الإدارة الاستراتيجية ومكوناتها وخطواتها ومهامها وأنماطها وأهدافها وأهم النماذج والكتب والمستويات
كتابة : بكه
26 مايو 2024
تحتاج جميع الشركات على اختلاف أحجامها وفي جميع الصناعات إلى تحقيق أقصى استفادة من مواردها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، وهي الأهداف التي تتطلب تطوير استراتيجيات من أجل تنفيذها بشكل صحيح، مع مراقبة الموارد وإدارتها بما يساعد على تنفيذ الاستراتيجيات بفعالية، ومن خلال الدمج بين الاستراتيجية والإدارة تتمكن المنظمات من اتخاذ الخيارات والقرارات التي تحقق غاياتها، وفي هذا المقال نوضح تعريف الإدارة الاستراتيجية ومكوناتها ومهامها وأهدافها وخطواتها وأهميتها وعناصرها ومستوياتها والمسؤول عنها وأفضل الكتب التي تناولتها، وما هو الفرق بين الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي.
ماهي الادارة الاستراتيجية:
يشير مصطلح الإدارة الاستراتيجية إلى العملية المستمرة التي تقوم من خلالها الشركات بوضع الاستراتيجيات وتقييمها وتنفيذها من أجل بلوغ الأهداف طويلة الأجل، وذلك من خلال الاستخدام الأمثل لمواردها والذي يساعد على تحسين أدائها وزيادة نجاحها في السوق.
وتنطوي عملية الإدارة الاستراتيجية على دراسة الوضع الحالي للشركة وتحليل الفرص والتهديدات التي تواجهها، ثم التنسيق بين أهداف الشركة ومواردها وأنشطتها مع رسالتها ورؤيتها، وبناءً على ذلك توضع الخطة المناسبة لها
ومن خلال عمليات الإدارة الاستراتيجية في المؤسسة، تتمكن الشركات من تقسيم الخطط الكبيرة إلى خطط أصغر ذات قابلية أكبر للتحقيق، ويحتاج تنفيذ الإدارة الاستراتيجية إلى إجراء تقييمًا مستمرًا للعمليات الداخلية والعوامل الخارجية التي قد تؤثر على كيفية عمل الشركة، وما يسهل من بلوغ أهداف الشركة هو صياغة الاستراتيجية وتنفيذها بكفاءة.
اقرأ أيضًا: التخطيط الاستراتيجي وأهدافه وفوائده
مكونات الإدارة الاستراتيجية:
تتكون الإدارة الاستراتيجية من مجموعة من العناصر الأساسية، نبرزها فيما يلي:
بيان مهمة الشركة
مهمة الشركة هي هدفها الأساسي والصورة التي تسعى لإبرازها والشيء الذي يميزها عن منافسيها، وهي التي تحدد نطاق عملياتها وتعكس رغبة القادة فيما يريدون أن تصبح عليه الشركة في المستقبل.
ومن خلال بيان مهمة الشركة يتضح المنتج أو الخدمة التي تحاول الشركة تقديمها للجمهور المُستهدف، كما يصف البيان أهداف الشركة وأدوارها وقيمها وربحيتها.
ملف تعريف الشركة
يحدد ملف تعريف الشركة قدرات أدائها وفقًا للموارد المتاحة أو التي يمكن توفيرها، إذ يصور هذا الملف ما تمتلكه الشركة من موارد مالية وبشرية ومادية، ويقيم إدارة الشركة وهيكلها التنظيمي من حيث نقاط القوة والضعف.
ويتضمن ملف التعريف مقارنة بين النجاح الذي حققته الشركة على مدار تاريخها وقيمها وبين قدرتها في الوقت الحالي من أجل تحديد قدرتها المستقبلية.
أهداف الشركة
تُعد أهداف الشركة من أهم عناصر عملية الإدارة الاستراتيجية، وهي تطلعاتها التي ترغب في تحقيقها على المدى القصير والطويل، وهي الأهداف التي تتحدد وفقًا للمهام المحددة للشركة وتعبر عن الاتجاه الذي تريد السير فيه، ويجب أن يشير كل هدف للشركة إلى ما ينبغي تحقيقه ومتى يتم تحقيقه.
