التحليل الاستراتيجي وأنواعه ومراحله وأدواته وصفات المحلل الاستراتيجي مع نماذج مجانية

كتابة : بكه

19 نوفمبر 2024

فهرس المحتويات

التحليل الاستراتيجي هو عملية منهجية تساعد المنظمات على تقييم بيئتها الداخلية والخارجية باستخدام أدوات مثل SWOT وPESTEL، بهدف تحسين الأداء، إدارة المخاطر، وتعزيز التنافسية. يشمل تحديد الأهداف، دراسة العوامل المؤثرة، وصياغة خطط استراتيجية تدعم النمو والاستدامة.

في مجال الأعمال، بات من الضروري أن تقوم المنظمات بإجراء التحليل الاستراتيجي بصورة متكررة، حتى تتمكن من فهم مكانتها في السوق التنافسي والعوامل التي تؤثر على نجاحها وما هي مجالات التحسين، فمن خلال هذا التحليل تقيم كل منظمة استراتيجياتها وتعمل على تحديثها لتتناسب مع احتياجات السوق وتغيرات البيئة التجارية، وبالتالي تضع الخطط التي تضمن استمرار نموها ونجاحها، لذلك نناقش في هذا المقال تعريف التحليل الاستراتيجي وأنواعه ومراحله وفوائده والأدوات المُستخدمة فيه، ومن هو المحلل الاستراتيجي، وكيف يمكن عمل تحليل استراتيجي ناجح.

ما هو التحليل الاستراتيجي:

يشير مفهوم التحليل الاستراتيجي إلى العملية التي تنفذها المنظمات بشكل منهجي من أجل البحث في بيئة الأعمال التي تعمل بها وتحليلها والحصول على البيانات التي تساعد صناع القرار على اتخاذ قرار بشأن الأولويات والأهداف، وعلى أساس تلك المعلومات تقوم المنظمات بصياغة الخطط الاستراتيجية المناسبة والضرورية لبلوغ الأهداف.

ومن خلال التحليل الاستراتيجي، تستطيع المنظمات تقييم منافسيها وتحديد أهدافها بشكل أفضل وتقييم عملياتها ونقاط ضعفها ونقاط قوتها والعوامل التي تؤثر على كفاءة العمليات في أنظمتها، والتعرف على العقبات التي قد تعترض طريقها، وبالتالي تحدد أفضل الاستراتيجيات للتغلب عليها.

ويُعد إجراء التحليل الاستراتيجي بصورة دورية أمرًا ضروريًا للمنظمات حتى تتعرف على المجالات التي تعمل بها بكفاءة، والمجالات التي تحتاج إلى تحسين، فضلًا عن دور هذا التحليل في صياغة مشاريع واستراتيجيات ناجحة وتعزيز سلاسة وفعالية العمليات التجارية وزيادة الإيرادات المحتملة إلى أقصى حد.

أنواع التحليل الاستراتيجي:

ينقسم التحليل الاستراتيجي إلى نوعين أساسيين، يتفرع من كل نوع مجموعة من الإجراءات، وذلك على النحو التالي:

1- التحليل الاستراتيجي الداخلي

يشير التحليل الاستراتيجي الداخلي إلى قيام المنظمة بفحص عملياتها وتقييم أدائها، ويتضمن ذلك تحليل الأصول والمنافسين ومراقبة العمليات وتقييم المخاطر، وذلك بهدف تحديد مدى نجاح عمليات المنظمة في تحقيق أهدافها والامتثال للوائح أو المعايير، ومن خلال هذا التحليل تتعرف على مكانتها بين المنظمات الأخرى المنافسة وكيف يمكن تلبية متطلبات العملاء، ومن ثم تستخدم تلك البيانات في تطوير خطط عمل استراتيجية تمكّنها من توسيع نطاق وصولها وإنجاز مهمتها بشكل أفضل.

وفي التحليل الاستراتيجي الداخلي، تستخدم المنظمات تحليل SWOT الذي ينطوي على التحقيق في العوامل التالية:

  • نقاط القوة: هي السمات الإيجابية داخل المنظمة التي تمكنها من النجاح وتعطيها أفضلية على المنافسين، وقد تتمثل في الموارد أو الموظفين أو الاستراتيجيات أو الخبرات.
  • نقاط الضعف: وهي السمات المهمة التي تفتقر إليها المنظمة وتحتاج إليها حتى تتمكن من الأداء بشكل أفضل والمنافسة في السوق، ويمكن تحديدها من خلال دراسة التحديات السابقة.
  • الفرص: وهي الموارد أو الأحداث أو الظروف التي قد تساعد المنظمة على تحسين أدائها ودفع نموها بشكل أفضل، مثل الدخول في شراكة جديدة أو البيع عبر منصات متعددة.
  • التهديدات: هي العوامل السلبية التي قد تؤثر على نمو المنظمة وتعيقها عن تحقيق أهدافها، مثل الاضطرابات الاقتصادية أو شدة المنافسة.

