مع تسارع التحولات الرقمية والتكنولوجية، تتطلب وظائف المستقبل مهارات جديدة مثل التفكير التحليلي، الإبداع، وحل المشكلات المعقدة. سيتعين على الأفراد إتقان استخدام التكنولوجيا المتقدمة، كالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، مع تعزيز مهارات التواصل والذكاء العاطفي للتكيف مع بيئات عمل متنوعة ومتغيرة. الإبداع والابتكار سيكونان جوهر المنافسة، حيث ستزداد الحاجة إلى حلول خارجة عن المألوف لمواكبة التطورات السريعة. بهذا، يصبح التعلم المستمر وتطوير المهارات ركيزة أساسية للاستعداد لمستقبل العمل.
لعل أكثر تساؤل يتبادر على أذهان الكثير هو ما هي مهارات المستقبل ، إذ يشهد سوق العمل في الوقت الحالي تغيرات سريعة بشكل غير مسبوق، تلك التغيرات التي تحتاج إلى التمتع بمهارات تختلف عن مهارات اليوم وحتى أمس، وذلك لكي تستعد لأهم وظائف المستقبل.
الأمر الذي جعل المنتدى الاقتصادي العالمي، يصدر تقريرًا يؤكد فيه أن أكثر من ثلث المهارات التي يُعتقد أنها ضرورية اليوم؛ ستحتاج في غضون 5 سنوات إلى اتخاذ خطوات للاستعداد لمستقبل العمل، ومن خلال السطور التالية نوضح أهم المهارات المطلوبة لوظائف المستقبل.
ما هي مهارات المستقبل:
مهارات المستقبل هي المهارات المطلوبة في المستقبل بناء على المعطيات المتوفر واستشراف المستقبل وفقًا لتلك المعطيات. والتطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم حاليًا بشكل متزايد، أوجبت على من يريد أن يضمن مكانًا مميزًا في سوق العمل، ضرورة تطوير مهاراته المهمة للنجاح في مكان العمل بالمستقبل.
والكثير من المهارات الصعبة التي اكتسبها البعض، قد يكون عفا عليها الزمن بعد مرور عام أو عامين فقط من الاعتماد عليها، وذلك نتيجة الكم الهائل من الموضوعات الجديدة والمجالات العلمية المستجدة يومًا بعد آخر، ولذلك فنسبة كبيرة من الوظائف الموجودة الآن لم تكن موجودة سابقًا، وخلال السنوات المُقبلة، لن تكون هناك حاجة لما يقرب من 60% من الوظائف الحالية، وبالتالي أصبح التعلم وتطوير المهارات هو السبيل الوحيد لضمان الحصول على فرص عمل جيدة.
والجدير بالذكر، أن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في يناير 2020، أكد على أن نصف جميع الموظفين على مستوى العالم، سيحتاجون إلى تعلم مهارات أساسية جديدة، ليكونوا مؤهلين للوظائف المستقبلية.
ومن أهم المهارات المطلوبة في المستقبل ما يلي:
1- مهارة استخدام التكنولوجيا
شهدت السنوات الأخيرة تسارعًا كبيرًا في التغيرات الرقمية والتكنولوجية، والتي اشتملت على تقنيات مُبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والربوتات وغيرها، كما أن المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير، قد ذكر أننا على وشك الدخول في ثورة صناعية رابعة، تغير من الطريقة التي نعيش بها ونتفاعل مع بعضنا البعض بها، ونعمل بها.
ولأن وظائف الموظفين باتت تنطوي بشكل أساسي على استخدام تلك التقنيات؛ فلا بد من العمل على تطوير مهاراتهم في التعامل معها، وبالأخص علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وفهم المصطلحات للشبكات الاجتماعية وتطبيقات الهاتف المحمول، والتركيز على وجود فريق يجيد التعامل مع التكنولوجيا.
