إذا أردت أن تصبح رائد أعمال، يمتلك مشروعه الذي يؤمن به، ويثق بقدراته على إحداث تأثير في الجمهور، فهذا يعني أنك تطمح في أن تكون ناجحًا.
وهذا يعكس التطور وتحقيق أرباح هائلة لمشروعك. ولكن الوصول لهذا الإنجاز لا يحدث بين ليلة وضحاها، فهذا نتاج جهد هائل يُبذل في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة. ولكي تصل إلى نقطة النجاح، فستحتاج أن تعرف العناصر والخطوات المطلوبة بالتفصيل، فتابع معنا هذا المقال لتثري معرفتك بريادة الأعمال.
العناصر الرئيسية لنجاح ريادة الأعمال
إذا نظرت وراء عوامل نجاح ريادة الأعمال فستجد أنها تعتمد على مجموعة من العناصر التي يجب أن يطبقها كل رائد أعمال في مشروعه، والتي تشمل:
1- الإبداع
يحتاج رواد الأعمال للإبداع الذي يعزز من تنافسيتهم في سوق يواجه منافسة شديدة بين الشركات. وبإمكانك الاستفادة من الإبداع في تطوير جودة المنتجات والخدمات لتميزها عن منتجات المنافسين، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن يقدم الإبداع حلولاً للمستهدفين تلبي احتياجاتهم.
2- المثابرة
عالم ريادة الأعمال مليء بالتحديات التي تتطلب من رواد الأعمال التحلي بالعزيمة ولا تنسحب وتستسلم حتى تتمكن من التغلب على هذه العقبات. ومن أبرز الأمثلة على هذه التحديات: عدم رضا العملاء، تراجع في بيع المنتجات، فشل في استرداد رأس المال.
3- الثقة بالنفس
رائد الأعمال هو شخص قيادي، والقيادي ما يميزه أنه يتمتع بالثقة بنفسه وفي المهارات والخبرات التي يمتلكها. ويحتاج رائد الأعمال للثقة بالنفس أيضًا حتى يتمكن من اتخاذ القرارات بدقة وفي أسرع وقت. كما أن ثقته بنفسه تجعله لا يخجل من المشكلات التي يواجهها في مشروعه.
4- القيادة
كما ذكرنا مسبقًا أن رائد الأعمال هو قائد، فهذا يعني أن القيادة لا غنى عنها في نجاح ريادة الأعمال، والتي من خلالها يستطيع أن يوّجه فريق العمل نحو تحقيق الأهداف المطلوبة، إلى جانب الإشراف بكفاءة على كافة جوانب العمل.
5- الصبر
تحديات ريادة الأعمال التي تحدث فجأة على وجه الخصوص، لا تتطلب التحلي بالعزيمة فحسب، بل بالصبر أيضًا، والذي يساعد رواد الأعمال على اتخاذ قرارات مدروسة والحفاظ على استقرار مشروعه. كما أن هذه السمة لا غنى عنها في التعامل مع الموظفين والعملاء.
6- المعرفة بريادة الأعمال
ريادة الأعمال الناجحة لا تتطلب معرفة سطحية بريادة الأعمال، بل دراية عميقة به وبكافة تفاصيله، وذلك مثل توزيع رأس المال وإدارة التدفقات النقدية. وهذه المعرفة تُمكن رواد الأعمال من التوصل لحلول مبتكرة لمشروعه.
7- بناء العلاقات
إتقان فن العلاقات يساعد على تعزيز فرص نمو المشروع ومن ثم هذا يتطلب من رائد الأعمال التواصل الفعّال وبناء شبكة علاقات مهنية مع الزملاء والعملاء. فلا يمكن لرائد أعمال وحده أن ينجح في هذا العالم دون شبكة علاقات قوية.
8- الاستعداد لتحمل المخاطر
من المحتمل أن يتعرض المشروع لمخاطر مفاجئة، ومن ثم يجب على رائد الأعمال أن يكون على أتم الجاهزية لمواجهة هذه التهديدات، وهذا يتطلب أنه يكون على دراية كافية بإدارة المخاطر، وكيفية وضع خطة فعّالة لها للحد من آثارها السلبية.
كيف تنجح في ريادة الأعمال؟
قد تتساءل الآن ما الذي يجعل الناس يصبحون رواد أعمال ناجحين؟، وفي الواقع أن العديد من الخطوات المطلوبة اتباعها للنجاح في هذا المجال، والتي تشمل:
1- تحليل نقاط القوة والضعف
عندما تتخذ قرارك بأن تكون رائد أعمال، فإن من أهم الخطوات الأساسية التي يجب أن تتخذها هو أن تحلل نقاط قوتك وضعفك، فهذا التحليل سيساعدك على أن تتعرف على مميزاتك التي تستغلها في إطلاق النشاط التجاري المناسب، وعلى الجانب الآخر، ستكون على دراية بجوانب التحسين لديك.
