تحديات سوق العمل وكيفية الاستعداد لسوق العمل

كتابة : بكه

13 يناير 2025

يواجه الشباب العديد من التحديات في سوق العمل السعودي، أبرزها سرعة التطور التكنولوجي، قلة الخبرة العملية، البطالة، وصعوبة التكيف مع متطلبات القطاع الخاص. لمواجهة هذه التحديات، يُنصح بتطوير المهارات التقنية من خلال الدورات التدريبية، واكتساب الخبرة العملية عبر التدريب الصيفي أو التطوع. كما أن الاهتمام بالتدريب المهني، تحسين السيرة الذاتية، وبناء علاقات مهنية قوية، يسهم في تسهيل دخول سوق العمل. من خلال هذه الاستعدادات، يمكن للشباب السعودي تحسين فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة وتحقيق النجاح المهني.

فإذا كنت طالبًا في سنواتك الأخيرة من الجامعة أو من حديثي التخرج فحتمًا ستحتاج إلى معرفة تحديات سوق العمل والتي عليك الاستعداد لها تمامًا، فبعد التخرج من الجامعة يبدأ الشباب مرحلة جديدة تمامًا مليئة بالصعوبات التي تتطلب التغلب عليها حتى يتمكنون من العثور على فرصة العمل التي يكتسبون منها خبرة حقيقية. يوضح لك هذا المقال أبرز هذه التحديات التي يعاني منها الشباب في السنوات الأخيرة، وكيف تتغلب على كل تحدي.

تحديات سوق العمل

أكثر ما يهم الشباب في بداية الحياة المهنية الصعوبات التي يواجهونها، والتي تعيقهم في بعض الأحيان عن العمل في الوظيفة المناسبة لهم، ومن المهم أن تكون على دراية تامة بكافة هذه التحديات، والتي تعزز من درجة استعدادك لها، وتشمل أكثر هذه التحديات لحديثي التخرج ما يلي:

1- سرعة التطور التكنولوجي 

شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا، في إطار تحقيق أهداف المملكة 2030 التي تتطلب الارتقاء بمختلف القطاعات، فظهرت تقنيات متعددة أصبحت مطلوبة في السوق السعودي ولها وظائف محددة، من بين هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأمن السيبراني.

وعلى الرغم من هذا التطور غير المسبوق إلا أنه شكّل تحدى كبير للشباب السعودي الذي يعاني من عدم القدرة على مواكبة تلك التغيرات وتلبية متطلبات سوق العمل نظرًا لقلة فرص التدريب التي تمنحهم الخبرة والمهارات المطلوبة.

كيفية التغلب على هذا التحدي: يمكن للشباب التغلب على هذا التحدي من خلال الانضمام لدورات تدريبية إلكترونية التي تستهدف اكتساب المهارات التقنية المطلوبة، ويجب توفير مبادرات لإطلاق برامج تدريبية للطلاب تساعدهم على تلبية احتياجات سوق العمل.

كما يمكن للشركات التعاون مع المؤسسات التدريبية لتوفير دورات تدريبية للشباب، فضلاً عن تحديث المهارات التقنية بالجامعات لمواكبة التغيرات في سوق العمل وتعزيز التعليم المهني والتقني.

2- قلة الخبرة العملية

من أكثر المشكلات التي يعاني منها الشباب في بداية حياتهم المهنية عدم توفر لديهم الخبرة المطلوبة في الوظائف التي يرغبون في العمل بها والتي تتطلب خبرة بعدد سنوات محددة، وتلك الخبرة يفتقرونها في الجامعات التي تركز بشكل أكبر على التعلم النظري، وبالتالي يصبح من الصعب العثور على فرصة العمل المناسبة.

كيفية التغلب على هذا التحدي: يستطيع للشباب الانضمام إلى البرامج التدريبية التي أطلقتها الحكومة مثل برنامج "تمهير"لاكتساب الخبرات المطلوبة، إلى جانب الاهتمام بتطوير المهارات عبر المنصات التدريبية سواء السعودية أو غير السعودية.

3- ارتفاع نسبة البطالة

طبقًا للاحصائيات، فإن نسبة البطالة للشباب السعودي بلغت 7.6% في الربع الأول من عام 2024، وهي نسبة تدل على أنه لازال بعض الشباب لازال عاطل عن العمل. ذلك يرجع إلى أسباب متعددة من بينها أن الكثير من الشركات تميل إلى تعيين ذوي الكفاءات الذين يتمتعون بمهارات متطورة وخبرات عالية، إلى جانب أن نسبة فرص العمل أقل مقارنةً بنسبة الباحثين عن العمل.

