ما هي المهارات الإدارية؟ وكيف نتعلمها؟

ما هي المهارات الإدارية؟ وكيف نتعلمها؟

كتابة : بكه

12 مايو 2024

فهرس المحتويات

يعتمد أداء أي عملٍ على استخدام مجموعات متعددة من المهارات المختلفة؛ ولهذا تتطّلب العديد من الوظائف أن يكون أصحابها على علاقةٍ وثيقةٍ بالأدوات الماديّة والرقميّة التي تساعدهم على إدارة عملياتها الإنتاجيّة. وعلى هذا الأساس تتباين المهارات المطلوبة لكل عملٍ طبقًا للمؤسسة التجاريّة وأهدافها، غير أنّ هذه المهارات قد تتفاوت بين الصّناعات والوظائف على اختلافها أيضًا.

فإذا كنت تنوي العمل في الإدارة، عليك بمعرفة كلّ ما يفعله المديرون داخل المنظمات واكتشاف مختلف أساليب الإدارة، الألقاب الوظيفيّة، بل وأكثر من ذلك. كل هذا يمكنك فعله فقط عند امتلاك المهارات الإداريّة المطلوبة.

وفي هذا المقال سنلقي نظرةً فاحصةً على المهارات الإداريّة وكيفية تطويرها، وأهميّتها في مسارك الوظيفيّ.

تعريف الإدارة (Management):

الإدارة هي العمليات التي يتم من خلالها تنظيم الأعمال التجاريّة وتوجيه سير العمليات الإنتاجيّة، وكذلك الموظفين لتحقيق أهداف المؤسسة التجاريّة في النهاية. والهدف الرئيسيّ من الإدارة هو تهيئة بيئة صحيّة تسمح للموظفين بالعمل بكفاءة وإنتاجيّة. 

ويساعد اكتساب المهارات الإداريّة واستغلالها على التقدّم في الحياة المهنيّة وإدارة المشروعات التجاريّة المختلفة، فضلًا عن مساعدتها في الإشراف على الموظّفين وتحفيزهم.

مفهوم المهارات الإدارية (Management Skills)

وعلى هذا الأساس يمكن تعريف المهارات الإداريّة بأنّها مجموعة من الخصائص أو القدرات التي ينبغي أن تكون لدى السلطة التنفيذيّة من أجل الاضطلاع بمهام محدّدة في مؤسسةٍ تجاريّة ما. وتشمل هذه المهارات قدرتها على أداء الواجبات التنفيذيّة مع محاولة تجنّب الأزمات وللحدّ من حدوث المشاكل بسرعةٍ عند وقوعها.

أهمية المهارات الإدارية:

تعدّ المهارات الإداريّة الجيّدة سببًا أساسيًا لنجاح أي مؤسسة وتحقيق أهدافها وغاياتها في سوق العمل. والمدير الذي يمتلك هذه المهارات قادر على دفع الحركة الإنتاجيّة للمؤسسة ودعم رؤيتها لتنفيذ أهدافها التجاريّة بعددٍ أقل من العقبات والاعتراضات من المصادر الداخليّة والخارجيّة. وعلى هذا؛ فإن المهارات الإداريّة تساعد المديرين على:

  • التواصل مع زملائهم في العمل.
  • إتقان التّعامل بشكلٍ جيدٍ مع مرؤوسيهم؛ ممّا يسمح بسهولة سير العمليات الإنتاجيّة في المؤسسة.
  • الإدارة على نحو مثاليّ؛ لأنّها تشمل التّخطيط، وصنع القرار، وحلّ المشاكل، والاتّصالات، والتّفويض، وإدارة الوقت.
  • دعم القدرات والمهارات القياديّة؛ فالمديرون الجيّدون عادة ما يكونون قادة جيّدون أيضًا.
  • تحسين أداء جميع أجزاء المؤسسة لسير العملية الإنتاجيّة على نحوٍ متماسك.

ومن دون هذا التكامل الذي تُحدثه المهارات الإداريّة الجيّدة، تزداد احتماليّة حدوث المشاكل التي قد تؤدي لفشل العمليّات الإنتاجيّة في أي مرحلةٍ من مراحلها.

وتؤكد المهارات الإداريّة من خلال تنوّعها أهميةً حاسمة لمختلف المناصب وعلى مختلف مستويات المؤسّسات والشركات، من قياداتها العليا إلى المشرفين ومن ثمّ إلى المديرين.

أنواع المهارات الإدارية:

وفقًا لما ذكره عالم النفس الاجتماعيّ والتنظيميّ الأمريكيّ روبرت كاتز، أن الأنواع الأساسية الثلاثة لمهارات الإدارة تشمل:

1- المهارات التقنية (Technical Skills)

تنطوي المهارات التقنيّة على مهارات تمنح للمديرين القدرة على استخدام مجموعة متنوعة من التقنيّات لتحقيق أهدافهم.