2- التدريب
يرتبط التدريب بالخطوة السابقة، فتحليل نقاط الضعف يعني أنك ستبدأ بتطوير المهارات المطلوبة، من بينها المهارات الشخصية مثل اتخاذ القرار وحل المشكلات، والمهارات المهنية المرتبطة بإدارة الأعمال التجارية مثل إدارة الميزانية.
3- دراسة بيئة المشروع
قبل أن تختار مشروعك، ضروري أن تحلل بيئته أولاً، ألا وهو السوق الذي يتضمن فرصًا للنمو وتحديات من عوامل عديدة من بينها المنافسون، ومن ثم يجب دراستها جيدًا، وبناءً على ذلك، تتخذ قرارك بدقة بشأن اختيار المشروع المناسب.
4- اختيار المنتج
في تلك الخطوة، عليك باختيار المنتجات التي سينتجها مشروعك وبتحديد الكميات المطلوبة، وذلك بعد أن تحدد مجالك التجاري. دراسة بيئة المشروع ستساعدك على التوصل للعديد من أفكار للمنتجات، ومن ثم دراسة كل منها على حدة لتصل في نهاية المطاف إلى المنتج الملائم لمشروعك.
5- دراسة السوق
عند اختيارك للمنتج المناسب، سيتوجب عليك أن تبدأ بدراسة جيدة للسوق أولاً قبل إطلاقه، وذلك للتعرف على مستوى الطلب عليه من المستهلكين. كما أن هذه الدراسة ستُمكنك من فهم الفجوات بين العرض والطلب على المنتج، والحصة المتوقعة للسوق، ومستوى المنافسة على المنتج. كما أنك ستحدد توزيع وتسعير المنتج، والتغيرات التي من المحتمل أن تطرأ على تصميمه.
6- توضيح شكل الملكية
تعتمد خطوة تحديد شكل الملكية وفقًا للموارد المشروع، إلى جانب حجم المشروع وهدفه ونوعه. وتتعدد أشكال الملكية ما بين الملكية الفردية والشراكة العامة والشراكة المحدودة والشركة المساهمة والتعاونية والشركة ذات المسؤولية المحدودة.
7- موقع المشروع
في حالة تحديد موقع الشركة، فإن ذلك يعتمد على عوامل مثل السوق وموارد المشروع، فهذه العوامل تعزز من فرص نجاح المشروع. واختيار الموقع يعني تحديد مساحته، وتعيين إذا كان سيتم امتلاكه أم استئجاره. كما يجب الأخذ في الاعتبار أن مكان المشروع يجب أن يكون مزود بالاتصال الكهربائي المناسب له.
8- تقنيات المشروع التكنولوجية
تعتمد عملية تصنيع المنتج على اختيار التقنيات التكنولوجية المناسبة التي تضمن عملية الإنتاج بكفاءة، وبالتالي، يجب أن تحدد الآلات والمعدات المستخدمة، وذلك بعد أن تتعرف بدقة على أنواع التقنيات المتاحة والفعّالة، ومن ثم معرفة التكلفة الإجمالية ثم التعاقد مع الموردين لشراء الآلات المطلوبة.
9- تسجيل النشاط التجاري للمشروع
من الناحية القانونية، يجب ضمان امتثال المشروع للوائح، وذلك من خلال تسجيل النشاط التجاري والذي تقدم فيه كرائد أعمال مذكرة تأسيس مزدوجة، وهو مستند يشتمل على كافة تفاصيل المشروع، وذلك مثل: اسم الشركة، عنوان مقرها، نوع النشاط التجاري، أهداف المشروع العامة.
10- تقرير المشروع وتمويله
ستحتاج في تلك الخطوة إلى الحصول على تمويل مشروعك من البنوك أو المؤسسات المالية، وبالتالي سيتعين عليك إعداد تقرير المشروع أو ما يُعرف بتقرير الجدوى، والذي يحدد مدى قابلية تنفيذ المشروع، كما أنه يحدد مدى جدواه اقتصاديًا، كما أن هذا التقرير يفيدك في جذب المستثمرين والتقليل من المخاطر، فضلاً عن أهميته في إثبات تحقيق عائد استثماري على نحو مستمر.
11- المعرفة التقنية
تعد المعرفة التقنية من أهم خطوات ريادة الأعمال الناجحة، والتي تحصل عليها من خلال الاستعانة بالاستشاريين المتخصصين والمؤسسات الداعمة للتكنولوجيا. فهذه المعرفة تضمن تنفيذ المشروع بكفاءة تقنيًا، ومن خلالها تضمن أفضل جودة وأداء للمنتج، والحد من المخاطر التشغيلية المتوقعة، وتعزيز الميزة التنافسية في السوق.
