يحمل مصطلح "التحوُّل الرَّقميّ" العديد من التطوّرات التي طرأت على مجالات عدَّة، وقد اتَّخذ أشكالًا كثيرة على مرِّ السِّنين. ويعدُّ التَّعليم من المجالات التي أثَّر فيها التحوُّل الرَّقميّ بشكلٍ كبير، باعتباره واحد من أكبر الصِّناعات في العالم، والذي يشكِّل أكثر من 6 في المائة من النَّاتج المحليّ الإجماليّ. ومنذ تفشِّي وباء كوفيد-19، انتقل أكثر من 1.5 بليون طالبٍ عالميًا إلى التَّعليم عن طريق الإنترنت؛ ممَّا جعل التحوُّل الرقميّ في التعليم يؤدّي دورًا حيويًّا في توفير تعليم عالي الجودة وتكافؤ الفرص للمتعلِّمين في جميع أنحاء العالم.
وفي الآونة الأخيرة، وبغيَّة جعل عملية التَّعلُّم سهلة وسلسة لكلِّ طالبٍ، تقوم الآن المؤسسات التَّعليميّة والحكومات بوضع خطط للتحوُّل الرقميّ وتنفيذ التَّغييرات الضَّروريّة لانسيابية أكثر لعمليات التحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم.
ما هو التحول الرقمي في التعليم؟
ويتركز معنى التحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم على كلِّ شيءٍ يتم القيام به من أجل إضفاء تغييرات رقميّة في الطَّريقة التي نعلِّم بها الطُّلاب. ويشمل كلَّ شيءٍ يدمج الأساليب التكنولوجيّة في الفصول الدِّراسيّة، حتَّى تغيير الطَّريقة المُستخدمة لتقييم التَّقدم الطُّلابيّ وتتبعه. وأيًا كانت التَّغييرات المُضافة، فإنَّها تتفق في أساسها على تحسين النَّتائج النِّهائية للطُّلاب.
وعلى هذا يمكن طرح مفهوم التَّحول الرَّقميّ في التَّعليم على أنَّه عملية الانتقال من المُمارسات التجاريّة التقليديّة في التَّعليم إلى المُمارسات التي تستخدم التُّكنولوجيا الرَّقميّة. وتحتاج معظم الأعمال إلى أن تمرَّ بهذه العمليّة لكي تظلَّ ذات أهميّة في المُجتمع الرَّقميّ اليوم.
أهمية التحول الرقمي في التعليم
بسبب حاجة المدارس الدائمة إلى دعم تكنولوجيا المعلومات لطلابها ومعلميها وموظَّفيها، كان للتحوُّل الرَّقميّ في التعليم الدَّور الفعَّال في تقديم حلول شاملة لها تستطيع أن تلبِّي احتياجاتها. وبعض هذه الفوائد يمكن حصرها في النقاط التالية:
- تحسين نتائج التعلُّم للطلاب، ودعم مستوى المشاركة بينهم.
- إتاحة فرص أفضل للمعلمين، وتطوير مهاراتهم التدريسية.
- جعل المدارس أكثر أمنًا من خلال الحماية من التَّهديدات الحاسوبيّة.
- توفير الدَّعم في مجال تكنولوجيا المعلومات لإدارة متطلِّبات بيئة التعلُّم الرَّقميّة.
وهذا ما لجأت إليه العديد من المؤسسات لتلبية الاحتياجات الدِّراسيّة بشكلٍ رقميّ، مثل مؤسسة بكه الرَّقميّة، والتي يمكنها مساعدتك على تحقيق النجاح الذي تأمله في هذا العصر الرَّقميّ من خلال دوراتها الدِّراسيّة!
برنامج التحول الرقمي في التعليم
وقد تطوَّر برنامج التحوُّل الرَّقميّ في التعليم منذ بدايته الأولى في برامج التَّعلُّم الإلكترونيّ أولًا، ومن ثمَّ شمل مجموعة كبيرة من أساليب التَّعليم اليوم. وقد تتابع هذا التطوُّر رقميًّا -بصورةٍ دائمة- ليقدّم الكثير من التَّغيّرات والابتكارات التي تخدم المجتمع الأكاديميّ. بالإضافة إلى العديد من المؤسسات التي حثَّت على التَّعجيل بالعمل به استجابةً لوباء كوفيد-19. أما الآن وبعد ما تأثَّرت به عملية التَّعليم من رقمنة، يمكن أن نجزم أن التحوُّل الرَّقميّ يؤثّر بالفعل في مستقبل التَّعليم على مستوى العالم.
