تكمن المخاطر في كلِّ ما نقوم به تقريبًا، ولا سيَّما الأعمال التجاريّة. وغالبًا ما يدير المستثمرون المخاطر في كلِّ الاختيارات التي يقومون بها، سواء كان ذلك عن وعيٍ أو غير وعي، مع سعيهم الدائم إلى تحقيق أفضل النتائج. وينبغي للمنظمة أن يكون لديها ثقافة شاملة لإدارة المخاطر، تشكِّل فيها المخاطر جزءًا لا يتجزأ من كل استراتيجية وقرار أساسيين. هذا سيمكِّنها لأن تؤدي أداءً أفضل على المدى الطويل نتيجةً لتحسين عملية صنع القرار، في جميع أوقاتها من رخاء أو شدة. فما هو النهج الذي تستخدمه المنظمات لتحقيق تلك النتائج. وما هي إدارة المخاطر؟ وهل من أساسيات تقوم عليها؟ وما هي هذه الأساسيات؟
ملخص أساسيات إدارة المخاطر:
إدارة المخاطر هي عملية منهجية تشمل تحديد، تقييم، وتخفيف التهديدات التي قد تؤثر على المنظمة. يتعين على المنظمات تطوير ثقافة شاملة لإدارة المخاطر بحيث تصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجياتها وقراراتها الأساسية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحليل احتمالات المخاطر وتأثيراتها، ووضع استراتيجيات لتقليل الضرر المحتمل. تتم إدارة المخاطر عبر خطوات تشمل تحديد المخاطر، تحليلها، تخصيص الموارد، وتقييم مدى فعالية التدابير المتخذة. يعد الفهم الجيد للمخاطر وإدارتها بشكل فعال أمرًا حيويًا لضمان النجاح المستدام للمنظمة.
ما هي إدارة المخاطر؟
وتعرَّف إدارة المخاطر على أنَّها العملية المنهجيّة التي يتم من خلالها تحديد وتقييم وتخفيف التَّهديدات المؤثِّرة على منظَّمتك بشكلٍ أو بآخر. وهي تنطوي على تحليل احتمالات هذه المخاطر وأثرها، ووضع استراتيجيات للوصول إلى أدنى حدٍ من الضَّرر الممكن حدوثه، ورصد فعاليّة التَّدابير والاحتياطات إلى أقصى درجة.
وتحتاج الأعمال التجاريّة في المعتاد إلى معرفة كيفية وأسباب نشوء هذه المخاطر، بل وكيفية تجنُّبها أو التَّخفيف من أثرها المحتمل. ووفقًا لاستراتيجية إدارة المخاطر؛ فإن المخاطر تقع لثلاثة أسباب رئيسية:
1. الضغوط الناجمة عن النمو:
وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لتسارع معدل التوسُّع، وقد يتسبّب ذلك في انخفاض معدَّل التَّوظيف أو المعرفة التي تتعلَّق بصناعتك؛ مما يضرُّ بأعمالك التجاريّة كثيرًا.
2. الضغوط الناجمة عن اختلاف الثقافات:
في حين أنَّ مخاطر تنظيم المشاريع تأتي بعائدٍ إيجابي كبير، إلَّا أنَّ اختلاف الثقافات التي تجمع السُّلطة التنفيذيّة والمنافسات الدَّاخلية قد تسبب العديد من المشاكل.
3. الضغوط الناجمة عن إدارة المعلومات:
يعدُّ جمع المعلومات شيئًا أساسيًّا في القيادة الفعَّالة، ولكن وجود الثَّغرات في مقاييس الأداء يمكنه أن يؤدي إلى اتِّخاذ قرارات مشوَّشة.
وقد تؤدي هذه الضغوط إلى عدَّة أنواع من المخاطر الواجب تدبُّرها أو التَّخفيف من أثرها أو تجنُّبها؛ لكنَّ المخاطر ليست دائمًا واضحة في بادئ الأمر بالشَّكل الذي يمكن التَّعامل معه.