12- توظيف القوى العاملة
تتطلب هذه الخطوة تحديد عدد العمال المطلوبين لتشغيل الآلات والمعدات، إلى جانب تحديد الفريق الإداري. وهذا يعتمد على كيفية استقطاب وتوظيف فريق العمل المناسب، عبر مصادر التوظيف المتعددة، وذلك مثل منصات التوظيف.
14- المواد الخام
بعد تحديد الآلات والمعدات وتوظيف القوى العاملة، تأتي خطوة شراء المواد الخام، سواء محليًا أو دوليًا. ويجب الانتباه إلى أنه يجب أن تتوفر المواد الخام بشكل مستمر لضمان إنتاج مستدام، وذلك يتطلب وجود نظام إداري ولوجسيتي يتضمن التعامل مع أفضل الموردين من ذوي الثقة، ووجود مخزون احتياطي للمواد الخام، والتحليل المستمر للسوق.
15- الإنتاج
الإنتاج من أهم عناصر نجاح المشروع، وحتى يستمر بشكل فعّال يحقق الأرباح، فهذا يتطلب تجنب إهدار في المواد الخام أو الكفاءة التشغيلية.
ويجب أن يعتمد الإنتاج على مرحلتين وهما: الإنتاج التجريبي الذي يفيد في الحد من الخسائر المحتملة للمشروع، وذلك من خلال فحص المنتجات تسويقيًا ومعالجة عيوب التصنيع. أما عن المرحلة الثانية فهي الإنتاج التجاري فهو يعتمد على إنتاج المنتجات بأعلى معدلات الجودة والكفاءة.
16- تسويق المنتجات
بيع المنتجات يعني الاعتماد بشكل أساسي على ترويجها، وذلك من خلال تنفيذ الاستراتيجيات التسويقية الفعّالة التي تضمن تحقيق أعلى الأرباح. ولكن في تلك الخطوة، يجب الأخذ في الاعتبار عدة عوامل من بينها: استراتيجات التسعير وهيكلة العمولات وقنوات التوزيع
17- إجراء أبحاث السوق
عند إطلاق المنتجات، يجب التعرف على تقييم المستهلكين للمنتج، وبالتالي يتوجب إجراء بحث للسوق، على أن يكون دوريًا، وذلك للتعرف على جوانب التحسين في المنتجات، وذلك مثل إجراء تعديلات في تصميم المنتج، أو الحاجة إلى تلبية احتياجات المستهلكين عبر تطبيق استراتيجيات تنويع جديدة.
18- المراقبة والتقييم
مراقبة سير العمل في مختلف جوانبه هي الخطوة الأهم في نجاح ريادة الأعمال، فعلى سبيل المثال في حالة تراجع معدل المبيعات، فإنه يجب اتخاذ القرارات المناسبة، وغيرها من الإجراءات الأخرى التي تضمن نجاح واستقرار المشروع، وبالتالي يجب التقييم بشكل دوري دون إهمال أي جانب من جوانب المشروع.
كيف أكون رائدة أعمال ناجح للنساء؟
حتى تنجح المرأة في عالم ريادة الأعمال وتحقق أهدافها، فإنه يجب أن تمتلك العناصر التالية:
1- امتلاك الشغف
ريادة الأعمال لا يجب أن يكون الهدف منها فقط هو هدفًا ماديًا، بل يجب أن ينبع عن الشغف وأن تؤمن المرأة بقدرتها على إحداث تغيير إيجابي في الجمهور، وذلك من خلال منتجات المشروع. فهذا الشغف يكون مصدرًا لإلهام للآخرين.
2- التركيز على الهدف
رائدة الأعمال الناجحة هي من تعرف على وجه التحديد ماذا تريد من مشروعها بشكل رئيسي، وبناءً على هذا الهدف، تبدأ بالتخطيط له جيدًا، فهذا بدوره يساعدها على اتخاذ القرارات المناسبة، إلى جانب أنه يكون الدافع الأساسي لها طوال العمل على المشروع.
3- المثابرة
النجاح لا يعرف الاستسلام بسهولة، وهذا ما تتميز به رائدات الأعمال الناجحة، فهذه الصفة تساعدها على تجاوز التحديات التي تواجهها، إلى جانب تحقيق الأهداف التي تسعى لها، كما أن العزيمة هي من أبرز ما يميزها عن الأخريات.
4- الثقة بالنفس
تنجح رائدة الأعمال عندما لا تسمح للآخرين بأن يشككوا في قدراتها، فهي تؤمن تمامًا بمهاراتها وخبراتها في إدارة مشروعها بكفاءة، وهذا بدوره يساعدها على أن تكون شجاعة في اتخاذ القرارات والمخاطرة دون خوف.
