معنى الإبداع؟ دليل شامل للخصائص والأهمية والانواع

كتابة : بكه

17 سبتمبر 2024

فهرس المحتويات

يُعَد الإبداع مفتاح النجاح والتميز، حيث يُعتبر القادرون على تحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع ملموس كنوزًا نادرة. من خلال القدرة على النظر إلى الأمور بطرق جديدة والتعاون الفعّال مع الفرق، يصبح الإبداع أداة لتحسين العمليات وحل المشكلات بطرق غير تقليدية. هذا المزيج من الفضول والمرونة والشجاعة لا يقتصر على تخيل حلول جديدة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى تنفيذها بطرق تُحدث فرقًا حقيقيًا. لذا، فإن فهم مراحل الإبداع واستخدامه بحكمة يمكن أن يقود الأفراد والمنظمات إلى آفاق غير مسبوقة من النجاح والابتكار.

في العديد من الصناعات، يركز أصحاب الأعمال على تعيين الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على التفكير بشكل إبداعي، من أجل التوصل إلى حلول أو توليد أفكار مبتكرة، وهو ما أدى إلى تركيز مختلف المنظمات في إعلانات الوظائف التي تطرحها على ضرورة امتلاك المتقدمين مهارة الإبداع، فهي المهارة التي تساعد على تحسين العمليات أو سير العمل من خلال التعاون مع فرق العمل ومشاركة الأفكار معهم، لذلك نسلط الضوء في هذا المقال على تعريف الإبداع في العمل وأنواعه وأمثلة عليه وأهميته ومراحله، والفرق بين الإبداع والابتكار.

مفهوم الإبداع:

يمكن تعريف الإبداع بأنه استخدام الخيال في إيجاد حلول مبتكرة وإقامة روابط بين الأشياء التي تبدو مختلفة تمامًا، والنظر إلى العالم بطرق مختلفة وجديدة، إذ تساعد هذه المهارة على تحويل الأفكار الخيالية إلى واقع ملموس، تساهم بشكل فعال في حل المشكلات.

والإبداع في العمل هي العملية التي تتحول من خلالها الأفكار الجديدة والمبتكرة إلى حقيقة واقعة، إذ يطرح الموظف المبدع الأسئلة، ويبتكر طرقًا جديدة لأداء المهام. ويحرص أصحاب الأعمال على توظيف الموظفين المبدعين، من أجل تنمية بيئة الإبداع في مكان العمل، وبالتالي تتمكن الفرق والإدارات من توليد أفكار جديدة.

وأحد العناصر الأساسية للإبداع في العمل هو القدرة على إنشاء شيء جديد غير موجود بعد في الشركة أو في السوق، بما يساعد على تحقيق أهداف تجارية معينة.

أنواع الإبداع:

يشير الإبداع الإداري إلى استخدام الطرق المبتكرة في حل المشكلات، مما يؤدي إلى إنتاج منتجات وخدمات جديدة وقابلة للتكيف وذات مغزى ومتطورة بالكامل، وينقسم الإبداع الإداري إلى النوعين التاليين:

1. الإبداع الإداري العلمي

يشير هذا النوع إلى الإلمام بمختلف النظريات العلمية والرياضية، من أجل استخدامها في توليد أفكار جديدة.

2. الإبداع الإداري العملي

يعني الإبداع الإداري العملي امتلاك القدرة على حل المشكلات والأزمات بشكل فوري، ووضع استراتيجيات واقتراحات لمعالجة مختلف القضايا.

أمثلة على الإبداع والابتكار:

إليكم فيما يلي بعض الأمثلة على الإبداع والابتكار في العمل:

الإبداع في المبيعات

يمكن للشركات الاستفادة من الإبداع في زيادة مبيعاتها، إذ يستطيع مندوبي المبيعات المبدعين اتباع نهجًا أكثر تعاطفًا وابتكار الحلول التي تناسب احتياجات العملاء إذا تراجعوا عن الأسعار المُعلنة لمنتج أو خدمة.

