التخطيط الاستراتيجي يواجه عدة مشكلات مثل قلة التركيز ونقص الموارد والمعرفة، بالإضافة إلى عدم الترابط بين الوحدات وعدم المتابعة. يجب مواجهة هذه المشاكل بتوفير التدريب والدعم، وضمان التواصل والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية.
هناك العديد من معوقات التخطيط الاستراتيجي التي يواجهها القادة وكل من يتولى هذه العملية داخل المنظمات، تلك المعوقات التي تقف حائلًا أمام وضع خططًا استراتيجية تساعد على تحقيق الأهداف التي تسعى لها المنظمة، الأمر الذي يفرض على المخططين الاستراتيجيين فهم مختلف المشكلات التي تواجه هذه العملية، حتى يستطيعون العمل على حلها، وإذا كنت ترغب في معرفة ما هي تلك المعوقات؛ تابع معنا هذا المقال.
معوقات التخطيط:
معوقات التخطيط تشير إلى العوامل أو الظروف التي تعترض عملية التخطيط الإداري أو الاستراتيجي وتقيّد القدرة على وضع الخطط وتنفيذها بشكل فعّال. تلك العوامل يمكن أن تكون متعلقة بالموارد البشرية والمالية المحدودة، أو التغيرات المتسارعة في البيئة الخارجية مثل التحديات التكنولوجية والتشريعية. تتطلب تجاوز هذه المعوقات القدرة على التكيف، والابتكار، وتوجيه الموارد بشكل فعّال لضمان استمرارية العمليات التخطيطية وتحقيق أهداف المؤسسة.
معوقات التخطيط الاستراتيجي وأهم مشكلاته
يُعرف التخطيط الاستراتيجي بأنه العمليات التي تنفذها إدارات المنظمات من أجل تحقيق الأهداف التنظيمية، ويتوقف هذا التخطيط على إجابات بعض الأسئلة البسيطة مثل ما هو نشاط المنظمة؟ وماذا سيحدث في حال تغيير خط الإنتاج أو طريقة العمل؟ وما هو تأثير العوامل الاجتماعية والسياسية والتكنولوجية والبيئية الأخرى على مختلف العمليات؟
ويتولى المديرون مهمة صياغة وتنفيذ استراتيجيات موجهة لتحقيق الهدف الاستراتيجي على النحو الأمثل، في ظل الظروف البيئية والداخلية المتاحة، تلك الظروف التي قد يشوبها بعض المعوقات التي تظهر خلال عملية التخطيط أو التنفيذ، والتي نوضحها بالتفصيل من خلال السطور التالية:
1- قلة التركيز
المقصود بقلة التركيز، عدم امتلاك القائد الاستراتيجي الذهن الكافي لإنشاء الخطة الفعلية وتنفيذها، وذلك يحدث نتيجة عدم قدرته على تحديد الرؤى والمهام المطلوبة، ويستغرق وقتًا طويلًا في محاولة فهم ذلك، وعندما يصل إلى نتيجة يكون قد أُرهق عقليًا، واستُنزفت طاقته.
2- نقص الموارد
من أبرز معوقات التخطيط الاستراتيجي، نقص الموارد، والذي يشير إلى عدم وجود الموارد الكافية التي تمكن من الوصول إلى خطة عملية، وهو ما يؤدي إلى عدم اكتمال الخطة الاستراتيجية إلى النهاية. وهذا يعني أن التخطيط الاستراتيجي لا ينجح في بعض الأحيان نتيجة إنفاق المنظمة لميزانيتها بالكامل، أو لأنها لم تقم بالنوع الصحيح من التخصيص ومواءمة الموارد لعملية شاملة.
3- نقص المعرفة
يحتاج التخطيط الاستراتيجي إلى الكثير من المعرفة والتدريب والخبرة، وهي مهارات يجب أن تتوفر في جميع المخططين الاستراتيجيين، وفي حال عدم توفرها؛ فلن يتمكنوا من إعداد خططًا استراتيجية، ومن ثم لن تتحقق النتائج المرجوة، فضلًا عن الخسائر المالية الضخمة التي ستتكبدها المنظمة.
ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال تدريب المديرين على وضع خططًا استراتيجية، ولذلك نرشح الالتحاق بالدورة التدريبية المُعتمدة والتي تقدمها منصة بكه في التخطيط الاستراتيجي، إدارة الأداء والإدارة الاستراتيجية.
4- عدم الترابط بين الوحدات
في حال عدم تنسيق وحدات الأعمال على مختلف المستويات وهي المستوى المؤسسي ومستوى الأعمال والمستوى الوظيفي؛ فسوف يؤدي ذلك إلى خلق المعوقات التي تحول دون تنفيذ الخطط الاستراتيجية بشكل فعال.
5- الخلط في فهم المصطلحات
الكثير من المديرون يخلطون بين التخطيط الاستراتيجي والتخطيط التشغيلي، أي أنهم يركزون على الأرقام المالية فقط، وهو ما يؤدي إلى جعل التخطيط مجرد مسألة تحديد أهداف وميزانيات مالية في المستقبل، وليس إجراء مناقشة دينامية حول القضايا الاستراتيجية الأكبر التي يمكن أن تؤثر على المنظمة في المستقبل.
6- عدم المتابعة
من أبرز مشكلات التخطيط الاستراتيجي، عدم المتابعة لضمان تنفيذ الخطة الفعلية، على الرغم من اكتمالها، وهو ما يؤدي إلى فشل التخطيط الاستراتيجي في النهاية.
7- عدم المرونة
تصبح الخطط الاستراتيجية غير مُجدية في حال تغير الظروف، فربما كانت خطة رائعة في وقت إنشائها، لكن تغير الظروف والعوامل الخارجية جعلها غير ملائمة أو قديمة. وللتغلب على هذا التحدي؛ لا بد من تبني المخططون الاستراتيجيون آلية لمراجعة الخطة وتكييفها مع تغير الظروف.
8- عدم دعم من فريق القيادة
لن تنجح الخطط الاستراتيجية إذ لم يجد المخططين الاستراتيجيين الدعم الكافي من فريق القيادة بالمنظمة، ويتمثل هذا الدعم في توفير الموارد، ودعم العملية والمشاركة فيها. وإذا قدم فريق القيادة الدعم المطلوب؛ وقتها سيفهم كل فرد في المنظمة أهمية التخطيط الاستراتيجي، وهو ما سيؤدي إلى نجاحه في النهاية.
9- صعوبة الخطة
من التحديات التي تواجه التخطيط الاستراتيجي، صعوبة الخطة الموضوعة، هذه الصعوبة التي تجعل من تنفيذ الخطة أمرًا لا يمكن تحقيق وبالتالي تزيد من احتمالية الفشل، وفي أغلب الأحيان، تكون أفضل خطة استراتيجية هي الأبسط، لأنها تسهل من تنفيذ العملية، ولذلك يُفضل تطوير خطط استراتيجية واقعية تسهل من تمكين الفريق.
10- عدم علاج المشكلة الحالية
لا شك أن الخطط الاستراتيجية التي تنظر إلى المستقبل أمرًا رائعًا، ولكن في بعض الأحيان يكون الحاضر هو القضية الأكثر إلحاحًا.
لذلك، لن تصبح الخطة الاستراتيجية ذات جدوى إذ خلت من توثيق نقاط الضعف التي تعاني منها المنظمة في الوقت الحالي، والعقبات التي تعيق إنتاجية وكفاءة نظامها.
11- عدم المساءلة
يُعد غياب المساءلة من أكثر المشكلات التي تواجه عملية التخطيط الاستراتيجي خاصة خلال تنفيذها، فعدم محاسبة فريق التنفيذ بالكامل يؤدي إلى عدم الالتزام بكافة المهام المطلوبة.
