أهمية وفوائد العمل الجماعي على مستوى الفرد والفريق والمؤسسة والوطن وغير ذلك
كتابة : بكه
21 أبريل 2024
يوفر العمل الجماعي عدد من الفوائد مثل الابتكار والإبداع، ويزيد الكفاءة وجودة الأعمال، ويساعد في تحسين صحة الفريق وزيادة الإنتاجية. وفي المقابل سلبيات العمل الجماعي تشمل عدم توزيع الجهود بالتساوي وصعوبة التعامل مع بعض الشخصيات السلبية.
في بيئة العمل اليوم، تسعى جميع المنظمات لخلق بيئة جماعية تحسن من أداء الموظفين وتؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتشجيع الإبداع، ولذلك بات العمل الجماعي من أهم العناصر التي تعتمد عليها المنظمات باختلاف مجالاتها في الوصول إلى أهدافها، ولا تقتصر فوائد العمل الجماعي على المنظمات وفرق العمل فقط؛ بل تشمل الموظفين والدول، وهي الفوائد التي نستعرضها بالتفصيل من خلال سطور هذا المقال.
فوائد العمل الجماعي على الفرد والفريق والمؤسسة
تجني المنظمات والفرق والأفراد الذين يعتمدون العمل الجماعي في عملياتهم العديد من الفوائد وهي كما يلي:
1- الابتكار والإبداع
من أبرز مميزات العمل الجماعي، أنه يتيح الفرصة لتعزيز استخدام وجهات نظر العديد من الأشخاص، وبالتالي إنتاج أفكار إبداعية جديدة. فمن خلال جلسات العصف الذهني، يقدم كل عضو في الفريق أفكاره التي تختلف عن أفكار غيره، وتتم مناقشتها وتقديم ملاحظات بناءة عليها، إضافة إلى النظر في المهام والتحديات بعقلية أكثر إبداعًا.
2- بناء الثقة
لن ينجح أي عمل في أي منظمة دون أن يجد الموظفون الذين هم جزء من الفريق الثقة للقيام بالمهام وتحمل المخاطر، لذلك فإن العمل الجماعي يساعد على بناء وتعزيز هذه الثقة، لأن أعضاء الفريق عندما يعملون معًا يمكنهم تحديد حلول مختلفة للتحديات، وهو ما يؤدي إلى نتائج أفضل.
3- زيادة الكفاءة
تزداد كفاءة الأعمال داخل المنظمة عند إنشاء فرقًا محددة من الموظفين، إذ يركز كل فريق على مهامه الخاصة ويتماشى مع الأهداف العامة للمنظمة، إضافة إلى أن العمل الجماعي يقلل من الضغط على الأفراد والوقت الذي يستغرقه إكمال المهمة.
ويشهد العمل الجماعي تقسيم المهام الصعبة إلى عناصر أسهل لإدارة المكونات والعمل معًا لإكمالها بشكل أسرع، ويمكن للأعضاء ممن لديهم مهارات خاصة التركيز على مشكلات محددة للمساهمة في حلها بشكل أكثر فاعلية.
4- زيادة جودة الأعمال
تستفيد المنظمات من العمل الجماعي في زيادة جودة أعمالها، إذ أن هذا النوع من العمل يقلل من الضغط على الموظفين لاعتماده على تقاسم عبء العمل، فترتفع الروح المعنوية لديهم، ويؤدي ذلك إلى زيادة جودة العمل، بما يتوافق مع توقعات المنظمة.
5- سعادة الموظفين
من أهم فوائد فريق العمل، أنه يزيد من شعور السعادة لدى الموظفين، إذ يشعرون بأن عملهم له قيمة، وبأنهم يستطيعون المساهمة في تحقيق هدف ما، وبأن لديهم شيئًا مميزًا يقدمونه للعمل، فتزداد إنتاجيتهم، وينتجون أعمالًا عالية الجودة.
6- التطور الوظيفي
من الفوائد التي يحققها الموظفون جراء عملهم مع بعضهم البعض، النمو والتطور الوظيفي، نظرًا لاعتيادهم العمل في بيئة عمل وفريق عمل مستقرين وداعمين، وهو ما يمكنهم من تحديد نقاط القوة لديهم، وتطوير مهاراتهم ومعارفهم دون تدريب رسمي، وبالتالي يستطيعون تطوير أدوارهم المهنية.
