ما هو التدريب الميداني والمهارات المكتسبة منه والصعوبات التي تواجهه

كتابة : بكه

19 نوفمبر 2024

فهرس المحتويات

التدريب الميداني هو تطبيق عملي للمعارف النظرية في بيئة العمل، مما يمكن المتدربين من اكتساب مهارات حيوية مثل حل المشكلات والتواصل الفعّال وزيادة الثقة بالنفس. يهدف هذا النوع من التدريب إلى تعزيز المعرفة وتقييم المهارات الشخصية، لكن قد يواجه المتدربون تحديات مثل صعوبة التكيف مع بيئة التدريب أو عدم توافق المهام مع قدراتهم، مما قد يؤثر على فعالية التجربة التدريبية.

هل شعرت يومًا برغبة جامحة في الانطلاق إلى الحياة المهنية سريعًا وخوض غمار العمل؟ إذا كانت إجابتك نعم، فإن التدريب الميداني هو بمثابة الجسر الذي تعبر من خلاله إلى العمل الواقعي، تاركًا خلفك الكتب والمراجع وقاعات الدراسة، فقط تأخذ منها ما تعلمته حتى تطبقه في واقع ملموس، تتعلم منه وفيه، وتخطئ وتعود لتصحيح مسارك، حتى تصبح مؤهلًا لبدء مستقبلك المهني، لذلك ندعوك لتبحر معنا في سطور هذا المقال الذي يوضح لك تعريف التدريب الميداني وأهميته وأهدافه وأساليبه ومعاييره ومراحله، وإيجابياته وسلبياته والمهارات المُكتسبة منه، والمعوقات التي تواجهه.

معنى التدريب الميداني:

يمكن تعريف التدريب الميداني أو التدريب في الموقع بأنه التطبيق العملي للمعرفة والعلوم النظرية التي تلقاها المتدرب خلال فترة التدريب، ويتيح هذا النوع من التدريب للمتدربين مساحة أكثر حميمية وتفاعلية تسمح ببناء العلاقات بينهم.

ومن خلال التدريب الميداني، يكتسب المتدربين المعارف الجديدة في بيئة واقعية، مع صقل مهاراتهم العملية لتعزيز إنتاجيتهم في أثناء العمل. ويتولى تنفيذ التدريب الميداني مدرب لديه الخبرات والإمكانيات التي تؤهله لقيادة مجموعة من المتدربين وتدريبهم بشكل عملي في مكان واقعي.

أهداف التدريب الميداني:

تسعى المنظمات من خلال التدريب الميداني الذي توفره لموظفيها لتحقيق عدة أهداف وهي:

  • اكتساب المتدربين معارف جديدة تساعد على تعزيز مهاراتهم وصقل خبراتهم، ومن ثم يقدمون أفضل أداء في العمل، بما يساعدهم على تحقيق التطوير المهني.
  • إتاحة الفرصة للمتدربين لتطبيق المواد النظرية بشكل عملي في بيئة واقعية وسيناريوهات العالم الحقيقي، ومن ثم نقلها إلى أدوارهم المهنية.
  • السماح للمتدربين بتقييم مهاراتهم الشخصية، ومعرفة مدى التقدم الذي نجحوا في إحرازه خلال التدريب.
  • إمداد المتدربين بالمتابعة والتوجيه السليم، من خلال تعيين مشرف يتابع عملية التدريب خطوة بخطوة، ويعطي تعليقات فورية للمتدربين.
  • معرفة كل متدرب نقاط القوة والضعف لديه، من أجل الاستفادة من نقاط القوة، وتحسين نقاط الضعف لتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.
  • تعريف المتدربين بأدوات العمل المناسبة التي تمكنهم من أداء مهامهم ومسؤولياتهم.
  • إتاحة الفرصة للملتحقين بالتدريب الميداني للتعاون مع المتخصصين في الصناعة، مما يخلق فرصا قيّمة للتواصل الشبكي يمكن أن تؤدي إلى التقدم الوظيفي.
  • تمكين المتدربين من العمل في بيئات العمل الحقيقي للتعرف على المشكلات التي قد يواجهونها، بما يعزز من مهارات حل المشكلات لديهم.
  • تعزيز ثقة المتدربين في أنفسهم، عند تكليفهم بإنجاز مهام متنوعة بأنفسهم، وعند نجاحهم في مواجهة التحديات التي تظهر خلال التدريب.

المهارات المكتسبة من التدريب الميداني:

يكتسب المتدربون من التدريب الميداني مهارات متعددة مثل حل المشكلات، التواصل، والثقة بالنفس، مما يعزز قدرتهم على التكيف والتنظيم. كما يشمل التدريب تطوير مهارات فنية وذكاء عاطفي، إلى جانب التخطيط والإبداع لضمان تجربة تعليمية فعالة. وتفاصيل ذلك:

1. حل المشكلات

يكتسب المتدرب من التدريب الميداني مهارة حل المشكلات، لأن أسلوب التدريب القائم على المحاكاة يفرض عليه التعامل مع التحديات التي قد تواجهه في بيئة العمل الحقيقية، وبالتالي عندما تواجهه أي مشكلة، يعرف كيف يمكنه معالجتها من خلال التفكير التحليلي والنظر في مختلف الخيارات، وابتكار حلولًا فعالة لحلها.

وخلال التدريب الميداني، يستفيد المتدرب من التعامل مع مدربين ذوي خبرة، يتعلم منهم كيف يمكن حل المشكلات بطريقة فعالة، والتوصل إلى حلول غير تقليدية لها.

2. التواصل والتعاون

يقوم التدريب الميداني على جمع المتدربين في مكان العمل، ويسمح لهم بالتواصل مع بعضهم البعض، وبالتالي تتعزز لديهم مهارات التواصل والتعاون.

وعندما يلتحق المتدرب بالتدريب الميداني، يكتسب بشكل تلقائي مهارات التواصل الفعال، التي تتضمن القدرة على التعبير عن الآراء والأفكار بوضوح، والاستماع النشط، كما تتطور لديه مهارة التعاون، لأن بعض أجزاء التدريب الميداني تنطوي على تنفيذ مجموعة من المهام بشكل جماعي، مما يسمح بتعزيز هذه المهارة بين المتدربين وبعضهم البعض، وبينهم وبين المشرفين.

3. الثقة بالنفس

تزداد ثقة المتدرب بذاته عندما يجد نفسه قادرًا على تنفيذ جميع المعارف النظرية بشكل عملي ودون أخطاء، وهو ما يوفره له التدريب الميداني.

وخلال التدريب الميداني، يعمد المدربون إلى منح المتدرب فرصة للاعتماد على ذاته، والسماح له بالتجربة والخطأ من أجل التعلم، مما يفيده في تعزيز ثقته بقدراته.

4. التنظيم

تُعد مهارة التنظيم من أبرز المهارات المُكتسبة من التدريب الميداني، إذ يفرض هذا التدريب على المتدربين التوفيق بين مهامهم المختلفة، والاستجابة لمتطلبات المدربين وتحديد أولوياتها.

كما يتدرب المتدرب في التدريب الميداني على تنفيذ المهام خلال أوقات محددة، وهو ما يساعده على تحديد أولويات تلك المهام، حتى يتمكن من الوفاء بمواعيدها.

5. المرونة

خلال التدريب الميداني، قد يرتكب المتدرب عدة أخطاء عند تنفيذ المهام، ولكنه يكتسب المرونة التي تجعله يتقبل تعليمات المدربين للقيام بالأنشطة بشكل أفضل.

كما يكتسب المتدرب من التدريب الميداني المرونة التي تجعله قادرًا على التعامل مع مختلف التحديات التي تظهر أمامه، وهو ما يتعلمه من المدربين ذوي الخبرة الذين يتولون الإشراف على تدريبه.

6. الخبرة الفنية

يجب أن يمتلك المدرب الخبرة الفنية الكافية، التي تمكنه من تعليم المتدربين كيفية تنفيذ المعلومات النظرية بشكل عملي، حتى يكون هناك ارتباطًا مباشرًا بين المعارف الأكاديمية ومتطلبات العمل الفعلية، وبالتالي يحقق المتدربون التفوق في مجالهم.

ويكتسب المتدرب هذه الخبرة من خلال ممارسة تمارين المحاكاة التي تتضمن محاكاة السيناريوهات الميدانية الواقعية للممارسة العملية، والقيام بأدوار مختلفة لفهم وجهات النظر المتنوعة، وإجراء دراسات الحالات الحقيقية لتطبيق المعارف النظرية عمليًا، والمشاركة النشطة في التجارب وحلقات العمل العملية.

7. الذكاء العاطفي

تُعد مهارة الذكاء العاطفي، من أكثر المهارات المُكتسبة من التدريب الميداني، لأنه يوفر للمتدربين بيئة تمكنهم من التفاعل مع بعضهم البعض في المواقف اليومية، وعندما يحدث هذا التفاعل، يتعلم كل متدرب كيفية فهم عواطفه وإدارتها، وكيفية ضبط النفس في المواقف الصعبة.

كما تشمل مهارة الذكاء العاطفي التي يكتسبها المتدرب من التدريب الميداني، التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم، مما يمكنه من بناء علاقات إيجابية معهم.

8. الإبداع والابتكار

يكتسب المتدرب من التدريب الميداني مهارة الإبداع والابتكار، نظرًا لتفاعله مع مشكلات وتحديات حقيقية تفرض عليه التفكير خارج الصندوق من أجل الوصول إلى حلول إبداعية تساعد على معالجة المشكلات بكفاءة.

ومن الأسباب الأخرى التي تجعل المتدرب قادرًا على تعزيز مهارة الإبداع لديه، احتكاكه بشكل مباشر مع مدربين محترفين يملكون تلك المهارة، فيتعلم منهم كيفية التفكير بطريقة غير تقليدية.

إيجابيات التدريب الميداني

  • يتيح التدريب الميداني بناء علاقات فعّالة بين المتدربين وبعضهم البعض، وبينهم وبين المدربين.
  • يساهم التدريب الميداني في تعليم المتدربين كيفية القيام بالمهام دون ارتكاب أخطاء.
  • يوفر التدريب الميداني معلومات حول التقنيات المُتبعة من قِبل الإدارة في حل المشكلات، وهو ما يستفيد منه المتدربين في مهامهم الوظيفية.
  • يُعد التدريب الميداني منخفض التكلفة بالنسبة لأساليب تدريب أخرى، لأنه يسمح بمشاركة عدد كبير من المتدربين، يجتمعون في نفس المكان ويستخدمون نفس المواد.
  • يُعد التدريب الميداني وسيلة للتطور المهني، لأن المتدربين يكتسبون من خلاله المزيد من المهارات والمعارف.
  • يساعد على تحقيق الرضا الوظيفي، لأنه يدل على اهتمام المنظمة بتطوير مهارات موظفيها.
  • من نتائجه تأهيل موظفين متمرسين قادرين على القيام بالأدوار الوظيفية بحرفية عالية.

سلبيات التدريب الميداني

على الرغم من الإيجابيات العديدة للتدريب الميداني، وتعدد الفوائد التي تعود على المتدربين والمنظمات على حد سواء؛ إلا أن هناك عدة سلبيات قد تحد من فعالية التدريب، وهي تشمل ما يلي:

1. ضعف التأقلم مع بيئة التدريب

في حال تنفيذ التدريب الميداني خارج مقر المنظمة؛ فقد لا يستطيع الموظفون تأهيل أنفسهم وفقًا للمتطلبات العملية للمنظمة، نظرًا لافتقارهم بيئة العمل التي اعتادوا عليها، وبالتالي عدم قدرتهم على التفاعل مع بيئة التدريب بشكل فعال.

2. عدم تأهيل بيئة التدريب

قد يجد المتدربون صعوبة في تطبيق المعارف النظرية التي اكتسبوها، إذا كانت بيئة التدريب غير ملائمة، من حيث نقص الموارد والتجهيزات اللازمة، وعدم التنظيم، وعدم الالتزام بمعايير السلامة، مما يؤثر على جودة وفعالية تجربة التدريب.

3. عدم توافق المهام مع التخصص

في بعض الأحيان، يتم تكليف المتدربين بمهام خارج نطاق وظائفهم، الأمر الذي يجعل التدريب غير مجديًا بشكل كامل، ولا يستطيعون تحقيق الهدف الأساسي منه.

4. قلة تنوع المهام

الكثير من برامج التدريب الميداني تركز على تدريب المتدربين على مهام محدودة، فيجد المتدرب نفسه أنه يقوم بنفس المهام بشكل متكرر، مما يعيقه عن اكتساب المهارات التي يحتاج إليها من القيام بمهام متنوعة ومختلفة عن التي اعتاد عليها.

5. ارتفاع التكاليف

في بعض الأحيان، لا تتكفل المنظمات التي تنظم التدريب الميداني بجميع التكاليف، فقد لا توفر سوى تكاليف الموارد والمدربين فقط، دون أن تخصص جزءً من ميزانية التدريب لانتقالات وسكن المتدربين، مما يمثل عبئًا ماليًا على المتدربين.

الصعوبات التي واجهتني في التدريب الميداني

هناك العديد من الصعوبات التي تواجه التدريب الميداني وتعيقه عن تحقيق أهدافه وهي:

1. عدم كفاية التدريب

وهي من أبرز معوقات التدريب الميداني، فقد لا يكون البرنامج التدريبي كافيًا لتلبية احتياجات المتدربين، وبالتالي تقل جدواه، فقد تكون هناك العديد من الموضوعات التي لا تتضمن الأساليب الكافية التي تساعد على تطوير المهارات، وهناك موضوعات أخرى تحتاج إلى أكثر من الوقت المحدد لها حتى يتم شرحها بشكل وافي.

ولحل هذه المشكلة، يجب التعرف على احتياجات المتدربين ومجالات التحسين لديهم، ومن ثم تصميم البرنامج التدريبي بشكل جيد، والتأكد من أنه شامل ومُعد لمعالجة أي قصور لدى المتدربين.

2. ضعف التواصل

يقوم التدريب الميداني على التواصل بين المتدربين، وبينهم وبين المدربين، وأحيانًا قد يجد بعضهم صعوبة في التواصل، وبالتالي لا يستطيع المتدربين التعاون مع بعضهم البعض وبالتالي ينشأ سوء الفهم، كما لا يتلقون التغذية الراجعة اللازمة من المدربين من أجل تحسين أدائهم، مما يحد من فعالية التدريب.

 ولحل هذه المشكلة، يجب تشجيع التواصل المفتوح بين المتدربين وبعضهم البعض، وبينهم وبين المدربين، من خلال وضوح الأهداف والتوقعات، والعمل على تعزيز التعاون والعمل الجماعي، لإزالة أي حواجز خلال التدريب.

3. مقاومة التغيير

لن يصبح التدريب الميداني فعالًا إذ لم يتقبل الموظفين فكرة تعلم مهارات ومعارف جديدة، والتكيف مع التغيرات التي تطرأ على الصناعة، وبالتالي لا فائدة من التدريب إذا كان المتدربون مقاومون للتغيير، نتيجة مواجهة بيئات جديدة وأساليب عمل مختلفة، وعدم استعدادهم لتبني استراتيجيات عمل جديدة، وعدم قدرتهم على فهم الغرض من التدريب.

ولحل هذه المشكلة، يجب تشجيع الموظفين على تقبل برنامج التدريب، وإقناعهم بمدى فعاليته في تطويرهم الوظيفي، مع إشراكهم في تصميم التدريب وتقديمه.

4. صعوبة التكيف مع بيئة التدريب

قد يجد البعض صعوبة في التكيف مع بيئة التدريب الميداني، خاصة إذا تم تنفيذه خارج مقر المنظمة، وهو ما يقلل من تأثيره الإيجابي على المتدربين، إذ يشعر المتدرب بالقلق وعدم الراحة لأنه انتقل إلى بيئة عمل جديدة، كما يواجه صعوبات في فهم الثقافة التنظيمية لبيئة العمل الجديدة، فلا يكون قادرًا على الاندماج مع زملائه المتدربين.

ولحل هذه المشكلة، لا بد من تقديم الدعم اللازم للموظفين، من أجل تشجيعهم على التكيف مع بيئة التدريب، ومن ثم تحقيق أقصى استفادة من التدريب الميداني.

5. قلة الوقت والموارد

قد لا يجدي التدريب الميداني نفعًا ما لم يكن مزودًا بالوقت والموارد والمعدات الكافية لتصميم وتنفيذ وتقييم برامج التدريب، مما يؤدي إلى تقديم محتوى تدريبي قديم أو غير ذي صلة، وبالتالي سوف يجد المتدرب أنه يهدر وقته وطاقته في تدريب لا يعود عليه بالنفع.

ولحل هذه المشكلة، لا بد من رصد ميزانية مخصصة لتنفيذ التدريب الميداني، وتوفير جميع الموارد المادية والبشرية لتنفيذه بكفاءة، مع إمكانية الاستفادة من المنصات عبر الإنترنت في إنشاء محتوى تدريبي مميز وفعال.

6. ساعات التدريب الطويلة

في بعض الأحيان، قد يستغرق التدريب الميداني عدد كبير من الساعات، من أجل تدريب المتدربين على تنفيذ المعارف النظرية عمليًا بشكل فعال، مما يتسبب في شعورهم بالإجهاد، وبالتالي يركزون على الانتهاء من المهام دون الاهتمام بالتعلم واكتساب المهارات.

ولحل هذه المشكلة، لا بد من تحديد مواعيد بدء ونهاية كل جلسة من جلسات التدريب الميداني، على ألا تزيد مدة الجلسة عن ساعتين على الأكثر، حتى يحصل المتدربين على الراحة الكافية التي تمكنهم من التركيز في التدريب.

7. نقص التوجيه والإشراف

دومًا ما يحتاج المتدربين خلال جلسات التدريب الميداني إلى إشراف ومتابعة مستمرين، حتى يتسنى لهم تعلم كيفية تنفيذ المهام بكفاءة دون أخطاء، وفي بعض الأحيان لا يعمل المشرفون على توجيه المتدربين، مما يشعرهم بصعوبة في إتمام بعض المهام الصعبة بمفردهم، وبالتالي يجدون أنهم لم يستفيدوا من التدريب.

ولحل هذه المشكلة، لا بد من التأكد من متابعة المشرفين المتدربين بشكل مستمر، وتقديم التوجيه لهم عند تنفيذ المهام، لضمان فعالية التدريب.

أهمية وفوائد التدريب الميداني:

تتمثل فوائد التدريب الميداني بالنسبة للموظفين والمؤسسات فيما يلي:

1- تشجيع بناء الفريق

تتيح جلسات التدريب الميداني للموظفين الفرصة للتواصل الاجتماعي والتشاور مع بعضهم البعض حول التدريب أو أي أمور أخرى، وهو ما يحفز من العمل الجماعي ويساعد على بناء الفريق وتكوين علاقات حميمية.

2- تلقي التدريب في الوقت الفعلي

خلال التدريب الميداني، يصبح الموظفين مجبرين على تلقي التدريب في الوقت الفعلي، فلا يكون لديهم مجالًا لمتابعة التدريب في وقت لاحق، فيزداد نشاطهم وتزداد مشاركتهم في التدريب، وهو ما يعزز من فعالية التدريب في صقل مهارات المتدربين.

3- تطبيق التدريب في المهام الوظيفية

تُعد المشاركة النشطة من أبرز سمات التدريب الميداني، فهذا التدريب يتيح فرصة للتلاعب بالمعدات ومهارات التدريب والمشاركة في التدريبات الواقعية، وبعد تلقي المتدربين الجلسات التي تعتمد على تنفيذ المعارف النظرية بشكل عملي، يمكنهم تطبيق ما تعلموه في أدوارهم الوظيفية، وهو ما يفيد على وجه الخصوص الموظفين الذين يعملون في صناعات تقنية.

4- سهولة قياس الفهم والمشاركة

من فوائد التدريب الميداني للمدربين، أنه يوفر لهم  فكرة جيدة عن تلقي المشاركين للمعلومات، إذ يستطيعون معرفة من استفاد من التدريب ومن لم يستفد منه، من خلال لغة الجسد الخاصة بالمتدربين.

وخلال التدريب الميداني، يمكن للمدربين التجول في الموقع ومراقبة مستوى المشاركة والحماس وفهم المحتوى، وهو ما يمكنهم من سد أي ثغرات في الفهم.

5- ضمان أمن البيانات

تستفيد الشركات من التدريب الميداني في تعزيز أمن بياناتها، لأن جميع البيانات المتداولة داخل التدريب تتم مشاركتها داخل الموقع فقط، وبالتالي يتم تقاسم البيانات التنظيمية الحساسة أو السرية مع الحد الأدنى من المخاطر.

6- إجراء تقييمات عملية

يساعد التدريب الميداني على إجراء التقييمات والتدريب في وقت واحد لتوفير الوقت والتكاليف، كما يحصل المتدربين على تعليقات فورية من المدربين حول أدائهم، وهو ما يمكنهم من تطوير مهاراتهم في الوقت الفعلي.

7- تعزيز الاحتفاظ بالمعلومات

عندما يتدرب المتدربين ميدانيًا، تزداد فرص احتفاظهم بالمعلومات التي يتلقونها خلال التدريب، لأنهم يتمكنون من إكمال المهام بأنفسهم، ويحصلون على ردود أفعال فورية، وبالتالي يطبقون ما تعلمونه في التدريب على النحو الأمثل.

أساليب التدريب الميداني:

تتعدد الأساليب المُتبعة عند تنفيذ برامج التدريب الميداني، وتشمل ما يلي:

1. التدريب العملي

وفيه يطبق المتدربون المعارف التي اكتسبوها من خلال قيامهم بمهام عملية في البيئة الواقعية، تساعد على تطوير مهاراتهم العملية.

2. التدريب التعاوني

وفيه يتم تقسيم المتدربين إلى فرق صغيرة، ويقوم كل فريق بأداء مجموعة من المهام المحددة، وهو ما يفيد في زيادة التعاون والاتصال بين المتدربين.

3. التدريب التفاعلي

وفيه يُكلف المتدربين بالاشتراك في أنشطة عملية تزيد من تفاعلهم مع موضوع التدريب، وتعزز من تجربتهم التدريبية.

4. التدريب القائم على المشروع

يعتمد هذا الأسلوب على تكليف المتدربين بتنفيذ مشروع ما، يطبقون فيه المعارف والمهارات التي اكتسبوها خلال التدريب.

5. التدريب القائم على المحاكاة

وفيه يتم محاكاة بيئة العمل الواقعية، من خلال إعداد بيئة التدريب لتحاكي بيئة العمل، ثم يوضع المتدربين فيها، من أجل مواجهة المشكلات التي يمكن أن تظهر في الواقع.

اسفيد الآن من عروض الجمعة البيضاء على الدورات المعتمدة من بكة في مجال تخصصك بخصومات تصل إلى 70%. اسفد من العرض عن طريق هذا الرابط.

معايير التدريب المهني:

تستخدم الشركات عدة معايير لقياس ما إذا كانت برامجها التدريبية الميدانية فعالة أم لا، وتشمل تلك المعايير ما يلي:

1- قياس اكتساب المعرفة

يمكن التحقق مما إذا كان المتدربين قد اكتسبوا المعرفة بالفعل من خلال إجراء تقييم ما بعد الدورة التدريبية، إذ أن إكمال المتدربين للتدريب ليس مقياسًا لاستيعابهم كل شيء.

وللتأكد من اكتساب المعرفة، يمكن إجراء اختبارًا بناءً على الدورة التدريبية، وبعد فترة يُرسل نفس الاختبار مرة أخرى ثم تُقارن النتائج من أجل قياس قدرة الموظفين على الاحتفاظ بالمعلومات التي تعلموها.

2- التوافق مع احتياجات التدريب

يصبح التدريب الميداني مفيدًا إذا تماشى محتواه مع ما يحتاجه المتعلمون للقيام بوظائفهم بشكل أفضل، لذلك يمكن تقييم التدريب باستخدام تحليل الاحتياجات التدريبية لقياس نتائجه مقابل المهارات التي كان يحتاج الموظفين إلى تعلمها.

3- قياس الرضا الوظيفي

بعد الانتهاء من التدريب، يمكن قياس مدى رضا الموظفين عن الدورة التدريبية التي خضعوا لها، وذلك من خلال إجراء استطلاعات تدور أسئلتها حول الأدوات والتقنيات المطلوبة للقيام بالعمل بشكل أفضل، والمهارات غير المُستغلة في الوقت الحالي.

4- ملاحظة نتائج التدريب

يهدف التدريب الميداني بشكل أساسي إلى تحسين مهارات الموظفين عند قيامهم بمهامهم الوظيفية، لذلك يمكن قياس نتائج التدريب من خلال ملاحظة مدى تطبيق الموظفين المعارف التي اكتسبوها في التدريب على أدوارهم.

5- مراقبة عائدة الاستثمار

من معايير تقييم التدريب الميداني، هو تقييم عائد الاستثمار، أي إثبات الفائدة التجارية للتدريب للمديرين التنفيذيين، ومدى تأثير هذا التدريب على الميزانية الخاصة بالمؤسسة.

مراحل التدريب الميداني:

تمر عملية التدريب الميداني بعدة مراحل أساسية وهي:

1. مرحلة التخطيط

في هذه المرحلة، يقوم المدرب بتحديد أهداف التدريب الميداني، وما هي المهارات التي يجب أن يكتسبها المتدربين من هذا التدريب.

2. مرحلة التنظيم

بعد تحديد الأهداف من التدريب، يجب تنظيم الدورة التدريبية الميدانية، إذ يتحدد مكانها وزمانها، وما هي الموارد المطلوبة لتنفيذها.

3. مرحلة التنفيذ

بعد ذلك يتم تنفيذ برنامج التدريب الميداني، إذ يقوم المشرفين والمدربين بتعلم المتدربين المهارات المطلوب اكتسابها بشكل عملي.

4. مرحلة التقييم

وهي المرحلة التي تأتي بعد انتهاء التدريب الميداني، وفيها يتم التأكد من مدى نجاح التدريب في تحقيق أهدافه، عن طريق تقييم أداء المتدربين وقدراتهم على تطبيق ما تعلمونه عمليًا.

5. مرحلة التحليل

وهي المرحلة الأخيرة التي تُستخلص فيها نتائج التدريب ويتم تحليلها، ويُستفاد من هذا التحليل في تطوير الدورات التدريبية الميدانية مستقبلًا.

تقرير التدريب الميداني:

تقرير التدريب الميداني هو الوثيقة التي يُعدها المدرب بعد انتهاء التدريب، وهي تشمل الموضوعات التي تمت تغطيتها، ومن حضر التدريب، إلى جانب المشكلات التي ظهرت خلال التدريب، ونتائج التدريب الميداني والتعليقات وأهم التوصيات، ومن خلاله يتم تقييم مدى فعالية التدريب، وما هي مجالات التحسين.

وبعد الانتهاء من كتابة هذا التقرير، يتم رفعه إلى الإدارة العليا، والتي تستخدم تلك النتائج في تطوير البرامج التدريبية المستقبلية، وفي تقييم أداء المدربين وتحديد المجالات التي قد يحتاج فيها المدربون إلى دعم أو تدريب إضافي، والتعرف على أفضل المدربين ومكافآتهم.

أفكار لتطوير التدريب الميداني:

هناك مجموعة من الأفكار التي يمكن تنفيذها من أجل تطوير التدريب الميداني وزيادة فعاليته، وهي كما يلي:

1. توفير معلومات منظمة وواضحة

عند بدء الجلسة التدريبية، يجب إعطاء المتدربين نبذة عن محتوى التدريب، وما هو متوقع منهم، إذ يزداد تركيز المتدربين عندما يحصلوا في بداية التدريب على معلومات واضحة حوله.

2. استخدام طرق مختلفة للتدريس

حتى يصبح التدريب ممتعًا ولا يصيب المتدربين بالملل، يُفضل استخدم العديد من طرق التدريس المختلفة، ومنها شرح المفاهيم بصوت مرتفع، وإشراك المتدربين في الأنشطة العملية.

