات التوصية بالمنتجات التي تتوافق واهتمامات العملاء، إذ تتبع اهتماماتهم على موقع الويب الخاصة بها لتحدد المنتجات التي شاهدوها وبالتالي تقدم منتجات مماثلة لها.

أنواع وفروع الذكاء الاصطناعي:

ينقسم الذكاء الاصطناعي إلى عدة أنواع وفقًا للإمكانيات والوظائف على النحو التالي:

• وفقًا للإمكانيات: الذكاء الاصطناعي الضيق، الذكاء الاصطناعي العام، الذكاء الاصطناعي الفائق.
• وفقًا للوظائف: الآلات التفاعلية، آلة الذاكرة المحدودة، نظرية العقل، إدراك الذات.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي:

تتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة ومنها:

• التجارة الإلكترونية: البحث الصوتي، التخصيص، الدعم المُحسن، اكتشاف المراجعة المزيفة.
• التعليم: المساعد الصوتي، الألعاب، إنشاء المحتوى الذكي.
• الرعاية الصحية: المساعدة الجراحية، مراقبة المرضى، الرعاية الصحية عن بُعد.
• الزراعة: مراقبة المخزون، التنبؤ، إدارة الآفات.

اقرأ أكثر عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السعودية.

تخصص الذكاء الاصطناعي:

مع تطور الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة؛ باتت دراسته كتخصص ضرورة لا غنى عنها لأنه أصبح من أهم تقنيات العصر. ومن خلال دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي يمكن التعرف على عالم الذكاء الاصطناعي وحدوده الحالية ومناهجه، إضافة إلى تنفيذ خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتصميم وإجراء التقييمات التجريبية، ومعرفة طرق هذا النظام في حل مشكلات العالم الحقيقي.

اقرأ أيضًا عن تخصص الذكاء الاصطناعي في السعودية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي:

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من مستقبل البشرية في جميع المجالات، لأن ابتكاراته الحالية تتسارع بشدة، حتى بات هذا النظام هو المحرك الرئيسي لأحدث التقنيات. ومع تطور التكنولوجيا، من المتوقع أن ينتشر الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، فيحدث ثورة في العديد من المجالات منها النقل والتعليم والخدمات المصرفية والرعاية الصحية. (استذيد عن مستقبل الذكاء الاصطناعي بالتفصيل.)

إيجابيات وسلبيات الذكاء الاصطناعي:

من أبرز إيجابيات الذكاء الاصطناعي أنه متاح للعمل طوال الوقت، ويحسن الدقة في المهام، ويتولى القيام بالمهام المتكررة ويتخذ القرارات بشكل أسرع، فضلًا عن قدرته على توليد اختراعات جديدة في كل صناعة. أما عن سلبياته، فهي أنه قد يتسبب في زيادة معدلات البطالة باستبدال الموظفين بالروبوتات، كما أنه مكلفًا للغاية، ولا يمكّن الآلات من القيام بأي مهام خارج برامجها المُصممة.

اقرأ أكثر عن الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي:

توجد أربعة تقنيات رئيسية لنظام الذكاء الاصطناعي وهي: التعلم الآلي، معالجة اللغة الطبيعية، الروبوتات، الرؤية الحاسوبية. أما أدوات الذكاء الاصطناعي فهي متعددة، ومنها على سبيل المثال: Google AI، OpenAI، TensorFlow، ChatGPT.

خوارزميات الذكاء الاصطناعي:

خوارزميات الذكاء الاصطناعي هي مجموعة فرعية من التعلم الآلي، وهي عبارة عن التعليمات التي تُعطى للأجهزة حتى تتمكن من تحليل البيانات وأداء المهام واتخاذ القرارات.

وتنقسم تلك الخوارزميات إلى:

• خوارزميات التعلم الخاضعة للإشراف.
• خوارزميات التعلم غير الخاضعة للإشراف.
• التعلم المعزز.

مهارات الذكاء الاصطناعي:

يتطلع الكثير للتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي لأنه يضمن الحصول على مسار وظيفي ناجح، ولكن هناك عدة مهارات لا بد من توافرها للتخصص في هذا المجال، من أبرز مهارات الذكاء الاصطناعي:

• مهارات البرمجة.
• الرياضيات والإحصاء.
• التعلم الآلي والتعلم العميق.
• هندسة البيانات.
• علم البيانات وتحليل البيانات.

لغات برمجة الذكاء الاصطناعي

هناك مجموعة من لغات البرمجة التي يتعين على مهندسي البرمجيات استخدامها عند توظيف الذكاء الاصطناعي في أنظمة وخدمات، حتى يصبح هذا النظام متكامل. ومن أبرز لغات البرمجة في الذكاء الاصطناعي ما يلي:

• Python.
• Java.
•  Javascript.
• Lisp.
• Julia.

دورات تدريبية تقنية معتمدة:

بجانب دورات الذكاء الاصطناعي، يمكنك تعزيز مهاراتك في حوكمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الخدمات من خلال الدورات التدريبية المُعتمدة المُقدمة من منصة بكه وهي:

• دورة البنية التحتية لتقنية المعلومات ITIL 4 Foundation.
• دورة ITIL4 DSV تعزيز قيمة أصحاب المصلحة.
• دورة الاستدامة الرقمية - متخصص ITIL.
• دورة ITIL 4 إنشاء وتسليم ودعم - CDS.
• دورة دورة إستراتيجية الحوسبة السحابية - متخصص ITIL.
• دورة متخصص تكنولوجيا المعلومات عالية السرعة.

وفي الختام، فإنه من المؤكد أن تستمر تقنية الذكاء الاصطناعي في التطور خلال السنوات المُقبلة، لتعود فوائدها على المؤسسات والأشخاص في حياتهم اليومية، والوصول بتوقعاتهم إلى مستويات غير مسبوقة.