دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي واهم أشكاله

كتابة : بكه

13 يناير 2025

فهرس المحتويات

الذكاء الاصطناعي يُعد المحرك الرئيسي للتحول الرقمي، حيث يُحسن العمليات من خلال أتمتة المهام، تحليل البيانات الضخمة لاستخلاص رؤى دقيقة، وتقديم تجارب مخصصة للعملاء. من تحسين الأمن السيبراني إلى تعزيز الإنتاجية، يساهم الذكاء الاصطناعي في تحويل الأنشطة التقليدية إلى نظم مبتكرة تدعم الكفاءة وتُسرع من وتيرة التطور الرقمي للمؤسسات.

دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي بات محوريًا وبالغ الأهمية في تطوير جميع القطاعات ورسم ملامح المستقبل، إذ تسعى المؤسسات في الوقت الحالي لتسخير قوة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحليل البيانات واستخراج رؤى قيمة منها، وتقديم خدمات استثنائية للعملاء، وهو ما يجعلها قادرة على البقاء في ركب المنافسة، لذلك نوضح في سطور هذا المقال ما هي أهمية الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي، وما هي أنماط الذكاء الاصطناعي والهدف الرئيسي منه.

دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي:

يُعد الذكاء الاصطناعي هو التقنية الأكثر فعالية في التحول الرقمي، وهناك علاقة وثيقة بينهما، إذ يساعد الذكاء الاصطناعي على زيادة كفاءة التحول الرقمي من خلال قدرته على أتمتة المهام المتكررة وتحليل مجموعات كبيرة من البيانات من أجل استخراج رؤى تعزز من عملية صنع القرار، وتقديم تجارب عملاء مميزة، وقد تجلى تأثير الذكاء الاصطناعي في دعم التحول الرقمي من خلال ما يلي:

1- أتمتة المهام المتكررة

يتولى الذكاء الاصطناعي مهمة تنفيذ المهام المتكررة بشكل آلي، مثل إدخال البيانات وجدولتها، إذ يعمل على أتمتة تلك المهام بدقة وسرعة، ومعالجة البيانات والتعامل مع المهام الإدارية الأساسية، مما يمنح الموظفين المزيد من الوقت للتركيز على المهام الأكثر أهمية، مثل روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي التي تقوم بالتعامل مع استفسارات العملاء الروتينية ومنحهم ردود سريعة ودقيقة.

2- تحسين عملية صنع القرار

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا في اتخاذ قرارات أكثر فعالية وكفاءة، من خلال قيامه بتحليل كميات هائلة من البيانات، وتسريع عمليات التنظيف والفحص والنمذجة للبيانات المنظمة وغير المنظمة، للكشف عن رؤى قيمة ومعلومات ذات صلة بأداء المنتج، وتحسين سير العمل، والنتائج التنبؤية، ومن ثم تمكين المؤسسات من اتخاذ قرارات قائمة على تلك البيانات، وليس بالاعتماد على الحدس، تلك القرارات التي تتجلى في تقييم المهام المتبقية بفعالية أكبر، وتحديد التحديات المحتملة، ووضع تنبؤات دقيقة خاصة بالوقت والموارد المطلوبة لتحقيق النتائج المرجوة.

كما أن أدوات اتخاذ القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر رؤى في الوقت الفعلي، مما يمكّن المؤسسات من الاستجابة بسرعة لظروف السوق المتغيرة واحتياجات العملاء، ومن ثم الحفاظ على ميزة تنافسية.

3- تخصيص التجارب الرقمية

من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، تتمكن المؤسسات من تقديم تجارب مخصصة للعملاء، عن طريق دور تلك التقنية في تحليل سلوك العملاء وتفضيلاتهم، ومن ثم العمل على تقديم المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجاتهم، مثل استخدام المؤسسات العاملة في التجارة الإلكترونية أنظمة التوصية التي تساعدها على اتخاذ قرارات أفضل وتحسين رضا العملاء.

