اكتساب المهارات القيادية، لا يعني بالضرورة الاكتفاء بها، أو أنها لا تحتاج إلى تطوير، فتطوير والمهارات القيادية وتنميتها يفيد على المدى الطويل، بالنسبة لصاحبها وللشركة.
معنى تنمية وتطوير المهارات القيادية
تنمية وتطوير المهارات القيادية تعني تعزيز القدرات التي يحتاجها الأفراد في مختلف المراحل المهنية ليتمكنوا من توجيه الفرق واتخاذ القرارات بشكل فعّال. بغض النظر عن المرحلة التي يمر بها الشخص في حياته المهنية، فإن تطوير هذه المهارات يعزز فرص النجاح.
- للمبتدئين: تطوير المهارات القيادية مبكرًا يساعد في إبراز إمكانياتهم كقادة، مما يمكّنهم من المنافسة على المناصب العليا سريعًا.
- للقادة الجدد: يحتاج القائد الذي تمت ترقيته حديثًا إلى تنمية مهاراته حتى يتمكن من أداء واجباته بفعالية وتحقيق الأهداف.
- لقادة الشركات الناشئة: تطوير المهارات القيادية يُعتبر حاسمًا لنجاح الشركات الناشئة، إذ يمكّن القائد من توجيه فريقه بشكل فعال لتحقيق الإنتاجية والنمو.
طرق تطوير المهارات القيادية:
لتطوير المهارات القيادية، يمكن اتباع عدة استراتيجيات أساسية، مثل تحديد نقاط القوة والضعف من خلال تقييم الذات والحصول على آراء الآخرين، والالتحاق بدورات تدريبية متخصصة في القيادة والإدارة لتزويد المهارات اللازمة. تعلم المهارات الصعبة المتعلقة بالعمل، كالتحليل المالي وإدارة المشاريع، هو أمر ضروري، بالإضافة إلى الاستعانة بمرشد موثوق لتقديم التوجيه والمشورة.
كما أن تحديد الأهداف الواضحة وقابلة للقياس، والاعتراف بالأخطاء والتعلم منها، تعد من الخطوات المهمة لتطوير الذات. أخيرًا، يجب ممارسة الانضباط، تحمل المزيد من المسؤوليات، تعزيز مهارات التواصل، وتمكين الفريق لتطوير بيئة عمل منتجة وفعالة.
نتناولها بالتفصيل فيما يلي:
1- تحديد نقاط القوة والضعف
تعتمد تنمية الإمكانيات بشكل أساسي على تحديد نقاط القوة والضعف، ومن الممكن الاستعانة بآراء الآخرين في إبراز تلك النقاط، لأنه ليس من السهل على الإنسان أن يكون موضوعيًا عندما يتطلب الأمر تقييم ذاته.
وتتمثل أهمية هذا التقييم في أنه يساعد على فهم النفس بشكل أفضل، وإدراك كيفية تحقيق أقصى استفادة من المواهب والإيجابيات.
2- الالتحاق بدورات تدريبية في الإدارة والقيادة
وهي من أفضل الطرق التي تعين على تعزيز المهارات القيادية، تلك الدورات التدريبية المتاحة عبر الإنترنت، يمكنها تزويد المتدرب بالمعارف والمهارات اللازمة التي تساعده على أن يصبح قائدًا فعالًا.
وتتعدد الدورات التدريبية المتاحة في مجال الإدارة والقيادة، ويُفضل الالتحاق بدورة تدريبية مُعتمدة، لأن الشهادات التي تصدرها الجهات المُقدمة للدورة، تفيد بأن حاملها لديه المهارات اللازمة التي تؤهله ليكون قائدًا، وهو ما يساعد على التطوير الوظيفي بشكل كبير.
وتؤهلك منصة بكه للحصول على دورات تدريبية مُعتمدة في مجال الإدارة مثل:
3- تعلم المهارات الصعبة
بات من الضروري تعلم المهارات الفنية الصعبة المتعلقة بمجال العمل، والتي تساعد على تعزيز المهارات القيادية.
