تنوعت المحافظ الاستثمارية بمراعاة احتياجات المستثمرين ومستويات تحمل المخاطر. تتضمن المحافظ المندفعة الهدامة، المحافظ الدفاعية المستقرة، ومحافظ الدخل المستمر. تتراوح الأصول بين الأسهم، السندات، والعملات، مع اختلافات في التوزيع وفقًا لأهداف المستثمر.
يلجأ الكثير إلى اتخاذ قرار الاستثمار كوسيلة جيدة لتأمين المستقبل، وتبدأ رحلة الاستثمار بخطوة هامة وهي بناء محفظة استثمارية قوية، تلعب دورًا فعالًا في بلوغ الأهداف والغايات المالية، وذلك من خلال مزج خيارات الاستثمار التي تشتمل عليها، والتي تساعد على تحقيق عوائد كبيرة، وفي السطور التالية نوضح أنواع المحفظة الاستثمارية ومزاياها وطرق تنويعها.
أنواع المحافظ:
يجدر التنويه أولًا إلى أن أنواع المحفظة الاستثمارية هي عبارة عن مجموعة من الأصول المالية، والتي قد تشمل الأسهم والسندات والنقد وأدوات سوق المال وغيرها، وتستند إدارة هذه المحفظة إلى اتباع أسلوب التنويع والاستثمار في مختلف الأدوات والفئات والصناعات، وهو ما يقلل من المخاطر، ومن ثم تحقيق أقصى قدر من الربح.
وتتعدد أنواع استثمارات المحافظ وإدارة المحافظ الاستثمارية والتي تختلف باختلاف المخاطر التي ينطوي عليها كل نوع، والأهداف المالية للمستثمرين، وتتمثل تلك الأنواع فيما يلي:
1- المحفظة الاستثمارية المندفعة
تُعرف المحفظة الاستثمارية المندفعة أيضًا باسم محفظة تقدير رأس المال، وتهدف هذه المحفظة إلى تحقيق عوائد أعلى، ولذلك تتحمل مخاطر أكبر لتحقيق هذا الهدف، وبالتالي فهي تناسب المستثمرين الصغار أو الذين يتحملون المخاطر، والذين يرغبون في نمو الأصول بسرعة ولا يمانعون في المخاطرة.
تشتمل المحفظة المندفعة على أسهم تجريبية مرتفعة، والتي تُظهر تقلبات أعلى مقارنة بالسوق ككل، مثل أسهم النمو.
اقرأ أيضًا: إدارة المخاطر.
2- المحفظة الدفاعية
تتكون المحفظة الدفاعية من أسهم لا تتأثر بتحركات السوق، ولذلك فهي آمنة للاستثمار لأنها تنطوي على الحد الأدنى من المخاطر، أي أنها لا تعطي عوائد عالية في أوقات الصعود، ولا تنهار عندما تقل مستويات دورة الأعمال.
وكل تلك الأسباب، جعلت من المحفظة الدفاعية هي المناسبة للمستثمرين الذين لا يفضلون المخاطرة.
3- محفظة الدخل
تناسب هذه المحفظة المستثمرين الذين يريدون تدفقًا منتظمًا وثابتًا للدخل من خلال الاستثمار، لأنها تستند إلى توزيع الأرباح ومن ثم تحقيق عوائد مستمرة، ولا تركز على ارتفاع قيمة رأس المال في الأجل الطويل.
ويمتلك محفظة الدخل المتقاعدين الذين يرغبون في بناء حافظات دخل لتزويد أنفسهم براتب تقاعد منتظم.
4- محفظة المضاربة
تُعد محفظة المضاربة من أكثر المحافظ الاستثمارية تطلبًا للمخاطرة، لأنها تنطوي على الرهان على المنتج أو عرض الخدمة الذي يمكن أن يعمل بشكل جيد مستقبلًا. ولذلك، هناك توصية من المستشارين الماليين مفادها عدم تمويل محفظة المضاربة بأكثر من 10% من أصول المستثمر.
ومن الأمثلة عليها، توقع أحد المستثمرين قيام شركات الطاقة صنع بطاريات ليثيوم أيون للسيارات الكهربائية بعد خمس سنوات.
5- المحفظة الهجينة
في المحفظة الهجينة، يتم دمج أنواع الأصول بأساسيات مختلفة لكسب أفضل استثمارات النمو وتحقيق عوائد أرباح. وتتميز هذه المحفظة بمرونتها العالية، نظرًا لاحتوائها على مزيج من الأسهم والسندات والذهب والصناديق المشتركة.