واكتساب تلك المهارات يبدأ بفهم أساسيات التكنولوجيا مثل الأجهزة والبرامج، من أجل تحسين القدرة على تشغيل الأجهزة واستخدام البرامج، فضلًا عن تطوير المهارات الرقمية التي تنطوي على استخدام الإنترنت في البحث عن المعلومات، وإدارة البيانات وتنظيم الملفات.
وفي الوقت الحالي ومستقبلًا، يزداد الطلب على أصحاب المهارات التكنولوجية القادرين على حل المشكلات التقنية، وتطبيق ممارسات الأمن السيبراني لحماية البيانات من التهديدات الإلكترونية.
ويمكن تطوير هذه المهارة عن طريق الالتحاق بدورات في معلومات وعلوم الكمبيوتر، أو حضور ورش العمل التي تركز على أحدث التقنيات.
2- مهارة حل المشكلات
أصبحت القدرة على حل المشكلات من أكثر المهارات المطلوبة حاليًا ومستقبلًا، وتتضمن هذه المهارة 5 مهارات أخرى مطلوبة حتى عام 2025 وهي: التفكير، التفكير التحليلي والابتكار، التفكير والتحليل النقدي، الإبداع، المبادرة.
وتعني هذه المهارة القدرة على حل المشكلات التي لا يستطيع الآخرون حلها، سواء من خلال الأفكار المبتكرة والإبداع، أو عن طريق التحليل الإحصائي الشامل لاكتشاف نقاط الضعف التي تحتاج إلى معالجة.
وتنطوي مهارة حل المشكلات على تحليل المشكلة جيدًا من أجل فهمها، وجمع المعلومات الدقيقة عنها، وتحديد أسبابها الجذرية، وتطوير عدة حلول وتقييمها بعد معرفة تأثير كل حل، ثم اختيار الحل الأمثل ووضع خطة لتنفيذه.
وقد باتت مهارة حل المشكلات المعقدة مطلوبة بشكل متزايد، سواء على المستوى التنظيمي أو الفردي، نتيجة سرعة الحركة في عالم العمل وزيادة تعقيده، فقد باتت الشركات في حاجة مستمرة إلى موظفين يمكنهم تطوير حلول إبداعية من أجل معالجة المشكلات التي تواجهها بشكل يومي.
ويجدر التنويه إلى أن مهارة حل المشكلات والتفكير التحليلي، هي مهارة يطورها الإنسان خلال حياته المهنية، إذ تتطلب الإبداع والمبادرة من خلال اتباع نهج جديد يساعد على النظر إلى المشكلات بصورة مختلفة وعقل أكثر تفتحًا.
3- مهارة الإدارة الذاتية
ارتكاب الأخطاء خلال العمل في المنظومة من الأمور الحتمية، ولكن ما يساعد على تصحيح تلك الأخطاء، هي الإدارة الذاتية، والتي تعني التكيف سريعًا مع المواقف الجديدة، مع الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات، في أسرع وقت ممكن، والقدرة على التحكم في الأفكار والمشاعر والأفعال في مكان العمل.
وتتضمن مهارة الإدارة الذاتية مهارة أخرى وهي المرونة وتحمل الضغط، وهي التي تساعد على العودة سريعًا بعد ارتكاب الأخطاء، والعمل تحت ضغط، ومن ثم تظهر القدرة على التفكير بوضوح، ثم الوصول إلى حلول فعالة.
ولتعزيز هذه المهارة؛ لا بد من القيام بعدة أمور، وهي التأكد من مساعدة أعضاء الفريق لبعضهم البعض، وحثهم على تعلم مهارات معرفية وتحفيزية واجتماعية جديدة، والتأكيد على الجميع أن الخطأ هو جزء من التطور، إلى جانب توصية الموظفين بأفضل طرق التعلم التي تساعدهم على تعزيز مهاراتهم ومن ثم اكتشاف إمكانياتهم كاملة، إضافة إلى تنمية ثقافة التعلم مدى الحياة والبحث بصورة مستمرة عن فرص التعلم، وربط الموظفين بالعمل الذي يساعدهم على تنمية مهاراتهم.