7- زيادة الإنتاجية
يقوم العمل الجماعي على العديد من العناصر وأهمها الإبداع والتحفيز والسعادة والتعاون والوحدة، كما أن عمل الأعضاء معًا يؤثر بشكل مباشر على طريقة عمل الفريق ومستويات نجاحه، مما يؤدي إلى تحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية.
وما يزيد من إنتاجية الموظفين عند عملهم مع بعضهم البعض، تقسيم المهام إلى قطاعات أكثر قابلية للإدارة وتفويضها لأعضاء الفريق ممن يمتلكون مهارات مختلفة قابلة للتطبيق.
8- زيادة وحدة وتماسك الفرق
يزيد العمل الجماعي من وحدة وتماسك فرق العمل داخل المنظمة، لأن من خلاله يعمل الأفراد لمصلحة المنظمة وليس لمصلحتهم، ويركزون على تحقيق هدفًا مشتركًا، كما أن عمل الموظفون ونجاحهم معًا يؤدي إلى تكوين علاقات عمل قوية ويطورون الثقة والصداقة فيما بينهم.
9- زيادة التنوع
من أبرز مزايا العمل الجماعي، أنه يقوم على العديد من الأفراد المختلفين من حيث الأعمار والخلفيات والمهارات ومستويات الخبرة، وهو ما يضمن تكون فرق عمل متنوعة تنتج وجهات نظر وأفكار فريدة. ويؤدي التنوع الذي يتيحه العمل الجماعي إلى زيادة الإبداع وتحسين تقنيات حل المشكلات وتعزيز الوعي الثقافي، والمساعدة في تحسين سمعة المنظمة.
10- تقليل الإجهاد
يساعد العمل الجماعي على تقليل مستويات التوتر والإجهاد داخل بيئة العمل، لأنه يضمن توفير بيئة آمنة وتعاونية للموظفين لمشاركة أعباء العمل والتركيز على الأهداف المشتركة، وعندما تُتاح هذه البيئة؛ تزداد الإنتاجية ويقل معدل دوران الموظفين.
كما أن العمل الجماعي يساعد على فهم الموظفين متطلبات وضغوط إكمال العمل، وهو ما يمكنهم من تقديم الدعم العاطفي لبعضهم البعض، فتصبح بيئة العمل أقل إرهاقًا، فتزداد الإنتاجية وتقل الأخطاء.
11- تعزيز القدرة على التكيف
تبني الأفراد ثقافة العمل الجماعي يزيد من قدرتهم على التكيف مع بيئة العمل وظروفها المتغيرة، وبالتالي يستطيعون تبديل الأدوار والمسؤوليات إذا لزم الأمر.
12- تقليل التدخلات الإدارية
عندما تتبنى المنظمة ثقافة العمل الجماعي؛ فإن ذلك يقلل من التدخلات الإدارية في عمل الفرق، لأن الثقة التي تمنحها الإدارة للموظفين تعطيهم قدرًا أكبر من الاستقلالية، وبالتالي يراقبون أنفسهم وطرق تنفيذهم للمهام، وهو ما يفيد المديرين الذين يمكنهم إعادة توجيه طاقتهم نحو مشاريع أخرى.
13- تحسين خدمة العملاء
يستطيع الموظفون المشاركون في العمل الجماعي تحسين خدمة العملاء، من خلال تقديم خدمة تلبي احتياجات العملاء في إطار زمني أقصر، وهو ما يترك انطباعًا جيدًا لدى العملاء.
14- زيادة تحمل مخاطر العمل
يعزز العمل الجماعي من تناغم الفريق، وبالتالي يجعل الموظفين أقوى وأكثر حماسًا لحل المشكلات، فتزداد لديهم القدرة على تحمل مخاطر العمل.
15- اكتساب منظور جديد
يفرض العمل الجماعي على الموظفين إجراء مناقشات طويلة وتفاعلات جماعية، يحصلون منها على فرصة للنظر إلى الأشياء من منظور جديد تمامًا، وبالتالي يصبح كل عضو في الفريق أكثر انفتاحًا على أفكار مختلفة، ويتعلم أشياء جديدة من أعضاء آخرين في الفريق.
16- تحسين مهارات صنع القرار
يساعد العمل الجماعي على تحسين مهارات صنع القرار، لأنه يشجع أعضاء الفريق على الإجابة على الأسئلة واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي، وبالتالي تنمو لديهم الثقة في اتخاذ قرارات سريعة بناءً على خبراتهم.
