معايير ضبط الجودة في التشييد والبناء: ضبط الجودة في البناء يتطلب تحديد معايير دقيقة، تنفيذ عمليات تفتيش متكررة، وتوثيق كل خطوة. تبدأ العملية بتحديد توقعات العميل، تليها فحوصات مستمرة للتأكد من تطابق العمل مع هذه المعايير. عند اكتشاف أوجه القصور، يتم تصحيحها فورًا، ويتم التحقق من الجودة النهائية قبل الموافقة. تشمل العملية أيضًا تحليل الأسباب لتفادي تكرار الأخطاء في المستقبل، مما يضمن استيفاء المشروع لجميع المتطلبات القانونية والفنية.
تُعد إدارة مشاريع البناء من أصعب أنواع إدارة المشاريع، ولضمان إتمام عملية البناء بشكل سليم؛ لا بد من مراقبة الجودة في كل مراحل هذه العملية، من خلال التركيز على استخدام أساليب ومنتجات وأدوات البناء السليمة، ويجب أن يستوفى المشروع معايير قبول الجودة وضمان سلامة الموظفين والهياكل في أثناء البناء، لأن عدم الالتزام بذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة، وفي هذا المقال نوضح ما هي معايير ضبط الجودة في البناء.
معايير ضبط الجودة في التشييد والبناء
في البداية، يجدر التنويه إلى أن مراقبة جودة البناء هي العملية التي تقوم بها شركة البناء من أجل رصد ومراقبة المشروع، والتأكد من اتساق وسلامة المواد المستخدمة في البناء، واستيفاء المشروع معايير ومتطلبات العميل ومنها منع نشوب النزاعات طوال فترة المشروع، وبالتالي التحقق من تنفيذ جميع جوانب المشروع للمتطلبات القانونية.
وتُحدد الجودة من قِبل العملاء والهيئات التنظيمية والمعايير البيئية والتوجيهات السياسية، إذ يتم وضع خطة لإدارة جودة البناء تشتمل على جميع الأساليب والمتطلبات لضمان الجودة.
ويتولى مدير المشروع مهمة الإشراف على مراقبة الجودة، ويتلقى متطلبات الإدارة العليا والعميل ويعمل على تنفيذها بالضبط مع الحفاظ على ممارسات البناء الآمنة.
وهناك مجموعة من المعايير المُتبعة في مشاريع البناء لضمان ضبط الجودة بها وهي كما يلي:
1- تحديد معايير القبول
في البداية، لا بد من الحصول على موافقة العميل وجميع أعضاء فريق العمل على توقعات المشروع، مع توضيح احتياجات العميل لفريق البناء، لتجنب وقوع أية أخطاء، وحتى يكون نظام إدارة الجودة سهلًا ومفهومًا للفريق، وبالتالي يصبح الجميع قادرًا على تحقيق ما هو مطلوب.
وعند اتفاق الجميع على مواصفات العمل؛ فإن مدير المشروع يضع هذه الاتفاقية على هيئة مبادئ توجيهية يرجع إليها طوال فترة تنفيذ المشروع للتأكد من جودته.
2- وضع خطة لعمليات التفتيش
لا بد من متابعة مدى التقدم المُحرز في مشروع البناء والتأكد من استيفاء المهام معايير القبول المُحددة سلفًا، ولا يتم ذلك إلا من خلال عمليات التفتيش والتي يمكن أن تتكرر طوال فترة البناء.
والتخطيط لفحوص الجودة قبل بدء المشروع يساهم في تحديد عدد عمليات التفتيش المطلوبة ومواعيد تنفيذها، وهو ما يزيد من التنظيم لمراقبة الجودة مع تجاوز المشروع لكل عملية تفتيش.
ويتم تعيين شخصًا يتولى مسؤولية عملية التفتيش، سواء كان هذا الشخص من أعضاء الفريق، أو يُستقدم من الخارج.
3- إنشاء قائمة مرجعية
يمكن التحقق من مدى انتظام المهام والالتزام بالمواصفات التي وضعها العميل من خلال إنشاء القوائم المرجعية والتي يجب مشاركتها مع فريق العمل قبل بدء المشروع للاسترشاد بها في كيفية إتمام مهامهم.
تتضمن القائمة المرجعية المهام المقرر تنفيذها واسم الشخص المسؤول عن تنفيذ كل مهمة واسم الشخص المشرف عليها، والمواعيد النهائية لجميع المهام، إضافة إلى أهم التفاصيل عن مواصفات المشروع.
وأهم ما يجب مراعاته عند إنشاء القائمة المرجعية، استخدام لغة محددة لضمان تلبية الجودة للتوقعات، أي إضافة عبارات مثل "تلبي توقعات العملاء"، أو "لا تزال بحاجة إلى عمل"، مع ترك مساحة مخصصة لإضافة التعليقات التوضيحية.
