أهمية العمل عن بعد وأهم فوائده للموظفين والشركات

من أهمية وفوائد العمل عن بُعد هي أنه يوفر للموظفين حرية ومرونة في جدول العمل ويزيد من الإنتاجية، بينما يقلل من التوتر والتغيب عن العمل. بالنسبة للشركات، يوفر العمل عن بُعد توفيرًا في التكاليف وفرصة لاستخدام الموظفين الأكفاء من أي مكان، مما يساعد على تحقيق نتائج أفضل وضمان استمرارية العمل.

بعد تزايد الوسائل التكنولوجية خلال السنوات الأخيرة، حصل الموظفون في جميع أنحاء العالم على  جميع الأدوات التي يحتاجون إليها للعمل من المنزل، وأدركت الكثير من المنظمات أن العمل عن بُعد يمكن أن يكون مجديًا حقًا، وأن الموظفين يمكن أن يكونوا منتجين وفي قمة تركيزهم عندما لا يعملون من المكتب، كما أن تعدد مزايا العمل خارج مقار المنظمات، جعل الكثير من الأشخاص يميلون إلى هذا الاتجاه، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هي فوائد العمل عن بُعد بالنسبة للموظفين والشركات.

أهمية العمل عن بعد وأهم فوائده:

تتعدد فوائد العمل عن بُعد بالنسبة للموظفين، والتي يمكن توضيحها فيما يلي:

1- إمكانية العمل من أي مكان

من أبرز مميزات العمل عن بعد، أنه يتيح للموظف حرية اختيار المكان الذي يعمل منه، إذ لا يحتاج سوى جهاز الكمبيوتر الخاص به ومكانًا يتوفر فيه الإنترنت، فيمكنه العمل وإكمال المهام في مواعيدها المُحددة من المنزل أو المقهى أو حتى خلال سفره.

2- الاعتماد على جدول عمل مرن

الموظف الذي يعمل عن بُعد، يستطيع الاعتماد على جدول عمل مرن، وفقًا لسياسة الشركة التي يعمل لها، إذ يستطيع تحديد الوقت المُفضل له للعمل على مدار اليوم والذي تزداد فيه إنتاجيته سواء صباحًا أو مساءً، وهو ما يتيح له الوقت لأداء أعمال أخرى بعيدًا عن مهام عمله.

3- زيادة الإنتاجية

من فوائد العمل عن بعد، أنه يلعب دورًا بارزًا في زيادة إنتاجية الموظف مقارنة بزملائه في العمل الذين قد يضطرون إلى حضور الاجتماعات اليومية أو ينشغلوا عن أداء أعمالهم بالمحادثات الشخصية. ويستطيع الموظف الذي يعمل عن بُعد حضور الاجتماعات واستئناف عمله بعد انتهائها مباشرة، وهو ما يوفر لديه فرصة لإنجاز المهام المطلوبة منه دون انقطاع.

4- توفير الوقت والمال

العمل من مقر الشركة يتطلب الحضور إليها يوميًا، وهو ما يستنزف الوقت والمال في التنقل من المنزل إلى المقر والعكس، بخلاف تكاليف الوجبات اليومية داخل المكتب نظرًا لقضاء ساعات طويلة خارج المنزل. ولكن عند العمل عن بُعد، يجد الموظف نفسه ليس مضطرًا لقضاء الوقت في التوجه من وإلى المكتب، فيستطيع توفير الوقت والنفقات.

5- زيادة الحافز لدى الموظف

العمل عن بُعد يساعد على تطوير الروتين اليومي والعادات والممارسات التي تُحسن من يوم العمل، وبالتالي تزيد الحافز لدى الموظف، كما أن قلة عوامل التشتت تحفز الموظف لإنجاز أعماله بكفاءة.

6- اهتمام الموظف برفاهيته

يُقلل العمل عن بُعد من مستويات التوتر لدى الموظف، لأنه يتيح له الاعتماد على جدول زمني يحدده هو، فيجد نفسه ليس مضطرًا للإسراع في العمل، كما يتمكن من الحصول على وقت استراحة خلال عمله من أجل شحن طاقته من جديد.

وبالتالي، فإن اهتمام الموظف برفاهيته يتيح له التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، ويمكنه من الاستمرار في العمل بشكل فعال.

