اليوم العالمي للتعليم 2024: فاعليات الاحتفال باليوم العالمي للتعليم وأهدافه وشعاره
كتابة : بكه
22 يناير 2024
يُعد اليوم العالمي للتعليم ، ضمن المناسبات التي تحتفل بها الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام، إيمانًا منها بأهمية التعليم في تحقيق السلام والتنمية، وبأنه الأساس الذي تبني عليه الدول الخطوات الأولى للوصول إلى أعلى درجات التقدم، ولكونه حق أصيل من حقوق الإنسان، على جميع الدول الالتزام به كمسؤولية عامة تقع على عاتقها، فإذا كانت لديك الرغبة في معرفة المزيد عن هذا اليوم؛ تابع معنا السطور التالية.
متى اليوم العالمي للتعليم؟
اليوم العالمي / الدولي للتعليم يحدث في يوم 24 يناير من كل عام وفي عام 2024 فاليوم العالمي للتعليم يوم 24 من شهر يناير 2024.
ما هو اليوم العالمي للتعليم 2024؟
وفقًا لما أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد الإحصاءات الخطيرة التي جرى رصدها من قِبل اليونسكو عن عدد الأشخاص الذين حُرموا من حقوقهم في التعليم.
إذ بلغ عدد الأطفال والشباب الذين لم يلتحقوا بالتعليم في المدارس حوالي 244 مليون شخص، أما عدد الأشخاص البالغين الأميين فقد بلغ 771 مليون شخص، وهو ما خلق حاجة مُلحة للتركيز على هذه الظاهرة الخطيرة، والتي تمثل اعتداءًا على كرامة الإنسان، وعلى أحد حقوقه الأصيلة في الحياة.
وقد جرى اعتماد تاريخ اليوم العالمي للتعليم في 3 ديسمبر 2018، رغبة في توفير تعليم جيد وشامل للجميع، وتأكيدًا على دوره المحوري في بناء مجتمعات مستدامة ومرنة، وكان هو القرار رقم 73/25 والذي شاركت في تأليفه 59 دولة من الدول الأعضاء، ومن خلاله تمت توجيه الدعوة للاحتفال به بمشاركة جميع مؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والأفراد.
شعار اليوم العالمي للتعليم 2024
اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة، شعارًا رسميًا لليوم العالمي للتعليم، والمكوّن من كلمة تعليم Education، مع عام 2030 للإشارة إلى أهداف خطة التنمية المستدامة المُراد تحقيقها في هذا العام، إلى جانب القلم وهو رمز التعليم.
أهداف اليوم العالمي للتعليم 2024
حرصت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تخصيص يومًا للاحتفال بالتعليم على المستوى العالمي، من أجل تسليط الضوء على أهدافه والتي تمثلت فيما يلي:
1- التركيز على حق الفرد في التعليم
فقد ذكرت المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أن لكل فرد حق أساسي وأصيل في التعليم، وضرورة التحاقه بالتعليم الابتدائي المجاني والإلزامي، وهو ما رغبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في التركيز عليه.
كما حرصت الجمعية على التركيز على ما ذكرته اتفاقية حقوق الطفل، وهو ضرورة أن يكون التعليم العالي بجميع البلدان في متناول الجميع.
2- أهمية التعليم في التنمية المستدامة
إذ أقر المجتمع الدولي في اعتماده الخطة 2030 للتنمية المستدامة في سبتمبر 2015، أن جميع أهداف الخطة لن تنجح دون توفير التعليم للجميع، كما أن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة ينص على: "ضمان التعليم الجيد الشامل والمنصف وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"، وذلك بحلول عام 2030.
3- القضاء على الفقر وتحقيق مستقبل واعد
تسعى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، لتسليط الضوء على أهمية حصول الأطفال على حقوقهم في التعليم، كسبيل للقضاء على الفقر، والانطلاق نحو مستقبل واعد.
فحوالي 244 مليون طفل ومراهق في مختلف بلدان العالم لم يلتحقوا بالمدارس، ونحو 617 مليون طفل ومراهق لا يجيدون القراءة، وفي قارة أفريقيا، بلغت نسبة الفتيات اللاتي استطعن إكمال التعليم الثانوي الإعدادي أقل من 40%.
4- تغيير العقليات المحافظة
من أبرز أهداف الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، تغيير العقليات المحافظة في بعض البلدان النامية، والتي تقلل من أهمية التعليم كعنصر أساسي في تحقيق التنمية.