4- تحسين الوصول إلى المعلومات

تعتمد المؤسسات على الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل البحث الذكي وتصنيف المحتوى، في الوصول إلى المعلومات المهمة بسرعة، مما يمكن الموظفين من استرداد جميع المعلومات التي يحتاجونها في وقت قياسي، وهو ما يساعد على تعزيز التعاون والابتكار داخل المؤسسة.

5- تحسين الحملات التسويقية

تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الحملات التسويقية للمؤسسات، من خلال إجراء اختبارات A/B التلقائية وتحسين المحتوى لتحسين معدلات التحويل، مما يؤدي إلى تقليل الوقت المستغرق في الوصول إلى السوق، فتصبح حملات التسويق أكثر فعالية وكفاءة.

6- تسريع التحول الرقمي في القطاعات التقليدية

يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين القطاعات التقليدية مثل الصحة والتعليم من تبني أحدث التقنيات الرقمية والتكامل معها بشكل سلس، مما يضمن تحسين كفاءة العمليات وتطوير الخدمات ودعم النمو على المدى الطويل.

7- حل المشكلات بشكل استباقي

تتجلى اهمية الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي من خلال قدرته على حل المشكلات بشكل استباقي، وذلك بالاعتماد على أساليب مثل الصيانة التنبؤية والتحليلات التنبؤية، بما في ذلك تحليل البيانات التاريخية والآنية للتنبؤ بالمشكلات المحتملة قبل حدوثها، وهو ما يمكن المؤسسات من اتخاذ التدابير الوقائية استعدادًا لتلك المشكلات، ومن ثم اتخاذ قرارات أكثر فعالية تقلل من فترة التعطل.

8- تعزيز الإنتاجية

يُعد الذكاء الاصطناعي عاملًا أساسيًا في تعزيز إنتاجية المؤسسات، نظرًا لجميع الأدوار التي يقوم بها من حيث أتمتة المهام وتحسين سير العمل عن طريق تخصيص الموارد بكفاءة، وتحديد أولويات المهام بناءً على الإلحاح والأهمية، فضلًا عن قدرته على تحسين العمليات بصورة مستمرة، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية بشكل تدريجي.

9- تطوير المنتجات والخدمات

تستعين المؤسسات بتقنية الذكاء الاصطناعي في تطوير المنتجات والخدمات التي تقدمها للعملاء، إذ تستفد من المحاكاة وتحليلات البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في اكتساب رؤى حول تفضيلات العملاء واتجاهات السوق وأداء المنتج، وبالتالي تتعرف على المنتجات التي يزداد عليها الطلب فتعمل تكرار طرحها وتحسينها، وهي استراتيجية مهمة تبقي المؤسسات قادرة على المنافسة.

10- تحسين سلسلة التوريد

يظهر دور الذكاء الاصطناعي في دعم التحول الرقمي من خلال تحسين سلاسل التوريد الخاصة بالشركات، إذ تساعد التحليلات التي تُجرى بتلك التقنية في التنبؤ بالطلب، وتحسين مستويات المخزون، وتقليل الهدر، مما يمكّن الشركات من اختيار الموردين الموثوقين، وتحسين كفاءة عمليات التسليم، والتخفيف من مخاطر سلسلة التوريد، ومن ثم تعزيز الكفاءة التشغيلية وتوفير التكاليف.

10- تحسين الأمن السيبراني

برز دور الذكاء الاصطناعي في تحسين ممارسات الأمن السيبراني، إذ تستفيد المؤسسات من التحليلات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم الآلي في تحديد التهديدات الإلكترونية الأمنية المحتملة، ووضع استراتيجيات الاستجابة لتلك المخاطر والتخفيف من تداعياتها، وبالتالي تزداد قدرة المؤسسات على حماية بياناتها الحساسة من تهديدات الأمن السيبراني، ومن ثم الحفاظ على استمرارية الأعمال.

اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي وخصائصه ومجالاته وفئاته

بادر بالتسجيل في دورات حوكمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الخدمات المتاحة عبر منصة بكه، لتعزيز مهاراتك والحصول على شهادة مهنية معتمدة تجعلك مطلوبًا بشدة في سوق العمل.

أشكال مساهمة الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي:

خلال السنوات الأخيرة، تجلى تأثير الذكاء الاصطناعي في دعم التحول الرقمي عبر مختلف الصناعات، إذ استفادت المؤسسات من تلك التقنية في تطوير عملياتها وجوانب عملها، وهو ما ظهر في الأمثلة التالية:

1- خدمة العملاء

ساهم الذكاء الاصطناعي في تغيير الطريقة التي تتعامل بها الشركات مع عملائها، إذ تستخدم الشركات روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في تلقي استفسارات العملاء وتقديم ردود سريعة وإجابات على الأسئلة المعقدة، مما يؤدي إلى تحسين كبير في تجربة العملاء الشاملة وزيادة رضاهم.

2- التصنيع

يُعد قطاع التصنيع من أكثر القطاعات التي نفذت التحول الرقمي، واستفادة بشدة من الذكاء الاصطناعي في دعم هذا التحول في عدة جوانب أبرزها الاعتماد على تحليل البيانات في التنبؤ بالفشل، الذي يتيح فهم متى وأين ستتعطل الآلات، حتى يتسنى للمؤسسة تجهيز وإعداد الفنيين بشكل أفضل لتكون أكثر استباقية في عمليات الصيانة، وحتى لا تكون المؤسسة مجرد رد فعل على التوقف عن العمل المفاجئ.

كما تعتمد المصانع على الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة التشغيلية وتطوير عملياتها، مثل مصانع Tesla التي اعتمدت على الروبوتات في مصانعها، مما أدى إلى زيادة معدلات الإنتاج وتحسين جودة المنتج.

3- الرعاية الصحية

أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في قطاع الرعاية الصحية، من خلال الاعتماد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتقديم توصيات علاجية للمرضى تحقق أفضل النتائج، إلى جانب استخدام تقنية مثل التعلم العميق في تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، للكشف عن الأمراض الخطيرة في مراحلها المبكرة مثل مرض السرطان.

4- التمويل

مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بات قطاع التمويل أكثر تطورًا عن ذي قبل، إذ تستخدم البنوك والمؤسسات المالية الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الاحتيال والعمليات المشبوهة بشكل فوري، كما تستفيد منه في تحليل المستندات وتقييم المخاطر، وفي خدمة العملاء عن طريق التطبيقات الذكية التي تقدم خدمات مخصصة مثل إدارة الحسابات وتحليل الإنفاق.

5- البيع بالتجزئة

يُعد قطاع البيع بالتجزئة مثالًا حيويًا لكيفية قيادة الذكاء الاصطناعي التحول الرقمي، فهناك العديد من المنصات مثل Amazon وNetflix تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في معرفة سجل التصفح والشراء الخاص بالعملاء ومن ثم التوصية لهم بالمنتجات، فضلًا عن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في توقع الطلبات المستقبلية وتحديد الكميات المناسبة من المخزون.

6- النقل

ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع النقل، هذا التطور الذي ظهر في السيارات ذاتية القيادة، والصيانة التنبؤية، مثل سيارات شركة Waymo التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تشغيل سياراتها بشكل ذاتي، مما يعزز من سلامة النقل وكفاءته، كما تستخدم شركات الشحن تلك التقنية في تحسين مسارات الشحن وتقليل تكاليف النقل.

