المسار المهني هو خطة طويلة الأمد تهدف إلى تطويرك الوظيفي وفقًا لقدراتك وأهدافك الشخصية. يعتمد نجاحه على التعليم المستمر، التدريب، وتطوير المهارات بما يتناسب مع المتطلبات المهنية. يتنوع بين مسارات تعتمد على المعرفة، المهارات، ريادة الأعمال، أو العمل الحر، ويشمل مراحل تبدأ من الوظائف المبتدئة وصولاً إلى القيادة أو التخصص. لتحقيق نجاحه، تحتاج إلى تحديد أهداف واضحة، مراجعة مستمرة للتقدم، واختيار المسار الأنسب لقدراتك وشغفك.
هل سبق وأن وضعت خطة لتجهيز نفسك لوظيفتك المثالية التي تحلم بها؟ والخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها؟ إنَّ أحد أفضل الطُّرق للاستعداد لوظيفة أحلامك تلك هو إنشاء واتِّباع مسارٍ مهنيّ يعدُّك للنِّمو التَّصاعديّ في مجالك.
يعتمد الكثيرون من الأشخاص في تحقيق رغباتهم المهنيّة على التّعلُّم، والتدريب المُستمر لتنميّة قدراتهم. وبينما يتيح ذلك الحصول على الخبرة اللازمة، إلَّا أنَّ سعيهم ذلك يختلف هدفه، إما لشغل دورٍ وظيفيّ ما أو التَّخطيط لأهدافٍ مهنيّة أخرى. وهنا يتَّضح أنَّ تحديد المسار المهنيّ يختلف في مضمونه عن شغل وظيفة ما. فما هو المسار المهنيّ؟ وما هي مراحله وأنواعه والإنجازات التي يمكن تحقيقها من خلاله؟ هذا ما ستظهره السُّطور القادمة في هذا المقال.
ما هو المسار المهني؟
ما الذي تبحث عنه؟ وظيفة واحدة تقوم بها بمقابلٍ شهريّ لشركةٍ تعمل لصالحها، أم مهنة كخطِّ عملٍ لك تختار السَّير فيه، والذي قد يشمل وظيفةً واحدة أو عدَّة وظائف، ليضمَّ العديد من الأهداف المهنيّة. ويُعرَّف المسار المهنيّ (بالإنجليزية: Career Path) بأنَّه خطةٌ طويلة الأمد تتضمَّن خطواتٍ أو مهام محدَّدة، تساعدك على التَّقدم نحو وظيفةٍ ترغب في شغلها أو دورٍ وظيفيّ جديد.
وعادةً ما يتضمَّن المسار المهنيّ سلسلةً من الوظائف أو الأدوار المرتبطة، التي توفِّر مستويات متزايدة من المسؤوليّة، وتنمية المهارات الشخصيّة والمهنيّة لمواصلة التقدُّم الوظيفيّ، ومعها تزيد احتمالية الانتقال لدورٍ آخر أعلى في المستوى الوظيفيّ، والمقابل الماديّ كذلك.
تحديد المسار المهني
يبدأ العديد من الأفراد في أول استكشافٍ لمسارهم المهنيّ أثناء فترة شبابهم، سواء في المدرسة الثانويّة أو أثناء الدراسة الجامعيّة. وبالرغم من أنَّ المسار المهنيّ لا يشترط شهادةً جامعيّة بعينها، إلَّا أن تطوُّره يعتمد كليًّا على استمرارك في تحسين مهاراتك المهنيّة. ولأنك في هذا الوقت عادة ما تقرر الاستقلال برعاية مصالحك واحتياجاتك الشخصيّة، وكذلك قيمك، فعليك أن تلتمس موضع خطواتك في المسارات الممكنة والمتَّسقة مع أهدافك، بما يتضمن العديد من الوظائف، ومن ثمَّ الاختيار من بين المسارات المُحتملة.