كيفية التغلب على هذا التحدي: يمكن التقليل من نسبة البطالة بتحفيز الشباب السعودي على إيجاد الفرص المناسبة لهم، وذلك بتعزيز دعم برامج التوظيف مثل "ساند"، مع الاهتمام بتعزيز ثقافة العمل عن بُعد.

4- صعوبات القطاع الخاص

يواجه الشباب السعودي عوائق في العمل بشركات القطاع الخاص نظرًا لقلة فرص التدريب التي توفرها هذه الشركات، ونسبة كبيرة من الشباب يطمحون للعمل في القطاع الخاص نظرًا لأنها تقدم رواتب تنافسية، وبيئة عمل متطورة، وساعات عمل مرنة.

كيفية التغلب على هذا التحدي: يمكن للشباب الاتجاه للعمل الحر مثل منصة العمل الحر التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية، إلى جانب الاهتمام باكتساب ميزة تنافسية في سوق العمل باغتنام الفرص التدريبية المتاحة.

5- المنافسة الشديدة مع الوافدين الأجانب

تهتم الكثير من المؤسسات والشركات السعودية باستقطاب الكفاءات من الأيدي العاملة الأجنبية والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم، مما يشكل ذلك تحديًا كبيرًا للشباب السعودي الذي يواجه تنافسًا معهم في العمل بالوظائف التي يرغبون فيها.

كيفية التغلب على هذا التحدي: بإمكان الشباب أن يتميزوا عن الوافدين الأجانب عبر الاهتمام بمواكبة تطورات سوق العمل المستمرة بالتركيز على تطوير المهارات، سواء التقنية أو الشخصية، أو اللغوية، إلى جانب سد الفجوات المعرفية بالمجال.

6- وجود فجوة بين التعلم واحتياجات سوق العمل

سوق العمل في تغير دائم في المتطلبات نظرًا للتطورات السريعة التي يمر بها في السنوات الأخيرة، مما يشكل ذلك فجوة بالنسبة للباحثين عن فرص العمل الذين يواجهوا متطلبات عديدة في المهارات العملية التي لم يتمكن من اكتسابها خلال فترة الجامعة التي يتعلمون فيها المهارات بشكل نظري فقط. وعلى الجانب الآخر، أصبحت تكلفة التدريب في الشركات مرتفعة، وهو عامل يزيد من صعوبات تعيين الشباب السعودي.

كيفية التغلب على هذا التحدي: يمكن للشباب الانضمام إلى كبرى الشركات السعودية التي تقدم فرص التدريب أبرزها شركة سابك وأرامكو والتي من خلالها يكونون أكثر استعدادًا لسوق العمل، ويزيد ذلك من ترشحهم للعمل فيما بعد.

كيف تستعد لسوق العمل؟

إذا كنت طالبًا سواء في السنوات الأولى أو الأخيرة من الجامعة، فمن الضروري أن تستعد لسوق العمل قبل التخرج حتى تكون قادرًا على التكيف مع متغيرات وملبيًا لمتطلباته:

1- حدد المجال الذي يثير اهتمامك 

أولي الخطوات التي عليك البدء بها عند الاستعداد لسوق العمل هو أن تحدد المجال الذي تود العمل به عقب التخرج، حيث يمكنك البحث عن هذا المجال بتوسع وفهم متطلباته وكيفية تعلمه، مع التأكد من كونه من المجالات المطلوبة في سوق العمل حتى يسهل عليك إيجاد فرص العمل المناسبة.

وعند اختيار هذا المجال، يمكنك البدء بتحديد متطلباته الأساسية سواء على مستوى المعرفة أو على مستوى المهارات، كما يمكنك البدء بتحديد أهدافك التي تحدد لك كيف تبدأ في هذا المسار.

2- حضور الدورات التدريبية 

بعد أن حددت المطلوبة تعلمه من هذا المجال حتى تستطيع ان تكون على دراية بأساسياته، يمكنك البدء في البحث عن الدورات التدريبية المناسبة التي تلبي لك هذه المتطلبات عبر المنصات المحلية أو العالمية، سواء كانت دورات حضورية أو عن بُعد.

بجانب اكتساب المعارف الأساسية للمجال، يجب أيضًا أن تكتسب المهارات بمختلف أنواعها، فكل وظيفة تحتاج إلى المهارات تقنية والمهارات الشخصية وبالتالي من الضروري الإلمام بكلاهما.

3- اكتساب الخبرة العملية 

اكتسابك لأساسيات المجال، سواء المعرفة أو المهارات، يؤهلك إلى الحصول على الخبرة العملية من تطبيق ما تعلمته بشكل فعّال، وبالتالي يمكنك استغلال فترة الإجازة الصيفية في العثور فرص التدريب الذي تقدمه الشركات، فهذا يساعدك على أن تكون دراية ببيئة وثقافة العمل والتعاون مع فريق عمل. وعقب انتهاء فترة التدريب بإمكانك التقديم على الوظيفة المناسبة.

