التقييم الذاتي للمعلم: المفهوم والطرق والفوائد والأدوات والأهداف والنتائج

التقييم الذاتي للمعلم: المفهوم والطرق والفوائد والأدوات والأهداف والنتائج

كتابة : بكه

24 مارس 2024

فهرس المحتويات

يحرص المعلمون بصورة مستمرة على توفير أفضل سُبل التعليم الممكنة لطلابهم، على الرغم من الصعوبات العديدة التي يواجهونها في هذا المجال، ويُعد إجراء التقييم الذاتي للمعلم واحدًا من أهم الإجراءات المُتخذة في سبيل تحقيق هذا الهدف، فمن خلاله يتمكن المعلمون من قياس مدى فعاليتهم في التدريس، ويحددون ما هي أهم المهارات المطلوب اكتسابها لكي تساعدهم على تطوير أدائهم، حتى يستفيد الطلبة قدر الإمكان، وفي هذا المقال نوضح ما هو التقييم الذاتي للمعلم وطرقه وفوائده وأهدافه ونتائجه، وسمات التقويم الذاتي الناجح للمعلم.

مفهوم التقييم الذاتي للمعلم:

يُعرف التقييم الذاتي للمعلم بأنه العملية التي يقوم بها المعلم بهدف قياس أدائه التدريسي مقابل أهدافه، من أجل تحسين هذا الأداء ومعرفة ما إذا كانت أساليب التدريس التي يتبعها فعالة أم لا، إضافة إلى تحديد المشكلات التي تواجهه في عمله، إذ تحتوي استمارة التقييم الذاتي للمعلم على أسئلة حول أساليب التدريس الخاصة بالمعلمين وتأثيرها على تعلم الطلبة، ويقوم المعلم بالإجابة على تلك الأسئلة.

ومن أمثلة أسئلة التقييم الذاتي للمعلم:

  • هل ترى أنك تخلق بيئة تعليمية مناسبة؟
  • كيف تسهل ممارستك التعليمية التعلم المرتكز على الطلاب؟
  • ما هي أنشطة الإثراء التي تقوم بتنفيذها؟
  • هل تشجع الطلبة على المناقشات المفتوحة؟
  • هل تحصل على تغذية راجعة على مهامك التعليمية؟

وعند قيام المعلم بتقييم ذاته، يتبع مجموعة من المعايير المحددة لتقييم مدى فعالية ممارساته التعليمية، كما يراعي الصدق والصراحة والموضوعية عند الإجابة على الأسئلة.

طرق التقييم الذاتي للمعلم:

هناك العديد من الطرق والأساليب التي يمكن للمعلمين اتباعها عند إجراء التقييم الذاتي وهي:

1- نموذج التقييم

يُعد نموذج التقييم من أكثر أساليب التقييم الذاتي للمعلمين شيوعًا، وهو عبارة عن مجموعة من المعايير التي تصف مختلف مستويات الأداء، وهو ما يستفيد منه المعلم في تحديد نقاط قوته ونقاط ضعفه، وما هي خطط العمل التي يتعين عليه إنشائها حتى يتمكن من بلوغ أهدافه.

ويمكن لكل معلم استخدام نموذج تقييم يتوافق مع توقعات المدرسة التي يعمل بها، ويمكنه أيضًا إنشاء نموذج تقييم خاص به وفقًا لاحتياجاته، مع مراعاة وضوح وجودة عنوان التقييم وقابليته للقياس، وتزويده بأمثلة على أفضل الممارسات.

2- المذكرة التقويمية الذاتية

يمكن للمعلم استخدام المذكرة التقويمية الذاتية في تقييم أدائه التدريسي ومدى تأثيره على الطلبة، وذلك من خلال توثيق أفكاره وتجاربه ومشاعره بعد انتهاء كل درس أو نشاط، ومن ثم الاستفادة من محتوى المذكرة في تحليل سلوكياته وقراراته، والتعرف على التحديات التي تواجهه والإنجازات التي يحققها، وتحديد ما تعلمه وما يرغب في تغييره.