أشياء يجب عليك معرفتها أثناء تحديد المسار المهني:
- التدريب
يوفِّر التدريب الدَّاخلي، أو التَّطوع خبرةً حقيقيّة في المسار المهنيّ المرغوب.
- الخبرة
ازدياد الخبرة وثقلها يأجِّج الأفكار، ويزيد من ترابط الصِّلات في حياتك المهنيّة.
- الأهداف
قد يتأثَّر المسار المهنيّ، وتتغير الأهداف المهنيّة بسبب الالتزامات الأسريّة، أو المصالح الشخصيّة، أو الاحتياجات الماليّة.
- الاستمرارية
حيث يعدُّ من الطبيعيّ جدًا أن:
- يغيِّر البعض مهنته من ثلاث إلى سبع مرَّات، وذلك قبل إيجاد الوظيفة التي ستحظى ببقائهم حتَّى التَّقاعد.
- يتطوّر المسار المهني من دون عقبات، أو يرغم صاحبه على التَّوقف لبعض الوقت في الطَّريق.
- تحدث بعض التحوُّلات الوظيفيّة بطبيعة الحال؛ بسبب التغيُّرات في الحياة، مثل: إنجاب طفلٍ أو اقتراب موعد التَّقاعد.
أنواع المسار المهني
تتعدَّد أنواع المسارات المهنيّة المتاحة، ومن بين العديد منها تنتشر ثلاثة أنواع حسب كونه مباشرًا أم لا، ويمكن عرضهم في النِّقاط التاليّة:
1. المسار المهنيّ ذو الوظائف المتعدِّدة
وفي هذا النَّوع من المسارات المهنيّة تتعدد الوظائف التي يشغلها الفرد، والتي لا تكون على علاقة ببعضها البعض. كلُّ وظيفة منهم تختلف تمامًا عن الوظيفة التي تليها، وبالتَّالي يصعب التنبؤ بالخطوات المستقبليّة في ذلك المسار المهنيّ.
- مثال على المسار المهنيّ ذو الوظائف المتعدِّدة: قد تعمل كموظَّف مبيعات في شركة بيع منتجات بالتجزئة، ثم مساعد للشيف في إحدى المطاعم، ومنها إلى قسم الاستقبال في أحد الفنادق. كلُّ وظيفة مختلفة في مسمَّاها ومجالها، ويستمر الأمر هكذا، ومعه يصعب معه تحديد الخطوة القادمة.
وينبؤ هذا المسار المهنيّ بصعوبة توقُّع الأجر أو المرتَّب في كلِّ مرة يتم فيها شغل وظيفة ما، حتَّى مع ازدياد مسؤوليات الوظيفة.
2. المسار المهنيّ ذو الوظيفة الواحدة
ويعتمد هذا المسار على التقدُّم في نفس الوظيفة، سواء كان الفرد يعمل لدى نفس المؤسسة، أو عدة مؤسسات. وفيه تتسع دائرة المسؤوليات في نفس التَّخصُّص، والاتجاه فيه نحو المنصب الأعلى للوظيفة.
- مثال على المسار المهنيّ ذو الوظيفة الواحدة: إذا كنت تعمل كصرافٍ في مكتب صرافة، وانتقلت إلى قسم خدمة العملاء، ستظلُّ تتعامل مع الجمهور لمعالجة مشاكلهم. ومع التطوُّر الوظيفيّ يمكنك شغل منصب رئيس الصِّرافة، المشرف على سائر الصَّرافين.
3. المسار المهنيّ ذو نفس التخصص ووظائف متعددة
وينطوي هذا النَّوع من المسارات المهنيّة على التقدُّم في نفس التخصُّص، ولكن ليس بالضَّرورة أن تشغل نفس الوظيفة.
- مثال على المسار المهنيّ ذو نفس التخصُّص ووظائف متعددة: إذا كان هدفك أن تصبح مديرًا لفندق ما، وبدأت بشغل وظيفة في المطبخ، وانتقلت بعدها لوظيفة نادل (مقدِّم الطعام)، ثم المشرف عليهم، وبعدها دور المدير المُساعد ثمَّ المدير العام لهذا الفندق.