كما أن تطوير مهارة الإدارة الذاتية يتضمن إنشاء أهداف SMART، التي تعني أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنيًا، مع تقييم الأداء الذاتي من أجل تعديل الخطط إذا لزم الأمر.
4- مهارات التواصل والتنسيق
لأن العالم يزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر؛ فقد بات من الضروري اكتساب مهارة التواصل والتنسيق داخل مكان العمل، والمقصود بها اتباع أفضل طريقة لتحقيق التواصل بين فريق العمل، ومع العملاء، وتتضمن هذه المهارة نقل المعلومات الصحيحة إلى الشخص المناسب، وترجمتها بين مختلف الأطراف، وفهم نبرة الصوت ولغة الجسد.
وتشمل مهارات التواصل القدرة على التعبير عن الآراء والأفكار بوضوح، واستخدام نبرة الصوت المناسبة من أجل توصيل الرسالة المطلوبة بشكل فعال، والتواصل الكتابي الفعال من خلال كتابة رسائل واضحة دون غموض أو تعقيد حتى يسهل فهمها.
وبخلاف ما سبق، تشمل مهارات التواصل مهارة الاستماع النشط، التي تعني الاهتمام بما يقوله المتحدث من أجل فهم رسالته بدقة، مع إظهار ذلك عن طريق تدوين الملاحظات وطرح الأسئلة بعد الانتهاء من الحديث.
وكلما كان التواصل في مكان العمل بجميع أشكاله فعالًا؛ سهّل ذلك من التعاون بين الموظفين وبعضهم البعض، وبينهم وبين العملاء، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق التطور الشخصي والمهني.
5- مهارة الإبداع
فالعمل في المستقبل، سيتطلب موظفين مبدعين في المقام الأول، وهي المهارة التي لا يمكن للربوتات منافسة الإنسان فيها، الأمر الذي يحتاج إلى امتلاك طرقًا جديدة في التفكير.
ويتضمن الإبداع القدرة على التفكير في حلول خارج الصندوق، مع استخدام وجهة النظر لرؤية المواقف بشكل مختلف، وهو ما يساعد على تطوير أفكار جديدة وزيادة الكفاءة وإيجاد حلول للمشاكل المعقدة.
وتبرز مهارة الإبداع عند ظهور أي مشكلة، إذ يتم تحليل المشكلة من مختلف الزوايا من أجل فهم أبعادها جيدًا، وتوليد حلولًا مبتكرة لها، مع إنتاج أفكارًا إبداعية يمكن تحويلها إلى مشاريع أو منتجات جديدة لم تظهر من قبل، مما يؤدي إلى إطلاق منتجات أو خدمات تلبي احتياجات السوق.
6- مهارة التنوع والذكاء الثقافي
الغالبية العظمى من أماكن العمل حاليًا، أصبحت تجمع بين الموظفين المختلفين في العرق والثقافة واللغة والعمر والجنس والتوجه الجنسي والمعتقدات السياسية أو الدينية، لذلك لا بد من تطوير مهارة القدرة على استيعاب هذا التنوع، والتكيف مع الآخرين، وهو الأمر الذي يجعل خدمات المؤسسة أكثر شمولًا ونجاحًا.
وقبول التنوع في مكان العمل يؤدي إلى الاستفادة من التنوع في الأفكار ووجهات النظر، ومن ثم تقديم أفكار جديدة وحلول مبتكرة، فضلًا عن أهمية ذلك في زيادة الإنتاجية نظرًا لمساهمة كل فرد بخبرته ومهاراته الخاصة، وفي خلق بيئة عمل قائمة على قبول الاختلافات وخالية من التحيزات، مما يحسن من الروابط بين الموظفين، وينعكس ذلك بالإيجاب على مستويات الأداء والإنتاجية.