أهمية إدارة المخاطر
إنَّ محاولة فهم المخاطر التي تواجهها المنظمة مهمٌ لضمان نجاحها على المدى الطَّويل. وإذا تعمقنا أكثر في الأسباب التي تجعل من إدارة المخاطر بأنواعها ضرورة قصوى، فيمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. حماية سمعة المنظمة
ففي كثير من الحالات، توفّر الإدارة الفعّالة للمخاطر حماية استباقيّة لمنظَّمتك من الحوادث التي يمكن أن تؤثِّر على سمعتها.
مثال على ذلك:
- شركات الطَّيران: فهي معرَّضة بشكلٍ خاصٍ لمخاطر الامتياز؛ بسبب الأحداث غير المتوقعة، مثل: تأخير الرحلات الجوية وإلغاء الرحلات نتيجة الطقس السيئ أو الفشل الميكانيكي.
وفي حين أنَّ هذه الحوادث تعتبر مخاطر تشغيليّة، إلا أنَّها تضرُّ كثيرًا بسمعة الشركة.
2. تقليل احتمالية الخسائر إلى الحد الأدنى
وهذا ما تؤسس لأجله فرق إدارة المخاطر بشكلٍ أساسيّ، فتعمل معظم المنظَّمات على ذلك تجنبًا لحدوث خسائر ماليّة كبيرة.
- وبالرَّغم من اتّخاذها للعديد من الاحتياطات؛ إلَّا أنَّ بعض أنواع المخاطر قد تصبح خارجة عن سيطرتها إذ لم تأخذها في الاعتبار كسوء سلوك الموظفين مثلًا.
ويتمثَّل أحد سبل التَّخفيف من الخسائر المالية المتَّصلة بسوء سلوك الموظفين في تنفيذ ضوابط داخليّة من خلال استراتيجيّة تضمن تطبيق السياسات لتوثيق المعلومات المُحاسبية وحماية أصول الشركات.
3. التشجيع على الابتكار والنمو
وإدارة المخاطر لا تقتصر على تجنُّب النتائج السلبيّة فحسب؛ بل يمكن أن تكون حافزًا يدفع بالابتكار في منظَّمتك ونموها. فقد يكون التّفكير في المخاطر يسبب ثِقلًا على كاهل المنظَّمة، ولكن لا مفر في نهاية الأمر من إدارتها بفعاليّة إذا أردت أن تبقي منظَّمتك قادرة على المُنافسة.
ولأنَّ المخاطر التنافسيّة تشكّل تحديًا مستمرًا، فيجب على الشَّركات أن تلقي اهتمامًا بالتّغييرات التي تطرأ على السُّوق التجاريّة، والإصرار على خلق قيمة لعملائها من خلال:
- الحصول على بيانات صريحة تعرِّف المخاطر، وتبلِّغ صورتها الكاملة لتتمكَّن من تحديد الطَّريقة المناسبة للتَّعامل معها.
- الدَّمج بين الأنظمة بانسيابيةٍ، وتوفير المزيد من الحريّة حتَّى لا تؤدي الضَّوابط الدَّاخلية إلى تقييد الابتكار وحريّة الإبداع.
4. تعزيز عملية صنع القرارات
وتوفِّر إدارة المخاطر أيضًا إطارًا منظَّما لصنع القرار، وقد يكون ذلك مفيدًا إذا كان عملك يميل إلى مخاطر يصعب إدارتها. ويمكن أن يتمَّ ذلك من خلال:
- نسخ البيانات من أنظمة الرِّقابة القائمة لتطوير سيناريوهات افتراضية من المعلومات الرَّسمية، وبناءً عليها يتمُّ طرح ومناقشة فعاليّة الاستراتيجيات قبل تنفيذها.
ولأنَّ إدارة المخاطر أمرٌ أساسيّ للأعمال التجاريّة، فإن قدرتك على تحديدها والتخفيف من حدتها يفيد منظمتك. فهل تريد التخفيف من مخاطر مؤسستك؟ استكشف المهارات الواجب امتلاكها لتحديد المخاطر وأنواعها والتعامل معها بفعالية من خلال التركيز على تخصص إدارة المخاطر ودراسة محتوى دورة MoR التأسيسية والمطروحة من مؤسسة بكه.