فإدارة المشاريع وإدارة العقود والتحليل المالي على سبيل المثال، كلها مهارات فنية صعبة يتعين على من يرغب في تطوير مهاراته القيادية الإلمام بها، وإذ لم يكن متأكدًا من عدم اتصال تلك المهارات بمجال العمل؛ فيمكنه الاستعانة برأي رئيسه في العمل لتوجيهه.
وتقدم منصة بكه دورات تدريبية مُعتمدة من جهات عالمية في مجال إدارة المشاريع.
4- الاستعانة بمرشد
من الضروري الاستعانة بمرشد يقدم التوجيه والدعم والمشورة، ويساعد على فهم الذات والأهداف بشكل أفضل.
ويجب أن يكون هذا المرشد ممتلكًا للخبرة والكفاءة والصدق، للتأكد من أنه سيعطي ملاحظات ونصائح بناءة، ويُفضل الشعور بالراحة خلال التعامل معه.
5- تحديد الأهداف
حتى تكون قائدًا فعالًا؛ يجب أن يكون لديك رؤية واضحة لأهدافك، فعليك أن تبدأ بالتفكير فيما ترغب في تحقيقه على المدى القصير والطويل، ثم تضع خطة تتضمن أهدافًا محددة قابلة للقياس والتحقيق، ومُحددة زمنيًا.
وعند قيامك بتحديد الأهداف، عليك مراعاة قدرات ومهارات أفراد فريقك، والتي يجب أن تتناسب مع أهدافك، كما يجب أن تناسب تلك الأهداف الاستراتيجية العامة للمؤسسة.
وبعدما تحدد أهدافك الاستراتيجية التي ستتبعها؛ أخبر فريقك بذلك، واخلق داخلهم الحافز للعمل من أجل تحقيق هدف مشترك.
6- الاعتراف بالفشل
من سمات القيادي الناجح الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه في العمل، والذي أدى إلى فشله في مهمة ما أو عدة مهام، فهذا الاعتراف هو الذي سيساعده على التعلم من الأخطاء.
والتفكير في الأخطاء والتعلم منها، هو بداية الانطلاق نحو تحقيق نتائج أفضل، كما أنه ينم عن تحمل المسؤولية، وهو ما يبني الثقة والمصداقية مع أفراد الفريق.
7- ممارسة الانضباط
النجاح في القيادة يحتاج إلى الانضباط، فعليك أن تبدأ بتطبيق هذا العنصر في حياتك الشخصية، وبالتالي ستطبقه في حياتك المهنية.
فالحكم على قدرات القائد الفعّال يعتمد على مدى انضباطه في العمل، والذي ينعكس بالطبع على أداء أفراد الفريق، لأنهم تعلموا كيف يكونوا منضبطين في عملهم.
8- تحمل المزيد من المسؤوليات
لا يمكن تطوير المهارات القيادية دون التعود على تحمل المزيد من المسؤوليات، وذلك من خلال القيام بمهام ليست ضمن قائمة المهام الوظيفية المطلوبة، فذلك هو سبيل تعلم أشياء جديدة، واكتساب ثقة المديرين التنفيذيين في شخص أخذ زمام المبادرة.
9- الاستماع الجيد والتواصل
حتى تطور من مهاراتك القيادية، عليك أن تتمتع بمهارة التواصل والاستماع الجيد، لأنك إذ لم تعتمد على هذه المهارة في عملك؛ فلن تتمكن من التعرف على تعليقات الآخرين وأعضاء الفريق بشأن المشاريع التي يعملون عليها.
وعليك إدراك أن التواصل لا يكون لفظيًا فقط؛ بل يشتمل أيضًا على لغة الجسد والإيماءات، التي يتعين عليك الإلمام بها لتفهم الناس بحق.
