يتميز التدريب التعاوني بقدرته على بناء ثقافة تعلم مشتركة، وتعزيز مهارات التواصل والعمل الجماعي، مما يؤدي إلى تحسين الاحتفاظ بالمعلومات وزيادة الرضا الوظيفي. وبالرغم من فوائده العديدة، فإنه قد يواجه بعض التحديات مثل عدم ملاءمة بعض الاستراتيجيات لموظفين معينين، مما يتطلب تكيفًا مناسبًا لضمان تحقيق أقصى استفادة من التدريب.
عندما تخطط لبناء مستقبل مشرق لمؤسستك وتحقيق الأهداف التي وضعتها منذ البداية، فإن التدريب التعاوني هو وسيلة لرسم طريقًا جديدًا لريادة المؤسسة، لأنه يخلق البيئة التي يتبادل فيها الموظفون الخبرات في جو يسوده التعلم المستمر والابتكار، مما يجعلهم أكثر استعدادًا لمواجهة التغيرات السريعة في عالم العمل، ومشاركون أساسيون في نجاح المؤسسة، فإذا كنت تسعى للاستفادة منه، تابع معنا هذا المقال الذي يوضح لك تعريف التدريب التعاوني وأهميته واستراتيجياته والمهارات المُكتسبة منه وإيجابياته وسلبياته.
ما هو التدريب التعاوني:
يشير مفهوم التدريب التعاوني إلى المنهجية التي تُتبع داخل المؤسسات في تدريب الموظفين، وتعتمد على تقسيم الموظفين إلى مجموعات، تجمع بين الموظفين ذوي الخبرة والموظفين الجدد، أو تجمع بين الموظفين من أقسام مختلفة، يتبادلون فيها معارفهم وخبراتهم، ويستفيدون من مهاراتهم وأفكارهم ومعارفهم.
ومن خلال هذا التدريب، يكتسب الموظفون فهمًا أفضل كمجموعة مما يفعلون كأفراد، لأنهم يستمعون إلى وجهات النظر، ومن ثم يعيدون صياغة الأفكار، مما يجعل هذا الأسلوب من التدريب في المنظمات فعالًا للغاية.
وتتبنى المؤسسات أسلوب التدريب التعاوني من أجل تطوير مهارات ومعارف الموظفين، وأيضًا لتعزيز العمل الجماعي بينهم، إيمانًا منها بالدور الكبير الذي يلعبه التعاون في نجاح مكان العمل وفوائده الجمة التي تعود على الموظفين والمؤسسات، إذ أنه يساهم في الحفاظ على بيئة عمل متماسكة ويزيد من إنتاجية الموظفين، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على إنتاجية المؤسسة ككل.
استفد من التدريب على أيدي أفضل الخبراء والمتخصصين من خلال دورات بكه التي تؤهلك للحصول على شهادات مهنية تمكنك من تحقيق تطورًا ملموسًا في مسيرتك المهنية.
أهمية التدريب التعاوني:
يسهم التدريب التعاوني في بناء ثقافة تعلم مشتركة وتعزيز مهارات الموظفين، مما يقلل الحاجة للتدريب الرسمي ويزيد من احتفاظهم بالمعلومات. كما يعزز من العمل الجماعي ويزيد من إشراك الموظفين، مما يؤدي إلى بيئة عمل إيجابية ورضا وظيفي أعلى.
1- بناء ثقافة التعلم
يلعب التدريب التعاوني دورًا فعالًا في خلق ثقافة تعلم مشتركة في مكان العمل، لأنه ينطوي على التعاون المستمر بين أعضاء الفريق، وتبادل الخبرات والتعلم مع بعضهم البعض ومن بعضهم البعض.
ويصبح التعليم جزءًا أساسيًا من بيئة العمل، عندما تشجع المؤسسات عقد مثل تلك البرامج التدريبية التي تفتح المجال أمام الموظفين تطوير مهاراتهم في حل المشكلات بطريقة إبداعية، من أجل تعزيز قدرتهم على مواكبة التغيرات السريعة في بيئة العمل.
