التدريب العملي والأهداف وكيفية الاستفادة منه والإيجابيات والسلبيات

كتابة : بكه

26 سبتمبر 2024

فهرس المحتويات

التدريب العملي هو ركيزة أساسية لدمج المعرفة النظرية مع متطلبات سوق العمل، حيث يتيح للمتدربين اكتساب المهارات الحيوية من خلال التجربة المباشرة والتفاعل الفعّال. فهو لا يعزز فقط التفكير النقدي والعمل الجماعي، بل يسهم أيضًا في تحسين الاحتفاظ بالمعلومات وبناء علاقات مهنية قيمة، رغم التحديات التي قد تواجهه مثل الحاجة إلى موارد إضافية والوقت المستغرق.

تشترط الكثير من الشركات عند إعلانها عن وظائف خالية، امتلاك المتقدم الخبرة لشغل الوظائف المُعلن عنها، وهي المشكلة التي تواجه الكثير من حديثي التخرج ممن يرغبون في العمل فور انتهاء سنوات الدراسة الجامعية، الأمر الذي جعل من التدريب العملي أمرًا ضروريًا ليس فقط من أجل العثور على عمل، ولكن أيضًا من أجل الاستمرار فيه عند الاعتماد عليه مع التدريب النظري، وفي هذا المقال نوضح مفهوم التدريب العملي وأهدافه وإيجابياته وسلبياته، وكيفية الاستفادة منه.

مفهوم التدريب العملي: 

التدريب العملي هو وسيلة تعلم نشطة، تمكّن المتدربين من الممارسة المباشرة وتطبيق معارفهم في مواقف العالم الواقعي، من أجل إكسابهم معارف ومهارات جديدة، وذلك بالاعتماد على استخدام الأدوات والمعدات، بدلًا من مجرد القراء أو الاستماع.

ويختلف التدريب العملي عن التعلم النظري، إذ يقوم المتدرب بتأدية مجموعة من المهام بيده والمشاركة في المشاريع التعاونية، فلا يعتمد على الاستماع إلى المحاضرات أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو الصور. وفي العصر الرقمي الذي نعيشه الآن، أصبح بإمكان المتدربين عمليًا التفاعل مع البيئات المحاكاة والمختبرات الافتراضية وأنظمة إدارة التعلم وإجراء التجارب.

أهداف التدريب العملي: 

من خلال تطبيق التدريب العملي، تتحقق العديد من الأهداف وهي:

  • السماح للمتدربين بتطبيق معرفتهم النظرية في سيناريوهات عملية.
  • تطوير مهارات المتدربين وصقل معارفهم في مجال عملهم أو تخصصهم الأكاديمي.
  • تشجيع المتدربين على أن يصبحوا مشاركين نشطين في تعليمهم.
  • زيادة تحفيز المتدربين، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، لأن هذا النوع من التدريب قائم على المشاريع والتجارب العملية.
  • تأهيل المتدربين لشغل الوظائف والمهن التي يحتاج إليها سوق العمل.
  • تمكين المتدربين من التعاون مع المدربين، ومن ثم بناء شبكة علاقات فعالة معهم خاصة من يمتلك منهم خبرة كبيرة في مجال العمل.

كيفية الاستفادة من فترة التدريب العملي: 

من أجل تحقيق أقصى استفادة من فترة التدريب العملي؛ من الأفضل اتباع الآتي:

1- ترتيب الأولويات

سواء كان المتدرب لا يزال طالبًا أو يعمل في وظيفة؛ فعند التحاقه بالتدريب العملي يتعين عليه ترتيب أولوياته والتزاماته اليومية، بحيث لا يؤثر التدريب العملي عليها أو العكس. فإذا كان المتدرب طالبًا؛ فمن الأفضل الالتحاق بالتدريب العملي خلال فترة الإجازة الصيفية، وإذا كان موظفًا؛ فيُفضل الحصول على إجازة من أجل التفرغ الكامل لفترة التدريب.

2- المبادرة في التدريب

لأن التدريب العملي يعتمد على المشاركة النشطة للمتدربين؛ فمن الأفضل أن يكون المتدرب مبادرًا في طرح الأفكار ومناقشة المهام، وعرض القيام بالمهام المتوافقة مع قدراته، واستغلال كل فرصة لتطبيق ما تعلمه بشكل عملي، إذ يعزز ذلك من صقل الخبرات وتحسين المهارات.

3- تكوين علاقات فعالة

الهدف من الالتحاق بالتدريب العملي ليس فقط تطوير المهارات وتطبيق المعارف، ولكن أيضًا تكوين شبكة علاقات مع الزملاء في التدريب، والمدربين من المتخصصين في مجال العمل، من أجل الاستفادة من خبراتهم حتى بعد انتهاء فترة التدريب.

4- التحدث بحرية

حتى وإن كان المتدرب يتسم بالخجل في الواقع؛ فعليه التخلي عن هذه الصفة عند التحاقه بالتدريب العملي لتحقيق الاستفادة القصوى منه، إذ أن هذا التدريب يتطلب التحدث بحرية عند الدخول في مناقشات وطرح الأسئلة ذات الأهمية، مع تجنب إجراء محادثات لا فائدة منها.

5- الثقة في النفس

يجب أن يتحلى المتدرب بالثقة العالية في ذاته وقدراته، حتى يستطيع التعامل مع مختلف المهام والتحديات، وهو ما يساهم في تعزيز تقدمه في مجال التدريب.

اقرأ أيضًا: تدريب الموظفين: دليل شامل لبرامج التدريب لتعزيز الأداء

إيجابيات التدريب العملي: 

تتعدد إيجابيات التدريب العملي، والتي يمكن توضيحها فيما يلي:

1- تعزيز مشاركة المتدربين

تتميز بيئة التدريب العملي بأنها أكثر تفاعلية، إذ تتطلب مشاركة المتدربين في محتوى التدريب، وتفاعلهم مع بعضهم البعض ومع المدربين، وهذه المشاركة تؤدي إلى تحسين الاهتمام والتركيز، وتحسين استيعاب المتدربين للمعلومات الجديدة.

2- الجمع بين النظرية والتطبيق

على الرغم من أهمية التدريب التقليدي القائم على الاستماع إلى المحاضرات ومشاهدة مقاطع الفيديو؛ إلا أن ما يعزز من عملية التعلم هو تطبيق المعلومات النظرية والمعارف المُكتسبة على مواقف الحياة الواقعية.

3- تحسين التفكير النقدي

من مميزات التدريب العملي أنه يساعد على تحسين التفكير النقدي للمتدربين، فخلال الدورات التدريبية العملية يتعين على المتدربين اتخاذ قرارات بشأن ما يجب القيام به بعد ذلك لتحقيق النتيجة المرجوة، وبالتالي يعتمدون على التفكير النقدي وليس على حفظ المعلومات عن ظهر قلب.

ويفيد التدريب العملي في تعزيز مهارات المتدربين في حل المشكلات، وهو مهمًا بالنسبة لهم خاصة إذا كانوا يتدربون على مهنة تعتمد على أدوات أو معدات يمكن أن يشكل استخدامها خطورة عليهم.

4- تعزيز نجاح المتدربين وتمكينهم

من خلال التدريب العملي، يتكسب المتدربين معارف جديدة معًا، ويتعلمون من أخطاء بعضهم البعض، وهو ما يخلق داخلهم شعورًا بالرضا، إذ يدرك كل متدرب أنه ليس الوحيد الذي يسعى لمعرفة معلومات جديدة، وبالتالي يشعر بالإنجاز عند إظهار مهاراته ومعارفه.

5- الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل

على عكس أساليب التدريب التقليدية التي تعتمد على الحفظ، فإن التدريب العملي قائم على الفهم من خلال التطبيق، وهو ما يؤدي إلى الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل، فعندما يطبق المتدربون ما تعلموه؛ فإن ذلك يعزز المعرفة في أذهانهم، مما يسهل تذكرها واستخدامها.

6- تشجيع العمل في فريق

يمتاز التدريب العملي بأنه يجمع المتدربين ذوي الأفكار والعقليات المختلفة في مجموعة واحدة، ويتطلب منهم العمل بشكل جماعي، مما يعزز مهاراتهم في بناء الفريق.

7- منح الخبرة المطلوبة في العمل

الالتحاق بالتدريب العملي في أي مجال، يمنح الطلبة الخبرة والمهارة التي تتطلبها الكثير من الوظائف، وهو ما يؤهلهم للقبول بها عند التقدم إليها.

8- السماح بارتكاب الأخطاء

يسمح التدريب العملي للمتدربين بالتجارب وارتكاب الأخطاء، إذ أنهم يتدربون تحت إشراف المدرب الذي يوجههم إلى الممارسة الصحيحة دون ارتكاب أي خطأ.

تعلم المزيد عن: طرق تدريب الموظفين

سلبيات التدريب العملي:

على الرغم من إيجابيات التدريب العملي وفوائده المتعددة للمتدربين؛ إلا أن له بعض السلبيات التي تتمثل فيما يلي:

1- الحاجة إلى الموارد والمعدات

من أبرز سلبيات التدريب العملي أنه يُكلف الجهة المنفذة المزيد من الأموال التي تُنفق في الأدوات أو المعدات أو المنصات التي يتطلبها برنامج التدريب، عكس التدريب التقليدي القائم على المحاضرات.

2- احتمال وقوع أخطاء

يُعد وقوع الأخطاء خلال التدريب العملي أمرًا لا مفر منه، إذ أن تلك الأخطاء يمكن أن تكون جزءًا لا يتجزأ من عملية التعلم، ولكن نظرًا لانعدام خبرة المتدربين؛ فقد تؤدي تلك الأخطاء إلى مخاطر في سياقات معينة.

3- استغراق المزيد من الوقت

على الرغم من فعالية التدريب العملي؛ إلا أنه يتطلب المزيد من الوقت، حتى يتعلم المتدرب كيفية التفكير والممارسة بشكل متكرر.

4- اختلاف مواقع المتدربين

في بعض الأحيان، يجمع التدريب العملي بين متدربين من أماكن مختلفة، الأمر الذي يتطلب منهم السفر إلى موقع التدريب، وهو ما يكبدهم تكاليف إضافية.

بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:

بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لبكه أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.

في بكه للتعليم، يُمكن توفير مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تُعنى بتحسين مهارات الموظفين في مختلف المجالات، مثل القيادة، والإدارة، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات المهمة. كما يُمكن للمؤسسات الاستفادة من الدورات التدريبية المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الفريدة.

تقدم لك بكه خطة تدريب كاملة للموظفين في مؤسستك وتقدم لك استشارات مجانية في هذا الشأن. تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!

تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

الخاتمة:

أصبح التدريب العملي ضروريًا لتطبيق المعرفة النظرية في بيئة العمل الحقيقية، حيث يتيح للمتدربين اكتساب المهارات والخبرات اللازمة للتأقلم مع متطلبات سوق العمل.

يمثل التدريب العملي وسيلة فعالة للتعلم النشط، حيث يتيح للمتدربين ممارسة مهاراتهم وتطبيق معرفتهم في مواقف واقعية، مما يعزز التفكير النقدي والعمل الجماعي. ورغم إيجابياته العديدة، مثل تحسين الاحتفاظ بالمعلومات وتكوين علاقات مهنية، إلا أنه يواجه بعض السلبيات، مثل الحاجة للموارد وزيادة الوقت المطلوب للتدريب.

وفي الختام، فقد برزت أهمية التدريب العملي كونه من أهم الوسائل التي لا تُكسب المتدربين المعارف فحسب؛ ولكن أيضًا المهارات التي تمكنهم من التصدي للتحديات والمشاركة النشطة في تجارب العالم الحقيقي.

واتساب