أساسيات إدارة المخاطر
تتمثَّل الأعمال التجاريّة والاستثمار -في جوهرها- في تخصيص الموارد ورأس المال لمخاطر معيّنة، أثناء السعي إلى تحقيق النتائج المرجوَّة، مثل: تحقيق أرباح أعلى، أو عائدات أعلى، أو سعر أسهم مميز. ولأن المنظمة لا يمكنها عادة اختيار النتائج، عليها أن تتقن اختيار المخاطر بأساسيات وخطوات تناسبها وتمكِّنها من تحقيق تلك النتائج. ويتم ذلك من خلال تخصيص مواردها بالشكل المطلوب.
وقد تتَّخذ هذه المنظَّمات، في إطار عملية اتّخاذ قراراتها، خطوات لتفادي بعض هذه المخاطر، وقياس مدى تعرُّضها لأخرى والتَّخفيف من حدَّتها حسب اقتضاء الأمر. وبتحقيق ذلك يمكن لعمليّات وأدوات إدارة المخاطر معالجة المشاكل التجاريّة والماليّة الصعبة في السوق.
ولأنَّها تعدُّ مسألة مصيرية للمنظَّمات وقدرتها على الاستمرار، عليها أن تدير الأمر بقرارات فعَّالة، وهذا ما يجعل العائد من الاستثمار مرتبطًا بالمخاطر بشكلٍ مباشر ووثيق، ولكنَّه يتطلب في ذات الوقت إدارة هذه المخاطر على النَّحو الأمثل.
ومن العوامل الرئيسيّة في إدارة الأعمال والاستثمارات:
- تحديد المخاطر وقياسها على نحوٍ سليم.
- المحافظة على اتّساق المخاطر مع أهداف المؤسسة.
وتؤدّي إدارة المخاطر الجيَّدة إلى زيادة فرص الحصول على نتيجة مفضَّلة - أي زيادة قيمة الشَّركة أو الحافظة أو زيادة المنفعة العائدة على الفرد.
منهجية إدارة المخاطر
ويمكن للشَّركات التي تعتمد منهجية في إدارة المخاطر الخاصَّة بها - مع تحسينها باستمرار- أن تجني فوائد تحسين عملية صنع القرار، وزيادة احتمال بلوغ أهدافها التجاريّة، وكذلك تعزيز وضعها الأمنيّ. ولكن مع تزايد المخاطر وتعدد أنواعها، كيف تتمكَّن المنظَّمات من ضبط عملياتها لإدارة المخاطر والاستفادة منها على النَّحو الأمثل؟ إليك هنا الأساسيات التي تقوم عليها إدارة المخاطر، وكذلك بعض الأفكار التي يمكن تطبيقها على مؤسستك للتَّعامل معها بشكلٍ أفضل.
خطوات إدارة المخاطر
ولعملية إدارة المخاطر ستُّ خطوات يجب اتّباعها لتتيح لك ولمنظَّمتك نقطة انطلاق جديدة لتنفيذ أو تحسين مهارتك في مجال إدارة المخاطر. وتتمثل خطوات إدارة المخاطر في ما يلي:
- تحديد المخاطر
- تحليل وتقييم المخاطر
- التَّنفيذ والاستجابة للمخاطر
- تخصيص الموارد والميزانية
- التَّخفيف من حدَّة المخاطر
- رصد المخاطر وتسجيلها ومتابعتها
وإذا كانت هذه هي المرَّة الأولى التي تضع فيها منظَّمتك برنامجًا لإدارة المخاطر، لا بدّ أن يستكمله طرفٌ ثالث ذي خبرة. وهذا ما تقدِّمه لك مؤسسة بكه ومنصَّتها التَّعليمية من خلال الدَّورات التأسيسيّة والاحترافيّة المطروحة في تخصُّص إدارة المخاطر، ضمن دورات إدارة المشاريع.