7- الحد من سلبيات سياسة المكتب

العمل عن بُعد يحد من الآثار السلبية لسياسة المكتب والتي تؤثر على أداء الموظف، إذ يستطيع التركيز على إنجاز عمله فقط، دون الخوض في النميمة والصراع والتفاعلات السلبية الأخرى مع زملاء العمل والتي يشهدها مكتب العمل.

8- تخصيص مساحة عمل مميزة

عندما يعمل الموظف عن بُعد؛ فهو يستطيع تخصيص مساحة العمل التي يضفي عليها طابعه الشخصي والتي تساعده على العمل بشكل فعال، إذ يعمل من خلال حجرة ومكتب صغير وإضاءة مميزة، ويمكنه تشغيل الموسيقى أو تعليق الزخارف، دون أن يسبب ذلك إزعاجًا للآخرين.

9- تحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل

يستطيع الموظف الذي يعمل خارج بيئة المكتب تحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل، لأنه يُكيف جدوله الزمني وفقًا لالتزاماته الشخصية، فيصبح لديه المزيد من الوقت للتخلص من الضغط على مدار اليوم، فتزداد إنتاجيته.

10- الاعتماد على أسلوب حياة صديق للبيئة

عندما لا يضطر الموظف الذي يعمل عن بُعد لاستخدام وسائل النقل للذهاب من وإلى العمل؛ فهو يوفر من انبعاث الكربون إلى الهواء، كما يقلل من النفقات المتعلقة بالمكاتب مثل النفايات الورقية والمياه والكهرباء والتدفئة وتكييف الهواء، وبالتالي يصبح أسلوب حياته صديقًا للبيئة.

11- الحد من التغيب عن العمل

عندما تسوء حالة الطقس؛ يضطر الكثير من الموظفين إلى التغيب عن العمل، على عكس عملهم عن بُعد والذي يتيح لهم استمرار عملهم من المنزل، والحصول على قسط من الراحة متى شاؤوا ذلك، وهو ما يحد من معدلات التغيب عن العمل ويساعد على إنجاز الأعمال بكفاءة.

كما أن هذه الميزة تنطبق أيضًا على الإجازات، فإذا تمكن الموظف من تنظيم يومه وعمله؛ فلن يحتاج إلى الحصول على إجازة غير ضرورية.

فوائد توظيف موظفين عن بعد:

لا تقتصر فوائد العمل عن بُعد على الموظفين فقط؛ بل تشمل أيضًا الشركات والمنظمات التي تتبع هذا النهج في العمل، ويمكن توضيح تلك الفوائد على النحو التالي:

1- الجمع بين الموظفين الأكفاء من أي مكان

يتيح العمل عن بُعد لأصحاب الأعمال اختيار أوسع للموظفين الأكفاء، إذ يستطيعون الجمع بين الموظفين ذوي المهارات والخبرات من أي مكان في العالم ومن خلفيات اجتماعية واقتصادية وجغرافية وثقافية مختلفة ولديهم وجهات نظر مختلفة، دون التقيد بموقع جغرافي مُحدد، وهو ما يدعم سياسة التنوع والشمول للشركة.

2- توفير التكاليف

اعتماد أصحاب الأعمال على موظفين يعملون عن بُعد، يوفر التكاليف التي تتكبدها الشركات في نقل الموظفين منها وإليها ونفقات وجبات الغذاء المُقدمة للموظفين، فضلًا عن توفير تكاليف المكاتب والأجهزة والمعدات التي يعمل بها الموظفون، وما يصاحبها من تكاليف صيانة وغيرها، إضافة إلى توفير تكاليف استئجار المكاتب للعمل والأموال التي تُنفق على فواتير الماء والكهرباء.

3- الشعور بالولاء

من أبرز إيجابيات العمل عن بُعد بالنسبة لأصحاب الأعمال، أنه ينمي داخل الموظفين الشعور بالولاء للشركة التي يعملون لها، لأن السماح لهم بالعمل من المنزل يدل على ثقة صاحب العمل فيهم، هذه الثقة التي تبني الشعور بالاحترام والولاء.