6- محفظة الاستثمار المتوازن
تتميز محفظة الاستثمار المتوازن بمخاطرها المعتدلة، ولذلك فهي تناسب المستثمرين القادرين على تحمل المخاطر إلى حد كبير. تتكون هذه المحفظة من الأسهم بنسبة من 55 إلى 60%، ومن أوراق الديون مثل السندات والأوراق التجارية والأوراق المالية الحكومية بنسبة من 25 إلى 35%، وبقيتها نقدًا أو ذهبًا.
7- محفظة الاستثمار المحافظة
تناسب هذه المحفظة الآمنة نسبيًا المستثمرين الذين لا يحبون المخاطرة، فهي لا تركز على مقدار العوائد بقدر تركيزها على سلامتها، وتتكون من أوراق الديون والنقد والأسهم الأقل تقلبًا.
8- محفظة القيمة
وهي محفظة ذات قيمة متداولة في الوقت الحالي بنسبة سعر إلى أرباح أقل، وهي مناسبة للراغبين في شراء الأسهم بتقييمات رخيصة الآن بقيمة حقيقية لم تُفتح بعد.
9- محفظة النمو
تستثمر هذه المحفظة في شركات النمو المتوقع نموها بوتيرة سريعة، إذ تبحث محفظة النمو عن ارتفاع رأس المال مع أفق استثماري طويل الأجل.
10- المحفظة العقارية الاستثمارية
تُعرف المحفظة العقارية الاستثمارية بأنها مجموعة من العقارات الاستثمارية المملوكة لشركة عقارية أو لمستثمر، أو هي وثيقة شاملة توضح تفاصيل الأصول الاستثمارية العقارية السابقة والحالية.
11- المحافظ المالية
المحفظة المالية هي الأصول المالية التي تعود ملكيتها إلى مستثمر أو شركة، وتحتوي على مجموعة من الشرائح التي تعمل لتحقيق الأهداف المالية للمستثمر. تناسب المحفظة المالية المستثمرين الذين يرغبون في السيطرة بشكل أكبر على عقودهم المالية الآجلة ولديهم الوقت للالتزام بإدارة المحافظ الاستثمارية.
12-المحافظ الباردة
تُعد المحافظ الباردة من وسائل الاستثمار، فهي طريقة لتخزين العملات المشفرة ومنها عملات البيتكوين وغيرها على منصة غير متصلة بالإنترنت لحمايتها من الاختراقات الإلكترونية. وتناسب هذه المحفظة المستثمرين الأفراد، كما تستخدمها بورصات العملات المشفرة والشركات المشاركة في مساحة التشفير.
13- المحافظ المدارة
المحفظة المُدارة هي خدمة استثمارية شاملة، يستفيد منها المستثمر في بناء محفظته ومراقبتها وموازنتها.
اقرأ أيضًا: أنواع المخاطر.
مكونات المحافظ الاستثمارية
يدخل في تكوين المحافظ الاستثمارية أوراق مالية تُعرف باسم بفئات الأصول، والتي يختارها المستثمر وفقًا لأهدافه المالية وإطارها الزمني وقدرته على تحمل المخاطر، وتشمل تلك الأصول ما يلي:
- الأسهم: وهي أوراق مالية تمثل امتلاك المستثمر نسبة مئوية من الأعمال التجارية، ومن ثم حصوله على نسبة من الأرباح سنويًا.
- السندات: وهي القروض التي يحصل المستثمرين بموجبها على سعرًا ثابتًا على مدى فترة الاستثمار.
- العملات: وهي أصول سائلة التي يمكن تحويلها إلى نقود بسهولة، ومنها العملات المحلية والأجنبية وأذون الخزانة والورق التجاري وغيرها.
- الاستثمارات البديلة: وهي أصول غير قابلة للتداول، مثل العقارات والمباني والأراضي والتحف واللوحات والسيارات.
تنويع المحفظة الاستثمارية
يُعد تنويع المحفظة الاستثمارية من أبرز استراتيجيات تقليل المخاطر أو الحد من التعرض لها، إذ تنطوي على الدمج بين مجموعة من مختلف الاستثمارات في محفظة واحدة، فتشمل مزيجًا من أنواع الأصول المتميزة وأدوات الاستثمار.
والهدف من اتباع هذه الاستراتيجية هو تحقيق المحفظة عوائد أعلى طويلة الأجل، وكذلك التقليل من مخاطر أي ضمان فردي.
