معوقات اتخاذ القرار وأهم العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار

معوقات اتخاذ القرار وأهم العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار

كتابة : بكه

23 يناير 2024

فهرس المحتويات

هناك العديد من معوقات اتخاذ القرار التي يواجهها القادة عند شروعهم في صنع قرارات فعالة في أي مجال، لمواجهة التحديات التي تطرأ على المنظمات بشكل شبه يومي، وبالتالي أصبحت عملية صنع القرار عملية ليست بالسهلة مطلقًا، خاصة في حال عدم تجاوز تلك التحديات التي نستعرضها بالتفصيل من خلال السطور التالية.

العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار

تُعد عملية اتخاذ القرار ضمن الإجراءات التي تقوم بها جميع المنظمات في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، وهناك مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر في صنع القرار،  ويأتي في مقدمة هذه العوامل المستوى التعليمي لصانع القرار، كما تعتبر كمية المعلومات المتاحة أمراً حيوياً، وشخصية صانع القرار تأتي كعامل آخر يؤثر على اتخاذ القرار، حيث يجب أن يكون عقلانياً وقادراً على الفصل بين المشاعر والقرارات. ويسهم التأقلم مع المواقف الجديدة في توجيه القرار نحو الصواب، في حين تؤثر العوامل الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية في صوغ القرار ومدى توافقه مع أهداف المنظمة والظروف الخارجيةوتتمثل تلك العوامل فيما يلي:

1- المستوى التعليمي

يلعب المستوى التعليمي للقائد أو صانع القرار دورًا فعالًا في عملية صنع القرار، فإذا كان هذا المستوى جيدًا؛ فسيكون بمقدوره التفكير في العواقب المحتملة لقراره.

2- كمية المعلومات المتاحة

عند النظر إلى مشكلة ما تتطلب اتخاذ قرارًا حيالها؛ يجب توفر مجموعة من المعلومات التي تساعد على ذلك، وإذا كانت كمية المعلومات المتاحة أمام صانع القرار قليلة؛ تزداد احتمالية اتخاذ قرارًا خاطئًا، كما يجب النظر في سلبيات وإيجابيات الحلول المتاحة في أي قرار.

3- شخصية صانع القرار

يمكن اتخاذ قرارات صائبة، إذا كان من يتولى هذه العملية يتسم بالعقلانية، أي يستطيع الفصل بين مشاعره وقراراته، فلا يحتكم في ذلك إلا إلى العقل.

وبالتالي، فكلما كان صانع القرار يتمتع بوعي عالِ، استطاع رؤية الصورة الأكبر بشكل مختلف، ومن ثم يتخذ القرارات الفعالة.

كما أن الاختلافات الفردية بين صناع القرار، تجعل القرارات التي يتخذونها مختلفة عن بعضها البعض، لأنهم يفسرون البيانات ويستوعبونها بطرق مختلفة وبسرعات مختلفة، والبعض يثق للغاية من تقييم الموقف واتخاذ القرارات، والبعض الآخر أقل ثقة.

4- الثقافة

تؤثر ثقافة صانع القرار بشكل مباشر على القرارات التي يتخذها، فإذا وُضعت المشكلة أمام قائد متأثر بالثقافة الغربية؛ فسوف يتوصل إلى استنتاجات تختلف عن استنتاجات القائد المتأثر بالثقافة الآسيوية، نتيجة الاختلافات الثقافية التي تُبرر جميع القرارات في سياقها.

5- التأقلم

تأقلم صانع القرار مع المواقف الجديدة والمشكلات التي تظهر بشكل مفاجئ، يلعب دورًا فعالًا في القرار الذي يتخذه.

ويتعرض صانع القرار للضغط الشديد إذ عجز عن التأقلم مع المواقف الجديدة الذي يتعين عليه اتخاذ القرار حيالها، وبالتالي يصدر قرارًا خاطئًا.

6- أهداف المنظمة

لا يمكن لإدارة أي منظمة اتخاذ أي قرار يخالف الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وبالتالي يتطلب اتخاذ القرارات بكفاءة أو على النحو الأمثل تحديد الأهداف المرجوة للمنظمة.

