تواجه برامج التدريب في المؤسسات تحديات كبيرة مثل ضغوط العمل المتزايدة، والمحتوى الذي قد يكون غير ملائم، وطرق التدريب التقليدية التي لا تتناسب مع احتياجات الموظفين. للتغلب على هذه المشاكل، من الضروري تقييم احتياجات المتدربين بدقة، وتقديم محتوى تدريبي قصير وملموس، واستخدام أساليب تفاعلية تناسب أنماط التعلم المختلفة. كما يجب تحسين التواصل مع الموظفين وإدخال التدريب على شكل دفعات قصيرة لزيادة المشاركة، مع قياس فعالية التدريب من خلال تقييمات شاملة تضمن تحقيق الأهداف المحددة.
يشهد عالم التوظيف حاليًا العديد من التغيرات التي جعلت الكثير من الوظائف تعتمد على المهارات وتركز على كفاءات شاغليها، الأمر الذي فرض على مختلف المنظمات تقديم دورات تدريبية للموظفين، من أجل تطوير مهاراتهم وزيادة إنتاجياتهم وتقليل معدل دورانهم، وحتى تؤتي البرامج التدريبية بثمارها؛ يجب البحث في التحديات التي تواجهها والعمل على تجاوزها، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هي مشكلات التدريب وكيفية حلها.
أهم مشاكل التدريب والحلول المقترحة:
يُعد إلحاق الموظفين بدورات تدريبية تطور من مهاراتهم ليس بالأمر السهل، فلا يمكن التأكد من جدوى جمعهم في غرفة اجتماعات وإلقاء محاضرة مطولة عليهم، وتوقع منهم استيعاب المعرفة ووضعها موضع التنفيذ.
حيث تواجه المؤسسات عدة مشاكل أثناء تنفيذ برامج التدريب للموظفين، منها ضغط العمل الزائد، والمحتوى غير المناسب، وطرق التدريب غير الفعالة. من الضروري معالجة هذه التحديات من خلال تقييم احتياجات المتدربين، وضمان توفير محتوى تدريبي مختصر وفعال، واستخدام أساليب تعليمية تفاعلية تناسب مختلف أساليب التعلم. كما يتعين تعزيز التواصل مع المتدربين لفهم احتياجاتهم، وتبني نهج التعلم الشخصي لمواجهة تنوع القوى العاملة.
تشمل المشكلات الأخرى فجوات المهارات الرقمية، وارتفاع تكاليف التدريب، وضعف مشاركة الموظفين. لحل هذه القضايا، يجب تحديد الفجوات في المهارات وتطوير استراتيجيات لتعزيزها، بالإضافة إلى إدارة الميزانية بشكل فعّال. كما يُفضل تقديم التدريب على دفعات قصيرة وتحفيز المشاركة من خلال دمج تقنيات الألعاب. في النهاية، يجب قياس نجاح التدريب من خلال تقييمات شاملة لضمان تحقيق الأهداف المطلوبة.
ولكي يكون التدريب فعالًا في تحقيق أهداف الشركة؛ لا بد من تحديد التحديات التي تواجهه، والتي تتمثل فيما يلي:
1- مشكلة العمل الزائد
يصبح التدريب عبئًا كبيرًا على الموظف الذي التحق بالعمل للتو، والذي لديه الكثير ليفعله في وقت قصير جدًا، فيشعر أن عليه الكثير من الضغوطات التي تعيقه عن إكمال مهام عمله على النحو الأمثل، إذ تتأثر إنتاجيته في أثناء أي تدريب نظرًا لكثرة الأعمال التي يُكلف بها والتي لا يجد لها متسعًا من الوقت لتنفيذها.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من تقييم احتياجات تدريب المتعلمين، بالإضافة إلى قدرتهم على التعلم وحافزهم له، ثم إعطاء الأولوية للتعلم بالطرق الصحيحة.
2- مشكلة المحتوى غير المناسب
من أبرز معوقات التدريب، تلقي المتدربين تدريبًا يحتوي على موضوعات كبيرة جدًا أو مكررة أو غير مفهومة، أو دون فائدة، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالإرهاق، ويتراجعون أو ينفصلون عن التدريب.
ولحل هذه المشكلة، يجب أن تكون المعلومات المُقدمة خلال الدورة التدريبية قصيرة ومفيدة ودقيقة في أجزاء صغيرة يمكن استيعابها، وهو ما يُطلق عليه التعلم المصغر، والذي يُعد من أفضل الطرق لتحسين المشاركة والتأثير الذي يحدثه على الموظفين.