1. تحديد المخاطر
والخطوة الأولى في عملية إدارة المخاطر هي تحديد المخاطر، وتأخذ هذه الخطوة في الاعتبار الأهداف الشَّاملة للمنظَّمة وكلَّ الغايات التي تسعى إليها، من خلال إجراء محادثات مع الإدارة والقيادة. ومنها يتم الانتقال بالمخاطر من المستوى العام إلى المخاطر الوظيفية، لكي تصبح العملية أكثر تحديدًا، وتبدأ فرق إدارة المخاطر في العمل بالتَّعاون مع أصحاب المصلحة.
وعند تحديد المخاطر، تقوم معظم المنظَّمات بعمل سجلٍ للمخاطر، وهو عبارة عن قاعدة للبيانات تضم كل ما يتعلَّق بالمخاطر، والمسؤولين عنها، ودرجات المخاطر المختلفة، وأيضًا خطط التَّخفيف من حدَّتها.
2. تحليل وتقييم المخاطر
وينطوي هذه الخطوة على النظر في احتمال حدوث الخطر، والأثر المحتمل الذي يمكن أن يُحدثه ذلك الخطر على المنظَّمة إذا تحقق.
وتصبح عملية تحديد أولويات المخاطر أكثر بساطة إذا تم تحديدها كميًّا من خلال مصفوفة تقييم المخاطر، وهي أداة لدراسة العلاقة بين احتمالية وقوع الخطر وأثره على المنظَّمة باختلاف درجات شدَّتهما.
وفي هذه الحالة؛ يُطلب من خبير تقييم المخاطر أن ينظر في مدى احتمال وقوع الخطر بالفعل، وكذلك الكيفية التي ستتأثر بها المنشأة في حال وقوعه، ويعبِّر في كلِّ منهما بالدَّرجات؛ مما ينتج عن احتمالية حدوث الخطر وأثره مجموعًا لتقسيم المخاطر إلى فئات منخفضة ومعتدلة وعالية، يمكن من خلال تحديد مستوى الخطورة.
3. التنفيذ والاستجابة للمخاطر
وبمجرَّد تحديد المخاطر وتحليلها، ينبغي وضع خطةٍ مناسبة للتَّنفيذ، والبدء في الاستجابة للمخاطر ومعالجتها كليًّا أو جزئيًّا. وينبغي كذلك أن تكون هناك خططًا مصمَّمة للقيام بذلك، ومناسبة للتَّنفيذ بحيث تكون ذات صلة بالمخاطر التي تواجهها المنظَّمة، وكافية للتَّخفيف من حدَّتها.
4. تخصيص الموارد والميزانية
وهذه الخطوة لا يضعها الكثيرون في الاعتبار عند طرح المحتوى المتعلِّق بإدارة المخاطر. ولكنَّ الواقع يفرض نفسه حين تجد العديد من المؤسسات التجاريّة نفسها في وضعٍ لا تملك فيه الموارد والأموال الكافيّة لتكريسها لإدارة المخاطر والتخلُّص منها.
وباستخدام سجل المخاطر وما يقابله من درجات احتماليّة الحدوث والأثر، تتمكَّن الإدارة من تخصيص الموارد والميزانية بسهولةٍ أكبر للمجالات ذات الأولوية، مع مراعاة فعاليّة التَّكلفة. وفي كلِّ عامٍ، ينبغي للقيادة أن تعيد تقييم تخصيص موارد المنظَّمة كجزءٍ من ممارسات دورة حياة المخاطر السنويّة.
5. التخفيف من حدة المخاطر
وتشمل هذه الخطوة وضع خطة عمل لمعالجة المخاطر المُحتملة، ثم تنفيذ خطة العمل تلك. ويحظى التَّخفيف من حدَّة المخاطر بنجاحٍ مقبولٍ بين مختلف أصحاب المصلحة. ونظرًا لاختلاف أنواع المخاطر، ستبدو كلُّ خطة عمل مختلفة اختلافًا كبيرًا عن نظيرتها باختلاف نوع المخاطر التي تتعرض إليه كل منظَّمة منهم.