2- التحليل الاستراتيجي الخارجي

يركز التحليل الاستراتيجي الخارجي على دراسة العناصر الخارجية التي قد تؤثر على نمو المنظمة ونجاحها، وتشمل تلك العناصر ما يلي:

  • العوامل السياسية: وهي التعريفات الدولية أو قيود التأشيرات التي قد تؤثر على المنظمة والسوق المحيط بها.
  • العوامل الاقتصادية: وهي العوامل التي تؤثر على الاتجاهات الاقتصادية الحالية مثل اضطراب الاقتصاد ومعدلات التضخم والضرائب.
  • العوامل القانونية: وهي التشريعات التي قد تؤثر على صناعة معينة، مثل التراخيص وتشريعات الصحة والسلامة.
  • العوامل الاجتماعية: وهي العوامل المؤثرة على السوق الذي تعمل به المنظمة وتؤدي إلى تغيير في تفضيلات المستهلكين، مثل الآراء أو الحركات أو المعايير الاجتماعية.
  • العوامل التكنولوجية: وهي التقنيات الجديدة التي قد تؤثر على أداء المنظمة وقدراتها، مثل أتمتة التسويق أو ظهور خيارات جديدة للتصنيع.
  • العوامل البيئية: تشمل عمليات الاستدامة الجديدة المؤثرة على الصناعة التي تعمل بها المنظمة، مثل معالجة النفايات أو إنتاج الكربون.

ويعتمد تنفيذ التحليل الاستراتيجي الخارجي على استخدام تحليل PESTEL الذي يوفر للمنظمة لمحة عامة حول مختلف العوامل الخارجية الواجب وضعها في الاعتبار.

مراحل التحليل الاستراتيجي:

تُنفذ عملية التحليل الاستراتيجي على عدة مراحل، نبرزها فيما يلي:

1- تحديد مستوى التحليل الاستراتيجي

أول مرحلة من مراحل إجراء التحليل الاستراتيجي، هي تحديد مستوى التحليل الاستراتيجي المُقرر تنفيذه، عن طريق تحديد ما إذا كان هذا التحليل مخصص لمستوى المنظمة بالكامل، أو أن الهدف منه هو توسيع قسم أو مجال وظيفي معين، إذ تؤثر هذه الخطوة على عمق واتساع تحليل الأعمال الاستراتيجي.

2- تحديد أهداف واضحة

لا بد من تحديد الأهداف المُراد تحليلها من إجراء هذا التحليل، ويجب أن تكون تلك الأهداف واضحة وذات نتائج يمكن الاستناد إليها عند تنفيذ التحليل وتتبع التقدم المُحرز فيه.

وقد تكون أهداف التحليل الاستراتيجي تحسين تجارب العملاء أو الكشف عن فرص النمو أو تحسين سمعة العلامة التجارية أو تعزيز الكفاءة التشغيلية أو توسيع نطاق الوصول إلى السوق.

3- إنشاء فريق تحليل استراتيجي

نظرًا لما تتسم به عملية التحليل الاستراتيجي من تعقيد؛ فلا بد من اختيار أعضاء الفريق المُكلف بتنفيذها بعناية والتأكد من امتلاكهم الخبرات والمهارات المطلوبة، ويجب أن يضم الفريق أعضاء مجلس الإدارة أو القيادة، إلى جانب ممثلين من الشؤون المالية والموارد البشرية والعمليات والمبيعات، وجميع شاغلي الوظائف الحاسمة.

4- دراسة العوامل الداخلية

بعد ذلك، تأتي خطوة دراسة العوامل الداخلية المؤثرة على نجاح المنظمة، وذلك عن طريق إجراء التحليل الاستراتيجي الداخلي والبدء في مراجعة رؤية وبيان مهمة المنظمة، مع تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات باستخدام تحليل SWOT، دون إغفال عوامل مثل النجاح المالي والنجاح التشغيلي ورضا الموظفين.

5- دراسة العوامل الخارجية

في هذه الخطوة، يتم استخدام تحليل PESTLE في دراسة العوامل الخارجية المؤثرة على المنظمة، وتحديد مدى التأثير الذي أحدثته تلك العوامل في الماضي أو الوقت الحالي، ومن ثم يتم استخدام تلك المعلومات في التنبؤ بتأثير العوامل الخارجية على المنظمة في المستقبل، وعلى أساس ذلك يتم تحديد العوامل التي يجب إعطائها الأولوية في الخطة الاستراتيجية.