فمن خلال مشاركة المنظمات الحكومية وغير الحكومية في احتفال هذا اليوم، يمكن إبراز أهمية التعليم، ودوره في ازدهار العالم.
5- تحقيق المساواة في المجتمع
تركز الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال تخصيص يومًا عالميًا للتعليم، على الدور الذي يقوم به التعليم في تحقيق المساواة في المجتمع.
فعندما يجد الشخص نفسه قد وُلد في أسرة ذات دخل محدود؛ فهو يستطيع الانتقال بحياته إلى مستوى أفضل من خلال تسليحه بالتعليم، وحصوله على تعليم جيد، والذي يؤهله لاقتناص فرص عمل مناسبة تحسن من دخله.
6- تكريم المُعلمين والمتعلمين
الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، يُعد بمثابة التكريم الذي يستحقه المُعلمين والمتعلمين، لجهودهم في إحداث فروقًا عديدة في حياة الآخرين، إضافة إلى أنه إحدى سٌبل الاعتراف بأهمية التعليم في خلق مستقبل أفضل للجميع.
7- التعرف على ثقافات مختلفة
إقامة احتفالًا باليوم العالمي للتعليم، يساعد على جمع الناس من جميع أنحاء العالم، للاعتراف بقوة وأهمية التعليم، ودعم المبادرات التي تعززه، وهو ما يُعد فرصة هائلة لتبادل الأفكار والمعارف، والتعرف على ثقافات مختلفة. ويتحقق هذا الهدف من خلال الأنشطة والمناسبات والمبادرات التي تُعقد في هذا اليوم.
فعاليات اليوم العالمي للتعليم فيما قبل 2024
تحتفل جميع دول العالم كل عام باليوم العالمي للتعليم، من خلال تنظيم حلقات العمل والحلقات الدراسية، التي تتناول أهداف هذا اليوم، إلى جانب إطلاق الحملات الاجتماعية والقيام بالأنشطة، التي تبرز أهمية التعليم في بناء الأمم المتقدمة.
ولأن منظمة اليونسكو هي وكالة الأمم المتحدة المتخصصة للتعليم؛ فهي الجهة التي تتولى تنظيم الاحتفال السنوي باليوم العالمي للتعليم، وذلك بالتعاون مع الجهات التعليمية الرئيسية.
وجاءت احتفالات اليونسكو باليوم العالمي للتعليم على مدار السنوات الماضية، على النحو التالي:
- في عام 2018: استعانت اليونسكو بفريق من الخبراء، والذين تبادلوا الأفكار حول كيفية تعزيز مبادرات التعليم.
- في عام 2019: أطلقت الشركة العالمية للتعليم برنامجًا للمنح الدراسية، لمساعدة تعليم الطلبة في الدول النامية.
- في عام 2020: أطلقت اليونسكو عدة أنشطة عبر الإنترنت، منها نادي كتاب افتراضي، جولة افتراضية لمواقع التراث العالمي لليونسكو، مسابقة صور عالمية.
- في عام 2021: كان موضوع الاحتفال هو: "استعادة وتنشيط التعليم لجيل COVID-19".
- في عام 2022: كان موضوع الاحتفال هو: "تغيير المسار.. إحداث تحول في التعليم".
كيفية الاحتفال باليوم العالمي للتعليم في 2024
ويمكن لكل فرد في هذا العالم الاحتفال بأهمية اليوم العالمي للتعليم وإبراز أهميته، عبر القيام بفعاليات تتمثل فيما يلي:
1- المشاركة في الأنشطة
خلال الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، يمكن المشاركة فيه بالقيام بأنشطة عِدة، مثل تعليم الأطفال مجانًا وإشراكهم في تدريبات تعليمية، والمشاركة في الأنشطة التثقيفية التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية، ومن تلك الأنشطة الحلقات الدراسية والمؤتمرات التي تتناول أهمية التعليم.
ولزيادة شعور المواطن بالمسؤولية الاجتماعية؛ يمكنه التعبير عن أهدافه وآراءه وأفكاره عبر مشاركته في تلك الأنشطة، مع قيامه بدور رئيسي بها، لتعزيز التماسك الاجتماعي، وإنشاء روابط اجتماعية مع الآخرين.
2- تعزيز مبادرات التعليم
تُعد المبادرات التي تركز على إبراز الحاجة إلى التعليم، مهمة تقوم بها المنظمات غير الحكومية والمعاهد الاجتماعية، على الصعيد العالمي، بهدف إلقاء نظرة على المناطق النامية، وبناء وتمويل المدارس بها.
