طريقة وخطوات دراسة الجدوى والسوق

دراسة الجدوى للسوق تمثل رحلة استكشافية دقيقة تبدأ بخطوات مستنيرة وتنتهي بقرارات استراتيجية مبنية على بيانات قوية. تبدأ هذه الرحلة بتحليل شامل لمتطلبات المشروع وتقييم العقبات المحتملة التي قد تواجهه، مما يساعد في تشكيل صورة واضحة للتحديات والفرص المتاحة. يلي ذلك التحليل المالي المتقن، الذي يستعرض التكاليف والإيرادات المتوقعة بدقة لتقديم تقديرات موثوقة للعائد على الاستثمار.

مع مرور الزمن، تتجه الرحلة إلى مرحلة البحث السوقي المكثف، حيث يتم استكشاف تفاصيل السوق وتحليل متطلبات العملاء المحتملين. يتم ذلك بواسطة أدوات متقدمة تساعد في تحليل البيانات بعمق، مثل تحليل SWOT، لتحديد القوى والضعف والفرص والتهديدات المحتملة التي تؤثر على مستقبل المشروع. وفي النهاية، تتلاقى كل هذه الجهود في تحليل نهائي يحدد ما إذا كان المشروع جاهزًا للتنفيذ أم لا، مما يسمح للقادة باتخاذ قرارات مدروسة وفعالة بشأن مستقبل الشركة.

يُعد نمو الأعمال من الأهداف التي تسعى لها جميع الشركات مهما كان حجمها أو صناعتها، ومن أجل تحقيق هذا الهدف يتم تنفيذ المشاريع أو المبادرات القائمة على إطلاق منتج جديدة أو خدمة جديدة، وتحتاج الشركات إلى إجراء دراسة الجدوى للمشروع والتي تساعدها على تحقيق أقصى استفادة من وقتها ومواردها بما يضمن  تحديد التحديات والفرص المحتملة واتخاذ أفضل القرارات والتي تؤثر مباشرة على نجاح مشاريعها، وفي سطور هذا المقال نوضح كيفية دراسة الجدوى ومراحلها بالتفصيل.

طريقة وخطوات دراسة الجدوى للسوق

قبل إطلاق أي مشروع، تقوم الشركات بعمل دراسة جدوى للتحقق من جدوى المشروع وإمكانية تنفيذه ونجاحه وتحقيقه النتائج المرجوة، وحتى تتمكن من فهم المخاطر التي ينطوي عليها حتى تكون مستعدة لها بشكل أفضل.

تتضمن دراسة الجدوى للسوق عدة خطوات، بدءًا من التحليل الأولي لتحديد متطلبات المشروع والعقبات المحتملة، مرورًا بالتحليل المالي لتقدير الدخل والمصروفات، ثم أبحاث السوق للتحقق من صحة الافتراضات حول العرض والطلب. يلي ذلك وضع خطة تشغيلية تحدد الموارد والأشخاص والعمليات اللازمة، واستعراض البيانات وتحليلها باستخدام أدوات مثل تحليل SWOT لتقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. في النهاية، تُحلل النتائج لتحديد قابلية المشروع للتنفيذ، وعرضها على أصحاب المصلحة لاتخاذ القرار النهائي.

وإليكم فيما يلي طريقة وخطوات دراسة الجدوى بالتفصيل:

1- إجراء تحليل أولي

أولى خطوات إنشاء دراسة الجدوى هي إجراء تحليل أولي لمتطلبات المشروع من حيث التكاليف والموارد، وسوق المنتج أو الخدمة المُقرر إطلاقها فيه، لمعرفة ما إذا كان المشروع سوف يضيف شيئًا جديدًا إلى السوق حتى يكون ناجحًا، مثل تقديم منتج أو خدمة غير متوفرين أو إطلاق منتج يتفوق على المنتجات الحالية.

كما ينطوي التحليل الأولي على تحديد العقبات التي قد تقف عائقًا أمام إكمال المشروع، مثل احتياج تنفيذه إلى ميزانية تفوق ميزانية الشركة بالكامل، وبالتالي فإن معرفة تلك العوامل تحدد مدى قابلية المشروع للتنفيذ وما إذا كانت دراسة الجدوى ضرورية، ومن ثم اتخاذ قرار إكمالها بشكل أكثر تفصيلاً من عدمه.

2- إجراء التحليل المالي

بعد ذلك، لا بد من إجراء التحليل المالي والذي من خلاله يمكن التنبؤ بالدخل والمصروفات والأرباح المرتبطة بالمشروع المُقترح، وذلك بناءً على التحليل الأولي للطلب في السوق.

ويساعد إجراء التحليل المالي على تحديد المال والوقت المطلوبين للاستثمار في المشروع، ومعرفة مدى تأثيره على التدفق النقدي للشركة، كما يستفيد منه أصحاب المصلحة في معرفة ما إذا كانت الأموال التي تنفقها ستحدث فرقًا في النتيجة النهائية، أي يفهمون منه عائد الاستثمار المُحتمل للمشروع.

3- إجراء أبحاث السوق

في هذه الخطوة، لا بد من مسح السوق أو إجراء أبحاث السوق من أجل التحقق من صحة الافتراضات التي يتضمنها التحليل المالي، وهي المتعلقة بالعرض والطلب، وتسعير المنتجات أو الخدمات والتركيبة السكانية للعملاء والتحديات التي قد تظهر خلال تنفيذ المشروع.