ما فائدة العمل الجماعي للوطن
عندما يتبنى أفراد المجتمع ثقافة العمل الجماعي؛ فإن آثاره الإيجابية تنعكس على الوطن من خلال ما يلي:
- يزيد العمل الجماعي من وحدة وتماسك الأفراد، وبالتالي يصبح المجتمع بجميع أفراده أكثر قدرة على البذل والعطاء.
- يمتاز المجتمع الذي يعمل أفراده بشكل جماعي، بقدرته على مواجهة التحديات وتجاوز نقاط الضعف والتغلب عليها.
- وحدة وتماسك أفراد المجتمع نتيجة عملهم بشكل جماعي، يمنح الوطن الهيبة أمام أعدائه.
- من خلال العمل الجماعي، تستطيع المنظمات بلوغ أهدافها وتقديم أفضل الأعمال، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على الناتج الإجمالي المحلي.
يمكنك الاستفادة من الدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في إدارة المشاريع، لتعزيز مهاراتك في هذا المجال.
سلبيات العمل ضمن فريق
على الرغم من الفوائد الجمة التي يحققها العمل ضمن فريق للأفراد والمنظمة؛ إلا أنه لا يخلو من بعض السلبيات نوضحها فيما يلي:
1- لا يساهم الجميع بالتساوي
من أبرز عيوب العمل ضمن فريق، عدم تساوي جهود جميع أعضاء الفريق، فقد لا يكملون مهامهم في مواعيدها المُحددة، أو قد لا يشارك الجميع بأفكار جديدة. وبالتالي فإن وجود أعضاء غير منتجين وإكمال الأعمال الإضافية نيابة عنهم، يؤدي إلى استغراق وقتًا ثمينًا وبعيدًا عن المشروع ويمكن أن يؤدي إلى الاستياء بين باقي الأعضاء.
2- عدم اعتراف القيادة بالمساهمات الفردية
في الكثير من الأحيان، يجد القادة في المنظمة صعوبة في رؤية المساهمات الفردية لكل شخص، مهما عظمت تلك المساهمات ومهما كانت استثنائية، وبالتالي لا يحصل صاحبها على الثناء الذي ينتظره، بل يوجه الثناء للفريق بالكامل.
3- صعوبة العمل مع بعض الشخصيات
قد يجد بعض الأفراد في فريق العمل صعوبة في التعامل مع بعض الشخصيات من الذين يتسمون بالسلبية أو سوء الأخلاق، وهو ما يؤدي إلى خلق مخاوف لدى البعض، وبالتالي تتأثر الإنتاجية.
4- عدم تقبل بعض الأفكار
يمكن أن يتبع فريق العمل أفكارًا لا تثير إعجاب بعض الأعضاء، فيجدون صعوبة في تقبل تلك الأفكار والتعامل معها. ويحدث الأمر كذلك عندما يرفض الفريق بعض أفكار أحد أعضاءه بصورة مستمرة، وبالتالي يشعر هذا العضو بأن الفريق لا يعترف بقيمة مساهماته، وهو ما يشعره بالإحباط.
5- صعوبة مشاركة الآراء
عندما يسيطر بعض أعضاء الفريق على المحادثات داخل الاجتماعات؛ فإن البعض الآخر لا يستطيعون مشاركة أفكارهم واقتراحاتهم بسهولة، وهو ما يجعلهم يشعرون بالخجل والضعف.
6- تحميل البعض أخطاء الآخرين
قد يضم الفريق بعض الأعضاء الذين لا يتمتعون بنفس الشعور بالنزاهة والملكية، فيقومون بتحريف تصرفات أو سلوكيات الآخرين من أجل الهروب من تحمل المسؤولية عن أخطائهم.
7- التأثر بالمواقف السلبية
المقصود بالمواقف السلبية التي يمر بها فريق العمل، وجود أعضاء لا يساهمون بأي أفكار، أو يُعرفون بسلبيتهم في الكثير من المواقف، وهو ما يؤدي إلى سوء الحالة المزاجية للبعض والتي تؤثر بشكل مباشر على أعمالهم.
8- تشكيل تحالفات في الفريق
تشهد بعض فرق العمل تشكيل بعض الأشخاص تحالفات، وقد يكون البعض الآخر مفضلًا ليس لجهودهم أو جدارتهم، ولكن لأسباب أخرى مثل التوافق في المعتقدات أو الروابط العائلية، وهو ما يؤدي إلى افتقار فريق العمل النزاهة في أداء المهام.
