بعد التخرج، يسعى الكثيرون لاكتساب مهارات جديدة تعزز فرصهم في سوق العمل. الدورات التدريبية أصبحت بوابة أساسية، سواء في اللغات مثل الإنجليزية والصينية، أو في مهارات الحاسب الآلي، البرمجة، وإدارة المشاريع. كذلك، تعلّم التصميم الجرافيكي، العمل الجماعي، وإتقان أدوات مثل Excel يرفع من كفاءة الخريجين ويجعلهم أكثر جاهزية لمتطلبات الوظائف الحديثة. هذه الدورات ليست مجرد تحسين للسيرة الذاتية، بل هي خطوة ذكية نحو النجاح المهني.
يسعى الكثير لمعرفة أنواع الدورات التدريبية لحديثي التخرج، إذ تُعد فترة الدراسة الجامعية هي المرحلة الفاصلة بين سنوات دراسية عديدة، وبين الخروج إلى سوق العمل، والانخراط في الحياة العملية، ولذلك باتت الدورات التدريبية التي يلتحق بها حديثي التخرج وحتى الطلبة، هي أكثر ما يشغل بال كل من شارف على شق طريقه للعثور على الوظيفة التي يتمناها، ومن خلال السطور التالية نرشح أفضل الدورات التدريبية التي تعزز من فرص حديثي التخرج في الالتحاق بالعمل.
أنواع الدورات التدريبية لحديثي التخرج
منذ سنوات عديدة، أصبح التحاق حديثي التخرج بالدورات التدريبية التي تصقل مهاراتهم وتعزز خبراتهم، هو العامل الأبرز في العثور على وظائف مناسبة برواتب مجزية، سواء كانت تلك الدورات عامة، أو متعلقة بمجال تخصصهم خلال سنوات الدراسة.
ولذلك يلجأ الكثير من الطلبة خلال فترة دراساتهم الجامعية، إلى الالتحاق بتلك الدورات، والتدريب في مختلف أماكن العمل، دون انتظار تخرجهم من الجامعة.
اقرأ أيضًا: كيفية الحصول على دورات تدريبية للشهادات المهنية.
وإليكم فيما يلي الدورات التدريبية الأكثر أهمية لحديثي التخرج:
1- دورات تدريبية في اللغة
في الوقت الحالي، أصبح إتقان لغة أجنبية بخلاف اللغة الأم، شرطًا أساسيًا تضعه غالبية المؤسسات والشركات للالتحاق بمختلف وظائفها.
إذ تحرص الشركات على الاستعانة بموظفين يتقنون أكثر من لغة، حتى يسهل عليهم التواصل مع بعضهم البعض في مكان العمل إذا كانت الشركة متعددة الجنسيات، والتواصل مع الشركاء والعملاء والموردين الذين يتحدثون لغات أجنبية أخرى، وهو ما يجعل بيئة العمل أكثر إيجابية.
وتُعد اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر شيوعًا على مستوى العالم، ولذلك دومًا ما يُنصح بالالتحاق بدورات تدريبية في هذه اللغة لإتقانها تحدثًا وكتابة.
وبخلاف ذلك، هناك لغات أجنبية أخرى يُنصح بإتقانها لكثرة استخدامها، أبرزها اللغة الصينية، اللغة الألمانية، اللغة الإسبانية.
2- دورات تدريبية في الحاسب الآلي
وفقًا لجميع معاهد التدريب، بات الحاسب الآلي هو الأساس الذي تقوم عليه أعمال الشركات والمؤسسات في مختلف المجالات، ولذلك لا تخلو إعلانات الوظائف من شرط مهارات استخدام الكمبيوتر، نظرًا لفوائدها في تحسين القدرة على العمل، وزيادة الإنتاجية، وإحراز التقدم الوظيفي.
ومعظم الأعمال المكتبية تتطلب أن يكون المتقدم على دراية ببرامج مثل معالجات النصوص وبرامج جداول البيانات والتطبيقات القائمة على السحابة.
كما أن الوظائف غير المكتبية تشترط مهارات استخدام الكمبيوتر، مثل وظائف المصانع ووظائف أمين صندوق التجزئة، وغير ذلك.
ونوصيكم بالالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة المُقدمة من منصة بكه وهي دورة Microsoft Project.
