إذا كنت ترغب في معرفة ما هي معايير سيجما الستة؛ تابع معنا هذا المقال، إذ تُعد منهجية Six Sigma إحدى المنهجيات التي تستعين بها إدارة الجودة في المنظمات والشركات، بهدف تحسين العمليات وإخراج منتجات وخدمات على أعلى مستوى من الجودة، وهو ما يصب في مصلحة المنظمات في النهاية، لأنه يضمن رضا عملائها واكتسابها سُمعة طيبة في السوق التنافسي، ومن خلال السطور التالية نوضح معايير Six Sigma.
ما هي معايير سيجما الستة:
في البداية، يجدر التنويه إلى أن Six Sigma هو عبارة عن مقياس إحصائي يُستخدم في قياس مدى انحراف العملية، وهناك العديد من الشركات حول العالم التي تتبنى هذه المنهجية منذ أن تم تطويرها خلال فترة الثمانينات، نظرًا لأن العمليات التي تخضع لها لا تظهر فيها أية عيوب.
والهدف الأساسي من استخدام سيجما ستة هو تحسين العمليات وتقليل التكاليف وزيادة الأرباح وتحقيق رضا العملاء.
وتُعرف Six Sigma بأنها عدة أدوات ومنهجيات قائمة على البيانات تُستخدم في إدارة المشاريع من أجل زيادة جودة وكفاءة المنتجات والخدمات وتقليل عيوبها وأخطائها، حتى يصل مستوى الجودة فيها إلى حد الكمال، وذلك عن طريق نهج DMAIC وهو (تحديد، قياس، تحليل، تحسين، التحكم).
وتشير كلمة Sigma ذات الأصل اليوناني إلى انحراف معياري واحد عن المتوسط، وفي حال وصول عدد السيجما إلى 6 وثلاثة فوق وثلاثة أقل من المتوسط؛ فيكون معدل الخلل فيها منخفض جدًا.
وتستند أسس Six Sigma إلى خمسة معايير نوضحها فيما يلي:
1- التركيز على العميل:
دومًا ما تضع المنظمات والشركات عملائها أولوية لها، إذ تسعى لتلبية توقعاتهم وتحقيق متطلباتهم، وتقدم لهم خدماتها أو منتجاتها بمستوى عالِ من الجودة.
وتحدد المنظمة أو الشركة معيار الجودة وفقًا لمتطلبات العميل أو السوق، وذلك من أجل فهم عملائها واحتياجاتهم وما الذي يدفع المبيعات.
ولذلك، لا بد من تلبية مستوى الجودة والمتطلبات الموعودة للعملاء، قبل الشروع في إجراء أية تغييرات مهما كانت بسيطة.
اقرأ أيضًا: كيفية الحصول على شهادة Six Sigma.
2- قياس تدفق القيمة والبحث عن المشكلة:
أكثر ما يجعل عملية Six Sigma فعالة؛ هو تحديد تدفق القيمة، وهي عملية تعني تخيل الشركة جميع الخطوات في عملية ما، والتركيز على مجالات الهدر أو النفايات.
ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق تكوين خريطة تدفق القيمة والتي تُظهر وتحلل الخطوات في عملية الإنتاج أو الخدمة.
خلال عمليات إعادة الأدوات، قد يفقد الفريق التركيز على المشكلة الأساسية، ولذلك لا بد من جمع البيانات لتحديد المشكلة التي تحتاج إلى معالجة، إذ توضح تلك البيانات منطقة المشكلة المُحددة.
ولتلك الأسباب، يتعين على الفريق أن يحدد أهدافه من جمع البيانات والرؤى المتوقعة، مع جمع تلك البيانات من خلال إنشاء نظامًا موحدًا، فضلًا عن التأكد من الدور الذي تلعبه البيانات في تحقيق الأهداف المرجوة، وما إذا كانت البيانات بحاجة إلى تحسين أم لا، فيتم تحديد المشكلة ثم طرح الأسئلة ثم البحث عن الأسباب الجذرية لها.