كما أن تحسين سمعة العلامة التجارية للشركات يعتمد مدى استيعابها لهذا التنوع، إذ ينجذب ذوي المهارات للعمل في الشركات التي تتبنى التنوع، لأن ذلك دليلًا على التزامها بتطبيق القيم الإنسانية وأبرزها المساواة وعدم التحيز.
7- محو الأمية المالية
من المهارات التي باتت مطلوبة في المستقبل القريب، محو الأمية المالية، والمقصود بها تعلم كيفية بناء الموارد المالية الشخصية، وما هو المقصود بمصطلحات مثل نماذج الأعمال وتمويل الأعمال، وهو ما يُعد ضرورة لا غنى عنها عند التخطيط للمستقبل المالي الشخصي، أو عند تأسيس الشركات، أو إقامة المشاريع.
ومن خلال امتلاك المهارات المالية، يمكن تنفيذ التخطيط المالي الذي يتضمن وضع الميزانية والادخار على المدى الطويل، وإدارة الديون بشكل فعال، واختيار أداة الاستثمار المناسبة، فضلًا عن أهمية تلك المهارات في تحليل البيانات المالية، وإدارة مختلف المخاطر المالية.
ومن الممكن تعزيز المهارات المالية عن طريق الالتحاق بالدورات التدريبية، والاستعانة بنصائح المتخصصين، والمداومة على مراجعة الأوضاع المالية.
8- مهارة التفكير التحليلي
لا غنى في الوقت الحالي ومستقبلًا عن الموظفين القادرين على التفكير بشكل تحليلي لإيجاد حلول. للمشكلات التي يواجهونها خلال العمل، إذ يساعد هذا النوع من التفكير على تصنيف المعلومات إلى مجموعات صغيرة، ومن ثم تفسير البيانات بشكل أفضل، والوصول إلى استنتاجات دقيقة.
ويُستخدم التفكير التحليلي في العمل لاكتشاف الأنماط وتبادل الأفكار وتفسير البيانات ودمج المعلومات الجديدة، ومن ثم اتخاذ القرارات طبقًا للخيارات المتعددة المتاحة، وبعد تحليل التأثيرات المحتملة لكل قرار.
والكثير من الوظائف تتطلب امتلاك هذه المهارة، من أجل البحث وحل المشكلات والتنبؤ بالاتجاهات، ولتطوير هذه المهارة؛ لا بد من بذل الجهد في فهم طريقة عمل الأشياء، وهو ما سيقلل من الوقت المُستغرق في حل المشكلات، كما سيساهم في تحسين صنع القرار وحل المشكلات بشكل فعال، وتعزيز الإبداع من خلال تطوير حلول مبتكرة.
9- مهارة الإلمام بالبيانات
في الوقت الحالي، أصبحت غالبية الشركات تعتمد على البيانات كعنصر هام من عناصر أصولها التجارية، ولذلك فهي تهتم بتعيين الموظفين القادرين على أخذ البيانات واستخدامها بفاعلية.
ولذلك، بات من المهم تنمية مهارة الإلمام بالبيانات، والعمل على استخلاص المعنى منها، وتوصيل الأفكار القائمة عليها إلى الآخرين، وذلك بدلًا من متابعة المعلومات المُقدمة دون التحقق من مدى صحتها.
وتنطوي تلك المهارة على فهم مختلف أنواع البيانات، واستخدام أحدث الأدوات لتحليلها واستخلاص الرؤى منها، وتفسيرها من خلال فهم معنى النتائج والأرقام التي تتضمنها، ثم تقييم جودة تلك البيانات من أجل معرفة مدى دقتها وموثوقيتها، وهو ما يساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة، وتحديد الأسباب الجذرية للمشكلات ووضع حلول فعالة لها.