كما يتعين على إدارة التدريب في الشركات، التخلص من عناصر التدريب غير الضرورية والتي لن تفيد الموظفين، مع تجنب تغطية الكثير من الموضوعات في وقت واحد، وتركيز كل دورة على موضوع محدد.
3- مشكلة طرق التدريب غير الفعالة
لا تحقق جميع طرق التدريب نفس القدر من الفعالية، فهناك أماكن عمل لا يناسبها تقنيات التدريب التقليدية، نظرًا لاعتياد موظفيها على التعلم بصريًا أو عبر التكنولوجيا. وما يجعل طريقة التدريب غير فعالة، الاعتماد على برامج التدريب القديمة، وإجراء تدريب غير متسق في توقيت غير مريح، مع تدريس موضوعًا أو مادة مملة.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من تحديد طرق التدريب التي يستفيد منها الموظفين وتنطبق بشكل أكبر على أدوارهم، ومن ثم تكييف الدورات التدريبية وفقًا لذلك، إضافة إلى الاستعانة بطرق التدريب التفاعلية مثل لعب الأدوار أو التدريب العملي أو المحاكاة أو التعلم القائم على التكنولوجيا.
وبعد انتهاء التدريب، يجب إجراء تقييمات لمعرفة مدى جدوى الدورة التدريبية، من حيث ما إذا كان المتدربون يحتفظون بما تعلموه ويطبقونه.
4- مشكلة تنوع القوى العاملة
يجمع مكان العمل الواحد بين العديد من الموظفين ممن يختلفون عن بعضهم البعض في طريقة التدريب المُفضلة، فهناك يحب تلقي المعلومات بطرق التدريب التقليدية، وآخرون يحبون التدريب عبر الإنترنت عن بُعد والتعلم عبر الهاتف المحمول، بينما يستفيد البعض الآخر من جلسات التدريب التعاونية أو الجماعية حيث يمكنهم التحدث عما يتعلمونه.
ولحل هذه المشكلة، يجب الاستعانة بنهج رحلة التعلم الشخصية بدلاً من استخدام استراتيجية واحدة لمعالجة جميع المتعلمين، حتى تُلبى احتياجات التعلم الفردية. كما يجب على كل مدرب التعاون والتفاعل مع كل متدرب، من أجل تحديد قدراته وتفضيلاته واهتماماته، ثم تطويع البرامج التدريبية مستقبلًا لتلبيتها.
5- مشكلة فجوات المهارات الرقمية
بعد زيادة الاعتماد على التقنيات الجديدة في السنوات الأخيرة، تجلت الفجوات في المهارات الرقمية بين الموظفين، وهي المشكلة التي تظهر بوضوح عند تبني بعض المؤسسات تقنيات التدريب مثل الفيديو والذكاء الاصطناعي والفصول الدراسية الافتراضية والسحابة وغيرها، فيصبح التدريب غير فعالًا عندما يكون البعض ليسوا على دراية بتلك التقنيات.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من تحديد فجوات المهارات الرقمية للموظفين، مع ابتكار استراتيجية فعالة لتعزيز تلك المهارات.
6- مشكلة التكاليف المرتفعة للتدريب
تتكبد الكثير من المؤسسات تكاليف عالية لسد احتياجات الدورات التدريبية المُقدمة للموظفين، وهي التكاليف التي تتنوع ما بين نفقات مباشرة وغير مباشرة، مثل مواد التدريب ورسوم المدرب والأماكن المُستأجرة، ورسوم السفر والإقامة وغير ذلك.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من إدارة الميزانية المُخصصة للتدريب بشكل فعال، والبحث عن طرق تساعد على تقليل النفقات، مع الاحتفاظ بعناصر التدريب الضرورية، والتخلص من غير اللازمة، إلى جانب تجنب المشتريات عن طريق إعادة استخدام المواد، باستخدام مواد التدريب الداخلية المتاحة.
