مراحل العملية الإبداعية

كتابة : بكه

17 سبتمبر 2024

العملية الإبداعية تمر بأربع مراحل مثيرة: أولاً، التحضير حيث يجمع المبدع المعلومات ويتأمل فيها. ثم، الحضانة التي يتنقل فيها العقل بين الأفكار بينما يبتعد الشخص عن المشكلة. بعد ذلك، تأتي الإضاءة، وهي لحظة الإلهام المفاجئ. وأخيرًا، التحقق، حيث يتم اختبار الفكرة وتحسينها للتأكد من جودتها وملاءمتها.

مراحل العملية الإبداعية: تُعد مهارة الإبداع من أكثر المهارات المطلوبة في الأشخاص الذين يترشحون لمختلف الوظائف الشاغرة التي تعلن عنها المؤسسات، فهذه المهارة تساعد على تطوير أفكار مبتكرة والتوصل إلى حلول فعالة للمشكلات اليومية في العمل، ويعتقد البعض أن الأشخاص المبدعين يتوصلون إلى حلول إبداعية في غضون ثوان قليلة دون استغراق وقتًا في التفكير، ولكن في الواقع فإن العملية الإبداعية تمر بعدة مراحل، نوضحها بالتفصيل في سطور هذا المقال.

مراحل الإبداع: 

يشير مصطلح العملية الإبداعية إلى الأفكار والحلول التي تتبادر إلى الذهن عند التفكير في حل لمشكلة ما أو عند الرغبة في ابتكار أفكار جديدة، وهي العملية التي تحدث عند تحويل تلك الأفكار إلى حقيقة واقعة، مع وجود مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي.

وتمر العملية بعدة مراحل أساسية تتمثل فيما يلي:

1- مرحلة التحضير أو الإعداد

تتمثل أولى مراحل الإبداع التنظيمي في التحضير أو الإعداد، وتشهد هذه المرحلة محاولة الشخص المبدع صياغة المشكلة وجمع الحقائق والمواد التي تعتبر ضرورية لإيجاد حلول جديدة، وقد تستغرق هذه المرحلة بضعة أيام أو أسابيع أو شهور.

وبعد جمع المعلومات والمعارف اللازمة، يتم قراءتها وفرزها وتقييمها وتوضيحها وتنظيمها، مع استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات للسماح بدخولها إلى العقل الباطن. وقد تكون مرحلة التحضير داخلية، أي يقوم فيها الشخص المبدع بالتفكير بعمق وتحديد مصدر إلهامه لتوليد الأفكار.

ويمكن أن تكون مرحلة التحضير خارجية، أي يقوم فيها الشخص المبدع بإجراء بحث لجمع البيانات والمواد، حتى يتمكن من توليد أفكار جديدة بناءً على النتائج التي توصل إليها. وقد تشهد مرحلة التحضير العصف الذهني الذي يسمح للأفكار بالتجول في العقل ودراسة جميع الاحتمالات.

مثال مرحلة التحضير أو الإعداد: فإذا رغب مؤلف ما في تأليف قصة جديدة ذات حبكة درامية مميزة، فهو يقوم بجمع الأفكار العامة لقصته.

2- مرحلة الحضانة

تُعد مرحلة الحضانة من أهم خطوات الإبداع، وهي المرحلة التي ينتقل إليها المبدع إذا فشل في التوصل لحلول أو ابتكار أفكار في المرحلة الأولى. وفي هذه المرحلة، تبدأ بعض الأفكار التي تبادرت إلى الذهن في التلاشي، وفي نفس الوقت تستمر عملية التفكير اللاواعي أو تفكير العقل الباطن، والتي ينطوي عليها التفكير الإبداعي في العمل خلال هذه الفترة.

وتشهد مرحلة الحضانة انخراط المبدع في أنشطة أخرى مثل قراءة الأدب أو ممارسة الألعاب، حتى يبتعد عن التفكير في المشكلة، مع استمرار الفكرة في التطور دون وعي.

مثال مرحلة الحضانة: فعندما يفشل المؤلف في الوصول إلى الحبكة المطلوبة في أول مرحلة، فهو يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي ويركز على أنشطة أخرى مع السماح لعقله الباطن بالتفكير في الحبكة.

3- مرحلة الإضاءة

يُطلق على مرحلة الإضاءة اسم مرحلة الإدراك، وهي المرحلة التي تشهد ورود الأفكار الإبداعية بشكل مفاجئ بطريقة تشبه الوميض الذي يظهر دون توقع، وبالتالي يصبح الشيء الغامض واضحًا.

وتحدث مرحلة الإضاءة عندما لا يفكر الشخص المبدع بنشاط في فكرة أو حل إبداعي، وعندما يكون مشغولًا في مهام أو أنشطة أخرى. ويشعر المبدع في هذه المرحلة بالفرح، نظرًا لنجاحه في العثور على الحل أو الفكرة التي كان يبحث عنها منذ فترة طويلة، فالشيء الغامض بالنسبة له بات واضحًا، وبالتالي يعمل على تدوين الفكرة أو تسجيلها.

مثال مرحلة الإضاءة: يعيش المؤلف لحظة إلهام مفاجئة تمنحه فكرة الحبكة التي يبحث عنها لإدراجها في قصته.

4- مرحلة التحقق

يظن البعض أن العملية الإبداعية تنتهي بمجرد العثور على الحل أو الفكرة، ولكن هذه العملية تمر بمرحلة أخيرة وهي مرحلة التحقق.

وفي مرحلة التحقق يتحقق المبدع من مدى صحة الحل الذي توصل إليه، إذ يقيم هذا الحل باستخدام مهاراته في التفكير النقدي والتحليلي، وإذا لم يكن الحل مرضيًا؛ فسيعود المفكر إلى العملية الإبداعية منذ البداية، وإذا كان مرضيًا؛ سيقوم باعتماده مع إجراء تعديلات بسيطة عليه إذا تطلب الأمر.