عناصر التحول الرقمي في التعليم
هناك متطلِّبات ثلاثة تعدُّ عناصر رئيسيّة للتحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم، والتي يمكن من خلالها التَّعامل بسهولةٍ مع البيانات الصَّادرة عن العديد من الجهات المعنيّة في التَّعليم. ويسهل طرح متطلِّبات التحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم من خلال جمع، وإدارة، وإبلاغ البيانات؛ وهي تفصيلًا كالتَّالي:
1. جمع البيانات:
تُجمع البيانات من مختلف الجهات المعنيّة التعليميّة (داخل المؤسسة أو خارجها) للمساعدة في تحسين آلية التَّعليم. ويشمل ذلك الآباء والمدرسين والإداريين والطلبة وغيرهم من المؤسسات التي يمكنها أن تقدِّم أفكارًا قيّمة عن كيفية تحسين العمليّة التعليميّة. ويساعد جمع البيانات من مصادر مختلفة على فهم مدى جودة أداء المدارس، وأماكن احتياجها إلى التَّحسينات.
2. إدارة البيانات:
إدارة البيانات بنظامٍ مركزيّ يجعل من السهل إيجاد البيانات التي يحتاج إليها أصحاب المصلحة بسرعة، مما يضمن حصولهم على المعلومات الدَّقيقة في الوقت المُناسب.
3. الإبلاغ عن البيانات:
الإبلاغ بالبيانات على الصَّعيدين القوميّ والعالميّ يسمح للمدارس بمقارنة نتائجها مع غيرها من المؤسسات وتعلُّم أفضل المُمارسات من جميع أنحاء العالم؛ مما يسهِّل على المدارس قياس فعاليّتها في التَّعليم.
فوائد التحول الرقمي في التعليم
مع تغيّر احتياجات الطُّلاب بمرور الوقت، لا بد أن تركِّز المدارس على التحوُّل الرَّقميّ؛ لتتمكَّن من مواكبة الاحتياجات المتغيّرة لطلّابها. وهناك العديد من الطُّرق التي تمكِّن التحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم من مساعدة المدارس على تحسين عمليّاتها.
- تمكين المدرِّسين من الحصول على المواد التَّعليميّة من أيّ مكانٍ في العالم.
- منح المعلمين مزيدًا من المرونة عند تخطيط الدُّروس.
- ضمان حصول جميع الطُّلاب على أفضل الموارد المُمكنة.
- إيجاد تجربة تعلُّم أكثر خصوصية لكلِّ طالب.
- إمكانية تتبُّع التقدُّم الذي يحرزه كلُّ طالب.
- زيادة مشاركة الطَّالب في العمليّة، والتَّفاعل مع العناصر والمهام ذات الصِّلة.
- تحديد المجالات التي يحتاج فيها الطُّلاب إلى مساعدات إضافيّة.
- حصول الطلَّاب ذوي الإعاقة على تعليم من دون عوائق أو صعوبات.
وبالتالي إيلاء اهتمام بكلِّ طالب على حدة، وكفالة إحراز تقدُّم نحو تحقيق أهدافهم الأكاديميّة؛ مما ينتج عن ذلك تعزيز عملية التعلُّم الرقمي والتَّشغيل الآلي للكثير من العمليات، وجذب اهتمام المتعلمين من خلال إتاحة فرص أكثر ملاءمة، وتزويدهم بتجارب تكنولوجية جديدة.
مهارات التحول الرقمي في التعليم
ومنذ أن بدأت المدارس في الاهتمام بالتحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم، كان عليها أن تخطو خطوات كبيرة إلى الأمام. ولأنَّ الطلاب هم المُستفيدون الرَّئيسيّون من هذه التَّغييرات، أصبحت المدارس مُطالبة بالبحث عن المزيد من المهارات لزيادة الكفاءة وتحسين القدرة على تلبية احتياجات طلَّابها، وكذلك تحقيق أكبر قدرٍ من التحوُّل الرَّقميّ.
