نماذج اتخاذ القرار: العقلاني والبديهي وغيرهم

نماذج اتخاذ القرار: العقلاني والبديهي وغيرهم

كتابة : بكه

30 أبريل 2024

فهرس المحتويات

يُعد اتخاذ القرار من الإجراءات الحاسمة التي تلعب دورًا بارزًا في نجاح أي مؤسسة، إذا كانت القرارات تنطوي على حلول فعالة للمشكلات التي تواجهها المؤسسات، ولذلك يحرص صناع القرار على الاستعانة بنماذج صنع القرار لتساعدهم على اختيار الأفضل لفرق العمل والمؤسسة ككل، إذ تقدم تلك النماذج حلولًا ناجحة في ظل العديد من القيود ومنها الوقت والمعلومات المتاحة، وفي السطور التالية نوضح نماذج اتخاذ القرار الاستراتيجية.

نماذج اتخاذ القرار:

يجدر التنويه أولًا إلى أن نموذج صنع القرار هي عملية منظمة يستعين بها صناع القرار في المنظمات عند مواجهة المشكلات، إذ تساعدهم على تحليل الحلول الممكنة لتلك المشكلات، ومن ثم الاستقرار على الأفضل.

وتفيد نماذج اتخاذ القرار القياديين في المؤسسة ممن لديهم قيود مرتبطة بالوقت المحدود أو بالمعلومات المتاحة، إذ تساعدهم على تبسيط عمليات صنع القرار الخاصة بهم.

ومن نماذج اتخاذ القرارات الاستراتيجية الأكثر شيوعًا ما يلي:

نموذج اتخاذ القرار العقلاني

في هذا النموذج، يتوصل صانع القرار إلى أفضل حلول ممكنة مستخدمًا المنطق الذي ينطوي على تحليل عدة حلول.

يصلح هذا النموذج للاستخدام إذا كان لدى الفرق متسعًا من الوقت لإجراء البحث وعقد الاجتماعات، وبالتالي تستطيع إنشاء قائمة من الحلول المُحتملة، وتحديد إيجابيات وسلبيات كل حل.

وعند استخدام هذا النموذج؛ لا بد من اتباع الخطوات والاستراتيجيات الخاصة باتخاذ القرارات التالية:

1- تحديد الهدف أو المشكلة: 

في البداية يجب تحديد الهدف المُراد بلوغه، أو المشكلة المُراد حلها، وبالتالي يمكن فهم النتيجة التي ينطوي عليها الحل.

2- تحديد المعلومات ذات الصلة: 

إذ يجتمع المدير مع أعضاء فريقه لتبادل الأفكار معهم، وهو ما يساعد على تحديد المعلومات المتعلقة بالهدف أو المشكلة.

3- إنشاء قائمة بالخيارات:

يستخدم الفريق المعلومات التي حصل عليها في إنشاء قائمة بالخيارات المحتملة للحلول، ويُفضل دعم تلك الخيارات بالأدلة على سبب حلها لبلوغ الهدف أو حل المشكلة.

4- ترتيب الخيارات: 

في هذه الخطوة يتم ترتيب الخطوات وفقًا لاحتمالية نجاحها، فتكون الأولوية للخيارات التي لديها فرصة أكبر للنجاح، ومن بعدها تأتي الخيارات قليلة الأدلة.

5- اختيار الخيار الأفضل: 

بعد ذلك يتم اختيار الخيار الأفضل للحل، على أساس قيمته ودوره في مساعدة الشركة على النجاح.

6- اتخاذ الإجراء: 

بعد اختيار أفضل حل؛ تُتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا الحل في الشركة.

اقرأ أيضًا: أدوات اتخاذ القرارات.

نموذج القرار البديهي

يُعد هذا النموذج من أبرز نماذج اتخاذ القرارات الإدارية، فعند استخدامه؛ فإن القرارات المُتخذة خلاله تستند إلى المشاعر والغريزة وليس التفكير المنطقي.

وقد يلجأ القادة لاستخدام نموذج القرار البديهي إذا كان الوقت محدودًا ولا يسمح بالبحث والتخطيط، وبالتالي يصبح اتخاذ قرارات سريعة أمرًا ضروريًا.

ويُستخدم نموذج القرار البديهي باتباع الخطوات التالية:

1- تحديد الهدف أو المشكلة: 

لا بد من تحديد الهدف أو المشكلة بوضوح، خاصة في حال عدم وجود فريق.

2- تحديد أهداف أو مشكلات مماثلة: 

إذ يمكن الحصول على معلومات من دراسة الأهداف أو المشكلات السابقة وطريقة حلها، واستخدام تلك المعلومات في الوصول إلى حل للموقف الحالي.

3- التعرف على التحيزات المحتملة: 

عند التفكير في الحلول المُحتملة؛ لا بد من تفكير صانع القرار أيضًا في كيفية تأثير القرار عليه وفريقه وشركته.

4- تحديد حلًا قابلًا للتطبيق: 

بالاستناد إلى التجارب السابقة؛ يتم تحديد أفضل حل والذي يساعد على حل مشكلات الشركة أو بلوغ أهدافها.

5- اتخاذ الإجراء: 

بعد اختيار الحل؛ يتم إعلام الشركة والفريق بالقرار، ومن ثم اتخاذ إجراءات تنفيذه.

