عناصر وخصائص التخطيط الاستراتيجي تتضمن الإطار الزمني الطويل، المشاركة الشاملة للموظفين، التنسيق بين البيئتين الداخلية والخارجية، المرونة، واعتبار مصلحة المنظمة. أما أهميته فتظهر في تطوير ميزانية التشغيل، إظهار الخبرة الإدارية، وتعزيز التواصل، وزيادة الأرباح، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وخلق الإحساس بالمسؤولية، واتخاذ قرارات حكيمة.
تتعدد خصائص عناصر التخطيط الاستراتيجي، هذه العملية التي تستعين بها مختلف المنظمات بهدف تطوير أساليب العمل داخلها، إضافة إلى تقييم تأثيرها على مختلف الأعمال التجارية، وهو ما يعين على تحديد أولوياتها التنظيمية، ومن ثم إجراء تعديلات على أهدافها الحالية، ويتميز التخطيط الاستراتيجي بمجموعة من الخصائص نوضحها تفصيليًا من خلال السطور التالية.
خصائص وعناصر التخطيط الاستراتيجي
يجدر التنويه في البداية إلى أن التخطيط الاستراتيجي هو عبارة عن عملية يتم من خلالها تحديد الأعمال التجارية المُقرر تنفيذها في المنظمة خلال الفترة المُقبلة، مع توثيق أهدافها القصيرة وطويلة المدى.
ومن خلال التخطيط الاستراتيجي أيضًا يدرك الموظفون توقعات إدارة المنظمة بشكل عام، وأهدافها المستقبلية وكيف تنوي تحقيقها.
وللتخطيط الإستراتيجي الفعال عدة خصائص وهي كما يلي:
1- الإطار الزمني
يتميز التخطيط الاستراتيجي بوضع خططًا طويلة المدى مع مراعاة الفرص البيئية الحالية والمستقبلية، فمن خلال التخطيط تتمكن المنظمات من تحليل نقاط قوتها وضعفها، ومن ثم التكيف مع البيئة، وهو ما يفرض على المدير أن يكون بعيد النظر حتى يصبح التخطيط الاستراتيجي فعالًا.
2- يشمل جميع الموظفين
عندما يكون جميع موظفي الشركة على دراية بالأهداف التي تسعى لتحقيقها، تستطيع الشركة الاستفادة من خططها الاستراتيجية، فعندما تكون آراء الموظفين محل تقدير، ويستطيعون تقديم مختلف وجهات النظر؛ وقتها يشعرون بالتمكين.
3- الاستمرارية
تُعد الاستمرارية من أبرز خصائص التخطيط الاستراتيجي، لأن هذا التخطيط هو عملية تحدث بصورة مستمرة، حتى تستطيع الشركات التكيف مع البيئة الديناميكية المتغيرة باستمرار.
4- التنسيق
من خلال التخطيط الاستراتيجي، يتم تنسيق المنظمات في بيئتها الداخلية مع البيئة الخارجية، والموارد المالية بموارد غير مالية وخطط قصيرة الأجل مع خطط طويلة الأجل.
5- الديناميكية
يفترض التخطيط الاستراتيجي أن الشركة يجب أن تكون على أهبة الاستعداد دومًا للتكيف مع نفسها وفقًا لبيئة الأعمال الديناميكية، ولذلك يتم وضع استراتيجيات بديلة تحسبًا لأي ظروف قد تطرأ في المستقبل.
6- يراعي مصلحة المنظمة
من أبرز خصائص التخطيط الاستراتيجي، أنه يساعد على اختيار أفضل استراتيجية من بين مختلف الاستراتيجيات التي ضع في اعتبارها مصلحة المنظمة وقيمها الشخصية والمسؤولية الاجتماعية للمنظمات.
7- دليل للسلطة التنفيذية
تعتمد السلطة التنفيذية للمنظمات على التخطيط الاستراتيجي، لتقليل المخاطر التي ينطوي عليها العمل، وللاستفادة من الفرص على النحو الأمثل، وهو ما يساعد على نجاح المشروعات.
8- العمل الجماعي
في مجال التخطيط الاستراتيجي، يجتمع فريق الإدارة العليا بأكمله للاعتراف بملكيته الجماعية للرؤية العامة والتوجه الاستراتيجي للمنظمة، أي أن العمل فيه جماعيًا وليس فرديًا.