6. رصد المخاطر وتسجيلها ومتابعتها
والخطوة الأخيرة في دورة حياة إدارة المخاطر هي رصد المخاطر، وتسجيل حالتها في المنظَّمة، ومتابعتها. وينبغي رصد المخاطر على أساس منتظم للكشف عن أيّ تغييرات في تقييم المخاطر أو خطط التَّخفيف من حدَّتها.
ويمكن لتقييمات المخاطر المنتظمة أن تساعد المنظمات على مواصلة رصد وضعها من حيث التأثر بالمخاطر. غير أن عقد اجتماعات لفرق إدارة المخاطر بشكلٍ دوري يسهّل دمج أنشطة إدارة المخاطر في العمليات المقررة، والتي تكفل خضوع المخاطر للرَّصد المستمر.
وتمكن هذه الخطوة المنظمة من:
- عرض ورصد المخاطر التي تواجهها.
- دراسة الجهود المبذولة للتَّخفيف منها إلى أدنى حدٍ ممكن.
- تطبيق الدُّروس المُستفادة من التَّجارب السَّابقة.
- تحسين خطط إدارة المخاطر مستقبلًا.
ويمكنك امتلاك المهارات التي تحتاجها لتحديد المخاطر وإدارتها بفعّالية، من خلال تجربة تعلم تفاعلية توفرها لك منصَّة بكه التعليميّة، والتي تمكِّنك من استخلاص الأفكار من نماذج الأعمال التجاريّة في العالم الحقيقيّ وفهم كيفية التَّعامل مع إدارة المخاطر بشكلٍ أفضل.
تقدم منصة بكه، العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورات في إدارة المخاطر. ومنها:
اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.
ما هو نظام الحوكمة والمخاطر والامتثال GRC؟
نظام الـ - Governance, risk and compliance GRC هو نظام تستخدمه المنظَّمات في هيكلة الحوكمة، وإدارة المخاطر، والامتثال التنظيميّ. والغرض منه توحيد نهج المنظَّمة إزاء إدارة المخاطر التي تواجهها، والذي من شأنه تحسين أداء الأعمال التجاريّة وتحسين عملية صنع القرار داخل مجلس إدارة الشَّركة.
وكما يشير الاسم، فإن لانضباط المنظَّمة ثلاثة عناصر رئيسية، ألا وهي: الحوكمة، وإدارة المخاطر، والامتثال. ولتحقيق أهداف المنظمة عن طريق استراتيجية GRC فعّالة، سنقوم بشرح كلِّ من هذه المكونات الثَّلاثة كلٍّ على حدة.
أولًا: الحوكمة
الإدارة هي عملية تكفل اتِّساق جميع الأنشطة التنظيميّة داخل المُنظَّمة من عمليات تكنولوجيا المعلومات، والتَّدريب، وما إلى ذلك؛ وذلك لدعم أهدافها العامَّة والنُّهوض بها.
وتشمل الإدارة عادةً صانعي القرار الرئيسيين في المنظَّمة، مثل: أعضاء مجلس الإدارة أو المسؤولين التنفيذيين رفيعي المستوى. والإدارة الرشيدة الفعّالة تستخدم البيانات والمعلومات والأدلة الماديّة لوضع الاستراتيجيات واتّخاذ القرارات. وتشمل المصادر الرَّئيسية ما يلي:
- التَّحقيقات الدَّاخلية.
- تقارير التَّحقق من صحَّة البيانات.
- نتائج الرَّصد.
- تقييمات المخاطر من حيث الشِّدة والتَّأثر.
وتساعد الإدارة القويّة على إبقاء المنظَّمة على المسار الصَّحيح ومواءمتها مع الأهداف المحدَّدة.