وتتنوع أهداف الشركات ما بين زيادة جودة الخدمات أو المنتجات، تحسين رضا العملاء، البقاء والنمو، استمرارية الربح، تقليل تكاليف الإنتاج.
السياسات المُتبعة
السياسات هي آلية تخصيص الموارد وإنجاز مهام الشركة، والتي تُعد بمثابة المرجع الذي يستند إليه رؤساء الأقسام عند تنفيذ الاستراتيجية العامة للشركة بشكل صحيح لأنها توفر الإطار اللازم لإجراء أية تغييرات رئيسية مطلوبة في الشركة، كما توفر معايير الفوائد المتوقعة التي تعتزم الاستراتيجية تحقيقها من أجل تقييم مدى نجاح السياسات أو فشلها.
الاستراتيجية
تشير الاستراتيجية إلى الخطة التي تجمع بين الهدف الرئيسي للشركة وطرق تحقيقه، وكلما كانت الاستراتيجية ذات صياغة جيدة؛ ساعد ذلك على تخصيص موارد الشركة في وحدة قابلة للتطبيق، وترتبط الاستراتيجية ارتباطًا مباشرًا بعناصر مثل ثقافة الشركة ومواردها المتاحة وقدراتها، فلا تتكون إلا في إطارها.
أهداف الإدارة الإستراتيجية:
تتمثل الأهداف التي تسعى الشركات لتحقيقها من خلال تنفيذ عملية الإدارة الاستراتيجية فيما يلي:
- تحديد رؤية ورسالة وأهداف الشركة على المدى البعيد، ومن ثم تحديد اتجاهًا واضحًا لها يمكّنها من مواءمة جهودها من أجل بلوغ أهدافها.
- تحسين الأداء التنظيمي والكفاءة التشغيلية داخل الشركة، من أجل زيادة حصة السوق وتحقيق النمو المالي.
- قياس أداء الشركة مقارنة بالأهداف المُحددة، وذلك عن طريق استخدام معايير تحدد مدى التقدم المُحرز.
- تضمن الإدارة الاستراتيجية عمل كل فرد في الشركة في نفس الاتجاه، وهو ما يُسمى بمواءمة الأهداف.
- اتخاذ التدابير المناسبة التي تساعد على زيادة جودة المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركة.
- تحقيق السرعة في عمليات الإنتاج بالشركات مع الحفاظ على الكفاءة، من أجل بقاء الشركات في ركب المنافسة.
- تحسين سمعة الشركة من خلال تحسين جودة خدماتها ومنتجاتها ومن ثم زيادة رضا العملاء.
مهام الإدارة الاستراتيجية:
تنفذ الإدارة الاستراتيجية مجموعة من المهام وهي:
تحقيق رؤية الشركة ومهامها
من أبرز مهام مكتب إدارة الاستراتيجية صياغة الإجراءات التي تمكّن الشركة من تحقيق رؤيتها ومهامها والأهداف التي تسعى إليها، إذ تحدد أهدافًا واضحة وقابلة للقياس والتحقيق ومحددة زمنيًا، وتوفر التوجيه اللازم لعملية صنع القرار.
تخصيص الموارد
يُعد تخصيص الموارد من الوظائف الرئيسية للإدارة الاستراتيجية، إذ تعمل الإدارة على دعم أهداف الشركة من خلال تخصيص الموارد الأساسية وهي القوى العاملة والبنية التحتية والتكنولوجيا والموارد المالية والمادية وتوجيهها إلى المجالات التي تحقق أكبر قدر من الأرباح.
تحديد المنتج والسوق
نظرًا لشدة المنافسة في عالم الأعمال، تعزز الإدارة الاستراتيجية من قدرة الشركات على المنافسة من خلال تقييم المنتجات والأسواق الحالية، وتحديد الفرص الجديدة التي تظهر في السوق والتي يمكن استغلالها.
تحسين العلامة التجارية للشركات
تلعب الإدارة الاستراتيجية دورًا فعالًا في تحسين العلامة التجارية للشركات، وذلك من خلال توفير أفضل الاستراتيجيات التي تحسن من جودة المنتجات والخدمات المُقدمة للعملاء ومن ثم زيادة رضاهم.