7- العوامل الاقتصادية

عند اتخاذ القرار، يجب على صانعه أن يضع في اعتباره مدى توافق قراره مع مسار عمل المنظمة، وهل هو مربحًا أم لا، ويمكن القيام به بأقل تكلفة أم لا.

والمقصود من ذلك، أن العوامل الاقتصادية تؤثر بصورة مباشرة على القرار المُتخذ، فيجب التنبؤ بالطلب وشرط التسعير وتقدير التكلفة لهذا الغرض، مع مراعاة حجم واتجاه التغيرات المستقبلية في الأسعار، والطلب، والمستوى العام للنشاط الاقتصادي، والإضرابات المحتملة المؤثرة على هذا الطلب.

اقرأ أيضًا: مفهوم القرار الاستراتيجي.

8- العوامل التكنولوجية

تلعب التكنولوجيا دورًا كبيرًا في عملية صناعة القرار، فيجب على صناع القرار مراعاة التقييم والبدائل التكنولوجية الجديدة الناشئة، والعملية التكنولوجية الجديدة الناشئة، وتحركات المنافسين في هذا المجال.

9- العوامل البيئية

يجب على صانع القرار أن يكون على دراية كاملة بالبيئة الموجودة داخل وخارج الشركة، إذ يتزايد الوعي بتأثير قرار الشركة على المجتمع، فضلًا عن التأثير الاجتماعي للقرار من خلال الأنشطة الإنتاجية للشركة.

معوقات اتخاذ القرار:

هناك العديد من المواقف التي تطرأ على المنظمات، والتي تجبر القادة وصناع القرار على ضرورة اتخاذ قرارات فعالة سواء كانت طويلة المدى أو قصيرة المدى، لتؤثر بشكل إيجابي على الأهداف التي ترمي إليها المنظمة، وبالتالي فإن الحصول على أفضل النتائج يتطلب السير على خطوات عملية في صنع القرار.

يمكن أن تشمل معوقات اتخاذ القرار مشكلات مثل زيادة الوفرة في المعلومات التي قد تكون مضرة، نقص المعلومات اللازمة، تحديد المشكلة بشكل خاطئ، طرح خيارات خيالية، التحيز وعدم الموضوعية، القيود الزمنية، عدم الموازنة بين الأهداف، فجوات المهارات والخبرة، العقلانية المحدودة، تنفيذ القرارات الخاطئة، عدم اليقين، الخوف من اتخاذ القرارات، ديناميات المجموعة، والتعقيد. لتجاوز هذه التحديات، يجب على صانعي القرار تجنب الزيادة في المعلومات بشكل غير فعّال، توفير المعلومات الكافية، تحديد المشكلة بدقة، تحديد خيارات واقعية، تحقيق الموضوعية والتنوع، والتخطيط الجيد للقرارات.

وخلال عملية صنع القرار بجميع مراحلها، قد يواجه القادة مشكلة أو أكثر نوضحها جميعًا فيما يلي:

1- زيادة المعلومات

قد تكون الوفرة الزائدة في المعلومات المتاحة لاتخاذ القرار مضرة وليست مفيدة، وذلك في حالة تجميع تلك المعلومات بطريقة خاطئة، لأن معالجتها لن يكون لها فائدة.

وللتغلب على هذه المشكلة، لا بد من تجميع المعلومات بشكل صحيح، مع إتاحة الوصول إلى البيانات سهلة الاستخدام، حتى تكون مفتاحًا لاتخاذ مختلف القرارات الصائبة، وليس هناك ما يمنع من الحصول على آراء الآخرين أو التشاور مع الخبراء المتخصصين.

2- نقص المعلومات

من أبرز معوقات عملية اتخاذ القرار، عدم توفر معلومات كافية لدعم القرار المُراد اتخاذه، لذلك قبل البدء في طرح الخيارات المتاحة؛ لا بد من التأكد من توفر جميع المعلومات ذات الصلة، من أجل التوصل إلى أفضل حل لأي مشكلة.

3- تحديد المشكلة بشكل خاطئ

الخطأ في تحديد المشكلة يُعد من أبرز معوقات اتخاذ القرار في المؤسسة، إذ يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارًا معقدًا دون التأكد من أسباب المشكلة الرئيسية، لأن السبب الحقيقي قد لا يمكن تحديده.