اهمية تنويع المحفظة الاستثمارية ؟
من مزايا المحافظ الاستثمارية المتنوعة ما يلي:
- تقليل الاعتماد على فئة أصول واحدة، وبالتالي ضمان وجود أصولًا لا تتأثر بظروف الاستثمار السيئة.
- توفر الحماية للمحفظة ضد مختلف المخاطر.
- حصول المستثمر على أعلى عائد لأقل مخاطر.
- توفر هذه الاستراتيجية الحماية لرأس المال، خاصة إذا كان المستثمر يدخر لشيء مهم.
دور التنويع في التقليل من مخاطر المحفظة الاستثمارية
من خلال تنويع الأصول في المحفظة المالية، يمكن تخفيف حدة الأحداث غير المنهجية التي تنطوي على مخاطر في المحفظة، وبالتالي يفوق الأداء الإيجابي للاستثمارات الأداء السلبي. ولتحقيق هذا الهدف؛ لا بد من ترابط الأوراق المالية في المحفظة، أي استجابتها لتأثيرات السوق بطريقة مختلفة.
طرق تقسيم المحفظة الاستثمارية
هناك مجموعة من الطرق التي يوصي باتباعها عند تقسيم المحفظة الاستثمارية وهي:
1- توزيع الأصول
يُفضل تقسيم المحفظة الاستثمارية ما بين الأسهم والسندات، فالأولى عالية المخاطر وذات عوائد عالية، أما الثانية فهي أكثر استقرارًا وتحقق عوائد أقل، وتقسيم المحفظة بينهما يضمن إيجاد توازن بين المخاطرة والضمان.
2- تقييم المخاطر النوعية للأسهم
قبل اتخاذ أي قرار بشراء أسهم أو بيعها؛ لا بد من تطبيق تحليل المخاطر النوعي والذي يكشف عن تصنيفًا محددًا بشكل مسبق لضمان نجاح المشروع، إذ يتم الاستناد إلى معايير محددة عند تقييم الأسهم، ومعرفة مدى استقرارها.
3- الاستثمار في أوراق سوق المال النقدية
لضمان أمان الاستثمار، يُفضل الاستثمار في الأوراق المالية التي يمكن تصفيتها بسهولة، وهي تشمل شهادات الإيداع والأوراق التجارية وأذون الخزانة.
4- الاستثمار في السندات ذات التدفقات النقدية المنتظمة
الاستثمار في الصناديق المشتركة ذات التدفق النقدي المنهجي هي الاستراتيجية المناسبة لمن يرغب في الوصول إلى أمواله عند وضعها في خطة إدخار، إذ يستطيع المستثمر سحب مبلغ ثابت شهريًا أو ربع سنوي. لكن يختار ما لا يتضمن تعاملات ربوية محرمة.
العدد الأفضل للمحافظ الاستثمارية
هناك مجموعة من العوامل التي تحدد أفضل عدد للأسهم في المحافظ الاستثمارية، وهي الاستثمارات التي يقوم بها المستثمر وبلده وظروف السوق. وبشكل عام، يُفضل أن يكون عدد الأسهم في المحفظة الاستثمارية 10 فأكثر، فزيادة عدد الأسهم يقلل من تعرض المستثمر للمخاطر غير المنهجية.
دورات إدارة المحافظ الاستثمارية:
يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه في إدارة المحافظ وهي:
- إدارة المحافظ المبادئ والممارسات والعمليات.
- محترف إدارة المحافظ.
- إدارة مكاتب المشاريع والبرامج والمحافظ.
خاتمة:
أنواع المحافظ الاستثمارية متنوعة وتتنوع وفقًا لأهداف المستثمر ومستوى تحمله للمخاطر. تتضمن المحافظ الاستثمارية المندفعة التي تستهدف تحقيق عوائد عالية على حساب زيادة المخاطر، بينما تتميز المحافظ الدفاعية بالاستقرار والحد الأدنى للمخاطر. وهناك أنواع أخرى مثل محفظة الدخل والمحافظ الباردة التي تستهدف تدفق دخل منتظم وحماية الأصول من الاختراقات الإلكترونية على التوالي. تشمل المحافظ الأصول مثل الأسهم والسندات والعملات والاستثمارات البديلة، ويمكن تنويع توزيع الأصول وفقًا لاحتياجات المستثمر وأهدافه المالية.
وفي الختام، فإن تنوع المحافظ الاستثمارية، يحتم على المستثمر توخي الحذر عند اختيار الأصول التي تساعده على تحقيق أهدافه المالية في الوقت المُحدد، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالبحث عن أساسيات كل نوع من الأصول، ومعرفة أنسب مجموعة من الاستثمارات.