وتتمثل المهارات الرَّئيسيّة المطلوبة في:
1. تدريب المعلِّمين على كيفية استخدام التكنولوجيات الجديدة بطرقٍ فعَّالة.
يجب أن يكون المعلِّمون قادرين على إدماج التكنولوجيا في أساليبهم التَّعليميّة لمساعدة الطلَّاب على التعلُّم بطرقٍ جديدة ومُبتكرة.
2. تهيئة بيئة يمكن فيها استخدام التكنولوجيا بفعاليّة.
ويشمل ذلك جميع مجالات الدِّراسة، ويتمُّ ذلك من خلال ضمان توافر الأجهزة والوصول إلى الإنترنت متى وأينما كانت الحاجة إليها.
وهذا ما لجأت إليه مؤسسة بكه للاستفادة من برنامج التحول الرقمي في التعليم، وإطلاق دوراتها التَّأسيسيّة في العديد من التَّخصصات، ودعَّمها في ذلك وجود خبرة سنوات في السُّوق التجاريّة التعليميّة. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
مجالات التحول الرقمي في التعليم
قد تكون مزايا رقمنة عملية التَّعليم كثيرة، إلَّا أن هذه المزايا قد تكون غير واضحة لملاحظتها. ولكن يمكن ملاحظة أثرها في العديد من المجالات، مثل:
1. إدارة طلبات الالتحاق
إنَّ رفع طلب التَّسجيل في الجامعات أو المدارس خارج الشبكة أمرٌ طويل ومرهق، ولكن وتقديمه عن طريق نظامٍ تعليميّ رقميّ موحَّد سيكون أكثر ملاءمة بكثير. وهذا يختصر عملية التقديم في خطوتين:
- اختيار المؤسسة ذات الاهتمام.
- ومن ثمَّ إرسال الوثائق ذات الصلة في الحال.
ويحدث ذلك خلال وقت وجيز، والميزة هنا ليست في قبول الوثائق فحسب بل معالجتها أيضًا بشكلٍ أسرع.
2. الحد من المخاطر
إذا كان الطَّالب مريضًا أو تمَّ إلغاء الفصول بسبب الظُّروف الجويّة القاسيّة، يمكن للتعلُّم عبر الإنترنت التَّعامل مع كلِّ ذلك ببساطةٍ. أما الآن، فأصبح من السَّهل جدًّا الحفاظ على معدَّلات الحُضور وعدم تفويت الدُّروس المهمّة، فقط من خلال النَّقر على زر "انضمام" لأداة الاجتماع يمكنك التَّفاعل مع المادة المحمَّلة على السّحابة.
3. تحسين عملية التعلم
مع الدّروس التفاعليّة وتنفيذ حلول التكنولوجيا المتقدّمة، يمكنك تحفيز الطلَّاب، وبالتَّالي تحسين مهاراتهم التعليميّة. كلَّما زاد اهتمامهم بما يجري، زادت المعلومات ذات الصِّلة التي سيتمكِّنون من امتصاصها في وقتٍ واحد.
4. تقييم الأداء
وتتيح عملية رقمنة التَّعليم الكثير من الفوائد للطلَّاب، مثل: زيادة سرعة الوصول إلى الاختبارات والدَّرجات من خلال نظم الإنترنت. وتسمح نظم التعلُّم الإلكترونيّ بتقديم الأوراق، وإجراء عمليات التَّحقق الفورية من حالات الغش، وتتبع الحضور. كلُّ هذه العوامل تشكِّل مستويات أداء الطلَّاب، والتي يمكنك قياسها بسهولة في وجود "التعلُّم الرَّقميّ" من خلال منصّة رقميّة.