6- وضع خطة عمل

بعد دراسة العوامل الداخلية والخارجية، تأتي خطوة صياغة خطة العمل باستخدام جميع المعلومات التي جرى جمعها من التحليل، ولتنفيذ ذلك يجب تقييم الاستراتيجيات السابقة والحالية لتحديد أكثر الاستراتيجيات فعالية من أجل دمجها في الخطة الجديدة، ومن أجل تحديد الاستراتيجيات القديمة والتي يجب استبدالها بأخرى جديدة أكثر فعالية وذات صلة باحتياجات المنظمة.

وبعد وضع الخطة، يجب إنشاء تقريرًا عنها ورفعه للمديرين التنفيذيين لمراجعته، ومن ثم إصدار موافقة عليه ووضع جدولًا زمنيًا للتنفيذ.

أدوات التحليل الاستراتيجي:

بخلاف أداتي تحليل SWOT وتحليل PESTLE، هناك عدة أدوات أخرى يمكن استخدامها في التحليل الاستراتيجي، ومن أبرزها ما يلي:

1- تحليل VRIO

يُعد تحليل VRIO من أبرز الأدوات المُستخدمة في التحليل الاستراتيجي الداخلي، فمن خلاله تقوم المنظمة بتقييم مواردها التنظيمية التي يمكن أن تمنحها مزايا تنافسية، وبناءً على ذلك تقوم بتصنيف تلك الموارد على أساس ما تمتاز به من سمات تجعلها منظمة ونادرة وغير قابلة للتقليد.

ويوفر هذا التحليل إطارًا تستخدمه المنظمة في نقل مواردها وتطويرها حتى تتحول إلى مزايا تنافسية تمنحها الأفضلية في السوق.

2- تحليل Pareto

يعتمد تحليل Pareto على نظرية مفادها أن 20٪ من المنتجات أو الخدمات أو العملاء أو التوزيع توفر 80٪ من الأرباح، وبالتالي فإن الهدف الأساسي من استخدامه هو معرفة من أين تأتي القيمة في الأعمال التجارية، إذ تستعين به المنظمة في اتخاذ قرارات حول أفضل مكان لتطبيق الموارد، ولذلك فهذه الأداة مفيدة بشكل خاص للمنظمات التي تكبدت خسائر سابقة وتسعى لاستعادة مكانتها في السوق.

3- تحليل الفجوة

تُستخدم أداة تحليل الفجوة من أجل تحديد الفجوات داخل المنظمة والتي تعيق تقدمها نحو أهدافها، فمن خلال التحليل يمكن مقارنة الوضع الحالي للمنظمة بالوضع المستقبلي المُراد تحقيقه، وبناءً على ذلك تتخذ المنظمة مجموعة من الإجراءات التي تساعد على سد الفجوات المحددة، مثل إجراء تعديلات وتحسينات على عمليات معينة.

4- تحليل الزوايا الأربعة

تحليل الزوايا الأربعة هي عبارة عن أداة للتحليل الاستراتيجي الداخلي، إذ تستخدمها المنظمات في تقييم استراتيجياتها المستقبلية والتعرف على دوافع المنافسين والاستراتيجيات التي يتبعونها، وبالتالي تتمكن المنظمة من صياغة مسار عمل تنبؤي يجعلها متقدمة بخطوة عن المنظمات المنافسة.

5- تحليل القوى الخمس

وضع مايكل بورتر تحليل القوى الخمس من أجل إجراء التحليل الاستراتيجي الخارجي، إذ يوفر هذا التحليل إطارًا يُستخدم في التعرف على السوق الحالي عن قُرب، ويركز على دراسة خمسة قوى أساسية وهي: المنافسين الجدد، قوة البائعين، قوة المشترين، تهديد المنتجات البديلة، التنافس الداخلي.

6- مصفوفة أنسوف

وهي من أهم أدوات التخطيط الاستراتيجي التي تستخدمها المنظمات من أجل تحديد استراتيجية النمو الخاصة بها، إذ تنطوي على استكشاف أربعة مجالات أساسية وهي: اختراق السوق، تطوير المنتجات، تطوير السوق، التنويع في المنتجات.