ويمكن القول أن مرحلة التحقق هي مرحلة التقييم والاختبار والتحقق من الفكرة التي ظهرت خلال مرحلة الإضاءة.

مثال مرحلة التحقق: يختبر المؤلف فكرته التي توصل إليها حديثًا ويتأكد من جودة الحبكة وملائمتها لأحداث القصة، ثم يدرج الحبكة.

مراحل الإبداع التنظيمي:

مراحل الإبداع التنظيمي تتضمن عادة عدة خطوات تمر بها المؤسسات أو الأفراد لتطوير أفكار جديدة وتحقيق التغييرات المبتكرة داخل المنظمة. الخطوات الرئيسية في هذه العملية عادة ما تكون كالتالي:

التحضير والاستعداد:

في هذه المرحلة، تبدأ العملية الإبداعية بتحديد الأهداف والرؤية بوضوح، مما يوفر أساساً متيناً للابتكار. يتضمن ذلك تحفيز الفرق والموظفين للتفكير الإبداعي، وإنشاء بيئة ملائمة تشجع على التجديد والتفكير خارج الصندوق. البيئة المناسبة تشمل الموارد والأدوات التي تدعم الإبداع، بالإضافة إلى الثقافة التنظيمية التي تقدر الأفكار الجديدة وتدعم التجريب.

توليد الأفكار والابتكار:

هنا، يتم جمع الأفكار وتوليدها بشكل نشط. يشمل ذلك جلسات عصف ذهني، تشجيع الإبداع الجماعي، واستكشاف طرق جديدة لحل المشكلات والتحديات. يتم التركيز على التفكير المبتكر والبحث عن حلول غير تقليدية، مع محاولة إشراك جميع أعضاء الفريق لضمان تنوع الأفكار وزيادة فرص الابتكار.

التقييم والتحليل:

بعد توليد الأفكار، تأتي مرحلة التقييم والتحليل. في هذه المرحلة، يتم فحص الأفكار لتحديد مدى جدواها وملاءمتها لأهداف المنظمة. يشمل ذلك تحليل الفوائد والمخاطر المحتملة، وتقييم كيفية تطبيق الأفكار على أرض الواقع. الهدف هو اختيار الأفكار الأكثر قوة وقابلية للتطبيق، والتي تتماشى مع الاستراتيجية العامة للمنظمة.

التنفيذ والتطبيق:

تتضمن هذه المرحلة تحويل الأفكار المختارة إلى حلول عملية. يتم تطوير خطط تنفيذية واضحة وتحديد الموارد اللازمة لضمان التنفيذ السليم. تشمل هذه المرحلة مراقبة التقدم بشكل مستمر، وتنسيق الجهود، وإدارة أي تحديات قد تظهر أثناء التنفيذ. يتم التركيز على تحقيق النتائج المتوقعة وضمان أن الأفكار تطبق بشكل فعال.

التقييم والتحسين المستمر:

المرحلة الأخيرة تشمل مراجعة الأفكار والتطبيقات بعد تنفيذها فيما يعرف بالـ التحسين المستمر . يتم تقييم نتائج الأفكار بناءً على الأداء الفعلي، ويُجري تحليل لما نجح وما لم ينجح. من خلال التعلم من التجارب والتغذية الراجعة، يتم إجراء التحسينات اللازمة لتعزيز الإبداع التنظيمي وتحقيق نتائج أفضل في المستقبل. تهدف هذه المرحلة إلى تعزيز عملية الابتكار بشكل مستمر وضمان التكيف مع التغيرات والاحتياجات المتغيرة.

تتنوع هذه المراحل وفقًا لظروف واحتياجات كل منظمة، ويمكن أن تُضاف إليها مراحل إضافية حسب السياق والمتطلبات الفردية.

انضم إلى أهم الدورات التدريبية المعتمدة لتعزيز الإبداع:

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

الخاتمة:

تمر العملية الإبداعية بأربع مراحل رئيسية. تبدأ بمرحلة التحضير، حيث يقوم المبدع بجمع المعلومات وتنظيمها وتحليلها لتكوين قاعدة معرفية تساعد في إيجاد حلول جديدة. تليها مرحلة الحضانة، حيث يبتعد الشخص عن المشكلة ويترك لعقله الباطن فرصة لتطوير الأفكار، بينما يكون مشغولًا بأنشطة أخرى. ثم تأتي مرحلة الإضاءة، التي تتميز بظهور فكرة جديدة أو حل مفاجئ خلال أوقات غير متوقعة، مثل أثناء القيام بمهمات عادية.

المرحلة الأخيرة هي مرحلة التحقق، حيث يتم تقييم الفكرة أو الحل الذي ظهر خلال مرحلة الإضاءة للتأكد من جودته وملاءمته. في هذه المرحلة، يقوم المبدع بإجراء التعديلات اللازمة أو العودة إلى العملية الإبداعية إذا لم يكن الحل مرضيًا. يشمل الإبداع التنظيمي أيضاً خطوات مثل التحضير، توليد الأفكار، التقييم، التنفيذ، والتقييم المستمر للتحسين، وذلك لضمان تحقيق التغييرات المبتكرة وتعزيز الإبداع داخل المنظمات.

وفي الختام، فإن اكتساب مهارة الإبداع يتطلب الاهتمام بالأفكار، مع تدوين كل ما يتبادر إلى الذهن بشكل فوري، وتخصيص بعض الوقت كل يوم لتجربة استراتيجيات جديدة لتحفيز الإبداع.

واتساب