فئات المسارات المهنية الأربعة
ولأن المسارات المهنيّة تأتي بأكثر من شكلٍ ونوعٍ وترتيب، هناك أربعة أنواع من مسارات الحياة المهنيّة: المعتمدة على المعرفة، والمهارات، وريادة الأعمال، والعمل الحر. وكلُّ نوعٍ من مسارات العمل تلك يتطلَّب مجموعة محدَّدة من المؤهِّلات التي تساعدك على أداء وظيفتك. حتمًا في الأنواع الأربعة التاليّة؛ ستجد ما يعكس تجاربك حسب ما هو قائم عليها.
1. المسار المهنيّ القائم على المعرفة
يعدُّ المسار المهنيّ القائم على المعرفة مثاليًا لأيّ شخصٍ يتطلَّع إلى اكتساب وتطبيق معرفة متخصِّصة؛ لتعزيز مسيرته المهنيّة.
- أهم ما يميز المسارات المهنية المعتمدة على المعرفة:
- بعض المجالات تتطلَّب عمقًا من المعرفة للتقدُّم، أو لمجرد البدء حتَّى.
- أنَّها شائعة بين العاملين في مجالات المحاسبة، والموارد البشريّة، والتَّسويق، والهندسة، والقانون، وغيرها.
مثال على المسار المهني المعتمد على المعرفة:
طالب قانون > متدرب قانونيّ > كاتب قانونيّ > محامي مساعد > كبير المحامين > شريك في مكتب محاماة.
2. المسار المهنيّ القائم على المهارات
المهن التي تعتمد على المهارة تتطلَّب فهمًا عميقًا لكيفية أداء العمل والقدرة على القيام به بشكلٍ صحيح. ولا يمكن لأيّ قدرٍ من التعليم أو المعرفة النظريّة أن يحلَّ محل المهارات اللازمة لإتمامه.
- أهم ما يميز المسارات المهنية المعتمدة على المهارات:
- تتبع معظم الوظائف البدنيّة، العمليّة، والخدميّة مسارًا مهنيًا قائمًا على المهارات.
- الكثير من الوظائف التي تأتي عادةً مع مسار مهنيّ قائم على المهارات تكون في مجالات، مثل: البناء، وتجهيز الأطعمة والمشروبات، والعديد من الأدوار الفنية، مثل: التمثيل أو الرَّسم.
- تُصقل المهارات، من خلال التَّدريب المهنيّ بدلًا من الحصول على شهادة جامعيّة.
مثال: قد لا يمتلك الحرفيّ الماهر شهادة رسميّة، لكن مهاراته المتخصِّصة التي تطوَّرت على مدار سنوات من التدريب والعمل لا تقدر بثمن في مسيرته المهنيّة.
مثال على المسار المهني المعتمد على المهارات:
غسّال صحون > مساعد طبّاخ > طبّاخ تحضيريّ > طباخ متخصِّص > شيف مساعد > شيف رئيسيّ.
- ملاحظة: من المحتمل جدًا أن تتعدَّد تخصصات الوظائف؛ فقد تتطلَّب وظيفتك مثلًا مزيجًا من العمل القائم على المعرفة والعمل القائم على المهارات. هذا هو الحال تمامًا مع المحامين، والأطباء، والموظفين الإداريين.
3. المسار المهنيّ القائم على ريادة الأعمال
عادة ما يُشكّل رواد الأعمال مساراتهم، ويعتمد نمو مسيرتهم المهنيّة على مدى نجاح مشاريعهم. فإذا كنت تخطط لبدء وإدارة عملك الخاص، فأنت على أول طريق ريادة الأعمال.
- أهم ما يميز المسارات المهنية لرواد الأعمال:
- قدرتها على حلّ مشكلة في السُّوق التجاريّة أو حاجة معيّنة من خلال بيع منتجه أو تقديم خدمته الخاصَّة.