تنظيم الأعمال
من خلال الإدارة الاستراتيجية يسهل تنظيم أعمال كل قسم من أقسام الشركة، نظرًا لما تفرضه من تعاون يساعد على تحقيق أهداف الشركة.
التخطيط
تحتاج الشركات إلى تنفيذ الإدارة الاستراتيجية من أجل القيام بعملية التخطيط للعمليات على النحو الأمثل، إذ تُعد بمثابة المرجع الذي تستند إليه الشركة للتأكد من أنها على المسار الصحيح.
انماط الادارة الاستراتيجية:
تختلف أنواع الإدارة الاستراتيجية باختلاف أهداف الشركات ومتطلبات العمل، وذلك على النحو التالي:
1- الإدارة الاستراتيجية الخطية
في هذا النمط، تلعب بيئة الأعمال الداخلية وبيئة الأعمال الخارجية دورًا في قيام الشركة بتحديد المخاطر المحتملة، وهو ما يمكّنها من وضع استراتيجيات مناسبة للتقليل من تداعيات تلك المخاطر، وبالتالي تتمكن الشركة من التفاعل مع التغييرات الداخلية والخارجية التي لا تؤثر بشكل كبير على ما تقدمه من منتجات أو خدمات.
2- الإدارة الاستراتيجية التكيفية
تتبع الشركات في هذا النمط أسلوب التكيف الدينامي أي تكيفها مع بيئة الأعمال الحالية بعد معرفة المخاطر والفرص المُحتملة عن طريق تقييم بيئة الأعمال الداخلية والخارجية.
3- الإدارة الاستراتيجية التفسيرية
يتمثل عمل الشركات في تقييم أداء استراتيجيتها التي تلبي احتياجات العملاء وأصحاب المصلحة بصورة مستمرة من أجل تحديد مدى توافقها مع أهدافها.
4- الإدارة الاستراتيجية التعبيرية
تحرص الشركات في هذا النوع على معرفة آراء أصحاب المصلحة في أعمالها واستخدام تلك الآراء في إنشاء الخطط ذكية عاطفيًا.
5- الإدارة الاستراتيجية غير المحدودة
عندما تضع الشركات الاستراتيجيات وفقًا لهذا النوع؛ فهي تراعي عوامل مهمة وهي التأثير البيئي والأداء المالي ورضا العملاء، وبالتالي تقوم بصياغة الاستراتيجيات لأهدافها طويلة الأجل.
نماذج الإدارة الاستراتيجية:
نماذج الإدارة الاستراتيجية هي النهج المنظمة التي تستعين بها الشركات من أجل تحديد أهدافها طويلة الأجل وقصيرة الأجل، بما يمكنها من توجيه عملية صنع القرارات، وتتعدد تلك النماذج ويتم الاختيار من بينها وفقًا لاحتياجات وطبيعة أعمال كل شركة، ومن أبرزها ما يلي:
1- نموذج القوى الخمس لبورتر
وهو نموذج كلاسيكي الأداء المُحتمل للمنتج أو الخدمة قبل أن تطرحها الشركة في السوق بهدف معرفة ميزاتها التنافسية وتخفيف المخاطر التي تشكلها خمسة تهديدات وهي:
- المنافسين الجدد: تؤدي الشركات الجديدة إلى زيادة الضغط على الأسعار والتكاليف.
- المنافسين في الصناعة: تؤدي زيادة عدد المنافسين إلى صعوبة خلق المنتج أو الخدمة قيمة في السوق.
- القدرات التفاوضية للموردين: عندما تقل البدائل أمام المستهلكين أو يرتفع ثمنها أو تستغرق وقتًا طويلًا؛ يمارس الموردون المزيد من القوة.
- القدرات التفاوضية للمستهلكين: عندما يُتاح المنتج أو الخدمة في مكان آخر؛ يمارس المستهلكون المزيد من القوة.
- البدائل: في حال وجود شركة تغطي احتياجات السوق؛ لا بد من منافستها من خلال توفير منتج أو خدمة أفضل أو تقديمها بسعر أقل وبنفس الجودة.