وللتغلب على هذه المشكلة؛ لا بد من إجراء بحثًا شاملًا، والحصول على بيانات مفيدة والتحدث مع الخبراء الداخليين.

4- طرح خيارات خيالية

على الرغم من أهمية التفكير الإيجابي خلال عملية صنع القرار؛ إلا أن الثقة في النتيجة بشكل مفرط قد تكون عائقًا أمام اتخاذ قرارًا فعالًا، ولذلك لا بد من تحديد خيارات واقعية وقابلة للتطبيق وقابلة للتحقيق، وليست خيارات غير واقعية.

5- التحيز وعدم الموضوعية

من الأخطاء التي يقع فيها صناع القرار وينتج عنها عدم اتخاذ قرارات فعالة، عدم الموضوعية في التفكير، أي اتباع الأفكار المسبقة والتحيزات.

فعملية اتخاذ القرار يمكن أن تتأثر بالقيم الشخصية والمعتقدات والتحيزات، لأن تجارب الفرد قد تؤثر على إدراكه للمعلومات وتفسيرها، وهو ما يؤثر بدوره على القرارات المُتخذة خاصة إذا تعارضت مع أهداف أو أولويات الفريق أو المنظمة.

وللتغلب على هذا التحدي؛ يجب تنفيذ عمليات صنع القرار المنظمة التي تشجع على تنوع وجهات النظر وتقييمات المخاطر الشاملة، مع استعانة المنظمات ببرامج التدريب التي تساعد صانعي القرار على التعرف على تحيزاتهم والتصدي لها.

ولذلك، يمكن الاستفادة من الدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في مهارة اتخاذ القرارات.

اقرأ أيضًا: أنواع القرارات الإدارية

6- القيود الزمنية

هناك العديد من المعوقات المؤثرة على اتخاذ القرار أبرزها القيود الزمنية التي يكتشفها صناع القرار في حالة وقوع الأحداث غير المتوقعة، والتي تولد نوعًا من الضغط عند عملية صنع القرار، وهو ما يُسمى بالاندفاع المصاحب بأخطاء مثل تخطي بعض البيانات الهامة أو نسيان تأثير بعض الإجراءات، والذي ينتج عنه اتخاذ القرارات بسرعة كبيرة، ومن ثم تتأثر النتائج المرجوة بالسلب.

والتغلب على هذه المشكلة يتطلب التخطيط الفعال والتنبؤ وإدارة الوقت، على الرغم من أن بعض الظروف خارجة عن سيطرة القادة.

كما يمكن علاج مشكلة الضغط والتوتر المصاحب له بالحصول على فترات راحة من أجل إعادة شحن الطاقة الذهنية مرة أخرى.

7- عدم الموازنة بين الأهداف

إذا كان القرار المُراد اتخاذه قائمًا على المخاطر؛ فإن عدم الموازنة بين الأهداف قصيرة الأجل والأهداف طويلة الأجل، يؤدي إلى إصدار قرارًا غير فعال، وبالتالي يتعين على صناع القرار الموازنة بين التكاليف أو المكاسب في الإنتاجية، وبين الأثر المحتمل لتلك القرارات على أهداف المنظمة واستقرارها في الأجل الطويل.

8- فجوات المهارات والخبرة

من التحديات التي تواجه عملية صنع القرار، افتقار المنظمات إلى المهارات والخبرات اللازمة لتحديد سبب المشكلة سريعًا وبشكل فعال.

والتغلب على هذا التحدي يتطلب تعيين متخصصين ذوي خبرة في حل مختلف المشكلات التي تواجه المنظمات، إلى جانب استعانتها بالاستشاريين أو خبراء الصناعة، لتكملة قدراتها الداخلية وضمان استنارة صنع القرار بأحدث الممارسات والأفكار.

9- العقلانية المحدودة

المقصود بمصطلح العقلانية المحدودة، عدم القدرة على التعامل مع مختلف الصعوبات، نظرًا لعدم القدرة على فهم جميع الحلول المحتملة أو آثارها.

كما يشير هذا المصطلح إلى محدودية المعلومات التي يمكن معالجتها، نظرًا لعدم التأكد من المعلومات التي يجب الحصول عليها لعدم مواجهة هذا الظرف من قبل، وفي حال جمع صانع القرار جميع المعلومات المُتاحة؛ فقد لا يتمكن من فهمها أو التنبؤ بنتائج القرار المُتخذ.