- تعمل بشكلٍ مستقلٍ على الدَّوام أو من خلال شركة، أو مؤسسة لها موظفيها.
مثال شائع لمسار حياة رائد الأعمال:
بدء شركة تكنولوجيا؛ ومنذ ذلك الحين، ستكون كلُّ خطوةٍ في مسيرتك المهنيّة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتلبية احتياجات شركتك. ستبدأ في الأساس كمؤسسٍ ومدير تنفيذيّ، ولكن مع مرور الوقت، ستقوم بتفويض المزيد والمزيد من العمل للآخرين، وستتغيّر مسؤولياتك، حتَّى لو لم يتغير مسمَّى الوظيفة.
4. المسار المهنيّ المستقل
إنَّه المسار المهنيّ الذي يوفر، وبلا شك، أكبر قدرٍ من المرونة والسَّيطرة على مسيرتك المهنيّة، فجدول العمل المصمَّم من التاسعة إلى الرابعة ليس مناسبًا للجميع.
- أهم ما يميز المسارات المهنية للمستقلين:
- تعتمد الحياة الوظيفيّة المستقلة على أداء مهمة معينة لشخصٍ آخر.
- يقدم المستقلون مهاراتهم وخدماتهم على أساس كلِّ مشروعٍ على حدة.
- يعملون في مجالات متنوِّعة، من رعاية الأطفال إلى التصوير الفوتوغرافيّ، ومن تصميم الجرافيك، والإصلاحات المنزليّة إلى استشارات الأمن السيبرانيّ.
مراحل المسار المهني
لكي يتشكّل مسارك المهنيّ لا بدّ أن تمرَّ بعدّة مراحل، حسب الوظائف التي يتم الانتقال منها وإليها. ويمكن أن تتحقق مراحل المسار المهنيّ في نفس الوظيفة والمؤسسة، أو قد تنتقل إلى عدة وظائف ومؤسسات مختلفة على مرِّ السنين.
قد تشمل المراحل أو العناصر الرئيسية للمسار المهني ما يلي:
1. الأدوار المبتدئة:
وتندرج تحتها الأدوار الأوليّة التي يتولاها الشخص عند بدء مسيرته المهنيّة، في مجال معين، وغالبًا ما تتطلّب خبرةً ومهارة أقل.
2. الأدوار المتوسطة:
مع اكتساب الأشخاص للخبرة والمهارات، قد ينتقلون إلى الأدوار الوظيفيّة المتوسِّطة التي تتضمَّن مزيدًا من المسؤولية، وقد تتطلَّب معرفةً متخصِّصة.
3. الأدوار العليا أو الإدارية:
ومع اكتساب الأفراد مزيدٍ من الخبرة، يمكنهم التقدُّم إلى المناصب العليا أو الإداريّة. وهم المسؤولون عن اتّخاذ القرارات، والقيادة، والإشراف على الفرق أو الأقسام.
4. الأدوار التنفيذية أو القيادية:
وتتواجد في قمة مسار الحياة المهنيّة الأدوار التنفيذيّة أو القياديّة، حيث يتحمَّل الأفراد مسؤولية كبيرة عن الاتّجاه العام ونجاح المنظمة.
5. التخصص أو الأدوار الخبرائية:
تتضمن بعض المسارات المهنيّة أن يصبح الفرد متخصّصًا أو خبيرًا في مجالٍ معين، حيث يمتلك خبرة عميقة في تطوير مهارةٍ أو مجالٍ محدّد.
6. ريادة الأعمال:
يختار بعض الأفراد اتّباع مسار مهنيّ يتضمن بدء وإدارة أعمالهم الخاصّة. وداخل هذه المجالات، يوجد نوعان شائعان من مسارات الحياة المهنيّة:
- مسار مهني تنظيميّ (داخل المنظمة).
- مسار مهني شخصيّ.