تعرف على: تاريخ الذكاء الاصطناعي

هل الذكاء الاصطناعي هو التحول الرقمي:

لا، الذكاء الاصطناعي ليس هو التحول الرقمي، ولكنه بمثابة القوة الدافعة وراء تطور التحول الرقمي، فمن خلال أدواته وتقنياته تتمكن المؤسسات من تبسيط العمليات وفتح طرقًا جديدة للعمل والمنافسة، إذ يُعد الذكاء الاصطناعي أحد فروع الكمبيوتر الذي يركز على إنشاء آلات ذكية قادرة على أداء المهام التي تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل التعلم والتفكير وحل المشكلات.

بينما التحول الرقمي هو عملية دمج التكنولوجيا الرقمية التي تنفذها المؤسسات في جميع مجالات الأعمال لتغيير كيفية عملها وتقديم قيمة لعملائها، من خلال إحداث تغيير شامل في الأنشطة التنظيمية والعمليات والكفاءات، للاستفادة من الفرص التي يوفرها مزيج مختلف التقنيات الرقمية مثل الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة.

وبالتالي يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي يُعد أحد الأدوات الداعمة لتنفيذ التحويل الرقمي داخل المؤسسات في مختلف الصناعات وجزء مهم من تلك العملية، لأنه لا يحسن سير العمل فقط؛ بل يتوقع الاحتياجات ويعيد تشكيل الاستراتيجيات بطريقة تمكّن المؤسسات من الابتكار والتوسع في العالم التنافسي.

اقرأ المزيد عن: فوائد ومميزات التحول الرقمي

أنماط الذكاء الاصطناعي:

ينقسم الذكاء الاصطناعي إلى مجموعة من الأنماط والأنواع التي تختلف في استخداماتها وفوائدها، وذلك على النحو التالي:

1- الذكاء الاصطناعي الضيق Narrow AI

الذكاء الاصطناعي الضيق أو الذكاء الاصطناعي الضعيف هو النوع المخصص للتركيز على تنفيذ مهمة محددة للغاية، فلا يمكن لهذا النوع أن يتجاوز حدوده أو الغرض الذي يُستخدم من أجله حتى لا يفشل.

ويمتاز الذكاء الاصطناعي الضيق بقدرته على التعلم من البيانات، لذلك يمكن استخدامه في أتمتة مختلف المهام اليومية وزيادة الكفاءة إلى أقصى حد، والمساعدة في صنع القرار، وتُعد قطاعات مثل التمويل والرعاية الصحية والبيع بالتجزئة من أكثر القطاعات التي تستخدم هذا النوع على نطاق واسع.

من الأمثلة على الذكاء الاصطناعي الضيق: برامج التعرف على الصور، السيارات ذاتية القيادة، المساعدين الافتراضيين للذكاء الاصطناعي، أدوات رسم خرائط الأمراض.

2- الذكاء الاصطناعي العام General AI

يُسمى هذا النوع أيضًا بالذكاء الاصطناعي القوي، وهو يمتاز بقدرته على التعلم والتفكير وتنفيذ مجموعة واسعة من المهام واتخاذ القرارات في سياقات متنوعة بطريقة تضاهي طريقة البشر، فضلًا عن قدرته على تمييز واستيعاب واستخدام ذكائه لحل أي تحد دون الحاجة إلى توجيه بشري.

وحتى وقتنا هذا، يُعد الذكاء الاصطناعي العام موجودًا نظرًا فقط ولم يتم تحقيقه بعد، إذ يسعى الباحثون لتطوير آلات تستخدم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، ويتوقع البعض منهم أن هذا الأمر سوف يستغرق الكثير من الوقت والجهد.

وفي حال تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي العام، فإن التطبيقات المحتملة الناتجة عنه يمكن أن تكون: الروبوتات التي يمكنها تعلم مهارات جديدة والتكيف مع التحديات غير المتوقعة، أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تشخيص وحل المشكلات الطبية المعقدة.