2- تعزيز مهارات ومعارف الموظفين
يساعد التدريب التعاوني على تعزيز مهارات ومعارف الموظفين، كما أنهم يتعلمون من بعضهم البعض مهارات جديدة، وهو ما يقلل من الحاجة إلى التدريب الرسمي، مع تشجيع الموظفين على الارتقاء بمهاراتهم باستمرار.
وتنطوي جلسات التدريب التعاوني على تبادل المتدربين الأفكار والمعارف، مما يتيح لكل متدرب الاستفادة من خبرات المتدرب الآخر، وهو ما ينعكس بالإيجاب على مستوى الأداء في العمل.
3- تحسين الاحتفاظ بالمعلومات
يُصنف التدريب التعاوني بأنه من أساليب التدريب النشطة، إذ يزيد من احتفاظ الموظفين بالمعلومات التي يتبادلونها خلاله، لأنه قائمًا على الدورات التي ينشئها زملاء العمل، فيستمتع الموظفون بتجربة تدريبية أكثر انخراطًا تسمح لهم بالتفاعل مع المعلومات وطرح الأسئلة واقتراح التعليقات.
ويتيح التدريب التعاوني للموظفين بدمج المهارات والمعارف الجديدة التي تعلمونها في مهامهم اليومية، مما يعزز من قدرتهم على الاحتفاظ بها على المدى الطويل.
4- تحسين العمل الجماعي
يساعد التدريب التعاوني على تكوين علاقات جديدة بين الموظفين المتدربين وإيجاد طرق للعمل معًا، فيصبح العمل الجماعي بينهم أكثر قوة لأنهم يستخدمون نقاط قوة بعضهم البعض.
كما يتعلم الموظفين من خلال هذا النوع من التدريب كيفية التحدث بشكل مثمر مع بعضهم البعض، ويساعد هذا التواصل على تعزيز العمل الجماعي الفعال.
5- زيادة إشراك الموظفين
عندما يتعلم الموظفين من بعضهم البعض ويعملون بشكل تعاوني، فإن ذلك يساعد على خلق بيئة صحية، ويبني ثقافة عمل إيجابية، لأنه ينطوي على زيادة إشراك الموظفين، وهو ما تظهر آثاره الإيجابية في تحقيق الرضا الوظيفي والاحتفاظ بالموظفين على المدى الطويل.
كما أن الشعور بالرضا الوظيفي في هذه الحالة ينبع من استمرار الموظفين في الحصول على فرصة لتعلم مهارات جديدة، وبالتالي يصبحون حريصين على مواصلة التعلم والنمو.
6- اكتساب الثقة
قد يجد بعض الموظفين أن التحدث في مجموعة صغيرة هو أفضل وأكثر راحة لهم من مخاطبة حشد كبير من الناس، وبالتالي تُعد جلسات التدريب التعاوني التي يعبر فيها الموظفون عن أفكارهم ويطرحون الأسئلة، بمثابة التي تمكن الموظفين من اكتساب الثقة.
وفي جلسات التدريب التعاوني، يجد المتدربون فرصة تطبيق المهارات الجديدة التي تعلمونها، هو ما يزيد من ثقتهم في قدراتهم وفي مهاراتهم الوظيفية.
7- تطوير التفكير النقدي
من أبرز الفوائد التي تعود على المتدربين المشاركين في التدريب التعاوني، تطوير مهارة التفكير النقدي لديهم، لأن هذا التدريب يجمع بين أشخاص من خلفيات ثقافية وطرق تفكير مختلفة، وبالتالي يكتسبون من بعضهم البعض مهارات التفكير النقدي، ويدركون أن الجمع بين أفكار المجموعة معًا يمكن أن يحقق نجاحًا أكبر من كل شخص يعمل بشكل فردي في مهمة ما.
8- سد الفجوة بين النظرية والممارسة
من خلال المشاركة في التدريب التعاوني، يمكن للموظفين تطبيق معارفهم النظرية بشكل مباشر في السيناريوهات العملية، ومساعدتهم على تطوير فهم أعمق للمفاهيم وتعزيز مهاراتهم في حل المشكلات، وهو ما يساعد على سد الفجوة بين المعارف النظرية والممارسات العملية.