المسار المهني للموظف
وهو المسار المهنيّ الذي تتخذه داخل الشركة من خلال السلَّم الوظيفيّ (أو ما يسمَّى بخطة المسار المهنيّ العموديّ). وبينما تؤدي العديد من المسارات المهنيّة في حياتك للوصول إلى المناصب الإداريّة، هناك عدة خيارات لأولئك الذين لا يطمحون إلى الإدارة.
هذا طبيعي، وعليك أن تحدّد هدفك منهما. يمكنك تحديد إطار لمسارك المهنيّ داخل الشركة، عن طريق وضع أهداف مهنيّة قابلة للتحقيق. وستوفر لك هذه الأهداف الخطوة التالية في مسارك المهني، مثل:
- المساعدة في مشروعات المؤسسة.
- توجيه زملائك في العمل أو الفريق.
- أخذ دورات تصقل مهاراتك المهنيّة حسب خبراتك.
وتوفّر لك مؤسسة بكه أفضل الدَّورات التأسيسيّة والاحترافيّة في أكثر التخصصات احتياجًا في سوق العمل. وتؤهلك للحصول على الشهادة المهنيّة المستهدفة داخل مسارك المهنيّ، ومنها:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
وللبقاء على المسار الصحيح في مسارك المهنيّ، يجب عليك مراجعة معالمك وأهدافك بشكلٍ متكرر، على الأقل كلّ ثلاثة أشهر.
المسار المهني الشخصي
وهو المسار المهنيّ الذي تخلقه لنفسك؛ لأنَّه يعتمد على تقييم ذاتيّ لمهاراتك واهتماماتك وهواياتك وقيمك وشغفك. فإذا كنت مستعدًا لتصميم مسار مهنيّ لك، ابدأ بالخطوات التالية:
- ابدأ بعمل قائمة بالمهارات التي تتقنها.
- أضف إليها اهتماماتك وهواياتك بالترتيب.
- اكتب الأشياء التي يهمك تحقيقها حسب أولويتها لديك.
- انظر إلى كلّ شيء في قائمتك، وفكّر في المجالات التي يمكنك دخولها.
مثال:
- إذا كنت بارعًا في التَّعامل مع الأطفال، فكِّر أن يكون مسارك المهنيّ في التعليم.
- إذا كنت تفضل الرعاية الصحيّة أكثر من التعليم، فابحث في المسار المهنيّ الخاص بالتمريض أو رعاية المرضى.
- أهم ما يميز المسار المهني الشخصي:
- يمكن أن يضع المسار المهنيّ الشخصيّ أساسًا لمهنتك دون أن تكون مقيدًا بمنظمةٍ واحدة.
- مع هذا المسار المهنيّ، لديك السيطرة الكاملة على تطوير مسيرتك المهنيّة.
- قد يتطلب التنفيذ مزيدًا من الجهد، لكنه يمكن أن يكون مجزيًا للغاية.
عليك أن تأخذ زمام المبادرة في البحث والتخطيط وبناء شبكات التواصل الجيدة.
كيف تجد المسار المهني المناسب لك؟
تتغير مسؤوليات الوظائف، والمؤهلات، واحتياجات الشركات بشكلٍ كبير في سوق العمل كلّ يومٍ عن سابقه. لا يمكنك تحديد مسار مهنيّ، وتوقّع أن تسير حياتك المهنيّة بشكل تلقائيّ.
ابقَ متفتح الذّهن وتكيّف مع التغييرات عند الضرورة. بالفعل قد يصعب -في بعض الأحيان- اختيار المهنة التي تناسبك. ولكن قد يحدث ذلك نتيجة عدم تأكدك من المجال الذي عليك الاهتمام به أو ليس لديك شغف لمجال بعينه.
ولكن إليك بعض الأفكار التي تساعدك على البدء في استكشاف بعض المجالات:
- ضع قائمة بمواطن قوتك ومهاراتك واستخدمها لتحديد الوظائف التي تناسبك.
- استخدم هواياتك كإلهام لتحويل مهارة تتمتع بها إلى عمل يساعدك مدى الحياة.