التكنولوجيات الأساسية التي تمكن التحول الرقمي في التعليم
هناك العديد من التكنولوجيات التي تساعد على إحداث تحوُّلات رقميّة فعّالة في التَّعليم والتطوير، وفي النِّقاط الرَّئيسيّة التالية بعض منها:
1. الدروس الإلكترونية
بعد أن أصبح التعلم عن بُعد اتجاهًا موجهًا وفرصة للعديد من الطلاب، صار الوصول للمواد التعليمية سهلًا. فالآن؛ أنت في غرفتك وتعد حاضرًا لدروسك أيًا كان موقعها في العالم من خلال بعض أدوات الاجتماع، مثل: زووم أو جوجل ميت، والتي مكَّنت الملايين من المتعلِّمين من الحصول على التعليم الذي يريدونه من دون الحاجة إلى السَّفر.
2. الفصول الذكية
اللوحات الذكية وأجهزة العرض والوصول إلى الإنترنت والحواسيب تتيح للطُّلاب الحصول على المعلومات اللازمة في وقتٍ أقل. بالتالي -وبفضل التحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم- فقد حافظت هذه الوسائل على الاتَّصال المباشر بين المعلِّمين والمتعلِّمين بالرُّغم من بُعد المكان.
3. التحليلات
يمكّن جمع الدَّرجات ونتائج الامتحانات والبيانات الأخرى -في نظامٍ موحَّد على الإنترنت- المدرِّسين من تقييم أداء الطلاب، وتصحيح الأوراق بسرعةٍ أكبر، وتتبع الحضور والتقدُّم المُحرز أولًا بأول، ومراجعة الموضوعات التي تحتاج إلى تحسين.
4. الذكاء الاصطناعي
بعيدًا عن التحوُّل الرقميّ في التَّعليم؛ فالذَّكاء الاصطناعيّ يساعد في وضع الخطط الدَّراسية حسب الطلب، وتقييم المستوى التقريبيّ للطَّلبة، وتحسين أداء الطلاب. ومع دمج قدراته مع رقمنة التَّعليم يمكن تقديم تجربة أفضل لجميع أطراف العمليّة التعليميّة.
نُهج التحول الرقمي في التعليم
يتطلَّب التحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم اتِّباع نَهج كامل لضمان توافق الأدوات الرَّقمية مع أهداف واحتياجات المدرِّبين والمتعلِّمين وكذلك الإداريين. وينطوي هذا النَّهج على اختيار التّكنولوجيّات الصَّحيحة ذات سمات مُحددة تجعل الأدوات المستخدمة أكثر فعاليّة. وتتعدد الأمثلة المُستخدمة لهذه النُّهج عبر مختلف الأنظمة في قطاع التَّعليم، ومنها:
1. نظام إدارة التعلم (LMS)
يدعِّم هذا النظام تقديم الخبرات التَّعليميّة وإدارتها وتتبعها من خلال إنشاء العديد من المنصَّات الرَّقميّة. غير أنَّه يمكِّن من تنظيم وتوزيع محتوى الدَّورات التَّدريبيّة، بالإضافة إلى توفير الأدوات اللازمة للاختبارات والتّقييم على الإنترنت، وتتبع تقدُّم المتعلِّمين، وتسهيل التَّعاون بين المتعلِّمين والمدرِّبين في العمليّة التعليميّة.
2. لوحة المعلومات Information Dashboard
وهي أداة بصريّة وظيفتها عرض البيانات والرُّؤى من خلال تصميم يسهل على القارئ فهمه، ومن مميزاتها أنَّها:
- تسمح بالتَّعديل والتَّفاعل؛ مما يسمح للمستعملين بالتَّعمق في تفاصيل البيانات وفقًا لاحتياجاتهم.
- تعرض تنبيهات وإخطارات لإبقاء المستعملِّين على علم بآخر المستجدات.
بالإضافة إلى أنَّها مدعَّمة بمختلف التَّدابير الأمنية للحفاظ على خصوصيّة البيانات.
3. إدارة المناهج الدراسية Curriculum Management
وتهدف هذه الأداة إلى المساعدة في تصميم وتنظيم خبرات التَّعلم التي تتماشى مع المعايير التعليميّة. وتتميز هذه النُّظم بالتَّالي:
- التَّخطيط للدُّروس وإدارة المواد التعليميّة بكفاءةٍ.