وتشير المساءلة أيضًا إلى نوع خاص من المسؤولية عندما يتعلق الأمر بالتخطيط الاستراتيجي، فيجب أن يفهم المخططين الاستراتيجيين ما هو مطلوب بالفعل في العمل لضمان تحديد جداول زمنية واقعية وتوجيه الموارد الكافية إلى مبادرة استراتيجية لضمان تحقيقها.
12- زيادة التركيز على التنفيذ
من العقبات التي يواجهها التخطيط الاستراتيجي، زيادة التركيز على التنفيذ، دون بقية مراحل هذه العملية، فعلى الرغم من أهمية مرحلة التنفيذ؛ إلا أن المنظمة تحتاج أيضًا إلى وضع خطة تتضمن كيفية تشغيلها على مدى السنوات المُقبلة، وتتضمن كذلك مقارنة بين الأداء والأهداف التي جرى تحقيقها.
13- عدم القدرة على تحديد الأهداف
عدم قدرة الإدارة على تحديد الأهداف التي تبني عليها خططها الاستراتيجية، يُعد من أبرز المشكلات التي تواجه هذه العملية، والتي تعوق تنفيذها.
ولذلك، يجب أن تقوم المنظمة بتحديد أهدافها وخطتها التنفيذية التي تتضمن الإمكانات الذاتية المتوفرة لديها.
14- مقاومة التغيير
يهدف التخطيط الاستراتيجي في الأساس إلى تغير عمل المنظمة إلى الأفضل، وبالتالي فإن مقاومة بعض عناصر المنظمة التي اعتادت على السياسات القديمة لهذا التغيير، تُعد من أبرز معوقات التخطيط الاستراتيجي.
15- عدم فهم طبيعة الخطة
من المشكلات التي تواجه التخطيط الاستراتيجي، عدم فهم الموظفين المُكلفين بتنفيذ الخطط طبيعتها وآليات تنفيذها، وهو ما يفرض على المنظمة إشراك جميع الموظفين في إعداد الخطط الاستراتيجية، فضلًا عن تدريبهم وتأهيلهم لضمان فاعلية تنفيذ الخطة.
معوقات التخطيط الإداري:
من بين المعوقات الشائعة التي تواجه عملية التخطيط الإداري هي قيود الموارد، حيث يمكن أن تكون الموارد البشرية والمالية محدودة، مما يؤثر على القدرة على إجراء التحليل اللازم وتطبيق الخطط بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن المعوقات أيضًا التغيرات السريعة في البيئة الخارجية، مثل التحديات التكنولوجية والتشريعية، والتي قد تجعل الخطط الإدارية غير فعالة أو تتطلب تعديلها بشكل مستمر. تجاوز هذه المعوقات يتطلب التخطيط الجيد والتنسيق الفعال بين جميع أقسام المؤسسة، بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة وتحسين العمليات بشكل مستمر.
دورات تساعدك على التخطيط الاستراتيجي:
تساعدك الدورات التدريبية الاحترافية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال التخطيط الاستراتيجي. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
الخاتمة:
التخطيط الاستراتيجي يهدف إلى تحقيق أهداف المنظمة، ولكن قد يواجه عدة مشكلات ومعوقات. قلة التركيز ونقص الموارد والمعرفة يمكن أن تعيق عملية التخطيط وتنفيذها. عدم الترابط بين الوحدات والخلط في فهم المصطلحات وعدم المتابعة يمكن أيضًا أن يؤدي إلى فشل الخطط الاستراتيجية. يجب أيضًا مواجهة مشكلات مثل صعوبة الخطة وعدم علاج المشكلة الحالية وعدم المساءلة.
مقاومة التغيير وعدم فهم طبيعة الخطة يمكن أن تكون عوائق أخرى. للتغلب على هذه المشكلات، يجب توفير التدريب والدعم المناسبين، وضمان التواصل والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية في المنظمة.
وفي الختام، لا يمكن الاستفادة من الخطط الاستراتيجية وجعلها فعالة، إلا بالتعرف على المعوقات التي تواجهها، والعمل على تجنبها، حتى تصل المنظمة للأهداف المرجوة.