اقرأ أيضًا: كيف تصبح مدير جودة؟
3- إزالة النفايات:
يلي مرحلة تحديد المشكلة، القيام بعدة إجراءات للقضاء على النفايات والعيوب، وذلك من خلال التخلص من أنشطة العملية التي لا يحتاج إليها العميل أو لا تلبي توقعاته.
كما تُستخدم عدة أدوات الجودة لتحديد مناطق المشكلات، وذلك إذ لم يكشف تدفق القيمة عن تلك المناطق، وتُعد هذه الطريقة من أفضل الطرق لتحقيق مراقبة الجودة والكفاءة.
ويمكن الاستعانة بطريقة البروفيسور رينيه تي دومينغو في إزالة النفايات، والتي تتلخص فيما يلي:
- جعل النفايات مرئية: لا يمكن التخلص من النفايات إن لم تكن مرئية، ومن أبرز تلك النفايات: العيوب والإفراط في الإنتاج والانتظار والمواهب غير المستخدمة.
- إدراك النفايات: إذ يجب الاعتراف بالنفايات وتصنيفها على أنها نفايات من خلال فرزها بكفاءة.
- المسؤولية عن النفايات: إذ يتم تعزيز ثقافة المساءلة وعمل الجميع على هدف واحد، من خلال تركيز كل فرد في الفريق على تقليل الهدر.
- قياس النفايات: لا بد من معرفة المدى الكامل للنفايات حتى يسهل القضاء عليها.
- القضاء على النفايات أو تقليلها: يتم القضاء على النفايات أو تقليلها باتخاذ عدة إجراءات مثل تقديم خدمات جديدة، أو تغيير المواقع أو تصنيع منتجات جديدة أو الاستعانة بموظفين جدد.
4- التواصل مع أعضاء الفريق:
لا بد من تعاون جميع أعضاء الفريق في هذه العملية المنظمة، وذلك للاستفادة من جهودهم في الوصول إلى حلول للمشكلات المعقدة، ولن يتحقق ذلك إلا بالتواصل معهم بصورة فعالة، وإعلامهم بأهداف المشروع وإبلاغهم بتقدمه.
وهناك أكثر من طريقة لتوصيل المعلومات لأعضاء الفريق، مثل تحديث النظام الحالي لإدارة المعارف أو وضع قاعدة معارف جديدة، تحديث قاعدة معارف دعم العملاء، إنشاء خرائط عملية تحتوي على التغيرات التي طرأت في سير عمل الموظفين.
وللحد من مخاطر فشل المشروع وضمان الأداء الأمثل للعمليات؛ فلا بد من توفر المعارف المتخصصة والتدريب، لتحقيق الفريق الكفاءة في المنهجيات والمبادئ المطبقة.
اقرأ أيضًا: فوائد 6 سيجما.
5- المرونة وسرعة الاستجابة:
تحتاج عملية Six Sigma إلى إجراء تغييرات في ممارسات العمل، في حال إزالة عملية خاطئة أو غير فعالة فيها، وما يسهل من تنفيذ المشاريع هو وجود المرونة والاستجابة للتغييرات في الإجراءات، وهو ما يفرض على الأشخاص والإدارات المعنية سهولة تكيفهم مع التغييرات.
ولتخلص الموظفين من مخاوفهم بشأن التغييرات؛ لا بد من عرض بيانات ذات مغزى تشرح فوائد التغيير لهم.
وبعد ذلك، وما يساعد على اكتساب الشركات ميزة تنافسية، فحصها المحصلة النهائية بصورة مستمرة مع تركيزها على البيانات، وإجراء تعديل على عملياتها عند الضرورة.
دورات إدارة الجودة وستة سيجما:
يمكن تعزيز المهارات والمعارف المتعلقة بمنهجية Six Sigma، من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في دورة لين 6 سيجما الحزام الأصفر، ودورة لين 6 سيجما الحزام الأخضر، ودورة لين 6 سيجما الحزام الأسود.
وفي الختام، فإن منهجية Six Sigma من أكثر المنهجيات المُستخدمة في التحسين المستمر في العمليات، لأنها تتيح امتلاك معرفة شاملة ببيانات الأعمال والعملاء، وهو ما يكسب المنظمات ميزة تنافسية عن المنافسين.