كما يمكن للمعلم توجيه أسئلة إلى الطلبة وتوثيق إجاباتهم في المذكرة، مثل سؤالهم عن ما الذي قاموا به بشكل جيد في الدرس وما الذي وجدوه صعبًا، وما الذي تعلموه من الدرس، وماذا سيفعلون في الدرس المُقبل.

3- مراقبة الأقران والتغذية المرتدة

تُعد هذه الطريقة من أبرز طرق التقييم الذاتي للمعلم، وهي تنطوي على قيام المعلم بدعوة معلم آخر إلى مراقبة أدائه في الدرس ونشاطه فيه، ثم تزويده بالتعليقات، وبالتالي يحصل على منظورًا مختلفًا لممارسته، وتصبح طريقة فعالة للتعلم من الآخرين.

وحتى تجدي هذه الطريقة نفعًا؛ يجب أن يتفق المعلم على الهدف من الملاحظة، وتدوين الملاحظات حول أدائه، مع مشاركة التعليقات بطريقة بناءة وتعاونية، ومناقشة التعليقات، والاتفاق على الخطوات والإجراءات التالية.

4- أدوات التقييم الذاتي

تتعدد أدوات التقييم الذاتي التي يمكن للمعلم استخدامها في تقييم أدائه، إذ تطرح تلك الأدوات أسئلة تغطي جوانب التدريس مثل المعرفة بالموضوع ومهارات التخطيط والفعالية في تقديم التعليم، ومن ثم يقيم المعلم ذاته ويحصل على ملاحظات شخصية.

5- طرح الأسئلة على الطلبة

حتى يتمكن المعلم من تقييم أدائه، يمكنه تقديم استبيانًا للطلبة يحتوي على أسئلة حول تصورهم عما تم تدريسه وبيئة الفصل الدراسي، ومستوى مشاركتهم ومستوى رضاهم، ومن ثم يجيب الطلبة على الأسئلة التي يستخدمها المعلم في عملية التقييم.

6- تسجيلات الفيديو

يمكن أن يقيم المعلم ذاته من خلال مراقبة نفسه في أثناء قيامه بالتدريس باستخدام تسجيلات الفيديو، وذلك من أجل تقييم فعاليته في التدريس وإشراك الطلاب وإدارة الفصل الدراسي.

فوائد التقويم الذاتي للمعلم:

تشمل فوائد التقييم الذاتي للمعلم ما يلي:

تحسين الأداء التدريسي

يساعد التقييم الذاتي للمعلم على تحسين أدائه التدريسي، لأنه يحصل منه على نهجًا منهجيًا لبناء مهارات جديدة، وهو ما يعزز قدرته على المنافسة، ويؤهله للترقي ومن ثم الحصول على راتب أعلى.

تحديد مجالات التحسين

من خلال التقييم الذاتي، يكتسب المعلم رؤى حول أساليب واستراتيجيات التدريس الخاصة به، والتي تمكنه من من تحديد مجالات التحسين وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين نتائج الطلبة.

الكشف عن التحديات

من أبرز فوائد التقييم الذاتي للمعلم، أنه يسلط الضوء على التحديات التي تواجهه والتي ربما يكون قد أغفلها أو لم يعترف بها بشكل كامل، لأن هذا التقييم يركز بشيء من التفصيل على الممارسات التعليمية، وبالتالي ينبه إلى تلك التحديات من أجل التعرف عليها وحلها.

اتخاذ قرارات مستنيرة

يستفيد المعلم من التقييم الذاتي في اتخاذ قرارات مستنيرة وتنفيذ استراتيجيات فعالة، وأن يتحرى الصدق والموضوعية مع ذاته بشأن ما يعمل في الفصل الدراسي.

إظهار الاستعداد للتحسين

يُعد التقييم الذاتي للمعلم دليلًا على استعداده للتحسين، والتزامه بالسعي للتميز في التدريس ورغبته في تحقيق النمو المهني.

أهداف التقييم الذاتي للمعلم:

يُعد التقييم الذاتي للمعلم ضروريًا من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف وهي:

  • يجري المعلم التقييم الذاتي بهدف النظر في ممارساته التعليمية الخاصة للحكم على نقاط قوته وضعفه وتحديد مجالات التحسين.
  • من خلال التقييم الذاتي للمعلم، يمكن وضع خطة عمل لمواجهة التحديات التي تواجه المعلمين والطلبة على حد سواء في عملية التدريس.
  • يُعد التقييم الذاتي أداة قوية تمكن المعلم من التكيف مع مختلف التحديات، وهو ما يضمن له التقدم في الحياة المهنية.
  • يُجرى التقييم الذاتي للمعلم بغرض معرفة مدى فعالية أساليب التدريس القائمة، ومن ثم تبني أحدث ممارسات التدريس وأكثرها فائدة للطلبة.
  • ينبه التقييم الذاتي للمعلم إلى المهارات والمعارف التي يحتاج إلى اكتسابها من أجل توفير بيئات التعلم الشاملة التي تركز على الطلبة.
  • من أهداف إجراء التقييم الذاتي للمعلم، رغبة كل معلم في التكيف مع الاحتياجات المتنوعة للطلبة، وتحديد القنوات الصحيحة للنهوض بوظائفه التعليمية.

نتائج التقييم الذاتي للمعلم: 

تتمثل نتائج التقييم الذاتي للمعلم فيما يلي:

معرفة احتياجات التدريس

يكشف التقييم الذاتي للمعلم عن استراتيجيات التدريس فعالة المطلوب تنفيذها، بما يلبي الاحتياجات التعليمية للطلبة.

تحديد الأهداف التعليمية

من أبرز نتائج التقييم الذاتي للمعلم، تمكين المعلم من وضع خطة للأهداف التعليمية التي توافق مستويات الطلبة والمناهج الدراسية، وتكون في نفس الوقت قابلة للتنفيذ.

تعزيز الثقة بالذات

يؤدي التقييم الذاتي للمعلم إلى تعزيز ثقته في نفسه، لأنه يمكنه من الكشف عن نقاط ضعفه وقوته، ويتيح له اتخاذ الإجراءات التي تساعد على علاج أوجه القصور، بما يساعده على تحقيق أهدافه وتلبية احتياجات الطلبة.

توجيه قدرات الطلبة

يستنتج المعلم من التقييم الذاتي الخاص به ما هي أفضل الأساليب التي تساعده على ضبط أداء الطلبة وتوجيه قدراتهم بشكل إيجابي وفعال في بيئة تعليمية مناسبة.

معرفة الفروق الفردية بين الطلبة

ينتج عن التقييم الذاتي للمعلم رؤية واضحة حول الفروق الفردية بين الطلبة، والتي يتعين عليه مراعاتها عند وضع استراتيجيات التدريس المناسبة لهم.

سمات التقويم الذاتي الناجح للمعلم:

هناك عدة علامات تميز التقييم الذاتي الناجح للمعلم وهي:

  • يتضمن التقييم نقاط القوة والضعف في أداء المعلم، ويسلط الضوء على مجالات التحسين.
  • التقييم الذاتي الناجح للمعلم هو الذي يحتوي على استراتيجيات التدريس الفعالة التي يتعين على المعلم تطبيقها بناءً على احتياجات الطلبة.
  • يشير التقييم الذاتي للمعلم إلى آلية توفير بيئة تعليمية إيجابية تحقق الأهداف التعليمية المُحددة.
  • يوفر التقييم رؤية شاملة حول أداء المعلم في الفصل الدراسي، وما إذا كان يناسب الطلبة ويتوافق مع أحدث أساليب التدريس.
  • يشير التقويم الذاتي الناجح للمعلم إلى المهارات التي يجب أن تتوافر فيه حتى يصبح أدائه التعليمي متكاملًا.

 

وفي الختام، فإن الفوائد المتعددة للتقييم الذاتي للمعلم والتي تعود عليه وعلى الطلبة، جعلت من هذا الإجراء عنصرًا ضروريًا لتطوير العملية التعليمية.

واتساب