تسعى المنظمات دائماً إلى تحقيق التطوير التنظيمي الذي يناسب رسالتها وما تطمح إليه، فتبدأ بالبحث والتحليل للموارد والفرص المتاحة لديها. لكن التطور لا يتم بين ليلة وضحاها ولا يكون عشوائياً أو دون بذل أي مجهود، بل أكثر من ذلك؛ يرى المتخصصون أن تحقيق التطور البسيط المستمر أفضل بكثير من تحقيق التطور الآني الكبير، فالتحديثات المستمرة هي الضمان لاستشعار التحسن وتحقيق المبتغى.
من خلال هذا المقال سنتعرف على طريقة الإنتاج في الوقت المحدد (Just in Time)، وهي أشهر طرق إدارة المخزون، وتحديد آلية تطبيقها من أجل التحسين المستمر للعملية الإنتاجية وبطريقة بسيطة دون مجهود كبير.هل سبق أن سمعت عن هذه الطريقة؟
تعريف نظام JIT:
نظان Just-In-Time (JIT) هو نظام لإدارة الإنتاج والمخزون يهدف إلى إنتاج أو تسليم البضائع بالضبط في اللحظة التي تكون هناك حاجة إليها في عملية الإنتاج أو من قبل العميل. الهدف الأساسي لنظام JIT هو التخلص من الهدر، بما في ذلك المخزون الزائد والإنتاج الزائد وأوقات الانتظار غير الضرورية.
يتطلب تنفيذ JIT تخطيطًا وتنسيقًا دقيقًا في جميع أنحاء سلسلة التوريد. وفي حين أنه يمكن أن يؤدي إلى توفير كبير في التكاليف وزيادة الكفاءة، فإنه يتطلب أيضًا مستوى عالٍ من الدقة والاستجابة للتغيرات في متطلبات الطلب والإنتاج.
ما هي طريقة عمل JIT الإنتاج في الوقت المحدد؟
مصطلح JIT هو اختصار للكلمة الإنجليزية Just In Time والتي تعني الإنتاج في الوقت المحدد، وظهرت طريقة JIT على يد شخص يدعى تايتشي أونو، وهو مؤسس مجموعة تويوتا العالمية. ابتكر أونو هذه الطريقة عندما لاحظ زيادة أعداد خطوط الإنتاج التي تعتمد على تصنيع كمية كبيرة من منتج واحد قبل الانتقال إلى إنتاج منتج آخر وزيادة تركيز الطلب على درجة تنوع المنتج وليس الكمية المنتجة.
تقضي هذه الطريقة إلى تعزيز مبدأ التحسين المستمر في العملية الإنتاجية، وزيادة الكفاءة، والحد من المنتجات التالفة، وذلك من خلال قيام قسم المشتريات بطلب الكميات المحددة من المواد الخام التي تحتاجها في العملية الإنتاجية دون أي فائض أو عجز وتزويدها لقسم الإنتاج في الوقت المحدد وبالجودة المطلوبة، مما يجعل كمية المخزون تصل إلى صفر.
كيفية تطبيق طريقة JIT Production أهم العناصر؟
لا يمكننا تزويدك بخطوات محددة لتنفيذ طريقة JIT. وذلك لأن كل منظمة تواجه فرص وتحديات مختلفة عن الأخرى. لذا، نضع بين أيديكم بعض النصائح عن كيفية تطبيق طريقة الإنتاج في الوقت المحدد:
1. حدد الهدف الذي تسعى إليه
بعد أن حددتَ في البداية رسالة منظمتك والخطة الاستراتيجية التي تستخدمها، حاول أن تُقسِّم أهدافك إلى مجموعة من الأهداف البسيطة أو المستويات حسب الفترة الزمنية، على أن يكون هناك تقارب شبه كامل بين المستوى والآخر بشكلٍ يسهل المرور والقيام بالثاني دون عناء.
2. احصل على دعم الأفراد والعاملين لديك
اجعل كل العاملين في المنظمة يدعمون عملية التنفيذ بدءًا من عمال الآلات حتى الإدارة العليا. يجب أن يدرك كل عامل ذلك حتى لو لم يكن جزءًا من العملية. حدد الآثار المترتبة عليها وما هي العقبات التي من الممكن أن تواجههم خلال التنفيذ، هذا سيساعدك على كسب الدعم من قبل جميع العاملين وحرصهم على إنجاح العملية.
3. اعمل على إعادة هيكلة العملية الإنتاجية
إن كنت تريد التغيير أو التطوير فأنت حتماً تعي أنك بحاجة لذلك. يمكنك أن تبدأ أولاً بتحديد الاستراتيجية المحددة التي ستتبعها لتنفيذ طريقة الإنتاج في الوقت المحدد واختيار الحلول السهلة والمحددة لمنظمتك. من ثم العمل على إعادة هيكلة الاستراتيجية المتبعة من خلال تعزيز مبدأ التخطيط للمواد المطلوبة MRP، والعمل على تفعيل نظام محوسب لبناء المخزون وجدولة الإنتاج وإدارة المدخلات، كما يجب أن تتضمن الأنشطة والعملية التسويقية أيضاً.