وتشمل هذه المهارات:

  • آلات التشغيل.
  • البرامج الحاسوبية.
  • أدوات الإنتاج وقطع المعدات.
  • المهارات اللازمة لزيادة المبيعات.
  • تصميم أنواع مختلفة من المنتجات والخدمات، وتسويقها.

2- المهارات المفاهيمية (Conceptual Skills)

وتشمل هذه المهارات كل ما يحتاجه المديرون من المعرفة والقدرة على التفكير المجرّد وكذلك صياغة الأفكار. ومنها يتمكن المديرون من رؤية المفاهيم كاملةً، من خلال تحليل وتشخيص المشكلة، وإيجاد حلول مبتكرة لها. وهذا يساعد على التنبؤ بالعقبات -بفعاليّة- قد تواجهها الإدارة أو المؤسسات التجارية ككل.

3- المهارات البشرية أو مهارات العلاقات الشخصية (Human or Interpersonal Skills)

المهارات البشرية تعتبر من أهم مهارات المستقبل، وتتمثل في قدرة المديرين على التفاعل والتّواصل الفعّال مع الآخرين. هذه المهارات تمكّن المديرين من الاستفادة من قدرات جميع أعضاء فريق العمل وتحفيزهم لتحقيق أفضل النتائج.

ولكن ما هي المهارات الإداريّة التي يسعى المديرون للتزوّد بها للعمل لأداء واجباتهم تجاه المؤسسات التي يعملون لديها.

أمثلة على المهارات الإدارية

تتعدد الأمثلة على المهارات الإداريّة التي يتعين على أيّ مديرٍ أن يمتلكها داخل المؤسسة لإدارة أنظمتها بفعاليّة وكفاءة. وهذه الأمثلة هي مجموعة من القدرات التي تشمل أمورًا، مثل: تخطيط الأعمال التجاريّة، وصنع القرار، وحل المشاكل، والاتّصالات، والتّفويض، والتحفيز. وفيما يلي سنطرح هذه المهارات بالتفصيل.

1- مهارات التخطيط Planning

تعدّ عملية التخطيط جزءًا حيويًا داخل إطار المؤسسة؛ لأنها تعتمد في أساسها على مجموعة من الإجراءات أو الاستراتيجيات التي تساعد على تحقيق غايات أو أهداف معيّنة للمؤسسة التجاريّة من خلال الاستخدام الأفضل للموارد المتاحة.

ويشير التخطيط إلى قدرة المرء على تنظيم أنشطته الإداريّة والتخطيط الاستراتيجي لها، وذلك وفقًا للمبادئ الموضوعة التي توجهه، ليستغل الموارد المتاحة في الحدود المسموح بها، مثل: الوقت والمال والعمل.

وتشمل عملية التخطيط بعض الخطوات لإتمامها، مثل:

  • تحديد الأهداف الممكنة واستبعاد غير الممكنة منها.
  • وضع الاستراتيجيات اللازمة لتحقيق الأهداف الممكنة.
  • تحديد المهام والجداول الزمنيّة المتعلقة بكيفية تحقيق الأهداف المحددة، فمن دون خطة جيدة، لا يمكن تحقيق الكثير.

2- مهارات التواصل Communication

يمكن للمدير من خلال مهارات الاتّصال تحديد الكيفيّة التي سيتم بها تبادل المعلومات بين أفراد الفريق، بما يكفل أن تعمل المجموعة بشكلٍ موحّد وكقوةٍ واحدة. ولهذا السبب؛ يعدّ اكتساب هذه المهارات أمرًا لا بد منه للأسباب التالية:

  • ليظلّ المدير على اتّصال ببقية أعضاء فريقه.
  • لتحديد كيفية اتباع الإجراءات المحددة أثناء عملية التخطيط جيدًا.
  • لتقييم مدى الإمكانيّة لإنجاز المهام والأنشطة، وبالتّالي مدى نجاح المؤسسة التجاريّة.

وتشمل مهارات الاتّصال تدفق المعلومات داخل المؤسسة سواء كانت رسميّة أو غير رسميّة، أو شفويّة أو خطيّة، أو رأسيّة أو أفقيّة، ليتم سير عمل المؤسسة أثناء العملية الإنتاجيّة بسلاسة.

وأهداف التواصل تنحصر في النقاط الآتية:

  • إتاحة التعاون بين المدير وأعضاء الفريق.
  • منع حدوث النزاعات، وحل هذه المسائل عند نشوئها.

فإذا تمتّع المدير بمهارات تواصل جيّدة سيمكّنه بكل سهولة إنشاء صلةٍ جيدةٍ مع الموظفين، ومن ثم سيكون قادرًا على تحقيق أهداف المؤسسة بسهولة.

3- مهارات اتخاذ القرارات Decision-Making

عادة ما يلجأ المديرون لاتّخاذ قرارات عدة أثناء سير العمليّة الإنتاجيّة، ممّا يجعل من هذه المهارة عنصرًا أساسيًا في نجاح من يشغل هذا المنصب وبالتالي نجاح المؤسسة التجاريّة نفسها؛ لأن مهارته في اتّخاذ القرارت -على نوعيها- يؤدي بالشركة أو المؤسسة لنتيجة على صلة ٍوثيقة بقراره هذا.

ولكي تعمل المؤسسة بفعاليّة وسلاسة، ينبغي التركيز على:

  • اتخاذ قرارات واضحة وصحيحة مع تقديم صورة تفصيليّة للنتائج المترتبة عليها.
  • أن يكون المدير مسؤولًا بشكلٍ كاملٍ عن كل قرار يتخذه، وأن يكون مستعدًا أيضًا لتحمّل مسؤولية نتائج قراراته.
  • اكتساب المزيد من الخبرة لمهارة صنع القرار، لأنّها من أكثر المهارات التي يعتمد عليها نجاح المدير في تحقيق أهداف المؤسسة.

4- مهارات تفويض المهام (التوظيف – Delegation)

أما التفويض فهو مهارة أخرى رئيسيّة من المهارات الإداريّة، ومن خلالها يمكن انتقال المهام بين الموظّفين أو المرؤوسين الآخرين وإعادة توزيعها تبعًا لأعباء العمل أثناء مراحل العمليّة الإنتاجيّة.

والمدير الذي يمتلك مهارات تفويضيّة جيّدة عادة ما يكون قادرًا على إعادة توزيع المهام وإسنادها بفعاليّة وكفاءة للموظفين المناسبين بالإضافة لمنحهم السّلطة الدّاعمة لسير العمل. فإذا تم تفويض السلطة بفعاليّة، سيساعد هذا على تيسير إنجاز المهام بكفاءة أثناء العمل، وتحقيق النتائج الإنتاجيّة المطلوبة.

وتساعد مهارة تفويض المهام المدير على:

  • تجنب إهدار الوقت.
  • تحسين الإنتاجيّة إلى أقصى حدٍ ممكن.
  • إلزام الموظّفين -المفوّض إليهم- بمسؤوليات العمل ومساءلتهم.

5- مهارات حل المشاكل (Problem-solving)

من صفات المدير الجيّد أيضًا امتلاكه لمهارة حلّ المشاكل المتكرّرة والقدرة على ترتيب الأمور أثناء يوم العمل المعتاد -مع القدرة على معالجتها- خاصة عندما تكون ظروف العمل السّائدة غير صحيّة.

ويتم ذلك عادة من خلال إتمام بعض الخطوات، وهي كالتالي:

  • تحديد المشكلة أو الحالة السلبيّة التي تتعرض لها بيئة العمل.
  • البحث عن أفضل طريقة لمعالجة المشكلة.
  • الحصول على أفضل حلٍ لها.

وعندما يتمتّع المدير بمهارات كبيرة في حلّ المشاكل، فإن هذا يجعله مميزًا عن بقية أعضاء الفريق مما يبثّ الثّقة في الموظفين والمرؤوسين العاملين في المؤسسة التجاريّة.

6- مهارات التحفيز (Motivating)

وتساعد مهارة التحفيز على إظهار سلوك أو استجابة مرغوبة من الموظّفين أو بعض أصحاب المصلحة في المؤسسة التجاريّة. وتتعدد أساليب التحفيز التي يمكن للمديرين استخدامها، واختيار الطريقة المؤثرة لذلك يعتمد على خاصيتن مهمتين، وهما:

  • الثقافة العامة للشركة أو المؤسّسة وكذلك أفراد فريق العمل.
  • الصّفات والمهارات الشخصية لأفراد فريق العمل.

كيفية تطوير المهارات الإدارية في المؤسسات التجاريّة

ولأن المهارات الإدارية تساعد المتفوقين من المهنيين بكلّ شكلٍ ممكن. فالمؤسسات التجاريّة الكبرى تعتبر هذه المهارات جزءًا أساسيًا لإدارة أعمالها بفعاليّة وكفاءة لتحقيق الأهداف المرجوة من عملياتها الإنتاجيّة، بل أنها تعمل باستمرارٍ على تطوير هذه المهارات كذلك.