9- تحسين الأداء والإنتاجية
يتحسن أداء الموظفين عند الالتحاق بالتدريب التعاوني، نتيجة اكتساب مهارات جديدة وتعلم أساليب عمل مختلفة، مما يؤدي إلى زيادة إنتاجيتهم في العمل، ومن ثم زيادة إنتاجية المؤسسة وزيادة فرصتها في البقاء قادرة على المنافسة والابتكار في صناعتها.
10- توفير التكاليف
يُعد التدريب التعاوني من أنواع التدريب التي يتم تنفيذها داخل المؤسسة، مما يؤدي إلى توفير الكثير من تكاليف التدريب الخارجي، وبالتالي تتمكن المؤسسة من توجيه مواردها المالية لأغراض أخرى.
اقرأ أيضًا: أهمية وفوائد تدريب الموظفين.
المهارات المكتسبة من التدريب التعاوني:
يساعد التدريب التعاوني المتدربين على اكتساب مجموعة متنوعة من المهارات، بما في ذلك القدرة على حل المشكلات، والانفتاح على الأفكار المختلفة، وتعزيز مهارات التواصل والتنظيم. كما يعزز التدريب مهارات العمل الجماعي، والذكاء العاطفي، والتفكير النقدي، وصنع القرار، مما يُعدّ أساسًا لتطوير الأداء الوظيفي.
وتفصيل ذلك فيما يلي:
1- القدرة على حل المشكلات
يفيد التدريب التعاوني في تعزيز قدرة المتدربين على حل المشكلات، لأن استراتيجياته تنطوي على طرح مشكلة ما ومحاولة إيجاد حلول لها، وبالتالي يتم تدريب المتدربين على التفكير في المشكلات بشكل نقدي من خلال البحث عن أسبابها وجمع المعلومات حولها، والنظر في مختلف الخيارات المتاحة، من أجل تحديد أفضل حل لها.
2- الانفتاح
تُعد مهارة الانفتاح من أبرز المهارات المُكتسبة من التدريب التعاوني، ويعني الاستعداد للنظر في الأفكار والآراء المختلفة وتقبلها، لأن هذا التدريب يجمع بين أشخاص ذوي أفكار ووجهات نظر مختلفة. ويعتمد أسلوب التدريب التعاوني بشكل أساسي على تبادل الآراء والأفكار ووجهات النظر والتي تختلف بالطبع من كل موظف لآخر، وهذا التنوع يقود المتدربين للاتفاق حول أفكار جديدة ومبتكرة.
3- التواصل
يساعد التدريب التعاوني على تعزيز مهارات التواصل لدى المتدربين، لأنه يعتمد على تعامل المتدربين مع بعضهم البعض عند إجراء مناقشات يتبادلون فيها الأفكار والآراء ويقدمون تعليقات واضحة وموجزة. وتشمل مهارات التواصل التي يعززها التدريب التعاوني: الاستماع النشط، التواصل اللفظي، التواصل المكتوب، فهم لغة الجسد.
وخلال التدريب التعاوني، يتمكن كل متدرب من التعبير عن أفكاره وآرائه ووجهة نظره بوضوح، مما يعزز من مهارة التواصل لديه مع الآخرين.
4- التنظيم
يكتسب المتدربين مهارة التنظيم من خلال التدريب التعاوني، لأنه يفرض عليهم تنفيذ مجموعة من المهام في وقت محدد، مما يجعلهم يحددون أولويات تلك المهام حتى لا يفوتون المواعيد النهائية.
ويتعلم المتدربون في التدريب التعاوني كيقية إدارة الوقت والموارد وتنسيق المهام مع بعضهم البعض، وبالتالي ينجحون في تنظيم أعمالهم بشكل أكثر كفاءة.
5- العمل الجماعي
يتعلم المتدربون في التدريب التعاوني كيف يعملون معًا بشكل جماعي عند مناقشة الأفكار حول موضوع ما، أو عند تكليفهم بتنفيذ مشروع بشكل عملي.
وفي التدريب التعاوني، تتطور مهارات العمل ضمن فريق لدى المشاركين نتيجة تعلمهم كيفية توزيع المهام والتواصل بشكل فعال، مما يساهم في خلق بيئة عمل قائمة على التعاون.
6- الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على إدارة المشاعر والتحكم فيها مع فهم مشاعر الآخرين أيضًا، وهي مهارة يعززها التدريب التعاوني لأنه ينطوي على إشراك موظفين من أقسام مختلفة أو متعددي الخبرات وجهًا لوجه، ومن ثم يتيح تفاعل المتدربين مع بعضهم البعض، وبالتالي يدرك كل منهم ما يشعر به الآخرون.
ويتعلم المتدربون في التدريب التعاوني، التعاطف مع زملائهم وتقديم الدعم اللازم لهم، وكيفية إدارة مشاعرهم، وهو ما يمكنهم من بناء علاقات إيجابية وصحية.
7- التفكير النقدي
ينمي التدريب التعاوني من مهارة التفكير النقدي، لأنه يسمح بفهم الحالات ومعالجتها استنادًا إلى المعلومات والآراء التي يطرحها المتدربون خلال التدريب.
وعندما تُعرض على المتدربين مشكلة ما، يتعلمون كيفية تحليلها من عدة زوايا، ومناقشة الأفكار مع بعضهم البعض، وطرح الحلول ونقدها بشكل بناء، وهو ما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على فهم عميق للمعلومات المتاحة.
8- صنع القرار
خلال جلسات التدريب التعاوني، يتم طرح المعلومات ووجهات النظر المتعددة، وهو ما يمكّن من التفكير بموضوعية وموازنة الخيارات المختلفة، ومن ثم اتخاذ القرارات المستنيرة.
وعندما يتبادل المتدربون الأفكار والآراء خلال التدريب التعاوني، يتمكنون من تقييم تبعات كل قرار بشكل جماعي، حتى يستقروا على أفضل حل، مما يطور لديهم مهارة صنع القرار.
9- المرونة والتكيف
خلال التدريب التعاوني، قد يتعرض المتدربين لتغيرات سواء في أساليب التدريب أو الفرق أو المهام المطلوبة، ويمكن أن يتعرضوا لتحديات وظروف جديدة، الأمر الذي يعلمهم كيفية الاستجابة لتلك التغييرات بشكل فعال، والتكيف مع أي موقف جديد قد يطرأ فجأة، وهو ما ينعكس في أدوارهم الوظيفية، إذ يصبحوا أكثر مرونة واستعدادًا لمواجهة مختلف ظروف العمل.
10- الابتكار والإبداع
تُعد مهارة الابتكار والإبداع من أبرز المهارات المُكتسبة من التدريب التعاوني، إذ تتطور هذه المهارة نتيجة طرح الأفكار أو الاقتراحات التي تلهم فكرة جديدة وخلاقة من أعضاء الفريق الآخرين، ومن ثم تتحسن مهارة التفكير الإبداعي لدى المتدربين عند مزج وجهات النظر من مختلف الشخصيات، وينعكس ذلك بالإيجاب على أدائهم العام في العمل، إذ ينجحون في طرح أفكارًا مبتكرة للمنتجات أو الخدمات، أو حلول خارج الصندوق للمشكلات.
تقدم بكه مجموعة من الدورات التدريية المعتمدة في مختلف التخصصات، والتي يمكنك الاستفادة منها في تطوير مهاراتك التقنية والحصول على شهادات معترف بها عالميًا.
ايجابيات التدريب التعاوني
للتدريب التعاوني العديد من الإيجابيات بالنسبة للموظفين والمؤسسات وهي:
1- خلق مهارات تفكير عالية
يساعد التدريب التعاوني على خلق مهارات تفكير عالية، إذ لا يستطيع المتدربين معرفة كيفية مساعدة بعضهم البعض ما لم يجتمعوا سويًا، وهو ما يجعلهم يستخدمون مهارات التفكير عالية المستوى حتى يتمكنوا من التعرف على الفجوات الموجودة بينهم وكيف يمكن سدها.
2- تعزيز المساءلة
يساهم في خلق أشكالًا جديدة من المسؤولية الفردية، لأن كل متدرب يحمل نفسه المسؤولية أمام المجموعة حتى يمكن تحقيق أفضل نتيجة ممكنة، كما يتحمل كل متدرب مسؤولية تنفيذ المهام المُكلف بها خلال التدريب على النحو الأمثل والتعلم منها.