وينتج عن شعور الولاء قلة معدل دوران الموظفين في الشركة، إذ لا يضطرون للبحث عن عمل آخر لأنهم يشعرون بالسعادة في مكانهم، وهو ما يوفر في التكلفة للشركة لأنها تتجنب التعيينات الجديدة وتحتفظ أيضًا بالمهارات.

4- تحقيق نتائج أفضل لأعمال الشركة

يستفيد أصحاب الأعمال من الموظفين الذين يعملون عن بُعد في تحقيق نتائج أفضل للأعمال والمشاريع التي يقومون بتنفيذها، إذ يحسن العمل عن بُعد من التواصل والتعاون بين الزملاء في الشركة، ويشجع المنظمات على زيادة التركيز على الأهداف وإنجازات المشاريع بدلا من السياسات المكتبية، والإدارة الجزئية للموظفين، ومختلف الأنشطة التي لا تؤثر بشكل مباشر على أهدافها واحتياجات العملاء.

5- قلة الحاجة إلى تقديم امتيازات

توظيف أصحاب المصلحة موظفين يعملون عن بُعد، يقلل من التزامهم بتقديم امتيازات مثل التأمين الصحي والمعاشات التقاعدية، وهو ما يوفر الكثير من الأموال التي يمكن استثمارها في أعمال أخرى.

6- إنجاز أعمال على مدار الساعة

الشركات التي لديها قاعدة خدمة عملاء كبيرة، تستفيد من نظام العمل عن بُعد، إذ أنها تضمن من خلاله  القيام بالعمل على مدار الساعة وليس فقط خلال ساعات العمل، وهذا يعني أن شخصًا ما سيكون دائمًا موجودًا للإجابة على أي استفسارات وحل أي مشاكل.

7- ضمان استمرار العمل في حالات الكوارث

عندما تعتمد الشركة على موظفين يعملون عن بُعد؛ فهي تضمن استمرار العمل حتى في حال وقوع كوارث طبيعية أو طوارئ محلية أو وطنية أو جائحة عالمية، إذ أن هذا الاعتماد يُعد إدارة جيدة للمخاطر، لأن الشركة تصيغ من خلاله خطة طوارئ في حال وقوع أي كارثة.

8- الاستفادة من ساعات العمل بالكامل

يقلل العمل عن بُعد من حالات التغيب والتأخر وتعطل الموظفين في مواقف غير المتوقعة مثل الحوادث وحركة المرور الكثيفة، وبالتالي يبدأ الموظفون أعمالهم على الفور دون ضغوط، فتستفيد الشركة من ساعات عملهم كاملة.

توفر منصة بكه مجموعة من الدورات التدريبية المُعتمدة في إدارة الأعمال ومنها ما يلي:

• دورة إدارة المشاريع الاحترافية PMP.
• شهادة PRINCE2 .
• دورة إدارة المشاريع أجايل برنس 2.
• دورة محترف إدارة البرامج PgMP.

 الخاتمة:

يوفر العمل عن بُعد العديد من الفوائد للموظفين، حيث يتيح لهم الحرية في اختيار مكان العمل وتحديد جدول عمل مرن وزيادة الإنتاجية. كما يساعدهم على تحقيق توازن أفضل بين الحياة الشخصية والعمل، ويقلل من مستويات التوتر والتغيب عن العمل. بالإضافة إلى ذلك، يوفر العمل عن بُعد فرصة لتطوير الروتين اليومي والحفاظ على رفاهيتهم.

من جانب آخر، يعود العمل عن بُعد بالفوائد أيضًا على الشركات، حيث يمكنها اختيار الموظفين الأكفاء من أي مكان وتقليل التكاليف المرتبطة بالمكاتب والتجهيزات. كما يمكن للشركات تحقيق نتائج أفضل وضمان استمرارية العمل في حالات الكوارث، بالإضافة إلى استفادتها من ساعات العمل بالكامل وتقليل الحاجة إلى تقديم امتيازات للموظفين.

وفي الختام، هناك الكثير من الشركات التي تنوي تبني اتجاه العمل عن بُعد خلال السنوات المُقبلة نظرًا لتعدد فوائده وإثبات نجاحه، وهو ما يُعد فرصة ذهبية لكل من يبحث عن عمل يقوم به من منزله.