- ادرس وابحث في عدة مجالات، يمكنك أن تجرب شيئًا جديدًا، قد تستمتع.. من يدري!
- حدّد المهن التي يمكنك التدريب لأجلها، من خلال التدريب الداخليّ، أو المنح التدريبية.
- تحدث إلى ذوي الرأي الراشد في مجالك، واطلب رأيهم أو تتبع خطواتهم.
من المهم متابعة اتجاهات صناعتك والتكيّف مع هذه التغيّرات المستمرة؛ لذلك عليك أن تكون مرنًا في حدود دورك الوظيفيّ. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج المساعد التنفيذيّ إلى مهارات مدير المشروع لأداء وظيفتهم، ويجب على الإدارة العليا في جميع الصناعات أن تمتلك فهمًا أساسيًا للموارد البشريّة.
أمثلة على المسار المهني
المفتاح لبناء مسار مهنيّ قويّ هو تحديد المهارات والخبرات المطلوبة للوظائف في مسارك المهنيّ. لن يتم ضمان حصولك على دور مدير أول لمجرد أنك كنت مديرًا لمدة عامين. يجب عليك أن تُظهر بعض المهارات المحدّدة تدل على أنَّك مستعد للخطوة التالية في مسيرتك المهنية.
وتتضح مراحل المسار المهنيّ بالترتيب سواء داخل وظيفة واحدة من خلال مسارات مباشرة، أو أخرى غير مباشرة تنطوي على الاشتغال في صناعات مختلفة أو أنواع مختلفة من الوظائف. ولفهم أفضل لمراحل تقدّم المسار المهنيّ، يمكن متابعة المسارات المهنية للعديد من الوظائف المختلفة.
ومن الأمثلة التي توضح هذه المراحل ببراعة:
لنقل أنك بدأت مسارك المهني بأولى الوظائف المذكورة في الأمثلة، ووصلت في نهاية المطاف إلى آخر وظيفة. وما بين هذه وتلك ستلاحظ مراحل المسار المهنيّ.
- الصحافة والنشر:
لنقل أنك بدأت مسارك المهنيّ كصحفيّ في صحيفة أو مجلة على الإنترنت ثم الانتقال إلى دور أعلى كمساعد محرّر. وفيما بعد، قد تصبح محررًا، يليه دور كبير المحررين، ليتم ترقيتك -في نهاية المطاف- إلى رئيس التحرير.
- خدمة العملاء:
يبدأ المسار المهنيّ بالموظف > قائد فريق > مدير > مدير أول > مدير قسم > المدير التنفيذي للعمليّات.
- المبيعات:
يبدأ المسار المهني بممثل مبيعات > مدير منطقة > مدير مقاطعة > ثم مدير إقليميّ.
- الموارد البشرية:
مساعد في قسم الموارد البشرية > متخصص في الموارد البشرية > مساعد مدير الموارد البشرية > مدير الموارد البشرية > نائب رئيس الموارد البشرية > رئيس الموارد البشرية.
- الهندسة:
مهندس مبتدئ > كبير المهندسين > مدير مشروع > مدير المشروعات > مستشار هندسيّ.
كيفية إنشاء مسار مهني
إنشاء مسارك المهنيّ الناجح داخل شركة ما أو خارجها يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وتقييمًا ذاتيًا، ومشاركة نشطة. إليك بعض الخطوات لتطوير وتقدّم مسيرتك المهنية من خلال التخطيط المهنيّ.
1. ابدأ بتقييم ذاتك، وضع أهدافًا واضحة.
سيساعدك هذا التقييم الذاتيّ على فهم مهاراتك الحاليّة؛ ابدأ بتحديد نقاط قوتك وضعفك والمجالات التي تحتاج إلى تحسين.
- حدّد أهدافك المهنية على المدى القصير والطويل.
- تأكّد من أنَّ هذه الأهداف تتماشى مع قيمك الشخصيّة وطموحاتك.
2. ابحث عن المسار المهني الذي يهمك.