ومن خلال الاشتراك في تلك المبادرات، يمكن المشاركة بصورة مباشرة في احتفال اليوم العالمي للتعليم، إذ تساعد تلك المبادرات على تقديم يد العون للأطفال غير المتعلمين، لحصولهم على أحد حقوقهم الأصيلة، إلى جانب تشجيع الآخرين على تقديم الدعم المالي اللازم لبناء المدارس والمعاهد التعليمية.
3- إبراز أهمية التعليم
من الوسائل الأخرى للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، عرض الفرد آراءه وأفكاره حول أهمية التعليم، من خلال المنشورات والاقتباسات التي يمكن مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يمكن إنشاء العروض التقديمية لزملاء الدراسة، لإبراز أهمية التعليم ودوره في بناء الدول، مع إنشاء اللافتات والملصقات التي تتناول الآثار الإيجابية للتعليم.
ولذلك، فإن للمشاركات الفردية في هذا الاحتفال أهمية قصوى في تعزيز الحاجة إلى التعليم، دون إلقاء هذه المهمة فقط على المنظمات الحكومية، فالدور الذي يقوم به الفرد الواحد عند الاحتفال بهذا اليوم، يُلهم الآخرين بضرورة القيام بأدوارهم في تعزيز التعليم.
4- الالتحاق بورش العمل
لأن المعرفة ليس لها حدود وأعمار، يمكن لأي فرد مهما كان سِنه الاحتفال باليوم العالمي للتعليم من خلال مشاركته في ورش العمل التعليمية، والندوات التعليمية التي تُعقد بشكل سنوي.
5- تقديم بحثًا عن التعليم
احتفال الطالب باليوم العالمي للتعليم يمكن أن يتم بصورة أخرى مختلفة، إذ يستطيع تقديم بحثًا وافيًا حول نقص التعليم في المنطقة، ودعم هذا البحث بالبيانات التي تُجمع حول الأطفال غير المتعلمين بها.
وبالتالي يمكن لهذا البحث تحليل أهمية التعليم في المجتمع، والوقوف على الأسباب التي تعوق حصول الناس على تعليم جيد، وتساعد الإحصاءات الحقيقية المذكورة فيه الباحثين على معرفة ثغرات النظام التي أدت إلى هذه النتيجة.
6- عرض مقاطع فيديو مُلهمة
يمكن لأصحاب الأعمال المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، من خلال عرض مقاطع فيديو على الموظفين، تتضمن تاريخ وأهمية هذا اليوم، وكيف يمكن زيادة الوعي بأهمية التعليم، والذي يساعدهم على التقدم في حياتهم المهنية.
وقد تلعب هذه المقاطع دورًا فعالًا في تنفيذ أية أهداف تعليمية قد تكون لدى الموظفين، أو تحفزهم على تعزيز تعليمهم، أو القيام بمهام أخرى من أجل تعليم الآخرين.
7- استضافة حدث خاص
لكن من يؤمن بأهمية التعليم، يمكنه المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، عن طريق استضافته محاضرة أو ورشة عمل أو ندوة، يدعو فيها الخبراء بمجال التعليم وكل المهتمين به، لتسليط الضوء على أهمية التعليم، وتبادل الآراء والأفكار بشأنه.
الاحتفال باليوم العالمي للتعليم 2024
واتخذ الاحتفال باليوم العالمي للتعليم في 24 يناير 2024، شعار "الاستثمار في الناس، وإعطاء الأولوية للتعليم"، وخلاله تم التركيز على الفتيات والنساء في أفغانستان، ممن حُرمن في حقوقهن في التعليم، لضرورة رفع الحظر الذي يمنع حصولهن على هذا الحق، كما تمت الدعوة إلى تحويل المبادرات العالمية لنشر التعليم إلى أفعال.
وفي ظل أزمات عديدة يواجهها العالم حاليًا أبرزها مشكلة المناخ والركود العالمي، إلى جانب معدلات عدم المساواة؛ نادى الاحتفال باليوم العالمي للتعليم في العام الحالي إلى ضرورة إعطاؤه الأولوية لتسريع التقدم، نحو تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.
وتناول الاحتفال باليوم العالمي للتعليم 2024 موضوعًا غاية في الأهمية، وهو أن الاستثمار الأكبر لأي دولة هو تثقيف شعبها، إذ أن التعليم يمكن الأفراد من التعرف على تاريخ العالم وجغرافيته، وأهم التطورات التي يشهدها، لأنه يتناول جميع جوانب الحياة في السياسة والصحة والفلسفة والاتصالات والعلوم والتكنولوجيا وغيرها.
اقرأ أيضًا: