مفهوم الإدارة المالية يشمل تنظيم وتوجيه ومراقبة المشاريع المالية في المؤسسة، بهدف الحفاظ على استقرارها. تسهم الإدارة المالية في تحقيق الأهداف المالية من خلال استخدام المعلومات لتوجيه الاستثمارات وإدارة التمويل وضمان السيولة وتعزيز الربحية. تعتمد على برمجيات تخطيط الموارد لتنظيم العمليات المالية مثل المحاسبة وإدارة الأصول وإعداد التقارير المالية.
تشمل مبادئها الرئيسية وضع الميزانيات، وإدارة التدفقات النقدية، والاستفادة من الأدوات المالية، والتنبؤ بالتدفقات النقدية المستقبلية، والاحتفاظ بالميزانيات العمومية. تتبع استراتيجيات الإدارة المالية مثل تحليل البيانات المالية وتقييم الأرباح والخسائر وإدارة المخاطر وتحديد الميزانية وحماية السجلات وتتبع النفقات في الوقت الفعلي.
عند بدء أي عمل تجاري، لا بد من إلمام القائمين على تلك الأعمال بالإدارة المالية بمفهومها الواسع، من أجل ضمان التحكم في جميع الأموال المتدفقة داخل وخارج العمل وتتبعها، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تساعد على تحقيق الشركة للأرباح، وتحقق لها الأمان المالي قدر الإمكان، وفي سطور هذا المقال نوضح تعريف الإدارة المالية وأهميتها وأبرز استراتيجيتها.
مفهوم الإدارة المالية
تُعرف الإدارة المالية بأنها خطة العمل الموضوعة من أجل تنظيم وتوجيه ومراقبة المشاريع المالية في المنظمة، وهو ما يضمن بقاء جميع الإدارات على المسار الصحيح. ومن خلال الإدارة المالية القوية، يستطيع المدير المالي أو نائبه الحصول على المعلومات التي تدعم إنشاء رؤية بعيدة المدى فيما يخص مكان الاستثمار، إضافة إلى الحصول على رؤى حول كيفية تمويل تلك الاستثمارات والسيولة والربحية، وغير ذلك.
وتستعين الفرق المالية ببرمجيات تخطيط الموارد في المؤسسة، إذ يشتمل نظام الإدارة المالية على عدة وظائف مالية مثل المحاسبة وإدارة الأصول الثابتة وإثبات الإيرادات وإعداد المدفوعات، ويبرز نظام الإدارة المالية الحالة المالية للشركة عند دمج تلك العناصر.
أهمية الإدارة المالية
الإدارة المالية أساسية لنجاح أي منظمة، فهي تسهم في التخطيط المالي وتوفير المصادر المالية واستثمارها بكفاءة، مما يحقق الاستقرار والأرباح. كما تدعم اتخاذ القرارات المالية الصائبة وتشجع على التوفير وإدارة الموارد بفاعلية.
نظرًا لدورها فيما يلي:
1- مساعدة المنظمات في التخطيط المالي
تنطوي الإدارة المالية على التخطيط المالي والذي يلعب دورًا بارزًا في تصنيف الشركة بين المنافسين، وتستخدم الشركات الإدارة المالية في معرفة متطلبات الصندوق، ومن ثم تحديد الخطوات اللازمة لتلبيتها.
2- تساعد في الحصول على أموال من مصادر مختلفة
من خلال الإدارة المالية تستطيع الشركات معرفة المصادر المتاحة للأموال، وهو ما يمكنها من الحصول على الأموال اللازمة للأعمال التجارية.
3- استثمار مبلغ مالي مناسب
يساعد الأداء السليم للإدارة المالية على تعزيز نمو وكفاءة المنظمة، كما أنها تنطوي على استخدام الأموال بدقة، وبالتالي تستطيع الاحتفاظ بتكلفة رأس المال وتضخيم قيمة الشركة، وهو ما يحسن من وضعها المالي.
4- زيادة الكفاءة التنظيمية
تهدف الإدارة المالية إلى الأداء الجيد وتحقيق أفضل الأرباح، إذ تثبت من مركز الشركة في السوق من خلال إطار عمل يزيد من ثروة المستثمرين والمساهمين.
5- التقليل من تأخر الإنتاج
الإدارة المالية السليمة ترصد الجداول الزمنية للإنتاج والمواعيد النهائية، والتأكد من كفاءة كل قسم، وهو ما يساعد على تقليل التأخر في الإنتاج.
6- تخطيط التكاليف المالية
للإدارة المالية دورًا فعالًا في خفض التكاليف وزيادة الأرباح إلى أقصى حد، لأن المسؤولون التنفيذيون في الإدارة المالية يقدمون رؤية للعمليات اليومية للشركة وتوقعات بشأن متطلباتها المالية.
7- توفير الاستقرار الاقتصادي
الإدارة المالية الفعالة تساهم في تحقيق الاستقرار المالي، وهو ما يساعد المنظمة على توسيع آفاقها والازدهار في الأعمال التجارية.
8- اتخاذ القرارات المالية
يقدم المهنيون الماليون تقارير دقيقة عن الشؤون المالية اليومية وبيانات عن مؤشرات الأداء الرئيسية المناسبة، ويستعين القياديون في الشركة بتلك البيانات في وضع القواعد والسياسات.
9- تحقيق الحد الأقصى من الأرباح مع أقل تكلفة
تنفذ الإدارة المالية عدة عمليات مثل مراقبة الميزانية، ومراقبة التكاليف، وتحليل النسب، وتحليل الاتجاهات، وأرقام الأرباح من حيث التكلفة، وهو ما يعزز من الأرباح ويقلل من تكاليف العمليات إلى أدنى حد.
10- تشجيع الموظفين على التوفير
تتيح الإدارة المالية الفعالة للموظفين فهم الموارد المالية المتاحة، وبالتالي يعملون وفقًا لهذه الميزانية ويحرصون على توفير المال.
أهداف الإدارة المالية
أهداف الإدارة المالية: تحديد احتياجات رأس المال، اتخاذ قرارات مالية صائبة، استمرار الأعمال، الحفاظ على التوازن، وضع سياسات فعّالة، تحسين الاستخدام الموارد، زيادة الأرباح. من خلال الإدارة المالية الفعالة، تهدف المنظمات لتحقيق مجموعة من الأهداف وهي:
1- تقييم احتياجات رأس المال
تعمل الإدارة المالية على تحديد الموارد المالية للشركات سواء كانت قصيرة الأجل أو طويلة الأجل، وتدير أعمالها وفقًا لتلك التقديرات. وتحدد الإدارة المالية تكاليف الأصول الثابتة الجارية، وتكلفة الترقيات، والاحتياجات، وقياس رأس المال الاحتياطي، والمصروفات الطويلة الأجل، وعمليات الموارد البشرية.
2- اتخاذ قرارات مالية صحيحة
عندما تمتلك الشركة هيكل رأس مالي قوي؛ تتبع الإدارة المالية أساسًا لاتخاذ قرارات مهمة مثل إسقاطات نسبة الدين إلى حقوق الملكية في الأجلين القصير والطويل.
3- بقاء الأعمال
الإدارة المالية الآمنة تقدم الدعم للشركة من أجل تحمل ظروف السوق، وهو ما يعزز من بقاء الأعمال.
4- الحفاظ على التوازن
يعمل مديرو الإدارة المالية على وضع استراتيجية الاستثمار الرأسمالية معقولة تساعد على الحفاظ على توازن الشركة لمواصلة العمل بسلاسة تحت أي ظرف.
5- وضع سياسات مالية فعالة
تضع الإدارة المالية سياسات مالية تدير التدفق النقدي وإجراءات الإقراض والاقتراض.
6- تحسين الموارد
يمتلك المديرين التنفيذيين للإدارة المالية المهارة والكفاءة التي تمكنهم من الاستفادة من جميع الموارد المالية المتاحة وزيادة نسبتها إلى أقصى حد، وبالتالي تقل النفقات ويرتفع التدفق النقدي لإنتاج عائد أكبر على الاستثمار.
7- زيادة الأرباح
تتولى الإدارة المالية مهمة تحسين أرباح الشركة، والتأكد من صحة جميع إجراءات العمليات التجارية.
8- تعبئة الأرباح
من مهام الإدارة المالية تقييم وتوقع تخصيص وتطبيق الأموال المتاحة، ولذلك يتم الاستثمار في الأسهم أو المنتجات الجديدة، مع مراعاة تقييم مختلف العوامل قبل اتخاذ تلك الإجراءات.
9- زيادة كفاءة الشركة
يسعى القائمون على الإدارة المالية لتخصيص الأموال المناسبة لمختلف الإدارات، بعد تحديد الموارد المتاحة والجهود المطلوبة، وهو ما يزيد من كفاءة الشركة.
10- تقليل المخاطر
يضع المديرون الماليون خطة تهدف إلى تقليل المخاطر المالية وتحسب المواقف المحفوفة بالمخاطر مسبقًا لمحاولة تجنبها.
مبادئ الإدارة المالية
تتضمن الإدارة المالية العديد من المبادئ التي تساعد على تحقيق أهدافها الأساسية، وتتمثل تلك المبادئ فيما يلي:
1- الميزانية
تُعد الميزانية من أهم مبادئ الإدارة المالية، وهي عبارة عن خطة تحدد مقدار النفقات والدخل والمدخرات لفترة زمنية محددة، وبالتالي فهي تساعد على عدم الإفراط في الإنفاق على المجالات التي لا تساهم في نمو الأعمال.
2- إدارة التدفقات النقدية
التدفقات النقدية هي الأموال المتدفقة داخل وخارج العمل، وبالتالي تُعد معيارًا لقياس صحة الشركة، فالتدفق النقدي السلبي يعني خسائر مالية كبيرة أو سوء إدارة الأموال. من خلال إدارة التدفق النقدي، تُدار التدفقات النقدية الداخلة والخارجة للتأكد من وجود المال الكافي لتغطية جميع النفقات من أجل تحقيق النمو، وما يمكّن من الاستمرار في النمو هو التنبؤ بالمبلغ النقدي الذي ستنتجه الأعمال وموعد الحصول عليه، ثم توقع النفقات التي سترتفع خلال السنة المُقبلة، وهو ما يساعد على تحديد كيفية استثمار أو إعادة استثمار هذه الأموال في العمل.
3- الاستفادة من الأدوات المالية
الأدوات المالية هي القروض أو الأسهم أو السندات التي تحتاج إليها الشركة عند بدء العمل، ولا بد من فهم شرط كل أداة لتأثيرها على العمل خلال السنوات المُقبلة.
4- التنبؤ بالتدفقات النقدية المستقبلية
إذ تتنبأ الشركات بمقدار الأموال التي ستتدفق داخل وخارج العمل على مدار السنة المُقبلة، وهو ما يساعد على التخطيط للنفقات وتحديد متى يمكنك سداد أي ديون قد تتراكم، ومعرفة مقدار الأموال المطلوبة لإعادة الاستثمار في العمل.
5- الاحتفاظ بالميزانيات العمومية
تساعد الميزانيات العمومية على معرفة مقدار الأصول التي تمتلكها الشركة، ومقدار الخصوم التي تدين بها، ومقدار الأسهم التي تمتلكها الشركة وهي حقوق الملكية.
يمكنك الالتحاق بالدورة التدريبية المُعتمدة والمُقدمة من منصة بكه في إدارة المحافظ.
مجالات الإدارة المالية
فيما يلي المجالات الرئيسية التي تكوّن الإدارة المالية:
- التخطيط المالي والتنبؤ: أي تحديد الأهداف المالية والتنبؤ بالتدفقات النقدية المستقبلية وتحديد كيفية تحقيق الأهداف.
- قرارات الاستثمار: من أبرز مجالات الإدارة المالية اتخاذ قرارات بشأن الاستثمار في توزيع الأصول مثل الأسهم والسندات والعقارات لزيادة العوائد مع تقليل المخاطر.
- إدارة المخاطر: تتعرض الشركات للعديد من المخاطر المالية مثل مخاطر الائتمان، ومخاطر أسعار الفائدة، وتساعد الإدارة المالية على تحديد وإدارة تلك المخاطر.
- تحديد الميزانية: يتضمن تحديد الميزانية وضع خطة مالية وتخصيص موارد لتحقيقها.
- الإبلاغ المالي: إذ تنطوي الإدارة المالية على إعداد بيانات مالية وتقارير لأصحاب المصلحة عن الأداء المالي للمنظمة.
استراتيجيّات الإدارة المالية
تتبع الشركات استراتيجيات الإدارة المالية بغية تحقيق أقصى قدر من الفوائد من الأنظمة والعمليات المالية، وتختلف تلك الاستراتيجيات باختلاف هدف كل شركة ووسائلها في شراء الأموال واستخدامها، ومن أبرز استراتيجيات الإدارة المالية ما يلي:
1- تحليل البيانات المالية
تتضمن هذه الاستراتيجية تقييم البيانات المالية بشكل منتظم من خلال قراءة الأرقام والبيانات التي تمثلها الميزانية العمومية وتحليلها. والاستخدام الفعال للبيانات المالية يساعد على تحسين القرارات المالية الاستراتيجية، كما توضح تلك البيانات المركز الحالي للشركة ومسارها للنجاح أو للفشل.
2- تقييم الأرباح والخسائر
من خلال تقييم الأرباح والخسائر يمكن مراجعة تكاليف وفوائد استراتيجيات الحالية، وبالتالي تحديد ما يعمل وما لا يعمل وما يحتاج إلى تعديلات.
3- وضع الميزانيات ورصدها
يجب أن يكون المدير وصانع القرار قادرين على وضع الميزانيات، لأنها تعكس مدى الالتزام بخطط العمل التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف. ويمكن تقسيم عمل الفرق إلى قائمة تشمل ما جرى إنجازه، ثم تُستخدم تلك القوائم في تخصيص الميزانيات ومراقبتها ونقل الأموال عند الضرورة.
4- مراقبة المدينين
تتأثر الإدارة المالية في الشركة بعدة عوامل وهي مقدار الأموال المُخصصة لخطوط الائتمان، الحد الأقصى المُرسل لمشتريات الائتمان، والاستراتيجيات التي تتبعها الشركة في استرداد تلك الديون. وتكون الإدارة المالية أكثر فاعلية كلما كانت الاستراتيجيات المُتبعة أفضل في استيعاب تلك العوامل.
5- تحديث السجلات وحمايتها
تتضمن الإدارة المالية الفعالة حماية البيانات المالية وضمان الخصوصية في الأنشطة التجارية، لأن ضمان خلو استراتيجيات الإدارة المالية من التأثيرات الخارجية يتوقف على حماية البيانات وعدم تعرضها للتلاعب والاحتيال. ولتوفير الحماية الكاملة للبيانات المالية؛ يُنصح باستخدام أحد البرامج المتخصصة في ذلك، وتعيين كلمات المرور والتحقق لتحديد من يمكنه الوصول إلى المعلومات وما هو المتاح منها.
6- تتبع النفقات في الوقت الفعلي
يمكن الحصول على رؤية كاملة عن جميع الأنشطة المالية في الشركة، من خلال تتبع النفقات بشكل استباقي، والتأكد من اتباع الميزانية الموضوعة. وما يساعد على معرفة أرباح وخسائر الشركة، استخدام كشوف الحسابات التي تشتمل على ملخصًا للأداء المالي للشركة في فترة معينة.
أقسام الإدارة المالية
تنقسم الإدارة المالية في المؤسسات إلى عدة أقسام، لكل قسم مجموعة من المهام التي يقوم بها، وتتمثل تلك الأقسام فيما يلي:
- قسم المحاسبة: فيه يتم الاحتفاظ بسجلات جميع بنود الإيرادات والنفقات، إضافة إلى إعداد الحسابات الختامية والبيانات المالية مثل الربح والخسارة، التقارير السنوية، الميزانية العمومية.
- قسم حسابات التكاليف: يحسب هذا القسم مختلف أنواع التكاليف، والمسائل الخاصة بالمشاكل المالية في مجال التصنيع أو الإنتاج.
- قسم مراجعة الحسابات: هذا القسم معني بمراجعة الحسابات والسجلات المالية، ومعرفة أوجه الاختلاف فيها، مع فحص جميع النفقات وتصحيح الأخطاء.
- قسم التخطيط المالي والميزانية: أبرز مهامه إعداد الخطط المصممة لشراء الأموال والاستخدام الأمثل لها، وتقديم تلك الخطط على هيئة ميزانية.
- قسم النقد: تُرسل جميع الأموال النقدية إلى هذا القسم والذي يقوم بجميع المدفوعات نيابة عن الشركة، وكل ذلك بإدارة أمين الصندوق.
- قسم الائتمان: فيه يتم الإشراف على جميع المبيعات بالائتمان، وجمع سياسات الائتمان للشركة في الوقت المناسب.
الإدارة المالية في المشاريع
تقوم الإدارة المالية في المشاريع بدور محوري منذ بداية المشروع وحتى إنجازه، فمن خلالها تُدار تكاليف المشروع، ويتم تحديد الأولويات ورصد الإنفاق، وإجراء فحوص مالية منتظمة لضمان بقاء المشروع في حدود ميزانيته.
وتساعد الإدارة المالية للمشاريع على تتبع الوضع الحالي للمشروع، ومن ثم اتخاذ أفضل قرارات حول الميزانية وتجاوزات التكاليف.
الإدارة المالية في إدارة البرامج
تُعرف إدارة البرامج بأنها إدارة المشاريع والبرامج بطريقة تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للأعمال التجارية، إذ يتم العمل على عدة مشاريع متصلة ببعضها البعض تندرج تحت برنامج واحد، وتتولى تنفيذها عدة فرق.
وتُعد الإدارة المالية من الجوانب الرئيسية في إدارة البرامج، فمن خلالها تتم إدارة ميزانية كل برنامج، مع وضع الضوابط القابلة للتنفيذ.
الإدارة المالية في القطاعين العام والخاص
للإدارة المالية الفعالة أهمية حيوية لمؤسسات القطاع العام، نظرًا لدورها البارز في تحقيق أهداف السياسة العامة، ورصد التقدم المُحرز في بلوغ الغايات، مع ضمان استخدام الموارد بفاعلية، وبالتالي تساعد المنظمات الحكومية على تحديد الأولويات وتنفيذ أدوار المسؤولين فيما يخص توفير قيمة جيدة مقابل المال، وأدوارهم تجاه دافعي الضرائب.
أما الإدارة المالية في القطاع الخاص، فهي تساعد على التخطيط المالي وحيازة الأموال للمنظمات، كما تفيد المنظمات في الاستخدام الأمثل للأموال المُكتسبة من الأرباح والقروض، وتحقيق الأرباح وزيادتها، مع توفير الاستقرار الاقتصادي لتلك المنظمات.
نطاقات عمل الإدارة المالية
فيما يلي بعض النطاقات الرئيسية للإدارة المالية:
1- قرار الاستثمار
لا تتخذ المؤسسات قرار الاستثمار في مشروع ما إلا بعد قياس تكلفة رأس المال وتقدير الفوائد المتوقعة من المشروع وتقييم المخاطر المُحتملة. ويستند قرار الاستثمار على عنصرين، الأول هو الميزانية الرأسمالية والتي تتعلق بتخصيص رأس المال والالتزام بالأموال في الأصول الدائمة المتوقع أن تحقق أرباحًا في المستقبل.
والعنصر الثاني هو السيولة المرغوبة في الشركة والتي تتحقق عند نجاح المدير المالي في الحفاظ على توازن مناسب بين الأصول الثابتة والجارية من أجل زيادة الربحية إلى أقصى حد.
2- التمويل
يتعلق قرار التمويل بالهيكل المالي للشركة، والذي يتعين على المدير المالي تطويره من أجل زيادة سعر السوق طويل الأجل لأسهم الشركة، ولا بد من وجود توازن بين الدين وحقوق الملكية، بحيث يرتفع العائد على مساهمي الأسهم وتنخفض مخاطرهم.
3- قرار توزيع الأرباح
يجب أن تتم عملية توزيع الأرباح وفقًا لسياسة مُحددة سلفًا، وتحديد هل توزع الأرباح بالكامل، أو يوزع جزءًا منها مع الاحتفاظ بالرصيد. وهناك عوامل تحدد شكل توزيع الأرباح وهي فرص الاستثمار المتاحة للشركة، وخطط التوسع والنمو، ويحدد تلك العوامل المدير المالي.
وظائف الإدارة المالية
إليكم فيما يلي أبرز وظائف الإدارة المالية ومهمة كل وظيفة:
- المراقب المالي: يدير المراقب المالي التدفق النقدي ويشرف على الميزانيات، كما يحدد المهام المالية اليومية للمنظمة، ويتنبأ بمستقبلها المالي، إضافة إلى مهام أخرى مثل إعداد البيانات المالية، وتقديم التقارير المطلوبة إلى الوكالات التنظيمية.
- مدير التأمين: مدير التأمين أو مدير المخاطر هو الذي يشرف على بوالص التأمين والمعاملات المتعلقة بالتأمين، ويقيم الوضع المالي للمؤسسة، مع تقديمه تحليلات لقرارات الأعمال من منظور المخاطر.
- مدير المصرف: مدير المصرف هو المدير المالي في المؤسسات المالية، ومهمته الإشراف على الخدمات التي تقدمها البنوك للعملاء، والموافقة على تقديم القروض وإصدار الرهون العقارية، وإدارة الخدمات المصرفية الإلكترونية.
- مدير الاستثمار: يتولى مدير الاستثمار أو مدير الأصول مهمة تحليل الأسواق المالية، وتقديم النصائح للمستثمرين الأفراد والشركات فيما يخص اختيار الأصول والأوراق المالية، مستفيدًا من خبرته في صناديق الاستثمار والأسواق المالية المحلية والعالمية.
الفرق بين الإدارة المالية والإدارة المحاسبية
يخلط البعض بين الإدارة المالية والمحاسبة، ولكن هناك بعض الاختلافات بينهما والتي يمكن توضيحها في النقاط التالية:
الإدارة المالية
- تتناول إعداد البيانات المالية وهي الإيرادات والميزانية العمومية، وإبلاغ المستخدمين الخارجيين بها، وهم المحللين والمستثمرين والمصرفيين والوكالات الحكومية.
- هدفها التمويل وزيادة الأرباح أو الثروة.
- تقيس الأصول المالية للشركة على أساس التدفق النقدي.
- تركز على الأحداث الحالية والمستقبلية.
الإدارة المحاسبية
- من خلالها يتم إخطار المستخدمين الداخليين بالمعلومات المالية، وهؤلاء المستخدمين هم الإدارة والموظفين.
- هدفها الإبلاغ عن المعلومات المالية.
- تقيس أموال الشركة على أساس الاستحقاق.
- تركز على الأنشطة السابقة.
دورات إدارة المشاريع:
تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه، وتقدم لك بكه العديد من دورات إدارة المشاريع المعتمدة دوليًا والتي تشمل ما يلي:
- دورة إدارة المحافظ MoP
- دورة إدارة البرامج والمحافظ P3O
- دورة إدارة البرامج MSP
- دورة إدارة التغيير المرن AgileShift
- دورة PRINCE2
- دورة PRINCE2 Agile
- دورة PMI-SP إدارة جدولة المشاريع
- دورة إدارة المخاطر MoR
الخاتمة:
مفهوم الإدارة المالية يتجلى في الفنّ الذي يُمثّله المديرون الماليون وهم ينسقون العمليات المالية للمؤسسة كأداة إبداعية تهدف إلى تحقيق التوازن والاستقرار. يستخدم المدير المالي خياله لبناء رؤية مالية بعيدة المدى تشمل استثمارات مبتكرة وتمويل مستدام وربحية متجددة. وكل هذا يتم من خلال استخدام أدوات مالية فنية تعكس قدرة الإدارة على رسم لوحة مالية تعبر عن النجاح والازدهار.
وكأي فنان يحترف التعبير عن أفكاره وتحويلها إلى واقع، يقوم المدير المالي بتحليل البيانات وصقل الاستراتيجيات وابتكار الحلول المالية الجذابة. إنها مزيج من الذكاء والإبداع يُعبّر عنه المديرون الماليون بأساليب مالية فنية متقنة تجسّد الجمال في إدارة المالية.
وفي الختام، فإن الإدارة المالية الفعالة توفر للمنظمات وضعًا ماليًا آمنًا، يساعد على نموها وتطورها واستدامتها.