10- تنفيذ القرارات الخاطئة

من الصعوبات التي تواجه عملية اتخاذ القرارات الفعالة، تنفيذ القائد قرارًا خاطئًا حتى عندما تزداد النتائج سوءًا، نظرًا لصعوبة إعادة صناع القرار تقييم القرار بشكل عقلاني بمجرد اتخاذه.

لذلك يتعين على كل صانع قرار الاستعداد لإعادة تقييم القرارات وعكس المسار حسب الضرورة، وإدراك أن السير في الاتجاه الخاطئ لا يُعد تقدمًا.

11- عدم اليقين

المقصود بعدم اليقين هو عدم القدرة على التنبؤ بنتيجة القرار المُتخذ حتى تحدث بالفعل، فعدم اليقين يؤدي إلى عدم القدرة على رؤية النتيجة إلا بعد اتخاذ القرار، على الرغم من إمكانية افتراض النتيجة المرجوة.

ولا يمكن مواجهة مشكلة عدم اليقين إلا باتخاذ القرارات بانتظام، فلا يمكن معرفة نتيجة كل خيار حتى يتم اختياره بالفعل.

12- الخوف من اتخاذ القرارات

قد يكون اتخاذ القرار عملية صعبة، إذا شعر صانعه بقلق بالغ حياله، خوفًا من ارتكاب الأخطاء، أو من وجود عواقب وخيمة أو غير متوقعة أو غير مقصودة ناتجة عنه.

وللتخفيف من حدة هذه المشكلة؛ يجب التنبؤ والتخطيط لتلك العواقب قدر الإمكان، إلى جانب طلب المساعدة من الآخرين، مثل الزملاء أو الموجهين أو الخبراء المتخصصين لتحديد المخاطر المحتملة، حتى تزداد القدرة على إدارة القرار المُتخذ.

13- ديناميكيات المجموعة 

من التحديات الأخرى التي تواجه عملية صنع القرار، ديناميكيات المجموعة، فالتفكير الجماعي وتوافق أعضاء المجموعة مع الرأي السائد، يمكن أن يؤدي إلى نقص الإبداع والابتكار، وبالتالي ضعف صنع القرار.

وما يعيق عملية صنع القرار أيضًا، نشوب خلافات أو الصراعات، والتي تؤدي إلى اتخاذ قرارات لا يؤيدها جميع أعضاء الفريق.

ومعالجة هذه المشكلة يحتاج إلى الإلمام بديناميكيات المجموعة ومعالجة أي قضايا أو تحديات قد تظهر، وذلك يشمل إدارة النزاعات، والتعاون بين أعضاء المجموعة، وتشجيع التواصل بينهم.

14- التعقيد

عند اتخاذ القرار، لا بد من مراعاة مجموعة من المتغيرات أو العوامل، وهي التي يُطلق عليها اسم التعقيد، فقد يكون القرار معقدًا إذا كان ذو آثار طويلة المدى، أو أن تأثيره يشمل مجموعة من الشركاء ذوي المصالح المختلفة.

والتعقيدات التي تواجه صانع القرار، تتطلب منه التحليل والتفكير النقدي، حتى يتمكن من فهم العلاقات المتبادلة بين مختلف الخيارات.

ويمكن حل هذه المشكلة من خلال تحديد المتغيرات الرئيسية وأولوياتها من أجل التركيز عليها أولُا، والاستعانة بأدوات صنع القرار مثل مخططات التدفق أو أشجار القرار لتقسيم المشكلة وحلها بطريقة أكثر سهولة، والحصول على آراء الخبراء والمتخصصين من أجل فهم العلاقات المتبادلة التي ينطوي عليها القرار بشكل أفضل.

الدورات التدريبية المعتمدة التي تساعدك على اتخاذ القرارات بمهنية:

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

 

وختامًا، تصبح عملية صنع القرار أكثر صعوبة عندما تظهر العديد من التحديات خلالها، ومن خلال الفحص الدقيق والتعلم من تلك التحديات يمكن اتخاذ قرارات أكثر منطقية تؤثر بشكل إيجابي على أهداف المنظمة.

واتساب