2- نموذج تحليل SWOT
يُعد نموذج تحليل SWOT من أكثر نماذج الإدارة الاستراتيجية شيوعًا، إذ تستعين به الشركات من أجل تحديد نقاط قوتها وضعفها والتي تندرج تحت العوامل الداخلية، والفرص والتهديدات والتي تندرج تحت العوامل الخارجية، ومن ثم تتمكن الشركات من إنشاء خطة استراتيجية تفسر النمو وتستعد للتهديدات.
3- نموذج VRIO
تجمع كلمة VRIO بين الحروف الأولى لكلمات القيمة، الندرة، القابلية للاستنساخ، والتنظيم، إذ يقوم النموذج بتحليل تلك العناصر، وتستخدمه الشركات حتى تتمكن من تحليل مواردها وتقديم ميزتها التنافسية.
وينطوي عمل هذا النموذج على دراسة الموارد الثابتة للشركات، ومن ثم معرفة ما إذا كان بإمكانها تحويلها إلى مزايا تنافسية مستدامة أم لا.
4- نموذج OKRs
وهو عبارة عن إطار تستخدمه الشركات في تحديد أهدافها وتحقيقها، إذ يوفر لها نهجًا تستفيد منه في مواءمة عمل قوتها العاملة مع أهدافها العامة، وبالتالي تتأكد من أن تلك الأهداف قابلة للتتبع وللمشاركة.
5- نموذج PEST/PESTLE
وهو إطار تحليل يركز على العوامل الخارجية التي تعزز أو تعرقل نجاح أعمال الشركات، ولذلك فهو يُستخدم من أجل التنبؤ بالأعمال.
وتشمل العوامل التي يركز عليها إطار PEST/PESTLE: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التكنولوجية، القانونية، البيئية.
أفضل كتب الإدارة الاستراتيجية:
هناك الكثير من الكتب التي تناولت الإدارة الاستراتيجية بشيء من التفصيل، وأفضلها ما يلي:
1- كتاب الإدارة الاستراتيجية: المفاهيم
ألّف هذا الكتاب فريد ديفيد، والذي تحدث فيه باستفاضة عن كيفية إنشاء الإستراتيجية وتنفيذها وتقييمها من خلال بناء المهارات في جميع المجالات الرئيسية.
يتكون الكتاب من ثلاثة فصول شملت العديد من الموضوعات ومنها: مسائل تنفيذ الاستراتيجية، مفاهيم التسويق، الهيكل التنظيمي، ثقافة المؤسسة، الأدوات والتقنيات المالية.
2- كتاب الإدارة الاستراتيجية
حرصا جون أ. بيرس الثاني، ريتشارد ب. روبنسون مؤلفا كتاب الإدارة الاستراتيجية على توضيح الأدوات المفاهيمية والمهارات التي قدمها العلماء في هذا المجال.
وتضمن الكتاب مجموعة من الدراسات الأكاديمية للشركات الكبيرة والصغيرة والشركات العالمية ذات التركيز المحلي والشركات الحديثة، والتي عالجت الإدارة الاستراتيجية وكيفية ممارستها في السوق.
3- كتاب اللعب للفوز: كيف تعمل الإستراتيجية حقًا
في هذا الكتاب، تناول المؤلفان إيه جي لافلي وروجر إل مارتن كيف يمكن للشركات إنشاء الاستراتيجيات التي تعطيها أفضلية عن المنافسين، موضحا الغرض من الاستراتيجيات وكيفية التفكير فيها وكيفية إنجازها، وكيف يستطيع قادة الشركات استخدام أهداف استراتيجية مبنية على العناصر التي تحدد نجاح الأعمال في توجيه الإجراءات اليومية، وقد أثبتا وجهة نظرهما من خلال توضيح التحولات الناجحة التي قامت بها أشهر الشركات في القرن الماضي.
4- كتاب استراتيجيتك تحتاج إلى استراتيجية: كيفية اختيار وتنفيذ النهج الصحيح
قام بتأليف هذا الكتاب كلًا من مارتن ريفز، كنوت هانايس، جانميجايا سينها، وفيه أوضحوا ما هي الطريقة المثلى لتحديد نهج الإستراتيجية الأفضل لكل شركة، وكيفية تقييم بيئة العمل، وكيف يتم تصنيف مناهج الإستراتيجية ومطابقتها مع هذه البيئة من أجل تجنب عدم التطابق المُحتمل.