الإبداع في التسويق

هناك العديد من الفرص التي يمكن للشركات الاستفادة منها في ممارستها التسويقية، فعلى سبيل المثال، إذا أطلقت إحدى الشركات نوعًا جديدًا من السيارات؛ فيمكن أن تتبع أساليب مبدعة للتسويق لها من خلال تصوير مقطع فيديو قصير ومشوق عن السيارات وإمكانياتها، بدلًا من الإعلان عنها عبر استخدام اللافتات أو المطبوعات.

الإبداع في القيادة

في القيادة، فإن القائد المبدع هو الذي يتخذ مناهج جديدة للتفاعلات والعمل، وعلى سبيل المثال، عند عقد القائد اجتماعًا مع الموظفين، يمكن أن يتجول بينهم ويطلب منهم تفاصيل وتطورات متعلقة بالأعمال.

الإبداع في حل المشكلات

يمكن للشركات استخدام تمارين الإبداع المختلفة لحل المشكلات في العمل، فعندما تظهر مشكلة ما، لا بد من دراستها والنظر في الحلول الممكنة، مع أخذ بعض الوقت للابتعاد عن المشكلة حتى تتوارد أفكار أخرى، وعند العودة إلى المشكلة سيتجلى أفضل حل لها.

أهمية الإبداع والابتكار:

تتمثل فوائد الإبداع والابتكار في العمل فيما يلي:

1- تشجيع العمل الجماعي

يساعد الإبداع والابتكار على التعاون مع الزملاء والمديرين في بيئة العمل، من أجل تبادل الأفكار، ومن ثم التوصل إلى معلومات جديدة، وهو ما يعزز من العمل الجماعي في بيئة العمل.

2- إيجاد حلول أفضل للمشكلات

من خلال استخدام الإبداع في التفكير، يمكن التفكير بشكل نقدي أي خارج الصندوق، وهو ما يؤدي إلى استكشاف حلول مختلفة وفعالة لأصعب المشكلات.

3- تقليل التوتر

من أبرز فوائد الابتكار والإبداع في العمل، أنهما يلعبان دورًا في التفكير بحرية دون قيود، وهو ما يؤدي إلى تقليل التوتر وتعزيز الإنتاجية، وبالتالي زيادة الرضا الوظيفي.

4- تعزيز الدوافع

عندما يمتلك الموظف الحرية في أداء المهام بشكل إبداعي، يصبح لديه الحافز لإكمال العمل بنفس النمط، وهو ما يترتب عليه تحسين النتائج.

5- التكيف مع التغيرات

تُعد القدرة على التكيف مع مختلف التغيرات من أهم عوامل نجاح المؤسسات، وبالتالي يمكن أن يساعد الإبداع والتفكير الابتكاري على التكيف مع أي ظروف تطرأ على العمليات التجارية.

6- التعلم والنمو

من خلال التفكير الإبداعي يمكن التعامل مع التعلم بطريقة مختلفة والتوصل إلى حلول إبداعية للمشكلات، وهو ما يساعد على التعلم والنمو على المستويين المهني والشخصي. ولأن مهارة الإبداع تتطلب التفكير خارج الصندوق واستكشاف أفكار جديدة، فهي تساعد على تطوير مهارات جديدة وتوسيع المعارف.

7- بناء العلاقات والروابط

يسمح الإبداع بالتواصل مع الآخرين بطريقة هادفة، ومن ثم بناء علاقات قوية ودائمة وفعالة معهم، وهي الفائدة التي تتجلى بشدة في حال العمل مع فريق في مشروع.

8- الاستعداد للتحديات والمخاطر

من أبرز عناصر التفكير الإبداعي هو الاستعداد للتجربة، فمن خلال الإبداع يمكن للأفراد تجربة أفكار جديدة لتحديد ما إذا كانوا يعملون أو يقدمون الحلول دون الخوف من ارتكاب أخطاء، وهو ما يقلل الخوف من الفشل ويعزز المجازفة من أجل مواجهة التحديات والمخاطر.

9- تعزيز التطور المعرفي

يشجع الإبداع على البحث عن الأفكار بطرق فريدة، فيكون لدى الأفراد الحافز للانتباه إلى التفاصيل ضمن عملية أو استراتيجية أو منتج، وبالتالي يكتسبون الإلهام للأفكار الجديدة أو تحديد مجالات التحسين المحتملة.