3- الذكاء الاصطناعي الفائق Super AI

وهو النوع الأكثر تقدمًا للذكاء الاصطناعي الذي يمتلك قدرة تجعله يتفوق على البشر في التفكير وحل الألغاز وحل المشكلات والإبداع والتخطيط وإصدار الأحكام والتعلم والتواصل واتخاذ القرارات، كما يتفوق عليهم في أداء المهام بطريقة أفضل منهم، ولا يكتفي بذلك فحسب؛ بل يمتاز بقدرته على فهم وتفسير المشاعر والاستجابة بطريقة تشبه الإنسان.

ويُعد الذكاء الاصطناعي الفائق مجرد تخمين في الوقت الحالي ولم يتم تطبيقه عمليًا، ولكن من المتوقع أن يحدث ثورة هائلة في مختلف القطاعات والبحث العلمي، ويحقق تطورًا غير مسبوق.

4- الآلات التفاعلية Reactive Machines

تُعد الآلات التفاعلية ضمن أنواع الذكاء الاصطناعي التي تُصنف حسب الوظائف، وهي أبسط شكل للذكاء الاصطناعي، وتمتاز بقدرتها على الاستجابة لمدخلات محددة ذات مخرجات محددة مسبقًا، أي تعمل على أساس البيانات الحالية فقط، وغير قادرة على تخزين تجارب أو التعلم من خبرات سابقة.

وتفيد الآلات التفاعلية في تنفيذ وظائف أساسية مثل تصفية الرسائل غير المرغوب فيها من صندوق البريد الإلكتروني أو التوصية بالعناصر بناءً على سجل التسوق.

من أبرز الأمثلة على الآلات التفاعلية، جهاز الكمبيوتر العملاق IBM' s Deep Blue الذي هزم بطل العالم للشطرنج غاري كاسباروف في عام 1997.

5- الذاكرة المحدودة Limited Memory

وهي عبارة عن آلات تمتلك ذات قدرات الآلات التفاعلية، ولكنها تتفوق عليها في قدرتها على تخزين البيانات السابقة لفترة قصيرة من الوقت، واستخدام تلك البيانات لعمل تنبؤات واتخاذ القرارات، أي أنها تعتمد على البيانات في بناء قاعدة معارفها المحدودة قصيرة الأجل وتنفيذ المهام.

وجوهر عمل تلك الآلات هو التعلم العميق الذي يقلد وظائف الخلايا العصبية في الدماغ البشري، إذ تتعلم الآلات من البيانات حتى تحسن أفعالها بمرور الوقت.

من أمثلة الآلات ذات الذاكرة المحدودة:

  • روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين: تقلد المحادثات البشرية باستخدام التعلم العميق وتتذكر التفاصيل حول المستخدم، فتقدم استجابات مخصصة وذات صلة.
  • السيارات ذاتية القيادة: تستخدم البيانات السابقة للتنقل في الطرق وتجنب العوائق.

6- ذكاء نظرية العقل Theory of Mind AI

يُعد ذكاء نظرية العقل من الأنواع الناشئة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ولا يزال الباحثون يعملون على تطويره ولم يتم تطبيقه بعد، وهو يركز على فهم المشاعر والمعتقدات والنوايا والرغبات البشرية واستخدام تلك المعلومات في اتخاذ القرارات، والهدف من تلك النظرية هو إنشاء آلات قادرة على التفاعل مع البشر بطريقة أكثر تعاطفًا.

وفي حال نجاح الباحثون في تطوير تلك الآلات، فقد تشمل التطبيقات المحتملة الروبوت القادر على التفاعل مع الإنسان والتعرف على مشاعره وتعديل استجاباته وفقًا لذلك، والروبوتات التعاونية التي تعمل مع البشر في مجالات مثل الرعاية الصحية وتتعرف على احتياجات المرضى وتطويع مهامها وفقًا لها.

7- الذكاء الاصطناعي الواعي Self-aware AI

الذكاء الاصطناعي الواعي أو المدرك لذاته هو النمط الافتراضي الأكثر تقدمًا للذكاء الاصطناعي، وعند الوصول إليه ستكون آلات الذكاء الاصطناعي ليست فقط قادرة على الشعور بمشاعر الآخرين والتفاعل معهم؛ ولكنها سوف تتمكن من الشعور بذاتها مثل البشر، أي سوف يكون لديها نفس الاحتياجات والعواطف والرغبات مثل البشر.