إذا كنت تبني مسار مهنيّ شخصيّ، ابحث عن فرص النّمو والمستويات التي تتواجد في مجالك المفضّل. استفد من آراء المقربين لك الذين تقدّموا في مسارهم المهنيّ المشابه لفهم مسارك المحتمل.
3. اكتسب مهارات جديدة، واستفد من الدورات التدريبية
حدّد المهارات المطلوبة لمسارك المهنيّ المرغوب، واستمر في التعلُّم لاكتساب هذه المهارات وتعزيزها. يمكنك استكشاف الدَّورات التدريبيّة عبر الإنترنت لتطوير مهاراتك المهنيّة، ألقِ نظرة هنا على دورات وخدمات مؤسسة بكه في تطوير مهارات المتعلمين عبر الإنترنت.
4. وسّع دائرة علاقاتك واسمح للفرص بالتواجد
علاقاتك الطيّبة مع زملائك وقاداتك توفر لك دوام النصح والدعم، فلا تتردد في طلب النصيحة من المحترفين ذوي الخبرة في مجالك.
- قم بإجراء مناقشات حول تطلعاتك المهنيّة.
- تطوّع في المشاريع أو المهام التي تتماشى مع أهدافك المهنيّة.
- اجعل اهتمامك بتطويرها معروفًا لمن حولك لضمان دعمك بشكلٍ دائم.
5. قيّم نفسك باستمرار، مع السماح ببعض المرونة
قيم تقدّمك بشكلٍ دوريّ مقابل أهدافك المهنيّة، وكن مستعدًا لتولي مهام جديدة تضيفها لمجموعة مهاراتك.
- احتضن التغييرات التي تفرض نفسها على الصّناعة.
- عدّل أهدافك بناءً على الظروف المتغيرة والنّمو الشخصيّ.
الإنجازات المختلفة التي يمكن تحقيقها خلال المسار المهني
لعلَّ يتردد داخلك الآن هذا السؤال:"ما هي الانجازات المختلفة التي يمكن تحقيقها خلال المسار المهني؟". وأقول لك الكثير، فوجودك داخل مسار مهنيّ خاص بك يضمن لك تحقيق العديد من الإنجازات في حياتك المهنيّة والشخصيّة، ومنها:
1. وضوح أهدافك بشكل مستمر.
يتيح لك مسارك المهنيّ تحديد أهدافك بوضوحٍ، مما يوفر اتجاهًا وتركيزًا لرحلتك المهنيّة، ويلقي ببعض هذا التأثير الإيجابيّ على حياتك الشخصيّة كذلك.
2. اتخاذ قراراتك بحكمة أكبر
يسهِّل وجود مسار مهنيّ واضح اتخاذ القرارات التي تتعلق بك، ويساعدك كذلك على اتخاذ قرارات تتماشى مع أهدافك على المدى الطويل.
3. تطوير مسيرتك المهنية
وضعك لأهداف مهنيّة واضحة يساعد على فهم المهارات اللازمة للتقدّم، مما يعزّز التعلُّم المستمر وتطوير المسيرة المهنيّة.
4. ضمان التحفيز الدائم والثقة بالنفس
يُحسن مسار الحياة المهنيّة المنظم من الشعور بالتحفيز المستمر، والثقة بالنفس من خلال تحديد خطة واضحة نحو المسار المهنيّ المرغوب.
5. إدارة توازنك المالي، وزيادة الشعور بالرضا بالوظيفي
تخطيط مسيرتك المهنيّة يُحسن التخطيط الماليّ؛ لأنك تستطيع توقُّع تغييرات الدّخل مع الترقيات، أو الانتقالات الوظيفيّة. ويجعلك تسعى نحو الأدوار التي تتناسب مع اهتماماتك بثباتٍ أكبر، مما يؤدي إلى رضا وظيفيّ أفضل بشكل عام.