9- التفاوت في قدرات أعضاء الفريق
يمكن أن يمتلك بعض أعضاء الفريق المهارات التي تجعلهم قادرين على المنافسة ويرغبون في تلقي الثناء، بينما لا يمتلك البعض الآخر ذات المهارات، فيشعرون بالارتباك نظرًا لعدم قدرتهم على المنافسة.
10- الاعتماد على الآخرين في إكمال المهام
يفتقر الفريق للتنظيم عندما يعتمد بعض الأعضاء على الآخرين في الحصول على التحديثات أو المعلومات أو البيانات المهمة، وبالتالي لا يستطيعون إنجاز مهامهم في الوقت المُحدد.
11- تأخر إنجاز المشاريع
قد يتأخر إنجاز بعض المشاريع في بعض الأحيان، إذا كان فريق العمل يضم أشخاصًا أكثر انشغالًا من غيرهم، أو يعملون بشكل أبطأ، أو يحتاجون إلى مزيد من التوجيه في عملهم، وبالتالي يتأخرون في إكمال الجزء الخاص بهم من المهمة.
12- عدم التساوي في توزيع المهام
يعتمد العمل في فريق على تقسيم الأدوار والمهام والمسؤوليات على أعضاء الفريق بالتساوي ووفقًا لمهارات كل عضو، وقد تكون هناك مشكلة إذا لم تكن تلك المهام مُقسمة بالتساوي، ولا تتطابق مع أسلوب العمل المُفضل للأعضاء.
13- نشوب النزاعات
قد تنشب النزاعات والصراعات بين أعضاء الفريق إذا كانوا لا يستطيعون التواصل، وفي حال اختلافهم عن بعضهم البعض بشكل جذري، وبالتالي تؤدي تلك النزاعات في بيئة العمل إلى تقليل حماسهم، مما يجعل من الصعب عليهم التركيز على وظيفتهم الحالية.
14- الاعتياد على العمل بشكل مستقل
بعض الأفراد يجدون صعوبة في العمل بشكل جيد داخل الفريق، نظرًا لأنهم اعتادوا على العمل بشكل مستقل، وهو ما يعيقهم عن إنجاز المهام المطلوبة على النحو الأمثل.
دورات معتمدة في إدارة الفريق والمشاريع:
تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه، وتقدم لك بكه العديد من دورات إدارة المشاريع المعتمدة دوليًا والتي تشمل ما يلي:
- دورة إدارة المحافظ MoP
- دورة إدارة البرامج والمحافظ P3O
- دورة إدارة البرامج MSP
- دورة إدارة التغيير المرن AgileShift
- دورة PRINCE2
- دورة PRINCE2 Agile
- دورة PMI-SP إدارة جدولة المشاريع
- دورة إدارة المخاطر MoR
- دورة PMP لادارة المشاريع
- دورة إدارة المخاطر RMP
- دورة MS PROJECT
- دورة شهادة CAPM
الخاتمة:
العمل الجماعي يوفر الابتكار والإبداع، ويبني الثقة ويزيد الكفاءة وجودة الأعمال. كما يزيد سعادة الموظفين ويساعدهم في التطور الوظيفي، ويزيد من الإنتاجية والتنوع. يقلل الإجهاد ويعزز القدرة على التكيف، ويقلل من التدخلات الإدارية، ويحسن خدمة العملاء. يزيد تحمل مخاطر العمل ويمنح منظورًا جديدًا ويحسن مهارات صنع القرار.
ومن سلبيات العمل ضمن الفريق تشمل عدم توزيع الجهود بالتساوي، وعدم اعتراف القيادة بالمساهمات الفردية، وصعوبة التعامل مع بعض الشخصيات السلبية. كما تشمل عدم قبول بعض الأفكار وصعوبة مشاركة الآراء، وتحميل البعض أخطاء الآخرين، والتأثر بالمواقف السلبية. إضافةً إلى تشكيل تحالفات في الفريق والتفاوت في قدرات الأعضاء وتأخر إنجاز المشاريع. تنشأ أيضًا نزاعات بين الأعضاء واعتياد بعضهم على العمل بشكل مستقل.
وفي الختام، فإن تبني ثقافة العمل الجماعي في المنظمة تعتمد على المديرين المتمرسين القادرين على إحداث فرقًا في كيفية تفاعل الموظفين معًا، وهو ما يجعل العمل أكثر متعة، وتنعكس فوائده الجمة على المنظمة والموظفين.