4. راجع سلسلة الإمداد لديك
يعتمد نجاح عملية التنفيذ على أن يكون العمل في سلسلة الإمداد منسقًا ومتكاملًا مع بعضه البعض، وأي فشل في أحد الأطراف سيؤدي إلى فشل في تنفيذ هذه الطريقة.
يجب على المنظمة أن تُنشئ علاقة تعاون والتزام طويلة الأمد مع المورِّدين يقوم من خلالها المورِّد بتزويد المصنع بالمواد الخام وفق الكميات والأسعار المحددة وفي الوقت المحدد دون أي تأخير أو نقصان.إن عدم وجود هذه العلاقة تجعل طريقة الإنتاج في الوقت المحدد غير فعالة، ويتوقع في هذه الحالة حدوث الكثير من العقبات التي من الممكن أن تواجهك، مثل حرب الأسعار أو أن يحصل أحد المنافسين على سعر أقل للمواد الخام وبالتالي يمكنه أن يحقق الميزة التنافسية.
5. اطلب المشورة من خارج منظمتك
يمكنك أيضاً تعيين خبير من خارج منظمتك لمراجعة كل الأجزاء في سلسلة التوريد وفي العملية الإنتاجية أيضاً، حاول أن تحصل على وجهة نظر مختلفة عن بيئة العمل الداخلية، ستساعدك بالتأكيد في تقييم عملك وإيجاد الطرق المحددة لتحد من التالف وتطوير العملية الإنتاجية لديك.
6. اهتم بالتغذية الراجعة من العملاء الحاليين
احرص على الاطلاع على تقييم عملائك للمنتجات التي تقدمها لهم بشكل مستمر. سيوفر لك ذلك فرصة اكتشاف أية أخطاءٍ أو تعديلاتٍ مقترحة منهم، مما يزيد الرضى لديهم بأن يشعر المستهلك أنه قد شارك في تصميم أو تعديل العملية الإنتاجية وأن المنظمة تركز دوماً على تلبية حاجاتهم المتجددة.
تعتمد طريقة الإنتاج في الوقت المحدد على مبدأ أن تقوم بإنتاج الكمية المطلوبة من قبل المستهلك بشكل متواصل كل يوم، والتخلص من تكاليف التخزين والحد من المنتجات التالفة لديك وهذا سيزيد من العائد على الاستثمار لديك. قد يستغرق منك وقتًا لتحليل
ووضع الأهداف والاستراتيجية المحددة، ولكن لا بأس، فالاستمرارية هي المفتاح الأساسي لعملية التطوير التنظيمي.
أهداف نظام JIT:
أهداف نظام التصنيع (JIT) تتضمن تحسين الكفاءة الإنتاجية وتقليل التكاليف من خلال تحقيق تناغم بين الإنتاج والطلب. يهدف نظام JIT إلى تحقيق إنتاج أفضل بتكلفة أقل من خلال التركيز على تقليل المخزون والنفايات. تسعى هذه النظام إلى زيادة المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات في السوق وتحسين جودة المنتجات. يهدف JIT أيضًا إلى تقليل أوقات الإعداد وتحسين كفاءة استخدام الموارد، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين العمال وتشجيعهم على المشاركة في عمليات التحسين المستمر.
مزايا نظام JIT:
نظام JIT يوفر عدة المزايا للمؤسسات، حيث يتميز بتقليل كبير في تكاليف حمل المخزون، وذلك من خلال إنتاج السلع استنادًا إلى طلب العملاء الفعلي، مما يقلل من الحاجة لمخزون كبير. كما يساهم في زيادة الكفاءة والإنتاجية من خلال القضاء على النفايات وتبسيط العمليات، ويعزز جودة المنتج بفضل تركيزه على مراقبة الجودة والتحسين المستمر.
يتيح JIT المرونة والاستجابة السريعة لتغيرات طلب العملاء، كما يساهم في تسريع وقت تسويق المنتجات إلى السوق بفضل توجيه الإنتاج وفقًا للطلب الفعلي. يجمع JIT بين أسلوب الإنتاج الفعّال وتحقيق الجودة مع التكيف الشديد للتغيرات في السوق والعملاء.
إليك أهم مزايا نظام JIT:
1. انخفاض تكاليف المخزون:
إحدى المزايا الأساسية لـ JIT هي التخفيض الكبير في تكاليف حمل المخزون. من خلال إنتاج السلع استجابة لطلب العملاء الفعلي، يمكن للمؤسسات تقليل الحاجة إلى مخزونات كبيرة من المواد الخام، والعمل قيد التنفيذ، والسلع تامة الصنع.