10- المساعدة على تحديد الفرص

 يساعد التفكير الإبداعي الشركات في تحديد فرص جديدة، فالتفكير خارج الخيارات المطروحة يفيد المؤسسات في تطوير مفاهيم جديدة أو تحديد طرق جديدة للعمل.

خصائص الإبداع والابتكار:

هناك مجموعة من الخصائص التي تميز الإبداع والابتكار وهي:

1- المرونة

تُعد المرونة في التفكير هي مفتاح الإبداع، وتعني المرونة في التفكير الإبداعي هو أن يكون الشخص المبدع قابلًا للتكيف ومنفتحًا على مختلف الاحتمالات، بدلاً من الوقوع في أنماط تفكير جامدة.

2- الفضول

يمتاز الأشخاص المبدعين بشعورهم المستمر بالفضول حول العالم من حولهم، وهو الفضول الذي يغذي خيالهم ويدفعهم إلى ابتكار ما ليس موجود، كما أن عقولهم نشطة دائمًا، وتبحث عن رؤى وتفاهمات جديدة.

والفضول هو الذي يجعل المبدعين يتساءلون عن كل شيء، ويريدون معرفة لماذا تحدث الأشياء، ويلاحظون التفاصيل التي يفوتها الآخرون.

3- المرح

دومًا ما يشعر الشخص المبدع بالمرح والاستمتاع عندما يجد نفسه مستعدًا لتجربة أفكار مختلفة حتى يتوصل إلى الأفكار الصحيحة، فلا يأخذ هذه العملية على محمل الجد.

4- الحساسية

الشخص المبدع حساسًا بطبعه، وهي الحساسية التي تجعله أكثر وعيًا بالقضايا المحيطة به، فيهتم أكثر بحلها، كما أن هذه الحساسية تجعله يتعامل مع الآخرين بشكل ودي، ويكون على استعداد للاستماع إلى أفكارهم أو مشاعرهم، فيبني علاقات قوية وفعالة من خلال اهتمامه بمشاعر الآخرين.

5- الاستقلالية

يفرض التفكير الإبداعي على صاحبه أن يكون ذو شخصية مستقلة، إذ تنبع قراراته الخاصة حول كيفية القيام بالأشياء من ذاته وليس من الآخرين، كما يشعر بالراحة عندما يواجه التحديات بنفسه.

6- المخاطرة

يمتاز الشخص ذو التفكير الإبداعي باستعداده لتحمل المخاطر الناتجة عن تجربة أفكار جديدة، فجميع الأفكار بالنسبة له قد تكون طرق للتوصل إلى حلول. وإذا تعرض الشخص المبدع للفشل، فهو يعتبر ما حدث بمثابة درسًا يتعلم منه كيف يمكن أن يقوم بأعمال أفضل مستقبلًا. 

7- البديهية

الشخص المبدع يتخذ قراراته بناءً على مشاعره، إذ يثق في ذاته وفيما يشعر، وهو ما يفيده بشكل كبير عند العصف الذهني وتوليد الأفكار.

8- الشمولية

يُعد الشمول من أهم خصائص الإبداع، إذ أن الشخص المبدع ينظر إلى المشكلة من جميع الزوايا عندما يبحث عن حلًا لها، ثم يختبر جميع الحلول الممكنة حتى يجد الحل الأمثل، وهذا دليل على انتباهه للتفاصيل التي يراها الآخرون بسيطة.

9- الطموح

من خصائص الشخص المبدع شعوره الدائم بالطموح من أجل تحقيق ما يرغب فيه، إذ يدرك ضرورة بذل الجهود من أجل الوصول إلى الحل الأمثل، فيكون لديه الشغف في بذل الجهد لبلوغ أهدافه.

10- النشاط

عندما يكون الشخص مبدعًا ومبتكرًا يزداد نشاطه ويضع الكثير من طاقته في عمله، فيشعر بالشغف تجاه المهام ويُظهر حماسة عند أدائها.

مراحل الإبداع:

تمر عملية الإبداع بأربعة مراحل وهي:

1- مرحلة التحضير

أولى مراحل العملية الإبداعية هي مرحلة التحضير أو الإعداد، وفي هذه المرحلة تتبلور الأفكار الإبداعية، إذ يقوم الشخص المبدع بالتفكير في المشكلة وفحصها من عدة زوايا، بينما يركز العقل الباطن على الأفكار الجديدة المحتملة.