مهارات المستقبل للمديرين والقادة
على الرغم من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والربوتات يزداد يومًا بعد يوم؛ إلا أن نجاح الحكومات والشركات والمنظمات غير الربحية يتوقف على العديد من العوامل، أبرزها الاستعانة بقادة ذوي مهارات عالية، يستطيعون فهم واستيعاب متطلبات العصر الحالي، ولذلك يتعين على كل قائد من الآن إعداد نفسه للمستقبل إذا أراد أن ينجح في عمله، بصقل مهاراته وتطوير خبراته في مجاله.
ومن المهارات المستقبلية المطلوبة في من يشغلون المناصب القيادية ما يلي:
1- مهارة الذكاء العاطفي
وهي من أهم المهارات التي يحتاج إليها القادة حاليًا وعلى المدى الطويل، إذ تساعد هذه المهارات على التعاطف مع أعضاء الفريق وفهمهم، وحل المشكلات والنزاعات، وتقليل التوتر وتحسين بيئة العمل، وتعزيز هذه المهارة من القدرة على التعاون والعمل الجماعي، وهو ما يساعد على تحقيق أهداف الشركة بشكل أكثر كفاءة.
ويحتاج تحسين مهارة الذكاء العاطفي إلى محاولة الاستماع إلى الآخرين والتواصل معهم، ومعرفة وجهات النظر على اختلافها.
ويمكن القول أن الذكاء العاطفي مهارة متعددة الجوانب، فبخلاف ما سبق، فهي تنطوي على قدرة الفرد على التعرف على مشاعره والسيطرة عليها وإدراك نقاط قوته وضعفه، وهذه القدرة تؤدي بدورها إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين ورؤية الأمور من منظورهم، وبناء علاقات إيجابية وفعالة معهم.
2- مهارة المبادرة
والمقصود بمهارة المبادرة هي قدرة القائد على معرفة مكان وكيفية إجراء التحسينات ووضع خطة لإجراء التحسين، والقيام بمبادرة للمساعدة في تحقيق المزيد من أهداف الشركة، وفي الغالب، فإن القائد الذي يتميز بمهارة المبادرة، يتمتع بمهارات إبداعية مطلوبة في مكان العمل.
كما تنطوي مهارة المبادرة على عرض المساهمة في تنفيذ المهام أو تقديم حلول للمشكلات بشكل استباقي دون انتظار تعليمات أو توجيهات من الآخرين، مما يعكس روح القيادة وتحمل المسؤولية، وعندما يكتسب القائد تلك المهارة؛ تزداد قدرته على التنبؤ بالمشكلات واتخاذ القرارات قبل وقوعها، ويتحمل مسؤولية القرارات التي يتخذها مهما كانت تداعياتها.
ويمكن للقائد ممارسة مهارة المبادرة من خلال طرح أفكاره خلال الاجتماعات أو مع فريق العمل، وهو ما يكسبه سُمعة القائد النشط الباحث دومًا عن حلول والقادر على قيادة ذاته والآخرين.
3- مهارة القيادة والتأثير الاجتماعي
المهارات القيادية من المهارات التي أوصى بها المنتدى الاقتصادي العالمي، هذه المهارة التي تتضمن مهارات ناعمة مثل التعاطف وحل المشكلات واتخاذ القرار، وتحديد الأهداف، وإدارة الوقت، وإخراج أفضل ما في فريق العمل، وهي ضرورية في ظل التعامل المستمر مع زملاء العمل والقادة والعملاء والشركاء الآخرين.
كما تشمل مهارة القيادة القدرة على توجيه الآخرين وتحفيزهم من أجل تقديم أفضل أداء وتحقيق الأهداف المشتركة، والاستماع إلى آراء أعضاء الفريق وفهم احتياجاتهم، والحسم في اتخاذ القرارات، والتفاعل مع المشكلات بشكل إيجابي.
وفي الوقت الحالي، تحتاج المؤسسات إلى التركيز بشدة على تطوير هذه المهارات، حتى بعد ظهور الذكاء الاصطناعي، والذي إذا تمكن من تولى الوظائف والمهام البشرية في بعض المجالات؛ إلا أنه لن يستطع القيام بتلك المهام الإنسانية.