تقلل مستويات المخزون المنخفضة أيضًا من مخاطر المخزون المتقادم أو القديم، مما يوفر مساحة التخزين وتكاليف الاحتفاظ المرتبطة بها.
2. زيادة الكفاءة والإنتاجية:
ويهدف JIT إلى القضاء على النفايات وتبسيط عمليات الإنتاج، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة. ومن خلال التركيز على أحجام القطع الصغيرة وتقليل أوقات الإعداد والتحسين المستمر، يمكن للمؤسسات تحقيق مستويات إنتاجية أعلى.
ويضمن التركيز على نظام السحب عدم استخدام الموارد إلا عند الضرورة، وتجنب الإفراط في الإنتاج والتوقف غير الضروري.
3. تحسين نوعية:
تعد مراقبة الجودة جزءًا لا يتجزأ من JIT. ومن خلال التركيز على تحديد العيوب ومعالجتها بمجرد حدوثها، يمكن للمؤسسات تحقيق جودة أعلى للمنتج بشكل عام. تساهم أحجام الدفعات الصغيرة والتركيز على التحسين المستمر في خلق ثقافة الجودة طوال عملية الإنتاج.
4. المرونة والاستجابة:
تم تصميم أنظمة JIT لتكون سريعة الاستجابة للتغيرات في طلب العملاء. إن القدرة على ضبط مستويات الإنتاج ومزيج المنتجات بسرعة تمكن المؤسسات من التكيف مع تقلبات السوق وتفضيلات العملاء. إن القوى العاملة المرنة التي يمكنها التعامل مع المهام والمسؤوليات المتعددة تعزز الاستجابة الشاملة للمنظمة.
5. أسرع وقت للوصول إلى السوق:
تعمل JIT على تسهيل وقت تسويق المنتجات بشكل أسرع. ومن خلال مواءمة الإنتاج مع الطلب الفعلي للعملاء، يمكن للمؤسسات تقليل المهل الزمنية وتقديم المنتجات إلى السوق بسرعة أكبر.
تساهم أحجام الدفعات الأصغر وأوقات الإعداد المنخفضة في عملية إنتاج أكثر مرونة، مما يسمح للمؤسسات بالاستجابة السريعة لظروف السوق المتغيرة ومتطلبات العملاء.
من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن JIT يقدم مزايا متنوعة، إلا أن تنفيذه الناجح يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا وعلاقات قوية مع الموردين. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المؤسسات أن تضع في اعتبارها المخاطر المحتملة، مثل الاضطرابات في سلسلة التوريد، والتي قد تؤثر على فعالية أنظمة JIT.
عيوب نظام JIT:
نظام التصنيع (JIT)، على الرغم من فوائده، يتسم أيضًا بعدة عيوب يجب أخذها في اعتبار:
1. توقف الإنتاج بسبب المشاكل في الإمدادات:
يعتمد JIT على توفر المواد الخام والمكونات في الوقت المناسب، وأي تأخير أو انقطاع في سلسلة التوريد يمكن أن يؤدي إلى توقف الإنتاج وتأثير كبير على التسليمات.
2. تحمل المخاطر في سلسلة التوريد:
يجعل الاعتماد الشديد على الموردين القليلين المشغلين للمؤسسة عرضة لمخاطر الاضطرابات في سلسلة التوريد، مثل المشاكل اللوجستية أو الأحداث الطارئة.
3. ارتفاع تكاليف الإعداد:
على الرغم من تقليل تكاليف المخزون، قد ترتفع تكاليف الإعداد (تجهيز الخطوط للإنتاج) بسبب الحاجة المتزايدة للتحول بين منتجات مختلفة بشكل متكرر.
4. صعوبة التنبؤ بالطلب:
قد يكون تحديد الكميات المناسبة للإنتاج أمرًا صعبًا بسبب التقلبات الطارئة في طلب السوق، مما يؤدي إما إلى تكلفة زائدة للمخزون أو نقص في المنتجات.
5. تكاليف التأمين الإضافية:
نظرًا للتعامل مع مخاطر انقطاع التوريد، قد تحتاج المؤسسة إلى تخزين استراتيجي أو خطط تأمينية، مما يزيد من التكاليف العامة للنظام.
هذه العيوب تبرز أهمية وجود إدارة فعالة للمخاطر والعلاقات مع الموردين لضمان استدامة وفاعلية نظام JIT.
دورات معتمدة في سلاسل الإمداد والتوريد:
ومن أهم دورات إدارة سلاسل الإمداد والتي تساعدك على تطبيق طريقة JIT في الإنتاج، مجموعة من الدورات التي تقدمها بكه للتعليم، ومنها التالي: