لضمان تنفيذ عمليات الأمن السيبراني داخل الشركات والمؤسسات بنجاح يجب اتباع حوكمة الأمن السيبراني، وذلك للتأكد من اتخاذ قرارات حازمة اتجاه مخاطر الأمن السيبراني عن طريق تطبيق الحوكمة الأمنية، والتي تشمل جميع المعلومات والقرارات الخاصة بالمؤسسة. لهذا من الضروري تنظيم العمل داخل المؤسسة والتزام جميع العاملين بها، وذلك لحماية الأصول الرقمية من خطر التهديدات السيبرانية المتزايدة.
ما هي حوكمة الأمن السيبراني؟
حوكمة الأمن السيبراني (Cybersecurity Governance) هي عملية إدارية تشمل على العديد من الإجراءات التي يتم تطبيقها داخل المؤسسات والشركات لتنفيذ عمليات الأمن السيبراني وحماية البيانات والأصول الرقمية والتعرف على طرق استخدامها بشكل أمن. وذلك عن طريق اتباع جميع التدابير الأمنية اللازمة للحماية من الهجمات الإلكترونية. ولهذا يتم توزيع المسؤوليات داخل المؤسسة للحد من المخاطر الأمنية.
وللوصول إلى أهداف الأمن السيبراني اللازمة لحماية المؤسسات من مخاطر الهجمات السيبرانية يجب تطبيق عدة إجراءات وسياسات، بالإضافة إلى تدريب جميع العاملين داخل المؤسسة على كيفية تطبيق تقنيات الأمن السيبراني وإعداد التقارير الدورية.
من المهم أن يتعاون جميع العاملين داخل المؤسسة لتحقيق أهداف الأمن السيبراني، ومنهم فريق الأمن السيبراني، الإدارة التنفيذية، المجلس التنفيذي، الموظفين، وجميع الشركاء. لهذا من الهام إتاحة دراسة دورات إدارة نظم المعلومات المعتمدة لجميع العاملين داخل المؤسسة من خلال منصة بكه.
أهمية الأمن السيبراني
هناك العديد من فوائد تطبيق حوكمة الأمن السيبراني داخل المؤسسات لإدارة المخاطر والتهديدات مع التطور السريع للتقنيات الحديثة، لنجد أن تأثير الأمن السيبراني على الشركات ما يلي:
1- الحد من خطر الهجمات السيبرانية
يساهم تنفيذ أُطر حوكمة الأمن السيبراني في الشركات من السيطرة على الهجمات السيبرانية المحتملة سواء كانت خارجية أو داخلية، وذلك من خلال إدارة المخاطر والتنسيق بين كيفية تطبيق تقنيات تكنولوجيا المعلومات وأهداف المؤسسة.
2- الحفاظ على الأصول الرقمية
يساعد تطبيق استراتيجيات الأمن السيبراني داخل المؤسسات في حماية الأصول الرقمية والمعلومات مثل البنية التحتية الرقمية أو المعلومات المالية أو التجارية أو الشخصية من الاحتيال أو السرقة.
3- إمكانية تطبيق التقنيات الرقمية دون التعرض للمخاطر
يمكن لتطبيق الأمن السيبراني من زيادة القدرة على استخدام التقنيات الرقمية والاعتماد عليها، مما يعزز من الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع.
4- الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية
لحماية المعلومات والبيانات الحساسة المتعلقة بالمؤسسة من الهام الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية، ولهذا فهي تضع بعض العقوبات على المؤسسات التي لا تلتزم بالقوانين الموضوعة بهذا الشأن.
5- تحسين الكفاءة التشغيلية والإنتاجية داخل المؤسسات
عند حماية الأصول الرقمية وتحسينها وتجنب التعرض للهجمات السيبرانية فمن الطبيعي أن تزيد الكفاءة التشغيلية والإنتاجية داخل المؤسسات.
ضوابط الأمن السيبراني
تضم إطار حوكمة الأمن السيبراني العديد من الضوابط، وهي كما يلي:
- وضع السياسات والإجراءات اللازمة داخل الأنظمة والشركات لتطبيق الأمن السيبراني، والتي يمكن من خلالها وضع برامج تدريبية وإدارة المستخدمين ووضع الصلاحيات ونشر الوعي وتنفيذ الأوامر.
- الحرص على عمل عمليات تدقيق ومراجعة بشكل دوري داخل المؤسسات، لتحسين استراتيجيات الأمن السيبراني وتطبيقها بدقة.
- تدريب جميع العاملين داخل المؤسسة على كيفية التعامل مع المخاطر الأمنية، ونشر الوعي بين الموظفين.
- إتاحة التقنيات الحديثة اللازمة للحماية من الهجمات السيبرانية، ومنها البرامج المضادة للفيروسات والتشفير.
- وضع خطة للتعامل مع الأزمات وهجمات الأمن السيبراني.
وأخيرًا، مهم أن تلتزم المؤسسات والشركات بتطبيق حوكمة الأمن السيبراني باستمرار، وذلك للتأكد من حماية الأصول الرقمية وحمايتها من التهديدات السيبرانية. ولهذا يجب على المؤسسات نشر الوعي بين جميع العاملين بأهمية تطبيق أهداف الأمن السيبراني.
اقرأ أيضًا: مبادئ حوكمة تكنولوجيا المعلومات.
مخاطر الأمن السيبراني
تحدي الأمن السيبراني قد يواجه العديد من المخاطر المتوقعة، ومنها:
1- البرمجيات الخبيثة (Malware attack)
تعتبر البرمجيات الخبيثة من أخطر البرامج المدمرة التي تعمل على اختراق الأجهزة والأنظمة وتعطيلها وسرقة البيانات وتلفها. ومن هذه البرمجيات الفيروسات وملفات التجسس وبرامج التهديدات الأمنية وبرامج الفدية وغيرها.
2- هجمات الهندسة الاجتماعية (Social engineering attacks)
وهي من أخطر الهجمات السيبرانية التي تستخدم حيل للإقناع والتلاعب بالأشخاص وخداعهم للحصول على بعض المعلومات الحساسة مثل كلمة المرور أو أي من المعلومات التي يمكن أن تسهل عمليات السرقة والاحتيال. وذلك عن طريق استخدام بعض الوسائل المزيفة مثل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والمواقع الإلكترونية.
3- هجمات سلسلة توريد البرمجيات (Software supply chain attacks)
وهذا النوع يعتبر من أخطر أنواع الهجمات السيبرانية أيضًا، حيث يمكن للمحتالين أن يستغلوا أي ثغرات في البرمجيات للتحكم في الأنظمة المراد السيطرة عليها. ولهذا يلجأ المحتالين إلى وضع برمجيات ضارة في بعض الحزم التي يحملها العملاء من المواقع الموثوقة.
4- التهديدات المستمرة المتقدمة (Advanced persistent threats) (APT)
هي أحد أنواع الهجمات السيبرانية المتطورة، والتي من شأنها أن تستهدف المؤسسات الحكومية والشركات الكبيرة. وذلك عن طريق الدخول إلى أنظمتها وشبكتها الإلكترونية، وذلك بهدف التجسس وسرقة البيانات والمعلومات السرية وتدميرها.
5- هجمات الخدمة الموزعة (DDoS) (Distributed denial of service)
هي من أشهر أنواع الهجمات السيبرانية التي تعمل على تعطيل خدمات الويب والتطبيقات، وذلك عن طريق إرسال بعض الحركات المرورية الكبيرة إلى الخادم، والتي من شأنها أن تتسبب في إعاقة عمله وتعطله، وبالتالي تمنع المستخدمين من الوصول إليه.
اقرأ أيضًا: أنواع الحوكمة.
ما هي الهيئة الوطنية للأمن السيبراني؟
الهئية الوطنية للأمن السيبراني في السعودية تعتبر من أهم الهيئات التي تساهم في حماية الأصول الرقمية من التهديدات السيبرانية المختلفة أثناء التحول الرقمي، حيث تعد هي الجهة المسؤولة عن تطوير الإجراءات والسياسات والتقنيات وتنفيذها لحماية الأصول الرقمية في الدولة. ويشمل دورها الأساسي على ما يلي:
- التعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنظمات الأخرى التي تعمل في مجال الأمن السيبراني.
- تقييم المخاطر السيبرانية المحتملة، ووضع استراتيجيات للتعامل معها.
- تطوير تقنيات حماية الأصول الرقمية والأمن السيبراني.
- نشر الوعي بأهمية الأمن السيبراني بين المستخدمين.