ولاكتساب أو تطوير هذه المهارة؛ يجب التأكد من أن فريق العمل لديه مهارات التواصل المناسبة لعرض الأفكار بطريقة مفهومة للمؤسسة، كما يجب التركيز على تنمية الموظفين لمهاراتهم الناعمة، من خلال منحهم الاستقلالية في إدارة حياتهم المهنية والمشروعات التي يعملوا عليها.
تعلم أهم المهارات الإدارية في دورات معتمدة عدد من المجالات الإارية.
4- مهارة تحقيق الموازنة
من أكثر المهارات المستقبلية المطلوبة في القيادة، هي مهارة القدرة على الموازنة بين العنصر البشري والتقنيات الحديثة، لأن الشركات في المستقبل ستعتمد على القائد الناجح الذي يستطيع إنجاز مهامها على النحو الأمثل بالمزج بين التكنولوجيا واللمسة البشرية، دون تفضيل عنصر على الآخر.
وتتعدد جوانب هذه المهارة وتشمل تحديد أدوار الموظفين في المؤسسة والدعم التكنولوجي الذي يحتاجون إليه، وتوظيف التكنولوجيا بكفاءة من خلال اختيار أفضل الأدوات التقنية التي لا تحل محل العنصر البشري وفي نفس الوقت تساعد على تعزيز الإنتاجية، وتحديد المهام القابلة للأتمتة والأخرى التي تحتاج إلى مهارات بشرية من أجل تنفيذها.
والموازنة بين العنصر البشري والتكنولوجيا تساعد على تحقيق نتائج أفضل مع القليل من الأخطاء، كما تُشعر الموظفين بالتقدير نظرًا لعدم استبدالهم بالأدوات التكنولوجية، وبالتالي يزداد لديهم الشعور بالرضا الوظيفي.
5- مهارة التدريب
والمقصود بها قدرة القائد على منح الاستقلالية لأعضاء الفريق، وتمكينهم من تحقيق الاستفادة المثلى من تلك الاستقلالية.
أي أن مهارة التدريب لا تتضمن إخبار أعضاء الفريق بما يجب عليهم فعله أو كيفية اتخاذ القرارات، ولكنها تعتمد على طرح أسئلة جديدة عليهم تؤكد معرفتهم ومدى ثقتهم في قدراتهم، وهو ما يشجعهم على تقديم إبداعاتهم وحلولهم المُبتكرة.
وتتضمن مهارة التدريب مراعاة الفروق الفردية في الفهم والاستيعاب بين كل موظف وآخر، فالجميع لا يتعلم بنفس الطريقة، والبعض قد يستغرق وقتًا أطول في الفريق عن مجموعة أخرى، وهذا ما يحتاج إلى تقييم من قِبل القائد، ومن ثم ابتكاره طرقًا فعالة لتدريب وتوجيه أعضاء فريقه.
وتتمثل أهمية مهارة التدريب في أنها تساعد على تطوير مهارات الموظفين ومن ثم تحسين أدائهم وتعظيم إنتاجيتهم، من خلال اكتساب معلومات جديدة أو تعلم مهارات مختلفة، فضلًا عن دورها في تمكينهم من تبني أساليب عمل جديدة.
6- مهارة التواصل والاستماع
تُعد مهارة التواصل والاستماع من أكثر المهارات القيادية أهمية حاليًا وفي المستقبل، وتعني تواصل القائد بشكل فعال مع أعضاء فريقه، باعتماده على اختيار الكلمات الصحيحة طوال الوقت، واستخدام لغة بسيطة تساعد على فهم الرسائل بوضوح.
وهذه المهارة تجعل أعضاء الفريق يفهمون القائد بسهولة، كما تحد من وقوع الخلافات نتيجة سوء الفهم، إلى جانب دورها في تعزيز التواصل الإيجابي بين الأعضاء.