وبمجرد استيفاء جميع معايير القبول وحصول جميع عناصر القائمة المرجعية على موافقة؛ تنتهي عملية التفتيش الخاصة بالمهمة.
يمكنك الاستفادة من الدورات التدريبية المُعتمدة في إدارة الجودة، لتطوير المعارف والمهارات في هذا المجال.
4- تصحيح أوجه القصور والتحقق من معايير القبول
بعد وضوح مواصفات المشروع وبدء فريق العمل فيه، تُجرى عمليات التفتيش وفقًا للقوائم المرجعية التي جرى إنشاؤها، وفي أثناء ذلك قد تظهر أوجه القصور في الجودة والتي تتطلب القيام بإجراءات لعلاجها قبل استكمال المشروع.
ولا يتم إصلاح أوجه القصور بطريقة عشوائية؛ بل تتم على عدة خطوات وهي تحديد النقص في الموقع والتقاط صورة له وتدوين ملاحظة حوله في القائمة المرجعية، ثم يُبلغ الشخص المسؤول عن هذا الجزء في المشروع ليتدرب على كيفية إصلاح النقص فيه.
وبعد تصحيح الأخطاء، يتم تحديد منطقة المشروع بعد التصحيح ليكون هناك سجلًا خاصًا بتدابير مراقبة الجودة في المشروع.
5- التحقق من القبول
بعد الانتهاء من عمليات التفتيش وتصحيح جميع أوجه القصور، يتم التوقيع على مراقبة الجودة لتلبية جميع متطلبات العميل.
وفي حال خضوع المواصفات الأصيلة لأية تغييرات؛ فلا بد من توقيع العميل عليها للتأكد من موافقته على التحقق من جودة العمل، ثم يُدون ذلك في سجلات مراقبة الجودة.
6- منع أوجه القصور في المستقبل
تتمثل الخطوة الأخيرة لضبط الجودة في البناء في الاجتماع مع فريق العمل، وتحديد سبب حدوث الأخطاء في المشروع مع الاتفاق على الإجراءات المُتخذة لمنع تكرارها مستقبلًا، ثم إدراج هذا البند في معايير القبول وإرساله إلى جميع الأطراف.
والجدير بالذكر أنه يمكن الاستعانة ببرنامج إدارة جودة البناء في وضع خطة جيدة لمراقبة الجودة والقيام بهذا العمل بدقة وكفاءة.
أفضل دورات إدارة المشاريع:
توجد العديد من الدورات المعتمدة في إدارة الجودة وهي دورات معتمدة في إدارة الجودة من جهات الإعتماد للشهادات المهنية في إدارة الجودة، مثل:
- دورة لين 6 سيجما
- دورة تدقيق أنظمة إدارة الجودة ISO 9001 - QMS
- دورة نظم الإدارة البيئية ISO14001 - EMS
- دورة نظام إدارة استمرارية الأعمال ISO 22301 - BCMS
- نظام إدارة الصحة والسلامة المهنية ISO 45001 - OHSMS
الخاتمة:
تُعتبر معايير ضبط الجودة في التشييد والبناء من الأسس الضرورية لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة وسلامة. تشمل العملية تحديد معايير القبول للمشروع بالتعاون مع العميل، ووضع خطة لتفتيش الجودة من خلال قائمة مرجعية مفصلة. يتم فحص المواد والعمل باستمرار، مع تصحيح أي أخطاء تُكتشف أثناء مراحل التنفيذ. يُتبع ذلك التحقق من معايير القبول النهائية قبل الموافقة على العمل، وضمان عدم تكرار الأخطاء في المستقبل عبر تحليل أسبابها وتطبيق إجراءات وقائية.
مراقبة الجودة في البناء لا تقتصر على الفحص المستمر فحسب، بل تشمل أيضًا التوثيق الدقيق لجميع العمليات وتصحيح أوجه القصور التي قد تحدث. من خلال الاجتماعات الدورية مع الفريق وتحديد المسؤوليات، يتم تعزيز فعالية الإجراءات المتخذة. بفضل برامج إدارة الجودة، يمكن ضمان تحقيق معايير البناء والتشييد بأعلى مستوى من الاحترافية، مما يساهم في نجاح المشروع وتلبية توقعات العميل بشكل كامل.
وفي الختام، فإن معايير ضبط الجودة ذات أهمية قصوى في مجال البناء، لأنها السبيل للتأكد من فاعلية وسلامة مشروع البناء واستيفاء المشاريع للمعايير، وبالتالي ضمان نجاح المشروع.