9- الشمولية
يتميز التخطيط الاستراتيجي بالشمولية، والمقصود بهذا المصطلح تولي الرؤساء التنفيذيين أو فرق الإدارة العليا تطوير الخطط الاستراتيجية، وفي مختلف المستويات الإدارية يوضع في الاعتبار عناصر البيئتين الداخلية والخارجية.
10- يتضمن الحقائق التشغيلية
يتضمن التخطيط الاستراتيجي الفعال تقييم المنظمة للمشهد بالكامل، من خلال الاعتراف بنقاط الضعف والتحديات التي تواجهها، تلك التي يُطلق عليها الحقائق التشغيلية للمنظمة.
11- ذو إجراءات محددة وملموسة
يتولى فريق الإدارة العليا في المنظمة وضع الخطط الاستراتيجية، ثم يكلف الموظفين بتنفيذ تلك الخطط في مهامهم اليومية، ويزودونهم أيضًا بالموارد للقيام بذلك، قبل محاسبتهم على النتائج النهائية.
12- يرتبط ببيان أرباح وخسائر المنظمة
لكي تكون الخطط الاستراتيجية فعالة، يجب أن ترتكز على الحقائق الاقتصادية، وهو ما يجعل التخطيط الاستراتيجي بحاجة إلى موارد كثيرة ويستغرق وقتًا طويلًا، كما لا بد من تمويل الخطط وتسويقها لتحقيق النجاح.
وجميع العوامل المذكورة مرتبطة بتكاليف تؤثر على أرباح المنظمة وخسائرها على المدى القصير والمدى الطويل، وهو ما يفرض على المنظمات فهم تلك التكاليف عند وضع الأهداف والإجراءات والموافقة عليها.
13- التوازن في الأنشطة
يتميز التخطيط الاستراتيجي بمراعاة تحقيق التوازن بين مختلف أنشطة المنظمة، فهو لا يتعلق بصنع القرار المالي فحسب؛ بل أيضا بالأنشطة التنفيذية وأنشطة الموارد البشرية.
14- المرونة
تُعد المرونة من أبرز خصائص التخطيط الاستراتيجي، إذ يمكن إجراء تعديلات وتغييرات عليه.
15- مناقشة الخطط
يحدد التخطيط الاستراتيجي الخطط التي يمكن للمنظمة تنفيذها، كما يحدد بعض الخطط التي ترغب المنظمة في تنفيذها، إذ تقوم الإدارة بمناقشة تلك الخطط بشكل عقلاني.
16- القدرة على الإدارة
يشمل التخطيط الاستراتيجي وضع مقاييس للأداء في ضوء الأهداف المحددة، إضافة إلى تحديده مستوى الأهداف المُحققة، ومعالجة مسائل الأداء ومعالجة الموارد المطلوبة.
17- التخطيط المستقبلي
تستعين المنظمات بالتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السيناريو المستقبلي، وحتى تصبح قادرة على تحديد خططها المستقبلية.
18- الاستخدام الفعال
من أبرز سمات التخطيط الاستراتيجي، أنه يهدف إلى تحقيق الاستخدام الأمثل لموارد الشركة وقدراتها من بين مختلف الخيارات المتاحة في منتجات الشركة وخيارات السوق.
19- الاستدامة
من خلال التخطيط الاستراتيجي، تستطيع المنظمة تحديد فترة زمنية محددة مسبقًا لبلوغ فجوات الأداء، واتخاذ تدابير علاجية لنفسها.
20- توفير أهداف واستراتيجيات النمو
يحدد التخطيط الاستراتيجي أهداف النمو للمنظمة، فضلًا عن ترتيب الاستراتيجيات المناسبة لتحقيقها.
اهمية التخطيط الاستراتيجي للمنظمات
تتجلى أهمية التخطيط الاستراتيجي للمنظمة في النقاط التالية:
1- خريطة طريق لتطوير ميزانية التشغيل
تخصص الميزانية التشغيلية للمنظمة الموارد اللازمة لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها، إذ يضع التخطيط الاستراتيجي تلك الأهداف من خلال وضع خريطة طريق لمسار المنظمة في السنة المُقبلة، وهو ما يزيد من وضوح صياغة الميزانية التشغيلية فيما يتعلق بتخصيص الموارد.
2- إظهار الخبرة الإدارية
من خلال التخطيط الاستراتيجي، يستطيع المديرون إبراز خبراتهم الإدارية، لأنهم يفكرون في مختلف الاستراتيجيات التي يمكن للمنظمة نشرها وكيف يمكن تنفيذها على النحو الأمثل في الإطار الزمني المُحدد، وهو ما ينمي من خبراتهم الإدارية.
3- التفكير على المدى الطويل
يواجه المديرون صعوبات في التعامل مع المشكلات اليومية، وبالتالي فإن الخطط الاستراتيجية تمكنهم من مواجهة تلك التحديات، والتفكير في الأهداف طويلة الأجل.
4- تعزيز التواصل بين الموظفين والقادة
يعتمد التخطيط الاستراتيجي على المشاركة والحوار بين المديرين والموظفين، للتأكد من مدى التزامهم بتحقيق أهداف المنظمة، خاصة عندما يدرك الموظفون ما تفعله الشركة والغرض منه، ويستطيعون فهم العلاقة بين أدائهم ونجاح الشركة ورواتبهم بسهولة، وهو ما يجعل أهداف الشركة قابلة للتحقيق ودقيقة.
5- زيادة الأرباح
يتطلب التخطيط الاستراتيجي بحثًا متعمقًا حول معلومات السوق القيمة، وبالتالي تستطيع الشركات إعداد خطط مبيعات وتسويق فعالة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى زيادة أرباحها، نظرًا لإدراك الموظفون مسؤولياتهم وكيف يؤثر عملهم على المنظمة.
6- تمكين الموظفين في المنظمة
يساعد التخطيط الاستراتيجي على خلق اتصال وحوار ممتاز بين الموظفين والقادة، وبين الموظفين وبعضهم البعض، وبالتالي يشعر الموظفون بمزيد من الفاعلية والأهمية في نجاح المنظمة.
7- زيادة الكفاءة التشغيلية بين القيادات
تساعد الخطة الاستراتيجية على زيادة الكفاءة التشغيلية من خلال المساعدة في تحديد الاعتبارات القيادية الأكثر أهمية وعملية على مستوى الشركة، مثل متطلبات الميزانية، لتحقيق الأهداف المُحددة.
8- زيادة الرضا الوظيفي
من أبرز فوائد التخطيط الاستراتيجي، أنه يمد الموظفين بالشعور بالرضا الوظيفي، وذلك عندما يشعرون بأنهم جزءً من الفريق وأنهم أكبر مصدر للأفكار المبتكرة.
9- خلق الإحساس بالمسؤولية
يساعد وضع الخطط الاستراتيجية على خلق إحساسًا بالتعاون والمسؤولية الجماعية، وذلك عندما تضع الاتجاه الذي يجب أن تسير فيه المنظمة وأهدافها التي تسعى لها، وبالتالي يشعر الجميع بأدوارهم داخل المنظمة، ويهتمون بالنتائج.
10- اتخاذ قرارات حكيمة
يساعد التخطيط الاستراتيجي على اتخاذ المنظمة لقرارات حكيمة، لأنه يضع رؤية واضحة للهدف المُراد تحقيقه، وما هو المشروع المُقرر الاستثمار فيه، وكيف يمكن الاستفادة من الوقت لتحقيق ذلك.
وتتيح منصة بكه دورات تدريبية للمنشآت في التخطيط الاستراتيجي، إدارة الأداء والإدارة الاستراتيجية.
تعلم التخطيط الاستراتيجي بشهادات معتمدة:
تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
ملخص خصائص وعناصر التخطيط الاستراتيجي:
خصائص التخطيط الاستراتيجي تشمل الإطار الزمني الطويل المدى، والمشاركة الشاملة لجميع الموظفين، والتركيز على الاستمرارية والتنسيق بين البيئة الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى المرونة واعتبار مصلحة المنظمة. يُعتبر التخطيط دليلًا للسلطة التنفيذية ويعزز العمل الجماعي، ويتضمن الحقائق التشغيلية وإجراءات محددة.
يرتبط ببيان أرباح وخسائر المنظمة ويحافظ على التوازن في الأنشطة مع المرونة والتفكير المستقبلي. أما أهمية التخطيط فتظهر في تطوير ميزانية التشغيل، وإظهار الخبرة الإدارية، وتعزيز التواصل بين الموظفين، وزيادة الأرباح، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وخلق الإحساس بالمسؤولية، واتخاذ قرارات حكيمة.
وفي الختام، فإن التخطيط الاستراتيجي الناجح يتطلب وضع أهدافًا واضحة وقابلة للقياس وموجهة نحو الغرض وتأييد الفريق الكامل، من أجل تحفيز كل فرد على القيام بدوره للوصول إلى الأهداف التي حددتها المنظمة.