وينطوي مسح السوق على تحليل المنافسين النشطين أو المُحتملين لمعرفة ما إذا كانت هناك فرصة لطرح المنتج أو الخدمة، ثم تحويل نتائج هذا المسح إلى تنبؤات الإيرادات التي تُستخدم في تقييم تأثير التغييرات ووضع استراتيجيات التسويق المناسبة.

وتتعدد طرق إجراء أبحاث السوق ما بين إرسال استطلاعات الرأي وإجراء مقابلات مع العملاء ودراسة اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي وإدارة فرق التركيز، وغيرها.

4- وضع الخطة

بعد جمع بيانات الأبحاث السابقة، تأتي مرحلة التخطيط التشغيلي التي تحدد الموارد والأشخاص والعمليات والتكنولوجيا المطلوبة لإكمال المشروع.

ويتم تحديد الموارد عن طريق التخطيط التنظيمي الذي يوازن بين الموارد المطلوبة والهيكل التنظيمي القائم من أجل معرفة الموارد أو المرافق الناقصة والعمل على تلبيتها سواء عن طريق الاستثمار أو الاستعانة بمصادر خارجية، كما أن هذا التخطيط يوازن بين متطلبات المشروع والمهارات والقدرات المتوفرة حاليًا من أجل سد أي فجوات.

أما تحديد العمليات فيتم عن طريق التخطيط التنموي الذي يعمل على تلبية جميع احتياجات المشروع، مع وضع الخطط التي تتطلب قدرة المنتج أو الخدمة في كل نقطة تسليم.

ومن خلال التخطيط التكنولوجي يتم مقارنة المتطلبات التكنولوجية للمشروع بالقدرة التكنولوجية المتاحة، من أجل سد أي نقص بها.

5- استعراض البيانات وتحليلها

بعد توفر جميع البيانات المطلوبة، لا بد من مراجعة البيانات وتحليلها مع استعراض نقاط الضعف الخاصة بالمشروع عن طريق استخدام  أدوات مثل تحليل SWOT لتقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في المشروع، ومن خلال تحديد المخاطر يمكن التعرف على التحديات المُحتملة التي يمكن أن تعرقل المشروع.

وينطوي استعراض البيانات على تقييم المؤشرات الرئيسية أخرى مثل معدلات انتشار السوق وعائد الاستثمار المتوقع وأهم التواريخ، وذلك من أجل الحصول على صورة كاملة عن قيمة المشروع وجدواه.

6- تحليل النتائج واقتراح القرار

وهي آخر مراحل إنشاء دراسة الجدوى، ففيها يتم تحديد ما إذا كان المشروع قابلًا للتنفيذ، وذلك عن طريق تحليل النتائج التي جرى التوصل إليها والذي يساعد على معرفة قدرة الشركة على مواجهة المخاطر المُحتملة وقدرة المشروع على تلبية متطلبات العملاء عن طريق المنتجات والخدمات المُقرر إطلاقها من خلاله.

وإذا كانت نتائج هذا التحليل تشير إلى إمكانية تنفيذ المشروع؛ يتم عرضها على أصحاب المصلحة للحصول على موافقتهم على البدء في المشروع.

تعلم تحليل البيانات بشهادة معتمدة دوليًا:

أطلق مسيرتك المهنية في تحليل البيانات إلى آفاق جديدة مع شهادة IIBA®-CBDA. تعمل هذه الشهادة على سد الفجوة وبناء الجسور بين المهارات التقنية في تحليل البيانات وفهم الأعمال، مما يجعلك محلل بيانات مطلوبًا للغاية في الشركات والمؤسسات، حيث تركز هذه الدورة بشكل خاص على التقاطع بين تحليل الأعمال وتحليلات البيانات.

وتقوم هذه الشهادة والدورة بتزويدك بالمهارات اللازمة لتحديد احتياجات العمل، وترجمتها إلى حلول تعتمد على البيانات، وتوصيل الرؤى إلى أصحاب المصلحة.

تصفح الشهادة الآن! شهادة تحليل بيانات الأعمال IIBA®-CBDA 

الخاتمة:

دراسة الجدوى للسوق تتكون من خطوات متتابعة تضمن فحصًا شاملاً لجميع جوانب المشروع المحتمل. تبدأ الخطوات بالتحليل الأولي لمتطلبات المشروع وتقدير التكاليف المالية المرتقبة، مما يساعد في تحديد إمكانية إضافة قيمة جديدة للسوق. بعد ذلك، يتم إجراء التحليل المالي لتقدير الدخل المتوقع والتكاليف التشغيلية، ويتبعها البحث في السوق لتحديد حجم السوق ومنافسيه وتحليل الطلب والعرض. 

يتم إعداد خطة تشغيلية مفصلة تشمل الموارد اللازمة والعمليات المطلوبة، بينما يتم استعراض البيانات وتحليلها باستخدام أدوات مثل تحليل SWOT لتحديد القوى والضعف والفرص والتهديدات المحتملة. في النهاية، يتم تحليل النتائج لاتخاذ القرار بشأن قابلية المشروع للتنفيذ وتقديمه للمسؤولين للموافقة النهائية.

وفي الختام، تُعد دراسة الجدوى من العناصر الضرورية الواجب توافرها قبل البدء في تنفيذ أي مشروع، من أجل ضمان تحقيق الأهداف المرجوة منه.