10- تمكين أفراد الفريق
احرص دائمًا على معرفة قيمة أفراد فريقك، فإذا ظهر منهم من يمتلكون أفكارًا مُنتجة؛ شجع الآخرين على التعلم منهم.
وإذا طرح عليك أحد أعضاء الفريق فكرة جديدة؛ شجعه ودعم فكرته وساعده على تنفيذها، لأن ذلك سيزيد من ثقته بذاته، وكذلك ثقة الآخرين بأنفسهم وقدراتهم.
أهمية المهارات القيادية
تحتاج جميع المنظمات على اختلاف أنواعها إلى قادة لديهم القدرة على توجيه الآخرين وتحفيزهم لخلق بيئة مواتية للنجاح، ومن ثم تحقيق أهداف المنظمة، وتتجلى أهمية المهارات القيادية في النقاط التالية:
- اكتساب المهارات القيادية يسهل من تواصل الأفراد داخل مكان العمل، وهو ما يعمل على خلق بيئة جيدة، تُشعر الجميع بالراحة في أعمالهم ومشاركة أفكارهم.
- مهارات القيادة التي يتحلى بها القائد تعزز من إبداع الموظفين وترفع من معنوياتهم، لإدراكهم أنهم يعملون مع إدارة قوية وحكيمة.
- امتلاك القائد للمهارات القيادية يُشعر الموظفين بالتقدير، وهو ما ينعكس بالإيجاب على إنتاجيتهم.
- القائد الفعّال يحقق أقصى استفادة من فريقه، لأنه يضمن أن الجميع يعمل من أجل تحقيق نفس الأهداف.
- المهارات القيادية ضرورية من أجل تقليل الأخطاء في مكان العمل، فالقدرة على تحديد المشكلات المحُتملة في وقت مبكر، يُجنب وقوع أخطاء مُكلفة.
- القائد الناجح يمثل القدوة في نظر أفراد فريقه، إذ يرونه نموذجًا يُحتذى به، فيحرصون على أن يسيروا على نهجه في العمل.
- القائد الفعال يمتلك رؤية قوية توجه منظمته لتحقيق أهدافها، ويعبر عن هذه الرؤية بطريقة تحفز الآخرين على اتباعها.
اختبار المهارات القيادية
إن تولي أحد الأشخاص زمام الإدارة في مجال ما؛ لا يعني بالضرورة أنه قائدًا فعالًا، لذلك يمكن التحقق من مدى امتلاك المهارات القيادية المطلوبة من خلال هذا الاختبار.
الخاتمة:
تنمية المهارات القيادية تتعلق بتعزيز القدرات الضرورية لتوجيه الفرق واتخاذ القرارات بفعالية في مختلف المراحل المهنية. سواء كان الفرد مبتدئًا في مسيرته المهنية أو قد تولى حديثًا منصبًا قياديًا، فإن تطوير هذه المهارات يساهم في تحقيق النجاح والارتقاء. كما أن قادة الشركات الناشئة بحاجة ماسة لتطوير مهاراتهم القيادية لضمان إنتاجية الفريق ونمو الشركة.
طرق تطوير المهارات القيادية تشمل تحديد نقاط القوة والضعف من خلال تقييم الذات والحصول على آراء الآخرين، إضافة إلى الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة في القيادة والإدارة. كما أن اكتساب المهارات الفنية المتعلقة بالعمل، مثل إدارة المشاريع والتحليل المالي، والاستعانة بمرشد للتوجيه يعد أمرًا ضروريًا. يتطلب النجاح في القيادة أيضًا تحديد أهداف واضحة، ممارسة الانضباط، وتحمل المزيد من المسؤوليات، إلى جانب تحسين مهارات التواصل وتمكين أفراد الفريق.
استعرضنا من خلال هذا المقال ما هي المهارات القيادية، وكيفية تطويرها، ومدى أهميتها، وكيف يمكن التحقق من امتلاكها.