3- دورات تدريبية في إدارة الوقت
تعتبر الدورات التدريبية لإدارة الوقت أحد أهم أنواع الدورات التدريبية للموظفين التي يحتاج المتخرج للتو إلى تطوير مهاراته في إدارة وتنظيم الوقت، فهي من ضمن المهارات الأكثر طلبًا في سوق العمل سواء حاليًا أو مستقبلًا.
ويمكن تطوير هذه المهارة من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية التي تعلم كيفية تحديد الأهداف، وكيفية استخدام أدوات تتبع الوقت، إضافة إلى كيفية إنشاء قائمة تتضمن جميع المهام التي يتعين على المتدرب القيام بها لتحقيق أهدافه.
فالموظف الذي يتمتع بمهارات ممتازة في إدارة الوقت، يستطيع التنبؤ بمواعيد نهائية دقيقة، وإكمال المهام في الوقت المحدد، وبالتالي تحديد أقصى حد للإنتاجية.
4- الدورات القيادية وإدارة المشاريع:
ظهرت دورات إدارة المشاريع كأدوات تدريبية لا تقدر بثمن للخريجين الجدد الذين يدخلون العالم المهني. توفر هذه الدورات المعرفة التأسيسية والمهارات العملية الضرورية لتخطيط وتنفيذ وإغلاق المشاريع بنجاح. بالنسبة للخريجين الجدد، فإن فهم تعقيدات إدارة المشروع يمكن أن يعزز بشكل كبير قابليتهم للتوظيف والاستعداد للمساهمة بفعالية في البيئات القائمة على الفريق.
تساعد المنهجيات وأفضل الممارسات التي يتم تدريسها في هذه الدورات ليست فقط في تنظيم المهام وإدارة الموارد بكفاءة، بل تساعد أيضًا في غرس المهارات الأساسية الأساسية مثل القيادة والتواصل وحل النزاعات.
هناك أنواع مختلفة من دورات إدارة المشاريع المصممة لتلبية الاحتياجات المختلفة ومتطلبات الصناعة. أكثرها شهرة هي شهادة محترف إدارة المشاريع (PMP)، وهي معيار ذهبي للعديد من الصناعات. لأولئك الذين يبحثون عن نهج أكثر مرونة، أصبحت الدورات التدريبية في منهجيات Scrum و Agile شائعة بشكل متزايد. دورة PRINCE2 (المشاريع في البيئات الخاضعة للرقابة) هي طريقة منظمة أخرى معترف بها على نطاق واسع، خاصة في المملكة العربية السعودية ومشاريعها الحكومية.
5- دورات تدريبية في مقابلات العمل
يُعد اجتياز مقابلات العمل بنجاح، هو أكثر ما يطمح إليه حديثي التخرج عند تقدمهم لمختلف الوظائف، من أجل دخول معترك سوق العمل.
والتدريب على مقابلات العمل يعزز من قدرة المرشح على التفوق ويخلق انطباعًا إيجابيًا أثناء المقابلات، لأن المتدرب خلال تلك الدورات التدريبية يتلقى معلومات حول كيفية الإجابة على أسئلة المقابلات بأفضل طريقة ممكنة، وهو ما يزيد من فرصه في الحصول على الوظيفة المرغوبة.
6- دورات تدريبية في تصميم الجرافيك
يُعد مجال تصميم الجرافيك من أكثر المجالات التي يلجأ الكثير من حديثي التخرج إلى تطوير مهاراته فيها، حتى وإن لم يكن هو مجال تخصصه خلال دراسته الجامعية، فهو من الفنون التي يتم التعبير عنها بصورة مرئية.
ويتوفر على الإنترنت الكثير من الدورات التدريبية المجانية والمدفوعة في مجال تصميم الجرافيك، والتي يتعلم المتدرب من خلالها مفاهيم التصميم الجرافيكي، والقدرة على استخدام جوانب مثل اللون والتباين والتسلسل الهرمي والتوازن، وغير ذلك من المهارات التقنية الهامة في هذا المجال.
وتطوير المهارات في تصميم الجرافيك، يؤهل للعمل في شركات الإعلان والدعاية، والشركات التجارية والقنوات التليفزيونية، أو العمل الحُر.
7- دورات تدريبية في العمل الجماعي
عند إنشاء سيرة ذاتية خاصة بك، فإن من أكثر من يبرز السيرة الذاتية عند التقدم إلى أي وظيفة، الإشارة إلى امتلاك صاحبها مهارة العمل الجماعي، الذي يُعد مهارة أساسية مطلوبة في مختلف الوظائف، والتي يمكن تطويرها من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية المتخصصة فيها، والمتاحة إلكترونيًا أو في مختلف المعاهد.