3. تقديم تعليقات قابلة للتنفيذ

لا يخلو التدريب الميداني من إعطاء المدربين تعليقات للمتدربين حول أدائهم، ولكن يجب أن تكون تلك التعليقات قابلة للتنفيذ، فعند التعليق على القيام بالمهام بشكل خاطئ؛ يجب توضيح الطريقة الصحيحة في تنفيذها، حتى يكون للمتدرب شيئًا يمكنه العمل عليه بالفعل.

4. طرح الأسئلة

خلال تنفيذ التدريب الميداني، يُفضل سؤال المتدربين بشكل دوري حول مدى فهمهم لمحتوى التدريب، قبل الاستمرار في شرحه.

5. منح المتدربين الوقت الكافي

الهدف الأساسي من التدريب الميداني هو اكتساب المتدربين مهارات جديدة تجعلهم يتصرفون في مكان العمل بشكل مختلف، ولكن ذلك لن يحدث بسهولة، نظرًا لحاجة المتدربين إلى المزيد من الوقت لمناقشة المهارات الجديدة وممارستها.

الفرق بين التدريب التعاوني والميداني

يمكن توضيح الفرق بين التدريب التعاوني والتدريب الميداني، من خلال ما يلي:

  • التدريب التعاوني: وهو أسلوب يعتمد على تبادل الموظفون المعارف والخبرات والأفكار مع بعضهم البعض، وبالتالي يستطيعون الاستماع إلى وجهات النظر الأخرى، وإعادة صياغة الأفكار.
  • التدريب الميداني: هو أسلوب تدريبي يعتمد على جمع عدد من المتدربين في بيئة عمل، ويتولى مهمة التدريب مدرب لديه الخبرة الكافية لتعليم المتدربين كيفية تطبيق المعارف النظرية بشكل عملي في العالم الحقيقي.

بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:

بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لبكه أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.

تُقدم بكه للتعليم دوراتها بطرق مُبتكرة ومُتطورة، مُستخدمةً أحدث التقنيات التعليمية والتدريبية لضمان تحقيق أقصى استفادة للمتدربين. سواء كانت الدورات مُقدمة وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت، تُركز بكه للتعليم على توفير تجربة تعلم فعّالة ومُثرية.

في الختام، يُعتبر اختيار بكه للتعليم خيارًا موفقًا للمؤسسات التي ترغب في تطوير موظفيها وتحسين أدائهم، بفضل الخبرة الكبيرة والمهنية العالية والتقنيات المُتقدمة التي تُقدمها الشركة في مجال التدريب والتعليم. تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!

تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

الخاتمة:

يمكن تعريف التدريب الميداني بأنه تطبيق عملي للمعرفة والنظريات التي اكتسبها المتدربون في بيئة العمل الحقيقية، مما يتيح لهم اكتساب مهارات متعددة مثل حل المشكلات، التواصل الفعّال، والثقة بالنفس. من خلال هذا النوع من التدريب، يُساعد المدربون المؤهلون والمتدربين على تطوير مهارات التنظيم والمرونة، مما يعزز إنتاجيتهم ويؤهلهم لمواجهة التحديات العملية.

أما بالنسبة لأهداف التدريب الميداني، فهي تتضمن تعزيز معارف المتدربين وتمكينهم من تقييم مهاراتهم الشخصية في سياق عملي، لكن هناك بعض السلبيات مثل صعوبة التكيف مع بيئة التدريب أو عدم ملاءمة المهام الموكلة للمتدربين، مما قد يؤثر سلبًا على التجربة التدريبية ويقلل من فعالية النتائج المرجوة.

وفي الختام، يظل التدريب الميداني بمثابة النافذة التي تكتشف من خلالها ذاتك، وتتعرف منها على قدراتك، وتحدد فيها ملامح مستقبلك، فاسعى للاستفادة من تجربة تدريب ثرية ترضي شغفك وتشبع طموحك، وتؤهلك لمواجهة تحديات العمل.

 

واتساب