وعلى هذا يمكنك العمل على اكتساب بعض المهارات الإدارية لتنظيم الإدارة في إطارٍ تنظيميّ فعّال، من خلال:

1- اكتساب ثقة الموظفين

كن أمينًا؛ فموظفيك لن يمكنهم أن يثقوا بك إلا إذا تيقّنوا من صدقك معهم. عندها فقط سيشعرون بالرّاحة أثناء حديثك معهم، وسيتخلّصون من أيّ مخاوف أو مشاكل قد يواجهونها.

2- التّفاعل مع فريق العمل بإيجابيّة 

يتطلع موظفوك على الدّوام إلى التوجيه والتحفيز، والأمر متروك لك لتحديد طريقة التّحفيز تلك. كن شغوفًا بعملك ومستعدًا لجعل العمل أكثر حماسًا، حينها فقط سيتّبعون خطاك كقائدٍ لهم.

3-  التواصل بكفاءة مع أعضاء الفريق

يجب أن تكون قادرًا على التّواصل مع فريقك، والعملاء، والإدارة العليا كذلك، مع الإصغاء إلى ما يشغلهم واستيعاب تعليقاتهم لضمان توافق الجميع مع الأهداف التنظيميّة للمؤسسة التجاريّة.

4- الاستماع إلى مقترحات الفريق بفعاليّة

فالإصفاء لكلّ ما يقولونه دون تقديم الحلول السّريعة من الإدارة العليا قد يمكّنك من الحصول على أفكارٍ قيّمة تساعدك على اتّخاذ قرارات أفضل بشأن العمليّات الإنتاجيّة داخل المؤسسة.

5- حل الصراعات وتجنّب التوتر

كن قادرًا على إزالة حالة التوتر التي تصيب أعضاء الفريق أثناء المناقشات وتقديم المقترحات لحلّ المشاكل؛ لأن فهم هذه الاستراتيجية سيساعد على منع تحوّل المشاكل الصغيرة إلى أخرى أكبر.

6- التوجيه والإرشاد الفعليّ

ويحدث ذلك من خلال مساعدة الموظفين على توظيف إمكانياتهم بشكلٍ أفضل لتصبح أدوارهم داخل الفريق أكثر فعاليّة وإنتاجيّة.

7- توزيع الأدوار بناءً على نقاط القوّة

كفاءتك في توزيع الأدوار والمهام بناءً على المهارات المختلفة لأعضاء الفريق ستساعدك في إنجاز المهام بكفاءةٍ، وتوفير الكثير من الوقت كذلك.

8- التفكير الاستراتيجيّ واتّخاذ القرارات

اتباع نهجٍ استراتيجيّ يساعدك على رؤية الصّورة الكبيرة، وفهم كيفية تأثير قراراتك على إدارة المؤسسة التجاريّة. ومن هنا يمكنك أن تستبق المشاكل وتضع حلولاً لها قبل حدوثها.

9- اكتساب مهارات إدارة المشاريع

وتلزمك هذه الخطوة بتحديد العديد من المعلومات لإبقاء فريقك على المسار الصحيح أثناء خطوات العمليّة الإنتاجيّة، مثل: المواعيد النهائيّة، المشاريع، وكذلك الأهداف. ولا تنسَ أنّ هذه المهارات على علاقةٍ وثيقة بمهارات التّخطيط والتنفيذ.

تعرف على دورات إدارة مشاريع النعتمدة الآن!

10- المرونة والقدرة على التكيّف

تتغير قطاعات الأعمال التجاريّة والتكنولوجيات واحتياجات الفريق باستمرارٍ؛ ولذلك عليك أن تكون قادرًا على التكيّف معها للحفاظ على بيئة عمل تؤدي الى استمرار الإنتاجيّة والنمو.

تدرَّب على المهارات الإدارية بشهادات معتمدة:

وأخيرًا، تنطوي الإدارة على تفاعلٍ معقدٍ بين الأفراد والمؤسسات التجاريّة والأهداف التي يتشاركونها، والقادرون على وضعها في إطار عملي هم المديرون الذين يتمتعون بمهاراتٍ إداريّة مميزة. وهذه المهارات هي التي تسمح لهم بإنجاز العديد من المهام من خلال الاستخدام الأفضل للموارد المتاحة ومهارات موظفيهم.

وهذا ما تقدّمه لك مؤسسة بكه التعليمية من خلال دوراتها المميزة في الإدارة بمحتلف مجالاتها، والتي تساعدك على اكتساب العديد من المهارات ذات الصلة بإدارة البرامج والمشاريع وجدولتها.

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

فاختر ما يناسبك منها الآن!

واتساب