يمكنك الإطلاع على: تدريب الموظفين: دليل شامل لبرامج التدريب لتعزيز الأداء
7- مشكلة القيود الجغرافية
تواجه الشركات متعددة الجنسيات أو المنتشرة جغرافيًا مشكلة كبيرة عندما تسعى لتوفير تدريب متزامن لجميع القوى العاملة المستهدفة، إذ تصّعب القيود الجغرافية من إجراء التدريب وجهًا لوجه، فضلًا عما تتكبده تلك الشركات من نفقات تدريب الموظفين وتطويرهم بسبب زيادة تكلفة السفر والإقامة، وتكاليف الترجمة.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من الاعتماد على الإنترنت ومؤتمرات الفيديو والحلقات الدراسية عبر الإنترنت، عند تدريب الموظفين المتباعدين مكانيًا.
8- مشكلة ضعف مشاركة الموظفين
من التحديات التي تواجه الدورات التدريبية للموظفين، عدم مشاركتهم طوال فترة التدريب وعدم استيعابهم لمحتواه كاملًا، بعد تلقيهم معلومات كثيرة في أيام التدريب الأولى، في وقت بات فيه انتباه الناس بشكل عام أقصر بشكل متزايد.
ولحل هذه المشكلة، يُفضل تقديم التدريب على دفعات قصيرة، مع منح كل موظف إجازة أسبوعية من التدريب مدتها ساعتين أو نصف يوم، من أجل تحسين مشاركتهم. كما يمكن تحويل التدريب إلى نشاط تعاوني ممتع يعزز من مشاركة الموظفين، وذلك عن طريق دمج تقنيات اللعب، مثل الاختبارات أو الألعاب الجماعية.
اقرأ أيضًا: طرق تدريب الموظفين
9- مشكلة عدم التواصل مع المتدربين
لن يكون التدريب الذي تقدمه الشركة للموظفين ذو فائدة ولن يحقق أهدافه، ما لم يكن هناك اتصالًا فعالًا معهم. ولحل هذه المشكلة، لا بد من التحدث مع الموظفين المتلقين للتدريب في اجتماعات جماعية غير رسمية أو محادثات فردية غير رسمية، وسماع آرائهم وأفكارهم حول المجالات التي يحتاجون إلى تدريب فيها، وما هي أنواع التدريب الأكثر متعة بالنسبة لهم، وما هي الموضوعات التي لا تثير اهتمامهم.
10- مشكلة صعوبة فهم محتوى التدريب
من التحديات التي تواجهها المؤسسات عندما تقوم بتدريب موظفيها، عدم فهم المتدربين محتوى الدورة التدريبية، نتيجة استخدام المفاهيم المجردة أو المصطلحات التقنية المعقدة، وهي المشكلة التي تتجلى إذا كان الفريق يضم موظفين لا يتحدثون اللغة الأصلية، ولا يجيدون فهم الكثير من المصطلحات والمختصرات.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من استخدام لغة بسيطة في التدريب، حتى يسهل فهم محتواه وتذكره، بما يوفر على المتدربين الوقت والجهد.
11- مشكلة قياس نجاح التدريب
لضمان تحسين المستوى المهني للموظفين المتدربين؛ لا بد من قياس مدى فعالية البرنامج التدريبي، ولكن استخدام المقاييس التقليدية مثل معدلات الإنجاز أو درجات الاختبار في ذلك، لن يعطي صورة كاملة حول مدى جودة تطبيق الموظفين لمعارفهم ومهاراتهم الجديدة في عالم العمل الحقيقي.
ولحل هذه المشكلة، لا بد من إجراء تقييمات ما بعد التدريب لقياس ردود الفعل الفورية والفهم، مع استطلاع آراء الموظفين حول استفادتهم من التدريب وقدرتهم على تطبيقه، ثم قياس التأثير طويل المدى للتدريب بالنظر إلى مؤشرات الأعمال مثل أداء المبيعات ورضا العملاء.
بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:
بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لبكه أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.
تُقدم بكه للتعليم دوراتها بطرق مُبتكرة ومُتطورة، مُستخدمةً أحدث التقنيات التعليمية والتدريبية لضمان تحقيق أقصى استفادة للمتدربين. سواء كانت الدورات مُقدمة وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت، تُركز بكه للتعليم على توفير تجربة تعلم فعّالة ومُثرية.
تقدم لك بكه خطة تدريب كاملة للموظفين في مؤسستك وتقدم لك استشارات مجانية في هذا الشأن. تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!
تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات ادارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
وفي الختام، فإن مفتاح نجاح أي شركة هو تدريب موظفيها وتمكينهم وتعزيز ثقافة التعلم المستمر بينهم، ولكن لن يتحقق ذلك دون البحث عن التحديات التي تعيق إنتاجية التدريب والعثور على حلول لها.