- تخصيص الموارد والأدوات للتَّأكد من فعاليّة المناهج الدَّراسيّة ونتائج التَّعلم الرَّقميّ للطُّلاب.
وهذا يمكِّنها -بجدارة- من توفير البيئة التعاونيّة بين المعلِّمين والإداريين أثناء وضع المناهج الدَّراسيّة.
4. الدردشات والصوتيات على الإنترنت
وتعطي أدوات الاتِّصال هذه حيوية للَّتفاعل في بيئة التَّعلم الرَّقميّ؛ لأنَّها توفّر قدرات عالية الجودة في مجاليّ الفيديو والصَّوتيات من أجل إجراء اتصالات فعَّالة. وتتيح هذه التَّسجيلات العودة إلى الدُّروس والدَّورات الفائتة للحاق بالرَّكب، مع اتخاذ التَّدابير للخصوصية المطلوبة وحماية البيانات كذلك.
سلبيات التحول الرقمي في التعليم
على الرُّغم من التأثير الإيجابيّ للتحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم وفوائده العديدة، لا تزال هناك عدَّة تحديَّات أثناء التَّطبيق. ولنلقي نظرة على بعض هذه المعوِّقات الرَّئيسية في النقاط التَّالية:
1. الافتقار إلى الاتّصال والتَّعاون بين فرق التنميّة والعمليات.
ويعدُّ هذا التَّحدي من التَّحديات الرَّئيسيّة التي يمكن أن تنشأ، فإذا لم تعمل هذه الفرق معًا بشكلٍ فعَّال، سيتسبب ذلك في إبطاء سير العمليات برمَّتها أو حتَّى وقفها.
2. محاولة المنظَّمات لاعتماد عدد كبير من المُمارسات الجديدة في آنٍ واحد.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الارتباك والإحباط بين أعضاء الفريق، وهم يكافحون من أجل تعلُّم جميع الإجراءات الجديدة وتنفيذها. ومن المهم أخذ الأمور ببطءٍ والاستحداث تدريجيًّا بممارسات جديدة حتَّى يتوفّر لكلّ فردٍ الوقت للتكيُّف.
3. انتقال المزيد والمزيد من البيانات عبر الإنترنت.
وهذا التَّحدي هو أكبر التحديّات التي تواجه المنظَّمات اليوم، ألا وهو الأمن. ومع انتقال المزيد والمزيد من البيانات عبر الإنترنت، تصبح التَّهديدات السيبرانيّة شائعة وخطيرة بشكلٍ مُتزايد. وعندها قد تحتاج المنظَّمات إلى حلولٍ أمنية شاملة لحماية أنظمتها وبياناتها من هذه التَّهديدات.
4. عدم وجود نظم محدَّثة
ويتمثل أحد تحديات التحوُّل الرَّقميّ في قطاع التعليم في أنَّ العديد من المؤسسات التعليميّة لا تملك ما يكفي من التكنولوجيا لتحويل نظام التعلم.
مثال:
بعض المدارس والجامعات لا تزال تفتقر إلى الحواسيب أو الوصول إلى الإنترنت، ويتطلَّب هذا تحديث التَّقنيات ونظام التَّعلم أولًا لجلب أيّ تغيير على العمليّة التعليميّة.
5. عدم رقمنة الاستراتيجيّة
المدارس والجامعات عادةً لا تشارك في تطوير استراتيجيات التَّعلم الرَّقميّ أكثر من المعتاد لديها. إمَّا أنَّ إدارييها لا يملكون الوقت أو أنَّهم يفتقرون إلى كيفية دمج التكنولوجيّات الجديدة.
ولهذا السَّبب عادة لا يملكون رؤية واضحة لما يحتاجون لتغييره أو تنفيذه؛ مما يبطئ عملية رقمنة التَّعليم ويقلل من الوصول إلى النَّتائج المتوقِّعة منذ البداية.
6. زيادة احتماليّة حدوث أعطال في النِّظام
تزداد احتماليّة حدوث اختلالات أو انهيارات في النُّظم بسبب هجمات القراصنة أو المشاكل التّقنية، وقد يؤدِّي ذلك إلى تسرّبات وخسائر كبيرة في البيانات. ويعدُّ هذا أمر غير مقبول لمؤسسة قد تكون حسنة السُّمعة.