5- كتاب خرائط الاستراتيجية
تناول كتاب خرائط الاستراتيجية للمؤلفان روبرت إس كابلان وديفيد بي نورتون بطاقة الأداء المتوازنة كواحدة من أهم أدوات تنفيذ الاستراتيجيات والتي تسمح للشركات بتحديد الأصول غير الملموس مثل الموظفين والعلاقات مع العملاء والمعلومات، وكيف استفادت الشركات منها في وضع نظم إدارية متميزة.
خطوات عملية الإدارة الإستراتيجية:
تمر عملية تنفيذ الإدارة الاستراتيجية بعدة خطوات نوضحها فيما يلي:
1- تحديد الأهداف
أولى مراحل الادارة الاستراتيجية هي تحديد أهداف الشركة قصيرة وطويلة الأجل ومهمتها وتوجهها الاستراتيجي العام ومن ثم تقييم اتجاهها الحالي، ويجب أن تكون تلك الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق وتجيب على ما تريد الشركة تنفيذه، لأن بعد وضع الأهداف تتحدد كيفية تحقيقها.
2- تحليل الموارد
بعد ذلك، تقوم الشركة بتحليل مواردها وترتيبها بطريقة تمكنها من استخدامها في القيام بمهام محددة تساعدها على تحقيق فوائد الإدارة الاستراتيجية، وتستخدم الشركة في ذلك تحليل SWOT والذي يحلل العوامل الداخلية وهي نقاط القوة والضعف للشركة، والعوامل الخارجية وهي الفرص والتهديدات المُحتملة التي تساعد أو تحد من نمو الأعمال.
3- إنشاء الاستراتيجية
بناءً على المعلومات التي وفرها تحليل الموارد، يتم إنشاء الاستراتيجية التي تساعد على الوصول إلى الهدف، وتوضح هذه الاستراتيجية كيفية التخصيص الفعال لموارد الشركة من الموظفين والأموال والمعدات وكافة أصولها، كما تحدد الاستراتيجية معايير الأداء اللازمة من أجل قياس النجاح.
4- تنفيذ الاستراتيجية
في هذه الخطوة، يتم البدء في تنفيذ الاستراتيجية وتوصيلها إلى جميع مستويات الإدارة في الشركة، إذ يتم تدريب الموارد البشرية لضمان فهمهم الكامل للعملية، ومن ثم وضع الموارد المخصصة قيد التنفيذ وفقًا لأدوارها ومسؤولياتها.
5- تقييم الاستراتيجية
وهي الخطوة الأخيرة من الإدارة الاستراتيجية، إذ يتم تقييم الاستراتيجية من حيث مدى فعاليتها وذلك من خلال استعراضها وقياس نتائجها، وبالتالي تتمكن الشركة من تحديد الاستراتيجيات غير الفعالة التي تحتاج إلى تبديلها بأخرى أكثر كفاءة، وهو ما يضمن تحقيق الأهداف طويلة المدى.
اقرأ المزيد عن: خطوات ومراحل التخطيط الاستراتيجي.
فوائد الإدارة الاستراتيجية:
تحقق الإدارة الاستراتيجية العديد من الفوائد التي تعود على الشركة، إذ يتجلى أثر الإدارة الاستراتيجية على أداء المنظمة من خلال الآتي:
1- تحقيق ميزة تنافسية
من خلال الإدارة الاستراتيجية تتمكن الشركات من كسب ميزة تنافسية، لأنها دليل على دراية الشركة بالسوق المتغيرة، ومن ثم عملها على مواكبة تلك التغييرات، كما أنها تمكّنها من تحديد نقاط قوتها التي تميزها عن المنافسين، وبالتالي تستفيد من الفرص في السوق.
2- تحقيق الأهداف
تساعد الإدارة الاستراتيجية الشركات على استخدام عملية واضحة لصياغة خطوات تحقيق الأهداف وتنفيذها، وهو ما يمكّن من تحقيق الأهداف بالفعل.
