خطوات واستراتيجيات صنع القرار

خطوات واستراتيجيات صنع القرار

كتابة : بكه

1 مايو 2024

تتعدد خطوات واستراتيجيات صنع القرار، هذه العملية التي تحتاج إلى امتلاك المديرين والقادة مهارات قوية للغاية، حتى تكون القرارات المُتخذة أكثر فاعلية ولها تأثير إيجابي على المنظمة، وإذا كان المدير يقود فريقًا أو مشروعًا؛ فيجب عليه التعرف على استراتيجيات صنع القرار الاستراتيجي المختلفة، وما هي المراحل التي تمر بها هذه العملية، وكل ذلك نستعرضه من خلال السطور التالية.

خطوات ومراحل صنع القرار

يتأثر نجاح أي منظمة بشكل كبير بالقرارات التي تتخذها فرق الإدارة والقيادة، فأهم ما يبرز النتائج الإيجابية وجود المدير الذي يولي اهتمامًا لاستراتيجية صنع القرار الخاصة به وينظر في الأمور بدقة.

وتشير عملية صنع القرار إلى الخطوات المُتخذة للتفكير في حل مشكلة ما، ولذلك تُتخذ قرارات طويلة الأجل أو قصيرة الأجل، وتمر عملية صنع القرار بمراحل نوضحها فيما يلي:

1-تحديد المشكلة

أولى مراحل اتخاذ القرار، هو تحديد المشكلة، وهي المرحلة التي تساعد على اكتشاف حلولًا تعالج مشكلة كاملة بدلاً من أجزاء منها.

وعلى سبيل المثال، إذا انخفضت أرقام المبيعات في شركة ما؛ فلا بد من معرفة الأسباب الجذرية التي أدت إلى المشكلة، بدلًا من ضخ الأموال مقابل المزيد من الإعلانات.

2- إجراء البحث الشامل

قد يساعد إجراء بحثًا شاملًا على جمع معلومات إضافية لاتخاذ قرارات مستنيرة، فمن الضروري الاستفادة من وجهات النظر الأخرى واستشارة الزملاء ذوي الخبرة، حتى في حال امتلاك المعرفة الكافية.

فالاستعانة بالمزيد من وجهات النظر يساعد على إدراك عيوب بعض الحلول، حتى يمكن اختيار الحل الأفضل.

3- إعداد قائمة بالحلول القابلة للتطبيق

الخطوة الثالثة من خطوات صنع القرار، جميع الحلول الممكنة للمشكلة وكل قرار قد يقع الاختيار عليه، وفي قائمة تُجمع أكثر القرارات فاعلية والتي تحقق أكبر فائدة ولا تسبب المزيد من المشكلات.

وفي حال وجود العديد من الحلول للمشكلة؛ يمكن استغراق وقتًا في التفكير، أما إذا كانت هناك قيودًا في الميزانية أو الوقت؛ فيمكن تنفيذ حلًا عمليًا واحدًا.

4- المناقشة مع أعضاء الفريق

في المرحلة التالية، يجب إجراء مناقشة مع أعضاء الفريق حول الأفكار والحلول المُقترحة، خاصة إذا كانت هناك صعوبة في الاختيار من بينها.

ويساعد أعضاء الفريق على تقييم تأثير الحلول المُقترحة، ومدى تأثيرها على الأقسام المختلفة، وهو ما يفيد عند اتخاذ قرارًا في مجال لا يملك فيه قائده خبرة كبيرة.

5- تقييم الأفكار

بعد ذلك تأتي مرحلة تقييم الأفكار من حيث مدى جدواها، مع الوضع في الاعتبار ميزانية المنظمة والموارد التي يحتاج إليها القرار، لأن في بعض الأحيان يكون اختيار حلًا أكثر فاعلية من حيث التكلفة هو الخيار الأمثل عندما لا تكون المشكلة حرجة.

وفي أحيان أخرى، قد يكون الحل الأقل شمولاً ولكن يمكن تنفيذه بشكل أسرع أكثر ملائمة للمشكلة، لذلك يجب تقييم الإيجابيات والسلبيات لكل حل واتخذ قرارًا بناءً على معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا.

6- اختيار الخيار الأفضل

تتمثل المرحلة التالية في اختيار الخيار المُرجح أن يقدم الحل الأفضل للمشكلة، وقد يكون الحل المفيد هو الذي يمكن تنفيذه بسهولة ويعالج المشكلات ويوفر فوائد إضافية.