فوائد التحليل الاستراتيجي:

يُعد التحليل الاستراتيجي من أهم العمليات الحيوية التي تنفذها المنظمات، إذ يجلب لها العديد من الفوائد، تشمل ما يلي:

1- تحسين صنع القرار

من خلال التحليل الاستراتيجي تحصل المنظمة على بيانات قيمة تستعين بها في اتخاذ القرارات المستنيرة، أي أن قراراتها تكون قائمة على البيانات ولا تعتمد على الحدس أو المعلومات غير الكاملة، كما أن تلك البيانات تفيد المنظمة في تقييم مختلف البدائل واختيار الأنسب.

2- إدارة أفضل للمخاطر

يلعب التحليل الاستراتيجي دورًا بارزًا في تعزيز قدرة المنظمة على إدارة المخاطر المُحتملة، إذ يسلط التحليل الضوء على تلك المخاطر حتى يتسنى للمنظمة تطوير استراتيجيات التخفيف وخطط الطوارئ التي تساعد على التحكم في أي خطر مُحتمل.

3- اكتساب ميزة تنافسية

تحتاج المنظمات إلى إجراء التحليل الاستراتيجي بصورة دورية لأنه يمنحها أفضلية عن المنافسين، لأن هذا التحليل يوفر الرؤى التي تؤدي إلى تطوير مزايا تنافسية فريدة، ويوفر فهمًا عميقًا عن المنافسين، مما يميز المنظمة عنهم.

4- التخصيص الأمثل للموارد

عند تنفيذ التحليل الاستراتيجي، تحصل المنظمة على معلومات حول المجالات التي تحتاج إلى تحسين، ومن ثم تستخدم تلك المعلومات في تخصيص الموارد بشكل أفضل للمجالات التي تزيد العائدات إلى أقصى حد، وتحسن الكفاءة، وتعزز القدرة التنافسية.

5- تعزيز المرونة التنظيمية

يعزز التحليل الاستراتيجي من قدرة المنظمات على التكيف سريعًا مع التغيرات التي تشهدها بيئة العمل الخارجية، بفضل ما يوفره من معلومات حيوية ومناسبة حول ظروف السوق والديناميكيات التنافسية.

6- تحسين المواءمة الاستراتيجية

تُعد عملية التحليل الاستراتيجي وسيلة فعالة لضمان توافق استراتيجية المنظمة مع قدراتها الداخلية وفرصها الخارجية، وتوافق أنشطتها مع رؤيتها وأهدافها، وهو ما يساعد على تحسين كفاءتها وفعالية عملياتها.

7- تحسين العلامة التجارية للمنظمة

من أبرز فوائد التحليل الاستراتيجي للمنظمات، أنها تقوم من خلاله بمراجعة حملاتها التسويقية السابقة وتحديد ما ورد بها من أخطاء لتداركها فيما بعد عند تطوير استراتيجيات تسويق أكثر فعالية تساعد على الوصول إلى الجمهور المُسهدف، وهو ما يعزز من صورة العلامة التجارية للمنظمة.

8- تحقيق الاستدامة طويلة الأجل

ينطوي التحليل استراتيجي على وضع استراتيجيات طويلة الأجل، تفيد المنظمات في الحفاظ على مكانتها في السوق التنافسي، وتعمل على دفع نموها في بيئات العمل المتغيرة.

من هو المحلل الاستراتيجي؟ 

المحلل الاستراتيجي هو الشخص الذي تعينه المنظمة ليكون مسؤولًا عن تحديد احتياجاتها والاتجاه الذي من المفترض أن تسير فيه من أجل تحقيق أهدافها، وذلك من خلال تحليل البيانات وجمعها ومراجعتها ثم إنشاء حلول فعالة للمشكلات التي تواجهها.

وتشمل المهام والمسؤوليات التي يقوم بها المحلل الاستراتيجي ما يلي:

  • تحليل وتفسير البيانات من أجل التعرف على اتجاهات السوق ومن ثم التنبؤ بمستقبل الصناعة.
  • الاستفادة من البيانات الناتجة عن التحليل الاستراتيجي وتحويلها إلى خطط استراتيجية تساعد في حل المشكلات التي تواجهها المنظمة وتمكنها من بلوغ أهدافها.
  • المشاركة في إنشاء الحلول الاستراتيجية للعملاء باستخدام بيانات التحليل الاستراتيجي.
  • تحديد المنافسين في الصناعة، وتحليل سوقهم والاستراتيجيات التي يستخدمونها، وتقديم التوصيات التي تساعد على التفوق عليهم.
  • العمل مع كبار المسؤولين التنفيذيين لتطوير استراتيجية المنظمة والتأكد من توافق جميع أنشطة الأعمال مع أهدافها العامة.
  • تحديد المخاطر التجارية المُحتملة ووضع خطط الطوارئ التي تخفف منها بشكل فعال.
  • التعاون مع القادة الفنيين لتقديم تقارير عن الإنفاق وتخطيط الموارد.