3- تعزيز الوعي الإداري
تُعد الإدارة الاستراتيجية دليلًا على أن قادة الشركة يتطلعون إلى المستقبل، وبالتالي فإن حرصهم على تنفيذ هذه العملية يزيد من وعيهم باتجاهات الصناعة والتحديات التي تواجهها، وهو ما يجعلهم أكثر استعدادًا لمواجهة تلك التحديات.
4- زيادة الانسجام والتعاون
تلعب الإدارة الاستراتيجية دورًا بارزًا في زيادة الانسجام داخل أقسام الشركة، لأن تنفيذها ينطوي على التواصل المستمر بين مختلف الأقسام، وهو ما يزيد من فرص تحقيق الأهداف المُحددة.
5- تحسين عملية صنع القرار
تمنح الإدارة الاستراتيجية قادة الشركة الإطار المطلوب لتحسين عملية صنع القرار، إذ تسمح لهم بتقييم الآثار المُحتملة للقرارات على الأهداف الاستراتيجية العامة للشركة.
6- تخصيص الموارد بفعالية
تضمن الإدارة الاستراتيجية قدرة الشركة على تخصيص مواردها لأهم المجالات، وبالتالي فهي تساعد على تعزيز كفاءة تلك الموارد.
7- تعزيز الأداء التنظيمي
تسمح الإدارة الاستراتيجية للشركات بالتركيز على المجالات التي تحتاج إلى تحسين، وتحديد الطرق المثلى لبلوغ الأهداف، وقياس التقدم المُحرز.
8- زيادة رضا العملاء
تمكّن الإدارة الاستراتيجية إدارة الشركات من فهم عملائها بشكل أفضل، وهو ما يساعدهم على وضع أفضل الاستراتيجيات من أجل تلبية احتياجات العملاء عبر الخدمات أو المنتجات المُقدمة إليهم.
9- إدارة الأرباح
تتجلى أهمية الإدارة الاستراتيجية في المؤسسة من خلال دورها في إدارة أرباح الشركة، إذ يحصل المديرين التنفيذيين على تعليقات من رؤساء الأقسام والتي تمكنهم من فهم المعوقات على مختلف مستويات التسلسل الهرمي، وبالتالي يتخذون الإجراءات اللازمة لتحسين الأرباح.
10- زيادة الإيرادات
تستعين الإدارة العليا في الشركة بالإدارة الاستراتيجية في النظر إلى استراتيجيات المنافسين ومن ثم تعمل على تطوير أفكار أفضل وإجراء التعديلات على عملياتها من أجل التفوق على المنافسين وتعزيز الإيرادات.
11- تحديد المشكلات
تنطوي عملية الإدارة الاستراتيجية على إجراء تحليلًا مفصلًا لمواطن القوة والضعف والفرص والتهديدات في الشركة، وعندما تتعرف الشركة على مشكلاتها تتمكن من اتخاذ أفضل الإجراءات لحلها.
12- تعزيز استقرار الشركة
يساعد تطبيق الإدارة الاستراتيجية على تقديم الشركة منتجات أو خدمات جديدة في أسواق جديدة والاستحواذ على أعمال جديدة، وبالتالي لا تعتمد أرباحها على نجاح منتج واحد، وهو ما يعزز من استقرارها.
13- إدارة المخاطر
للإدارة الاستراتيجية دورًا لا يُستهان به في تقليل المخاطر التي تواجهها الشركات، لأنها تقيم أوجه المخاطر المرتبطة بمختلف الاستراتيجيات، وبالتالي تتخذ الشركات خطوات استباقية للتقليل من حدتها وتأثيرها المحتمل.
14- التكيف مع التغييرات
تتضمن الإدارة الاستراتيجية مسح البيئة الخارجية وصياغة الاستراتيجيات، وهو ما يمكّن الشركات من التكيف مع التغييرات التي تشهدها بيئة الأعمال والتغلب على التحديات والاستفادة من أفضل الفرص.