6. التمكين والقدرة على التكيف
يمحنك وضع خطة مهنيّة السيطرة على مصيرك المهنيّ، مما يمكنك من تشكيل مسار حياتك المهنيّة بشكلٍ استباقيّ. ويعزّز قدرتك على التكيّف مع تغييرات السُّوق، مما يُعدّك لاكتساب مهاراتٍ جديدة أو تغيير تركيزك حسب الحاجة.
7. توازن حياتك العملية وتحقيق النجاح المستدام
بناء مسيرتك المهنيّة بشكلٍ استراتيجيّ على مرِّ الزمن يمكنك من الشعور بتوازن حياتك العمليّة. غير أن التخطيط الدائم لخطواتك المهنيّة يمهّد لك الطريق لاستمرار النجاح على المدى الطّويل.
طريقك إلى النجاح
البدء بتصوّر مسارك المهنيّ من خلال رحلة مهنيّة مثاليّة يجعل الأفكار تتناثر هنا وهناك. ولكن من دون شك تظلُّ الخطوات الأولى قائمةً على اتّخاذ أيّ خطوات تعليميّة أو تدريب خاص ضروريّ، ثم البدء في عملية البحث عن وظيفة.
وللتمتع بمزيد من الرضا عن الوظيفة والشعور بالهدف بينما تحقق أهدافك الطويلة الأجل يظل احتياجك لتطوير مهاراتك مستمر. لا تجعل المهارات عائقًا في طريقك، يمكنك الالتحاق بأيّ من الدَّورات التدريبيّة التي تعرضها منصة بكه الإلكترونية في إدارة المشاريع، والموارد البشرية، وإدارة الجودة، أو حسب اهتماماتك، يمكنك التعمق أكثر في دورات بكه التدريبية التأسيسية والاحترافية.
أحلامك وطموحاتك المهنية بانتظارك!
أتفهم تمامًا ما تكابده من صراع داخلي وتساؤلات حول مستقبلك المهني. قرار تغيير المسار ليس سهلًا، ولكنه قد يكون الخطوة التي تحتاجها لتحقيق طموحاتك وتحقيق ذاتك.
أنت لست وحدك في هذا القلق والحماس. الكثيرون يقفون على مفترق طرق مشابه، يتساءلون عن المسار الصحيح. لكن تذكر، قرار تغيير المسار هو قرارك وحدك، قرار ينبع من شغفك ورغبتك في تحقيق ذاتك.
أدعوك ألا تدع الخوف يسيطر عليك، بل اجعله دافعًا لك للتخطيط والتعلم والتطور. استثمر في نفسك، واكتسب المهارات والمعرفة اللازمة، وأنشئ شبكة علاقات قوية.
ستجد برامج تدريبية متكاملة وشهادات معتمدة دوليًا ستساعدك على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في مسارك المهني الجديد.
استكشف دورات بكة وانضم إلى آلاف المتخصصين الذين بدأوا مساراتهم الجديدة مع مؤسسة بكة.
الخاتمة
لقد وصلت إلى نهاية مقالنا! ولكن نؤكد لك الآن، أنَّ لديك فكرة عما هو مسارك المهنيّ الذي ستختار، وكيف يمكنك إنشاء مسارك الخاص. فابدأ على الفور في بناء مسار حياتك المهنيّة، والتفكير في طموحاتك الشخصيّة والمهنيّة وتحديد اتجاه واضح يمكنك اتباعه.
هناك مسارات مهنية مختلفة تعتمد على احتياجاتك وقدراتك الفرديّة، فكن مستعدًا للعمل على نقاط ضعفك واكتساب مهارات جديدة. لا تعتبرها عقبات؛ فكلُّ تجربة تعلُّم هي فرصة للنّمو. احتضن التغيير، وتكيف، ودافع عن نفسك وإنجازاتك.
نعم، عامل كلَّ تحدٍ كفرصة للنمو، وكن مستعدًا لتعديل أهدافك حسب الحاجة؛ لأنَّك في نهاية المطاف، الشخص الوحيد المسؤول عن مسار حياتك المهنيّة وتحقيق أهدافك.