ثانيًا: إدارة المخاطر
وتنطوي إدارة المخاطر على تحديد وتقييم ومُراقبة التَّهديدات والمخاطر التي تتعرَّض لها المنظَّمة. ويمكن أن تتمثل هذه التَّهديدات في الأزمات الماليّة، والعواقب القانونيّة، والتَّهديدات المتعلِّقة بأمن الفضاء الإلكترونيّ، والمسؤوليات التجاريّة، والأخطاء الإداريّة، والكوارث الطبيعيّة، وغيرها من الحوادث.
وتعتمد عمليات إدارة المخاطر عادةً على:
- المراجعة الدَّاخلية للحسابات.
- تقييمات المخاطر لتحديد الثَّغرات الحرجة والمجالات التي يشوبها قدرٌ كبير من الخطر.
ويمكن أن تنشأ المخاطر داخليًا، في إطار العمليات التجاريّة الأساسيّة، أو خارجيًا في السُّوق الأوسع نطاقًا. ويساعد وجود إطار قويّ لإدارة المخاطر في ضمان اتّساق جميع أنشطة إدارة المخاطر مع الغايات والأهداف النِّهائية للمنظَّمة.
ثالثًا: الامتثال للائحة
ويشمل امتثال المنظَّمة مواءمة الأنشطة التنظيميّة مع القوانين والأنظمة التي تؤثر عليها، مثل: قوانين الخصوصيّة أو القوانين البيئيّة، أو سياسات وإجراءات الشَّركات المصمَّمة طوعًا. في حين أنَّ عدم الامتثال قد يؤدي إلى عواقب ماليّة وقانونيّة مدمِّرة.
لماذا تحتاج المنظمة إلى نظام GRC؟
تواجه المنظَّمات مناخًا تجاريًّا متغيّرًا بصورةٍ مُتزايدة؛ فإذا كنت جزءًا من شركة كبيرة أو أعمال تجاريّة صغيرة أو غير ربحيّة، فإنك ستواجه حتمًا العديد من التحدِّيات، بما في ذلك:
- التغييرات المستمرَّة في اللوائح التنظيميّة والتي تؤثر تأثيرًا شديدًا على العمليات التجاريّة.
- إلحاح أصحاب المصلحة من أجل الحصول على نتائج أداء قويّة، ونمو متَّسقٍ للمؤسسات.
- تزايد تكاليف متطلبات الامتثال وإدارة المخاطر، وضرورة تلبيتها حسب أهميتها.
- توطيد العلاقات مع الطرف الثالث، وما ينتج عنها من تحدِّيات في الحوكمة.
- العواقب القانونيّة والماليّة المُحتملة والنَّاجمة عن انعدام الرِّقابة المُثلى، والتَّغاضي عن التَّهديدات الخطيرة.
بالإضافة إلى أنَّ وجود استراتيجيّة قويّة ينطوي على التَّنفيذ الفعّال لما يلي:
- تحديد الأهداف الصَّحيحة لمنظَّمتك.
- ضمان الاتِّصال السلس، ووصول المعلومات الصَّحيحة إلى الأشخاص المُناسبين في الوقت المُناسب.
- وضع الإجراءات والضَّوابط لمُعالجة المخاطر واحتياجات الامتثال.
استراتيجيات معالجة المخاطر
وهناك ملاحظة أخرى واحدة بشأن التَّخفيف من المخاطر؛ ألا وهي استراتيجيّات مُعالجة المخاطر. وفيما يلي هذه العلاجات الأربعة، والتي يمكن تطبيقها للتَّعامل مع المخاطر التي تواجهها المنظَّمة.
- قبول المخاطر:
فما دامت المخاطر تشغل الحدود المسموح بها دون التَّأثير سلبًا على المنظَّمة، يمكن الإبقاء عليها وقبولها مع وضع التَّجهيزات للتَّعامل معها في أيّ وقت.
- نقل المخاطر:
قد يختار أصحاب المصلحة في المنظَّمة نقل المخاطر أو جزءًا منها إلى طرفٍ ثالث مقدِّم لهذه الخدمات أو شركة تأمين مثلًا.