15- تحقيق الاستدامة طويلة الأجل
تنطوي عملية صنع القرار وفقًا للإدارة الاستراتيجية على مراعاة العوامل الاجتماعية والبيئية والأخلاقية، من خلال إشراك أصحاب المصلحة وتعزيز الممارسات التجارية المسؤولة، وهو ما يساعد في النهاية على تحقيق الاستدامة على المدى البعيد.
مستويات الإدارة الاستراتيجية:
تتعدد مستويات الادارة الاستراتيجية ما بين المستوى الوظيفي ومستوى الأعمال ومستوى المنظمة، وذلك على النحو التالي:
1- مستوى الأعمال
يركز هذا المستوى على كيفية تنافس الشركة مع الشركات المنافسة والتي تقدم نفس منتجاتها أو خدماتها في السوق، وهو ما يتطلب وضع خطة تتضمن توضح المنتج المُقدم في السوق والجمهور المستهدف وما الذي يجعل الشركة تتميز عن منافسيها.
وتشمل استراتيجيات مستوى الأعمال على ما يلي:
- قيادة التكلفة: فيها تقوم الشركة بإنتاج كميات ضخمة من المنتجات أو بعمالة منخفضة التكلفة.
- قيادة التمايز: فيها تسعى الشركة لتطوير علاماتها التجارية لتكون بارزة عن المنافسين.
- التركيز على التكاليف: تركز هذه الاستراتيجية على السوق المتخصصة في السوق الشامل.
- التركيز على التمايز: فيها تسعى الشركة للحصول على ميزة في السوق.
2- المستوى الوظيفي
في المستوى الوظيفي يتم التركيز على كيفية تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة من أجل تسهيل بلوغ الأهداف التنظيمية للشركة، وذلك عن طريق تطبيق استراتيجيات محددة في أقسام الشركة وهي المحاسبة والتمويل والإنتاج والموارد البشرية والبحث والتطوير والمشتريات والخدمات والتسويق.
3- المستوى المؤسسي
يركز المستوى المؤسسي على وضع خطة عمل تحدد كيف تصل الشركة لأهدافها، وذلك من خلال تحديد تلك الأهداف ومن ثم تحليل البيئة الحالية وتحديد أفضل الطرق لبلوغ الأهداف والتي تشمل ما يلي:
- استراتيجية النمو: تركز على توسيع الأعمال عن طريق طرح المنتجات الحالية في سوق جديدة أو الوصول إلى عملاء جدد أو من خلال الاستحواذ أو التنويع، وذلك من أجل زيادة الإيرادات.
- استراتيجية الاستقرار: تهتم باستقرار الأعمال الحالية من خلال تحسينها دون استثمار.
- استراتيجية الانكماش: تركز على استقرار الوضع المالي للشركة وخفض نفقاتها عن طريق وقف العمليات التي لا تحقق ربح.
مقومات الادارة الاستراتيجية:
من أجل ضمان نجاح الإدارة الاستراتيجية؛ لا بد من توافر مجموعة من العوامل وهي كما يلي:
1- مشاركة الأشخاص المناسبين
يتعين على إدارة الشركة توضيح وجهتها من خلال مشاركة الموظفين وإعلامهم بتفاصيل عملية الإدارة الاستراتيجية ومناقشتهم في الخيارات التي جرى اتخاذها والحصول منهم على مدخلات ووجهات نظر مختلفة، حتى يعرف الجميع اتجاه العمل على المدى الطويل وما سبب اختياره.
2- التعاون بين الإدارات
يؤثر كل قسم في الشركة على بقية الأقسام، وهو ما يفرض ضرورة التعاون عبر الإدارات في مرحلة التخطيط من أجل إنشاء خطة استراتيجية تفيد الشركة، إضافة إلى التعاون عبر الإدارات في مرحلة الإدارة الاستراتيجية للتأكد من تنفيذ الاستراتيجية على النحو الأمثل.
3- التواصل الجيد
من العوامل التي تساعد على نجاح الإدارة الاستراتيجية تحقيق التواصل الجيد بين المديرين التنفيذيين والموظفين، فمن خلال التواصل الفعال يتلقى الموظفين رسائل واضحة حول الخطط التي تنفذها الشركة، وهو ما يمكّنهم من تنفيذ المهام المطلوبة.