وفي حالة عدم توفر فرص تدريبية بالشركات، بإمكانك الانضمام إلى الأعمال التطوعية سواء بالجامعة أو في مختلف المؤسسات الأخرى، فمنها أيضًا تكتسب الخبرة العملية.

4- إعداد السيرة الذاتية 

لا يمكنك التقديم على أي فرصة عمل مناسبة لك دون أن تجهز سيرتك الذاتية، وبالتالي في تلك الخطوة ستحتاج إلى إضافة بياناتك التي تشمل بيانات الدراسة والعمل التي تتضمن فرص التدريب، إلى جانب الأعمال التطوعية إن وجدت، والإنجازات التي حققتها، فضلاً عن كتابة المهارات التي تمتلكها.

قد تواجه صعوبة في كتابة السيرة الذاتية ولكن يمكنك الاعتماد على نماذج جاهزة للسيرة الذاتية التي لا تتطلب منك سوى إدخال بياناتك، مع الاهتمام بإدخال الكلمات المفتاحية التي تبحث عنها الشركات في استقطاب الموظفين، ومن خلال هذه النماذج تستطيع أن تجهز سيرة ذاتية احترافية.

5- تكوين علاقات مهنية قوية

أن تمتلك علاقات مهنية فهذا سيساعدك على العثور على فرص عمل مناسبة، وهناك العديد من الفرص التي من خلالها أن تبني هذه العلاقات، من بينها الفعاليات الجامعية كالندوات وغيرها أو الفعاليات المهنية التي تدور حول المجال الذي ترغب في العمل به، كما أن وجود منصات مثل LinkedIn لا يتيح لك فقط التعرف على الكثير من المحترفين في المجال بل أيضًا الاستفادة من خبراتهم في العمل.

6- التجهيز لمقابلات العمل 

في حالة أنك قدمت على فرصة عمل وتواصل معك أحدًا من العاملين في الموارد البشرية لتحديد موعد للمقابلة الشخصية، فعليك أن تكون على تمام الاستعداد لهذه المقابلة حتى تتمكن من اجتيازها بنجاح، وذلك من خلال ما يلي:

  • إظهار الثقة بالنفس عند الإجابة على الأسئلة.
  • التحضير للأسئلة المتوقعة وتجهيز الإجابات عليها.
  • البحث عن اسم الشركة وأنشطتها وتجميع أهم المعلومات عنها.
  • الالتزام بالوصول مبكرًا في يوم المقابلة.
  • التدريب قبل موعد المقابلة على الإجابة على الأسئلة.
  • ارتداء ملابس لائقة.

حقق طموحاتك المهنية مع بكه 

بإمكانك التغلب على تحديات سوق العمل التي تتطلب المعارف والمهارات المطلوبة وأن تكون أكثر استعدادًا له مع بكه التي تقدم لك مجموعة من الدورات التدريبية المعتمدة دوليًا للمجالات الأكثر طلبًا.

تتيح لك بكه التعلم مع أفضل المدربين المعتمدين، مع تحديد طريقة التعلم المُفضلة، سواء حضورية أو عن بُعد، فضلاً عن تقديم محاضرات تفاعلية تضمن لك التعلم الفعّال وأفضل تجربة تعليمية، وتشمل الدورات التدريبية التي تقدمها لك بكه ما يلي:

 

بكه توفر لك دورات تدريبية للمبتدئين وتمهد لك المسار للحصول على الاعتماد الدولي الذي سيصنع فارقًا في بداية حياتك المهنية، سجل الآن وانضم إلى أكثر من 50 ألف متدرب محترف!

الخاتمة

يواجه الشباب العديد من التحديات التي تعيقهم عن تحقيق أهدافهم المهنية المتمثلة في العمل في الوظائف المناسبة لهم، من بينها الفجوات بين التعليم الجامعي ومتطلبات سوق العمل، إلى جانب نقص الخبرة العملية نتيجة قلة فرص التدريب المتوفرة، فضلاً عن زيادة نسبة البطالة.

والاستعداد لسوق العمل يتطلب اتخاذ العديد من القرارات الأساسية التي تبدأ بتحديد المجال المطلوب العمل فيه، ثم اكتساب أساسياته من معرفة ومهارات عبر الدورات التدريبية، ثم الحصول على الخبرة العملية بالتدريب في الشركات، فضلاً عن إعداد السيرة الذاتية والتحضير الجيد لمقابلة العمل للنجاح في الحصول على فرصة العمل المناسبة.

واتساب