5- القدرة على التكيّف
عالم ريادة الأعمال يشهد بشكل مستمر التغيرات التي تتطلب التأقلم معها والاستجابة السريعة لها، بالتكيف مع التقنيات والاتجاهات الجديدة، فرائدة الأعمال التي تتمتع بالقدرة على التكيّف مع التغيير هي أكثر نجاحًا ومتطورًا مقارنةً بمن تقاومه.
6- المرونة
المرونة في ريادة الأعمال تعني القدرة على مواجهة الانتكاسات والعقبات ، خاصةً في حالة حدوثها بشكل مفاجئ، مع القدرة على التعافي منها. رائدة الأعمال النجاح تنظر إلى هذه العثرات على أنها فرصة للنمو والتطور ولا تعنى نهاية المشروع.
7- الاستقلالية
من تتمتع بالثقة في نفسها والعزيمة عليها أيضًا أن تتمتع بالاستقلالية في القرارات التي تتخذها، ولا يهم إن كانت هذه القرارات لا يقبلها الغير، وذلك لأنها لا تخاف أن تسير عكس الآخرين.
8- الذكاء في استغلال الموارد
استغلال الموارد ببراعة من العوامل الأساسية في نجاح المشروع، فذلك يساعدها على إدارة الميزانيات بشكل فعّال. ويتطلب ذلك أن تحقق أكبر استفادة ممكنة من الموارد المتاحة، مع تقديم حلول إبداعية للمشكلات المحتملة.
9- القدرة على تحمل المخاطر
رائدة الأعمال الناجحة تكون على دراية تامة بأن عالم ريادة الأعمال يشهد العديد من المخاطر، والتي منها ما يكون فرص لها للنمو والتطور، ومنها ما يتسبب في التعثر والإخفاق.
وبناءً على ذلك، عليها أن تتحلى بالجرأة في تحمل المخاطر، بأن تخوض تجارب جديدة دون خوف، وفي حالة الفشل، عليها أن تركز على الأخطاء التي وقعت وتستفيد منها.
10- إدارة الشؤون المالية بكفاءة
إتقان المهارات المالية من بين المهارات الأساسية التي يمتلكها رواد ورائدات الأعمال الناجحين. وبالتالي، إدارة الشؤون المالية للمشروع والتعامل معها هي ضرورة لا غنى عنها. وهذا يعني ألا تعتمد على نفسها في هذا الجانب، بل تطلب المشورة المالية من المختصين عند الحاجة.
احترف ريادة الأعمال مع بكه
هل تحلم بإدارة مشروع يحقق أعلى الأرباح؟ ما عليك سوى التوجه لدورات بكه التدريبية في إدارة المشاريع، وهي دورات معتمدة دوليًا تستهدف إكسابك المعرفة والمهارات المطلوبة في إدارة المشروع الناجح، وتشمل هذه الدورات ما يلي:
- دورة إدارة المحافظ MoP
- دورة إدارة البرامج والمحافظ P3O
- دورة إدارة البرامج MSP
- دورة إدارة التغيير المرن AgileShift
- دورة PRINCE2
- دورة PRINCE2 Agile
- دورة PMI-SP إدارة جدولة المشاريع
- دورة إدارة المخاطر MoR
- مساعد معتمد في إدارة المشاريع (CAPM®).
- إدارة المخاطر (®M_o_R).
- إدارة المشاريع الاحترافية (®PMP).
صُممت الدورات التدريبية لمختلف المستويات، للمبتدئين والمحترفين، ما عليك سوى أن تختار الدورة التي ترغب في الالتحاق بها، والتي ستؤهلك لتكون مدير مشروعات مُعتمد دوليًا. ابدأ بتحقيق بإنجاز جديد في مشوارك المهني بالاشترك الآن.
الخاتمة
نجاح ريادة الأعمال يعتمد على عناصر أساسية يجب أن يطبقها أي رائد أعمال، ومن أهم هذه العناصر الإبداع والمثابرة والقيادة والصبر والعزيمة. أما عن خطوات النجاح في ريادة الأعمال، فالأمر يعتمد في البداية على امتلاك المعرفة والمهارات المطلوبة، ومن ثم عقب إطلاق المشروع المطلوب، يجب تقييمه ومراقبته من جميع الجوانب لضمان سيره على المسار الصحيح.
ونجاح النساء في ريادة الأعمال يتطلب منهن عوامل أساسية، مثل: امتلاك الشغف، والتركيز فقط على الهدف الرئيسي من المشروع، والمثابرة، والثقة بالنفس، والقدرة على التكيّف مع التغيرات.