4- تبسيط عملية تتبع ورصد الخطط
حتى تنجح الاستراتيجيات الناتجة عن عملية الإدارة الاستراتيجية؛ لا بد من استخدام طرق سهلة في تعقبها لتجنب حدوث أي فجوات في المعلومات تعيق عن قياس التقدم المُحرز، ومن أبرز تلك الطرق الأدوات المُستخدمة في جمع التحديثات والتي توفر رؤى قيمة حول أداء الشركة خلال تنفيذ الاستراتيجية.
5- التزام القيادة
تنجح الإدارة الاستراتيجية عندما تبدأ قيادتها من القمة، إذ تدرك الإدارة العليا للشركة مدى أهميتها وتجعلها أولوية ومن ثم نشر تلك الثقافة التنظيمية بين جميع موظفي الشركة.
من هو المسؤول عن الإدارة الاستراتيجية:
تتولى الإدارة العليا في الشركات المتمثلة في الرئيس التنفيذي المسؤولية عن الإدارة الاستراتيجية، إذ تقوم بتطوير الخطط الاستراتيجية بعد تحديد مهام الشركة وأهدافها التي تسعى إليها، ومن ثم تقوم بتضمين الخطة بالاستراتيجيات التي تساعد على بلوغ تلك الأهداف.
وعندما يقوم الرئيس التنفيذي في الشركة بوضع الخطط الاستراتيجية، يفوض بعض المهام الفردية للمستويات الإدارية الأقل، ولكنه يظل المشرف الذي يضمن استمرار التخطيط كما هو متوقع.
الفرق بين الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي:
إليكم فيما يلي أوجه الاختلافات بين الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي:
وجه المقارنة |
الإدارة الاستراتيجية |
التخطيط الاستراتيجي |
التعريف |
هي العملية التي تتم من خلالها صياغة أفضل الاستراتيجيات من أجل تحقيق أهداف الشركات. |
هي العملية التي يتم من خلالها تحديد الاستراتيجيات التنظيمية وفقًا للأهداف المرجوة. |
الهدف |
تنفيذ الاستراتيجيات التي تساعد على تحقيق أهداف الشركات. |
تحديد اتجاه الشركات ومن ثم وضع الخطة المناسبة. |
الأفق الزمني |
تركز على الأهداف طويلة الأجل وقصيرة الأجل. |
يركز على الأهداف طويلة الأجل. |
العملية |
يتم تنفيذها من خلال تطبيق الخطة وإجراء تعديلات مستمرة. |
يتم تنفيذه من خلال وضع خطة. |
النطاق |
تشمل وحدات أو أقسام محددة. |
يشمل نطاق الشركة بالكامل. |
النتيجة |
ينتج عنها اتخاذ إجراءات وتحقيق نتائج. |
ينتج عنه خطة مكتوبة تساعد على اتخاذ القرار الأمثل. |
تعلم الإدارة الاستراتيجية مع بكه
إذا كنت ترغب في تعلم أصول الإدارة الاستراتيجية في مختلف التخصصات؛ تقدم لك منصة بكه للتعليم الفرصة التي تمكنك من اكتساب المهارات اللازمة لتطوير الاستراتيجيات المناسبة والتي تؤهلك للعمل في كبرى المنظمات، فمن خلال بكه يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية حسب تخصصك ومن ثم الحصول على شهادات مهنية معتمدة في مجال الإدارة على يد أفضل الخبراء والمتخصصين المهنيين، وتشمل دورات الإدارة المُقدمة من بكه ما يلي:
- دورات إدارة المشاريع.
- دورات الموارد البشرية.
- دورات تحليل الأعمال.
- دورات سلاسل الإمداد.
- دورات حوكمة نظم المعلومات وإدارة الخدمات.
- دورات إدارة الجودة.
- دورة إدارة التغيير.
وختامًا، فإن قيام الشركات بتطبيق الإدارة الاستراتيجية بشكل صحيح يساعدها على اغتنام الفرص وتحقيق النجاح طويل الأجل، ومن ثم البقاء في ركب المنافسة والازدهار في السوق التنافسي.