وتحتاج الشركات إلى موظفين قادرين على العمل الجماعي، نظرًا لأهمية هذه المهارة في حل المشكلات بشكل أفضل، وتحفيز الابتكار في الأفكار والرؤى، إلى جانب دورها في خلق بيئة عمل أكثر فاعلية وإيجابية وبالتالي زيادة سعادة الموظفين، فضلًا عن تعزيز الإنتاجية وقلة الأخطاء.
8- دورات تدريبية في الإقناع والتأثير
تُعد مهارة الإقناع والتأثير من أكثر المهارات المطلوبة في العديد من الوظائف وعلى رأسها التسويق، والتي باتت من أكثر الوظائف شيوعًا في الوقت الحالي.
ويمكن صقل هذه المهارة من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية، والإشارة إلى تلك الدورات في السيرة الذاتية عند التقدم لمختلف الوظائف، إذ أنها تعزز من فرص القبول في الوظيفة المرغوبة.
ومن خلال تلك الدورات، يتعلم المتدرب عدد من التقنيات المفيدة التي يمكن استخدامها عند التفاعل مع الآخرين، من أجل إقناعهم بالأفكار أو المنتجات أو الخدمات.
كما يتعلم المتدرب في تلك الدورات ما هو الموقف المثالي عند إقناع الآخرين، وكيف يقرر الناس، وكيف يمكن تقليل قلق الناس عندما يتخذون قرارًا، وما هي لغة الجسد المثالية عند إقناع الآخرين.
9- دورات تدريبية في لغات البرمجة
من أكثر المهارات التي تعزز من فرص القبول في وظائف جيدة، هي إتقان لغات البرمجة، والتي تساعد على استخدام الإنترنت بشكل جيد على مختلف الأجهزة، وبالتالي تزيد من فرص القبول في وظائف عدة برواتب مجزية.
فالكثير من الشركات لا تشترط الحصول على شهادة علمية في علوم الكمبيوتر أو تكنولوجيا المعلومات، بقدر ما تهتم بمستوى المهارات والخبرات في البرمجة.
ويمكن رفع كفاءة حديثي التخرج في لغات البرمجة، من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية المُقدمة فيها، والتي يدرس المتدرب فيها أشهر لغات البرمجة، ومجال استخدام كل لغة.
10- دورات تدريبية في مايكروسوفت إكسل
يتبوأ برنامج Excel مكانة متميزة في العديد من الوظائف، كونه من أشهر أدوات إدخال البيانات، الأمر الذي جعل العديد من جهات العمل تضع إجادته شرطًا أساسيًا في إعلانات الوظائف الشاغرة.
ويمكن لحديثي التخرج الالتحاق بالدورات التدريبية المتخصصة في برنامج Excel، والتي يتعلمون من خلالها كيفية إنشاء جداول البيانات وتحريرها وتحسينها بسهولة، وكيفية تعيين أجهزة الماكرو بمستويات أمان مخصصة تحمي البيانات وأجهزة الكمبيوتر من التهديدات والفيروسات، مع كيفية استخدام جميع المخططات والرسوم البيانية المفيدة بشكل صحيح لتقديم البيانات.
والحصول على تلك الدورات، يؤهل للالتحاق بوظائف مثل التدريس، التصوير، الكتابة، التصميم، وغير ذلك.
11- دورات تدريبية في السكرتارية
كأحد أهم الدورات التدريبية الإدارية، تقدم العديد من الجهات دورات تدريبية في مجال السكرتارية، كونه من أهم الأعمال المكتبية، وتحتاج جميع الشركات إلى موظفين متمرسين في هذا المجال، لأنهم نقطة الاتصال الأولي للعملاء والزوار.
وتساعد الدورات التدريبية في السكرتارية على رفع كفاءة المتدرب في عدة مهارات أبرزها التواصل المنطوق والمكتوب، والقدرات التنظيمية، والكفاءة الفنية.
ويساعد تطوير مهارات السكرتارية على تحسين السيرة الذاتية، إضافة إلى مساعدته على التكيف بسهولة أكبر مع المهام الوظيفية الجديدة التي قد تُطلب أو في الأوقات التي قد يُطلب فيها مساعدة أقسام مختلفة.
الخاتمة:
رشحنا لكم من خلال هذا المقال أهم الدورات التدريبية لحديثي التخرج، والمعززة لمهاراتهم وسيرهم الذاتية عند التقدم لمختلف الوظائف.