ومهارة التواصل والاستماع التي يتميز بها القائد، تساعده على تكوين علاقات قوية سواء مع أعضاء فريقه أو مع زملاءه في العمل بشكل عام، وتساهم في التوصل إلى حلول فعالة لمختلف المشكلات من خلال الاستماع إلى العديد من وجهات النظر، مما يؤدي في النهاية إلى بناء بيئة عمل إيجابية قائمة على التفاهم والاحترام.
7- مهارة الرؤية والتخطيط
جميع المؤسسات تحتاج للنجاح في عملها خلال الوقت الحالي أو مستقبلًا، إلى القائد الذي يمتلك مهارات تخطيط ممتازة ورؤية للمستقبل، إذ يستطيع تصور الخطة، ووضع أهداف واضحة، ومن ثم تصور النتيجة، كما يمكنه الانسحاب من أي مشروع محفوفًا بالمخاطر.
ومن أبرز جوانب تلك المهارة، القدرة على تحديد الأهداف طويلة المدى وقصيرة المدى، وتحليل الفرص والتحديات وتحديد الموارد بكفاءة، ووضع خطوات منظمة من أجل بلوغ الأهداف المحددة، فضلًا عن الالتزام بخطط العمل والجداول الزمنية المحددة مسبقًا.
وتتجلى أهمية مهارة الرؤية والتخطيط في أنها تساعد على تحديد المشكلات قبل حدوثها للاستعداد لها، وتضمن الاستخدام الأمثل للموارد من أجل تحقيق الأهداف بشكل أكثر كفاءة، كما أن القائد الذي يمتلك رؤية واضحة ينال ثقة الفريق والإدارة العليا للمؤسسة.
تعلم مع بكه واستعد للمستقبل الوظيفي:
حتى لا تكون ممن عجزوا عن اقتناص فرص عمل جيدة في المستقبل القريب؛ عليك بالتعلم المستمر ليكون بالنسبة لك عادة، تعمل من خلالها على تطوير مهاراتك وزيادة خبراتك، ولن يحدث ذلك إلا بتخصيص وقتًا معينًا في اليوم أو حتى في الأسبوع تتعلم فيه أشياء جديدة، سواء بقراءة الكتب أو حضور ورش العمل أو المؤتمرات، أو الالتحاق بالدورات التدريبية المتوفرة عبر المنصات الإلكترونية.
وتقدم منصة بكه مجموعة من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجالات عدة وهي:
- إدارة المشاريع.
- الموارد البشرية.
- تحليل الأعمال.
- حوكمة نظم المعلومات وإدارة الخدمات.
- إدارة التغيير.
- إدارة الجودة.
- تحول الأعمال.
- سلاسل الإمداد والإنتاج والخدمات اللوجيستية.
الخاتمة:
مع تسارع التحولات في سوق العمل نتيجة للتقدم التكنولوجي، تتطلب وظائف المستقبل مهارات جديدة تختلف عن تلك المطلوبة اليوم. وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، ستتغير أكثر من ثلث المهارات الحالية في غضون خمس سنوات. لذلك، يجب على الأفراد تطوير مهارات مثل استخدام التكنولوجيا، التفكير التحليلي، والإبداع لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة وتعقيدات سوق العمل المتزايدة.
ومن أبرز المهارات المطلوبة هي القدرة على حل المشكلات المعقدة والإدارة الذاتية، بالإضافة إلى مهارات التواصل والتنسيق داخل فرق العمل المتنوعة ثقافيًا. كما سيزداد الطلب على الذكاء العاطفي والقيادة، حيث سيكون النجاح مرتبطًا بالقدرة على المزج بين التقنية واللمسة البشرية. للتأقلم مع هذه التغيرات، يصبح التعلم المستمر وتطوير المهارات ضرورة لا غنى عنها.
تناولنا في هذا المقال أهم المهارات المطلوبة في المستقبل للموظفين والقادة، من أجل مواكبة متطلبات العصر الحالي، والتطورات التكنولوجية المتلاحقة التي يشهدها.