7- تقييم نتائج القرار

من الضروري إجراء تقييمًا شاملًا للقرار المُتخذ، لمعرفة مدى جدواه في حل المشكلة، وتحديد ما إذا كان الحل البديل في القائمة قد عالج المشكلة بشكل أفضل.

ويُجرى هذا التقييم من خلال مراقبة الفائدة والتكلفة التي أعطاها هذا الحل للعمل، وتحديد كيف يمكن زيادة هذه التأثيرات أو الحد منها في القرارات المستقبلية.

8- استخدام نتائج القرار

في نهاية عملية صنع القرار، يتم استخدام نتائج القرار، مع إجراء تقييمًا ذاتيًا لها، لمعرفة مدى تأثيرها على القرارات اللاحقة.

وعلى سبيل المثال، إذا كان القرار اتُخذ عن طريق المناقشة مع أعضاء الفريق؛ فيمكن تكرار هذه الاستراتيجية في معالجة مشكلة أخرى.

استراتيجيات صنع القرار لصانعي القرار

يجدر التنويه إلى أن استراتيجية اتخاذ القرار هي نهج يستخدمه الفرد لاتخاذ قرارًا مهمًا، وتوفر كل استراتيجية لصنع القرار إطارًا فريدًا لتلبية احتياجات ومتطلبات محددة، وأكثر ما يساعد على اتخاذ قرارات فعالة سواء في العمل أو الحياة الشخصية، هو معرفة استراتيجيات صنع القرار المختلفة وممارستها، والتي نوضحها فيما يلي:

1- اتخاذ القرارات التحليلية

من ضمن استراتيجيات العمل لصانعي القرار، استراتيجية اتخاذ القرارات التحليلية، هذه الاستراتيجية التي تعتمد على استخدام المنطق والبيانات والحقائق لاتخاذ قرار عقلاني، وهي الخيار الأنسب لصانع القرار الذي يستطيع الوصول إلى جميع المعلومات التي يحتاج إليها لتقييم الموقف بدقة.

وعادةً ما يتبع صنع القرار التحليلي سلسلة من الخطوات التي يمكن أن تساعد الأفراد على تقسيم القرارات الكبيرة أو المُعقدة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للإدارة، وبالتالي تُعد استراتيجية اتخاذ القرار التحليلية هو الخيار الصحيح في حال التعامل مع موقف يستخدم أرقامًا أو متغيرات ملموسة.

اقرأ أيضًا: تقنيات تحليل الأعمال.

2- التعاون في اتخاذ القرارات

من استراتيجيات اتخاذ القرار التعاون في اتخاذه، وذلك من خلال عمل المجموعات أو الفرق معًا لمناقشة الوضع ووضع حل محتمل، وهي الاستراتيجية التي تساعد على ضمان شعور أعضاء الفريق أن آرائهم محل تقدير.

والعديد من القادة يعتمدون في استراتيجية صنع القرار التعاوني على الحصول على التعليقات من العملاء والبائعين وخبراء الصناعة، هذا النهج الذي يمكن أن يساعد في اتخاذ قرار أكثر موضوعية وتوازنًا.

3- اتخاذ قرارات القيادة

تُعد استراتيجية اتخاذ القرار في القيادة، هي الخيار الذي يلجأ إليه القادة الذين لا يفضلون الاستماع إلى آراء الأشخاص الآخرين.

وهذا النهج المُتبع في بعض الحالات، يمكن أن يفيد في الحالات العاجلة أو الحساسة زمنيًا، لأنه أسرع أشكال صنع القرار وأكثرها مباشرة.

ويتطلب استخدام استراتيجية اتخاذ القرار في القيادة، تأكد صانع القرار من امتلاكه المعرفة الكافية بالموضوع، لاتخاذ قرارًا دقيقًا ومناسبًا.

اقرأ ايضًا: معوقات اتخاذ القرارات.

4- الخبرة في صنع القرارات

قد يختار الخبراء في صناعة معينة أو مهنة أو موضوع معين استخدام استراتيجية صنع القرار ذات الخبرة، في حال امتلاك المعرفة أو الخبرة الكافية لاتخاذ قرارًا بديهيًا في موضوع ما.

ويفيد اتباع هذا النهج في اتخاذ قرارات سريعة ومستنيرة، دون الحاجة إلى مناقشة موضوع معين مع أعضاء الفريق الآخرين.