أفضل النصائح لعمل تحليل استراتيجي ناجح:

إليكم فيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعد على إجراء تحليل استراتيجي فعال:

الاعتماد على الحدس لتحديد نقطة الانطلاق

مع توفر الكثير من البيانات من مصادر متعددة، قد لا يدرك فريق التحليل الاستراتيجي نقطة الانطلاق في التحليل، وبالتالي فإن الاعتماد على الحدس وتكوين فرضيات هو الوسيلة المناسبة لمعرفة من أين يبدأ الفريق إذا كان لديه خبرة سابقة في هذا المجال.

استخدام الأدوات المناسبة

قبل إجراء التحليل الاستراتيجي، لا بد من اختيار الأدوات الصحيحة التي تناسب الهدف من التحليل من بين المجموعة الواسعة من الأدوات المتاحة، إذ يتم التعرف على فوائد كل أداة والهدف من استخدامها، ثم اختيار الأنسب منها.

معرفة وجهات نظر أصحاب المصلحة

يتطلب التحليل الاستراتيجي اتخاذ منظور خارجي من خلال التعرف على وجهة نظر أصحاب المصلحة من العملاء والموزعين والموردين في عمل المنظمة وسوقها، وسؤال العملاء عما يرونه على أنه نقاط قوة وضعف المنظمة بالنسبة للمنافسين.

استخدام تخطيط السيناريوهات

بصرف النظر عن مدى جودة البيانات التي يتم جمعها من مختلف المصادر، فإن استخدام تخطيط السيناريوهات يُعد وسيلة فعالة للتعامل مع التناقضات والفجوات في تلك البيانات، مما يساعد على استخدامها في اتخاذ أفضل القرارات.

الاستمرار في تكرار التحليل

بعد الانتهاء من التحليل الاستراتيجي وتنفيذ الاستراتيجيات الناتجة عنه، يُفضل تكرار التحليل بصورة مستمرة، نظرًا لاحتمالية عدم استجابة أصحاب المصلحة لنتائجه كما كان متوقع، أو وجود مقاومة من المنافسين لم تكن في الحسبان.

نماذج التحليل الاستراتيجي:

فيما يلي بعض نماذج التحليل الاستراتيجي القابلة للتحميل والتعديل:

نموذج التحليل التنافسي

يمكن تحميل نموذج التحليل التنافسي بصيغة PDF والذي يفيد في التعرف على المنافسين ووصف الأسواق المستهدفة والمنتجات والتسعير، وغيرها من العناصر.

نموذج تحليل SWOT

يمكن تحميل نموذج SWOT بصيغة WORD والذي يساعد على توضيح نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجهها الأعمال، وإجراء مقارنة سهلة بينهم.

الخاتمة: 

التحليل الاستراتيجي هو عملية منهجية تهدف إلى فهم بيئة الأعمال الداخلية والخارجية للمنظمات، مما يساعد على تحديد الأولويات وصياغة استراتيجيات فعّالة. يشمل التحليل نوعين رئيسيين: الداخلي، الذي يركز على تقييم الأصول ونقاط القوة والضعف داخل المنظمة باستخدام أدوات مثل تحليل SWOT؛ والخارجي، الذي يحلل العوامل السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية باستخدام إطار PESTEL. تتم هذه العملية عبر مراحل متعددة تشمل تحديد الأهداف، دراسة العوامل الداخلية والخارجية، وصياغة خطط استراتيجية فعّالة.

تتنوع أدوات التحليل الاستراتيجي مثل تحليل VRIO لتقييم الموارد، وتحليل القوى الخمس لدراسة المنافسة، ومصفوفة أنسوف لتحديد استراتيجيات النمو. يتميز المحلل الاستراتيجي بقدرته على تفسير البيانات وتطوير خطط استراتيجية تضمن تحقيق أهداف المنظمة. ويعتبر التحليل الاستراتيجي أحد الأسس المهمة لتعزيز تنافسية المنظمات، تحسين كفاءة الموارد، وإدارة المخاطر، مما يدعم الاستدامة طويلة الأجل والنمو في بيئة أعمال متغيرة.

وفي الختام، فإن بقاء المنظمات قادرة على المنافسة يتوقف بصورة كبيرة على نجاحها في تنفيذ تحليل استراتيجي فعال تتعرف من خلاله على نقاط ضعفها وتحدد المجالات التي تمنحها أفضلية على المنافسين.

واتساب