2- مرحلة الاحتضان

وهي المرحلة التي تلي مرحلة الإعداد في حال عدم التوصل إلى حلول من خلالها، وفيها يبتعد الشخص المبدع عن المشكلة قليلًا ويركز في أنشطة أخرى، مع استمرار عقله الباطن في التفكير في حل للمشكلة، وبالتالي تُصاغ الأفكار عن غير عمد.

3- مرحلة الإضاءة

سُميت هذه المرحلة بمرحلة الإضاءة لأن الحل قد يأتي على هيئة ومضة مفاجئة، وتبدأ الأفكار الوليدة في اتخاذ شكلًا محددًا، وقد يحدث ذلك عندما لا يفكر الشخص المبدع بنشاط في حل المشكلة.

4- مرحلة التحقق

وهي المرحلة النهائية من مراحل التفكير الإبداعي، إذ يتحقق فيها الشخص المبدع من الفكرة التي ظهرت له خلال مرحلة الإضاءة، ويقوم بمراجعتها وتعديلها، ثم يعمل على هذا الحل حتى يكون مقبولًا.

الفرق بين الإبداع والابتكار:

يعتقد البعض أن الإبداع والابتكار يدلان على نفس المعنى، ولكن تجدر الإشارة إلى وجود فوارق بينهما وهي كما يلي:

  • الإبداع هو عملية خلق أفكار جديدة وذات قيمة للمؤسسات، بينما الابتكار هو عملية التنفيذ العملي للأفكار الإبداعية بطرق غير تقليدية وتقديم القيم المقصودة بالفعل.
  • تركز عملية الإبداع على توليد الأفكار، بينما يركز الابتكار على تنفيذ الأفكار.
  • في الإبداع يُنظر إلى المخرجات من حيث المفاهيم والأفكار والرؤى، بينما في الإبداع يُنظر إلى الناتج من حيث المنتجات والخدمات ونماذج الأعمال الجديدة.
  • النطاق الرئيسي للإبداع هو التفكير الفردي، بينما نطاق الابتكار هو التغيير التنظيمي.
  • الإبداع غير قابل للقياس، بينما الابتكار يمكن قياسه.
  • لا توجد مخاطر في الإبداع، في حين أن المخاطر مرتبطة دائمًا بالابتكار.

معوقات الإبداع الإداري:

هناك العديد من المعوقات التي تعترض عملية الإبداع الإداري وتحد من تحقيق أهدافها، ومن أبرزها: الخوف من الفشل، عدم وجود حرية، عدم تقديم المنظمة الدعم المطلوب، عدم وضوح الرؤية، زيادة الاعتماد على الخبراء، عدم تشجيع المنظمة على العمل الجماعي، مقاومة التغيير.

انضم إلى أهم الدورات التدريبية المعتمدة لتعزيز الإبداع:

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

الخاتمة:

الإبداع هو القدرة على استخدام الخيال لابتكار حلول جديدة وربط الأفكار المختلفة بطرق مبتكرة، مما يحول الأفكار الطموحة إلى واقع ملموس ويعزز من قدرة الأفراد على حل المشكلات بفعالية. أما في العمل، فهو يتيح للموظفين طرح أفكار جديدة وتحسين أساليب الأداء لتحقيق أهداف تجارية معينة.

يشمل الإبداع أنواعاً متعددة، مثل الإبداع الإداري العلمي والعملي، ويؤثر بشكل إيجابي على مجالات مثل المبيعات، التسويق، القيادة، وحل المشكلات. بتعزيز بيئة العمل الإبداعية، يُمكن للأفراد والمنظمات أن يتكيفوا مع التغيرات، يقللوا التوتر، ويبني علاقات قوية، مما يسهم في تحقيق النجاح والتطور المهني.

وفي الختام، يمكن لكل شخص التفكير خارج الصندوق والعمل بشكل إبداعي من أجل تعزيز الظهور في سوق العمل التنافسي، فقط إذا توفرت لديه البيئة المناسبة، مع الاستمرار في الممارسة.

واتساب