5- اتخاذ القرار العشوائي

يُعد اتخاذ القرار العشوائي من أبسط استراتيجيات اتخاذ القرار، وتتميز هذه الاستراتيجية بتوفير الوقت والمساعدة على اتخاذ قرارات فعالة.

وفي الغالب، يلجأ القادة إلى استخدام هذه الاستراتيجية لاتخاذ قرارات لها عواقب ضئيلة ويجب اتخاذها بسرعة، أو إذا كانت الخيارات التي يختارونها ذات نتائج متشابهة جدًا أو غامضة.

6- اتخاذ القرارات بالتوافق

يستخدم القادة استراتيجية صنع القرار القائمة على الإجماع والتوافق، إذا رغبوا في التأكد من أن كل فرد في الفريق متوافق مع القرار.

وفي هذا النهج، يقدم القائد جميع المعلومات ذات الصلة لأعضاء الفريق، ويطلب منهم الاتفاق على خيار واحد، مع العلم أن هذه الاستراتيجية تستغرق وقتًا أطول من العديد من الاستراتيجيات الأخرى.

7- اتخاذ القرارات بالتصويت

استخدام استراتيجية صنع القرار بالتصويت يتيح اتخاذ القرارات بناءً على ما يريده غالبية الناس، وهي طريقة مميزة لجمع المعلومات من مجموعة كبيرة من الأشخاص دون قضاء وقتًا طويلًا في المناقشة.

وفي هذه الاستراتيجية، يوفر القادة لفرقهم مجموعة من الخيارات للاختيار من بينها لتسهيل فرز الأصوات، ويحصل أعضاء كل فريق على تفاصيل كافية ومعلومات أساسية لفهم الموقف الذي يصوتون عليه.

اقرأ ايضًا: أنواع القرارات وطبيعة كل نوع.

8- اتخاذ القرارات بميزة واحدة

تُعد استراتيجية صنع القرار ذات الميزة الواحدة، طريقة فعالة لاتخاذ قرارات سريعة حول الموضوعات البسيطة.

وعند استخدام هذا النهج، يتم تحديد أهم ميزة يحتاج القرار إلى تضمينها، ثم يتم اختيار خيارًا يحتوي على هذه الميزة.

9- اتخاذ القرارات بالتفويض

يستخدم القادة استراتيجية اتخاذ القرارات بالتفويض، إذا كانت هناك حاجة لآراء أشخاص آخرين على دراية جيدة بالموضوع، أي تُستخدم هذه الاستراتيجية لإعطاء مسؤوليات صنع القرار لشخص آخر، هذا الشخص قد يكون مستشارًا أو خبيرًا أو شخصًا في الفريق ولكنه أكثر علمًا بالموضوع.

10- اتخاذ القرارات بالميزة المُضافة

تمثل الميزة المضافة لاستراتيجية صنع القرار جميع الميزات الأكثر أهمية قبل تقييم كل خيار بشكل منهجي، ويفيد هذا النهج في اتخاذ قرارات صعبة.

وعند تنفيذ هذه الاستراتيجية، يتم إعداد قائمة بجميع الميزات المُراد مراعاتها، ثم يتم تقييم كل خيار من خلال تحديد الميزات المهمة التي تتضمنها، وبالتالي يتم تحديد الخيار الذي يحتوي على أهم الميزات.

11- اتخاذ القرار حسب الجوانب

تُعد هذه الاستراتيجية هي المناسبة عند تعدد الخيارات لاتخاذ القرار، إذ يتم تحديد أهم الميزات، وبدءًا من أهم ميزة، يتم تقييم كل خيار واحدًا تلو الآخر، ثم إلغاء كل خيار لا يفي بالمعايير الموضوعة بشكل منهجي حتى يتبقى خيار واحد فقط.

ويمكنك تعزيز مهاراتك التنظيمية في عملية اتخاذ القرار، من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه للمنشآت، ومنها دورات في مهارة اتخاذ القرارات.

دورات تدريبية قيادية:

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه، وتقدم لك بكه العديد من دورات إدارة المشاريع المعتمدة دوليًا والتي تشمل ما يلي:

 

وختامًا، إذا كنت مديرًا أو تتطلع إلى الظفر بهذا المنصب؛ فعليك أن تولي اهتمامًا خاصًا بعملية صنع القرار واستراتيجياتها، لدورها الفعال في نجاح أو فشل منظمتك.

واتساب