نموذج قرار مُعد للاعتراف

يلجأ القادة لاستخدام نموذج قرار مُعد للاعتراف في تقييم أساسيات الموقف وإنشاء حلًا محتملًا ثم التفكير في الحل لتحديد مدى قابليته للتطبيق.

وتتمثل خطوات استخدام هذا النموذج فيما يلي:

1- تحديد الهدف أو المشكلة: 

لتسهيل الوصول إلى حل؛ لا بد من وضوح الهدف أو المشكلة المطروحة، أي تحديد أهم شيء يجب اتخاذ قرارًا حياله.

2- استخدام التجارب السابقة: 

من الوسائل المساعدة على تقييم الموقف بسرعة وتحديد المعلومات، الرجوع إلى المواقف والتجارب السابقة، للحصول منها على معلومات يمكن استخدامها في العثور على حلًا قابلًا للتطبيق.

3- إنشاء الحل المحتمل: 

بالاستناد إلى التجارب السابقة، يمكن إنشاء حل واحد محتمل على الأقل، حتى تتم عملية اتخاذ القرار بشكل أسرع.

4- التفكير في قابلية استخدام الحل: 

عند الوصول إلى حل؛ يجب التفكير في مدى قابليته للتطبيق، وذلك بدراسة القضايا الواضحة ثم التفكير في التفاصيل الأصغر للحل.

5- تغيير الحل: 

في حال عدم تحقيق النتائج المرجوة من الحل الأول؛ ففي هذه الحالة يمكن تغيير التفاصيل حول هذا الحل بإضافة إجراءات جديدة له، وإذا استلزم الأمر يتم تغييره تمامًا.

6- تنفيذ الحل: 

بعد التأكد من الحل المطروح؛ تُتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذه، وفي حال ورود معلومات جديدة في أثناء هذه العملية؛ يمكن تغيير الحل مرة أخرى.

لاكتساب المزيد من المعارف حول مهارات صنع القرار، يمكن الاستفادة من الدورات التدريبية المُعتمدة المُقدمة من منصة بكه في مهارات اتخاذ القرار.

اقرأ أيضًا: أنواع القرارات الإدارية.

4- نموذج القرار الإبداعي

ينطوي هذا النموذج على حل المشكلات أو بلوغ الأهداف من خلال إنشاء حلولًا مُبتكرة باستخدام التفكير المرن، ولذلك فهو مفيد في المواقف التي تحدث للمرة الأولى، مثل المشاريع الجديدة ومشكلات الإنتاج.

وعند تنفيذ هذا النموذج لا بد من القيام بالآتي:

1- تحديد الهدف أو المشكلة: 

يجب أن تكون المشكلة أو الهدف واضحة قدر الإمكان، لتحديد ما يمكن القيام به حيالها.

2- تحديد المعلومات ذات الصلة: 

لا بد من الإلمام بجميع المعلومات المتعلقة بالمشكلة أو الهدف، وذلك بالبحث عن المشاريع أو التقارير المماثلة.

3- الوصول إلى حل: 

يجب التفكير في حل المشكلة بشكل منطقي والتأكد من قابلية تطبيقه، وقد تأتي الفكرة بعد فترة من التفكير في هذه المشكلة.

4- تنفيذ القرار: 

يُتخذ قرار تنفيذ الحل المطروح بعد النظر في جميع تفاصيله، ومن ثم يتم البدء في حل المشكلة.

5- نموذج Vroom-Yetton

تم تصميم هذا النموذج من قِبل فيكتور فروم، وهو يستند على مبدأ مفاده أن أفضل حل للمشكلة يعتمد على السياق، ويستخدمه القادة لتحديد هل الأفضل اتخاذ القرار بأنفسهم أو بمشاركة الفريق.

يتضمن هذا النموذج شجرة قرار ذات سبعة أسئلة إجاباتها نعم أو لا، إذ يستخدمها القادة لتحديد عملية صنع القرار التي يجب أن تتماشى مع الجوانب الخمسة التي وصفها هذا النموذج.

يمتاز نموذج Vroom-Yetton بمرونته العالية، وإمكانية استخدامه من قِبل الموظفين على جميع مستويات الإدارة، إضافة إلى سهولة اتباع عملياته المنهجية مقارنة بالنماذج الأخرى.

6- نموذج العقلانية المحدودة

يلجأ القائد لاستخدام نموذج العقلانية المحدودة إذا كان مقيدًا من حيث الوقت والمعلومات المتاحة، إذ يحاول الاستفادة مما لديه بقدر الإمكان، بدلًا من التفكير في أكثر من حل.

ويناسب هذا النموذج اتخاذ القرارات التي لن يكون لها عواقب كبيرة إذ لم يجد الحل الناتج عنها نفعًا.

أهم ما يميز هذا النموذج، إمكانية استفادة الفرق منه في اتخاذ قرارات سريعة لا تستغرق الكثير من الوقت.

دورات إدارة المشاريع لتساعدك في اتخاذ القرارات:

يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة المُقدمة عبر منصة بكه في إدارة المشاريع وهي:

وفي الختام، فإن تولي دور القيادة يحتم على القائد فهم مختلف نماذج صنع القرار ومتى يمكن تنفيذ كل نموذج، حتى تُتخذ القرارات بثقة لا تؤثر على المؤسسة إلا بالإيجاب.

بعض المصادر الأجنبية المفيدة:

واتساب