ويُعد الذكاء الاصطناعي الواعي امتدادًا لذكاء نظرية العقل، ولكنه يتفوق عليه في قدرة الآلات على إدراك نفسها وسيكون لها أفكار وردود فعل خاصة به، وقد يستغرق تطوير تلك الآلات عقود أو قرون.

اقرأ أيضًا عن تخصص الذكاء الاصطناعي في السعودية.

ما هو الهدف الرئيسي للذكاء الاصطناعي؟

يكمن الهدف الرئيسي للذكاء الاصطناعي في محاكاة الذكاء البشري لتمكين الآلات من اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتنفيذ المهام بشكل مستقل، فعندما تتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي من معالجة كميات هائلة من البيانات؛ تصبح قادرة على تحديد الأنماط وإجراء التنبؤات وتقديم رؤى تساعد على تحسين عملية صنع القرار.

كما يهدف الذكاء الاصطناعي إلى اتخاذ قرارات مستنيرة من خلال القضاء على الأخطاء والتحيزات وتسريع العمليات، مما يساهم في اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي وتقديم أفضل الحلول التي تساهم في حل التحديات في مختلف الصناعات.

ويمكن القول أن ما يسعى الذكاء الاصطناعي لتحقيقه هو تحسين القدرات البشرية ومساعدة الأفراد والمؤسسات على مواجهة التحديات بطرق أسرع وأكثر فعالية، من أجل دفع النمو في تلك المؤسسات والحياة اليومية بشكل عام.

 

طور مهاراتك التقنية مع بكه

سواء كنت مبتدئًا أو متمرسًا وتطمح في تطوير مسارك الوظيفي، فإن منصة بكه تتيح لك تنمية مهاراتك وتوسيع معارفك في مجال حوكمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الخدمات من خلال مجموعة من الدورات التي تُقدم على يد نخبة من الخبراء والمتخصصين، وتؤهلك للحصول على شهادة مهنية معتمدة، وتشمل تلك الدورات ما يلي:

الخاتمة:

يُعد الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية للتحول الرقمي، حيث يسهم بشكل فعال في تحسين العمليات وتبسيط الإجراءات عبر أتمتة المهام وتحليل البيانات واستخراج الرؤى. من خلال تقنيات مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم حلول مبتكرة تعزز من كفاءة المؤسسات، وتمكّنها من اتخاذ قرارات مستنيرة، مع توفير تجارب عملاء مخصصة تعكس احتياجاتهم بدقة. هذه القدرات تجعل الذكاء الاصطناعي قوة حيوية تسهم في تحويل القطاعات التقليدية إلى كيانات رقمية متطورة.

على صعيد آخر، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات متقدمة لتحسين استراتيجيات التسويق وإدارة سلسلة التوريد وتطوير المنتجات، إلى جانب دوره الكبير في الأمن السيبراني من خلال الكشف المبكر عن التهديدات. كما يساهم في تسريع التحول الرقمي داخل قطاعات مثل الصحة والتعليم والنقل، مما يساعد على تحسين جودة الخدمات وزيادة الإنتاجية. من خلال هذا التكامل العميق بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، أصبح بالإمكان تحقيق نقلة نوعية في أساليب العمل والنمو المستدام للمؤسسات.

وفي الختام، في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، بات الذكاء الاصطناعي أداة لا غنى عنها في تنفيذ عملية التحول الرقمي بنجاح داخل المؤسسات من أجل تحسين كفاءتها وتطوير خدماتها ومنتجاتها، ولكن نجاح ذلك يتوقف على تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز المهارات البشرية، لضمان تحويل الأفكار إلى واقع ملموس يساعد على تحقيق التنمية الشاملة المستدامة.

واتساب