مستقبل التحول الرقمي في التعليم -رؤية 2030
مع سرعة التقدُّم الذي يحرزه التحوُّل الرَّقميّ في التَّعليم، أحدث التوجه إلى المجالس الذَّكيّة والمدارس على الإنترنت الكثير من التَّغييرات في آلية العمليّة التعليميّة. ولكن هل من تأثير أكبر يمكن توقُّعه للتَّعلم الرَّقميّ، هذا ما ستوضحه أبرز اتجاهاته في المستقبل القريب؛ ومنها:
الخدمات السحابية Cloud-based services
تتيح المنصَّات السَّحابية للمتعلِّمين إمكانية الوصول الفوريّ للمهام على الإنترنت، وتلقِّيها بسرعة، بالإضافة إلى أنَّها ستمكِّنك من:
- التَّفاعل بسلاسةٍ مع المهام الجماعيّة من منزلك.
- المشاركة في الامتحانات أيا كان مكان تواجدك.
- الوصول إلى الحلقات الدِّراسيّة والمحاضرات بشكلٍ أفضل.
تكييف عملية التعلم Learning process customization
ولأنَّ تكييف عملية التَّعلم يعدُّ عنصرًا هامًا من عناصر ثورة التَّعليم الرَّقميّ، أصبح لا مفر من تقديم حلول للطُّلاب قابلة للتكيّف استنادًا إلى نقاط قوَّتهم وضعفهم. ويحدث ذلك بالاعتماد على طريقة استيعاب الطَّالب للمعلومات على أفضل وجه، وعلى هذا الأساس يتم إنشاء خطط وأُطر -مبنيّة على دراسةٍ شخصيّة- لضمان آلية فعّالة للتَّعلُّم. وللطَّالب حرية اختيار نوع الدُّروس المفضَّلة فضلًا عن التَّفاعل مع المعلومات الجديدة بأكثر الطُّرق ملاءمة.
وتوفر نُهج التَّعلم المشخَّص عددًا من الفوائد للطُّلاب ومؤسسات التَّعلم، ومنها:
- السماح بالتَّعلم بطريقةٍ تناسب أفضل النُهج الخاصَّة بهم.
- مساعدة الطُّلاب على استيعاب المعلومات الهامَّة والاحتفاظ بها.
- تمكينهم من التقاط الطَّابع الشخصيّ الخاص بهم، والمضيّ قدمًا في تطوير ذاتهم.
- تشجيع المتعلِّمين على الحصول على درجاتهم العلميّة والتَّأهل للفرص التَّعليميّة.
- توفير فرص العمل التي تناسبهم جيدًا، والتي -ربما- شعروا بأنَّها بعيدة عن متناول أيديهم من قبل.
هذا بدوره سيعطي المدارس دفعة تعزز من قدرتها على إعداد متعلِّميها للخطوة التَّالية في تعليمهم أو تدريبهم على العمل؛ ممَّا يساعد بقوةٍ على إبقاءهم على المسار الصَّحيح مع برنامجهم.
تعزيز إمكانية الوصول Enhanced accessibility
فكرة أن يصير التَّعلم عن بعد أسهل من التَّعلم في نفس المكان، تعطي الجميع فرصًا متساوية للدِّراسة والوصول إلى الدُّروس والمواقع التي تمكِّن من الالتحاق بمستويات التَّعليم التي يتمتَّع بها جميع الأقران بغض النظر عن أيّ مشاكل صحيّة قد يتعرَّض إليها الفرد.
مثال على تعزيز إمكانية الوصول:
يمكن لمن يواجهون تحديَّات بصريّة أو سمعيّة -فضلًا عن إعاقات القراءة- أن يستفيدوا جميعهم من هذه الأنواع المختلفة من التكنولوجيا، والتي تسمح لهم بالتَّعلم وكسب الدَّرجات العلميّة.