3- زيادة المشاركة
يزيد التدريب التعاوني من إشراك الموظفين، ومن ثم يؤدي إلى خلق بيئة تدريب تعاونية، كما أنه ينطوي على تبادل الأفكار والآراء التي تؤخذ في الاعتبار، مما يعزز من شعور المتدربين بقيمة آرائهم وأفكارهم، فيزداد تفاعلهم واندماجهم سواء في التدريب أو العمل.
4- إرساء المساواة
من خلال التدريب التعاوني يشعر المتدربين بقيمة آرائهم ومساهماتهم، إذ يحق لكل متدرب التعبير عن آرائه وأفكاره، وهذا يخلق شكلاً من أشكال المساواة التي لا يوفرها التدريب الفردي.
5- تطوير المهارات الاجتماعية
يتيح للمتدربين التفاعل مع بعضهم البعض وتطوير المهارات الاجتماعية، أبرزها التعاون والعمل الجماعي والذكاء العاطفي والتواصل والاستماع النشط، وهي المهارات المطلوبة بشدة في مختلف بيئات العمل من أجل زيادة الإنتاجية.
6- التنوع في طرق حل المشكلات
من مميزات التدريب التعاوني، أنه يتيح التنوع في الطرق المُستخدمة في حل المشكلات، فعندما تُطرح مشكلة ما، يشارك كل متدرب بمدخلاته وآرائه، مما يوفر عدد كبير من الحلول يتم اختيار الأفضل منها وفقًا للنتائج المتوقعة وللوقت والموارد المتاحة.
سلبيات التدريب التعاوني
على الرغم من تعدد إيجابيات التدريب التعاوني والفوائد التي تعود على الموظفين والمؤسسات؛ إلا أن هناك بعض السلبيات الخاصة بهذا النوع من التدريب، وتشمل ما يلي:
1- عدم مواءمة أسلوب التدريب مع المتدربين
في بعض الأحيان، قد لا تناسب إحدى استراتيجيات التدريب التعاوني بعض أو جميع المتدربين، مما يحد من فائدة التدريب، ويحدث ذلك نتيجة تصميم برنامج التدريب دون مراعاة تفضيلات واحتياجات المتدربين.
2- زيادة أعداد المتدربين
تلجأ بعض المؤسسات إلى حشد أعداد كبيرة من المتدربين في برامج التدريب التعاوني من أجل توفير الوقت والتكاليف، دون تقسيم المتدربين إلى مجموعات، وبالتالي فإن وجود عدد كبير من المتدربين في مكان التدريب قد يؤدي إلى تشتيت تركيز البعض.
3- اختلاف المهام عن التخصصات
قد تنطوي بعض الاستراتيجيات على تكليف المتدربين بمهام غير مجدية لوظائفهم أي ليس لها علاقة بطبيعة المهام التي يؤدونها في العمل، وبالتالي لا يستفيدون من التدريب بالكامل.
4- تكليف المتدربين بالتدريب
يضع التدريب التعاوني على المتدربين مسؤولية تدريب أقرانهم، وقد لا يكون البعض مؤهلًا للقيام بهذه المسؤولية، نظرًا لعدم وجود الخبرة الكافية، وبالتالي يعيق ذلك استفادة الجميع من التدريب.
5- التفاوت في المعارف والمهارات
يعتمد التدريب التعاوني على ضم مجموعة من الموظفين المتفاوتين من حيث المعارف والمهارات، وبالتالي يصبح التدريب غير ملاءم لقدرات الجميع، مما يُشعر البعض بالإحباط ويؤثر على استفادته من التدريب.
استراتيجيات التدريب التعاوني:
تتعدد الاستراتيجيات المُستخدمة في تنفيذ برامج التدريب التعاوني والتي تساعد على زيادة التعلم والمشاركة إلى أقصى حد من خلال تمكين الموظفين من مساعدة بعضهم البعض طوال رحلة التدريب، وهي كما يلي:
1- تدريب الأقران
تعتمد هذه الاستراتيجية على ذهاب الموظفين إلى أقرانهم لمعرفة المزيد عن صناعتهم وتعزيز مهاراتهم، وفي المقابل يقوم الأقران بإنشاء محتوى تعليمي لزملائهم أعضاء الفريق، من أجل مشاركة معارفهم معهم.
ويفيد تدريب الأقران في أنه يجعل تجربة التعلم أكثر ثراءً، فمن خلاله يستطيع أي موظف لديه خبرة في موضوع ما، الاستفادة من هذه الخبرة في إنشاء دورة تدريبية حول الموضوع، مما يساعد على سد الثغرات المعرفية داخل المنظمة.
وما يميز استراتيجية تدريب الأقران أنها فعالة من حيث التكلفة، إذ تغني المنظمة عن الاستعانة بخبير خارجي، لأنها تعتمد على خبرائها الداخليين، كما أنها تسمح لأعضاء الفريق بتولي مناصب قيادية، وذلك عندما يراجع أعضاء الفريق عمل زملائهم للتأكد من أنهم يقدمون منتجات عالية الجودة.
2- محادثات الفضول
محادثات الفضول هي عبارة عن اجتماعات غير رسمية يجتمع فيها الموظف مع نظيره أو مع عضو في فريق القيادة، يطرح عليه أسئلة حول مساره، وتجربته اليومية، وكيف أحرز تقدمًا مهنيًا، وتسمح تلك الاجتماعات بتدفق الأفكار ويمكن أن تثير أفكارًا جديدة حول طرق التقدم المهني.
ومن مميزات هذه الاستراتيجية، أنها تجمع بين الموظفين من مختلف الأقسام معًا، وتساعد في تعزيز التواصل والتعاون والتعاطف بينهم، وتُعد فرصة لاكتشاف ما تنطوي عليه الوظيفة والعقلية التي يمكن الاسترشاد بها.
3- العمل المشترك الافتراضي
تنطوي هذه الاستراتيجية على تنفيذ جلسات عمل مشتركة منتظمة بشكل أسبوعي أو شهري، تجمع بين فرق العمل التي تعمل عن بُعد، يتبادل فيها أعضاء الفرق الأفكار ووجهات النظر، ويتفاعلون مع بعضهم البعض عبر ورش العمل الافتراضية أو المنتديات. وتفيد استراتيجية العمل المشترك الافتراضي في أنها تساعد الموظفين على فهم أهداف الشركة والخطوات المقررة لتحقيقها بشكل صحيح، والحفاظ على تركيزهم ومشاركة الأفكار والشعور بالاتصال، كما تقلل من شعورهم بالعزلة وتجعلهم أكثر سعادة وإنتاجية، وبالتالي يزداد شعورهم بالرضا الوظيفي.
4- التفكير المشترك
في هذه الاستراتيجية، يطرح القائد سؤالًا أو مشكلة يفكر فيها الموظفون لمدة خمس دقائق، ثم يُقسم الموظفين إلى مجموعات تتكون كل مجموعة من اثنين من الموظفين، ويقومون بتنفيذ خطوات وهي التفكير والعصف الذهني لموضوع ما والاقتران، وفي نهاية الجلسة يناقشون أفكارهم وإجاباتهم ككل.
وتمنح استراتيجية التفكير المشترك الاجتماعات في مكان العمل نهجًا منظمًا من خلال تقسيمها إلى مراحل، وعندما يتبادل الموظفون أفكارًا جديدة، فإن ذلك يدفعهم إلى التفكير النقدي. ومن المميزات الأخرى لهذه الاستراتيجية، أنها تقلل من قلق الموظفين لأنهم يشعرون باستعداد أفضل بعد فحص أفكارهم مع زملائهم.
5- طريقة البانوراما
وهي نهج تدريبي ينطوي على تقسيم الموظفين إلى مجموعات، كل مجموعة مكونة من 6 أو 8 موظفين، ويقوم كل موظف في المجموعة بتحديد موضوعًا معينًا للتركيز عليه في غضون إطار زمني معين، ثم تجتمع المجموعة مرة أخرى في وقت محدد، حتى يتمكن كل موظف من مشاركة خبرته في الموضوع الخاص به، ومن ثم تعليم الأعضاء الآخرين.
ومن مميزات استراتيجية البانوراما أنها تعمل على خلق بيئة من التطوير الذاتي، وتساعد على تعزيز التعاون وفكرة النجاح الجماعي بين الموظفين، وتحسين مهارات التواصل وحل المشكلات.
6- استعراضات الأقران
وفي هذه الاستراتيجية، يُكلف المدير أو قائد الفريق أعضاء الفريق بمراجعة المهام التي يكملها زملائهم، وبالتالي يتعلم الموظفون الكثير من خلال الحصول على تعليقات من أشخاص غير مديرهم.
كما تفيد استراتيجية استعراضات الأقران في أنها تسمح للموظفين في وضع أنفسهم في دور تدريبي، ومن ثم يفكرون بشكل نقدي في كيفية شرح العمل الذي يقومون به والتعامل معه، كما أنها تمنحهم الفرصة لتبادل المعرفة والتعلم من أساليب بعضهم البعض.
7- فرق تدريب الموظفين
تنطوي هذه الاستراتيجية على مشاركة أقسام أو فرق مختلفة في الشركة في تدريب فرق أخرى على عملياتها ومسؤولياتها الوظيفية، وبالتالي يتعلم أعضاء الفريق الكثير حول المعارف الأساسية اللازمة لإنجاز المشاريع، ويتمكنوا من جمع المعرفة الكافية من الإدارات الأخرى ليصبحوا محترفين في وظائفهم.
وتمتاز استراتيجية فرق تدريب الموظفين بأنها تشجع التفاعل الإيجابي في مكان العمل، وتعمل على خلق مناخًا تعاونيًا بما يضمن استمرار تركيز أعضاء الفريق على تحقيق الأهداف التنظيمية.
8- مجتمعات التعلم التعاونية
تقوم هذه الاستراتيجية على إعطاء الأولوية للتواصل المفتوح والسماح لأعضاء الفريق بالمشاركة والتعلم في وقت واحد، مع وضع هدف لكل مجموعة لوضع خطة عمل، وبالتالي فهي توفر بيئة تساعد على تعزيز التعلم في مكان العمل بانتظام.
ومن المميزات الأخرى لاستراتيجية مجتمعات التعلم التعاونية، أنها تساهم في تعزيز التعاون، لأن كل مجموعة تضم أعضاء الفريق بمهارات ونقاط قوة ونقاط ضعف وتفضيلات مختلفة، يتشاركون جميعًا بالأفكار ويعملون على تحسينها.
9- مجموعة حل المشكلات
وهي من استراتيجيات التدريب التعاوني التي تساعد على تعزيز التعاون والتواصل الإيجابي بين الموظفين، وفيها يتم تكليف الموظفين بإيجاد حل لمشكلة ما أو إكمال مشروع خلال فترة زمنية محددة، والذين يقومون بدورهم بتقسيم المشكلة إلى أجزاء، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات فيما بينهم.
ولنجاح استراتيجية مجموعة حل المشكلات، لا بد من امتلاك كل متدرب فهمًا كافيًا للعملية لإيجاد حلول لمشكلة ما أو إكمال المشروع.
تمتاز دورات بكه بأنها تُقدم وفقًا لأحدث ممارسات التدريب، مما يضمن لك الحصول على تجربة تدريب ثرية تصقل معارفك وتطور مهاراتك.
أهداف التدريب التعاوني:
تسعى المنظمات عبر برامج التدريب التعاوني لتحقيق مجموعة من الأهداف وهي:
- إتاحة الفرصة للموظفين للتعامل مع بعضهم البعض وزيادة التعاون بينهم، من أجل تطوير المهارات الجماعية في العمل، وهي التعاون والتواصل وحل المشكلات.
- تهيئة بيئة عمل إيجابية تساعد على تقبل المتدربين الآراء والأفكار المختلفة، مما يؤدي إلى تعزيز الاحترام المتبادل بين الموظفين، وتقوية العلاقات المهنية والشخصية بينهم.
- مساعدة المتدربين على اكتشاف نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم، من خلال تقييمات الأداء سواء من المشرفين أو من الأقران، بما يمكنهم من تحسين أدائهم.