- تجنب المخاطر:
ويحدث حين تختار المنظَّمة عدم المضي قدمًا والتعرّض لهذا الخطر، كي تتجنب تحمُّله من البداية.
- الحدّ من المخاطر:
تضع في هذه الحالة المنظَّمة خطة عمل للحدِّ من المخاطر، أو التَّخفيف منها إلى مستويات مقبولة يمكن السَّيطرة عليها.
ملحوظة: إن لم تختر المنظَّمة استراتيجيّة التَّخفيف من خطرٍ ما، واختارت بدلًا من ذلك قبول الخطر أو نقله أو تجنُّبه؛ فينبغي عليها في كلِّ مرةٍ تسجيل هذه التفاصيل في سجل المخاطر، وهذا قد يلزمها بإعادة النَّظر فيها عند تطبيق منهجيّة إدارة المخاطر في المرَّات المُقبلة.
كيفية إنشاء خطة فعالة لإدارة المخاطر
ولكي تحظى أيُّ خطةٍ رشيدة لإدارة المخاطر بتأييد القيادات وأصحاب المصلحة الرَّئيسيين في المنظََّمة؛ فلا بدّ أن تطبِّق خطوات إدارة المخاطر بفعاليّة، واتّخاذ إجراءات بشأنها.
ويتطلَّب تطبيق خطة فعّالة لإدارة المخاطر تنفيذ بعض الخطوات، كالتَّالي:
1. إيجاد الأشخاص المُناسبين، والعمليّات، والتكنولوجيا المُناسبة.
ينبغي أن تكون الأنشطة والموارد التي تحتاجها المنظَّمة ممكنة تسهّل عليها تطبيق أفضل الممارسات. ولكنَّها في بعض الأحيان قد تكون غير قابلة للتَّطبيق تمامًا؛ لأنها فقط لا تمتلك القدرات والتكنولوجيا والأموال و/أو الموظفين المُناسبين للقيام بذلك.
2. تطبيق منهجيّة إدارة المخاطر كأحد عناصر الخطة الفعّالة.
وهذا يعني أنه ينبغي إدراج الخطوات الست المُبيَّنة أعلاه في دورة حياة إدارة المخاطر داخل الشَّركة.
3. سجل المخاطر هو حجر الزَّاوية الآخر في الإدارة الفعّالة للمخاطر.
ووجود هذا السِّجل يساعد على تدوين جميع المخاطر التي تواجهها الشَّركة، وما يصاحبها من درجات واستراتيجيّات للتَّخفيف من حدَّة المخاطر، مما يساعد أعضاء الفريق المعني بإدارة المخاطر أن يتصرف على أساسها.
4. تحديث سجل المخاطر باستمرار.
ينبغي أن يكون تحديث سجل المخاطر من أولويات فريق إدارة المخاطر، ويمكن برمجة هذه الخطوة، ممَّا يوفّر للمُستخدمين آلية للتَّعقب والتَّعاون.
تخفيف مخاطر أمن الفضاء الإلكتروني.
ويتمُ ذلك عن طريق إنشاء مركز عمليات أمنية من موظفي تكنولوجيا المعلومات للرَّصد 5. المستمر للمخاطر على مدار الساعة.
ويمكن لبرمجيات إدارة المخاطر أن توفّر لمؤسستك رؤية موحَّدة لمخاطر الشَّركة، ومستودعًا لتخزين وتحديث الوثائق الرئيسيّة، مثل: سجل المخاطر، وحيزًا للتعاون عمليًا مع الزُّملاء للتَّحقق من جهود التَّخفيف من المخاطر أو تنسيق عمليات تقييم المخاطر. تفقَّد الدَّورات التأسيسيّة والاحترافيّة التي تقدِّمها منصَّة بكه، وكلُّ ما عليك الآن هو التَّسجيل ومن ثمَّ البدء في وضع خطتك المثاليّة لإدارة المخاطر.. ابدأ اليوم!
تعلم إدارة المخاطر واحصل على شهادة معتمدة فيها:
تقدم منصة بكه، العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورات في إدارة المخاطر. ومنها:
اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.