ويعدُّ هذا الاتجاه من أكثر اتجاهات التَّحول الرَّقميّ الملهمة التي ظهرت في التَّعليم، وبفضله يجد الطُّلاب الذين قد تعيقهم قدرتهم على الوصول إلى أنواع معينة من المعلومات مبتغاهم في إزالة هذه الحواجز، والوصول إلى المحتوى المقدَّم من خلال المدارس. وما ينقله الواقع أنَّ هذا الاتجاه سيستمر في النِّمو لقيمته ولقدرته على تحسين مرونة بعض الدورات والبرامج، في العمليّة التَّعليميّة.
فرص الواقع الافتراضي VR opportunities
إضافة عنصر الواقع الافتراضيّ لن تزيد من تفاعل الطُّلاب فحسب؛ بل أنَّها تتيح للمتعلِّمين الحصول على مزايا التَّعلم الرَّقميّ. وتمثل الرّحلات الافتراضيّة وأجهزة المُحاكاة أهم الفرص التي يوفرها الواقع الافتراضيّ في عمليّة التَّعلم. وعلى الرُّغم من أنَّ هذا الاتجاه اُستخدم في بادئ الأمر كشكلٍ من أشكال الترفيه، إلا أنَّه جذب الاهتمام به لما ينطوي عليه من إمكانيات.
وفي عالم التعليم، يمكن للواقع الافتراضيّ أن يوفِّر للطُّلاب التَّالي:
- تجربة المواد التي يتعلمونها قبل أن ينتقلوا بالفعل إلى تطبيقات العالم الحقيقيّ.
- رؤية بيئات العمل المُحتملة والمُختلفة، وتلقِّي التدريبات المطلوبة.
بالإضافة إلى الشُّعور بمزيدٍ من الرَّاحة والاستعداد الأفضل لمسيراتهم الوظيفيّة في المستقبل، وإتمام تعليمهم. كلُّ هذا سيمنحهم خبرةً عمليّة دون أن يغادروا حتَّى غرفهم الدِّراسيّة.
إنترنت الأشياء Internet of Things
الإنترنت من الأشياء التي يمكنها جلب الكثير من التغيير سواء في عمليّات التَّعلم على الإنترنت أو خارجه. ولهذا فإدماج الإنترنت في البيئة المدرسيّة يمكِّن الكليّات والمدارس من خلق حرم جامعيّ ذكيّ، يعمل آليًا بناءً على استقباله للعديد من المهام المتكررة. وهذا يتيح للجميع إمكانية الوصول إلى أدوات التكنولوجيا المطلوبة لتيسير حياة الطَّالب.
والاتجاه إلى الإنترنت يساعد بكفاءة على:
- الرَّبط بين مؤسسات التَّعلم والطُّلاب بطريقةٍ جديدة تمامًا.
- مساعدة المدارس على تحسين الأمن ومتطلبات الخبرة مع التَّحكم في التَّكاليف.
- تتبع المهام حتَّى يتمكن الطُّلاب من تحسين رصد التَّقدم المُحرز في درجاتهم.
- مساعدة المعلِّمين والأساتذة على الحضور، وتوفير اتصالٍ دائم مع الطُّلاب.
البيانات الضخمة Big Data
البيانات الضخمة هي خيارٌ مثاليّ لإدارة أكوام هائلة من المعلومات وتنظيمها وتحليلها. وقد جمعت المدارس منذ فترة طويلة ثروة من المعلومات عن طلابها، بما في ذلك ديمغرافياتهم ودرجاتهم وفصولهم.
وتتيح لهم البيانات الضخمة:
- تتبع أداء الطُّلاب وإيجاد سبل لتحسين تجربة الَّتعلم.
- فهم توجُّهات الطُّلاب واهتماماتهم بشكلٍ أفضل.
- تتبع كميّات كبيرة من البيانات، وتفسيرها بمساعدة الخوارزميات لإيجاد أنماط التَّعامل ومعلومات مفيدة عن شخصيّة الطَّالب.
وتشير البيانات الضَّخمة إلى القدرات التكنولوجيّة المُتناميّة، والتي تقدِّم الكثير من المعلومات للمدارس والكليّات عن التَّجارب التعليميّة التي تقدِّمها، وبناء فهم شامل لطُّلابها وبرامج درجاتها العلميّة.