- تعزيز روح الفريق داخل المنظمة، وهو ما يؤدي إلى تحسين جودة الأداء وزيادة الإنتاجية وزيادة الرضا الوظيفي.
- بناء علاقات قوية وفعالة بين الموظفين، وتعزيز الاحترام المتبادل بينهم، من أجل خلق بيئة عمل إيجابية تنعكس على أدائهم بالإيجاب.
- تشجيع الموظفين على طرح أفكارهم وآرائهم وتجاربهم، وهو ما يؤدي إلى توليد أفكار مبتكرة وتحفيز الابتكار والإبداع.
- تزويد الموظفين بالمهارات اللازمة التي تتطلبها مهامهم الوظيفية، من أجل تأهيلهم للقيام بتلك المهام على أفضل ما يكون.
جهات التدريب التعاوني:
هناك العديد من الجهات التي تقدم برامج التدريب التعاوني بالمملكة العربية السعودية وهي:
- المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
- مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
- شركة أرامكو.
- البنك الأهلي السعودي.
- الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا).
- بنك البلاد.
- بنك ساب.
- منصة تعاوني.
الفرق بين التدريب التعاوني والميداني:
يختلف التدريب التعاوني عن التدريب الميداني فيما يلي:
وجه المقارنة |
التدريب التعاوني |
التدريب الميداني |
التعريف |
هو التدريب الذي يجمع بين الموظفين من أجل تعليم بعضهم البعض المهارات والمعارف المختلفة، إذ ينطوي على عقد مناقشات بينهم، يتبادلون خلالها مختلف الآراء ووجهات النظر والأفكار |
هو التدريب الذي يتم في بيئة العمل الحقيقية أو بيئة تحاكيها، إذ يتعلم المتدربون مجموعة من المهارات الفنية لتأدية المهام الوظيفية، بإشراف من مدرب ذو خبرة وكفاءة |
الهدف |
يركز على تطوير المهارات الناعمة، مثل التواصل والتعاون والعمل الجماعي والذكاء العاطفي. |
يركز على تطوير المهارات الصعبة للموظفين لاكتساب الخبرة المطلوبة. |
مكان التدريب |
غالبًا ما يتم تنظيمه داخل المؤسسة وتحت إشرافها. |
يتم تنفيذه في ميادين العمل الواقعية، أو المواقع التي تحتاج خبرة مهنية. |
أسلوب التدريب |
يعتمد على عقد جلسات جماعية بين المتدربين للاستفادة من مهارات وخبرات بعضهم البعض باستخدام استراتيجيات متعددة. |
يركز على تعليم المتدربين كيفية تنفيذ المهام والعمليات بشكل عملي، من خلال القيام بمهام حقيقية. |
الإطار الزمني |
هو تدريب قصير المدى يُحدد له عدد جلسات أو ورش محدد. |
قد يستغرق وقتًا أطول يمكن أن يصل إلى أسابيع أو أشهر، وفقًا لمجال التدريب. |
بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:
بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لبكه أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.
في بكه للتعليم، يُمكن توفير مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تُعنى بتحسين مهارات الموظفين في مختلف المجالات، مثل القيادة، والإدارة، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات المهمة. كما يُمكن للمؤسسات الاستفادة من الدورات التدريبية المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الفريدة.
في الختام، يُعتبر اختيار بكه للتعليم خيارًا موفقًا للمؤسسات التي ترغب في تطوير موظفيها وتحسين أدائهم، بفضل الخبرة الكبيرة والمهنية العالية والتقنيات المُتقدمة التي تُقدمها الشركة في مجال التدريب والتعليم.تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!
تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات ادارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
وختامًا، فإن التدريب التعاوني يُعد طريقة فعالة للاستثمار في قوتك العاملة، لأنه يفتح لهم الباب لإخراج طاقاتهم واكتشاف ذواتهم وإحياء إبداعهم وإشباع فضولهم وتحقيق شغفهم، وبالتالي إمدادهم بالقوة التي تمكنهم من مشاركتك في تحقيق أهداف مؤسستك، فاحرص على أن يكون التميز هو عنوان هذه الرحلة التي تحتاج إلى دعمك لتنتهي بنجاح.