- مثال عن البيانات المجمعة والمحللة من خلال قدرات البيانات الضخمة:
الكشف عن أيّ أنماط دراسيّة عن الطُّلاب الذين يتفوقون في مجالات معينة، واستخدام ذلك لمساعدتهم على تحسين الخبرة التَّعليميّة. ومدى استجابة هؤلاء الطُّلاب لمختلف أنواع توصيل المعلومات.
كيف يغيّر التَّعلم الرَّقميّ مستقبل التعليم؟
من الواضح أنَّ التَّعلم الرَّقميّ سيحدد شكل التَّعليم لسنوات قادمة، مع أهداف واضحة لمختلف الابتكارات عبر هذه المجالات، وهذه الأهداف تشمل ما يلي:
- زيادة الكفاءة الرَّقميّة.
- إدماج تحليل البيانات، واستخدامها في العمليّة التعليميّة.
- ارتفاع معدَّلات اعتماد التكنولوجيا الرَّقميّة في جميع المدارس والمؤسسات التعليميّة.
- توفير أدوات هامَّة لتعزيز التَّعليم من خلال مجالات، مثل: التَّكويد، الرُّوبوتات، الذكاء الاصطناعيّ.
تجربة مؤسسة بكه مع التحول الرقمي في التعليم
مؤسسة بكه من المؤسسات التي تؤمن بضرورة استخدام الحلول الرَّقمية في القطاع التعليميّ، وهذا ما يجعل منها أكبر من مجرد مؤسسة تدريبية رقمية.
دعنا نلقي نظرة على دوراتها وخدماتها في تطوير مهارات المتعلمين عبر الإنترنت. وتُعَدّ بكه مؤسسة تعليميّة تجمع بين تقديم ما تحتاجه من مهارات من خلال نخبة كبيرة من المؤثرين الرَّقميين في مختلف المجالات.
ومن الأهداف الرئيسية التي كان علينا تحقيقها في بكه:
- تطوير حل رقميّ يناسب متطلبات السُّوق، ورغباتك كمتدرب.
- تيسير الوصول إلى الدَّورات التدريبيّة لتحصل على ما يناسبك منها.
وأكثر ما يجذب الانتباه في بكه كمنصةٍ تعليميّة؛ أنَّها استطاعت أن تحوّل العملية التعليميّة إلى تجربةٍ رقميّة ملائمة لكل احتياجاتك عبر الإنترنت. وليتمتع المتدِّربون بتجربةٍ رقمية مميزة -هم الأخرون- مع نظرائهم من جميع أنحاء العالم.
فإذا شعرت أنَّ شركتك في حاجةٍ إلى إضافة تدريبيّة رقميّة، وتجهيز فريق ذي خبرة؛ تقدم لك منصة بكه العديد من الدورات التدريبية المتطورة، يمكنك التَّعرف على تفاصيلها عبر التواصل.
الخاتمة
لقد مسّت الثَّورة الرقميّة تقريبًا كل جانب من جوانب حياتنا. ولذلك لا عجب أن يكون التَّحول الرَّقميّ قد أثر تأثيرًا كبيرًا على صناعة التَّعليم. وقد أثَّر التَّحول الرقميّ في التعليم -بدءًا من معلمي المدارس الابتدائية حتَّى معلمي التعليم العالي- على أساليب الدِّراسة وآلية وصول هؤلاء المدرسين إلى طلابهم. تعددت نُهج ومجالات التَّحول الرَّقميّ في التعليم، والتي أظهرت أهميته في مجال التكنولوجيا الرَّقمية، وتأثيره الإيجابيّ على الطلاب والمدارس والفصول الدراسية.
أمّا عن الكيفية التي تدمج التكنولوجيا بالعمليّة التعليميّة، فهي مطروحة تفصيلًا في أفضل الاتجاهات الرَّقميّة التي يمكن تحقيقها في المستقبل القريب، وكذلك الفوائد التي يمكن أن تعود بها بعض هذه التغييرات على المدرِّسين والطُّلاب على حدٍ سواء. وهذا ما تم عرضه في السطور أعلاه.